توحيد الأسماء والصفات
س: ما هو توحيد الأسماء والصفات?
ج: هو الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى, وإمرارها كما جاءت بلا كيف كما جمع الله تعالى بين إثباتها ,ونفي التكييف عنها في كتابه في غير موضع كقوله تعالى( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما )وقوله تعالى( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )وقوله تعالى( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير )وغير ذلك, وفي الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني لما ذكر آلهتهم- انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى( قل هو الله أحد الله الصمد )والصمد الذي( لم يلد ولم يولد )لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت وليس شيء يموت إلا سيورث وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث( ولم يكن له كفوا أحد )لله قال لم يكن له شبيه ولا عديل, وليس كمثله شيء.
دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة
س: ما دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة?
ج: قال الله عز وجل( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه )وقال سبحانه( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى )وقال عز وجل( الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى )وغيرها من الآيات,
وقال النبي صلى الله عليه وسلم( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة )وهو في الصحيح, وقال صلى الله عليه وسلم( أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك ,أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي )الحديث.
مثال الأسماء الحسنى من القرآن
س: ما مثال الأسماء الحسنى من القرآن?
ج: مثل قوله تعالى( إن الله كان عليا كبيرا )( إن الله كان لطيفا خبيرا )( إن الله كان عليما قديرا )( إن الله كان سميعا بصيرا )( إن الله كان عزيزا حكيما )( إن الله كان غفورا رحيما )( إنه بهم رءوف رحيم )( والله غني حليم )( إنه حميد مجيد )(إن ربي على كل شيء حفيظ )( إن ربي قريب مجيب )( إن الله كان عليكم رقيبا )( وكفى بالله وكيلا )( وكفى بالله حسيبا )( و كان على كل شيء مقيتا )( إنه على كل شيء شهيد )( إنه بكل شيء محيط ) وقال تعالى( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )وقال تعالى( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) وقوله تعالى( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى )وغيرها من الآيات.
مثال الأسماء الحسنى من السنة
س: ما مثال الأسماء الحسنى من السنة?
ج: مثل قوله صلى الله عليه وسلم( لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم, لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم )وقوله صلى الله عليه وسلم( يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا بديع السماوات والأرض )وقوله صلى الله عليه وسلم( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ,ولا في السماء وهو السميع العليم )وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه )الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء, وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء )الحديث.
وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن )الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )وقوله صلى الله عليه وسلم( يا مقلب القلوب )الحديث وغير ذلك كثير.
دلالة الأسماء الحسنى
س: على كم نوع دلالة الأسماء الحسنى?
ج: هي على ثلاثة أنواع دلالتها على الذات مطابقة ودلالتها على الصفات المشتقة منها تضمنا ودلالتها على الصفات التي ما اشتقت منها التزاما.
س: ما مثال ذلك?
ج: مثال ذلك: اسمه تعالى الرحمن الرحيم يدل على ذات المسمى وهو الله عز وجل مطابقة وعلى الصفة المشتق منها وهي الرحمة تضمنا وعلى غيرها من الصفات التي لم تشتق منها كالحياة والقدرة التزاما ,وهكذا سائر أسمائه وذلك بخلاف المخلوق فقد يسمى حكيما وهو جاهل وحكما وهو ظالم وعزيزا وهو ذليل وشريفا وهو وضيع وكريما وهو لئيم وصالحا وهو طالح وسعيدا وهو شقي وأسدا وحنظلة وعلقمة وليس كذلك, فسبحان الله وبحمده هو كما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه.
دلالة الأسماء الحسنى من جهة التضمن
س: على كم قسم دلالة الأسماء الحسنى من جهة التضمن?
ج: هي على أربعة أقسام:
الأول: الاسم العلم المتضمن لجميع معاني الأسماء الحسنى وهو الله ;ولهذا تأتي الأسماء جميعها صفات له كقوله تعالى
( هو الله الخالق البارئ المصور )ونحو ذلك, ولم يأت هو قط تابعا لغيره من الأسماء.
الثاني: الثاني ما يتضمن صفة ذات الله عز وجل كاسمه تعالى السميع المتضمن سمعه الواسع جميع الأصوات, سواء عنده سرها وعلانيتها واسمه البصير المتضمن بصره النافذ في جميع المبصرات سواء دقيقها وجليلها ,واسمه العليم المتضمن علمه المحيط الذي( لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر )واسمه القدير المتضمن قدرته على كل شيء إيجادا وإعداما وغير ذلك.
الثالث: ما يتضمن صفة فعل الله كالخالق الرازق البارئ المصور وغير ذلك.
الرابع: ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسه عن جميع النقائص كالقدوس السلام.
أقسام الأسماء الحسنى من جهة إطلاقها على الله عز وجل
س: كم أقسام الأسماء الحسنى من جهة إطلاقها على الله عز وجل?
ج: منها ما يطلق على الله مفردا أو مع غيره وهو ما تضمن صفة الكمال بأي إطلاق كالحي القيوم الأحد الصمد ونحو ذلك, ومنها ما لا يطلق على الله إلا مع مقابله وهو ما إذا أفرد أوهم نقصا كالضار النافع, والخافض الرافع والمعطي المانع والمعز المذل ونحو ذلك فلا يجوز إطلاق الضار ولا الخافض ولا المانع ولا المذل كل على انفراده, ولم يطلق قط شيء منها في الوحي كذلك لا في الكتاب ولا في السنة, ومن ذلك اسمه تعالى المنتقم لم يطلق في القرآن إلا مع متعلقه كقوله تعالى( إنا من المجرمين منتقمون )أو بإضافة ذو إلى الصفة المشتق منها كقوله تعالى( والله عزيز ذو انتقام ).
مثال صفات الذات من الكتاب
س: تقدم أن صفات الله تعالى منها ذاتية وفعلية فما مثال صفات الذات من الكتاب ?
ج: مثل قوله تعالى( بل يداه مبسوطتان )(كل شيء هالك إلا وجهه )( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )( ولتصنع على عيني )( أبصر به وأسمع )( إنني معكما أسمع وأرى )( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما )( وكلم الله موسى تكليما )( وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين )( وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة )( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين )وغير ذلك.
مثال صفات الذات من السنة
س: ما مثال صفات الذات من السنة ?
ج: كقوله صلى الله عليه وسلم( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )وقوله صلى الله عليه وسلم( يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ,فإنه لم يغض ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض )وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال( إن الله لا يخفي عليكم أن الله ليس بأعور )وأشار بيده إلى عينه الحديث, وفي حديث الاستخارة( اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( إنكم لا تدعون أصم لا غايبا تدعون سميعا بصيرا قرييا )وقوله صلى الله عليه وسلم( إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي )الحديث, وفي حديث البعث( يقول الله تعالى: يا آدم فيقول لبيك )الحديث, وأحاديث كلام الله لعباده في الموقف ,وكلامه لأهل الجنة وغير ذلك ما لا يحصى.
مثال صفات الأفعال من الكتاب
س: ما مثال صفات الأفعال من الكتاب?
ج: مثل قوله تعالى( ثم استوى إلى السماء )وقوله( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله )الآية, وقوله تعالى( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )وقوله تعالى( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )وقوله تعالى( وكتبنا له في الألواح من كل شيء )وقوله تعالى( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا )وقوله تعالى( إن الله يفعل ما يشاء )وغيرها من الآيات.
مثال صفات الأفعال من السنة
س: ما مثال صفات الأفعال من السنة?
ج: مثل قوله صلى الله عليه وسلم( ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة( فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ) الحديث, ونعني بصفة الفعل هنا الإتيان لا الصورة فافهم, وقوله صلى الله عليه وسلم( إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه أن رحمتي تغلب غضبي )وفي حديث احتجاج آدم وموسى: "فقال آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده" فكلامه تعالى ويده صفتا ذات وتكلمه صفة ذات وفعل معا وخطه التوراة صفة فعل, وقوله صلى الله عليه وسلم( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) الحديث, وغيرها كثير.
أسماء الله كلها توقيفية
س: هل يشتق من كل صفات الأفعال أسماء أم أسماء الله كلها توقيفية؟
ج: لا بل أسماء الله تعالى كلها توقيفية لا يسمى إلا بما سمى به نفسه في كتابه أو أطلقه عليه رسوله صلى الله عليه وسلم وكل فعل أطلقه الله تعالى على نفسه فهو فيما أطلق فيه مدح وكمال ولكن ليس كلها وصف الله به نفسه مطلقا ولا كلها يشتق منها أسماء بل منها ما وصف به نفسه مطلقا كقوله تعالى( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم )وسمى نفسه الخالق الرازق المحي المميت المدبر, ومنها أفعال أطلقها الله تعالى على نفسه على سبيل الجزاء ,والمقابلة وهي فيما سيقت له مدح وكمال كقوله تعالى( يخادعون الله وهو خادعهم )( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين )( نسوا الله فنسيهم )ولكن لا يجوز إطلاقها على الله في غير ما سيقت فيه من الآيات, فلا يقال أنه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ونحو ذلك, وكذلك لا يقال ماكر مخادع مستهزئ ولا يقوله مسلم ولا عاقل ,فإن الله عز وجل لم يصف نفسه بالمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق ,وقد علم أن المجازاة على ذلك بالعدل حسنة من المخلوق فكيف من الخلاق العليم العدل الحكيم.
ماذا يتضمن اسمه العلي الأعلى
س: ماذا يتضمن اسمه العلي الأعلى وما في معناه كالظاهر والقاهر والمتعالي؟
ج: يتضمن اسمه العلي الأعلى الصفة المشتق منها وهو ثبوت العلو له عز وجل بجميع معانيه, علو فوقيته تعالى على عرشه عال على جميع خلقه بائن منهم رقيب عليهم يعلم ما هم عليه قد أحاط بكل شيء علما لا تخفى عليه منهم خافية. وعلو قهره فلا مغالب له ولا منازع ولا مضاد ولا ممانع, بل كل شيء خاضع لعظمته, ذليل لعزته مستكين لكبريائه, تحت تصرفه وقهره لا خروج له من قبضته. وعلو شأنه, فجميع صفات الكمال له ثابتة وجميع النقائص عنه منتفية عز وجل وتبارك وتعالى وجميع هذه المعاني للعلو متلازمة لا ينفك معنى منها عن الآخر.
دليل علو الفوقية من الكتاب
س: ما دليل علو الفوقية من الكتاب?
ج: الأدلة الصريحة عليه لا تعد ولا تحصى فمنها هذه الأسماء وما في معناها ومنها قوله( الرحمن على العرش استوى )في سبعة مواضع من القرآن ومنها قوله تعالى ءأمنتم من في السماء )الآيتين, ومنها قوله تعالى( يخافون ربهم من فوقهم )ومنها قوله تعالى( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )وقوله تعالى( تعرج الملائكة والروح إليه )وقوله( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض )وقوله تعالى( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي )وغير ذلك كثير.
دليل علو الفوقية من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة?
ج: أدلته من السنة كثيرة لا تحصى, منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأوعال( والعرش فوق ذلك والله فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه )وقوله لسعد في قصة قريظة "لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبعة أرقعة" وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية( أين الله )قالت في السماء قال( اعتقها فإنها مؤمنة) وأحاديث معراج النبي صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث تعاقب الملائكة( ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم ) الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان )الحديث وغير ذلك كثير, وقد أقر بذلك جميع المخلوقات إلا الجهمية.
مسألة الاستواء
س: ماذا قال أئمة الدين من السلف الصالح في مسألة الاستواء?
ج: قولهم بأجمعهم رحمهم الله تعالى: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ومن الله الرسالة ,وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق والتسليم, وهكذا قولهم في جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها( آمنا به كل من عند ربنا )(آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ).
دليل علو القهر من الكتاب
س: ما دليل علو القهر من الكتاب?
ج: أدلته كثيرة منها قوله تعالى( وهو القاهر فوق عباده )وهو متضمن لعلو القهر والفوقية. وقوله تعالى( سبحانه هو الله الواحد القهار )وقوله تعالى( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )وقوله تعالى( قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار )وقوله تعالى( ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها )وقول تعالى( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )وغير ذلك من الآيات.
دليل علو القهر من السنة
س: ما دليل ذلك من السنة?
ج: أدلته من السنة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها )وقوله صلى الله عليه وسلم( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك )الحديث, وقوله صلى الله عليه وسلم( إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت )وغير ذلك كثير.
دليل علو الشأن
س: ما دليل علو الشأن وما الذي يجب نفيه عن الله عز وجل ?
ج: اعلم أن علو الشأن هو ما تضمنه اسمه القدوس السلام الكبير المتعال وما في معناها واستلزمته جميع صفات كماله ونعوت جلاله فتعالى في أحديته أن يكون لغيره ملك أو قسط منه أو يكون عونا له أو ظهيرا أو شفيعا عنده بدون إذنه أو عليه يجير وتعالى في عظمته وكبريائه وملكوته وجبروته عن أن يكون له منازع أو مغالب أو ولي من الذل أو نصير وتعالى في صمديته عن الصاحبة والولد والوالد والكفء والنظير وتعالى في كماله و حياته وقيوميته وقدرته عن الموت والسنة والنوم والتعب والإعياء وتعالى في كمال علمه عن الغفلة والنسيان وعن عزوب مثقال ذرة عن علمه في الأرض أو في السماء وتعالى في كمال حكمته وحمده عن خلق شيء عبثا وعن ترك الخلق سدى بلا أمر ولا نهي ولا بعث ولا جزاء وتعالى في كمال عدله عن أن يظلم أحدا مثقال ذرة أو أن يهضمه شيئا من حسناته, وتعالى في كمال غناه عن أن يطعم أو يرزق أو يفتقر إلى غيره في شيء وتعالى في جميع ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله عن التعطيل والتمثيل وسبحانه وبحمده وعز وجل وتبارك وتعالى وتنزه وتقدس عن كل ما ينافي إلهيته وربوبيته وأسماءه الحسنى وصفاته العلى( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم )ونصوص الوحي من الكتاب والسنة في هذا الباب معلومة مفهومة مع كثرتها وشهرتها.
قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء
الحسنى من أحصاها دخل الجنة
س: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء الحسنى ( من أحصاها دخل الجنة ) ?
ج: قد فسر ذلك بمعان منها حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها ومنها أن ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها فيما يليق به ,وما كان يختص به نفسه تعالى كالجبار والعظيم والمتكبر فعلى العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها, وما كان فيه معنى الوعد كالغفور الشكور العفو الرءوف الحليم الجواد الكريم فليقف منه عند الطمع والرغبة, وما كان فيه معنى الوعيد كعزيز ذي انتقام شديد العقاب سريع الحساب ;فليقف منه عند الخشية والرهبة.
ومنها شهود العبد إياها وإعطاؤها حقها معرفة وعبودية مثاله من شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع إحاطته بهم علما وقدرة وغير ذلك وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمدا يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز فيشعر بأن كلمه وعمله صاعد إليه معروض عليه فيستحيي أن يصعد إليه من كلمه وعمله ما يخزيه ويفضحه هنالك ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف من الإماتة والإحياء الإعزاز والإذلال والخفض والرفع والعطاء والمنع وكشف البلاء وإرساله ومداولة الأيام بين الناس إلى غير ذلك من التصرفات في المملكة التي لا يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون )فمن وفى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية فقد استغنى بربه وكفاه, وكذلك من شهد علمه المحيط وسمعه وبصره وحياته وقيوميته وغيرها ولا يرزق هذا المشهد إلا السابقون المقربون.
ضد توحيد الأسماء والصفات
س: ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟
ج: ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته, وهو ثلاثة أنواع.
الأول: إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان.
الثاني: إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لإلحاد المشركين فأولئك سووا المخلوق برب العالمين وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس.
الثالث: إلحاد النفاة المعطلة وهم قسمان: قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا رحمن رحيم بلا رحمة عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير بلا قدرة ,واطردوا بقيتها كذلك, وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا (رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا)،( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)،( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) .