تعرض العالم الإسلامي السني في القرن الرابع الهجري والنصف الأول من القرن الخامس الهجري لرياح شيعية عاتية؛ فقد كانت معظم مناطق العالم الإسلامي تحت حكم دول وممالك شيعية، والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك علاقة بين الوضع السياسي للعالم الإسلامي والذي كان تحت سيطرة الشيعة وبدء الحروب الصليبية؟!!
فإذا ذهبنا إلى العراق؛ حيث الخلافة العباسية السنية والتي كانت قد دخلت في طور شديد من الضعف والتدهور قد وقعت تحت سيطرة الشيعة البويهيين ؛ الذين كانوا يسيطرون على فارس (إيران الآن)، والمشكلة أن هذه السيطرة قد استمرت إلى منتصف القرن الخامس الهجري.
وإذا ذهبنا إلى شرق الخلافة العباسية حيث أقاليم آسيا الوسطى، وجدناها تحت سيطرة دولة الشيعة السامانيين ؛ حيث كانوا يسيطرون على مناطق شرق إيران وأفغانستان وجنوب روسيا وما حولها..
حتى الجزيرة العربية لم تنج من السيطرة الشيعية فقد كانت تحت حكم القرامطة وهي طائفة خبيثة من طوائف الشيعة ولها تاريخ أسود مع الإسلام والمسلمين فقد استباحت البيت الحرام وسفكت دم المسلمين وغير ذلك من الأمور الشنيعة والمنكرة.
ثم في وسط العالم الإسلامي وغربه كانت الدولة العبيدية الخبيثة المسماة بالفاطمية تسيطر على مناطق واسعة كمصر وذلك سنة 358م/969م، فضلا عن الشمال الإفريقي، وظلت مسيطرة عليها قرابة قرنين من الزمان، وامتدت سيطرتها بعد ذلك لتشمل أرض فلسطين والشام ويعض أجزاء الجزيرة العربية.