بارك الله فيكم ..
الإثناعشرية .. تنظيم سياسي بحت .. لا علاقة له بالدين ..
لذلك .. هو يغيّر جلده .. ويبدّل آراءه حسب ظروفه السياسية !!
----------------------------------------------------------------
في القرون الهجرية الثلاثة الأولى .. كانوا تنظيماً سرياً 100 % تقريباً .. وكانت كتبهم .. (الأصول الأربعمائة) كما يسمونها .. يتم تداولها بينهم فقط ..
فكانت تحوي الآلاف من الروايات المكذوبة .. التي تزعم إن القرآن قد تم تحريفه بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام .. وأن الصحابة أزالوا الآيات المتعلقة بولاية علي !!!!
وكانوا ينسبونها .. زوراً وبهتاناً .. إلى أهل البيت الكرام !!
--------------------------------------------------------------
لكن عند ظهور الدولة البويهية الشيعية .. التي كانت متحالفة مع الطائفة الإثناعشرية .. في منتصف القرن الرابع الهجري ..
برزت كتبهم إلى السطح .. وإطّلع عليها الناس ..
فأصيب علماء الإثناعشرية حينها بحرج شديد من تلك الروايات .. لأنها تُخرج من الملة لا محالة ..
ولم يكونوا بالقوة السياسية اللازمة للمجاهرة بذلك ..
فمن مصلحتهم آنذاك أن (يجاملوا) أهل السنة قليلاً .. ليبقوا ضمن (الأمة الإسلامية) .. ولو بالإسم فقط !!
فأنكر بعض علماء الفترة البويهية تلك الروايات .. ونفوا تحريف القرآن .. مثل أبو جعفر الطوسي (يسمونه شيخ الطائفة الإثناعشرية) .. ومحمد بن بابويه القمي (يسمونه الصدوق) ..
ومع ذلك .. تجد في كتبهما .. بعض الروايات التي تلمح إلى حدوث تحريف !!!
-----------------------------------------------------------
ولم تدم الدولة البويهية سوى 80 سنة تقريباً .. حيث قضى عليها سلاجقة الروم (الأتراك السنة) ..
فعاد الإثناعشرية إلى العمل السري نوعاً ما .. وإستمروا في تداول روايات التحريف بينهم ..
------------------------------------------------------------
إلى أن جاء الشاه إسماعيل الصفوي .. في القرن العاشر الهجري .. وأجبر سكان إيران على إعتناق المذهب الإثناعشري .. بالقوة وبحد السيف ..
فأصبح الإثناعشرية .. قوة إقليمية معتبرة .. بمعاونة الفرنجة ..
فلم يعودوا بعدها يحتاجون إلى (مجاملة) أهل السنة ..
فجاهروا بعقيدتهم في تحريف القرآن بكل وقاحة .. وأعادوا نشر رواياتهم الشيطانية في ذلك ..
إقرأ تلك الروايات في موسوعاتهم الدينية التي كتبوها آنذاك .. مثل / بحار الأنوار للمجلسي .. و/ وسائل الشيعة للحر العاملي .. وكذلك كتب نعمة الله الجزائري .. والمحدث النوري الطبرسي الذي كتب كتاباً كاملاً .. سماه : فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب !!!!
---------------------------------------------------------
ودخل الصفويون في حروب طويلة مع العثمانيين .. ثم كانت نهايتهم .. على يد الأفغان السنة ..
لكن إيران بقيت شيعية إثناعشرية !!
حيث تولى حكمها العائلة القاجارية .. ثم البهلوية .. ذوو التوجه العلماني ..
-------------------------------------------------------
في سنة 1979 م .. إستطاع خميني - رجل دين شيعي إثناعشري - أن يجلس على عرش إيران .. بمعونة الفرنجة أيضاً ..
ولكنه كان رئيس سياسي وديني في نفس الوقت !!
فمن جهة .. سعى إلى تصدير ثورته إلى بلاد السنة .. عن طريق مليشياته وخلاياه النائمة ..
ومن جهة أخرى .. حافظ على بقائه ضمن (مشروع الوحدة الإسلامية) .. عن طريق ما أسماه بالتقية المداراتية .. وهي جواز خداع أهل السنة للحصول على مصالح ومنافع سياسية !!
-----------------------------------------------------
لذلك ترى الإثناعشرية اليوم (الفترة الخمينية) .. ينفون بشدة تحريف القرآن ! ويضعفون الروايات الواردة في ذلك ..
لا بل هم يحاولون إلقاء الكرة في ملعب السنة .. ويتهمونهم بذلك ! بسبب وجود روايات في الصحاح حول نسخ التلاوة ..
لكن نسخ التلاوة في حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام .. وبأمر الله ورسوله .. شيء طبيعي ..
بينما مزاعم الإثناعشرية بأن الصحابة .. بعد وفاة النبي .. حرّفوا القرآن .. فهذا شيء مرفوض .. لأنه يُبطل الإستدلال بالقرآن .. وبالتالي ينسف دين الإسلام من الاساس .. وأظن إن هذا ما يريده الإثناعشرية في النهاية ..
-------------------------------------------------------------
ولو طالعنا كتابات علماء الإثناعشرية المعاصرين .. وقرأنا ما بين السطور ..
لوجدنا إنهم .. ظاهرياً .. ينفون تحريف القرآن ..
ولكنهم .. لا يُنكرون إحتمالية حصوله .. ولو قليلاً !!!!
وإليكم الدليل .. من كلامهم :-
" كانت السور غير منظمة على النظام الإلهي ، وهذا أمر لا يبعد .. إن تأريخ ( تدوين) القرآن مضطرب جدا ... وأما احتمال زيادة يسيرة فهو غير بعيد ! وأما نقيصة القرآن بحذف بعض السور منها وضياعها ،، فهي ولو كانت ممكنة ، وغير صحيح دعوى القطع الوجداني بعدمها ، ولكنها بعيدة جدا " ( تحريرات في الأصول لمصطفى الخميني 6/ 324 – 330 ) -
-------------------------------------------------------------------------------------------------
" فعن أكثر الأخباريين (هم صنف من علماء الإثناعشرية) أنه وقع فيه التحريف والزيادة والنقصان وهو الظاهر من الكليني رحمه الله وشيخه علي بن إبراهيم القمي رحمه الله والشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي رحمه الله صاحب الاحتجاج ... والأدلة ،، منها الأخبار المستفيضة بل المتواترة ... وأما ما ورد من الأئمة (ع) ( بالتمسك بهذا القرآن الذي بين أيدينا ) من باب التقية ! " ( قوانين الأصول للميرزا القمي - ص 403 – 406 ) .
------------------------------------------------------------------------------------------
و يقولون إن التحريف محتمل ، لكنه لا يؤثر على ظاهر القرآن! ( راجع/ فرائد الأصول للأنصاري 1/ 158 ، وسيلة الوصول إلى حقائق الأصول - تقرير بحث الأصفهاني ، للسبزواري - ص 484 ، مصباح الأصول - تقرير بحث الخوئي ، للبهسودي 2/ 124 )، المحكم في أصول الفقه - السيد محمد سعيد الحكيم - ج 3 - ص 180 ، زبدة الأصول لصادق الروحاني 3/ 106 – 107 ، نهاية الأصول للمنتظري - ص – 482 ، تفسير الميزان للطباطبائي 12/ 107 ، ميزان الحكمة لمحمد الريشهري 1/ 594 ، تدوين القرآن للكوراني العاملي - ص 41 - 45 ، تفسير الميزان للطباطبائي ص 108 ، بحوث في تاريخ القرآن وعلومه لمحمدي زرندي – ص 273 – 275 - 282 – 283 ) .
------------------------------------------------------------------------------------------
ويقولون لقد حصل تحريف في ترتيب السور والآيات ! :- ( راجع/ تفسير الميزان للطباطبائي 12/ 131 ، معنى القول بتحريف القرآن * - مركز المصطفى التابع للسيستاني - ص الندوات العقائدية - عدم تحريف القرآن للميلاني ج 1 ص 13 ) .
والمعروف أن ترتيب الآيات يؤثر على المعنى كثيراً !!
---------------------------------------------------------------------------------------
وهذا نص ما ذكره مركز المصطفى التابع للسيستاني :- " ترتيب السور وترتيب الآيات يختلف عما نزل عليه القرآن الكريم ، ترون آية المودة مثلاً وضعت في غير موضعها ، آية التطهير وضعت في غير موضعها ، ترون آية ( أكملت لكم دينكم ) وضعت في غير موضعها ، سورة المائدة التي هي بإجماع الفريقين آخر ما نزل من القرآن الكريم ، ترونها ليست في آخر القرآن ، بل في أوائل القرآن ، ما الغرض من هذا ؟ فهذا نوع من التحريف لا ريب في وقوعه ، وقد اتفق الكل على وقوعه في القرآن " ( * معنى القول بتحريف القرآن * - مركز المصطفى - ص الندوات العقائدية - عدم تحريف القرآن للميلاني ج 1 ص 13 ، ضمن مكتبة أهل البيت ) .