العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-09-13, 05:18 AM   رقم المشاركة : 1
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


دراسة علمية لحديث [ توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله مبين الحق ومجليه، فاضح زيغ أهل الضلالة ومخزيه.. وأصلي وأسلم على الهادي البشير، والمبلغ النذير، من مهد طريق الحق وأعلامه، ورسم منهج البيضاء وأبانه. ثم أما بعد..

فإنه وفي أثناء تصفحي لبعض المواضيع في الشبكة العنكبوتية؛ قد وقفت على كلامٍ صادرٍ من بعض عباد القبور والأموات، من يوصفون في أهل الزيغ والضلال بالغلاة، أخذ يسطر فيه متبجحاً بلا علمٍ ولا حياءٍ من جهلٍ شبهة روج فيها جواز الاستغاثة والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم.

مستدلاً على شبهته هذه بما ورد عن نبي الله آدم عليه السلام في توسله بالنبي صلى الله عليه وسلم , وسيأتي بيان هذه الشبهة الهالكة بإذن الله تعالى , في معرض الكلام حول الرواية التي إستدل بها القبورية وأهل البدع لأثبات التوسل بذوات الأموات , والله تعالى المستعان فكيف يتوسل آدم بمن لم يخلق بعد وصلي اللهم وسلم على النبي محمد وعلى أله وصحبه .

ولم يكتف بنشر هذه الشبهة وحسب؛ بل أخذ ينافح عنها بصفيق القول والكلام، وواهي الدليل وناقص الإحكام.. فأحببت أن أكشف باطله وزيفه، وأن أجلي شبهته التي أطلقها ووقفت عليها منه ومن غيره ممن هو على شاكلته؛ فأقول وبالله التوفيق، ومنه أستمد العون والتأييد:

استدل هذا القبوري عابد الأموات على شبهته هذه بما ورد عن حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الأشعري وأبو القاسم أحمد بن بقى الحاكم وغير واحد فيما أجازونيه قالوا أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن دلهاث قال حدثنا أبو الحسن على بن فهر حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الفرج حدثنا أبو الحسن عبد الله بن المنتاب حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا ابن حميد قال ناظرا أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله تعالى أدب قوما فقال ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) الآية ، ومدح قوما فقال ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله ) الآية ، وذم قوما فقال ( إن الذين ينادونك ) الآية وإن حرمته ميتا كحرمته حيا فاستكان لها أبو جعفر وقال يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله قال الله تعالى ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ) الآية . الشفا بتعريف حقوق المصطفى (ج2 / ص40 / 41) .

* قلتُ وهذه القصة لا تصح بل لا يمكن التعويل عليها للإستدلال ببدعة التوسل بالأموات , وقد أسهب العلماء في التعليق على هذه الرواية وبيان ضعفها فالأصل فيها الضعف , ولعلنا نبين أقوال العلماء في هذه القصة , وقد نقدها شيخ الإسلام إبن تيمية من وجوهٍ كثيرة وسأعتمدُ على كلامه رضي الله عنه , في التعليق على هذه القصة والله تعالى الموفق والمعين .

* إثبات ضعف الخبر من ناحية السند .

قال في " الفتاوى " (1/228) :
فَهَذَا كُلُّهُ نَقَلَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ مِنْ كُتُبِ أَصْحَابِ مَالِكٍ الْمَعْرُوفَةِ ثُمَّ ذَكَرَ حِكَايَةً بِإِسْنَادِ غَرِيبٍ مُنْقَطِعٍ رَوَاهَا عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ إجَازَةً ... فذكرها بسندها عن القاضي عياض ، ثم قال : قُلْت : وَهَذِهِ الْحِكَايَةُ مُنْقَطِعَةٌ ؛ فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ حميد الرَّازِيَّ لَمْ يُدْرِكْ مَالِكًا ، لَا سِيَّمَا فِي زَمَنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ ، فَإِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ ، وَتُوُفِّيَ مَالِكٌ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ . وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ حميد الرازي سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ بَلَدِهِ حِينَ رَحَلَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ إلَّا وَهُوَ كَبِيرٌ مَعَ أَبِيهِ ، وَهُوَ مَعَ هَذَا ضَعِيفٌ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْحَدِيثِ ، كَذَّبَهُ أَبُو زُرْعَةَ ، وَابْنُ وارة ، وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأسدي : مَا رَأَيْت أَحَدًا أَجْرَأَ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ وَأَحْذَقَ بِالْكَذِبِ مِنْهُ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَبِيبَةَ : كَثِيرُ الْمَنَاكِيرِ . وَقَالَ النسائي : لَيْسَ بِثِقَةِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : يَنْفَرِدُ عَنْ الثِّقَاتِ بِالْمَقْلُوبَاتِ . وَآخِرُ مَنْ رَوَى الْمُوَطَّأَ عَنْ مَالِكٍ هُوَ أَبُو مُصْعَبٍ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ . وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ مَالِكٍ عَلَى الْإِطْلَاقِ هُوَ أَبُو حُذَيْفَةَ أَحْمَدُ بْنُ إسْمَاعِيلَ السَّهْمِيُّ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَفِي الْإِسْنَادِ أَيْضًا مَنْ لَا تُعْرَفُ حَالُهُ .ا.هـ.

وقال أيضا في " الفتاوى " (1/225) :
وَكَذَلِكَ مَنْ نَقَلَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ جَوَّزَ سُؤَالَ الرَّسُولِ أَوْ غَيْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمْ أَوْ نَقَلَ ذَلِكَ عَنْ إمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ - غَيْرِ مَالِكٍ - كَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِمَا فَقَدْ كَذَبَ عَلَيْهِمْ ، وَلَكِنْ بَعْضُ الْجُهَّالِ يَنْقُلُ هَذَا عَنْ مَالِكٍ ، وَيَسْتَنِدُ إلَى حِكَايَةٍ مَكْذُوبَةٍ عَنْ مَالِكٍ ... وَأَصْلُهَا ضَعِيفٌ .ا.هـ.

وقال أيضا في " الفتاوى " (1/353) :
وَالْحِكَايَةُ الَّتِي تُذْكَرُ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ لِلْمَنْصُورِ لَمَّا سَأَلَهُ عَنْ اسْتِقْبَالِ الْحُجْرَةِ فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ وَقَالَ : " هُوَ وَسِيلَتُك وَوَسِيلَةُ أَبِيك آدَمَ " كَذِبٌ عَلَى مَالِكٍ ، لَيْسَ لَهَا إسْنَادٌ مَعْرُوفٌ . قلتُ : إذا فإن القصة لا تصح البتة سنداً ناهيك عن النكارة في المتن كما بين أهل العلم في ردهم على هذه القصة عندما وصلتهم , وكما قلت في بداية الأمر أن هذه ضعيفة وفي بيان أحوال رجالها قبل أن أنقل كلام شيخ الإسلام إبن تيمية فلم أعرف فيها بعض الرواة .

* نقض هذه القصة من جهة أصحاب الإمام مالك .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (1/228) :
وَهَذِهِ الْحِكَايَةُ لَمْ يَذْكُرْهَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ الْمَعْرُوفِينَ بِالْأَخْذِ عَنْهُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حميد ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ إذَا أَسْنَدَ ، فَكَيْفَ إذَا أَرْسَلَ حِكَايَةً لَا تُعْرَفُ إلَّا مِنْ جِهَتِهِ ؟ هَذَا إنْ ثَبَتَ عَنْهُ ، وَأَصْحَابُ مَالِكٍ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ بِمِثْلِ هَذَا النَّقْلِ لَا يَثْبُتُ عَنْ مَالِكٍ قَوْلٌ لَهُ فِي مَسْأَلَةٍ فِي الْفِقْهِ ؛ بَلْ إذَا رَوَى عَنْهُ الشَّامِيُّونَ كَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَمَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطاطري ضَعَّفُوا رِوَايَةَ هَؤُلَاءِ ، وَإِنَّمَا يَعْتَمِدُونَ عَلَى رِوَايَةِ الْمَدَنِيِّينَ وَالْمِصْرِيِّينَ فَكَيْفَ بِحِكَايَةِ تُنَاقِضُ مَذْهَبَهُ الْمَعْرُوفَ عَنْهُ مِنْ وُجُوهٍ رَوَاهَا وَاحِدٌ مِنْ الْخُراسانِيِّينَ لَمْ يُدْرِكْهُ وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ ؟ .ا.هـ.

قال الشيخ الدمشقية في أحاديث يحتجُ بها الشيعة (1/540) .
وإسناد هذه الرواية مظلم، فإن فيه محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف كثير المناكير، قال البخاري: في حديثه نظر وقال الجوزجاني هو غير ثقة وقال النسائي ليس بثقة وقال الأسدي « ما رأيت أحدا أجرأ على الله منه وأحذق بالذنب منه» (سير الأعلام 11/ 503. تهذيب التهذيب 9/ 127 - 131 تاريخ بغداد 2/ 259 - 264 ميزان الاعتدال 3/530 المجروحين 2/303 أحوال الرجال رقم 382 الكامل (6/ 2277) وتناقض الكوثري فاتهم الحافظ بن عبد الهادي بإغفال من أثنى على الرازي (مقالات 392) غير أنه صرح في نفس الكتاب أن الرازي مختلف فيه وأنه كذبه كثيرون أشنع تكذيب ولا يحتج به عند كثيرين (مقالات 456 و 58).

أن السند في هذه الرواية منقطع، فإن محمد بن حميد الرازي لم يدرك مالكا إذ توفي سنة 248 هـ، بينما توفي مالك سنة 179. واعتماد هؤلاء في العقائد على مثل هذه الرواية طعن في كونه من علماء الحديث ونكوص وارتداد عما اشترطه من قبل وهو أن لا يستدل في العقائد بالحديث الضعيف، وطعن في مدى نزاهته وتجرده للحديث وخدمته له، فإن خادم الحديث لا يصحح الضعيف من الروايات لمجرد موافقتها مذهبه.

أضف إلى ذلك مخالفة الرواية لما هو معروف في مذهب مالك من كراهية استقبال القبر عند الدعاء ولكن يستقبله عند السلام فقط. وإنما يستقبل القبلة عند الدعاء.وعجبا لأهل البدع: لقد حيرونا: أنستقبل السماء عند الدعاء أم القبلة أم القبر؟ ولم يكن مالك يرى فرقا بين حياة النبي ( وبين موته فيما يتعلق بتوقيره وحرمة رفع الصوت في مسجده حيا وميتا. ولكنه كان مع ذلك يفرق بين حياته ( وبين موته فيما يتعلق بمسألة التوسل به ( ومسألة زيارة قبره حتى قال «وأكره أن يقال زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم » . أهـ .

* سبب إيراد القاضي عياض لهذه القصة .

قال في " الفتاوى " (1/225 – 226) :
وَالْقَاضِي عِيَاضٌ لَمْ يَذْكُرْهَا فِي كِتَابِهِ فِي بَابِ زِيَارَةِ قَبْرِهِ ؛ بَلْ ذَكَرَ هُنَاكَ مَا هُوَ الْمَعْرُوفُ عَنْ مَالِكٍ وَأَصْحَابِهِ ، وَإِنَّمَا ذَكَرَهَا فِي سِيَاقِ أَنَّ حُرْمَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَوْتِهِ وَتَوْقِيرَهُ وَتَعْظِيمَهُ لَازِمٌ ؛ كَمَا كَانَ حَالَ حَيَاتِهِ وَكَذَلِكَ عِنْدَ ذِكْرِهِ وَذِكْرِ حَدِيثِهِ وَسُنَّتِهِ وَسَمَاعِ اسْمِهِ .ا.هـ.

* الثابت عن الغمام مالك خلاف هذه القصة بالكلية .

قال في " الفتاوى " (1/353) :
وَهُوَ خِلَافُ الثَّابِتِ الْمَنْقُولِ عَنْهُ بِأَسَانِيدِ الثِّقَاتِ فِي كُتُبِ أَصْحَابِهِ كَمَا ذَكَرَهُ إسْمَاعِيلُ بْنُ إسْحَاقَ الْقَاضِي وَغَيْرُهُ مِثْلَ مَا ذَكَرُوا عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَقْوَامٍ يُطِيلُونَ الْقِيَامَ مُسْتَقْبِلِي الْحُجْرَةِ يَدْعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ، فَأَنْكَرَ مَالِكٌ ذَلِكَ ، وَذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ الْبِدَعِ الَّتِي لَمْ يَفْعَلْهَا الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَقَالَ : لَا يُصْلِحُ آخِرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ إلَّا مَا أَصْلَحَ أَوَّلَهَا .
وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْأَمْرَ كَمَا قَالَهُ مَالِكٌ ، فَإِنَّ الْآثَارَ الْمُتَوَاتِرَةَ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ تُبَيِّنُ أَنَّ هَذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ عَمَلِهِمْ وَعَادَتِهِمْ ، وَلَوْ كَانَ اسْتِقْبَالُ الْحُجْرَةِ عِنْدَ الدُّعَاءِ مَشْرُوعًا لَكَانُوا هُمْ أَعْلَمَ بِذَلِكَ ، وَكَانُوا أَسْبَقَ إلَيْهِ مِمَّنْ بَعْدَهُمْ وَالدَّاعِي يَدْعُو اللَّهَ وَحْدَهُ .ا.هـ.

* نقض شيخ الإسلام إبن تيمية لبعض ما في هذه القصة .

وقف شيخ الإسلام مع بعض عباراتها بشيء من التفصيل والإيضاح ، فمن ذلك أنه قال (1/229 – 230) :
مَعَ أَنَّ قَوْلَهُ " وَهُوَ وَسِيلَتُك وَوَسِيلَةُ أَبِيك آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " إنَّمَا يَدُلُّ عَلَى تَوَسُّلِ آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَذَا هُوَ التَّوَسُّلُ بِشَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَذَا حَقٌّ ؛ كَمَا جَاءَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ حِينَ تَأْتِي النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آدَمَ لِيَشْفَعَ لَهُمْ فَيَرُدَّهُمْ آدَمَ إلَى نُوحٍ ثُمَّ يَرُدَّهُمْ نُوحٌ إلَى إبْرَاهِيمَ وَإِبْرَاهِيمُ إلَى مُوسَى وَمُوسَى إلَى عِيسَى وَيَرُدَّهُمْ عِيسَى إلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ : " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ آدَمَ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ " ، وَلَكِنَّهَا مُنَاقِضَةٌ لِمَذْهَبِ مَالِكٍ الْمَعْرُوفِ مِنْ وُجُوهٍ :

أَحَدُهَا : قَوْلُهُ " أَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَأَدْعُو أَمْ أَسْتَقْبِلُ رَسُولَ اللَّهِ وَأَدْعُو ؟ " فَقَالَ " وَلِمَ تَصْرِفُ وَجْهَك عَنْهُ وَهُوَ وَسِيلَتُك وَوَسِيلَةُ أَبِيك آدَمَ " فَإِنَّ الْمَعْرُوفَ عَنْ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَئِمَّةِ ، وَسَائِر السَّلَفِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ أَنَّ الدَّاعِيَ إذَا سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ لِنَفْسِهِ ، فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ ، وَيَدْعُو فِي مَسْجِدِهِ ، وَلَا يَسْتَقْبِلُ الْقَبْرَ وَيَدْعُو لِنَفْسِهِ ؛ بَلْ إنَّمَا يَسْتَقْبِلُ الْقَبْرَ عِنْدَ السَّلَامِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالدُّعَاءِ لَهُ .ا.هـ.

وقال أيضا (1/233) بعد تقرير طويل لمذهب مالك في المسألة :
فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ مَا فِي الْحِكَايَةِ الْمُنْقَطِعَةِ مِنْ قَوْلِهِ : " اسْتَقْبِلْهُ وَاسْتَشْفِعْ بِهِ " كَذِبٌ عَلَى مَالِكٍ مُخَالِفٌ لِأَقْوَالِهِ وَأَقْوَالِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَفْعَالِهِمْ الَّتِي يَفْعَلُهَا مَالِكٌ وَأَصْحَابُهُ وَنَقَلَهَا سَائِرُ الْعُلَمَاءِ إذْ كَانَ أَحَدٌ مِنْهُمْ لَمْ يَسْتَقْبِلْ الْقَبْرَ لِلدُّعَاءِ لِنَفْسِهِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ وَيَسْتَشْفِعَ بِهِ يَقُولُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ اشْفَعْ لِي أَوْ اُدْعُ لِي ، أَوْ يَشْتَكِي إلَيْهِ مَصَائِبَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا ، أَوْ يَطْلُبُ مِنْهُ أَوْ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ الْمَوْتَى مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ أَوْ مِنْ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ لَا يَرَاهُمْ أَنْ يَشْفَعُوا لَهُ ، أَوْ يَشْتَكِيَ إلَيْهِمْ الْمَصَائِبَ ، فَإِنَّ هَذَا كُلَّهُ مِنْ فِعْلِ النَّصَارَى وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ، وَمَنْ ضَاهَاهُمْ مِنْ مُبْتَدِعَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ ؛ لَيْسَ هَذَا مِنْ فِعْلِ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانِ ، وَلَا مِمَّا أَمَرَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِنْ كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ إذْ كَانَ يَسْمَعُ السَّلَامَ عَلَيْهِ مِنْ الْقَرِيبِ وَيُبَلَّغُ سَلَامَ الْبَعِيدِ .ا.هـ.

