العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع باقي الفرق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-17, 01:45 AM   رقم المشاركة : 1
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


Post عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر وأركان هذا الإيمان


الحمد لله، ولي الحمد وأهله نشكره ولا نكفره ونترك ونخلع من يفجره.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
لا نحصي ثناءً عليه كما أثنى على نفسه سبحانه، أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، عبادك سوانا كثير ولا سيداً لنا سواك،
وأشهد أنّ محمدًا عبد الله ورسوله صفيه من خلقه وحبيبه.
أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وتركنا على البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك.
ضربت الذلة والصغار على من خالف أمره،

وبعد ،،،


اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ،
اهْدِنِي لِمَا اخْتَلَفْتُ فِيهِ مَنِ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.


«اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ، أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ، أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ، أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ»

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


إن عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر، هي إحدى أركان الإيمان الستة فلا يصحّ ولا يكتمل بدون وجود أيّ ركن منها، والتي توجب الإيمان بــ: (الله تعالى، والملائكة والنبيين والكتب المنزلة واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره)، وهي التي نص عليها الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام/ مسلم، في صحيحه من حديث: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ».

وقضية الإيمان بالقضاء والقدر ترتبط ارتباطاً جوهرياً بقضية توحيد الله تعالى ذاتاً وصفاتً وأفعالاً، وتتصل اتصالاً وثيقاً بعلم الله تعالى الشامل المحيط الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض.

وهي من كبرى الموضوعات التي تكلم فيها الناس قديماً وحديثاً على اختلاف مللهم ونحلهم لارتباطها بأحوال البشر ومحياهم ومماتهم، وأمور معاشهم.

وبالرغم من أن نصوص الكتاب والسنة قد بينته بياناَ شافياً: ۩ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ۩، إلا أنه أعوص أبواب العقيدة، لدقة تفاصيله وتشعب مسائله وتنوع الشبهات المثارة حوله جراء الأفهام المنكوسة والتأويلات الفاسدة والتعسفات الباردة.



ومحل النزاع (بين المذاهب) في قضية القدر في مجملها ذات أفقين:

(أ‌) أفق العلم الإلهي.

(ب‌) أفق التكليف الإنساني.

فقد حرص البعض على الأفق الأول وغالى فيه حتى نسى صحة التكليف وحتمية المسئولية، وجنح البعض إلى الأفق الثاني وركز عليه حتى غفل عن ضرورة إثبات الكمال المطلق لله عز وجل في تصريف الكون والكائنات.

ومحل النزاع هو أفعال الإنسان الاختيارية والتي تنشأ عن إرادة من العبد وتصحبها قدرة منه عليها، والتي هي الأمر والنهي في التشريعات الإلهية، هنا نشأ الخلاف واحتدم الجدل وتنازعت الفرق وتعددت.


وفي هذا الموضوع نستعرض ما يلي:

أولاً:
تنويه ومقدمة لابد منها للوقوف على حدود نظر العقل في القدر.

ثانياً:
القضاء والقدر في البيان القرآني.

ثالثاً:
الإيمان بالقضاء والقدر.

رابعاً:
أركان الإيمان بالقدر.
(1) الإيمان بعلم الله الشامل المحيط.
(2) الإيمان بكتابة الله في اللوح المحفوظ لكل ما هو كائن إلى يوم القيامة.
(3) الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته التامة، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
(4) خلقه تبارك وتعالى لكل موجود، لا شريك لله في خلقه.

خامساً:
النشأة التاريخية
(موقف المشركين، موقف المنافقين، موقف الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم).

سادساً:
نظرة مذهبية ومحل النزاع.

سابعاً:
بعيد عن المذاهب.
(1) الجبر مرفوض.
(2) الأمر مقدور.
(3) مسير ومخير.
(4) الآيات الكونية والشرعية.
(القضاء، الأرادة، الأمر، الإذن، الكتابة، الحكم، التحريم، الكلمات، ... إلخ).
(5) الخير والشر في إطار الشرعيات والكونيات.
(6) التفسير القرآني.

ثامناً:
الرد على شبهة: الزعم أن إيمان المسلمين بالقضاء والقدر يجعلهم مسلوبي الإرادة.


ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


مصادر البحث (بتصرف):
كتاب: الإلهيات في العقيدة الإسلامية، الفصل الرابع: القضاء والقدر – لفضيلة الشيخ الدكتور/ محمد سيد أحمد المسير – رحمه الله.
أستاذ العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين جامعة الأزهر القاهرة – جمهورية مصر العربية.
أُعير أستاذاً مشاركاً ثم رئيساً لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية التربية – فرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة، من عام 83 : 87م
أُعير أستاذاً للعقيدة والأديان في كلية الدعوة وأصول الدين – جامعة أم القرى بمكة المكرمة، من عام 93 : 98م

كتاب: القضاء والقدر – لفضيلة الشيخ الدكتور/ عمر سليمان الأشقر – رحمه الله.
عميد كلية الشريعة بجامعة الزرقاء – المملكة الأردنية الهاشمية.

فجزاهم الله الفردوس الأعلى عن الإسلام والمسلمين.








التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» البرقليط النبي صلى الله عليه وسلم وبشارات الكتاب المقدس بالرسول
»» يقول الله عز وجل أمراً رسوله ۩...وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ۩
»» الاتصال الصاعقة : مكتب السيستاني بلبنان يقول لانعرف نسب السيستاني
»» الرد على شبهة: وليت عليكم ولست بخيركم
»» بيان الإسلام: الرد على افتراء أن تقديس الحجر الأسود عبادةٌ وثنية
 
قديم 24-07-17, 01:53 AM   رقم المشاركة : 2
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


أولاً: تنويه ومقدمة لابد منها للوقوف على حدود نظر العقل في القدر.


أولاً:
وفي حدود نظر العقل في القدر، يقول فضيلة الشيح/ عمر سليمان الأشقر – حفظه الله:


يقول أبو المُظَفَّر السمْعَاني فيما حكاه عنه الإمام/ ابن حجر العسقلاني – رحمهما الله:

سَبِيلُ مَعْرِفَةِ هَذَا الْبَابِ التَّوْقِيفُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ دُونَ مَحْضِ الْقِيَاسِ وَالْعَقْلِ فَمَنْ عَدَلَ عَنِ التَّوْقِيفِ فِيهِ ضَلَّ وَتَاهَ فِي بِحَارِ الْحِيرَةِ وَلَمْ يَبْلُغْ شِفَاءَ الْعَيْنِ وَلَا مَا يَطْمَئِنُّ بِهِ الْقَلْبُ لِأَنَّ الْقَدَرَ سِرٌّ مِنْ أَسْرَارِ اللَّهِ تَعَالَى اخْتُصَّ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ بِهِ وَضَرَبَ دُونَهُ الْأَسْتَارَ وَحَجَبَهُ عَنْ عُقُولِ الْخَلْقِ وَمَعَارِفِهِمْ لِمَا عَلِمَهُ مِنَ الْحِكْمَةِ فَلَمْ يَعْلَمْهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ *(1)


ويقول الإمام/ الطحاوي – رحمه الله:
وَأَصْلُ الْقَدَرِ سِرُّ اللَّهِ تَعَالَى فِي خَلْقِهِ، لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى ذَلِكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَالتَّعَمُّقُ وَالنَّظَرُ فِي ذَلِكَ ذَرِيعَةُ الْخِذْلَانِ، وَسُلَّمُ الْحِرْمَانِ، وَدَرَجَةُ الطُّغْيَانِ، فَالْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ ذَلِكَ نَظَرًا وَفِكْرًا وَوَسْوَسَةً، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَوَى عِلْمَ الْقَدَرِ عَنْ أَنَامِهِ، وَنَهَاهُمْ عَنْ مَرَامِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ:
۩ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ۩ (الْأَنْبِيَاءِ: 23)، *(2).


وقال الإمام/ الآجُرِّيُّ – رحمه الله:
لَا يَحْسُنُ بِالْمُسْلِمِينَ التَّنْقِيرُ وَالْبَحْثُ عَنِ الْقَدَرِ؛ لِأَنَّ الْقَدَرَ سِرٌّ مِنْ سِرِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، بَلِ الْإِيمَانُ بِمَا جَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ وَاجِبٌ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ، ثُمَّ لَا يَأْمَنُ الْعَبْدُ أَنْ يَبْحَثَ عَنِ الْقَدَرِ فَيُكَذِّبُ بِمَقَادِيرِ اللَّهِ الْجَارِيَةِ عَلَى الْعِبَادِ، فَيَضِلُ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ *(3).


واتفق قول الإمام أحمد، والإمام/ علي بن الْمَدِيِني – رحمهما الله:
وَمِنَ السُّنَّةِ اللَّازِمَةِ الَّتِي مَنْ تَرَكَ مِنْهَا خَصْلَةً لَمْ يَقُلْهَا وَيُؤْمِنْ بِهَا لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا:
الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، وَالتَّصْدِيقُ بِالْأَحَادِيثِ فِيهِ، وَالْإِيْمَانُ بِهَا لَا يُقَالُ لِمَ وَلَا كَيْفَ، إِنَّمَا هُوَ التَّصْدِيقُ بِهَا وَالْإِيمَانُ بِهَا.
وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ تَفْسِيرَ الْحَدِيثِ وَيَبْلُغْهُ عَقْلُهُ فَقَدْ كُفِيَ ذَلِكَ وَأُحْكِمَ لَهُ , فَعَلَيْهِ الْإِيمَانَ بِهِ وَالتَّسْلِيمَ لَهُ، مِثْلُ حَدِيثِ الصَّادِقِ وَالْمَصْدُوقِ , وَمَا كَانَ مِثْلَهُ فِي الْقَدَرِ *(4).


وهذا الذي قرره أهل العلم في القدر يضع لنا عدَّة قواعد في غاية الأهمية:

الأولى:
وجوب الإيمان بالقدر.


الثانية:
الاعتماد في معرفة القدر وحدوده وأبعاده على الكتاب والسنة، وترك الاعتماد في ذلك على نظر العقول ومحض القياس. فالعقل الإنساني لا يستطيع بنفسه أن يضع المعالم والركائز التي تنقذه في هذا الباب من الانحراف والضلال، والذين خاضوا في هذه المسألة بعقولهم ضلوا وتاهوا فمنهم من كذَّب بالقدر، ومنهم من ظن أن الإيمان بالقدر يُلزم القول بالجبر، ومنهم من ناقض الشرع بالقدر، وكل انحراف من هذه الانحرافات سبب مشكلات في واقع البشر وحياتهم ومجتمعاتهم، فالانحراف العقائدي يسبب انحرافاً في السلوك وواقع الحياة.


الثالثة:
ترك التعمق في البحث في القدر، فبعض جوانبه لا يمكن للعقل الإنساني مهما كان نبوغه أن يستوعبها، وبعضها الآخر لا يستوعبها إلا بصعوبة كبيرة.
قد يقال: أليس في هذا المنهج حجر عل العقل الإنساني؟ والجواب أن هذا ليس بحجر على الفكر الإنساني، بل هو صيانة لهذا العقل من أن تتبدد قواه في غير المجال الذي تحسن التفكير فيه، إنه صيانة للعقل الإنساني من العمل في غير المجال الذي يحسنه ويبدع فيه.

إن الإسلام وضع بين يدي الإنسان معالم الإيمان بالقدر، فالإيمان بالقدر يقوم على أن الله علم كلَّ ما هو كائن وكتبه وشاءَه وخلقه، واستيعاب العقل الإنساني لهذه الحقائق سهل ميسور، ليس فيه صعوبة، ولا غموض وتعقيد.

أما البحث في سر القدر والغوص في أعماقه فإنه يبدد الطاقة العقلية ويهدرها، إنّ البحث في كيفية العلم والكتابة والمشيئة والخلق، بحث في كيفية صفات الله، وكيف تعمل هذه الصفات، وهذا أمر محجوب علمه عن البشر، وهو غيب يجب الإيمان به، ولا يجوز السؤال عن كنهه، والباحث فيه كالباحث عن كيفية استواء الله على عرشه، يقال له:
هذه الصفات التي يقوم عليها القدر معناها معلوم، وكيفيتها مجهولة، والإيمان بها واجب، والسؤال عن كيفيتها بدعة.


*(1) فتح الباري شرح صحيح البخاري، كِتَابُ الْقَدَرِ، ج11 ص477.
*(2) شرح الطحاوية، ص320.
*(3) الشريعة للآجري، ج2 ص702.
*(4) شرح أصول اعتقاد أهل السنة: ص175، 185 على الترتيب








التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» دعوى تعارض حديث "لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد" مع القرآن والواقع
»» الفارِق بين المُصحف والقرآن الكريم
»» بأي عقل وعلى أي منطق قبلت الرافضة القرآن المتواتر عن طريق الصحابة وطعنت في السنة
»» الرد على شبهة: وليت عليكم ولست بخيركم
»» نقل القرآن سماعاً من صدر إلى صدر ينفي أهمية المكتوب
 
قديم 24-07-17, 02:02 AM   رقم المشاركة : 3
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


ثانياً: القضاء والقدر في البيان القرآني.


ثانياً:
القضاء والقدر في البيان القرآني.

القضاء في البيان القرآني

القضاء: الفصل والحكم.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكر «القَضاء»، وأصلُه: القَطْع والفَصْل.
يُقَالُ:
قَضَى يَقْضِي قَضاءً فَهُوَ قاضٍ: إِذَا حكَم وفَصَل.
وقَضاءُ الشَّيْءِ:
إحْكامه وإمْضاؤه والفَراغ مِنْهُ، فَيَكُونُ بِمَعْنَى الخَلْق.
وَقَالَ الزُّهري:
القَضاءُ فِي الُّلغة عَلَى وُجُوهٍ، مَرْجعها إِلَى انْقِطَاعِ الشَّيْءِ وتَمامه. وكلُّ مَا أُحكِم عَملُه، أَوْ أُتِمَّ، أَوْ خُتِم، أَوْ أُدِّي، أَوْ أُوجِبَ، أَوْ أُعْلِم، أَوْ أُنفِذَ، أَوْ أُمْضيَ. فَقَدْ قُضِيَ. وَقَدْ جَاءَتْ هَذِهِ الوجُوه كلُّها فِي الْحَدِيثِ *(1)


وقد جاءت مادة القضاء في القرآن الكريم على معان شتى نسوق منها ما يلي:


1- قال الله تعالى:
۩ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) ۩ سورة البقرة.

والمعنى:
إذا اديتم مناسك الحج وفرغتم منها فلا تنسوا ذكر الله على كل حال، ولا تنقطع ألسنتكم وقلوبكم عن الثناء على الله تعالى بما هو أهله.
وكان الناس في الجاهلية يتخذون مواقف في الحج للفحر بالآباء وذكر المكرمات الخاصة بهم فنهوا عن ذلك، ودعاهم القرآن إلى الاتصال الدائم بالله عز وجل وذكر محامده والتسبيح بجلاله وكماله.


2- قال الله جل شأنه:
۩ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) ۩ سورة آل عمران.

تتعلق هذه الآية الكريمة بقصة السيدة/ مريم – عليها السلام، حين فوجئت بالملك يبشرها بمولود ولم تكن متزوجة وليست بغيا، ولما تعجبت أخبرها الملك أن الله تعالى إذا أراد شيئاً وقع بقدرته بلا موانع ولا معوقات.


3- قال الله سبحانه:
۩ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2) ۩ سورة الأنعام.

فالله تعالى خلق الإنسان الأول من طين مباشرة وخلق ذريته من ماء مهين، يستخلص من الأغذية التي تنتهى إلى الطين، وقد حدد الله تعالى لهذا الإنسان أجلاً لا يتقدمه ولا يتأخر عنه، والأجل الأول في الآية هو عمر الإنسان، والأجل الثاني هو عمر الدنيا.


4- قال الله جل شأنه:
۩ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) ۩ سورة الحجر.

وتتعلق الآية بقصة سيدنا/ لوط – عليه الصلاة والسلام، حين أعلمه الله علماً جازماً بالحكم القاطع الذي يلحق قومه وهو استئصال شأفتهم في وقت الصباح.


5- قال الله سبحانه:
۩ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) ۩ سورة الإسراء.

تؤكد الآية الكريمة أن الله تعالى سجل في التوراة وأعلم بني إسرائيل على لسان نبيهم في الوحي المنزل إليهم أنهم سيفسدون في الأرض مرتين يكون الإفساد فيهما كبيراً ومدمراً ثم تكون عاقبة أمرهم خسرا.


6- قال الله تعالى:
۩ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) ۩ سورة الإسراء.

والمعنى:
أن الله جل شأنه أمر أمراً مقطوعاً به ووصى توصية جازمة، وحكم حكماً شرعياً أنه لا يعبد أحد سواه، وأن يعامل الأبوان بالإحسان والبر والمعروف.


7- قال جل شأنه:
۩ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) ۩ سورة الحج.

والمعنى:
أن يزيل الحجاج ما من شأنه أن يزال من حلق الشعر وقص الأظفار ونحو ذلك مما يتعلق بالبدن أو الثوب من جراء أداء المناسك والالتزام بمحظورات الإحرام، وبعد أداء المناسك يتحلل الحاج ويعود سيرته الأولى في المأكل والملبس وغيرها.


8- قال الله تعالى:
۩ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28) ۩ سورة الكهف.

تتعلق الآية الكريمة بقصة سيدنا/ موسى – عليه الصلاة والسلام، حين ذهب إلى مدين والتقى هناك بالشيخ الكبير الذي عرض عليه أن يزوجه أحدى ابنتيه على أن يأجره ثماني سنوات أو عشراً، فقبل سيدنا/ موسى – عليه الصلاة والسلام، العرض والأجر، دون أن يحدد مدة من هاتين المدتين، وجعل لنفسه فسحة في أن يختار إحداهما يؤديها دون لوم عليه.


9- قال الله سبحانه:
۩ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) ۩ سورة الأحزاب.

والمعنى:
تؤكد الآية الكريمة ولاء المؤمنين الصادقين لله ولرسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، وتضحياتهم المتواصلة لنصرة هذا الدين الخالد، فمنهم من مات شهيداً ومنهم من ينتظر الشهادة في ثبات وإقدام.


10- قال الله سبحانه:
۩ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) ۩ سورة الأحزاب.

فالمؤمنون والمؤمنات يلتزمون التزاماً كاملاً وأميناً بحكم الله ورسوله لا يسعهم مخالفته ولا تتملل قلوبهم في حكمته، فمتى حكم الله ورسوله حكماً فالطاعة واجبة والتسليم فريضة.

طالع:
هذا عظيم قدر وعلو شأن رسول الله في القرآن، فأين من تزعم الرافضة إمامته؟!


11- قال الله تعالى:
۩ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) ۩ سورة فصلت.

والمعنى:
أن الله جل شأنه فرغ من خلق السماوات على شموخها واتساعها ودقة إحكامها في يومين اثنين فقط، وأودع في كل سماء ما يخصها من نواميس.


12- قال الله تعالى:
۩ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14) ۩ سورة الشورى.

لقد اختلف الناس وكفروا وبأيديهم معالم الهدى من الوحي المنزل، ولولا أن الله جلت حكمته سبقت كلمته بإنظار العباد وإمهالهم وعدم مؤاخذتهم فور وقوع المعصية لحكم بينهم في الدنيا ولعجل لهم العقوبة ولأنفذ فيهم حكمه العادل.

وهكذا فالقضاء في البيان القرآني يدور حول الحكم بالشيء، وأدائه، والفراغ منه، وتقديره، والإعلام به.

*(1) النهاية في غريب الحديث والأثر، للإمام/ ابن الأثير، ج1 ص24.

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


القدر في البيان القرآني.

القدر مصدر، تقول:
وَالْقَدَرُ مَصْدَرٌ تَقُولُ قَدَرْتُ الشَّيْءَ بِتَخْفِيفِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا أَقْدِرُهُ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ قَدْرًا وَقَدَرًا إِذَا أَحَطْتُ بِمِقْدَارِهِ *(1)

والقدر في اللغة:
من قدر الشيء أو قدره، أي عرف مبلغه ومنتهاه وكنهه.


قال الزبيدي في تاج العروس:
ق د ر
القَدَرُ، محرّكةً: القَضَاءُ المُوَفَّق، نَقله الأَزهرِيُّ عَن اللَّيْث، وَفِي المُحْكَم: القَدَرُ: القَضَاءُ والحُكْمُ، وَهُوَ مَا يُقَدِّرُه اللهُ عَزَّ وجَلَّ من القَضَاءِ ويَحْكُم بِهِ من الأُمورِ.
والقَدَر أَيضاً: مَبْلعُ الشَّيْءِ.
ويُضَمُّ، نَقله الصاغانيّ عَن الفرّاءِ، كالمِقْدَارِ، بالكَسْر.
والقَدَر أَيضاً: الطَّاقَة، كالقَدْرِ، بفَتْح فسُكُون فِيهما، أَمّا فِي معنَى مَبْلَغِ الشَّيْءِ فقد نَقَلَه اللَّيْث، وَبِه فَسَّرَ قَولَه تَعالَى:
۩ ومَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه ۩، قال: أَي ما وَصَفوهُ حَقَّ صِفَتِه *(2).


وفي مقاييس اللغة:
(قَدَرَ) الْقَافُ وَالدَّالُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مَبْلَغِ الشَّيْءِ وَكُنْهِهِ وَنِهَايَتِهِ.
فَالْقَدْرُ: مَبْلَغُ كُلِّ شَيْءٍ. يُقَالُ: قَدْرُهُ كَذَا، أَيْ مَبْلَغُهُ. وَكَذَلِكَ الْقَدَرُ. وَقَدَرْتُ الشَّيْءَ أَقْدِرُهُ وَأَقْدُرُهُ مِنَ التَّقْدِيرِ، وَقَدَّرْتُهُ أُقَدِّرُهُ. (3).



ووردت مادة القدر في القرآن المجيد على عدة معان نسوق منها ما يلي:

1- قال الله تعالى:
۩ لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236) ۩ سورة البقرة.

فتبيح هذه الآية الكريمة الطلاق بعد العقد على المرأة وقبل الدخول بها، ولما كان الطلاق يترتب عليه آلام نفسية للمرأة مهما كانت الأسباب، فقد شرع الله للمرأة متعة مالية يقدرها القاضي بحسب حال الزوج، على الغنى بقدر غناه، وعلى الفقير بقدر فقره، وهذه المتعة تأخذها المرأة زيادة على ما تستحقه من نصف مهر مثلها.
(هذا رأي حماد بن أبى سليمان – كما حكاه الإمام/ القرطبي في تفسيره – لكن جمهور العلماء على أن المطلقة التي لم يفرض لها صداق لو يدخل بها لا شيء لها غير المتعة).


2- قال الله جل شأنه:
۩ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) ۩ سورة الرعد.

فالمطر ينزل من السحاب فيأخذ كل واد بحسبه كبيراً كان أو صغيراً.


3- قال الله سبحانه:
۩ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26) ۩ سورة الرعد.

فالرزق يساق للإنسان تبعاً للحكمة الإلهية، فقد يوسع الله العطاء لإنسان وقد يضيق على آخر، ولا يظن أحد أن كثرة العطاء أو قلته مناط لتكريم الإنسان أو إهانته، والكافر هو الذي يفرح فرح الكبر والأطر بما منحه الله من أموال، وينسى أن هذا استدراج وإمهال، ثم أن حقيقة الحياة الدنيا بالنسبة للآخرة لا تمثل إلا هامشاً وشيئاً غير معتد به.


4- قال الله تعالى:
۩ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) ۩ سورة الحجر.

فكل شيء ملك لله، سهل عليه، يسير لديه، يفعله سبحانه كما يشاء ولما له في ذلك من الحكمة وعلى وضع وكيفية وكمية خاصة يريدها الله جل جلاله.


5- قال سبحانه:
۩ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) ۩ سورة الإسراء.

فسيدنا/ يونس – عليه الصلاة والسلام، ترك قومه وهاجر غضبان من أجل الله ولكنه لم يكن تلقى الإذن بالهجرة، وظن أن الله لن يضيق عليه ولن يؤاخذه بما فعل، وكانت النتيجة أن ألقى في اليم والتقمه الحوت، وأدرك سبب هذه العقوبة، فنادى في ظلمات الماء وبطن الحوت وجوف الأرض:
۩ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ۩.


6- قال الله جل جلاله:
۩ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) ۩ سورة الزمر.

والمعنى:
ما عرفوا الله حق معرفته، وما عظموه حق تعظيمه حين عبدوا معه غيره.


7- قال الله جل شأنه:
۩ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) ۩ سورة القمر.

والمعنى:
أن سيدنا/ نوح – عليه الصلاة والسلام، لما دعا ربه أن ينصره على قومه المكذبين فتح الله السماء بماء منهمر كثير، وتفجرت الأرض عيونا تفيض بالماء، والتقى الماءان على أمر أراده الله بمقدار مخصوص ووجه مخصوص لغاية مخصوصة.


8- قال الله تعالى:
۩ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) ۩ سورة القمر.

والمعنى:
أن الله خلق الأشياء كلها بتقدير كماً وكيفاً، وجعل لها من الطبائع والنواميس والهيئات ما يناسبها.


9- قال الله سبحانه:
۩ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) ۩ سورة الواقعة.

فالله قد حدد لكل إنسان أجله الذي تنتهى عنده حياته، وهو سبحانه القادر على تحقيق مراده ليس عاجزاً عن تنفيذه.


10- قال الله تعالى:
۩ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ۩ سورة عبس.

والمعنى:
أن الله تعالى خلق الإنسان من نطفة هي ماء الرجل، وطوره في مراحل الخلقة طوراً بعد طور، وبكيفيات معينة وأحوال خاصة حددها الله عز وجل.


وهكذا فالقدر في تصريفاته اللغوية القرآنية يدور حول بيان كمية الشيء ومقداره.


ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


وللعلماء في التفرقة بين القضاء والقدر قولان:

القول الأول:
القضاء هو العلم السابق الذي حكم الله به في الأزل، والقدر وقوع الخلق على وزن الأمر المقضي السابق.
قال الإمام/ ابن حجر:
الْقَضَاءُ هُوَ الْحُكْمُ الْكُلِّيُّ الْإِجْمَالِيُّ فِي الْأَزَلِ وَالْقَدَرُ جُزْئِيَّاتُ ذَلِكَ الْحُكْمِ وَتَفَاصِيلُهُ *(4).

وقال في موضع آخر:
الْقَضَاءُ الْحُكْمُ بِالْكُلِّيَّاتِ عَلَى سَبِيلِ الْإِجْمَالِ فِي الْأَزَلِ وَالْقَدَرُ الْحُكْمُ بِوُقُوعِ الْجُزْئِيَّاتِ الَّتِي لِتِلْكَ الْكُلِّيَّاتِ عَلَى سَبِيلِ التَّفْصِيلِ *(5).


القول الثاني:
عكس القول السابق، فالقدر هو الحكم السابق، والقضاء هو الخلق.

قال ابن بطال:
وَالْمُرَادُ بِالْقَضَاءِ هُنَا الْمَقْضِيُّ *(6).
ومراده بالمقضي المخلوق، وهذا هو قول الخطابي، فقد قال في معالم السنن:
اسم لما صار مُقدَّراً عن فعل القادر، كالهدم والنشر والقبض: أسماء لما صدر من فِعل الهادم والناشر والقابض.
والقضاء في هذا معناه الخلق، كقوله تعالى:
۩ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) ۩ سورة فصلت.
أي: خلقهن.


وبناء على هذا القول يكون:
والقَضَاءُ من الله تعالى أخصّ من القدر، لأنه الفصل بين التّقدير، فالقدر هو التّقدير، والقضاء هو الفصل والقطع *(7).


ويدل لصحة هذا القول نصوص كثيرة من كتاب الله،
قال تعالى:
۩ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) ۩ سورة البقرة.


وقوله سبحانه
۩ ...وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ۩ جزء من الآية: 21 سورة مريم.


وقوله سبحانه:
۩ ...كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ۩ جزء من الآية: 71 سورة مريم.


فالقضاء والقدر بناءً على هذا القول:

أَمْرَانِ مُتَلازِمان لَا يَنْفَك أحدُهما عَنِ الآخَر، لِأَنَّ أحدَهُما بمَنْزلة الْأَسَاسِ وَهُوَ القَدَر، والآخَرَ بِمَنْزِلَةِ البِناء وَهُوَ القَضاء، فَمَنْ رَامَ الْفَصْلَ بَيْنَهُمَا، فَقَدْ رَامَ هَدْم البِناء ونَقْضَه *(8).


*(1) فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج1 ص118.
*(2) تاج العروس، ج13 ص370.
*(3) مقاييس اللغة، ج5 ص62.
*(4) فتح الباري شرح صحيح البخاري، كِتَابُ الْقَدَرِ، ج11 ص477.
*(5) فتح الباري شرح صحيح البخاري، بَابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى»، ج11 ص149.
*(6) فتح الباري شرح صحيح البخاري، بَابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى»، ج11 ص149.
*(7) المفردات في غريب القرآن – ص676.
*(8) النهاية في غريب الحديث والأثر، للإمام/ ابن الأثير، ج4 ص78.








التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» هل الرفق واللين هما الأصل الذي يحرم الخروج عنه
»» البرقليط النبي صلى الله عليه وسلم وبشارات الكتاب المقدس بالرسول
»» منكر السنة/ ايمن1 - أين نجد الفرق بين النبي والرسول من القرآن الكريم
»» الخرافة مهدي الرافضة معطل في عصر الظهور والغيبة
»» يقول الله عز وجل أمراً رسوله ۩...وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ۩
 
قديم 24-07-17, 02:06 AM   رقم المشاركة : 4
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


ثالثاً: الإيمان بالقضاء والقدر.


ثالثاً:
الإيمان بالقضاء والقدر.

الإيمان في مفهومه الذي يجب اعتقاده والتصديق به يتضمن أركانً تبدأ بتوحيد الله تعالى، ويشمل التصديق بالملائكة والنبيين والكتب المنزلة واليوم الآخر والتصديق بالقضاء والقدر.

والنص على هذا الركن حدث به المصطفى صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، وأكده في الرواية المشهورة التي أخرجها الشيخان في صحيحيهما، حين جاء جبريل عليه السلام في صورة أعرابي وأخذ يسأل النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، أمام الصحابة – رضى الله عنهم وأرضاهم، عن حقائق الدين وعلامات الساعة.

وقد خرج الحديث الإمام/ البخاري، والإمام/ مسلم، في صحيحيهما، وجاءت مقدمة لهذا الحديث ساقها الإمام/ مسلم بسنده عن يحيي بن يعمر قال:
كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ - أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ - فَقُلْنَا: لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ، فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ، فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ:
أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَقَفَّرُونَ *(1) الْعِلْمَ، وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ *(2)،
قَالَ:
«فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ، وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي»، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ «لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ»
ثُمَّ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ:
بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»،
قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ،
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ،
قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»،
قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ،
قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»،
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا،
قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ»،
قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي:
«يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» *(3).

وقضية الإيمان بالقضاء والقدر ترتبط ارتباطاً جوهرياً بقضية توحيد الله تعالى ذاتاً وصفاتً وأفعالاً، وتتصل اتصالاً وثيقاً بعلم الله تعالى الشامل المحيط الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض.


وفي بيان المراد بالقضاء والقدر شرعاً

قال الإمام/ النووي:
وَاعْلَمْ أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ الْحَقِّ إِثْبَاتُ الْقَدَرِ وَمَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدَّرَ الْأَشْيَاءَ فِي الْقِدَمِ وَعَلِمَ سُبْحَانَهُ أَنَّهَا سَتَقَعُ فِي أَوْقَاتٍ مَعْلُومَةٍ عِنْدَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَعَلَى صِفَاتٍ مَخْصُوصَةٍ فَهِيَ تَقَعُ عَلَى حَسَبِ مَا قَدَّرَهَا سُبْحَانُهُ وَتَعَالَى *(4).



قال الإمام/ ابن حجر:
وَالْمُرَادُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَلِمَ مَقَادِيرَ الْأَشْيَاءِ وَأَزْمَانَهَا قَبْلَ إِيجَادِهَا ثُمَّ أَوْجَدَ مَا سَبَقَ فِي عِلْمِهِ أَنَّهُ يُوجَدُ فَكُلُّ مُحْدَثٍ صَادِرٌ عَنْ عِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَإِرَادَتِهِ هَذَا هُوَ الْمَعْلُومُ مِنَ الدِّينِ بِالْبَرَاهِينِ الْقَطْعِيَّةِ وَعَلَيْهِ كَانَ السَّلَفُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَخِيَارِ التَّابِعِينَ *(5).



وقال الراغب الأصفهاني:
والقَضَاءُ من الله تعالى أخصّ من القدر، لأنه الفصل بين التّقدير، فالقدر هو التّقدير، والقضاء هو الفصل والقطع، وقد ذكر بعض العلماء أنّ القدر بمنزلة المعدّ للكيل، والقضاء بمنزلة الكيل، وهذا كما قال أبو عبيدة لعمر رضي الله عنهما لما أراد الفرار من الطّاعون بالشام:
أتفرّ من القضاء؟ قال: أفرّ من قضاء الله إلى قدر الله، تنبيها أنّ القدر ما لم يكن قضاء فمرجوّ أن يدفعه الله، فإذا قضى فلا مدفع له ويشهد لذلك قوله: وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا [مريم/ 21] وقوله: كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا [مريم/ 71] ، وَقُضِيَ الْأَمْرُ [البقرة/ 210] أي:
فصل تنبيها أنه صار بحيث لا يمكن تلافيه *(6).

ونحن إن سلمنا للراغب رأيه في العلاقة بين القضاء والقدر، فإننا نتوقف في الاستشهاد بمقالة سيدنا/ أبو عبيدة، ورد سيدنا/ عمر الفاروق – رضى الله عنهما وأرضاهما، فالنص الوارد في الصحيحين بلفظ القدر هكذا:
قَالَ أَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟
فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؟ نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ، إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ، وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ، وَإِنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ؟ *(7).



وذهب الإمام/ ابن حزم الأندلسي إلى أن معنى قضى وقدر – حكم ورتب، ومعنى القضاء والقدر، حكم الله تعالى في شيء بحمده أو ذمه أو تكوينه أو ترتيبه على صفة كذا إلى وقت كذا *(8).

*(1) تفقر العلم: بتقديم الفاء على القاف أو العكس معناه طلب العلم والبحث عن غامضه واستخراج خفيه.
*(2) قوله: (وإن الأمر أنف) أي: مستأنف لم يسبق به علم من الله تعالى، وإنما يعلمه بعد وقوعه – واليعاذ بالله من الكفر.
*(3) صحيح مسلم بشرح النووي، كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ: بَيَانِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ وَوُجُوبِ الْإِيمَانِ بِإِثْبَاتِ قَدَرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ج1 ص144 ح رقم: 1-(8) ج1 ص150.
*(4) صحيح مسلم بشرح النووي، كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ: بَيَانِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ وَوُجُوبِ الْإِيمَانِ بِإِثْبَاتِ قَدَرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ج1 ص154.
*(5) فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج1 ص118.
*(6) المفردات في غريب القرآن – ص676.
*(7) فتح الباري شرح صحيح البخاري، كِتَابُ الطِّبِّ، قَوْلُهُ بَابُ مَا يُذْكَرُ فِي الطَّاعُونِ، ج10 ص185 ح رقم: (5729)، صحيح مسلم بشرح النووي، كِتَاب السَّلَامِ، بَاب الطَّاعُونِ وَالطِّيَرَةِ وَالْكَهَانَةِ وَنَحْوِهَا، ج14 ص210 ح رقم: 98-(2219).
*(8) الفصل في الملل والأهواء والنحل، الْكَلَام فِي الْقَضَاء وَالْقدر، ج3 ص31.







التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» حوار مع الزميل/ Omar Jabassini - إثبات إجماع الأمة على أفضلية الشيخين رضى الله عنهما
»» واجبات الإمام من دين الرافضة عجز الـ لا درزن المقدس عن القيام بها
»» الرجم والضرب في ذنب واحد وتناقض من تزعم الرافضة إمامته
»» صاعقة من نار على الرافضة، أخرجوا علياً من المنافقين والمرتدين الذين لا يردون الحوض
»» الرافضي/ الخزرجي8 ولكل رافضي- هل يجرؤ رافضي على القول بعفة وشرف أمه أو زوجته!
 
قديم 24-07-17, 02:17 AM   رقم المشاركة : 5
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


رابعاً: أركان الإيمان بالقدر.


رابعاً: أركان الإيمان بالقدر.

الإيمان بالقدر يقوم على أربعة أركان، من أقرَّ بها جميعاً فإن إيمانه بالقدر يكون مكتملاً، ومن انتقص واحداً منها أو أكثر فقد اختل إيمانه بالقدر،

وهذه الأركان الأربعة هي:

الأول: الإيمان بعلم الله الشامل المحيط.

الثاني: الإيمان بكتابة الله في اللوح المحفوظ لكل ما هو كائن إلى يوم القيامة.

الثالث: الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته التامة، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

الرابع: خلقه تبارك وتعالى لكل موجود، لا شريك لله في خلقه.


وسنتناول هذه الأصول الأربعة بشيء من التفصيل.



الركن الأول: الإيمان بعلم الله الشامل.


وقد كثر في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، تقرير هذا الأصل العظيم، فعلم الله محيط بكل شيء، يعلم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، ويعلم الموجود والمعدوم، والممكن والمستحيل.

وهو عالم بالعباد وآجالهم وأرزاقهم وأحوالهم وحركاتهم وسكناتهم وشقاوتهم وسعادتهم، ومن منهم من أهل الجنة، ومن منهم من أهل النار من قبل أن يخلقهم، ويخلق السماوات والأرض.

وكل ذلك مقتضى اتصافه - تبارك وتعالى - بالعلم، ومقتضى كونه - تبارك وتعالى - هو العليم الخبير السميع البصير.



قال تعالى:
۩ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) ۩ سورة الحشر.



وقال سبحانه:
۩ ..وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ۩ جزء من الآية: 12 سورة الطلاق.



وقال سبحانه:
۩ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3) ۩ سورة سبأ.



وقال سبحانه:
۩ ...إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ۩ جزء من الآية: 125 سورة النحل.



وقال سبحانه:
۩ ...هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ۩ جزء من الآية: 32 سورة النجم.



وقال الحق مقرراً علمه بما لم يكن لو كان كيف سيكون:

۩ ...وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ۩ جزء من الآية: 28 سورة الأنعام
فالله يعلم أن هؤلاء المكذبين الذين يتمنون في يوم القيامة الرجعة إلى الدنيا أنهم لو عادوا إليها لرجعوا إلى تكذيبهم وضلالهم.


وقال في الكفار الذين لا يطيقون سماع الهدى:

۩ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ۩ سورة الأنفال.
ومن علمه تبارك وتعالى بما هو كائن علمه بما كان الأطفال الذين توفوا صغاراً عاملين لو أنهم كبروا قبل مماتهم.



روى الشيخان في صحيحيهما من حديث سيدنا/ عبد الله ابن عباس – رضى الله عنه وأرضاه
قال:
سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَوْلاَدِ المُشْرِكِينَ، فَقَالَ: «اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» *(1).



وروى الإمام/ مسلم عن أم المؤمنين السيدة/ عائشة – رضى الله عنها وأرضاها،
قَالَتْ:
تُوُفِّيَ صَبِيٌّ، فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَوَ لَا تَدْرِينَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ، فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلًا وَلِهَذِهِ أَهْلًا» *(2).


وفي رواية عند مسلم أيضاً عن أم المؤمنين السيدة/ عائشة – رضى الله عنها وأرضاها
قَالَتْ:
دُعِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَنَازَةِ صَبِيٍّ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ طُوبَى لِهَذَا، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ لَمْ يَعْمَلِ السُّوءَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ،
قَالَ:
«أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ، يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ» *(3).


وهذه الأحاديث تتحدث عن علم الله تعالى فيمن مات صغيراً، لا أن هؤلاء يدخلهم الله النار بعلمه فيهم من غير أن يعملوا.


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في قوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته في أبناء المشركين:
أَيْ اللَّهُ يَعْلَمُ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْهُمْ وَمَنْ يَكْفُرُ لَوْ بَلَغُوا. ثُمَّ إنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ إسْنَادُهُ مُقَارِبٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
{إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَإِنَّ اللَّهَ يَمْتَحِنُهُمْ وَيَبْعَثُ إلَيْهِمْ رَسُولًا فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ أَجَابَهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَاهُ أَدْخَلَهُ النَّارَ}
فَهُنَالِكَ يَظْهَرُ فِيهِمْ مَا عَلِمَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَيَجْزِيهِمْ عَلَى مَا ظَهَرَ مِنْ الْعِلْمِ وَهُوَ إيمَانُهُمْ وَكُفْرُهُمْ؛ لَا عَلَى مُجَرَّدِ الْعِلْمِ *(4).


*(1) صحيح البخاري، كِتَابُ القَدَرِ، بَابٌ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ، ج8 ص122 ح رقم: (6597) وفي موضع آخر، وأخرجه الإمام/ مسلم في صحيحه: 46 - كتاب الْقَدَرِ، 6 - بَابُ مَعْنَى كُلِّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ وَحُكْمِ مَوْتِ أَطْفَالِ الْكُفَّارِ وَأَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ، ج4 ص2049 ح رقم: 26-(2659).
*(2) أخرجه الإمام/ مسلم في صحيحه: 46 - كتاب الْقَدَرِ، 6 - بَابُ مَعْنَى كُلِّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ وَحُكْمِ مَوْتِ أَطْفَالِ الْكُفَّارِ وَأَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ، ج4 ص2050 ح رقم: 30-(2662).
*(3) أخرجه الإمام/ مسلم في صحيحه: 46 - كتاب الْقَدَرِ، 6 - بَابُ مَعْنَى كُلِّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ وَحُكْمِ مَوْتِ أَطْفَالِ الْكُفَّارِ وَأَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ، ج4 ص2050 ح رقم: 31-(2662).
*(4) مجموع الفتاوى، ج4 ص246.

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


طالع في موسوعة بيان الإسلام الرد على الشبهات التالية والمتعلقة حول العدل الإلهي:

ق1 م4 ج7 شبهات حول الإيمان والتدين - المحور الثاني: شبهات حول الإيمان بالغيب
الشبهة العاشرة: ص98.
الطعن في عدل الله عز وجل لإدخاله من لم تبلغه الدعوة النار.
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-03-0010


ق3 م5 ج10 شبهات حول أحاديث العقيدة السمعيات - الشبهة الثانية والثلاثون – ص295.
دعوى تعارض الأحاديث الواردة في مآل الأطفال الموتى (*)
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-02-0084


ق1 م4 ج6 شبهات حول العقيدة الإسلامية وقضايا التوحيد - الشبهة السادسة والعشرون: ص217.
زعم منافاة العدل الإلهي لمغفرة ذنوب الصائمين.
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-03-0058


ق1 م8 ج13 شبهات حول العبادات والمعاملات الإقتصادية في الإسلام - الشبهة الثانية عشرة: ص86.
الزعم أن تكفير الصلاة للخطايا ينافي عدل الله
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-06-0012


ق1 م3 ج5 شبهات حول النظم الحضارية في الإسلام - الشبهة: الثانية عشر – ص109.
دعوى ظلم الإسلام للعلماء والمفكرين غير المسلمين في الجزاء الأخروي (*)
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-07-0033


ق1 م11 ج18 شبهات حول المرأة وحقوقها في الإسلام - الشبهة الخامسة: ص224.
دعوى إن الإسلام ظلم المرأة في الميراث (*)
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-08-0017


ق3 م5 ج10 شبهات حول أحاديث العقيدة السمعيات - الشبهة الثالثة والثلاثون: ص310.
إنكار حديث الكتابي فداء للمسلم من النار (*)
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-02-0085


ق1 م4 ج 6: شبهات حول العقيدة الإسلامية وقضايا التوحيد - الشبهة الثلاثون: ص234.
الفهم الخاطئ لنسبة الإضلال إلى الله تعالى.
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-03-0062


ق3 م4 ج9 شبهات حول أحاديث العقيدة النبوات – الشبهة الحادية والثلاثون: ص298.
إنكار أحاديث الشفاعة (*).
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-02-0051

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


الأدلة العقلية على أن الله علم مقادير الخلائق قبل خلقهم:

والحق أن وجود هذا الكون، ووجود كل مخلوق فيه يدلُ دلالة واضحة على أن الله علم به قبل خلقه،
أَنَّهُ يَسْتَحِيلُ إِيجَادُهُ الْأَشْيَاءَ مَعَ الْجَهْلِ، وَلِأَنَّ إِيجَادَهُ الْأَشْيَاءَ بِإِرَادَتِهِ، وَالْإِرَادَةُ تَسْتَلْزِمُ تَصَوُّرَ الْمُرَادِ، وَتَصَوُّرُ الْمُرَادِ: هُوَ الْعِلْمُ بِالْمُرَادِ، فَكَانَ الْإِيجَادُ مُسْتَلْزِمًا لِلْإِرَادَةِ، وَالْإِرَادَةُ مُسْتَلْزِمَةً لِلْعِلْمِ، فَالْإِيجَادُ مُسْتَلْزِمٌ لِلْعِلْمِ.


وأيضاً فإن:
الْمَخْلُوقَاتِ فِيهَا مِنَ الْأَحْكَامِ وَالْإِتْقَانِ مَا يَسْتَلْزِمُ عِلْمَ الْفَاعِلِ لَهَا، لِأَنَّ الْفِعْلَ الْمُحْكَمَ الْمُتْقَنَ يَمْتَنِعُ صُدُورُهُ عَنْ غَيْرِ عِلْمٍ *(1).


واستدل العلماء على علمه تبارك وتعالى بقياس الأولى:

وَلِأَنَّ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ مَا هُوَ عَالِمٌ، وَالْعِلْمُ صِفَةُ كَمَالٍ، وَيَمْتَنِعُ أَنْ لَا يَكُونُ الْخَالِقُ عَالِمًا.
وَهَذَا لَهُ طَرِيقَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنْ يُقَالَ:
نَحْنُ نَعْلَمُ بِالضَّرُورَةِ أَنَّ الْخَالِقَ أَكْمَلُ مِنَ الْمَخْلُوقِ، وَأَنَّ الْوَاجِبَ أَكْمَلُ مِنَ الْمُمْكِنِ،
وَنَعْلَمُ ضَرُورَةً أَنَّا لَوْ فَرَضْنَا شَيْئَيْنِ:
أَحَدُهُمَا عَالِمٌ وَالْآخَرُ غَيْرُ عَالِمٍ - كَانَ الْعَالِمُ أَكْمَلَ، فَلَوْ لَمْ يَكُنِ الْخَالِقُ عَالِمًا لَزِمَ أَنْ يَكُونَ الْمُمْكِنُ أَكْمَلَ مِنْهُ، وَهُوَ مُمْتَنِعٌ
الثَّانِي أَنْ يُقَالَ:
كُلُّ عِلْمٍ فِي الْمُمْكِنَاتِ، الَّتِي هِيَ الْمَخْلُوقَاتُ - فَهُوَ مِنْهُ، وَمِنَ الْمُمْتَنَعِ أَنْ يَكُونَ فَاعِلُ الْكَمَالِ وَمُبْدِعُهُ عَارِيًا مِنْهُ بَلْ هُوَ أَحَقُّ بِهِ.
وَاللَّهُ تَعَالَى لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى،
وَلَا يَسْتَوِي هُوَ وَالْمَخْلُوقَاتُ، لَا فِي قِيَاسٍ تَمْثِيلِيٍّ، وَلَا فِي قِيَاسٍ شُمُولِيٍّ، بَلْ كُلُّ مَا ثَبَتَ لِلْمَخْلُوقِ مِنْ كَمَالٍ فَالْخَالِقُ بِهِ أَحَقُّ، وَكُلُّ نَقْصٍ تَنَزَّهَ عَنْهُ مَخْلُوقٌ مَا فَتَنْزِيهُ الْخَالِقِ عَنْهُ أَوْلَى (1).



وكل هذه الأدلة يمكنك أن تلمحها
في قوله تعالى:
۩ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) ۩ سورة الملك.

ويستدل على علمه - تبارك وتعالى - بإخباره بالأشياء والأحداث قبل وقوعها وحدوثها،

فقد أخبر الحق في كتبه السابقة عن بعثة رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وصفاته وأخلاقه وعلاماته،

كما أخبر عن الكثير من صفات أمته، وأخبر في محكم كتابه أن الروم سينتصرون في بضع سنين على الفُرس المجوس، ووقع الأمر كما أخبر،

والإخبار عن المغيبات المستقبلة كثير في الكتاب والسنة.



*(1) شرح الطحاوية ت الأرناؤوط، ص126.

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


الركن الثاني: الإيمان بأن الله كتب في اللوح المحفوظ كل شيء


دلت النصوص من الكتاب والسنة على أن الله كتب في اللوح المحفوظ كل شيء،

ففي الحديث الذي أخرجه الإمام/ مسلم في صحيحه عن سيدنا/ عبد الله بن عمرو بن العاص – رضى الله عنهما وأرضاهما
قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:
«كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» *(1).


ورواه الإمام/ الترمذي بلفظ:
«قَدَّرَ اللَّهُ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» *(2).


وفي سنن الإمام/ الترمذي أيضاً عن سيدنا/ عبادة بن الصامت – رضى الله عنه وأرضاه
قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ القَلَمَ، فَقَالَ: اكْتُبْ، فَقَالَ: مَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبِ القَدَرَ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الأَبَدِ» *(3).


واللوح المحفوظ الذي كتب الله فيه مقادير الخلائق سماه القرآن بالكتاب، وبالكتاب المبين، وبالإمام المبين وبأم الكتاب، والكتاب المسطور.


قال تعالى:
۩ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) ۩ سورة البروج.


وقال سبحانه:
۩ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70) ۩ سورة الحج.


وقال سبحانه:
۩ ...وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ۩ جزء من الآية: 12 سورة يس.


وقال سبحانه:
۩ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) ۩ سورة الزخرف.


وقال سبحانه:
۩ وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) ۩ سورة الطور.



*(1) صحيح مسلم، 46 - كتاب الْقَدَرِ، 2 - بَابُ حِجَاجِ آدَمَ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، ج4 ص2044 ح رقم: 16-(2653).
*(2) سنن الترمذي، 30 - أَبْوَابُ الْقَدَرِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَابُ مِنْهُ، ج 4 ص28 ح رقم: (2156)، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
*(3) سنن الترمذي، 30 - أَبْوَابُ الْقَدَرِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَابُ مِنْهُ، ج 4 ص27 ح رقم: (2155)، وقال: وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ - والحديث صحيح. فالغرابة إنما هي في الوجه الذي أورده الإمام/ الترمذي في باب القدر، وإلا فإنه قد أورده في كتاب التفسير، وقال فيه: حديث حسن غريب. وقد أورده الشيخ/ الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي: (2/228) وذكر أنه خرجه في: الصحيحة (133)، تخريج الطحاوية (271)، المشكاة (94)، الظلال (102 - 105).


ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ



الركن الثالث: الإيمان بمشيئة الله الشاملة وقدرته النافذة

وهذا الأصل يقضي بالإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا حركة ولا سكون في السماوات ولا في الأرض إلا بمشيئته، فلا يكون في ملكه إلا ما يريد.

والنصوص المصرحة بهذا الأصل المقررة له كثيرة وافرة،


قال تعالى:
۩ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) ۩ سورة التكوير.


وقال سبحانه:
۩ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) ۩ سورة الأنعام.


وقال سبحانه:
۩ ..وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۩ جزء من الآية: 112 سورة الأنعام.

وقال سبحانه:
۩ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) ۩ سورة يس.


وقال سبحانه:
۩...مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ۩ جزء من الآية: 39 سورة الأنعام.



ومشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة يجتمعان فيما كان وما سيكون، ويفترقان فيما لم يكن ولا هو كائن.

فما شاء الله تعالى كونه فهو كائن بقدرته لا محالة، وما لم يشأ الله تعالى إياه لا يكن لعدم مشيئة الله تعالى ليس لعدم قدرته عليه،



قال تعالى:
۩ ...وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ۩ جزء من الآية: 253 سورة البقرة.


وقال سبحانه:
۩ ...وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ۩ جزء من الآية: 48 سورة المائدة.


وقال سبحانه:
۩ ...وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى ۩ جزء من الآية: 35 سورة الأنعام.


وقال سبحانه:
۩ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا... ۩ جزء من الآية: 107 سورة الأنعام.


وقال سبحانه:
۩ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا... ۩ جزء من الآية: 99 سورة يونس.


وقال سبحانه:
۩ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ۩ سورة الفرقان.


والآيات في هذا كثيرة تدل على عدم وجود ما لم يشأ وجوده لعدم مشيئته ذلك، لا لعدم قدرته عليه، فإنه على كل شيء قدير تبارك وتعالى.

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


الركن الرابع: الإيمان بأن الله خالق كلّ شيء

قررت النصوص أن الله خالق كل شيء، فهو الذي خلق الخلق وكوَّنهم وأوجدهم، فهو الخالق وما سواه مربوب مخلوق


قال تعالى:
۩ ... قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ۩ جزء من الآية: 13 سورة الرعد.


وقال سبحانه:
۩ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) ۩ سورة الزمر.


وقال سبحانه:
۩ ...بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ۩ جزء من الآية: 81 سورة يس.


وقال سبحانه:
۩ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) ۩ سورة الأنعام.


وقال سبحانه:
۩ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ۩ سورة النساء.


وقال سبحانه:
۩ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) ۩ سورة الأنبياء.

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


[SIZE="6"]أفعال العباد مخلوقة مقدرة

لا يخرج العباد وأفعالهم عن غيرها من المخلوقات، فقد علم الله ما سيخلقه من عباده، وعلم ما هم فاعلون، وكتب كل ذلك في اللوح المحفوظ،

وخلقهم الله كما شاء، ومضى قدر الله فيهم، فعملوا على النحو الذي شاءه فيهم، وهدى مَن كتب الله له السعادة، وأضل مَن كتب عليه الشقاوة، وعلم أهلَ الجنة ويسرهم لعمل أهلها، وعلم أهلَ النار ويسرهم لعمل أهلها.



والنصوص التي سقناها فيما سبق تكفي في الدلالة على هذا الذي قررناه هنا، ومع ذلك فهناك نصوص كثيرة أخرى أصرح في الدلالة في هذه المسألة.


قال تعالى:
۩ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) ۩ سورة الصافات.


وقال سبحانه:
۩ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) ۩ سورة القمر.


وقال سبحانه:
۩ ...وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ۩ جزء من الآية: 11 سورة فاطر.


وقال سبحانه:
۩ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) ۩ سورة الأعراف.


وقال سبحانه:
۩ ...إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ۩ جزء من الآية: 125 سورة النحل.



وجاءت أحاديث كثيرة تواتر معناها على أن رب العباد علم ما العباد عاملون، وقدّر ذلك وقضاه وفرغ منه، وعلم ما سيصير إليه العباد من السعادة والشقاء، وأخبرت مع ذلك كله أن القدر لا يمنع من العمل،
والرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته،
يقول:
«اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ»



[/SIZE]







التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» بيان الإسلام الرد على : دعوى أَخْذ الإسلام شرائعهَ من الديانات السابقة ومن الجاهلية
»» الاتصال الصاعقة : مكتب السيستاني بلبنان يقول لانعرف نسب السيستاني
»» حقبة من التاريخ : خلافة امير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه
»» الرجم والضرب في ذنب واحد وتناقض من تزعم الرافضة إمامته
»» الرد على شبهة: وليت عليكم ولست بخيركم
 
قديم 24-07-17, 02:25 AM   رقم المشاركة : 6
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road



خامساً: النشأة التاريخية
(موقف المشركين، موقف المنافقين، موقف الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم).


موقف المشركين:

من الأمور الشائكة التي تكلم الناس فيها قديماً وحديثاً مسألة القضاء والقدر، وحاول المشركون على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، الاحتجاج بالقدر
ونزل قوله تعالى:
۩ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) ۩ سورة الأنعام.

فهذه شبهة تشبث بها المشركون في شركهم وتحريم ما حرموا من الطيبات بأن الله مطلع على ما هم فيه، وهو قادر على تغييره بأن يلهمهم الإيمان، ويحول بينهم وبين الكفر، ولما لم يغيره زعموا أن الله تعالى شاء ذلك منهم وأراده ورضى عنه.

ورد الله تعالى عليهم بأن هذه الشبهة قد ضل بها أقوام من قبل: ۩ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۩، وهي حجة داحضة باطلة، لأنها لو كانت صحيحة لما أذاقهم الله بأسه ودمر عليهم، فهم في زعمهم هذا واهمون وعلى اعتقاد فاسد.


وتكرر هذا المعنى في قوله جل شأنه:
۩ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35) ۩ سورة النحل.


وجاء في تفسير هذه الآية عن الإمام/ ابن كثير:

يُخْبِرُ تَعَالَى عَنِ اغْتِرَارِ الْمُشْرِكِينَ بِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الشِّرْكِ وَاعْتِذَارِهِمْ مُحْتَجِّينَ بِالْقَدَرِ،
فِي قَوْلِهِمْ:
۩ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ... ۩ ، أَيْ: مِنَ الْبَحَائِرِ وَالسَّوَائِبِ وَالْوَصَائِلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، مِمَّا كَانُوا ابْتَدَعُوهُ وَاخْتَرَعُوهُ مِنْ تِلْقَاءِ (1) أَنْفُسِهِمْ، مَا لَمْ يُنَزِّلِ اللَّهُ بِهِ سُلْطَانًا.

وَمَضْمُونُ كَلَامِهِمْ: أَنَّهُ لَوْ كَانَ تَعَالَى كَارِهًا لِمَا فَعَلْنَا، لَأَنْكَرَهُ عَلَيْنَا بِالْعُقُوبَةِ وَلَمَا مَكَّنَا مِنْهُ.


قَالَ اللَّهُ رَادًّا عَلَيْهِمْ شُبْهَتَهُمْ

۩ ... فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ۩،
أَيْ:
لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا تَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَمْ يُعَيِّرْهُ عَلَيْكُمْ وَلَمْ يُنْكِرْهُ، بَلْ قَدْ أَنْكَرَهُ عَلَيْكُمْ أَشَدَّ الْإِنْكَارِ، وَنَهَاكُمْ عَنْهُ آكَدَ النَّهْيِ، وَبَعَثَ فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَيْ: فِي كُلِّ قَرْنٍ مِنَ النَّاسِ وَطَائِفَةٍ رَسُولًا وَكُلُّهُمْ يَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ، وَيَنْهَى عَنْ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ *(1).


*(1) تقسير القرآن العظيم، للإمام/ ابن كثير – ج4 ص570.

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ



موقف المنافقين:

عقب غزوة أحد دار الجدل طويلاً حول القضاء والقدر بين المسلمين والمنافقين، وطرح فيه اتجاهات متعددة سجلها القرآن المجيد في قوله تعالى:

۩ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) ۩

۩ ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) ۩ سورة آل عمران.


ففي غزوة أحد ابتلى المؤمنون بلاءً شديداً، بسبب مخالفة الرماة لأمر الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، فتركوا مواقعهم التي يحمون منها ظهور المسلمين، ونزلوا يجمعون الغنائم بعد فرار المشركين وهيمتهم.
وبمجرد أن ترك الرماة مواقعهم تنبه المشركون، وكروا على المسلمين، فقتلوا منهم سبعين شهيداً وتفرق الجيش الإسلامي.

وأخذ الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، ينادى عليهم
قائلاً:

إلى عباد الله، أنا رسول الله، من كر فله الجنة.
وتراكم على المسلمين غم على غم، غم الهزيمة، وغم إشاعة أن الرسول قتل، أو غم ما أصابهم عند الفشل والتنازع، وغم ما وقع عليهم من الهزيمة، أو غم ما فاتهم من الغنيمة وغم ما أصابهم من القتل.
وأياً ما كان فإن الغموم تعاقبت عليهم، ليصير ذلك زجراً لهم عن المعصية والمخالفة، وتربية لنفوسهم، ودفعاً لهم لتجاوز الواقع الأليم.


ثم بينت الآيات أن الناس يوم أحد كانوا فريقين:

(أ‌) فريقاً آمن واستقر الإيمان في قلبه، فهؤلاء أمنوا وجاءهم النعاس في وقت ما ولم يشعروا بخوف ليقينهم أن الله ناصر دينه.

(ب‌) وفريق أهمتهم أنفسهم ولم يكن لهم من هدف إلا الغنيمة، فلما غشى القوم ما غشيهم ونالهم الفزع الأكبر، ظنوا بالله غير الحق ظن الجاهلية وحملوا الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، مسئولية قتل من قتل، بناءً على أنه صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، آثر الخروج من المدينة حتى وصل أحد، وكان رأيهم أن يظلوا بالمدينة مدافعين عنها لا يخرجون منها.


ومعنى قوله تعالى على لسان المنافقين:

۩ ...هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ۩ جزء من الآية: 154 سورة آل عمران،- إنه استفهام إنكاري يراد به هل لنا من أمر مطاع؟

ونظيره قوله تعالى:
۩ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۩ جزء من الآية: 168 سورة آل عمران.

أو المعنى:
عند هؤلاء المنافقين أين ما كان يعدنا به محمد من النصر والغلبة؟!


وللرد على هذا التساؤل بمعنييه جاء قوله الحق سبحانه:

۩ ... قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ۩ جزء من الآية: 154 سورة آل عمران

فالذين توهموا أن خروجهم إلى أحد عجل لهم الموت، ذكرهم القرآن الكريم أن الحذر لا يدفع القدر، وأن التدبير لا يقاوم التقدير، وأن الذين قدر الله عليهم القتل لابد أن يقتلوا في مصارعهم التي علمها الله أزلاً.


والذين توهموا أن هزيمة أحد تعنى أن الله تخلى عن رسوله - صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته – ولم يؤيده، ذكرهم القرآن المجيد بأن الابتلاء قرين الإيمان، وأنه ليس هناك جهاد بغير تضحيات، أو معركة بغير شهداء، وإنما هي إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة،

كما قال الله تعالى:
۩ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) ۩ سورة آل عمران.

وهكذا كانت غزوة أحد مثاراً للفكر والجدل حول مسألة الحرية الإنسانية أو القضاء والقدر.

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


موقف الصحابة – رضى الله عنهم وأرضاهم.

جاءت روايات تفيد أن الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم، أفراداً وجماعات تكلموا في أمر القضاء والقدر.


وعلى سبيل المثال فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما أن سيدنا/ علي – رضى الله عنه وأرضاه،
قال:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَيْلَةً، فَقَالَ: «أَلاَ تُصَلِّيَانِ؟»
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا،
فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: ۩ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ۩ [الكهف: 54] *(1).


لقد حرص الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، على إيقاظ ابنته وزوجها لصلاة الليل حتى يتعرضا لنفحات الله ويحصلا على الثواب الجزيل الذي أعده الله للمستغفرين بالأسحار.

واعتذر سيدنا/ علي – رضى الله عنه وأرضاه، بالقدر وقال: يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا.
وبمجرد أن سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، هذا الاعتذار لم يراجع علياً بشئ وإنما خرج متعجباً وهو يتذكر الآية الكريمة:
۩ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ۩


وفي فقه هذا الحديث قال الإمام/ ابن حجر:
وَنقل بن بَطَّالٍ عَنِ الْمُهَلَّبِ قَالَ فِيهِ: أَنَّهُ لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَنْ يُشَدِّدَ فِي النَّوَافِلِ حَيْثُ قَنَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ لِأَنَّهُ كَلَامٌ صَحِيحٌ فِي الْعُذْرِ عَنِ التَّنَفُّلِ وَلَوْ كَانَ فَرْضًا مَا عَذَرَهُ.
قَالَ وَأَمَّا ضَرْبُهُ فَخِذَهُ وَقِرَاءَتُهُ الْآيَةَ فَدَالٌّ عَلَى أَنَّهُ ظَنَّ أَنَّهُ أَحْرَجَهُمْ فَنَدِمَ عَلَى إِنْبَاهِهِمْ *(2).


وقال الإمام/ النووي:
الْمُخْتَارُ فِي مَعْنَاهُ أَنَّهُ تَعَجَّبَ مَنْ سُرْعَةِ جَوَابِهِ وَعَدَمِ مُوَافَقَتِهِ لَهُ عَلَى الِاعْتِذَارِ بِهَذَا *(3).



وفي موقف آخر تسائل الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، في أمر القدر، أخرج الشيخان في صحيحهما من حديث سيدنا/ علي – رضى الله عنه،
قَالَ:
كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ *(4)، ثُمَّ قَالَ:
«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ، إِلَّا وَقَدْ كَتَبَ اللهُ مَكَانَهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلَّا وَقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً»
قَالَ فَقَالَ رَجَلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلَا نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا، وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟
فَقَالَ:
«مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ» فَقَالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ»،
ثُمَّ قَرَأَ:
۩ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) ۩ سورة الليل *(5).



وروى الإمام/ ابن ماجه في سننه:
85 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَهُمْ يَخْتَصِمُونَ فِي الْقَدَرِ، فَكَأَنَّمَا يُفْقَأُ فِي وَجْهِهِ، حَبُّ الرُّمَّانِ مِنَ الْغَضَبِ،
فَقَالَ:
«بِهَذَا أُمِرْتُمْ، أَوْ لِهَذَا خُلِقْتُمْ، تَضْرِبُونَ الْقُرْآنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، بِهَذَا هَلَكَتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ» *(6).


وتعدد تساؤل الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم، في هذا الأمر، وكانت إجابة الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته:
«اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ»



أخرج الإمام/ مسلم في صحيحه:
9 - (2649) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ الضُّبَعِيِّ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ:
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ قِيلَ: فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟
قَالَ:
«كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ» *(7).


ومع كل هذه التساؤلات والمناقشات لم يكن الموقف يمثل ظاهرة فكرية قلقة ولا اتجاهاً دينياً متحزباً،
وانتقل الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، إلى الرفيق الأعلى والأمة المرحومة مجتمعة على صفاء الفهم لكتاب الله وسنة رسوله.
ثم قامت الخلافة الراشدة وبدأت بوادر الخلافات السياسية في عهد ثالث الخلفاء سيدنا أمير المؤمنين/ عثمان ذو النورين – رضى الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
ودهم الأمة ما دهمها، فقتل الخليفة، وامتشق الحسام، ووقعت حروب الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية – رضى الله عنهما وأرضاهما، ونشأت أحزاب سياسية ما لبثت ان تحولت إلى فرق دينية بعدما قامت الدولة الأموية، فكان الشيعة والخوارج والمرجئة والجبرية والقدرية والمعتزلة.
وتدخل القدر في صياغة فكر هذه الفرق وتبلور لكل منها فهم خاص فيه.



*(1) صحيح البخاري، كِتَابُ الجُمُعَةِ، بَابُ تَحْرِيضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَلاَةِ اللَّيْلِ وَالنَّوَافِلِ مِنْ غَيْرِ إِيجَابٍ، ج2 ص50 ح رقم: (1127)، صحيح مسلم، 6 - كِتَابُ صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا، 28 - بَابُ مَا رُوِيَ فِيمَنْ نَامَ اللَّيْلَ أَجَمْعَ حَتَّى أَصَبْحَ، ج1 ص537 ح رقم: 206-(775).
*(2) صحيح البخاري بشرح فتح الباري، كِتَابُ الجُمُعَةِ، بَابُ تَحْرِيضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَلاَةِ اللَّيْلِ وَالنَّوَافِلِ مِنْ غَيْرِ إِيجَابٍ، ج3 ص11 ح رقم: (1127).
*(3) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، باب الحث على صلاة الوقت وان قلت، ج6 ص65 ح رقم: 206-(775).
*(4) المخصرة – بكسر الميم – ما أخذه الإنسان بيده واختصره من عصا صغيرة وعكاز صغير وغيرهما، ونكس – بتخفيف الكاف وتشديدها – لغتان فصيحتان: أي خفض رأسه، ونكث أي: خط خطاً يسيراً مرة بعد مرة.
*(5) صحيح مسلم، 46 - كتاب الْقَدَرِ، 1 - بَابُ كَيْفِيَّةِ خَلْقِ الْآدَمِيِّ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَكِتَابَةِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقَاوَتِهِ وَسَعَادَتِهِ، ج4 ص2039 ح رقم: 6-(2647)، صحيح البخاري، كِتَابُ تَفْسِيرِ القُرْآنِ ، بَابُ {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 10]، ج6 ص171 ح رقم: (4949).
*(6) سنن ابن ماجه، بَابٌ فِي الْقَدَرِ، ج1 ص33 ح رقم: (85)، وأحمد في مسنده، مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، ج11 ص250 ح رقم: (6668)، والطبراني في الأوسط، ج2 ص79 ح رقم: (1308).
*(7) صحيح مسلم، 46 - كتاب الْقَدَرِ، 1 - بَابُ كَيْفِيَّةِ خَلْقِ الْآدَمِيِّ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَكِتَابَةِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقَاوَتِهِ وَسَعَادَتِهِ، ج4 ص2041 ح رقم: 9-(2649).









التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» هل أمر معاوية سعداً بسب علي – رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
»» إمام الرافضة يقول: وعصيتك بفرجي - هل يقصد الزنا أم عمل قوم لوط
»» الاتصال الصاعقة : مكتب السيستاني بلبنان يقول لانعرف نسب السيستاني
»» الرافضي/ الخزرجي8 ولكل رافضي- هل يجرؤ رافضي على القول بعفة وشرف أمه أو زوجته!
»» الضمان الإلهي لأنفسنا ولـ: (أزواجنا وذرياتنا) من بعدنا بالتقوى
 
قديم 24-07-17, 02:31 AM   رقم المشاركة : 7
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


سادساً: نظرة مذهبية ومحل النزاع.


سادساً: نظرة مذهبية ومحل النزاع.

قضية القدر في مجملها ذات أفقين:

(أ‌) أفق العلم الإلهي.

(ب‌) أفق التكليف الإنساني.


فقد حرص البعض على الأفق الأول وغالى فيه حتى نسى صحة التكليف وحتمية المسئولية، وجنح البعض إلى الأفق الثاني وركز عليه حتى غفل عن ضرورة إثبات الكمال المطلق لله عز وجل في تصريف الكون والكائنات.
وتبلورت الاتجاهات الفكرية في هذه المذاهب:
الجبرية – القدرية الأولى – المعتزلة – الأشاعرة.

ولا خلاف بين المسلمين قاطبة أن النواميس الكونية في السماء والأرض كلها مخلوقة لله تعالى سبقت بها أرادته وعلمه.

وكذلك فإن الأفعال الاضطرارية للإنسان كنبض قلبه وحركه أمعائه وما قد يدهمه ويقع عليه بلا إرادة منه ولا قدرة معه – هي من تقدير الله عز وجل وخلقه.

ولا تكليف على الإنسان في هذين النوعين، ولا مسئولية عليه حيالهما، ولا يمدح أو يذم بسببهما.


ومحل النزاع هو أفعال الإنسان الاختيارية والتي تنشأ عن إرادة من العبد وتصحبها قدرة منه عليها، والتي هي الأمر والنهي في التشريعات الإلهية، هنا نشأ الخلاف واحتدم الجدل وتنازعت الفرق وتعددت.


ملاحظة:
ثم استعرض فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد المسير - رحمه الله، أقوال كلً من (الجبرية، القدرية، المعتزلة، الأشاعرة) ثم انتقل إلى عرض الجدل بين المعتزلة والأشاعرة من خلال استدلالات وتأويلات القاضي المعتزلي/ عبد الجبار، من كتابه: شرح الأصول الخمسة، ورد الإمام/ التفتازاني عليها.








التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» دعوى تعارض حديث "لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد" مع القرآن والواقع
»» الشذوذ الفكري والانحراف العقائدي وكذب وتدليس الرافضي/ الخزرجي8
»» منكر السنة/ ايمن1 - ما هي الأدوات اللازمة لفهم وتدبر القرآن الكريم
»» شبهة رفع المصاحف وقضية التحكيم بين علي ومعاوية رضى الله عنهما
»» البرقليط النبي صلى الله عليه وسلم وبشارات الكتاب المقدس بالرسول
 
قديم 24-07-17, 02:49 AM   رقم المشاركة : 8
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


سابعاً: بعيد عن المذاهب.


سابعاً: بعيد عن المذاهب.

(1) الجبر مرفوض.
(2) الأمر مقدور.
(3) مسير ومخير.
(4) الآيات الكونية والشرعية.
(القضاء، الأرادة، الأمر، الإذن، الكتابة، الحكم، التحريم، الكلمات، ... إلخ).
(5) الخير والشر في إطار الشرعيات والكونيات.
(6) التفسير القرآني.


نحن نعتقد أن الحق أكبر من أن يستوعبه مذهب واحد بعينه وأن الذين يتعصبون لأي مذهب بأجمعه إما عامة أو أنصاف علماء.

وبالتالي فلا ندعى العصمة المطلقة لإمام من الأئمة، فكل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب الروضة الشريفة صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

ونحسب أن العلماء – بمراعاة الوصف – مخلصون في اجتهادهم، وليس واحد منهم يبتغى الفتنة وإنما مرادهم جميعاً الوصول إلى الحق، فمنهم من يصل ومنهم من يشارف، ومنهم من ينأى به السبيل.



أولاً: الجبر مرفوض:

جولتنا بين المذاهب في مسألة القضاء والقدر، تجعلنا نرفض مذهب الجبر رفضاً تاماً، فإن هناك فرقاً واضحاً بين الإنسان والحيوان،
وهذا الفرق بداهة هو العقل الذي كرم الله به بني آدم، وعليه مدار التكليف وإذا سلب ما وهب سقط ما وجب، فالمجنون ومن على شاكلته غير مطالب بالأمر والنهي شرعاً.
كما أن هناك تفرقة ضرورية بين الفعل الاختياري والفعل الاضطراري، فحركة الساعي إلى الصلاة اختيارية، وحركة المرتعش اضطرارية، والمنتحر مختار، ومن قتل رغن أنفه مضطر.
وهذه التفرقة ثابتة شرعاً، فالساعي إلى الصلاة مثاب، والمنتحر معاقب، ولا حرج على المريض، ومن قتل حتف أنفه قد يكون شهيداً ...
وبالتالي:
فالإنسان مكلف بفعله الاختياري فقط ولا تكليف عليه عند الاضطرار.
والعقل والاختيار هما أساس المسئولية الشرعية، وهذا الأساس تقوم عليه حرية الإنسان في الفعل والترك
ويصدق عليه قول الله عز وجل:
۩ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ... ۩ جزء من الآية: 29 سورة الكهف.

وقوله جل شأنه:
۩ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) ۩ سورة الزلزلة.


وعلينا أن نفرق بين شيئين: (الكتابة والجبر).


فالكتابة هي:
لون من العلم الإلهي، وعلم الله تعالى شامل لا يحده زمان ولا مكان، ولا يتخلف أبداً، وعدم تخلف العلم الإلهي ليس قهراً وجبراً للإنسان، وإنما عدم تخلفه لصدقه وإحاطته وعدم الموانع في المعرفة، فليس هناك شيء يخفى على الله تعالى أو يحد من علمه المحيط أو يحول دون علمه الشامل.


كذلك ينبغي أن نفرق بين ما هو كوني وما هو شرعي، فإن الإنسان له جانبان:
جانب كوني:

يتعلق بأجله ورزقه وشكله وعمل أجهزته الداخلية والخارجية، وهو مقهور في هذا الجانب ولن يحاسب عليه، فلن يسأل عن طوله أو قصره، ولن يسأل عن لون بشرته ونبض قلبه، ولن يسأل عما يحيط به من حر أو برد، وما ينزل عليه من مطر أو ثلج ... إلخ.


أما الجانب الشرعي:
فهو ما يتعلق بالتكليف الذي هو الأمر والنهي، فالإنسان في إطار التكليف الشرعي حر حرية كاملة منحه الله العقل الذي يميز به بين الحسن والقبيح.

فإن أحسن الإنسان استغلال عقله ومواهبه فآمن والتزم الفضائل كان جزاؤه حسناً وثوابه كبيراً، ودخل الجنة وحظي بالنعيم المقيم.
وإن اساء استغلال عقله وتمرد على القيم وخرج على الدين كان جزاؤه من جنس عمله عقاباً شديداً.


وقد حكى القرآن المجيد موقف الكافرين في جهنم وتقريع الملائكة لهم

قال الله عز وجل:
۩ وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) ۩ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) ۩
۩ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) ۩ سورة الملك.
فكان الجواب:
۩ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) ۩ سورة الملك.


ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


ثانياً: الأمر مقدور.

ونرفض رفضاً قاطعاً قضية أن الأمر أنف بقدر ما نرفض الجبر، فإن علم الله تعالى لا يعزب عنه شيء


مصداقاً لقوله الحق:
۩ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) ۩ سورة الأنعام.


وعلم الله تعالى محيط شامل غير مكتسب، ولا يسبقه خفاء، ولا يعتريه جهل، ولا يلحقه تخلف، ومع ذلك فهو انكشاف لا تأثير، فلا يلزم من العلم الأزلي حمل الله الناس على هذا العلم في مجال التكليف وإلا أصبح إلجاء.


فمقتضى الانكشاف كما يليق بجلال الله وكماله أنه لا يتخلف من حيث هو انكشاف تام لا من حيث إنه حمل على المراد أو المعلوم.

وقضية ربط القدرة الإلهية بالإرادة والعلم إنما هي في مجال الكون العام والكائنات المسخرة للإنسان والأفعال الاضطرارية الخارجة عن التكليف الشرعي،

ولهذا جاء قوله تعالى:
۩ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ۩
۩ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) ۩ سورة الأنعام.


فالأمر بالعبادة مرتب على إبداع الله الكائنات كلها وتسخيرها لبني الإنسان، فالعبادة خارجة عن نطاق الكلية في قوله جل شأنه:
۩ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۩، وإلا ما صح التعبير ولما جاز الأمر.


والكلية تكون بحسب السياق وليس كل كلية تكون مطلقة عامة، فقوله تعالى في حق ملكة سبأ على لسان الهدهد:

۩ ... وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ۩ جزء من الآية: 22 سورة النمل.
لا يعنى كل شيء على الإطلاق كالحشرات والنباتات والحيوانات والأحجار والكواكب وهلم جراً، بل المراد كل شيء يحتاجه الملوك.


وقوله تعالى:
۩ ...وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ۩ جزء من الآية: 79 سورة الكهف.
لا يعنى كل سفينة تمر في البحر وإلا ما خرق السفينة لينقذها بل المراد كل سفينة صالحة وحذف ما يعلم جائز.

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ

ثالثاً: مسير ومخير.

إن أفعال الله تعالى مبنية على الحكمة، والكون كله قائم على تدبير حكيم، وقد كتب الله على نفسه الرحمة، وليس يخلق الكون عبثاً أو باطلاً.


قال الله عز وجل:
۩ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) ۩
۩ لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) ۩
۩ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) ۩ سورة الأنبياء.


وقال جل شأنه:
۩ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) ۩
۩ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) ۩ سورة الدخان.


كذلك ينبغي أن نفرق بين ما هو كوني وما هو شرعي، فإن الإنسان له جانبان:
جانب كوني:
يتعلق بأجله ورزقه وشكله وعمل أجهزته الداخلية والخارجية، وهو مقهور في هذا الجانب ولن يحاسب عليه، فلن يسأل عن طوله أو قصره، ولن يسأل عن لون بشرته ونبض قلبه، ...

والإنسان وسط هذا الكون ليس مطلق السراح، يهيمن على الوجود ويسيطر على الكائنات، بل هو محكوم بنواميس ثابتة حوله تحيط به وتقع عليه، ويسير في فلكها،
فالليل والنهار، والصيف والشتاء، والصحة والمرض، وأجهزة بدنه وأعضاء جسمه الداخلية والخارجية كلها مخلوقة لله تعالى، مسيرة بإرادته، واقعة بقدرته، لا ينفك عنها الإنسان.


وجميع هذه الأمور ليس يكلف بها المرء ولن يحاسب عليها ولا يعتريه مدح أو ذم بسببها، فهي خارجة عن نطاق المسئولية الإنسانية.

أما الجانب الشرعي فهو ما يتعلق بالتكليف والأمر والنهي والشرائع والأحكام فهي وحدها التي يقف الإنسان حيالها مختاراً يفعل ما يشاء بما منحه الله من طاقات وما هيأ له من أسباب، وما مكن له من قوى، وقد أراد الله تعالى للإنسان هذا الموقف وكلفه على هذا الأساس،

وفي كلا الحالين أمام التكليف الشرعي بالإيمان أو الكفر، والطاعة أو المعصية لا يخرج عن المراد لأن الله تعالى قد منح الإنسان الحرية ولو شاء سلبها منه، ما منعه أحد لكنه جل شأنه لم يشأ لنا الجبر.

فمن الخطيئة الكبرى أن يبرر الإنسان معصيته ويتعلل بالقضاء والقدر، ويلغى عقله ويدع نفسه فريسة للشيطان والهوى.

إن الله تعالى قد خلق للإنسان عقلاً يدرك به الخير والشر، وأنزل الله تعالى الوحي ليحل للناس الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، وجعل الله الإنسان في نطاق التكليف الشرعي حراً يتحمل مسئولية اختياره.
قال تعالى:
۩ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ... ۩ جزء من الآية: 29 سورة الكهف.

وعلى أساس هذا الاختيار الحر يكون الجزاء ثواباً أو عقاباً،
قال تعالى:
۩ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) ۩ سورة الزلزلة.


وقد حكى القرآن المجيد مقالات للمشركين يبررون فيها شركهم بدعوى القضاء والقدر، وبكتهم القرآن ووصفهم بالضلال الظاهر الواضح،

قال الله عز وجل:
۩ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) ۩ سورة الأنعام.


وتكرر هذا المعنى في قوله جل شأنه:
۩ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35) ۩ سورة النحل.


ويتناسون ان علم الله تعالى انكشاف وليس تأثيراً، وأن الله تعالى لا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يكلفهم إلا ما فيه مصلحتهم، وعليهم حسن الاختيار ليتحقق لهم حسن الجزاء.


قال تعالى:
۩ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28) ۩ سورة الأعراف.


وقال جل شأنه:
۩ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) ۩ سورة الزمر.



وقد يقول قائل:
إذا كان الأمر كذلك فكيف نفهم قوله تعالى:
۩ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) ۩ سورة التكوير.


ونقول:

إن الله تعالى قد أراد لنا الحرية في نطاق التكليف الشرعي، فحريتنا هي منحة إلهية لنا
فمعنى قوله تعالى:
۩ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ۩، أن مشيئتنا هي إرادة الله لنا، فقد خلق الله الإنسان مختاراً، ولو شاء الله قهرنا على الطاعة أو المعصية، ما منعه مانع ولا أعجزه ذلك سبحانه، لكن حكمة الله تعالى اقتضت أن الإنسان يخير أمام الأمر والنهي كي تتحقق المسئولية ويترتب الجزاء، إن خيراً فخير وإن شراً فشر ...


وعلى غرار هذه الآية الكريمة نفهم قوله تعالى:

۩ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) ۩ سورة يونس.

فلو شاء الله عز وجل، جبر الناس على الإيمان لآمنوا جميعاً، لكن حينئذ يبطل التكليف ويتحول الإنسان إلى ملك من الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.


ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


رابعاً: الآيات الكونية والشرعية.
(القضاء، الأرادة، الأمر، الإذن، الكتابة، الحكم، التحريم، الكلمات، ... إلخ).


تعريف: الكوني والشرعي:

يجب أن نفرق بين الكوني والشرعي في القضاء، الأرادة، الأمر، الإذن، الكتابة، الحكم، التحريم، الكلمات، ... إلخ.


فالكوني هو:

السنن الإلهية التي تنظم الكون وتدبر أمور الكائنات وتجعل الحياة في تناسق وإطراد وإحكام من خلال الهيمنة الإلهية والسلطان المطلق لله تعالى.
فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لأمره سبحانه الواحد القهار
ولابد أن تقع ولايلزم منها أنه يحبه ويرضاه وشاملة للخير والشر فيدخل فيها (القضاء، الإرادة...، الشرعية)


والشرعي هو:
ما يتعلق بالصلة بين المخلوق والخالق في إطار العبادة والتكليف والمسئولية، وهذه قد تقع وقد لاتقع وهي خاصة بالخير ويلزم منها المحبة والرضا من الله عنها


ونحن مطالبون بالشرعي وليس بالكوني فهو خارج عن التكليف للإنسان.

أمثلة على الكوني والشرعي:

أولاً: «القضاء الكوني والشرعي».


أما «القضاء الكوني»، فهو كما في قوله عز وجل:
۩ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ... ۩ سورة فصلت: من الآية 12
فالله تعالى قضى السماوات في يومين: أي خلقها وأحكم صنعها وهذا القضاء الكوني لا يسأل عنه الإنسان ولا يحاسب عليه.


أما «القضاء الشرعي» فكما في قوله عز وجل:

۩ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ... ۩ سورة الإسراء: من الآية 23

فالقضاء هنا بمعنى الأمر ويطالب به الإنسان ويحاسب على موقفه حيال إفراد الله تعالى بالعبادة ثواباً على الإيمان وعقاباً على الكفر

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


ثانياً: «الإرادة الكونية والشرعية».

«الإرادة الكونية» وهي الإرادة الشاملة لجميع الموجودات، التي يقال فيها: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وهذه الإرادة مثل:

قوله عز وجل:

۩ ..فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۩ سورة الكهف: من الآية 82

فهذه الإرادة محض تصرف إلهي في تدبير شئون عباده ولن يحاسب امرؤ على بلوغ اليتمين الرشد واستخراج الكنز.


وقوله سبحانه:

۩ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا... ۩ جزء من الآية: 125 سورة الأنعام،


وقوله سبحانه:

۩ وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) ۩ سورة هود،


وقوله سبحانه:

۩ ...وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ۩ جزء من الآية: 253 سورة البقرة،


وقوله سبحانه:

۩ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ... ۩ جزء من الآية: 39 سورة الكهف.


وهذه الإرادة إرادة شاملة لا يخرج عنها أحد من الكائنات، فكل الحوادث الكونية داخلة في مراد الله ومشيئته هذه،

وهذه يشترك فيها المؤمن والكافر، والبار والفاجر، وأهل الجنة، وأهل النار، وأولياء الله وأعداؤه، وأهل طاعته الذين يحبهم ويحبونه، ويصلي عليهم هو وملائكته، وأهل معصيته الذين يبغضهم ويمقتهم ويلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون وهذه الإرادة تتناول ما حدث من الطاعات والمعاصي، دون ما لم يحدث منها.




أما «الإرادة الشرعية» فكما في قوله عز وجل:

۩ ...يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ۩ سورة البقرة: من الآية 185

فيسر سبحانه التشريع في أحكام الصيام حين أباح الله الفطر للمريض والمسافر، هو إرادة شرعية يحاسب المرء على مدى التزامه بالحكم وقبوله له.


وقوله سبحانه:

۩ ...مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ۩ جزء من الآية: 6 سورة المائدة،


وقوله سبحانه:

۩ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) ۩
۩ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) ۩ سورة النساء،


وقوله سبحانه:

۩ ... وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ۩ جزء من الآية: 33 سورة الأحزاب.

فهذا النوع من الإرادة لا تستلزم وقوع المراد، إلا إذا تعلق به النوع الثاني من الإرادة (الكونية)، وهذه الإرادة تدل دلالة واضحة على أنه لا يحب الذنوب، والمعاصي، والضلال، والكفر، ولا يأمر بها ولا يرضاها، وإن كان شاءها خلقا وإيجادا، وأنه يحب ما يتعلق بالأمور الدينية، ويرضاها ويثيب عليها أصحابها، ويدخلهم الجنة، وينصرهم في الحياة الدنيا، وفي الآخرة، وينصر بها العباد من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وعباده الصالحين.




والمخلوقات مع كل من الإرادتين أربعة أقسام:

الأول:
ما تعلقت به الإرادتان، وهو ما وقع في الوجود من الأعمال الصالحة، فإن الله أراده إرادة دين وشرع، فأمر به وأحبه ورضيه، وأراده إرادة كون فوقع، ولولا ذلك ما كان.


والثاني:
ما تعلقت به الإرادة الدينية فقط، وهو ما أمر الله به من الأعمال الصالحة، فعصى ذلك الكفار والفجار، فتلك كلها إرادة دين، وهو يحبها ويرضاها وقعت أو لم تقع.


والثالث:
ما تعلقت به الإرادة الكونية فقط، وهو ما قدره الله وشاءه من الحوادث التي لم يأمر بها كالمعاصي، فإنه لم يأمر بها، ولم يرضها، ولم يحبها، إذ هو لا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر، ولولا مشيئته وقدرته وخلقه لها لما كانت، ولما وجدت، فإنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.


والرابع:
ما لم تتعلق به هذه الإرادة، ولا هذه فهذا ما لم يقع ولم يوجد من أنواع المباحات والمعاصي. والسعيد من عباد الله من أراد الله منه تقديرا ما أراد به تشريعا، والعبد الشقي من أراد به تقديرا ما لم يرد به تشريعا، وأهل السنة والجماعة الذين فقهوا دين الله حق الفقه، ولم يضربوا كتاب الله بعضه ببعض، علموا أن أحكام الله في خلقه تجري على وفق هاتين الإرادتين، فمن نظر إلى الأعمال الصادرة عن العباد بهاتين العينين كان بصيرا، ومن نظر إلى الشرع دون القدر، أو نظر إلى القدر دون الشرع كان أعور، مثل قريش الذين قالوا:
۩ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ... ۩ جزء من الآية: 148 سورة الأنعام،

قال الله سبحانه وتعالى:
۩ ...كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ۩ جزء من الآية: 148 سورة الأنعام.

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ



ثالثاً: «الأمر الكوني والشرعي».

أما «الأمر الكوني»، فهو كما في قوله عز وجل:


۩ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ۩ سورة يس: الآية 82

فهذا امر يتعلق بتدبير الله تعالى الكائنات وسرعة استجابتها لتصريفه وفعله ووقوعها تحت قبضته وسلطانه
ولن يطالب انسان بهذا الأمر الكوني
ولن يحاسب انسان على خلق الله وتدبيره في نطاق الملك والملكوت



أما «الأمر الشرعي»، فكما في قوله عز وجل:

۩ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى... ۩ سورة النحل: من الآية 90

فالإنسان مطالب به ومحاسب على مدى التزامه بالعدل والإحسان وصلة ذوي القربى

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ



رابعاً: «الأذن الكوني والشرعي».

«الإذن الكوني»، كما في قوله عز وجل:

۩ ...وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۩ سورة البقرة: من الآية 102

فالسحر وأعمال الشر لا تضر من تلقاء نفسها ولا بإرادة مرتكبيها وإنما أذا صادفت الإذن الإلهي سرى مفعولها
وإذا لم يكن هناك إذن إلهي فلا قيمة لها ولا أثر منها.
فالخير والشر في الوجود والنفع والضر من الكائنات مرهون بإذن الله، ولا يملك أحد التصرف في هذا الكون ما لم يتعلق بذلك إذن الله.



أما «الإذن الشرعي»، فكما في قوله عز وجل:

۩ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ۩ سورة الحشر: الآية 5

فقطع نخيل الأعداء أو تركه في غزوة بني النضير كان إذنا شرعياً وأمراً إلهياً تكليفاً ليخزي الفاسقين ويتحقق به النصر للمؤمنين
لقد حاصر المسلمون بني النضير فتحصنوا بقلاعهم وتنادوا بالحرب وظاهرهم المنافقون، فأمر الرسول صلي الله عليه وعلى أزواجه وذريته، بإحراق نخيلهم.
فقالوا يا محمد قد كنت تنهي عن الفساد في الأرض فما بال قطع النخيل وتحريقه؟ فنزلت هذه الآية الكريمة لرفع الحرج عن المؤمنين ومضاعفة الحسرة على الكافرين.

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ



خامساً: «الكتابة الكونية والشرعية».

«الكتابة الكونية»، كما في قوله عز وجل:

۩ ...كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۩ سورة الأنعام: من الآية 12

فالكتابة هنا شأن لله وحده لا علاقة للإنسان بها فرحمة الله وسعت كل شئ وإنما يرحم الله من عباده الرحماء وهو سبحانه الرحمن الرحيم



أما «الكتابة الشرعية»، فكما في قوله عز من قائل:

۩ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ... ۩ سورة المائة: من الآية 45

فهذه كناية تتعلق بالحدود الواجب تطبيقها في العقوبات وسيحساب المرء على مدى التزامه بها وتطبيقه لها
فإن احسن فهو المؤمن وإن اساء فهو الكافر أو الفاسق أو الظالم

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ



سادساً: «الحكم الكوني والشرعي».

«الحكم الكوني»، كما في قوله عز وجل:

۩ ...فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ۩ سورة يوسف: من الآية 80

لقد فوض كبير أخوة سيدنا/ يوسف عليه الصلاة والسلام، أمره إلي الله في هذا المأزق الذي وقع فيه حين تبين له سرقة أخيه ولم يستطع أن يدفع عنه شيئا.



أما «الحكم الشرعي»، فكما في قوله عز وجل:

۩ ...أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ۩ جزء من الآية: 1 سورة الأنعام.

فالله تعالى يشرع لعباده ما يشاء ويحرم ويحلل ما يريد وما على الإنسان إلا الإلتزام والتسليم بهذا الحكم الشرعي.

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ



سابعاً: «التحريم الكوني والشرعي».

«التحريم الكوني»، كما في قوله عز وجل:

۩ وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ۩ سورة الأنبياء: الآية 95

فالقري التي أهلكها الله بذنوبهم لا يرجع أهلها إلي الدنيا لا لعمارتها ولا لإصلاح ما فسد من أعمالهم، فذلك ممتنع مستحيل.
ولن يحاسب امرؤ على رجوع هؤلاء أو عدم رجوعهم فتلك إرادة الله عز وجل.



أما «التحريم الشرعي»، فكما في قوله عز وجل:

۩ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ۩ سورة المائدة: الآية 3

فيمتنع على الإنسان شرعاً أن يأكل الميتة والدم وسائر ما حرم الله في هذه الآية الكريمة إلا في حال الإضطرار
فمن استجاب والتزم فله الثواب ومن تمرد وأبي فعليه العقاب


ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


ثامناً: «الكلمات الكونية والشرعية».

«الكلمات الكونية»، كما في قوله عز وجل:


۩ ...وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۩ سورة الأعراف: من الآية 137

فالكلمة هنا تتعلق بإرادة الله التمكين لبني إسرائيل لما صبروا وآمنوا.
ولا يترتب على التمكين لهؤلاء ثواب او عقاب لبشر، ولن يحاسب الله عليه أحد ويسأل لماذا مكن لهم أو لماذا لم يمكن لهم.


أما «الكلمات الشرعية»، فكما في قوله عز وجل:

۩ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ... ۩ سورة البقرة الآية 124

فالكلمات هنا بمعني الأمر والنهي، فلقد كلف الله خليله ونبيه سيدنا/ إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بتكليفات أتمهن على الوجه الأكمل وأحسن التعامل معها فأكرمه الله وجعله إماماً للهدي والحنيفية السمحاء يقتدي به النبيون والمسلمون.

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


خامساً: الخير والشر في إطار الشرعيات والكونيات.


قضية الخير والشر في الشرعيات واضحة محددة، فما أمر الله به فهو خير، وما نهى عنه فهو شر، وتلك مسألة لا جدال فيها.

فالإيمان بالله تعالى، والعمل الصالح والسعي في حوائج البشر، والرفق بالكائنات هو خير مطلق.

والكفر بالله تعالى، والإفساد في الأرض هو شر محض.


وبهذا جاءت نصوص القرآن المجيد، فأمر الله تعالى بالمسارعة إلى الطاعة وسماها خيرات
فقال سبحانه:
۩ ...فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۩ جزء من الآية: 148 سورة البقرة.


وقال سبحانه:
۩ ...وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩ جزء من الآية: 77 سورة الحج.


ووصف سبحانه الأنبياء المصطفين عليهم الصلاة والسلام، بالمسارعة إلى الخيرات
فقال سبحانه:
۩ ...إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ۩ جزء من الآية: 90 سورة الأنبياء.


وخص الله تعالى بعض أفعال الطاعة بوصف الخير، فالرد الجميل، والعفو والكلمة الطيبة خير
قال سبحانه:
۩ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) ۩ سورة البقرة.


والتسامح والتنازل عن بعض الحق مع صفاء النفوس خير
قال سبحانه:
۩ ...وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۩ جزء من الآية: 128 سورة النساء.


وآداب الاستئذان في البيوت خير
قال سبحانه:
۩ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) ۩ سورة النور.


وتعفف القواعد من النساء والتزام الحشمة خير
قال سبحانه:
۩ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60) ۩ سورة النور.


والدين كله خير فتقوى الله والسمع والطاعة والإنفاق خير
قال الله تعالى:
۩ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) ۩ سورة التغابن.



وعكس ذلك هو شر في العمل وشر في الجزاء،

فالبخل شر.......
قال تعالى:
۩ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) ۩ سورة آل عمران.


والكفر شر .....
قال تعالى:
۩ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) ۩ سورة البينة.


والحسد شر .....
قال تعالى:
۩ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) ۩ سورة الفلق.


وإهمال نعم الله وعدم الانتفاع بها انتفاعاً صحيحاً هو شر ...
قال تعالى:
۩ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) ۩ سورة الأنفال.



أما قضية الخير والشر في الكونيات:
فهي نسبية، فما قد تظنه خيراً قد يعقبه شر، وما قد تحسبه شراً قد يتولد منه خير ...
وحيث أن الإنسان قاصر عن إدراك حكمة الوجود، وكل ما في الإنسان محدود (سمعاً وبصراً وعقلاً وقوةً ..)، فيجب التسليم لله تعالى في قضائه وقدره

قال الله تعالى:
۩ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) ۩ سورة البقرة.



والإيمان بسبق العلم الإلهي يمنح الإنسان سكينة نفسية وهدوءاً قلبياً وراحة بال وإلى ذلك أشار القرآن الكريم

قال الله تعالى:
۩ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) ۩
۩ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) ۩ سورة الحديد.


ومن أدب الحديث أن الشر منفرداً لا يضاف إلى الله تعالى بل إما أن يدخل في عموم الحديث
كما في قوله جل شأنه:
۩ ...وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ۩ جزء من الآية: 78 سورة النساء.


أو يذكر بحذف الفاعل كما تفطنت الجن لذلك
قال تعالى:
۩ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) ۩ سورة الجن.


أو يضاف إلى المخلوق:
كما قال العبد الصالح لسيدنا/ موسى – عليه الصلاة والسلام، في خرق السفينة: ۩ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ۩، وفي قتل الغلام: ۩ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) ۩ سورة الكهف.

وحين تحدث العبد الصالح عن إقامة الجدار
قال:
۩ ...فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا ۩ جزء من الآية: 82 سورة الكهف.


وكما قال سيدنا/ إبراهيم – عليه الصلاة والسلام، في معرض تعداد نعم الله تعالى عليه:
۩ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) ۩ سورة الشعراء.

فنسب عليه الصلاة والسلام، الخلق والهداية والإطعام والسقيا والشفاء والإماتة والإحياء والمغفرة إلى الله عز وجل،
ونسب المرض إلى نفسه ولم يقل أمرضني!

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


سادساً: التفسير القرآني.

القرآن المجيد يفسر بعضه بعضاً، فالنصوص المطلقة تحمل على المقيدة، فإذا قرأنا أيات كريمات مثل:

قوله تعالى:
۩ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) ۩ سورة البقرة.


وقوله سبحانه:
۩ ...مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ۩ جزء من الآية: 17 سورة الكهف.


وقوله سبحانه:
۩ ... كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۩ جزء من الآية: 31 سورة المدثر.



فإننا نفهما في إطار آيات كريمات أخرى مثل

قوله جل شأنه:
۩ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً... ۩ جزء من الآية: 13 سورة المائدة.


وقوله سبحانه:
۩ ...فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۩ جزء من الآية: 5 سورة الصف.


وهناك في عرف البيان القرآني التيسير لليسرى والتيسير للعسرى، وهما مرتبان على ما يبدأ به الإنسان في نطاق التكليف الشرعي وما يختار لنفسه

قال الله تعالى:
۩ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) ۩
۩ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) ۩
۩ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) ۩
۩ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) ۩ سورة الليل.



وقد حاول البعض انتزاع الآيات من سياقها وصرفها عن حقيقة مرادها،
فقالوا إن قوله تعالى:
۩ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) ۩ سورة الصافات، (صريح في خلق الله لعمل الإنسان)، وإن قوله سبحانه: ۩ ...وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ۩ جزء من الآية: 17 سورة الأنفال، (صريح في نفي نسبة العمل إلى الإنسان).



والأمر خلاف ما زعموه ولا يصح فهم الآية الكريمة:
۩ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) ۩ سورة الصافات،- على معنى أن العمل الإنساني الإرادي مخلوق لله مجبور عليه الإنسان، فهذا فهم باطل لا يستقيم مع سياق الآية ومرادها.

فالآية وردت في قصة خليل الرحمن سيدنا/ إبراهيم – عليه الصلاة والسلام، وهو يحتج على قومه الذين يعبدون الأصنام، فينبههم إلى أن الله تعالى خلقهم وخلق المنحوت شجراً كان أو حجراً، فكيف يعبدونه من دون الله بعد ما عملوه صنماً واتخذوه إلهاً؟!
فكلمة: ۩ مَا ۩، في قوله تعالى: ۩ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ۩، موصولة بمعنى: "الذي"، ولا يعقل أن تكون مصدرية أي: "وعملكم"، لأن ذلك يؤدى إلى بطلان الاحتجاج عليهم، إذ كيف تنكر عليهم ما خلقه الله فيهم؟!


قال الإمام/ الرازي، في تفسيره:
بأن الآية الكريمة لا تصلح للاستدلال على خلق الأعمال والأولى ترك الاستدلال بها لما يلي:

1- لأن الله تعالى قال في الآية السابقة على لسان سيدنا/ إبراهيم - عليه الصلاة والسلام، وهو في مقام الاحتجاج عليهم:
۩ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) ۩ سورة الصافات،
فأضاف العبادة والنحت إليهم إضافة الفعل إلى الفاعل ولو كان ذلك واقعاً بتخليق الله لاستحال كونه فعلاً للعبد!،


2- ولأن الله تعالى ذكر هذه الآية توبيخاً لهم على عبادة الأصنام لأنه تعالى بين انه خالقهم وخالق لتلك الأصنام، والخالق هو المستحق للعبادة دون المخلوق.
فلما تركوا عبادته سبحانه وهو خالقهم وعبدوا الأصنام لا جرم أنه تعالى وبخهم على هذا الخطأ الفادح
فقال:
۩ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) ۩ سورة الصافات.
فلو لم يكونوا فاعلين لأفعالهم لما جاز توبيخهم عليها..


3- لئن سلمنا أن لفظة: ۩ مَا ۩، مع ما بعدها في تقدير المصدر لكنه قد يكون بمعنى المفعول بدليل قوله تعالى:
۩ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ۩، فالمراد بقوله: ۩ مَا تَنْحِتُونَ ۩، المنحوت لا النحت، لأنهم ما عبدوا النحت وإنما عبدوا المنحوت، فوجب ان يكون المراد بقوله: ۩ وَمَا تَعْمَلُونَ ۩، المعمول لا العمل حتى يكون كل واحد من هذين اللفظين على وفق الآخر.



وفي مسألة الرمي فإن الله تعالى أثبت الرمي لنبيه صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته،

في قوله تعالى:
۩ إِذْ رَمَيْتَ ۩، فعلم أن الرمي المنفي غير النفي المثبت، ذلك أن الرمي له ابتداء وانتهاء، فالنبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، قد بدأ الرمي لكن إصابته للهدف موقوفة على عوامل كثيرة، الله عز وجل صانعها وخالقها ولا دخل للرامي بها، فالإنسان يسعى ويتخذ الأسباب ويدع العواقب لله أحكم الحاكمين.








التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» د/ محمد المسير - حان الوقت للخروج من قفص الإتهام
»» هل أمر معاوية سعداً بسب علي – رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
»» الآيات الكونية والشرعية، القضاء، الإرادة، الأمر الإذن، الكتابة الحكم التحريم الكلمات
»» بيان الإسلام الرد على : دعوى أَخْذ الإسلام شرائعهَ من الديانات السابقة ومن الجاهلية
»» منكر السنة/ ايمن1 - أين نجد الفرق بين النبي والرسول من القرآن الكريم
 
قديم 24-07-17, 02:51 AM   رقم المشاركة : 9
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road



ثامناً:
طالع في موسوعة بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات - ق1 م4 ج7 شبهات حول الإيمان والتدين

المحور الثالث:
شبهات حول الإيمان بالقضاء والقدر والحريات.
الشبه الثانية والعشرون: ص160
الزعم أن إيمان المسلمين بالقضاء والقدر يجعلهم مسلوبي الإرادة!!

الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-03-0022







التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» صاعقة من نار على الرافضة، أخرجوا علياً من المنافقين والمرتدين الذين لا يردون الحوض
»» منكر السنة/ ايمن1 - ما هي الأدوات اللازمة لفهم وتدبر القرآن الكريم
»» حديث «ائتونِى بِكتِف أَكتب لكم كِتابا»، والرد على شبهة ضلال الصحابة لعدم كتابة الكتاب
»» الاتصال الصاعقة : مكتب السيستاني بلبنان يقول لانعرف نسب السيستاني
»» حديث: «بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ»، مداراة وليس تقية ولا مداهنة يا من أعمى الله بصائرهم
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:31 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "