الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فمما كان يذكره خوارج الإباضية للطعن في أسيادهم أهل السنة والجماعة كلام الصاوي في حاشيته وفرحوا به أيما فرح :
يقول "وقيل هذه الآية نزلت في الخوارج الذين يحرّفون تأويل الكتاب والسنة ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم كما هو مُشَاهَدٌ الآن في نَظَائِرهم وهم فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون نسأل الله الكريم أن يقطع دابرهم". حاشيته على تفسير الجلالين كتاب "حاشية العلامة الصاوي على تفسير الجلالين" اهـ
[ حاشية الصاوي على تفسير الجلالين5/ 78 عند تفسير الآية 6 طبعة أحياء التراث العربي .]
فأقول : دون الأخذ والرد حول هذا الكلام وهل هو صحيح أو لا ؟
وإن كان صحيحًا فهل أصاب أو لا ..
لكن أقول ، بما أنكم تحتجون بالصاوي وكلامه علينا ، فلذا سنحتج بكلامه عليكم ..
إذ يقول :" ولا يجوز تقليد ( ماعدا المذاهب الأربعة ) ولو وافق قول الصحابة والحديث والآية ، فالخارج على المذاهب الأربعة ضال مضل ، وربما أداه ذلك إلى الكفر ، لأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر " اهـ
من حاشيته على الجلالين 3/ 10
قلت : الكلام كله من أوله وآخره باطل قبيح كما أن كلامه السابق باطل كله ، لكن يلزم الإباضية الخوارج بما أنهم احتجوا علينا بكلام الصاوي ، أن يقبلوا كلامه ههنا وتكفيره لمذهبهم لأنهم يتعبدون بمذهب يعتبر خارج أحد المذاهب الأربعة - الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية -.
فإن قلتم كلامه هذا باطل وكلامه فينا صحيح ، فالسؤال ما هو المقياس الشرعي الذي جعلكم تقبلون قوله هناك وترفضونه هنا ؟
أم هو الهوى والتشهي والتشفي !؟
كتبه : أبو البدر أحمد بن عايد العنزي
الجمعة 27/ 2 /1436هـ