العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-10, 01:17 PM   رقم المشاركة : 1
أبو عبد الله الأثري
مشترك جديد






أبو عبد الله الأثري غير متصل

أبو عبد الله الأثري is on a distinguished road


قَاعِدَةٌ لِسَانِيَّةٌ تُبْطِلُ تَأْويلَ الفَوْقِيَّةِ في بَعْضِ آيِ الكِتَاب

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على ءاله و صحبه و من والاه و بعد:

فإن المارقين عن عقد المسلمين الذي شرعه رب العالمين ، و بينه رسوله الأمين ، و الذي سار عليه الصحب الغر الميامين ، إنما سلكوا في انتحالاتهم الباطلة ، و تأويلاتهم الجاهلة ، مطايا هي ـ لعمر الله ـ خزايا و رزايا ، فكان منها في جنايتهم على صفة العلو للرحمن ، أن أغاروا تحريفا و تخريفا على هذا اللسان ، فسلكوا به الضيّق الصعب ، و تركوا الواسع الرحب ، فكان جمعُ المسلمين على كلمة سواء ، حين كان يشرح لسانهم أربابه من بين سائر الأمم ، ثم دب الخلاف و افترق الجمع حين صار الحجة في لسانهم لكعاء من أمة العجم ، فإلى الله المشتكى من هذا المنقلب الوخم.

و هذه محاولة مني لإعادة السير على النهج القويم و الطريق المستقيم ، الذي سلكه رعيلنا الأول فكان سبيلهم النجاة من هذا الجحيم!!
فوقع الاختيار على فائدة جليلة لأديب من الأدباء و عالم من العلماء إغتالته أيادي الغدر الأثيمة من جهمية هذا الزمان بعد أن أعيتهم الحيل في إسكات هذا الصوت السلفي ، الذي دك حصونهم بالأدلة و الشواهد على إثبات علو الرب الواحد ، فكان فيما نحسبه شهيدا عند الله ـ و الله حسيبه ـ لا نزكيه على الله

و قد ترك لنا هذا الجهبذ الأديب كنزا عظيما ، و خيرا عميما ، بما زبرته يمناه اليمين ، في نصرة هذا الدين ، فأخرج لنا كتابه العجاب الذي لم ينسج على منواله في عصرنا كتاب و هو الموسوم بلسان صاحبه ـ رحمه الله ـ [ إثباتُ العلو للرحمن من قول فرعون لهامان]
و من هذا الكتاب أنقل لكم هذه الفائدة الجليلة فدونكموها
قال رحمه الله (1/87 ـ 92)

( الظروف )
لها أشكال و أحوال
منها اسم المكان المبهم كالجهات الست (فوق و تحت و يمين و شمال و أمام و خلف)
1 ـ (فوق و تحت)
هذا النوع قابل للاستعمال في غير ما وضع له أصلا ، أي يستخدم لغير الجهة مجازا ، و لكن بشرط عدم تقيده بحرف الجر [من] ، فإذا قيدته عيّنت المعنى الأصلي منه و هو الجهة.
فأنت تقول: (الذهب فوق الفضة) و ( الياقوت فوق الخزف) ، و تقصد أن الذهب أجود و أثمن من الفضة ، و كذلك الياقوت بالنسبة للخزف.
و لكن لا تقول: ( الذهب من فوق الفضة) أو (الياقوت من فوق الخزف) فهذا استعمال باطل لا يعرفه العرب ، فإذا قلت لك : (أبي فوق أبيك) ، فالقصد أن أبي أشرف و أكرم و أفضل من أبيك ، و هذا للرتبة.
و إطلاق [ فوق و تحت] يكون أصلا للحقيقة الحسية ، كقولك : (السماء فوق الأرض) ، إلا إذا احتفت إحداهما بقرائن تعيّن الرتبة و ما شابهها من مقصودها ، كقولك عند المفاخرة : (رجالنا فوق رجالكم) ، فالقرينة المفاخرة .
فالقاعدة أن [ فوق و تحت] إذا أطلقتا احتملتا الحقيقة و المجاز معا ، كقوله سبحانه { و هو القاهر فوق عباده} ، فهو سبحانه أقهر لمخلوقاته من مخلوقاته ، و أقدر عليهم من بعضهم على بعض ، و هو فوقهم بعلو ذاته.
و كقوله تعالى { وفوق كل ذي علم عليم} ، فهذه الفوقية باعتبار التفاوت في العلم ، فكل عالم لا بد أن يكون هناك الأعلم منه ، و الله سبحانه أعلم من كل العلماء ، وهو فوق الكل بذاته.
و قد يستعملان عند الإطلاق لغير الحس كالرتبة ، و من ذلك قوله سبحانه عن لسان فرعون { و إنا فوقهم قاهرون} ، أي نحن أقوى و أقدر منهم ، و سنقهرهم.
أو يستعملان للحس و هو الأصل و الحقيقة ، و من ذلك قوله سبحانه { و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} ، (ففوق) هنا أطلقت و أريد بها المعنى الحسي و هو الأصل ، فلا يقال : يحتاج إلى قرينة ، لأن القرينة تُحتاج للمجاز لا للحقيقة ، فالقرينة إن وجدت في الكلام، يكون ذلك تعيينا و تأكيدا لإرادة الحقيقة الحسية ، كما في هذه الآية من ذكر الحمل الذي سبق الظرف ، مما دل على أن العرش فوق الملائكة من غير ريب و لا شك .
و من ذلك قوله سبحانه { أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم } ، فهنا أطلق الظرف ( فوق) و لم تدخل عليه [من] ، و لكن أريد بها المعنى الحقيقي الحسي ، و أكد على تعيينه ما احتفت به من القرائن ، كقوله ( أفلم ينظروا) ، فذكر النظر ، و قوله ( إلى السماء) معقبا به على ذلك يعين الحس و يؤكده.
و كل ما سقناه من هذه الاحتمالات ينحصر بشيء واحد عندما تتقيد [فوق و تحت] بحرف الجر [من] ، وهو الاستعمال للحقيقة الحسية لا لغيره ، و نحن نتحدى من الآن إلى الأبد ، جيلا بعد جيل ، كل ناعق جاهل ليخرج إلينا بمثال واحد يخالف ما نقول.
فانظر معي أخي إلى هذه الأدلة ، هل تجد فيها غير ما نقول.
قال تعالى{ و جعل فيها رواسي من فوقها}
و قال سبحانه { بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها}
و قال عز و جل { فخر عليهم السقف من فوقهم}
و قال تبارك و تعالى { تكاد السموات يتفطرن من فوقهن}
و قال عز و جل { لهم من فوقهم ظلل من النار و من تحتهم ظلل}
و قال جل في علاه { لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرفٌ من فوقها غرفٌ مبنية تجري من تحتها الأنهار}
و قال تبارك و تعالى { أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض}
و قال سبحانه عن عيسى عليه السلام { فناداها من تحتها...} ، و في هذه الآية قراءتان:
ـ [مِنْ] حرف جر ، و هو مثال على ما نقول ، من تعيين الحس بحرف الجر.
ـ [مَنْ] بمعنى [الذي] و تكون [تحت] مطلقة ، و لكن يعين الحس فيها و يؤكده القرينة ، و هي كون مريم تضع عيسى ، فهو تحتها دون شك.
و المقصود من هذه الآيات كما ترى ، أنه لم يأت مثال واحد ، فيه [فوق أو تحت] لغير الحس عند تقييدها بحرف الجر [من] ، و نحن ننتظر من يأتينا به و لا سبيل.و الآية التي استدللنا بها تندرج ضمن هذا النوع و هو قوله تعالى { يخافون ربهم من فوقهم و يفعلون ما يؤمرون}
فلا يجوز حملها على المجاز لما قررنا ، بل يتعين المعنى الأصلي الحسي ، القاضي بأن الله تعالى فوقنا ، و فوق من هم فوقنا.
يقول شيخ الإسلام العلامة ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ :
( هب أن هذا يحتمل في مثل قوله { وفوق كل ذي علم عليم} لدلالة السياق و القرائن المقترنة باللفظ على فوقية الرتبة ، و لكن هذا إنما يأتي مجردا عن [من] و لا يستعمل مقرونا بـ [من] ، فلا يعرف في اللغة البتة أن يقال : الذهب من فوق الفضة ، و لا العالم من فوق الجاهل ، و قد جاءت فوقية الرب مقرونة بـ [من] كقوله تعالى { يخافون ربهم من فوقهم} ، فهذا صريح في فوقية الذات ، و لا يصح حمله على فوقية الرتبة لعدم استعمال أهل اللغة له )....) اهــ

فما أعظمها من درّة غالية من هذا الهمام ، فكونوا لها حافظين ، و بها قائمين ، فما وصلتك إلا وقد بذل فيها الكاتب مهجته و قضى نحبه ـ تقبله الله في الشهداء ـ

فلا تتركها تمرُّ عليك بالسهل و قد علمت أمرها ، فخذها بحقها و لك الله







التوقيع :
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
من مواضيعي في المنتدى
»» إلى من يتهم أهل السنة بالتجسيم تفضل
»» إلى مسقط الإباضي هل يمكنك أن تثبت هذا الادعاء ؟
»» قَاعِدَةٌ لِسَانِيَّةٌ تُبْطِلُ تَأْويلَ الفَوْقِيَّةِ في بَعْضِ آيِ الكِتَاب
»» القول المفيد في أن لن لا تفيد التأبيد وتحقيق مذهب الزمخشري في ذلك
»» إلى نفاة الرؤية : نريد دليلكم الصريح من القرآن الكريم
 
قديم 26-11-10, 01:22 PM   رقم المشاركة : 2
الحر الأشقر
حفيد الموحدين







الحر الأشقر غير متصل

الحر الأشقر is on a distinguished road


جزاك الله خيـــــــــــــــــــــر الجزاء

دمت بود







التوقيع :
الحر الأشقرطير شلوى
مايوقع الى على ظهر خرب
من مواضيعي في المنتدى
»» وصفه الدكتور القحطانى للقلون
»» مجوسي رافضي يؤدب من رجال الأمن البحريني
»» الاباضية وبن ملجم والروافض وابو لؤلؤه المجوسي ؟ زندقة اديان
»» الرجعة في عقيدة الرافض الزنادقة
»» مقطع مخيف يمنع دخول اصحاب القلوب الضعيفة / جني يهاجم شيخ من الشيوخ
 
قديم 26-11-10, 01:33 PM   رقم المشاركة : 3
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


جزاك الله خيراً شيخنا الحبيب أبو عبد الله الأثري .







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» إستدلال الرافضة لأثبات الأصل بالظن أو المتشابه
»» الضـربة القاضية للإمامية في آية الطاعة
»» صفعة مدوية في دين الرافضة جعفر الصادق حديثه ضعيف !
»» عيد الغدير وخرافة الوصية والنص
»» هل تفرد الصديق بحديث إنا لا نورث وهل أخطأت الزهراء بطلبها الإرث رضي الله عنهما
 
قديم 26-11-10, 09:55 PM   رقم المشاركة : 4
أبو عبد الله الأثري
مشترك جديد






أبو عبد الله الأثري غير متصل

أبو عبد الله الأثري is on a distinguished road


الأخ الفاضل الحر الأشقر أسعدني مرورك أيها الكريم

الأخ المكرم تقي الدين شكرا على مرورك الطيّب ، و الحمد لله أنك مبتسم بعد [حزن] .







التوقيع :
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
من مواضيعي في المنتدى
»» إلى من يتهم أهل السنة بالتجسيم تفضل
»» القول المفيد في أن لن لا تفيد التأبيد وتحقيق مذهب الزمخشري في ذلك
»» إلى نفاة الرؤية : نريد دليلكم الصريح من القرآن الكريم
»» قَاعِدَةٌ لِسَانِيَّةٌ تُبْطِلُ تَأْويلَ الفَوْقِيَّةِ في بَعْضِ آيِ الكِتَاب
»» إلى مسقط الإباضي هل يمكنك أن تثبت هذا الادعاء ؟
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "