وهذا حق لا ريب فيه ، ولكنه ناقص . هذا النقص هو الذي أشار إليه ابن القيم في شعره السابق
فذكر بعد الكتاب والسنة الصحابة . العلم قال الله ، قال رسوله ، قال الصحابة ......إلى أخره 0
الآن ، نادراً ما نسمع أحداً يذكر مع الكتاب والسنة الصحابة وهم - كما نعلم جميعاً - رأس السلف الصالح
الذين تواتر الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله [ خير الناس قرني ]
#
ولا تقولوا كما يقول جماهير من الدعاة : خير القرون
خير القرون : ليس له أصل في السنة الصحيحة في الصحيحين وغيرهما من مراجع الحديث .
والسنة مطبقة على رواية الحديث بلفظ :
[ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ]
#
هؤلاء الصحابة الذين هم على رأس القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية
ضمهم الإمام ابن قيم الجوزية إلى الكتاب والسنة
فهل كان
هذا الضم منه رأيا واجتهاداً واستنباطاً يمكن أن يتعرض للخطأ ؟؟!!.
لأن .......... لكل جواد كبوة ، إن لم نقل بل كبوات .
الجواب : لا .
هذا ليس من الاستنباط ،
ولا هو من الاجتهاد الذي يقبل احتمال أن يكون خطأ ،
وإنما هو اعتماد على كتاب الله وعلى حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
@@@#@@@
أما الكتاب
فقول ربنا عز وجل في القرآن الكريم
[ ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ] ،
لم يقتصر ربنا عز وجل في الآية - ولو فعل لكان حقاً –
لم يقل ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى
وإنما قال
لحكمة بالغة وهى التي نحن الآن في صدد بيانها وشرحها –
قال : [ ويتبع غير سبيل المؤمنين ]
[ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى
ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ]
[]
[]
[[ هذه الآية أرجو أن تكون ثابتة في ألبابكم وفي قلوبكم ولا تذهب عنكم ]]
[]
[]
لأنه الحق مثل ما أنكم تنطقون , وبذلك تنجون عن أن تنحرفوا يميناً ويساراً
وعن أن تكونوا ولو في جزئية واحدة ، أو في مسألة واحدة من فرقة من الفرق الغير ناجية
إن لم نقل من الفرق الضالة
لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، قال في الحديث المعروف
- وأقتصر منه الآن على الشاهد منه –
:
"
وستفترق أمتي على ثلاث وسعبين فرقة كلها في النار إلا واحدة "
،
قالوا من هي يا رسول الله
قال هي [ الجماعة ].
الجماعة :هي سبيل المؤمنين
.
فالحديث إن لم يكن وحياً مباشراً من الله على قلب نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم
وإلا فهو اقتباس من الآية السابقة [ويتبع غير سبيل المؤمنين]
إذا كان من يشاقق الرسول[ ويتبع غير سبيل المؤمنين ]
قد أوعد بالنار ،
فالعكس بالعكس
من اتبع سبيل المؤمنين فهو موعود بالجنة ولا شك ولا ريب .
إذاً رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أجاب عن سؤال ،
ما هي الفرقة الناجية ؟ من هي ؟
قال : [ الجماعة ]0
إذا
الجماعة : هم طائفة المسلمين
ثم جاءت الرواية الأخرى تؤكد هذا المعنى ،بل وتزيده إيضاحاً وبيانا
حيث قال عليه السلام : [ هي ما أنا عليه وأصحابي ]
أصحابي هي - إذاً - هي : ( سبيل المؤمنين )
فحينما قال ابن القيم رحمه الله في كلامه السابق ذكره :
والصحابة أو أصحابه عليه السلام ،
فإنما اقتبس ذلك من الآية السابقة ،
ومن هذا الحديث كذلك الحديث المعروف ،
*** ((@)) ***
حديث العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه ؛
أيضاً أقتصر منه الآن
- حتى نفسح المجال لبعض الأسئلة –
على موضع الشاهد منه حيث قال عليه السلام :
((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ))
إذاً هنا - كالحديث الذي قبله وكالآية السابقة - لم يقل الرسول عليه السلام فعليكم بسنتي فقط
وإنما أضاف أيضاً إلى سنته سنة الخلفاء الراشدين 0 من هنا نحن نقول ، وبخاصة في هذا الزمان ،
زمان تضارب فيه الآراء والأفكار والمذاهب وتكاثرت الأحزاب والجماعات ،
حتى أصبح كثير من الشباب المسلم يعيش حيران ، لا يدري إلى أي جماعة ينتسب ،
فها هو يأتي الجواب في الآية وفي الحديثين المذكورين
:
" اتبعوا سبيل المؤمنين "
.
[][] @@ [][]
سبيل المؤمنين في العصر الحاضر
؟؟!!؟؟
الجواب
:
لا
في العصر الغابر ، العصر الأول ، عصر الصحابة ،السلف الصالح
؛
هؤلاء ينبغي أن يكونوا قدوتنا ،
وأن يكونوا متبوعنا ، وليس سواهم على وجه الأرض مطلقا .
إذا
( دعوتنا )
- هنا الشاهد وهنا بيت القصيد -
تقوم على ثلاثة أركان
على الكتاب
والسنة
وإتباع السلف الصالح
فمن زعم بأنه يتبع الكتاب والسنة ولا يتبع السلف الصالح
ويقول بلسان حاله - وقد يقول بلسان قاله وكلامه -
هم رجال ونحن رجال ؛
فإنه يكون
(((((( في زيغ وفي ضلال )))))))
لماذا ؟!
لأنه ما أخذ بهذه النصوص التي أسمعناكم إياها آنفا.
هل اتبع سبيل المؤمنين ؟
لا
هل اتبع أصحاب الرسول الكريم ؟
لا
ما اتبع .
اتبع ، إن لم يكن هواه ، فقد اتبع عقله .
وهل عقله معصوم ؟
الجواب : لا
إذاً فقد ضل ضلالا ميناً .
أنا أعتقد ، أن سبب الخلاف الكثير
- المتوارث في فرق معروفة قديما والخلاف الناشب اليوم حديثا -
هو عدم الرجوع إلى هذا المصدر الثالث وهو السلف الصالح
فكل يدعي الانتماء إلى الكتاب والسنة ،
وطالما سمعنا مثل هذا الكلام من الشباب الحيران .
حيث يقول : يا أخي !!
هؤلاء يقولون الكتاب والسنة
وهؤلاء يقولون الكتاب والسنة
فما هو الحكم الفصل ؟؟!!
الحكم الفصل
:
الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح
فمن اعتمد على الكتاب والسنة دون أن يعتمد على السلف الصالح ،
ما اعتمد على الكتاب والسنة
وإنما اعتمد على عقله ، إن لم أقل على هواه .
@@#@@
من عادتي أن أضرب بعض الأمثلة لتوضيح هذه المسألة ،بل هذا
الأصل الهام ، وهو
[[[على منهج السلف الصالح ]]]]
هناك كلمة تروى عن الفروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :
(إذا جادلكم أهل الأهواء والبدع بالقرآن ، فجادلوهم بالسنة ،
فإن القرآن حمال وجوه )
#
من أجل ماذا قال عمر هذه الكلمة ؟!
[][]******[][]
أقول
:
من أجل ذلك قال الله عز وجل مخاطباً نبيه عليه الصلاة والسلام في القرآن بقوله
:
{ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم }
#
تُرى
هل يستطيع مسلم عربي
- هو كما يقال سيبويه زمانه في المعرفة باللغة العربية وأدبها وأسلوبها –
هل يستطيع أن يفهم القرآن من غير طريق رسولنا صلى الله عليه وسلم ؟؟!
##
الجواب : لا
وإلا
قوله تعالى [ لتبين للناس ما نزل إليهم ] عبثا
وحاشا كلام الله أن يكون فيه أي عبث .!
##
إذاً
من أراد أن يفهم القرآن من غير طريق الرسول عليه الصلاة والسلام
فقد ضل ضلالا بعيداً
##
ثم هل بإمكان ذلك الرجل
أن يفهم القرآن والسنة من غير طريق صحابة (1) الرسول عليه الصلاة والسلام ؟!!
####
الجواب : - أيضاً - لا
ذلك لأنهم هم الذين نقلوا إلينا :