وقال أيضا (1/239) :
وَمِمَّا يُوهِنُ هَذِهِ الْحِكَايَةَ أَنَّهُ قَالَ فِيهَا " وَلَمْ تَصْرِفْ وَجْهَك عَنْهُ وَهُوَ وَسِيلَتُك وَوَسِيلَةُ أَبِيك آدَمَ إلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " إنَّمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَتَوَسَّلُ النَّاسُ بِشَفَاعَتِهِ ، وَهَذَا حَقٌّ كَمَا تَوَاتَرَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ ، لَكِنْ إذَا كَانَ النَّاسُ يَتَوَسَّلُونَ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا كَانَ أَصْحَابُهُ يَتَوَسَّلُونَ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ فِي حَيَاتِهِ فَإِنَّمَا ذَاكَ طَلَبٌ لِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ فَنَظِيرُ هَذَا - لَوْ كَانَتْ الْحِكَايَةُ صَحِيحَةً - أَنْ يُطْلَبَ مِنْهُ الدُّعَاءُ وَالشَّفَاعَةُ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ قَبْرِهِ . وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا لَمْ يَأْمُرْ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَا سَنَّهُ لِأُمَّتِهِ ، وَلَا فَعَلَهُ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَلَا اسْتَحَبَّهُ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا مَالِكٌ وَلَا غَيْرُهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ فَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُنْسَبَ إلَى مَالِكٍ مِثْلُ هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي لَا يَقُولُهُ إلَّا جَاهِلٌ لَا يَعْرِفُ الْأَدِلَّةَ الشَّرْعِيَّةَ ، وَلَا الْأَحْكَامَ الْمَعْلُومَةَ أَدِلَّتُهَا الشَّرْعِيَّةُ مَعَ عُلُوِّ قَدْرِ مَالِكٍ وَعِظَمِ فَضِيلَتِهِ وَإِمَامَتِهِ ، وَتَمَامِ رَغْبَتِهِ فِي اتِّبَاعِ السُّنَّةِ ، وَذَمِّ الْبِدَعِ وَأَهْلِهَا ؟ وَهَلْ يَأْمُرُ بِهَذَا أَوْ يَشْرَعُهُ إلَّا مُبْتَدِعٌ ؟ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ عَنْ مَالِكٍ قَوْلٌ يُنَاقِضُ هَذَا لَعُلِمَ أَنَّهُ لَا يَقُولُ مِثْلَ هَذَا .
ثُمَّ قَالَ فِي الْحِكَايَةِ : " اسْتَقْبِلْهُ وَاسْتَشْفِعْ بِهِ فَيُشَفِّعْك اللَّهُ " وَالِاسْتِشْفَاعُ بِهِ مَعْنَاهُ فِي اللُّغَةِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُ الشَّفَاعَةَ كَمَا يَسْتَشْفِعُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَكَمَا كَانَ أَصْحَابُهُ يَسْتَشْفِعُونَ بِهِ .ا.هـ. وبهذا إنتهى نقض شيخ الإسلام إبن تيمية رضي الله تعالى عنه لهذه القصة المنقولة عن الإمام مالك رحمه الله .






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» صحابة النبي صلى الله عليه وسلم معصومون بنص القران الكريم
»» عندما تنفذُ حججُ المخنثين وأشباه الرجال مع تقي الدين السني تكونُ النتيجة
»» [ محامي أهل البيت ] كفرتم [ الأشاعرة ] ثم إستمتم لتلصقوها [ بأهل السنة ] ... !
»» أمير بأخلاقي تعال وأثبت إنجازات الإباضية لنصرة الدين ... !!
»» الحر العاملي ينقض دين الأصوليين من 22 وجها - فهل من مدافع ؟؟
 
قديم 11-09-13, 05:19 AM   رقم المشاركة : 2
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


وقد إستدل عابد القبور بهذه الرواية ليثبت القصة السابقة : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَدْلُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، ثنا أَبُو الْحَارِثِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْفِهْرِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ قَالَ: يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ لَمَا غَفَرْتَ لِي، فَقَالَ اللَّهُ: يَا آدَمُ، وَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّدًا وَلَمْ أَخْلُقْهُ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، لِأَنَّكَ لَمَّا خَلَقْتَنِي بِيَدِكَ وَنَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ رَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ عَلَىَ قَوَائِمِ الْعَرْشِ مَكْتُوبًا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إِلَى اسْمِكَ إِلَّا أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ، فَقَالَ اللَّهُ: صَدَقْتَ يَا آدَمُ، إِنَّهُ لَأُحِبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ ادْعُنِي بِحَقِّهِ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ وَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ ذَكَرْتُهُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي هَذَا الْكِتَابِ»

قلتُ : أخرجهُ الحاكم في المستدرك [1/615] قال الحاكم رحمه الله تعالى كالعادة [ صحيح الإسناد و هو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب ] قال الحافظ الذهبي في التعليق على المستدرك (4/31) : [ بل موضوع ] قلتُ صدق رحمه الله تعالى , فالحاكم ضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم إن لم تخني الذاكرة , وقد حدث عنهُ في المستدرك وهذا خطأ والله المستعان وبهذا يتبين تساهل الحاكم رحمه الله تعالى وهو مجمعٌ على تساهلهِ في تصحيح الأحاديث .

وقال الكهنوي في الآثار المرفوعة (1/44) : [ ذكر القسطلاني في المواهب اللدنية والزرقاني في شرح إن الحاكم أخرج في مستدركه عن عمر مرفوعا إن آدم رأى اسم محمد مكتوبا على العرش وإن الله قال لآدم لولا محمد ما خلقتك وروى أبو الشيخ في طبقات الأصفهانيين والحاكم عن ابن عباس أوحى الله إلى عيسى آمن بمحمد ومر أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمدا رسول الله(4) وفي سنده عمر وابن أوس لا يدري من هو ] والله تعالى أعلى وأعلم .

وقال الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة (1/89) : [ موضوع ونقل تعليق الحافظ الذهبي عليه : وعبد الرحمن واهٍ وعبد الله بن مسلم الفهري لا أدري من هو ] فالحديث من ناحية السند لا يمكن أن يستقيم ولا يستند إليه في دليل حتى , والله تعالى أعلى وأهلم فالخبر واهٍ ضعيف.

* بعض الأخبار التي إستدل بها عابدُ القبور شاهداً لما سبق .

1- قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبيد الله بن شوذب، حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثني محمد بن سليمان بن الحارق، حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار، حدثنا حسين الاشقر، حدثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه عن سعيد بن جبير: عن عبد الله بن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ؟ قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي. فتاب عليه . مناقب أمير المؤمنين عليه السلام لإبن المغازلي ص63 . قلتُ : وهذه القصة ليس لها أصل في كتب السنة وصاحب الكتاب لا يمكنُ الإعتمادُ على كتابه وهو من الكتب التي لم يعتبر بها أهل العلم فالرواية فيها كذلك حسين الأشقر وهو ضعيف بل شيعي محترق لا يقبل خبرهُ .

قال الحافظ الجوزجاني في أحوال الرجال (1/71).
5 حسين الأشقر كان غاليا من الشتامين للخيرة .

الضعفاء والمتروكين لأبن الجوزي (1/211).
875 الحسين بن الحسن الأشقر الكوفي يروي عن شريك قال البخاري عنده مناكير وقال ابن عدي روى حديثا منكرا والبلاء عندي منه وقال النسائي والدارقطني لي بالقوي وقال الأزدي ضعيف قال وسمعت أبا يعلى يقول سمعت أبا معمر الهذلي يقول حسين الأشقر كذاب .

ميزان الإعتدال في نقض الرجال (2/258).
1989 ( 2700 ) الحسين بن الحسن ( س ) الأشقر الكوفي عن الحسن بن صالح وزهير وجماعة وعنه أحمد بن حنبل والكديمي وطائفة
قال البخاري فيه نظر وقال أبو زرعة منكر الحديث
وقال أبو حاتم ليس بقوي وقال الجوزجاني قال شتام للخيرة
وقال ابن عدي جماعة من الضعفاء يحيلون بالروايات على حسين الأشقر على أن في حديثه بعض ما فيه
وذكر له مناكير قال في أحدها البلاء عندي من الأشقر
وقال أبو معمر الهذلي كذاب
وقال النسائي والدارقطني ليس بالقوي وأما ابن حبان فذكره في الثقات وقال مات سنه سنة ثمان ومائتين
ابن عدي حدثنا أحمد بن محمد الجواربي بالبصرة حدثنا محمد بن عبيد أبو محذورة الوراق حدثنا حسين بن الحسن الأشقر حدثنا هشيم عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم حنين وجبرائيل الى جنبه فجاء ملك فقال إن ربك يأمرك بكذا وبكذا فخشى أن يكون شيطانا فقال لجبريل تعرفه فقال هو ملك وما كل الملائكة أعرف
قال ابن عدي لا بأس بأبي محذورة والبلاء من الحسين
حسين الأشقر حدثنا شريك عن الأعمش عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا
على باب حطة من دخل منه كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا وهذا باطل .

2- ورواه أيضا محمد بن سليمان اليمني في أواخر الجزء الرابع في الحديث: (492) من كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه السلام 117 قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا أبو سهل الواسطي قال: حدثنا وكيع عن الاعمش عن أبي صالح: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما نزلت الخطيئة بآدم وأخرج من جوار رب العالمين أتاه جبريل فقال: يا آدم أدع ربك. قال: يا حبيب جبريل وبما أدعوه ؟ قال: قل يا رب أسالك بحق الخمسة الذين تخرجهم من صلبي [ في ] آخر الزمان إلا تبت علي ورحمتني. فقال: [ يا ] حبيبي جبريل سمهم لي. قال: محمد النبي وعلي الوصي وفاطمة بنت النبي والحسن والحسين سبطي النبي. فدعا بهم آدم فتاب الله عليه وذلك قوله: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) [ 37 / البقرة 2 ] وما من عبد يدعو بها إلا استجاب الله له. قلتُ : وهذا الخبر ساقط فالكتاب إلي الحسكاني في ثبوته نظر , وفيه الخبر من لم أعرفهم مجاهيل لا يمكن قبول هذا الخبر .


3. فرائد السمطين (ج1 / ص36) : أخبرني الشيخ العدل بهاء الدين محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف البرزالي ـ بقراءتي عليه ببستانه بسفح جبل قاسيون ممّا يلي عقبة دمر ظاهر مدينة دمشق المحروسة ـ قلت : له أخبرك الشيخ أحمد بن المفرج بن علي بن المفرج بن علي ابن المفرج الأموي إجازة ؟ فأقرّ به . حيلولة : وأخبرنا الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد المعروف بـ ( مذكويه ) القزويني وغيره إجازة بروايتهم عن الشيخ الإمام إمام الدين أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة . قالوا : أنبأنا الشيخ العالم عبد القادر ابن أبي صالح الجليلي قال : أنبأنا أبو البركات هبة الله بن موسى الثقفي قال : أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قال : أنبأنا الحسن بن محمد بن موسى بـ ( تكريت ) . قال : أنبأنا محمد بن فرحان ، قال : أنبأنا محمد بن يزيد القاضي [ قال : ] حدثنا قتيبة [ قال : ] حدثنا الليث بن سعد : عن العلاء بن عبد الرحمان ، عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : لمّا خلق الله تعالى آدم أبو البشر ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش فإذا في النور خمسة أشباح سجّداً وركّعاً ، قال آدم : يا ربّ هل خلقت أحداً من طين قبلي ؟ قال : لا يا آدم . قال : فمَن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك . هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، لولاهم ما خلقت الجنّة ولا النار ، ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ، ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجن ، فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العالي وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين . آليت بعزّتي أنّه لا يأتيني أحد بمثقال ذرّة من خردل من بغض أحدهم إلاّ أدخلته ناري ولا أبالي . يا آدم هؤلاء صفوتي من خلقي بهم أنجيهم وبهم أهلكهم فإذا كان لك إليّ حاجة فبهؤلاء توسّل . فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : نحن سفينة النجاة ، مَن تعلّق بها نجا ، ومَن حاد عنها هلك ، فمَن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت . قلتُ : وهذا ساقط لأن صاحب الكتاب مبتدع , ورافضي غالٍ .

4. مجموع فتاوى ابن تيمية (ج2 / ص159) : وقد رواه أبو الحسين بن بشران من طريق الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي في ( الوفا بفضائل المصطفى صلى الله عليه وسلم : حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح ثنا محمد بن صالح ثنا محمد بن سنان العوفي ثنا إبراهيم بن طهمان عن يزيد بن ميسرة عن عبد الله بن سفيان عن { ميسرة قال قلت : يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ قال لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش : كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد فلما أحياه الله تعالى : نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله أنه سيد ولدك فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه } . قلت : فالخلاصة أن السند الذي ذكره ابن الجوزي لايصح والمتن منكر مخالف لرواية الثقات ، وأما فودة فلا يدري ما هو علم الحديث ، فهو من أهل الكلام(الجهل) ولم يتقن علم الكلام أيضا ، فما باله الآن يتكلم في الحديث!


أبَا الْحُسَيْنِ ابْنَ بِشْرَانَ لَمْ يَرْوِ إِلاَّ هَذَا الْمَتْنَ :يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً ؟ ، قَالَ : « وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ » .


* وَلَيْسَ عِنْدَهُ هَذِهِ الزِّيَادَةُ الْمُنْكَرَةُ .
قَالَ أبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ « مَجْلِسٌ مِنْ أَمَالِي أَبِي جَعْفَرٍ ابْنِ الْبَخْتَرِيِّ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ »( ح7 ) : أَخْبَرَنَا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ قِرَاءةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ فِي شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ يعنِي ابْنَ إِسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً ؟ ، قَالَ : « وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ » .

* وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَنْهُ : أبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي « دَلائِلِ النُّبُوَّةِ »(18) : أَخْبَرَنَا أبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ قَالَ : حَدَّثَنَا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً ؟ ، قَالَ : « وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ » . الحديث المسئول عنه غلط إسناداً ومتناً ، ومُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العوقِى ثقة كبير لم يحدِّث بهذا ، ولا حدَّث عنه الثقات من أصحابه به .
وإنما رواه مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العوقِى قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً ؟ ، قَالَ : (( وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ )) .

قال شيخ الإسلام بن تيمية فى (( الرد على البكرى ))( ص65) : (( وأما ما يرويه كثير من الجهال والاتحادية وغيرهم من أنه قال : (( كُنْتُ نَبِيَّاً وآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ )) ، (( وآدَمُ لا مَاءَ وَلا طِينَ )) ، فهذا مما لا أصل له ، لا من نقلٍ ، ولا من عقلٍ ، فإنَّ أحداً من المحدِّثين لم يذكره ، ومعناه باطلٌ ، فإن آدم عليه السلام لم يكن بين الماء والطين قط ، فإن الطين ماء وتراب ، و إنما كان (( بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ )) . ثم هؤلاء الضلال يتوهمون أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان حينئذ موجوداً ، و أن ذاته خلقت قبل الذوات ، و يستشهدون على ذلك بأحاديث مفتراه ؛ مثل حديث فيه (( أنه كان نورا حول العرش ، فقال : يا جبريل ؛ أنا كنت ذلك النور )) ، و يدعي أحدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحفظ القرآن قبل أن يأتيه به جبريل .
والمقصود هنا : أن الله سبحانه وتعالى كتبه نبيَّاً بعد خلق آدم ، وقبل نفخ الروح فيه )) اهـ .

وأعاده شيخ الإسلام فى (( مجموع الفتاوى ))(2/150:147) ، وشنَّع على القائلين بأوليَّة خلق النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأطال فى بيان معنى كتابته صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبياً ، وأنه كان نبياً فى التقدير الكتابى لا فى الوجود العينى ، إذ المقطوع بصحته أن نبوتـه لم توجد حتى نبَّأه الله تعالى على رأس أربعين سنة من عمره ، وأن الصحيح من معنى الحديث موافق للصحيح من حديث العرباض بن سارية ، الذى أخرجه الإمام أحمد فى (( المسند ))(4/127) قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْكَلْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِلالٍ السُّلَمِيِّ عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنِّي عَبْدُ اللهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلام لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ )) . هذا والله أعلى وأعلم .






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» المعصوم وإباحة نكاح الدبر يمنع دخول الموحدات من نساء السنة
»» فتح الباري في توضيح منهج الإمام البخاري
»» سلسلة التحديات اليامية هل الله غير قادر على تنصيب الأئمة ؟
»» يستلزم الخشوع في الصلاة فهل علي ليس خاشعاً ؟!
»» الأخت ( بنت يام السنية ) هنا أيتها الفاضلة للحوار الثنائي
 
قديم 12-09-13, 09:42 PM   رقم المشاركة : 3
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


لا إله إلا الله ..







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» يا شيعه هل يوجد فضائل لعلي في كتبكم ( تحدي)
»» غباءٌ يضحكُ الثكلى [ الذهبي يترجمُ لإبن جماعة بعد أربعين سنة من وفاتهِ ]
»» المحجة بدحض أكاذيب شيخ الصوفية عبدالهادي الخرسة في بلاد الشام
»» تحدي للرافضة : هل ثبت تصدق علي بالخاتم من كتبكم المعتبرة بسند صحيح الي المعصوم الاول
»» من (( والدا )) النبي (( آدم عليه السلام )) ولماذا (( هربا وتركاه ليقتل )) .. ؟
 
قديم 14-09-13, 09:12 AM   رقم المشاركة : 4
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


لا إله إلا الله ..







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» علي آل محسن " والراجح عندي جهالة بلال بن رباح " ... !!!
»» للضحك على غباء [ شبكة البق المستفحل ] إنظروا إلي جهل هذا السفيه
»» فرية " إتهام الإمام الزهري بالتدليس " تحقيق وإيضاح
»» الزملاء الاماميه هل يوجد نص صريح من القران على الامامة
»» علوُّ مكانة أهل البيت عند الصحابة وتابعيهم بإحسان
 
قديم 18-09-13, 01:05 AM   رقم المشاركة : 5
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» جرائم حزب الله ضد اهل السنة في لبنان و الكويت
»» كندي مسلم يوجه سؤال للشيعة بكل عفوية
»» ايران مشايخ الشيعة علماء السلطان بل السلطان نفسه و خيانتهم
»» حزب الله يستعين برئيس جمعية للشواذ جنسيا ليثبت ان انيس النقاش مجرد "غبي"!!! -
»» استيلاء ادارة الاوقاف الشيعية على الاوقاف السنية في العراق
 
قديم 19-09-13, 09:26 PM   رقم المشاركة : 6
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


وجزاك وأحسن إليك أخي الحبيب ونفعنا الله وإياكم بالعلم النافع وثبتنا ورحمنا برحمته وتاب علينا .







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» اللامرادي " وجعفر الخلدي " فرية تشفيهِ بتربة الحسين
»» في دين الرافضة : إتيان قبر الحسين مغفرة لكل الذنوب ما تقد منها وما تأخر
»» يا إسماعيلية من هو محمد بن إسماعيل ؟
»» إلي الخوارج من أين تاخذون دينكم ؟
»» محب الولاية هنا حول أية تطهير نساء النبي
 
قديم 22-09-13, 09:46 PM   رقم المشاركة : 7
عوض الشناوي
عضو






عوض الشناوي غير متصل

عوض الشناوي is on a distinguished road


إن النوع الخاطئ من الشفاعة الذي اعتُبر مرفوضاً لدلائل عقلية ونقلية هو أن يستطيع المذنب

الآثم أن يحرّض وسيلة ما على أن تتدخل في الحكم الإلهي بما لها من نفوذ وتمنع ذلك الحكم،

أي تماماً كما يحصل في الوساطات والمحسوبيات التي تتمّ في المجتمعات البشرية المنحطّة.

ان المعممين اوهموا الشيعه أنَّ شفاعة الأنبياء والأئمَّة -عليهم السلام- هي كذلك؛ إذ يظنون أن
النبيَّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين والزهراء
والأئمة الأطهار

لاسيما الإمام الحسين (ع) أصحاب نفوذ في حكومة الله فهم يُعْمِلُون نفوذَهُم
ويغيِّرون إرادةَ الله وينقضون قوانينه.
وهذا هو التصور ذاته الذي كان للعرب زمن الجاهلية تجاه أصنامهم التي جعلوها شركاء لله

إذْ كانوا يقولون إن الخلق منحصر بيد الله ولا شريك له فيه، أما في إدارة العالم فالأصنام تشارك
الله،

أحياناً يحصل في حياة المجتمعات البشرية أن يقوم أحد الناس بإنشاء مؤسَّسة ثمَّ َيَكِلُ إدارتها إلى
شخص آخر، أو يقوم بإدارتها بنفسه بالمشاركة مع آخرين. فكانت عقيدة المشركين في الله والعالم وإدارته على ذلك النحو.

وقد حارب القرآن الكريم هذا الشرك بشدَّة وأعلن مراراً أنه ليس لله شريك في الخلق والإيجاد
كما لا شريك له في الأمر والتدبير والربوبية، فهو وحده الذي ابتدع العالم وهو وحده المدبّر له.
هو وحده مالك العالمين وهو وحده ربّ العالمين.

كان المشركون الذين يتصورون أن «ربوبية العالم» موزعة بين الله وغيره لا يشعرون أنهم
ملزمون بالسعي للحصول على رضا «الله»، ويقولون يمكننا بتقديم القرابين للأصنام وعبادتها أن

نحصل على رضا «أرباب» آخرين وتأييدهم لنا، حتى ولو كان ذلك مخالفاً لرضا «الله»، إذ أننا
لو استطعنا الحصول على رضا تلك الأصنام الآلهة فإنها تستطيع أن تدبِّر لنا الأمر وترتِّب لنا
وضعنا مع «الله»!

إذا الشيعه كما وجدنا في ادعيتهم يعتقدوا مثل هذا الاعتقاد بأنه توجد إلى جانب نظام السلطة
الربوبية، سلطة أخرى تمتلك القدرة على التصرف مثلها فإن هذا لن يكون سوى شرك محض.


وإذا ظن رجل أن طريق الحصول على رضا الله تعالى هو غير طريق الحصول على رضا
الإمام الحسين مثلاً وأن كلاً من الاثنين يمكنه أن يؤمِّن سعادةَ الإنسان، فهو واقعٌ في ضلال كبير.
في هذا الوهم
يُقال إن الله ترضيه أشياء والإمام الحسين (ع) أشياء أخرى،

مثلاً الله يرضى عن العبد إذا أدّى فرائضه من صلاة وصوم وزكاة وحج وجهاد وصدق وأمانة
وخدمة للخلق وبرّ للوالدين وأمثالها وَتَرَكَ المعاصي مثل الكذب والظلم والغيبة وشرب الخمر
والزنا،
أما الإمام الحسين (ع) فلا شأن له بمثل هذه الأعمال والوصول إلى رضاه يتم بأن يبكي الإنسان

على ابنه علي الأكبر أو على الأقل يتباكى! ويستنتج من هذا التقسيم أن تحصيل رضا الله
صعب في حين أن الوصول إلى رضا الإمام الحسين (ع) سهل إذ يتم من خلال البكاء ولطم
الصدور.

وعندما يحصل على رضا الإمام الحسين (ع) فإنه أي الإمام يتوسط له في نظام الله ويشفع له
ويسيِّر له أمره، بل يمكنه حتى أن يصفي له حساب الصلوات والصوم والحج والجهاد والإنفاق
في سبيل الله التي لم يقم بأي شيء منها ويمحي له جميع الذنوب والآثام بجرّة قلم كما يُقال.
مثل هذا التصور للشفاعة تصوُّرٌ باطلٌ وخاطئٌ وليس هذا فحسب بل هو شركٌ وإهانةٌ للإمام

الحسين (ع) الذي كان «عبوديته» الكاملة لله عز وجل كما كان أبوه شديد
الغضب جداً على «الغلاة» ويستعيذ بالله من أقاويلهم


الخطاب في الآية - كما هو ظاهر- موجّه إلى المؤمنين،
وطبقاً للآية 285 من سورة البقرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مشمولٌ بخطاب الله للمؤمنين،
وبالطبع أئمة أهل البيت عليهم السلام أيضاً مشمولين بالخطاب،

فلنا أن نسأل إذن ما هي الوسيلة التي كان يبتغيها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الهدى عليهم السلام للتقرّب إلى الله تعالى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل كانت شيئاً سوى الإيمان والتقوى والعمل الصالح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل الوسيلة التي يجب على الإمام كما يجب على المأمومين أن يطلبوها ويتوسلوا بها إلى الله شيء سوى الجهاد في الله وفي سبيل الله؟؟؟؟؟؟؟

هل يوجد في الدين فرق بين أحكام الإمام وأحكام المأموم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


جاء
في المجلد الثاني لشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد جزءاً من خطبة النبيّ -صلى الله عليه وآله-
التي قالها في أواخر عمره:

((أيها الناس! إنه ليس بين الله وبين أحد نسب ولا أمر يؤتيه به خيراً أو يصرف عنه شراً إلا
العمل، ألا لا يَدَّعِيَنَّ مُدَّعٍ ولا يتمنَّيَنَّ مُتَمَنٍّ، والذي بعثني بالحق لا يُنْجِي إلا عملٌ مع رحمةٍ ولو
عصيتُ لهويت. اللهم هل بلّغت؟)).


وقال أمير المؤمنين عليه السلام:
«إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَوَسَّلَ بِهِ المُتَوَسِّلُونَ إِلَى الله سُبْحَانَهُ وتَعَالَى الإيمَانُ بِهِ وبِرَسُولِهِ والْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ فَإِنَّهُ ذِرْوَةُ الإسْلامِ، وكَلِمَةُ الإخْلاصِ فَإِنَّهَا الْفِطْرَةُ، وإِقَامُ الصَّلاةِ فَإِنَّهَا الْمِلَّةُ، وإِيتَاءُ الزَّكَاةِ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ، وصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ مِنَ الْعِقَابِ، وحَجُّ الْبَيْتِ واعْتِمَارُهُ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ ويَرْحَضَانِ الذَّنْبَ، وصِلَةُ الرَّحِمِ فَإِنَّهَا مَثْرَاةٌ فِي المَالِ ومَنْسَأَةٌ فِي الأجَلِ، وصَدَقَةُ السِّرِّ فَإِنَّهَا تُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ
(( نهج البلاغة، الخطبة 110.. ))


وعليّ عليه السلام يقول:
«وأَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا إِلَى إِلَهِكَ فَإِنَّكَ تُلْجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ حَرِيزٍ ومَانِعٍ عَزِيزٍ وأَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ فَإِنَّ بِيَدِهِ الْعَطَاءَ والْحِرْمَانَ... واعْلَمْ أَنَّ الَّذِي بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ وتَكَفَّلَ لَكَ بِالإجَابَةِ وأَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِيُعْطِيَكَ وتَسْتَرْحِمَهُ لِيَرْحَمَكَ ولَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وبَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْهُ ولَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ

(نهج البلاغة، الرسالة رقم 31 وهي وصية الإمام علي عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين)

ويقول كذلك:

«ولا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ
(نهج البلاغة، الكلم
ات القصار، رقم 371

قال تعالي
((قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلاً * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً)) [الإسراء:56-57]

ان التوسُّل إلى الله يكون بالإيمان والعمل الصالح فقط وليس باعمال الشرك







 
قديم 24-09-13, 07:47 AM   رقم المشاركة : 8
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


بارك الله فيك أخي الحبيب عوض ونفع الله تعالى بك وأحسن إليك.







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» هل ثبتَ عن قدماء الإباضية القول بخلق القرآن ...؟
»» طُلبَ من أساتذة نجرنا أن تجيب على وثيقتنا فماذا رد ( روادها )
»» يا شيعة ما دليلكم على العصمة من القران الكريم
»» يا رافضة من أول من أسلم ؟
»» طرد الإباضية " أبي عبد الله الأثري " والسبب كلامه حول رواية المبتدع
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:13 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "