العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-08, 08:38 PM   رقم المشاركة : 11
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road




الدليل التاسع :

قال المؤلف : (( 9- عن الحارث بن حسان البكري رضي الله عنه قال: خرجت أنا والعلاء ابن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. الحديث وفيه فقلت: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد، فقال: أي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: وما وافد عاد؟.....الخ )) [ ص 97 – 98 ] .

قلت : أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره فقال : ((حدثنا أبو كريب قال ثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا عاصم عن الحارث بن حسان البكري .... الحديث )) [ ص 220/8 ] ، دون ذكر زيادة (( وبرسوله )) فتكون هكذا : (( أعوذ بالله أن أكون كوافد )) .

وأخرجه أيضا أبو محمد الأصبهاني في كتاب العظمة فقال : (( حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا أبو شيبة الرهاوي حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر ابن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن الحارث بن حسان البكري ... الحديث )) [ ص 1320 – 1321 / 4 ] ، ولفظه : (( فأعوذ بالله يا رسول الله أن أكون كوافد عاد )) من غير ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم .

وهذا منقطع بين عاصم بن أبي النجود وبين الحارث بن حسان البكري رضي الله عنه ، ولكن وصله الترمذي في السنن فقال : (( حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن سلام عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن رجل من ربيعة قال : قدمت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عنده وافد عاد فقلت : أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد ... الحديث )) [ ح 3273 ] .

وأخرجه الطبري أيضا في تفسيره موصولا فقال : ((حدثنا أبو كريب قال ثنا زيد بن الحباب قال ثنا سلام أبو المنذر النحوي قال ثنا عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن يزيد البكري .... الحديث )) [ ص 221/8 ] . ولفظ هذا الطريق : (( أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد ))

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير فقال : ((حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا عفان بن مسلم ومحمد بن مخلد الحضرمي أنا سلام أبو المنذر القارئ ثنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن الحارث بن حسان .... الحديث )) [ ص 354/2 ] ولفظه : (( أعوذ بالله وبرسول الله أن أكون كوافد عاد ))

وأخرج الإمام أحمد في المسند فقال : (( ثنا زيد بن الحباب قال حدثني أبو المنذر سلام بن سليمان النحوي قال ثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن الحرث بن يزيد البكري ... الحديث )) [ ص 482/2 ]. ولفظه : (( أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد ))

وأخرجه مختصرا النسائي في السنن الكبرى قال : (( أنبأ إبراهيم بن يعقوب قال حدثنا عفان قال حدثنا سلام أبو المنذر عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن حسان ... الحديث )) [ ح 8607 ]

وأخرجه مختصرا أيضا ابن ماجه قال : (( حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث بن حسان .. الحديث )) [ ح 2816 ]

قلت : هذه رواية عاصم بن بهدلة ، وعاصم صدوق سيء الحفظ في الحديث حجة في القراءة ، قال الدارقطني : (( في حفظه شيء )) ، وقال العقيلي : (( لم يكن فيه إلا سوء الحفظ )) [ راجع ترجمته في تهذيب التهذيب ] وهذا الجرح ومفسر بسوء الحفظ فيقدم على التوثيق .

ويظهر سوء الحفظ جليا في هذا الحديث فهو لم يضبط الحديث لاختلاف الرواة عنه فتارة يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم وتارة لا يذكره ، وتارة يروى منقطعا وتارة موصولا مما يدل على عدم ضبط اللفظ ، فكيف يحتج بمثل هذا ؟؟!!

وقد رجح رواية سلام عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث على رواية أبي بكر عن عصام عن الحارث الحافظ أبو الفتح الأزدي فقال : (( هكذا روى هذا الحديث سلام القاري عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن حسان وهو الصحيح وسلام قد حمل الناس عنه ورواه أبو بكر بن عياش وهو من الثقات عن عاصم عن الحارث بن حسان ولم يذكر أبا وائل وقول سلام في هذا عن أبي وائل أثبت وأصح وإن كان أبو بكر بن عياش ثقة إلا أنه بشر يقع عليه السهو )) [ المخزون في علم الحديث ص 72 ]

وكذلك الحافظ ابن عبد البر فقال : (( روى عنه أبو وائل واختلف في حديثه منهم من نجعله عن عاصم ابن بهدلة عن الحارث بن حسان لا يذكر فيه أبا وائل والصحيح فيه عن عاصم عن أبى وائل عن الحارث بن حسان قال قدمت المدينة فأتيت المسجد فإذا النبي على المنبر وبلال عائم متقلد سيفا وإذا رايات سود فقلت من هذا قالوا هذا عمرو بن العاص قدم من غزاة ..... الخ )) [ ص 285 – 286 / 1 ]

وكذلك الحافظ ابن كثير رواية سلام الموصولة على رواية أبي بكر المنقطة فقال : (( وقد رواه الترمذي والنسائي من حديث أبي المنذر سلام بن سليمان به، ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن الحارث البكري، ولم يذكر أبا وائل وهكذا رواه الإمام أحمد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث والصواب عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث كما تقدم )) [ البداية والنهاية ص 90 / 5 ]

فراوية أبي بكر بن عياش ضعيفة لانقطاعها ، وكذلك لوهمه كما قال أبو الفتح الأزدي وترجيح الحفاظ رواية سلام على رواية أبي بكر ، فسلام هو ابن سيلمان أبو المنذر تكلم فيه العلماء النقاد القاري النحوي قال الحافظ ابن حجر في التقريب : (( صدوق يهم )) ، وقال ابن حبان : (( كان يخطئ )) وقال الساجي : (( صدوق يهم ، ليس بمتقن في الحديث )) .

وأختلف الرواة عن سلام عليه فزيد بن الحباب وعفان بن مسلم ومحمد بن مخلد الحضرمي رووا لفظ : (( أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد )) ، ولفظ (( أعوذ بالله وبرسول الله أن أكون كوافد عاد )) وخالفهم سفيان بن عيينة فرواه بلفظ : (( أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد )) كما في رواية الترمذي .

وسفيان بن عيينة ثقة حافظ فقيه إمام حجة ، وزيد بن حباب صدوق ، وعفان بن مسلم ثقة ثبت وإن كان هم ثلاثة وسفيان واحد إلا أن روايته أرجح وذلك بقرينة ما رواه أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة قال : (( حدثناه أبو بكر الطلحي ، ثنا محمد بن أحمد بن الوضاح ، ثنا عبد العزيز بن منيب ، ثنا أحمد بن الحارث الجرجاني ، ثنا أحمد بن أبي طيبة ، عن عنبسة بن الأزهر الذهلي ، عن سماك بن حرب ، قال : سمعت الحارث بن حسان البكري ، يقول : لما كان بيننا وبين إخواننا من بني تميم ما كان وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووافيته وهو على المنبر وهو يقول : « جهزوا جيشا إلى بكر بن وائل » ، فقلت : يا رسول الله ، أعوذ بالله أن أكون كوافد عاد ، وذكر الحديث بطوله نحو حديث سلام أبي المنذر )) [ ص 791 / 2 ] .

فيتبين لنا أن الرواة اختلفوا على سلام على لفظين (( أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد )) ، ولفظ : (( أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد )) فلا يختار لفظ على لفظ إلا بمرجح ، وهذا الله تعالى أعلم .

قال المؤلف : (( فها هو رضي الله عنه الله عنه يستعيذ بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورغم هذا اقره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهل من المعقول أن يقره على الإشراك بالله )) [ ص 98 ].

قلت : والمؤلف هنا يرجح لفظ : (( أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد )) ، أو لفظ (( أعوذ بالله وبرسول الله أن أكون كوافد عاد )) ، لا لشيء إلا لأنه ظن أن هذا يوافق ما يدعو إليه من استغاثة بغير الله عز وجل فنقول أن اللفظة غير محفوظة كما مر تحقيقه وإن صحة ليس هذا من باب الشرك أو الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بما هو من خصائص الربوبية فالحارث بن حسان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وبطريقه إلى المدينة حمل معه امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجدها في الطريقة ، فلما حضرا عند النبي صلى الله عليه وسلم سأل النبي صلى الله عليه وسلم الحارث عن حال الحرب بين بكر وتميم فقال صلى الله عليه وسلم : (( هل كان بينكم وبين بني تميم شيء )) فأجابه وقال : نعم قال وكانت لنا الدبرة عليهم ومررت بعجوز من بني تميم منقطع بها فسألتني أن أحملها إليك وها هي بالباب فأذن لها فدخلت فقلت يا رسول الله إن رأيت أن تجعل بيننا وبين بني تميم حاجزا فأجعل الدهناء .

فلما سمعت هذه المرأة مقالة الحارث حميت لقومها قال : فحميت العجوز واستوفزت قالت : يا رسول الله فإلى أين تضطر مضرك ، تريد العجوز أن يقتله النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحارث : إنما مثلي ما قال الأول معزاء حملت حتفها حملت هذه ولا أشعر أنها كانت لي خصما أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد ، والمقصود أعوذ بالله وبك يا رسول الله أن تقتلني بما قالت المرأة التي أظن أن صنعي بها كان خير لي فإذ هو يجر إلي حتفي .

فهذا هو معنى الحديث فأين الاستغاثة الشركية بهذا اللفظ إن صح ؟! فهذا الحديث لا دلالة به على ما يرمي إليه المؤلف ولله الحمد والمنة .

الدليل العاشر :

قال المؤلف : ((10- وعن سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم فيقال: هل فيكم من صحب محمدا فيستنصرون به فينصرون ثم يقال: هل فيكم من صحب محمدا فيقال: لا فيقال: فمن صحب أصحابه؟ فلو سمعوا به من وراء البحر لأتوه» )) [ ص 98 ] .

قلت : أخرجه أبو يعلى في مسنده فقال : (( حدثنا عقبة حدثنا يونس حدثنا سليمان الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم فيقال هل فيكم أحد صحب محمدا فتستنصرون به فتنصروا ثم يقال هل فيكم من صحب محمدا فيقال لا فمن صحب أصحابه فيقال لا فيقال من رأى من صحب أصحابه فلو سمعوا به من وراء البحر لأتوه " )) [ ص 132/4 ] .

ووجه دلالة المؤلف من هذا الحديث عبارة : (( فتستنصرون به فتنصروا )) ، فهذا اللفظ تفرد به يونس بن بكير ، ويونس تكلم العلماء فيه قال أبو داود : (( ليس هو عندي حجة يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالأحاديث )) ، وقال النسائي : (( ليس بالقوي )) ، وقال الحافظ ابن حجر : (( صدوق يخطئ )) ووثقه غير واحد .

وقد محاضر بن المورع الهمداني أحد رجال مسلم دون ذكر هذه اللفظة كما أخرجها أيضا أبو يعلى فقال : (( حدثنا ابن نمير حدثنا محاضر عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يبعث بعث فيقال لهم هل فيكم أحد صحب محمدا فيقال نعم فيلتمس فيوجد الرجل فيستفتح فيفتح عليهم ثم يبعث بعث فيقال هل فيكم من رأى أصحاب محمد فيلتمس فلا يوجد حتى لو كان من وراء البحر لأتيتموه ثم يبقى قوم يقرؤون القرآن لا يدرون ما هو " )) [ ص 200/4 ] .

ومحاضر أيضا قد تكلم فيه العلماء فقال أحمد بن حنبل : (( سمعت منه أحاديث لم يكن من أصحاب الحديث كان مغفلا جدا )) وقال أبو حاتم : (( ليس بالمتين ، يكتب حديثه )) وقد وثقه غير واحد من النقاد .

والراجح من الألفاظ رواية محاضر ولذلك لقرائن ، فالقرينة الأولى ما قاله ابن عدي الكامل قال : (( روى عن الأعمش أحاديث صالحة مستقيمة وغيره إذا روى عن غيره كذلك ولم أر في رواياته حديثا منكرا فاذكره إذا روى عنه ثقة )) [ ص 441 / 6 ] ، فروايته تقدم على رواية يونس لأنه روى عن الأعمش أحاديث صالحة كما قال ابن عدي .

القرينة الثانية أن الراوي عنه ثقة أحد رجال الصحيحين وهو محمد بن عبد الله بن نمير قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب : (( ثقة حافظ فاضل )) ووثقه الحفاظ النقاد .

والقرينة الثالثة هي متابعة جعفر بن عون لمحاضر على عدم ذكر هذه اللفظة كما أخرجها عبد بن حميد في مسنده فقال : (( أنا جعفر بن عون أنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش فيطلب الرجل من أصحابي فيقال : هل فيكم رجل من أصحاب محمد فيقولون : نعم فيستفتحون به فيفتح عليهم ثم يأتي على الناس زمان فيخرج الجيش فيقال : هل فيكم رجل من أصحاب محمد فيطلبونه فلا يجدونه فيقال : هل فيكم أحد رأى أحدا من أصحاب محمد فيطلبونه فلا يجدونه فلو كان رجل من أصحابي وراء البحر لأتوه " )) [ ح 1020 ] .

وأصل الحديث في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال البخاري : (( حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو سمع جابرا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يأتي زمان يغزو فئام من الناس فيقال فيكم من صحب النبي صلى الله عليه وسلم فيقال : نعم فيفتح عليه ثم يأتي زمان فيقال فيكم من صحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيقال : نعم فيفتح ثم يأتي زمان فيقال : فيكم من صحب صاحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح " )) [ ح 2740 ] ومسلم قال : (( حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب وأحمد بن عبدة الضبي واللفظ لزهير قالا حدثنا سفيان بن عيينة قال سمع عمرو جابرا يخبر عن أبي سعيد الخدري ... الحديث )) [ ح 2532 ].

وليس في الحديث السابق دليل على التوسل بالذوات والاستغاثة فيما لا يستطيعونه ، إنما هو تقديمه للدعاء بالنصر على الأعداء فعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( " كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبر قسمه منهم البراء بن مالك " ، فإن البراء لقي زحفا من المشركين وقد أوجع المشركون في المسلمين فقالوا : يا براء إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنك لو أقسمت على الله لأبرك فاقسم على ربك " ، فقال أقسمت : عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين فقالوا له يا براء أقسم على ربك فقال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك صلى الله عليه وسلم فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدا )) [ المستدرك على الصحيحين ص 331/3 ] .

فليس في الحدث دليل على جواز التوسل بالذوات والاستغاثة بهم ؟؟ أما التوسل في طلب الدعاء من الصالحين فهذا لا ينكره أحد ، ثم هذا الحديث دليل على عدم جواز التوسل بالذوات ولو كان جائز عندهم لما التمسوا صحابيا أو تابعيا حيا ليدعو لهم بالنصر واكتفوا بالتوسل بذواتهم سواء كانوا حاضرين أم غائبين .

قال المؤلف : (( وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم )) [ ص 98 ] .

قلت : نعم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن كيف يكون النصر بهم ؟؟ الجواب : ما أخرجه النسائي في السنن الصغرى قال : أخبرنا محمد بن إدريس قال حدثنا عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن مسعر عن طلحة بن مصرف عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم )) [ ح 3178 ، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ح 12683 ] .

بين هذا الحديث أن النصر بسبب إخلاصهم بالدعاء ما جاء في الحديث ، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : (( قال ابن بطال : تأويل الحديث أن الضعفاء أشد إخلاصا في الدعاء وأكثر خشوعا في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا وقال : المهلب أراد صلى الله عليه وسلم بذلك حض سعد على التواضع ونفي الزهو على غيره وترك احتقار المسلم في كل حالة وقد روى عبد الرزاق من طريق مكحول في قصة سعد هذه زيادة مع إرسالها فقال : قال سعد : يا رسول الله أرأيت رجلا يكون حامية القوم ويدفع عن أصحابه أيكون نصيبه كنصيب غيره فذكر الحديث ، وعلى هذا فالمراد بالفضل إرادة الزيادة من الغنيمة فأعلمه صلى الله عليه وسلم أن سهام المقاتلة سواء فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه )) [ ص 89 / 6 ] .

ثم قال المؤلف (( وهذا دليل على الاستغاثة بالصحابة والتوسل بهم إلى الله طلبا للنصر )) [ ص 98 ] .

لقد تبين المقصود من الحديث أنه طلب الدعاء منهم بالنصر لا استغاثة أو توسل بذواتهم فهذه الأحاديث ليست فيها دلالة على ما يرمي إليه المؤلف ولله الحمد والمنة .








التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» جولة أبي عثمان في مواقع الصوفية
»» شاهد حقائق يكشفها أحد الأقطاب الصوفية التائبين / طامات كبرى
»» شبهة استسقاء النصارى بقبر أبي أيوب الأنصاري
»» أين انتم يا من فرح بموضوع ابن البتول لا تردون على كلام الشيخ عبد القادر الجيلاني ؟
»» منتدى الكاشف يستضيف الشيخ ممدوح الحربي بمناسبة افتتاح قسم حوار هادي مع الصوفية
 
قديم 03-05-08, 01:09 PM   رقم المشاركة : 12
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


الدليل الحادي عشر :

قال المؤلف : (( 11- وعن عبدالله بن دينار رضي الله عنه قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يتمثل بشعر أي طالب:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه = ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وفي لفظ قال: ربما ذكرت قول الشاعر وانا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب.

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه = ثمال اليتامى عصمة للأرامل

فتمثله رضي الله عنه بهذا البيت من قول أبي طالب دون غيره دليل على توسله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو نص لا يحتمل غير هذا الفهم، ومثل سيدنا ابن عمر لا يصدر عنه ما يشك في قبوله شرعا
)) [ ص 98 ] .

قلت : وهذا الحديث صحيح وواضح الدلالة على أن التوسل كان بطلب الاستسقاء من النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث قال ابن عمر : (( ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب وأبيض يستسقى الغمام بوجهه )) ، فابن عمر تذكر هذه الأبيات لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستقي فيستجاب له مباشرة على أنه توسلوا بذاته الشريفة فسقوا وقد أخرج البخاري عن أنس قال : (( أن رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسل قائما فقال : يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسل يديه فقال : " اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا " قال أنس : ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال : فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال : والله ما رأينا الشمس ستا ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسل قائم يخطب فاستقبله قائما فقال : يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسل يديه ثم قال : " اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والجبال والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر " قال : فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس قال " شريك فسألت أنسا : أهو الرجل الأول قال لا أدري )) [ ح 967 ] .

فهذا كان توسل الصحابة رضوان الله عليهم بالنبي صلى الله عليه وسلم يطلبون منه الدعاء والاستسقاء ولكن كان توسلهم هو بذاته فقط لما احتاجوا للذهاب إليه وطلب الدعاء منه .

وقد أخرج الطبراني في كتاب الدعاء لفظ فيه زيادة غريبة قال : حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي ثنا عمي سعيد بن خيثم ثنا مسلم الملائي عن أنس بن مالك قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله لقد أتيناك وما لنا بعير يئط ولا صبي يصطبح وأنشده :


اتيناك والعذراء تدمي لبانها = وقد شعلت أم الصبي عن الطفل
وألقى بكفيه الفتى استكانة = من الجوع ضعفا ما يمر وما يحلي
ولا شيء مما يأكل الناس عندنا = سوى الحنظل العامي والعلهز الفشل
وليس لنا إلا إليك فرارنا = وأين فرار الناس إلا إلى الرسل

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى صعد المنبر ثم رفع يديه إلى السماء فقال : (( اسقنا غيثا مغيثا مريا مريعا غدقا طبقا عاجلا غير رايث نافعا غير ضار تملأ به الضرع وتنبت به الزرع وتحمي به الأرض بعد موتها )) فوالله ما رد يديه إلى نحره حتى ألقت السماء بأوراقها وجاء أهل البطاح يعجبون : يا رسول الله الغرق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( حوالينا ولا علينا )) فانجاب السحاب عن السماء حتى أحدق بالمدينة كالإكليل فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال : (( لله أبو طالب لو كان حيا قرت عيناه من ينشدنا قوله )) فقام علي بن أبي طالب فقال : يا رسول الله كأنك أردت قوله :

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه = ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم = فهم عنده في نعمة وفواضل
كذبتم وبيت الله يبزى محمد = ولما نقاتل دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله = ونذهل عن أبنائنا والحلائل

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أجل )) فقام رجل من كنانة فقال :


لك الحمد والحمد ممن شكر = سقينا بوجه النبي المطر
دعا الله خالقه دعوة = أجيبت وأشخص منه البصر
ولم يك إلا كقلب الرداء = وأسرع حتى رأينا المطر
دفاق العزالى وجم البعاق = اغاث به الله عليا مضر
وكان كما قاله عمه = أبو طالب ذو رداء وغرر
ويسقي بك الله صوب الغمام = وهذا العيان لذاك الخبر
فمن يشكر الله يلقى المزيد = ومن يكفر الله يلق الغير

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن يك شاعر قد أحسن فقد أحسنت )) [ ح 2180 ] .

قلت : أخرجه البيهقي في دلائل النبوة فقال : أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة حدثنا جعفر بن عنبسة حدثنا عبادة بن زيادة الأزدي عن سعيد بن ختيم الهلالي ( ح ) .

وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحارث الفقيه الأصبهاني أنبأنا أبو محمد بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني حدثنا عبد الرحمن بن الحسن حدثنا أحمد بن رشيد بن خثيم الهلالي حدثنا أبو معمر سعيد بن خثيم عمي عن مسلم الملائي عن أنس بن مالك ... الحديث [ ص 140 – 141 / 6 ] .

قلت : ومسلم الملائي هو ابن كيسان قال ابن حجر في التقريب : (( ضعيف )) ، وقال ابن معين : (( لا شيء )) ، وقال أبو رزعة : (( ضعيف الحديث )) ، وقال أبو حاتم : (( يتكلمون فيه ، و هو ضعيف الحديث )) ، وقال أبو داود : (( ليس بشيء )) ، وقال الترمذي : (( ليس عندي بالقوي )) ، وقال النسائي : (( ليس بثقة )) ، وقال الجوزجاني : (( غير ثقة )) ، وقال ابن حبان : (( اختلط في آخر عمره ، فكان لا يدرى ما يحدث به )) ، وقال الدارقطني : (( ضعيف )) ، وقال الفلاس : (( متروك الحديث )) ، وقال ابن المديني والعجلي : (( ضعيف الحديث )) ، وقال أبو أحمد الحاكم : (( ليس بالقوى عندهم )) .

وأحمد بن رشيد بن خثيم ، هو أحمد بن راشد بن خيثم الهلالي . قال عنه الحافظ ابن حجر : (( ضعيف جدا )) [ تلخيص الحبير ص 235 / 1 ] ، وقال الهيثمي : (( ضعيف )) [ مجمع الزوائد ص 182 / 9 ] ، وقال الشوكاني في نيل الأوطار : (( وفيها أحمد بن رشيد بن خثيم عن عمه سعيد بن خثيم وهما ضعيفان )) [ ص 219 / 2 ] ، وذكره ابن حبان في الثقات [ ص 40 / 8 ] وذكر الحافظ شمس الدين الذهبي في ترجمته حديثا فقال : (( فهو الذي اختلقه بجهل )) [ ص 234 / 1 ] .

أما عبادة بن زيادة ، هو ابن زياد ، قال ابن عدي في الكامل : (( عبادة بن زياد هو من أهل الكوفة من الغالين في الشيعة وله أحاديث مناكير في الفضائل )) [ ص 349 / 4 ] ، وقال أبو حاتم : (( كوفي من رؤساء الشيعة أدركته ولم اكتب عنه ومحله الصدق )) ، وقال موسى بن إسحاق : (( صدوق )) [ ص 97 / 6 ] ، وقال الذهبي : (( وعبادة لا بأس به غير التشيع )) [ ميزان الاعتدال ص 47 / 4 ] .

أما جعفر بن عنبسة الراوي عن عبادة بن زياد فمتكلم فيه أيضا قال الحافظ شمس الدين الذهبي : (( جعفر بن عنبسة بن عمرو الكوفي .

له في سنن الدارقطني عن عمر بن حفص المكي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في السورتين حتى قبض .

قال ابن القطان علته الجهل بحال عمر بن الحفص المكي بل لا أعرفه مذكورا في مظان ذكره وذكر أمثاله قال وكذلك راوية عنه جعفر بن عنبسة انتهى .

وروى له البيهقي في دلائل النبوة حديثا عن محمد بن الحسين القرشي عن أحمد بن أبي نصر عن أبان بن تغلب وقال إنه إسناد مجهول وكناه في نفس الإسناد أبا محمد
)) [ ميزان الاعتدال ص 71 / 8 ] .

وزاد عليه الحافظ ابن حجر فقال : (( وذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال ثقة روى عن سليمان بن يزيد عن علي بن موسى الرضا رحمهما الله تعالى )) [ ص 120 / 2 ] .

وقال الدارقطني : (( يحدث عن الضعفاء ليس به بأس )) [ سؤالات الحاكم للدارقطني ص 107 ] .

فالطرق إلى مسلم بن كيسان الملائي لا خلو من ضعف ، ومسلم بن كيسان ضعيف أيضا كما مر أقوال علماء الجرح والتعديل فيه .

وأما قول المؤلف : (( فتمثله رضي الله عنه بهذا البيت من قول أبي طالب دون غيره دليل على توسله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو نص لا يحتمل غير هذا الفهم )) فهذا من باب حمل النصوص على غير معناها ولكن المؤلف يريد حمله على التوسل بالذوات ، فهذا ليس دليل له بل دليل عليه ، فعمل الصحابة أن يطلبوا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم وليس يتوسلون بذاته وابن عمر ما ذكر هذه الأبيات إلا لما رأى يستقي فكيف يحمل على التوسل بالذوات ؟؟!!






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» حمل كتاب الرد على الشاذلي في حزبه لشيخ الإسلام ابن تيمية
»» الصوفية واحتفال النصارى بعيد الكريسمس / الجفري انموذجا
»» حمل كتاب الفكر الصوفى في ضوء الكتاب والسنة pdf
»» سلسلة أعلام التصوف 17 شيخ الملك الظاهر بيبرس الشيخ خضر بن أبي بكر المهراني العدوي
»» الديوان الصوفي الذي يحكم العالم
 
قديم 03-05-08, 01:10 PM   رقم المشاركة : 13
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


الدليل الثاني عشر :

قال المؤلف : (( 12- وعن سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في حديث الشفاعة: «إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نفصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فيشفع ليقضي بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم» ))

قال المؤلف : (( وهذا الحديث ظاهر في أن الناس يتوسلون بسيد الأنام عند اشتداد الأمر عليهم ويستغيثون به، ولو كان التوسل والاستغاثة كفرا لما جاز لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يشفع لهم عند الله
)) [ص 98 – 99 ] .

قلت : حديث الشفاعة مشهور ، هو من معتقدات أهل السنة والجماعة ، ولكن أين وجه الدلالة في جواز التوسل والاستغاثة بالذوات فيما لا يقدرون عليه أو بما هو من خصائص الربوبية ومع ذلك فهذا الحديث ليس فيه دليل لما يرمي إليه المؤلف وذلك من عدة وجهوه :

الوجه الأول : أن هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة هو المقام المحمود حيث جاء في الخبر : (( فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم )) كما أن من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة أنه أعطي حوضا من شرب منه لا يظمأ بعدها أبدا فعن عن سهل بن سعد قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ... الحديث )) [ رواه البخاري ح 6212 ] .

الوجه الثاني : أن الناس كانوا يطلبوا من يشفع لهم لبدأ الحساب حتى ينتهي الطب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيشفع عند الله تعالى في بدء الحساب وليس في هذا شيء من خصائص الربوبية فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون : يا فلان اشفع : يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود [ رواه البخاري ح 4441 ]

الوجه الثالث : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما طلبت منه الشفاعة توجه إلى الله تعالى بالدعاء كما جاء في رواية أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال : (( فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعط قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة ... الحديث )) [ رواه البخاري ح 7002 ]

الوجه الرابع : هذه الشفاعة من أمور الآخرة فلا يقاس عليها بالدنيا حيث أن تلك الدار دار حساب لا تكليف فيها ، أما هذه الدار فهي دار تكليف فلا يشرع أمر إلا بدليل صريح من الكتاب أو السنة .

الوجه الخامس : أن أحوال يوم القيامة تختلف عن أحوال الدنيا حتى أنه جاء في الخبر : (( إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن )) ، والشمس لو دنت اليوم هذا الدنو لأحرقت الأرض فمن فيها ، فللآخرة أحكام وأحوال فلا يصح القياس عليها ، والله تعالى أعلم .

الوجه السادس : أن الطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع عند الله تعالى أن يبدأ الحساب ليس فيها محظور حيث أن طلب الدعاء من الحي الحاضر لا خلاف فيه ، وليس هو محل النزاع فهذا الدليل خارج النزاع .

أما قوله : (( ولو كان التوسل والاستغاثة كفرا لما جاز لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يشفع لهم عند الله )) [ ص 99 ] ، فأقول : ما وقع المؤلف بمثل هذا إلا لأنه لا يفرق بين التوسل والاستغاثة والشفاعة ، والفرق بينهم ظاهر ، ولكن المؤلف يريد نصر المذهب بأي طريقة كانت !!

قال المؤلف : (( ومعلوم أن الشفاعة يوم القيامة لا تنال الكافرين بل لو كان فيهما شيء من الإشراك بالله لبينه لأصحابه عندما أخبرهم بهذا الحديث فلما لم يكن كفرا كان أمره مستحبا ومندوبا إليه في الدنيا والآخرة. )) [ ص 99 ] .

قلت : قوله أن الشفاعة لا تنال الكفار فهذا ليس يناقضه ما جاء في هذه العبارة : (( فبينما هم كذلك استغاثوا )) فهذا شامل المسلم والكافر ، والشفاعة العظمة هي في بدء الحساب وهي لجميع الناس مسلمهم وكافرهم وإن كانت أمة محمد صلى الله عليه وسلم أول الأمم في بدأ الحساب.

قال المؤلف : (( بل لو كان فيهما شيء من الإشراك بالله لبينه لأصحابه عندما أخبرهم بهذا الحديث فلما لم يكن كفرا كان أمره مستحبا ومندوبا إليه في الدنيا والآخرة. )) [ ص 99 ] .

قلت : وهنا المؤلف يقع في خطأ كبير ، هو قياس أمور الآخر على الدنيا ، فيوم القيامة يوم حسب ولا ليس يوم عمل حتى يقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا شرك ، مع مراعاة أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموطن ليس شركا ولا حراما لأنه أخبر بأن صاحب الشفاعة العظمى يوم القيامة وحتى لو قيس على الحياة الدنيا فهو كما كان الصحابة يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم لقضاء حوائجهم فلا مناسبة في الاستدلال بهذا الحديث على جواز الاستغاثة المنهي عنها .

ثم قوله : (( فلما لم يكن كفرا كان أمره مستحبا ومندوبا إليه في الدنيا والآخرة )) [ ص 99 ]

قلت : المستحب والمندوب هو ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أو حثت عليه الشريعة وليس في الخبر دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بأن نستشفع به بل هو إخبار عما سوف يكون في اليوم الآخر وهو من الأمور الإيمانية مثل ما نؤمن أن الناس يمرون على الصراط فنؤمن أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع للناس لبدأ الخلائق وهذا في الشفاعة الأولى ، فقوله : (( ومندوبا إليه في الدنيا )) فهو قياس فاسد وفهم ساقط لا يدل عليه الدليل ، والله تعالى أعلم .






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» حمل كتاب الفكر الصوفى في ضوء الكتاب والسنة pdf
»» حمل كتاب مجموع في كشف حقيقة الجزء المفقود المزعوم من المصنف تأليف محمد زياد التكلة
»» من سلسلة كتب الصوفية في الميزان كتاب مصباح الأنام وجلاء الظلام
»» اعلان الشيخ الدمشقية يطالب الشيخ يوسف الرفاعي بالمناظرة وأن يثبت ما افتراه عليه
»» ثبوت الحديث بالكشف عند الصوفية
 
قديم 09-05-08, 09:17 PM   رقم المشاركة : 14
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road




الدليل الثالث عشر :

قال المؤلف : (( 13- وعن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقص على أصحابه حادثة السيدة هاجر هي وابنها بعد أن تركها سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مكة أنها كلما سمعت صوتا عند الطفل قالت : (إن كنت ذا غوث فأغث) والمخاطب هو جبريل عليه السلام فغمز الأرض بعقبه فنبعت زمزم التي ما زالت وستبقى إلى يوم القيامة مفضلة على جميع أنواع المياه لبركتها وفائدتها فهل من المعقول أن يكرم الله السيدة هاجر بماء زمزم إن كان في كلمتها شيء من الكفر ثم إن كان فيها كفر فلماذا لم ينبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه عليها وهو يحدثهم أيسكت صلى الله عليه وآله وسلم عن أمر فيه إخراج أصحابه عن عقيدتهم؟! )) [ ص 99 ] .

قلت : وقد عزا المؤلف هذا اللفظ : إلى البخاري ( ح 3365 ) ولفظه قال : (( ثم قالت : لو ذهبت فنظرت ما فعل فإذا هي بصوت فقالت : أغث إن كان عندك خير ، فإذا جبريل قال فقال بعقبه هكذا وغمز عقبه على الأرض قال فانبثق الماء فدهشت أم إسماعيل فجعلت تحفر )) ، وأخرجه البخاري أيضا بلفظ آخر قال : (( فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت : صه تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت : قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبة أو قال : بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف )) [ ح 3364 ]

قلت : وهذا الحديث ليس فيه دليل في محل النزاع إذ الخلاف في الاستغاثة فيما لا يقدر عليه أو بما هو خصائص الربوبية ، فهاجر عليه السلام كانت تبحث عن الماء بعدما نفد منها ، فوجدت ملكا فقالت له : (( أغث إن كان عندك خير )) ، وفي رواية : (( أغث إن كان عندك خير )) أي إن كنت ممن جاء بالماء فأغثنا به أي اسقنا ، قال ابن الجوزي في غريب الحديث : (( في حديث هاجر فهل عندك غواث الغين مفتوحة وهو بمعنى الغياث )) [ ص 165 / 2 ] ، وفي لسان العرب : (( والغياث ما أغاثك الله به )) ، فيصبح معنى قول هاجر علي السلام للملك إن كنت من الذي أتانا بغيث الله تعالى فأغثنا ثم بشرها الملك ببناء الكعب فقال : (( لا تخافوا الضيعة فإن ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله )) [ البخاري ح 3364 ] .

فالاستغاثة التي فعلتها هاجر عليها السلام غير الاستغاثة التي يقول بها المؤلف والصوفية فهي لم تطلب منهم ما لا يقدر عليه أو أمر من خصائص الصوفية وقارن استغاثتها باستغاثة الصوفية بالمشايخ والأولياء حتى إذا ما انقطعت الأسباب توجهوا لهم من دون الله عز وجل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

والفرق بين استغاثة هاجر عليه السلام واستغاثة الصوفية كرجلين أحدهما فقد الماء وأشرف على الموت ثم رأى رجلا فسأله إذا كان عنده ماء ، فهذه الهيئة لا إشكال فيها وهي ما فعلتها هاجر ، والرجل الآخر فقد الماء فطلبه فلم يجد شيئا فاستغاث بالبدوي أو الجيلاني أو شيخه الذي يبعد عنه مئات الكيلوات من دون الله تعالى ، فالفرق بين الأمرين واضح جلي لا يحتاج إلى بيان أكثر ، والله يهدي من يشاء ويضل من يشاء .

أما قول المؤلف : (( إن كان في كلمتها شيء من الكفر ثم إن كان فيها كفر فلماذا لم ينبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه عليها وهو يحدثهم أيسكت صلى الله عليه وآله وسلم عن أمر فيه إخراج أصحابه عن عقيدتهم )) ، فهذا على اضطراب المؤلف وعدم فهم محل النزاع ، فيا ليته حرر محل النزاع قبل التصدر في الرد والدعوى لما يقدح عقيدة الإسلام ، والله المستعان .






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» حمل pdf المذهبية المتعصبة هى البدعة أوبدعة التعصب المذهبي محمد عيد عباسي
»» شبهة تلقين الميت بعد الدفن
»» الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية بين التزوير وإثبات الباطل
»» قولوها بصراحة علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الله عزوجل - والعياذ بالله -
»» استكمالا لموضوع السحر عند الصوفية موضوع الاسماء الادريسية
 
قديم 09-05-08, 09:18 PM   رقم المشاركة : 15
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road




الدليل الرابع عشر :

قال المؤلف : (( 14- وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم النسيان لما يسمعه من حديثه الشريف وهو يريد أن يزول عنه ذلك فقال رضي الله عنه : يا رسول الله : إني أسمع منك حديثا كثيرا فأنساه فأحب أن لا أنسى فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ابسط ردائك فبسطه فغرف يديه فيه ثم قال: ضمه فضمه قال أبو هريرة فما نسيت حديثا بعد وفي رواية فما نسيت شيئا قط» )) [ ص 99 ] .

قلت : هذا الحديث أخرجه البخاري عن أبي هريرة بلفظ : قلت : يا رسول الله إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه قال : (( ابسط رداءك فبسطته )) قال : فغرف بيديه ثم قال : (( ضمه )) فضممته فما نسيت شيئا بعده )) [ ح 119 ، ح 3448] ، والترمذي : قلت : يا رسول الله أسمع منك أشياء فلا أحفظها قال : (( ابسط رداءك )) فبسطت فحدث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به [ ح 3835 ] .

وهذا الحديث أو الدليل كسابقه ليس فيه دلال على محل النزاع ، لأن هذا من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقاس عليه .

تنبيه : أدرج المؤلف لفظ : (( فأحب أن لا أنسى )) وهذا اللفظ غير موجود فيما عزا إليه المؤلف حيث عزاه للبخاري ح رقم 3648 ، والترمذي 3835 .

وقول المؤلف : (( وعدم النسيان من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله وحده ورغم هذا لم ينكر عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأجابه إلى مطلبه )) [ ص 99 ] .

هذا قول مردود والسبب أن الصحابة رضوان عليهم كانوا يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لهم عندما يهمهم أمر ما لما عرفوه من استجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم والأدلة على هذا كثيرة جدا ، فمن هذا الباب كان شكوى أبي هريرة رضي الله عنه .

ولكن المؤلف فهم أن أبا هريرة يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب عنه النسيان فلذلك استدل بهذا الحديث الذي من جنس طلب الدعاء من الرسول صلى الله عليه وسلم على جواز التوسل والاستغاثة بالذوات ، ومن هنا تعرف سبب إدراك الزيادة المذكورة آنفا ، والله تعالى أعلم .

وقول المؤلف : (( فهذا توسل منه رضي الله عنه بذات سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومكانته عند الله لا بدعائه فحسب لأنه لم يرد أنه دعا له وإنما اغترف له من الهواء وألقاه في ثوبه وأمره بضمه إلى صدره )) [ ص 99 ]

قلت : لو كان التوسل بذاته فقط لما احتاج أبو هريرة إلى الذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجلس في بيته أو في الصفة وقال دعا الله عز وجل بذات ومكانة النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لما علم الصحابة أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا بدعائه ، ذهب أبو هريرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشكا إليه ليدعو له كما هي العادة .

أما عن اغتراف النبي صلى الله عليه وسلم من الهواء فهذا من معجزاته كما مر فلا يقاس عليه كما أن من معجزاته الكثيرة تكثير الطعام ونبع الماء من بين أصابعه وتظليل الشجر عليه عند قضاء الحاجة وغيرها كثير ، فهذا الاقتراف لم من أسباب جريان المعجزة أو الكرامة كما يغرف من الطعام حتى يكثر وإلا فالله تعالى قادر أن يكثره دون أن يقسم النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم ، كما أن الله تعالى قادر أن يسقط الرطب على مريم عليها السلام دون أن تهز جذع الشجرة ، فاغتراف النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة من هذا القبيل ، والله تعالى أعلم .

قول المؤلف : (( وهذا دليل منه رضي الله عنه على جواز سؤال مثل هذه الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله من غير الله تعالى، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل له لا تسألني وسل من هو أقرب إليك مني بل أجابه إلى مطلبه وقضيت حاجته باللحظة التي ضم فيها الرداء إلى صدره )) [ ص 99 – 100 ] .

قلت : وهنا يصرح المؤلف بحقيقة معتقدهم وهي المساواة بين الخالق والمخلوق فهو يستدل بهذا الحديث على جواز سؤال ما اختص به الله تعالى من المخلوقين قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ )) [فاطر : 3] ، فرزق العباد من خصائص ربوبية الله عز وجل ، وعلى رأي المؤلف يجوز أن تسأل غير الله عز وجل الرزق ، وإن لم يصرح به فنحن نلزمه بذلك حيث قال : (( وهذا دليل منه رضي الله عنه على جواز سؤال مثل هذه الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله من غير الله تعالى )) ، فأي دعوة إلى تأليه المخلوقين ومساواتهم بالله عز وجل ؟!

ثم أن المؤلف بنى هذا الحكم على الزيادة التي أدرجها في الحديث قال : ((لم يقل له لا تسألني وسل من هو أقرب إليك مني )) فأبو هريرة رضي الله عنه لم يطب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب عنه النسيان ، والمؤلف مطالب بأن يعزو هذه الزيادة إلى مصدرها الأصلي ، فخلاصة الكلام أن هؤلاء المعلقة قلوبهم بالقبور لما عجزوا عن إثبات ما يدعون من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لجئوا إلى تحريف الأحاديث ومع ذلك لم يبلغوا مرادهم والله الحمد والمنة .






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» حمل كتاب هذه مفاهيمنا بصيغة pdf
»» ابن عربي شيخ الصوفية الأكبر في حيرة من أمره فلا يعلكم من كلفه بالعبادة
»» آلان إسطوانة نبع الفوائد فيما عند الصوفية من العقائد
»» الشبهة رقم 36 قولهم أن في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا
»» حمل كتاب ابن تيمية والتصوف
 
قديم 12-08-08, 04:43 PM   رقم المشاركة : 16
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road



أدلة المؤلف على التوسل والاستغاثة بالأموات


قال المؤلف : (( لابد لنا قبل الخوض في ذكر الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأموات من الإجابة على أسئلة ثلاثة قد تتبادر إلى أذهان كثير من الناس وهي:
1- هل الموتى أحياء في قبورهم فنتوسل بهم؟
2- وهل يسمعون توسلنا وهم في القبور؟
3- وهل يستطيعون إغاثتنا ونفعنا وهم قد انتقلوا إلى الحياة البرزخية؟

الجواب عن الأسئلة الثلاثة (نعم) إنهم أحياء في قبورهم يسمعون توسلنا ويقضون حوائجنا والأدلة على ذلك كثيرة
)) [ ص 101 ]

قلت : أجاب المؤلف على هذه الأسئلة التي طرحها بـ نعم حسب على عقيدة الصوفية أو ما ذهب إليه من آراء والإجابة على الأسئلة تكون كتالي :

والإجابة على السؤال الأول ذات شقين ؛ الشق الأول نعم الموتى أحياء في قبورهم ولكن حياة برزخية مختلفة عن الحياة المعهودة لا يعرف كننها ولا يمكن معرفة شيء عنها إلا بما أخبر به الله عز وجل أو النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقاس عليها ، ولو كانت هذه الحياة البرزخية لها نفس حكم الحياة العادي لما قسمت الأموال وتزوجت الزوجة ... الخ

أما الشق الثاني التوسل له معنيان عند المؤلف إن قصد التوسل بجاههم فهذا الأمور مختلفة به والصحيح عدم جوازه لعدم وجود الدليل الصحيح الصريح عليه ، أما المعنى الثاني للتوسل عند المؤلف هو الاستغاثة ودعاءهم من دون الله عز وجل في الشدائد والكبر ، وهذا لا يجوز بل هو من باب صرف عبادة والدعاء لغير الله عز وجل ، وصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل هو من الشرك والعياذ بالله .

الإجابة على السؤال الثاني : مسألة سماع الأموات مسألة خلافية بين أهل العلم ، فمنهم من يقول يسمع مطلقا ، ومنهم يجعل سماع الأموات فقط في المواطن التي صرحت بها النصوص ، وأصحاب الرأيين من أهل السنة والجماعة لا يرون جواز الاستغاثة بالأموات سواء كانوا يسمعون أو لا يسمعون ، أما القبوريون فهم يرون سماع الأموات ليبرروا الاستغاثة بهم .

الإجابة على السؤال الثالث : فالإجابة علي بـ لا ؛ لا يستطيعون إغاثتنا وكيف يستطيعون وهم لم يدفعوا عن أنفسهم الموت ؟! وكذلك لم يصح دليل من الكتاب أو السنة بجواز هذا الفعل ، أما القصص التي يتداولونها في استغاثاتهم بالأموات فلا يعول عليها ولا تبعد أنها من فعل الشياطين ، وأما الأدلة التي سوف يردوها المؤلف سيتم مناقشتها لبيان صحتها ووجه الدلالة فيها .






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» اعلان الشيخ الدمشقية يطالب الشيخ يوسف الرفاعي بالمناظرة وأن يثبت ما افتراه عليه
»» الاخ أسد 2010 من غير حيدة ما هي طريقتك التي تتبعها ؟؟؟
»» الاستاذ داداش يتفضل هنا يطرح استشكالاته على النجديين وبالدليل فقط
»» هدية العيد للصوفية كشف الخيانة العلمية لبعض المواقع الصوفية
»» سلسلة أعلام التصوف 29 ابن قضيب البان
 
قديم 10-12-08, 08:52 PM   رقم المشاركة : 17
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road



الدليل الأول والثاني :

قال المؤلف : ((1- منها قوله تعالى ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون﴾.
2- وقوله تعالى ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون﴾.

فدلت الآيتان على حياة الذين يقتلون في سبيل الله والقتل في سبيل الله عام يشمل الشهادة في الحروب وفي غيرها كما دلت الأحاديث والآثار على ذلك ثم إذا كان هذا حال الشهداء فماذا يكون حال الأنبياء عامة وحال نبينا خاصة وقد جمع الله له بين الشهادة والنبوة؟ لا شك انهم أدنى بهذه المزية منه
)) [ ص 101 ].

قلت : يحاول المؤلف أن يجعل حياة الأنبياء التي أكرمهم بالله عز وجل بها سببا للاستغاثة بهم ، ولكن الدعوى أكبر من الدليل ، فدعوى المؤلف جواز التوسل والاستغاثة بالأموات سواء كان شهيدا أو لا فدعوته أكبر من هذا الدليل ، ثم لقد علم الصحابة رضوان الله عليه هذه الحياة فلم يتوسلوا بهم أو يستغيثوا بهم ، نعم ورد أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته فعن نمران بن عتبة الذماري قال : (( دخلنا على أم الدرداء ونحن أيتام فقالت : أبشروا فإني سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته " )) [ أخرجه أبو داود في السنن ص 15 / 3 ] . ولكن أين الشفاعة من الاستغاثة بهم والتوسل بذواتهم ؟!

نعم الآيتان تدلان على حياة الشهداء وهي حياة خاصة فعن عن مسروق قال : (( سألنا عبد الله عن هذه الآية " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " قال أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا )) [ صحيح مسلم ص 1502 / 3 ] .

فالشهداء أحياء ولكن في نعيم فقط ومحال خروجهم من هذا النعيم ورجوعهم إلى الدنيا ليغيثوا من يستغيث بهم لأنهم طلبوا من الله عز وجل الرجوع للدنيا فلم يحصل لهم طلبهم .

فرجوع الدنيا لن يكون إلا يوم البعث للحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده قال : ثنا محمد بن إدريس يعني الشافعي عن مالك عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أنه أخبره أن أباه كعب بن مالك كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه )) [ ص 455 / 3 ] ، وهذا إسناد في غاية الصحة فإنه مسلسل الأئمة .

وأخرج الترمذي عن جابر بن عبد الله قال : لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : (( يا جابر ما لي أراك منكسرا )) قلت : يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد وترك عيالا ودينا قال : (( أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك )) قال : قلت : بلى يا رسول الله قال : (( ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وأحيا أباك فكلمه كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال الرب عز وجل إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون )) قال : وأنزلت هذه الآية { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا } [ ح 3010 ]

فإن صح هذا الحديث ففيه دلالة أين فعدم رجوع الشهيد إلى الدنيا بعدما أكرمه الله تعالى بهذا النعيم .

وحاصل الكلام أنه ليس في هذين الدليلين الذي قالهما المؤلف دلالة على أن الشهيد يغيث من استغاث به فهي دعوى أكبر من الدليل وهذا نص كلامه : (( (نعم) إنهم أحياء في قبورهم يسمعون توسلنا ويقضون حوائجنا والأدلة على ذلك كثيرة )) ، والنصوص تبين أن الشهداء في الجنة يتنعمون ، وليس في قبورهم يسمعون من يتوسل ويستغيث بهم ليغيثوه !!






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» سلسلة أعلام التصوف 1 الحسين بن منصور الحلاج
»» عقيدة وحدة الوجود في الأوراد الصوفية
»» من سلسلة كتب الصوفية في الميزان كتاب مصباح الأنام وجلاء الظلام
»» اعلان الشيخ الدمشقية يطالب الشيخ يوسف الرفاعي بالمناظرة وأن يثبت ما افتراه عليه
»» سلسلة أعلام التصوف 16 ذو النون المصري
 
قديم 10-12-08, 08:53 PM   رقم المشاركة : 18
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


الدليل الثالث :

قال المؤلف : (( 3- ومنها قوله تعالى ﴿وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون﴾ فقد قال الحافظ ابن كثير رضي الله عنه عن تفسير هذه الآية:

(... وقد ورد أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر في البرزخ)
)) [ ص 101 – 102 ] .

قلت : عرض عليهم أعلماء الأحياء ثم كان ماذا ؟؟ هل يعني هذا ان تستغيث بهم ونتوسل بذواتهم كما قال المؤلف : (( إنهم أحياء في قبورهم يسمعون توسلنا ويقضون حوائجنا والأدلة على ذلك كثيرة )) ؟؟

فأين وجه الدلالة في هذا الدليل ؟؟ وكيف إذا عرفت أن ابن كثير قال عقب هذا الكلام مباشرة : (( كما قال أبو داود الطيالسي حدثنا الصلت بن دينار عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أعمالكم تعرض على أقربائكم وعشائركم في قبورهم فإن كان خيرا استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك " )) [ ص 388 / 2 ] .

فسواء توسلت بهم أم لم تتوسل بهم أو استغثت بهم أو لم تستغث بهم فهم يدعون لك ويستبشرون بعملك الصالح ، ثم هذا خاص بالأقارب ، فما بالهم وسعوا الدائرة حتى جعلوها بكل من يعتقدون به ؟؟ ومع هذا كله لم يكن حال هؤلاء الأموات إلا الدعاء لأقاربهم أو الاستبشار بصالح عمله فأين الدليل على التوسل بهم أو الاستغاثة بهم .

ثم ليس في هذا دليل على أنهم يسمعون الأحياء ليغيثوهم إذا استغاثوا بهم ودليل ذلك قوله : (( إن أعمالكم تعرض على أقربائكم ...الخ )) هكذا تعرض مبني للمجهول ، فهم لم يشاهدوا شيئا بل يوجد هناك من أخبرهم .

هذا من ناحية المتن أما من ناحية السند فهذا الحديث الذي ذكره الحافظ ابن كثير لا يصح سندا ففيه الصلت بن دينار متروك الحديث قال علي بن المديني : (( كان ذاك ضعيفا عندنا )) [ سؤالات أبي بكر بن أبي شيبة ص 76 ] ، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : (( سألت أبي عن الصلت بن دينار فقال ترك الناس حديثه متروك ونهاني أن أكتب عن الصلت بن دينار شيئا من الحديث )) [ العلل ومعرفة الرجال ص 310 / 2 ] ، وقال ابن معين : (( ليس بشيء )) ، وقال عمرو بن على : (( الصلت بن دينار متروك الحديث يكثر الغلط )) ، وقال أبو حاتم : (( لين الحديث إلى الضعف ما هو مضطرب الحديث يكتب حديثه )) ، وقال أبو زرعة : (( بصرى لين )) [ الجرح والتعديل ص 437 / 4 ] ، وقال أبو داود : (( ضعيف )) [ سؤالات الآجري ص 327 ] ، وقال الترمذي : (( وقد تكلم بعض أهل العلم في الصلت بن دينار وفي صالح بن موسى من قبل حفظهما )) [ سنن الترمذي ص 644 / 5 ] ، وقال الجوزجاني : (( ليس بقوي الحديث )) [ أحوال الرجال ص 122 ] ، وقال ابن سعد : (( ضعيف ليس بشيء )) [ طبقات ابن سعد ص 279 / 2 ] ، وقال ابن عدي : (( وليس حديثه بالكثير وعامة ما يرويه مما لا يتابعه الناس عليه )) [ الكامل في الضعفاء ص 79 / 4 ] ، وقال ابن حبان : (( كان أبو شعيب ممن يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبغض علي بن أبي طالب وينال منه ومن أهل بيته على كثرة المناكير في روايته )) [ المجروحين ص 375 / ] وقال البيهقي : (( متروك لا يفرح بحديثه )) [ سنن البيهقي الكبرى ص 196 / 1 ] ، وقال الهيثمي : (( وقد أجمعوا على ضعفه )) [ مجمع الزوائد ص 219 / 1 ]

فإذا علمت هذا عرفت لماذا قال الحافظ ابن كثير : (( وقد ورد أن أعمال )) ولم يقل قد صح لعلمه بضعف الصلت ، وهذا يدل على دقة أقوالهم وألفاظ العلماء ولكن أين الذي يفهمها ؟

يتبع ....

-----






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» حديث ما وسعني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن
»» رجل يدعي الالوهية فهل يوجد صوفي يعترض ؟؟
»» كيف تصبح صوفيا أصليا
»» الاخ الكريم abo-torab طالما أنك منزه فما تقول بمن يقول .....
»» الرد شبهة المجاز العقلي
 
قديم 10-12-08, 08:54 PM   رقم المشاركة : 19
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road



الدليل الرابع :

قال المؤلف : (( 4- ومنها حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون» )) [ ص 102 ].

قلت : إذا كان الأنبياء أحياء في قبورهم فهل هذا يعني أننا نستغيث بهم من دون الله تعالى ؟! لا يوجد دلالة على الاستغاثة في هذا الحديث !!

ثم هل دار البرزخ دار تكليف أو دار كسب بل هي أول أيام الآخرة التي هي دار حساب ، وتحمل هذه الصلاة على الدعاء كما في الحديث السابق ، وإذا حملت على الصلاة ذات الركوع والسجود فهي من خصائص الأنبياء التي أخبرنا عنها في حياتهم البرزخية التي لا نعلم كنهها فكيف يقاس عليها .

وهذا إذا سلمنا بصحة الحديث لأن الذهبي استنكره وقال عن أحد رجال سند أبي يعلى وابن عساكر : (( حجاج بن الأسود عن ثابت البناني نكرة ما روى عنه فيما أعلم . سوى مستلم بن سعيد فأتى بخبر منكر عنه عن أنس في أن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون رواه البيهقي )) [ ميزان الاعتدال ص 199 - 200 / 2 ] .

وقد ذكره ابن عدي ضمن الأحاديث التي استنكرها على الحسن بن قتيبة المدائني كما في الكامل في الضعفاء ص 327 / 2 .

يتبع ....







التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» موضوع الاسبوع ما الغاية التي يريد الوصول المتصوفة إليها من دعوى الرؤية يقظة
»» حديث ابن آدم تريد وأريد ولا يكون إلا ما أريد
»» الاخ الحبيب حجازي عالي تفضل هنا نتحاور قليلا
»» الطبقات الكبرى للشعراني لواقح الأنوار في طبقات الأخيار
»» حمل كتاب الفكر الصوفى في ضوء الكتاب والسنة pdf
 
قديم 10-12-08, 08:55 PM   رقم المشاركة : 20
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


الدليل الخامس :

قال المؤلف : (( 5- ومنها حديث أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «أفضل أيامكم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي قالوا كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يقولون بليت فقال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» )) [ ص 105 ] .

قلت : لا تأكل الأرض أجساد الأنبياء ، ثم كان ماذا ؟! هل يعني أنهم يغيثون الناس ويتصرفون بالكون ؟؟ أين وجه الدلالة على قوله : (( إنهم أحياء في قبورهم يسمعون توسلنا ويقضون حوائجنا والأدلة على ذلك كثيرة )) ؟؟

ثم ليس في هذا الحديث ما يدل على سماع الأموات للأحياء وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( فإن صلاتكم معروضة علي )) وإجابة الصحابة له : (( قالوا كيف تعرض صلاتنا عليك )) ، ولم يقل صلى الله عليه وسلم أسمع صلاتكم عليه ، ولا هم قالوا : كيف تسمع صلاتنا عليك .

يبتع ....






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» عقيدة وحدة الوجود
»» مواضيع ومقالات البرقعي
»» تناقض مصدر من مصادر التشريع عند الصوفية
»» شبهة آزر والد إبراهيم عليه الصلاة والسلام
»» حمل كتاب دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:06 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "