العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى الفتــــــاوى والأحكـــام الشــرعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-13, 11:05 AM   رقم المشاركة : 1
شهد الشام
عضو ماسي







شهد الشام غير متصل

شهد الشام is on a distinguished road


تعطيل السبت بدل الخميس استبدال للذي هو أدنى بالذي هو خير - الشيخ عبد المحسن العباد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.


أما بعد؛ فمن المعلوم أنه حصل في أوائل عام 1432هـ أحداث لبعض الدول العربية ذهب فيها دول وحلَّ محلها دول أخرى، وهذه الدول الجديدة حتى الآن لم يحصل لها الاستقرار، بل فيها الفتن والاختلاف، وقد تحرى في هذه المناسبة بعض التغريبيين في هذه البلاد شراً لبلاد الحرمين فكتبوا كتابات في شبكة المعلومات يطالبون فيها بتحويل الدولة في بلاد الحرمين إلى دولة دستورية مماثلة للدولة البريطانية يكون فيها الملك أو الملكة شيئاً صورياً والحل والعقد بيد رئيس الوزراء، وقد كتبت عن مطالبهم الإفسادية كلمة بعنوان: «خطورة الإفساد في بلاد الحرمين بعد إصلاحها» نشرت في 3/4/1432هـ، ذكرت فيها أن هذا من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، وأنهم بذلك قويٌّ شبههم ببني إسرائيل الذين اختاروا البصل والثوم بدلاً من المن والسلوى، وقد جاء في القرآن إنكار ذلك عليهم في قوله تعالى عن موسى: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}، والباء داخلة على الشيء المتروك المرغوب عنه كما في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ}، وقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ}، وهذه الفئة هي الطبقة الثانية من التغريبيين الذين لم يظفروا بجاه ولا منصب، وأما الطبقة الأولى من التغريبيين فهم المتغلغلون في أجهزة الدولة يصولون ويجولون ويفسدون في الأرض ولا يصلحون ويلهثون وراء تغريب هذه البلاد وموافقتها للغرب في كل ما فيه مضره، ومن آخر ما جلبوه لهذه البلاد سعيهم لإقرار تحويل العطلة الأسبوعية إلى السبت بدل الخميس في 14/8/1434هـ بدعوى أن في ذلك فوائد اقتصادية، وهو في الحقيقة من التشبه المحرم بالغرب واستبدال للذي هو أدنى بالذي هو خير.

والعطلة الأسبوعية للنصارى هي يوم الأحد ومعه اليوم الذي قبله، وعطلة اليهود يوم السبت ومعه اليوم الذي قبله، وعطلة المسلمين الجمعة وأضيف إليه اليوم الذي قبله، وفي نقل التعطيل إلى يوم السبت بدل الخميس محذوران: أحدهما: الموافقة لليهود وهم أشد الناس عداوة للمؤمنين؛ كما قال الله عز وجل: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا
والثاني: ما حُكي عن بعض السلف من أخبار إسرائيلية عن اليهود أنهم قالوا: خلق الله السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام واستراح يوم السبت!! عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى قتادة عند عبدالرزاق وابن جرير وابن المنذر، وإلى الضحاك عند ابن المنذر، وذلك في تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} أي تعب وإعياء، فإن صح ذلك عنهم ففي موافقتهم الجمع بين هاتين الخصلتين الذميمتين كما قيل في المثل: أحشفاً وسوء كيلة؟! والحشف: أردأ التمر، وسوء الكيل: نقصه، قال الميداني في مجمع الأمثال (1/216): «أي اتجمع حشفاً وسوء كيل؟! يضرب لمن يجمع بين خصلتين مكروهتين»، وليس التفوه بهذا الكلام القبيح بغريب على قتلة الأنبياء الذين قالوا: {يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ}، وقالوا: {إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}.

وقد قلت في الكلمة المنشورة في 18/2/1430هـ بعنوان: «دعاة تغريب المرأة ومتبعو الأهواء والشهوات هم الذين وراء بدء انفلات بعض النساء أخيراً في بلاد الحرمين» ـ وهي أول كلمة كتبتها في التحذير من فتن التغريبيين ـ
قلت فيها عن هذه الطبقة الأولى من التغريبيين: «ومن كانوا من دعاة التغريب ومتبعي الأهواء والشهوات قريبين من ولاة الأمر في إدارة أو استشارة أو وزارة أو غير ذلك فهم في الحقيقة بطانة سيئة وجلساء سوء، وخطرهم على الراعي والرعية أشد من خطر المجذوم على الصحيح، والفرار منهم أولى من فرار الصحيح من المجذوم؛ للبون الشاسع بين خطرهم وخطر المجذوم، قال صلى الله عليه وسلم: «ما استُخلف خليفة إلا كان له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم من عصم الله» رواه البخاري (6611)، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحذيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة» رواه البخاري (5534) ومسلم (6692)، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «وفِرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد» رواه البخاري (5707)، وفي حلية الأولياء لأبي نعيم (5/ 336) عن الأوزاعي قال: قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: «من صحبني منكم فليصحبني بخمس خصال: يدلني من العدل إلى ما لا أهتدي إليه، ويكون لي على الخير عوناً، ويبلغني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ولا يغتاب عندي أحداً، ويؤدي الأمانة التي حملها مني ومن الناس، فإذا كان كذلك فحيهلا به، وإلا فهو في حرج من صحبتي والدخول علي»، وأما حالهم في الآخرة، فقد قال الله ـ عز وجل ـ في أمثالهم: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (66) الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}».

وأما الدندنة حول تحصيل فوائد اقتصادية من هذا التغيير فمعلوم أن العطلة الأسبوعية في المملكة قبل شهر شعبان سنة 1395هـ كانت يوم الجمعة فقط وأضيف إليها في أول عهد الملك خالد رحمه الله الخميس، وحصل في ذلك الوقت وما بعده قوة اقتصادية للمملكة زيد بسببها الرواتب زيادة كبيرة، وحصل في عهد الملك فهد رحمه الله توسعة واسعة في المسجد النبوي وتوسعة في المسجد الحرام وإقامة مشاريع أخرى كثيرة، أما في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله حفظه الله فقد حصل في السنوات الماضية قبل هذا التغيير الجديد للعطلة الأسبوعية زيادات كبيرة في ميزانية الدولة زيدت فيها الرواتب وكثرت فيها الجامعات فشملت مناطق المملكة وفي بعض المناطق عدة جامعات، والمدن والقرى التي لم يكن فيها جامعات أنشئت فيها كليات تابعة للجامعات، ويجري الآن العمل على توسعة المسجدين الشريفين وتوسعة المطاف وأقيم جسر للجمرات مكون من عدة طوابق، وعُبّدت طرق كثيرة، ويجري الآن التأسيس لإنشاء قطارات في جهات مختلفة من المملكة، فكيف يزعم كبار التغريبيين الذين يلهثون وراء هذا التغيير للعطلة الأسبوعية أن فيه فوائد اقتصادية لهذه البلاد مع أن هذه البلاد تنعم بهذه الخيرات قبل هذا التغيير؟! وانظر لإيضاح هذه المسألة كتاب الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري: «الدلائل الشرعية على تحريم موافقة اليهود والنصارى في العطلة الأسبوعية»، وكتاب: «المقيس بين السبت والخميس» لرجل الأعمال وعضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى سابقاً الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله المشيقح.

وأسأل الله عز وجل أن يحفظ بلاد الحرمين حكومة وشعباً من كل شر وأن يوفقها لكل خير وأن يقيها شر الأشرار وكيد الفجار من الغربيين والتغريبيين؛ إنه على كل شيء قدير.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


عبد المحسن بن حمد العباد البدر







التوقيع :
مهما فرح الخائن وتألم المغدور !
تذكر !!
أن عقارب الساعة تدور ،،
.
.
.

﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾
من مواضيعي في المنتدى
»» التحالف اليهودي الإيراني الممانع !!
»» تشويه صورة الجيش الحر ، وخوف الأقليات في سوريا ..
»» لبنان.. حصيلة اشتباكات صيدا: قتيلان وجرحى من ميليشيا "حزب الله"
»» حكم الإخوان .. دروس وعبر لشيخ محمد بن سعيد رسلان حفظه الله 26 شعبان 1434
»» الحلف الشيعي .. لفيصل القاسم
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:47 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "