العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-01-17, 04:11 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


الكذب فى الحياة الزوجية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكذب في الحياة الزوجية
من المعروف أن الكذب أصل كل الشرور،فهو يحجب الحقائق، ويزيف الأمور،ويستبدل الحق بالباطل،ولهذا كان الكذب أكثر العادات قبحاً،والحياة الزوجية تعتبر أكثر علاقة اجتماعية من حيث الخصوصية، فهى حياة مشتركة بين زوجين يتقاسمان الفراش، ولا يمكن أن يدخل إليها طرف ثالث،ولذا فهى تحتاج إلى أكبر قدر من الصدق والتفاهم حتى تستمر بشكل سليم،
من أخطر المشكلات التي تواجه الأسرة خاصة في بدايته قضية فقدان الثقة بين الزوجين،والتي مردها إلى الكذب،من أحد الزوجين بحجة أن ذلك كذب أبيض،
فإن الكذب مهما كان صغيراً فإنه يبقى كذباً،يؤدي إلى إثارة الشك والقلق بين الزوجين، مع كونه خلقاً سيئاً وعادة خبيثة ممقوتة عند الله والناس، وهو يؤدي إلى فقدان الثقة في الشخص الكذاب حتى وإن كان ما يقوله صدقاً،
ومع استمراره يؤدي إلى فقدان الثقة بين الزوجين،
من أشد الأمور فتكاً بالحياة الزوجية،
فالزوجة عندما تكذب على زوجها إنما تزرع الشك في قلب زوجها، فلا يثق بكلامها ولا بتصرفاتها وأفعالها، فيشدد الرقابة عليها ويبدأ يحاسبها على كل ما يصدر منها بناء على قاعدة الشك المترسخة في نفسه، فتتحول حياتهما بذلك إلى جحيم لا يطاق،
والزوج عندما يقدم على الكذب،مع زوجته إنما يدفعها دفعا إلى التفكير في أمور تعود عليه بالنكد والعيش المرير،خاصة إذا ما ظنت الزوجة أن زوجها يبحث عن زوجة أخرى،فتثور ثائرة ولا تهدأ،
ألم ينه النبي صلى الله عليه وسلم،عن الكذب ويحذر منه ويشدد في ذلك(إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور،وإن الفجور يهدي إلى النار،وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)
عندما يمتدح الرجل زوجته ويذكر محاسنها وجمالها ولطفها ورقتها وعذوبتها،أليس ذلك مما يساعد على تقوية رابطة الحب بين الزوجين،حتى ولو لم تكن الزوجة على المستوى الذي أخبر به زوجها،إنه يدفعها إلى الرضى والتفاني في خدمته وبذل المزيد من الجهد، فحب المدح والثناء غريزة فطر عليها الإنسان خاصة النساء،
وعندما تقوم الزوجة بامتداح زوجها بأنه حسن الخلق موفق في رعاية أولاده وبيته ذا شخصية قوية،وهو في الحقيقة على غير ذلك،فإنها تكسب قلبه أيضاً،وتشعره برضاها عن عيشتها معه، فتملأ قلبه بالحب لها والتقدير والاحترام،
التوازن في موضوع الثقة أمر هام ومطلوب
وإذا كانت فقدان الثقة بين الزوجين مما يهدد الحياة الزوجية ويحولها إلى جحيم، فإن الإفراط في الثقة، له مضاره الوخيمة، فالتوازن أمر مطلوب ومحمود، والمصارحة تدفع ،إلى مزيد من الثقة التي هي دعامة البناء في الحياة الزوجية
الكذب وعدم المصارحة من أهم أسباب ضعف الثقة بين الزوجين،
ولو عمّت المصارحة بينهما لاختفت المشاكل وتلاشت فانعدام الثقة يولد الشك والغيرة ويفتح أبواباً لا يحمد عقباها،
لو نظرنا إلى العلاقة الزوجية،نجد أن تأثير الكذب من شأنه أن يهدد أمنها واستقرارها بصفة مستمرة، وعلى هذا الأساس فإنه لا يمكننا أن نتحدث عن كذب أبيض وآخر أسود،وأن تكون مبنية على أساس سليم،وأنه لا غني عن المصارحة بأي شكل من الأشكال، ذلك أنها ضرورية جدا لقيام حالة التفاهم وخصوصاً المودة وبناء وتعزيز الثقة بين الزوجين،
لماذا يكذب الأزواج،أنه نادراً ما يلجأ الرجل للكذب على زوجته،من أجل أن يثير غيرة زوجته، ويستكشف مدى حبها له،
أما الزوجة فغالباً ما تخشى الكذب، لأنها تخاف عواقبه إذا ما علم به الزوج، وإن اضطرت له فيكون بشأن أبنائها بسبب عاطفتها نحوهم،وإن كان ذلك قد يسبب عواقب وخيمة على الجميع، وبعض الزوجات تضطر للكذب على زوجها في بعض المواقف، خاصة عندما يسألها عن شيء يخص أهلها لا تحب الإفصاح عنه، فتلجأ لمغايرة الحقيقة حتى تخرج من الموقف دون خسائر على علاقتها بأهلها أو بزوجها،
لم يرد في الشرع ما يباح فيه الكذب إلا في ثلاثة أمور،
الحرب، والإصلاح بين الناس، وكلام الزوج العاطفي لزوجته، أي،أن يضع الزوج على الزوجة ما ليس فيها من صفات، وهو ما يتعلق بمبالغة الزوج في مغازلتها والثناء عليها، وهذا الكلام نوع من المجاملة الرقيقة والجميلة التي تجذب المرأة وتترك في نفسها تأثيرا قويا ينعكس على سعادة الأسرة كلها، فهذا كذب تحبه المرأة من زوجها، وهنا يكون هدف الزوج من الكذب التمسك بزوجته والرغبة في إسعادها من أجل المنفعة العامة للأسرة وحفاظا على ديمومة العلاقة الزوجة وضمان استمرارها ونموها،
أيضا قد يكون التظاهر والكذب بهدف الحفاظ على كيان الأسرة ومصلحة الأبناء وحفظ الأسرار والخصوصيات،منعاً لخلاف قد يحدث بين الزوجين، أو إصلاحاً لخلافات قائمة بالفعل،

فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم(وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً،وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)رواه البخاري،
فالكذب ليس فيه الأبيض والأسود، وإن كان رسولنا الكريم،صلى الله عليه وسلم،قد أباح الكذب في حالات قليلة ومعروفة،فهو يهدف بذلك إلى مصلحة ما، دون ضرر ولا ضرار،ويتمثل في العودة إلى مبادئ الإسلام الذي جعل من الزواج سكنا ورحمة ومعاشرة بالمعروف،والذي أوجب على الزوج إكرام زوجته إذا أحبها، وعدم ظلمها إذا كرهها،
وعموماً يمكن التسامح إذا كان الكذب في أمور بسيطة، وإذا كان هناك أساس قوي من المودة، أما إذا غاب الحب وكانت العلاقة الزوجية متصدعة من الأساس فإنه في تلك الأجواء يمكن أن يؤدي الكذب إلى حدوث الانفصال،لأنه يسبب حالة من فقد الثقة بين الطرفين،
يجب أن يساعد الزوجان بعضهما في ذلك، بأن يعطي كل منهما للآخر الفرصة كاملة لكي يظهر على طبيعته، ويترك النقد المستمر والتعليقات المؤذية ومحاولة التفهم والتعرف والسماح، وبذل الجهد لتقويم العلاقة،
إلا أن من أخطر أنواع الكذب فى الحياة الزوجية ذلك النوع الذى يخفى الحقائق أو ينتج بسبب تصرفات مريبة من جانب أحد الزوجين،وتعتبر نوع من الخداع والخداع نوع من أنواع الكذب لأنه يؤدى فى النهاية إلى فشل الحياة الزوجية،
البعض يعتبر الكذب نوع من أنواع التجمل، والزوجة تلجأ إليه أحيانا لإرضاء غرور زوجها،
وأحيانا يكون الزوج متمكنا فى الكذب لدرجة تجعله يستمر فى كذبته لوقت أطول،لكن حبال الكذب قصيرة،
ومن الأشياء التي تفسد الثقة بين الزوجين الكذب،فإنه يؤدي إلى إثارة الشك والقلق بين الزوجين، ويؤدي إلى فقدان الثقة في الطرف الكاذب، والزوجة التي تكذب على زوجها تزرع في قلبه الشك فلا يثق بكلامها،ولا بأفعالها فيشدد الرقابة عليها ويحاسبها على كل ما يصدر منها،وتعطيه الدليل على ضعف ثقته بها وبتصرفاتها، وعدم تصديقها وإن كانت صادقة،
والزوج الذي يكذب يعطي الدليل لزوجته على ضعف ثقتها به، وقد يلجأ أحد الأزواج إلى الكذب في بعض الأوقات لتفادي غضب الآخر، أو لوقف نقاش عقيم، ولكن ينسى أن كليهما يعرف صاحبه بصورة واضحة بحكم العشرة الطويلة، وفهم الآخر،
وإذا غض الزوج أو الزوجة الطرف عن الشريك الآخر،فلا يعني ذلك قناعته بما قال، ولكن رغبة في عدم تعكير صفو الحياة،لذا فلنتزم الصدق في جوانب حياتنا كافة لنكون قدوة لابنائنا حتى لايتعودوا الكذب،وهم يرون تصرفاتكم المتناقضة فالصراحه والتفاهم هي مفتاح حياة هادئة مستقرة،
وما كل بيت يبنى على الحب الجامح،ولو أنه سألها زوجها، وأبو أولادها،أتحبينني,فقالت والله أحبك من لي غيرك،
وأحياناً تحب أن تطمئن على محبتك لها، طمئنها،ويحب الزوج أن يطمئن على محبة زوجته له،
اللهم ألفّ بين قلوب كل زوجين على الإيمان والتقوى،وعبادته بالاعمال الصالحة،






 
قديم 16-01-17, 02:25 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 16-01-17, 03:10 PM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي كل الخير






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "