وداع الملا باشي المفتخر بإنجازاته
ـــــــــــــــــ
أن شجاعة الشيخ عبد الله السويدي وهو يقف بمفرده أمام حشود من الرافضة علماء وحكام ومناظراته واعتراضاته تترجم الإيمان الحقيقي ونهج الداعية الحق أمام حاكم جائر يعلم أن لو قتل في سبيل كلمة الحق فإن الله سيظله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله ..
فأين منه بعض علماء اليوم ؟
يكمل الشيخ السويدي رحمه الله بعد وضع الأختام على المعاهدة التي رفع فيها التكفير :
ثم أتى بي الشاه مرة أخرى ، فدخلت على تلك الحالة الأولى، ولم يزل يأمرني بالتقدم حتى قربني منه أكثر من الأول ، فقال لي : ــ جزاك الله خير، وجزى أحمد خان خيراً، فو الله ما قصر في إصلاح ذات البين، وإطفاء الفتنة ، وحقن دماء المسلمين، أيّد الله سلطان آل عثمان وجعل الله عزه ورفعته أكثر من ذلك .
ثم قال لي : يا عبد الله أفندي لا تظن الشاهنشاه يفتخر بمثل ذلك وإنما هذا أمر يسّره الله تعالى ،ووفقني له حيث كان رفع سب الصحابة على يدي مع إن آل عثمان منذ كان السلطان سليم إلى يومنا هذا ، كم جهزوا عساكر وجنوداً، وصرفوا أموالاً، وأتلفوا أنفساً ، ليرفعوا السب فما توفقوا فيه ، وأنا لله الحمد رفعته بسهولة . وهذه القبائح (كما تقدم) نشأت من الخبيث الشاه إسماعيل، أغواه أهل الاهجان ولم تزل إلى يومنا هذا .
فقال : ــ إن شاء الله تعالى ، لكن على التدريج أولاً فأولاً .
ثم قال لي : ـ يا عبد الله أفندي أنا لو افتخر لافتخرت بأني في مجلسي هذا عبارة عن سلاطين أربعة : فأنا سلطان إيران، وسلطان تركستان،وسلطان الهند، وسلطان الأفغان ، ولكن هذا الأمر من توفيق الله تعالى، فأنا لي منّة على جميع المسلمين حيث أني رفعت السب على الصحابة ، وأرجو أن يشفعوا لي .
ثم قال لي : أريد أن أرسلك ، لعلمي أن أحمد خان بانتظارك ، لكن أن تبقى غداً ، فأمي أمرت أن نصلي الجمعة في جامع الكوفة، وأمرت بأن يُذكر الصحابة على المنبر على الترتيب ، ويدعى لأخي الأكبر حضرة الخنكار سلطان آل عثمان قبلي ، ويّكر بجميع الألقاب الحسنة ثم يُدعى للأخ الأصغر ( يعني نفسه) لكن يُدعى لي أقل من من دعاء الخنكار ، لأن الواجب على الأخ الأصغر أن يوقر أخاه الأكبر .
ثم قال : وفي الحقيقة والواقع هو الأكبر وأجلّ مني، لأنه سلطان أبن سلطان ، وأنا جئت إلى الدنيا لا أب لي ولا سلطان ولا جد . !!
ثم أَذن لي بالخروج فخرجت من عنده، فصار ذكر الصحابة ومناقبهم ومفاخرهم في كل خيمة وعلى لسان الأعاجم كلهم ، بحيث يذكرون لأبي بكر وعمر وعثمان ( رضي الله تعالى عنهم) مناقي وفضائل يستنبطونها من الآيات والأحاديث بما يعجز عنه فحول أهل السنة . ومع ذلك يسفّهون رأي العجم والشاه أسماعيل في سبهم .