فلماذا فرقتم بينهم؟!
[ 29 ]
بوّب الكليني باباً مستقلاً في الكافي بعنوان
(إنّ النساء لا يرثن من العقار شيئا)،
روى فيه عن أبي جعفر قوله:
«النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئاً» ([1]) .
وروى الطوسي في التهذيب ([2]) عن ميسر قوله:
«سألت أباعبد الله عليه السلام
عن النساء ما لهن من الميراث؟
فقال: لهن قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب
فأما الأرض والعقار فلا ميراث لهن فيهما»
وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال:
«النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئاً»
وعن عبدالملك بن أعين عن أحدهما عليهما السلام قال:
«ليس للنساء من الدور والعقار شيئًا».
وليس في هذه الروايات تخصيص أو تقييد
لا فاطمة رضي الله عنها ولا غيرها.
وعلى هذا فإنه لا حق لفاطمة رضي الله عنها
أن تطالب بميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛
(حسب روايات المذهب الشيعي).
وأيضاً كل ما كان للرسول صلى الله عليه وسلم
فهوللإمام،
فعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد رفعه،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«خلق الله آدم وأقطعه الدنيا قطيعة،
فما كان لآدم(ع ) فلرسول الله صلى الله عليه وسلم
وما كان لرسول الله فهو للأئمة من آل محمد » ([3])
والإمام الأول بعد رسول الله حسب معتقد الشيعة
هو علي رضي الله عنه ،
ولذا فالأحق بالمطالبة بأرض فدك
هو علي رضي الله عنه ،
وليس فاطمة رضي الله عنها،
ولم نره فعل ذلك،
بل هو القائل:
«ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل،
ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز،
ولكن هيهات أن يغلبني هواي
وأن يقودني جشعي إلى تخير الأطعمة،
ولعل بالحجاز واليمامة من لا طمع له في القرص،
ولا عهد له بالشبع» ([4]) .
=====================
([1]) انظر: «فروع الكافي» للكليني (7/127).
([2]) (9/254).
([3]) أصول الكافي للكليني، كتاب الحجة
ـ باب أن الأرض كلها للإمام عليه السلام، (ج1 ص476).
([4]) نهج البلاغة، (1/211).
[ 30 ]
لماذا قاتل أبو بكر رضي الله عنه المرتدين،
وقال: لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه،
بينما يقول الشيعة بأن عليًا رضي الله عنه ،
لم يخرج المصحف الذي كتبه عن الرسول صلى الله عليه وسلم
خوفاً من أن يرتد الناس!!
وقد كان هو الخليفة،
وله من الصفات والتأييد الإلهي كما يدعي الشيعة،
ومع هذا يرفض أن يُخرج المصحف
خوفاً من ارتداد الناس،
ويرضى أن يدع الناس في الضلال،
وأبو بكر يقاتل المرتدين على عقال بعير!!
[ 31 ]
لقد أجمع أهل السنة والجماعة، والشيعة بجميع فرقهم
على أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
شجاع لا يشق له غبار،
وأنه لا يخاف في الله لومة لائم.
وهذه الشجاعة لم تنقطع لحظة واحدة
من بداية حياته حتى قتل على يد ابن ملجم.
والشيعة كما هو معلوم يعلنون أن علي بن أبي طالب
هو الوصي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بلا فصل.
فهل توقفت شجاعة علي رضي الله عنه
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
حتى بايع أبا بكر الصديق رضي الله عنه؟!
ثم بايع بعده مباشرة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟!
ثم بايع بعده مباشرة ذا النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه؟!
فهل عجز رضي الله عنه ـ وحاشاه من ذلك ـ
أن يصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولو مرة واحدة في خلافة أحد الثلاثة
ويعلنها مدوية بأن الخلافة قد اغتصبت منه؟!
وأنه هو الأحق بها لأنه الوصي؟!
لماذا لم يفعل هذا ويطالب بحقه
وهو من هو شجاعة وإقدامًا؟!
ومعه كثير من الناصرين المحبين؟!
[ 32 ]
حديث الكساء شمل أربعة أنفس
من بيت « علي » ـ رضي الله عنه ـ بالتطهير([1]) .
فما هو الدليل على إدخال غيرهم في التطهير ؟!
==============
([1]) وهم: علي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ، كما سبق.