العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-14, 07:48 AM   رقم المشاركة : 1
*محب للسنة*
مشترك جديد






*محب للسنة* غير متصل

*محب للسنة* is on a distinguished road


*أثر الجليس*

أثر الْجَلِيس

الحمدُ لله رب العالمين ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلَّى اللهُ وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علَّمتنا ، وزدنا علمًا ، وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. أما بعد :
فحديثنا أيها الإخوة الكرام امتدادٌ لما كان من حديث قبل الصلاة حول العناية بصحبة الأخيار واغتنام الأوقات لمرافقتهم ومجالستهم والالتقاء بهم ؛ فإن للصاحب تأثيرًا على من يصحبه ويرافقه ، وقد قيل قديمًا «الصاحب ساحب» وهو مؤثر في صاحبه ولابد ، ومن صحِب من الناس أيًا كانوا أثرت صحبته لهم فيه ، ولابد أن يكون لهذه الصحبة تأثيرٌ عليه ، ولهذا جاءت الشريعة ببيان ما يتعلق بهذا المقام وأثر الصاحب على صاحبه والجليس على جليسه والرفيق على رفيقه ، وأن الواجب على المسلم أن يحرص على صحبة الأخيار ومرافقة الصالحين وأهل الفضل ومن في صحبتهم غنيمة وفائدة وخير وبركة ، وأن يحذر في الوقت نفسه أشد الحذر من مرافقة الأشرار وصحبتهم ، فإن لهذا أثرًا خطيرًا على المرء في حياته وسلوكه وأعماله وعبادته .
وصحبة الأخيار تحتاج إلى صبر من المرء وتحلٍي بالصبر حتى تتم هذه الصحبة ويتم الانتفاع بها ، قد قال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}[الكهف:28] . ومن صحِب من لا خير فيهم من أهل الشر والفساد ندم أشد ندامة ؛ {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي}[الفرقان:27-29] .
ولهذا ينبغي أن يُعلم أن مسألة الصحبة والرفقة تحتاج من المرء إلى كياسة وفقه وفطنة ؛ لا يمشي مع كل أحد ، ولا يصحب من شاء وأراد أو كل من هبَّ ودب ، بل يصحب من في صحبتهم خير له ؛ وهذا يتطلب من المرء تفقهًا في هذا الباب وتفقها في الأصحاب والأصدقاء والخلان ، ولهذا ثبت في سنن أبي داود وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ)) ؛ هذا حديث عظيم جدًا في هذا الباب؛ أوله جملة خبرية ، وخاتمته جملة طلبية ؛ الجملة الخبرية : قوله عليه الصلاة والسلام ((الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ)) ، وهذه قاعدة في الباب أن الصاحب مؤثر وأن المرء متأثرٌ بخليله وصاحبه ولابد ، فالمرء على دين خليه
لا تسَل عن المرء وسلْ عن خليله إن القرين بالمقارن يقتدي
ولهذا كانوا إذا أرادوا سؤالًا عن شخص سألوا من يصاحب ؟ هل يصاحب العبَّاد والصلحاء والأتقياء ؟ أم يصاحب أهل الشر والفساد ؟ فالرفقة تدل على حاله وعلى سلوكه .
: ((الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ)) هذا دعوة للتفكر في هذا الباب ((فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ)) أي إذا أردت أن تصاحب شخصًا ما تفقَّه في صحبتك معه ومرافقتك له وما الفوائد التي تعود عليك من هذه الرفقة ، لا تمشي معه مباشرة لا تصحبه مباشرة وإنما تفقه في هذا الباب وتأمل ؛ ((فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ )) دعوة إلى الفقه ؛ ولهذا قال السلف رحمهم الله قديما : «من فِقه الرجل مأكله ومشربه وممشاه» أي أنه لا يمشي مع كل أحد وإنما يتفقه فيمن يماشي من يصاحب من يرافق ، ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : «ليس للمؤمن أن يمشي مع من شاء» بمعنى أنه لابد أن يتفقه في أصحابه في رفقائه ؛ إن صحِب أهل البدع جذبوه إلى بدعهم ، وإن صحِب أهل الأهواء جذبوه إلى أهوائهم ، وإن صحِب أهل الفساد جذبوه إلى فسادهم ، وإن صحِب أهل الخير والفضيلة جذبوه إلى الخير والفضل ، وإن صحب طلاب العلم جذبوه إلى طلب العلم ، وإن صحِب الزهاد جذبوه إلى الزهد .. وهكذا الصحبة تؤثر .
أنا أضرب في هذا الباب مثالًا طريفًا أقول : لو أنك يومًا من الأيام جلست مع صاحب صنعة لنفرض كهربائي مثلا جلستَ معه يوما كاملًا وهو يعمل في صنعته ؛ إذا وصلت إلى البيت ما الذي ستتحدث عنه في بيتك وما الذي ستبحثه في بيتك ؟ مباشرة إذا وصلت البيت تسأل : في لمبة تحتاج إصلاح ؟ وإلا في كهرب عطلان ؟ وإلا .. كل بحثك توجه وذهنك كله يهتم به وتجدك تدخل البيت تنظر في المصابيح واللمبات والأفياش . أيضا إذا جلست يومًا مع طالب علم ورأيته في جِدِّه وبحثه وطلبه ونظره وقراءته وسؤاله إذا وصلت البيت تبحث هل عندك كتب ؟ هل أنت معتني بالكتب ؟ تبدأ تقرأ في بعض الكتب ، تجد أنه أثَّر فيك تأثيرًا تلقائيا . الصحبة مؤثرة هذا أمر معروف ، أيا كانت هذه الصحبة مؤثرة ؛ ولهذا يحتاج المرء فعلًا إلى أن يتخير من الرفقاء من ينفعوه بإذن الله .
وبمناسبة ذكر أهل الصنعة ؛ أهل الصنعة من الأفاضل والأخيار يُصحبون ، وفي أهل الصنعة من يشتغل بالكهرباء أو بالحدادة أو بأمور أخرى كثيرة أفاضل وأخيار وأهل ديانة ؛ فيستفيد منهم المرء في أعمالهم وصنائعهم ، وهذه أمور لابد منها تمس إليها حاجة الناس .
فالحاصل أن المرء يحرص على مرافقة الأخيار ، ولا ترجع المسألة هذه لنوع مهنته أو طبيعة عمله وإنما لصلاحه واستقامته وديانته وامتثاله لعبادة الله وطاعة الله جل في علاه . والنبي صلى الله عليه وسلم بيَّن هذا الموضوع بمثلين عظيمين ضربهما عليه الصلاة والسلام نصحًا للعباد ؛ قال : ((مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ؛ فَحَامِلُ المِسْكِ : إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً)) إما أن يعطيك هدية ، أو يبيعك طيبًا ، أو تشم الرائحة هذا أقل تقدير الرائحة الطيبة . ((وَنَافِخُ الكِيرِ : إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ منه رِيحًا خَبِيثَةً)) متفق عليه؛ هذا مثل لبيان الصاحب ومدى تأثيره في صاحبه ؛ سواء كان من أهل الخير أو من أهل الشر ، من أهل الصلاح أو من أهل الفساد ، فهذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لبيان هذا الأمر وتوضيح هذه المسألة .
يأتي في صدارة هذا الباب باب الصحبة والرفقة مرافقة العلماء ومجالسة العلماء والاستفادة من علمهم وما آتاهم الله سبحانه وتعالى من فقه وأن يكون هذا نصب عين المرء ويكون من عظيم اهتمامه وموضع عنايته أينما ذهب وأينما حل ؛ يحرص على اللقاء بأهل العلم ومجالستهم والاستفادة من علومهم وما آتاهم الله سبحانه وتعالى من فقه في دين الله سبحانه وتعالى .

وثمة قصة عظيمة ومفيدة رواها الإمام الترمذي رحمه الله في كتابه الجامع والنسائي في السنن وغيرهما لنتأمل فيها في هذا الباب -باب الصاحب وتحريه ودعاء الله أن ييسِّر لك الجليس الخيِّر والصاحب الفاضل الذي تنفعه في أي بلدٍ تأتيه وأي منطقة تقدُم إليها ؛ فروى الترمذي والنسائي وغيرهما عن عَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ رحمه الله قَالَ: «قَدِمْتُ المَدِينَةَ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، فَجَلَسْتُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه» لما أقبل على المدينة دعا الله سبحانه وتعالى بهذه الدعوة العظيمة وسأل الله تبارك وتعالى هذا السؤال العظيم أن ييسر له جليسًا صالحًا ، من حين أقبل على المدينة سأل الله أن ييسر له جليسا صالحا ؛ فأكرمه الله بأبي هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : «فَجَلَسْتُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ : يا أبا هريرة إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي جَلِيسًا صَالِحًا ، فَحَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» سأل الله أن يرزقه جليسا صالحًا فأكرمه الله بالجلوس إلى أبي هريرة صاحب رسول الله ، أجاب الله دعوته ، ولما جلس إلى أبي هريرة أخبره بأنه دعا الله بهذه الدعوة وسأل الله أن يرزقه جليسًا صالحًا وأكرمه الله بمجالسة أبي هريرة ، والذي عند العالم هو العلم قال «علِّمني» وهذا الذي يُحرص عليه في مجالسة أهل العلم الاستفادة من علمهم وفقههم وما آتاهم الله سبحانه وتعالى من بصيرة بدين الله سبحانه وتعالى . قال : فَجَلَسْتُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ : إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي جَلِيسًا صَالِحًا فَحَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ» .
وقوله رحمه الله «لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ» هذا فيه صلاح النية بمجالسة أهل العلم ، وهذا مقام يحتاج إلى نية صالحة ، والنية قد يشوبها ما يشوبها ويداخِلها ما يداخلها ؛ فمجالسة العلماء عمل صالح ، لكن العمل الصالح لابد فيه من نية صالحة ، وما تُقرِّب إلى الله سبحانه وتعالى بمثل طلب العلم ، فهو عبادة وقربة ، ومجالسة أهل العلم من جملة القرب لكن لابد من نية صالحة ؛ أن تجالسهم لعل الله أن ينفعك بعلمٍ تتعلمه ، فقه تتفقه ، بصيرة تكون لك في دين الله ومعرفة بشرعه ، تسأل عن أمرٍ يُشكل عليه ، تتفقه في أمر من دينك ، تتبصر ، تكون هذه المجالسة حياة لقلبك ورفعة لك عند الله سبحانه وتعالى . قال : «لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ» .
فَقَالَ أبو هريرة رضي الله عنه : «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ ؛ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ)) » ؛ فبين له أبو هريرة رضي الله عنه في هذا المجلس المبارك الذي يُسِّر لحريث بن قبيصة رحمه الله مكانة الصلاة ومنزلتها من الدين، وأن هذه الصلاة مقام يقِفه العبد بين يدي الله في هذه الحياة الدنيا ، وقوفٌ بين يدي الله ؛ فإن صلحت أي صلاته فقد أفلح وأنجح ، وإن فسدت خاب وخسر .
وفي هذا الحديث تنبيه إلى أن العبد له وقوفان بين يدي الله ؛ أحدهما في الدنيا والآخر في الآخرة ؛ وصلاح الموقف الثاني مبني على صلاح الموقف الأول ؛ فإذا صلح وقوف العبد بين يدي الله جل وعلا في هذه الصلاة صلح موقفه الثاني أمام الله يوم القيامة في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة ، قد جاء في بعض الأحاديث أن ذلك الموقف ((يهوَّن على المؤمن قدر ما بين صلاة الظهر والعصر)) ، انظر نصَّ على الصلاة لأن الصلاة هي التي لها الأثر في صلاح الموقف الثاني ، فيهوَّن عليه اليوم الذي قدره خمسين ألف سنة فيكون للمؤمن قدر ما بين صلاة الظهر والعصر ، قُدِّر الوقت بما بين هاتين الصلاتين لأن الوقوف وقت وقوف الشمس على رؤوس الخلائق يوم القيامة هو وقت الظهر في الحياة الدنيا ، فيكون هذا الموقف الذي وهو وقت وقوف الشمس مثل ما في الدنيا ما بين الظهر والعصر ؛ هذا للمؤمن ، ولغيره خمسين ألف سنة مقداره ، خمسين ألف سنة ماذا تساوي في عمر المرء في هذه الحياة الدنيا ؟ كم عمرك في هذه الحياة قارنه بخمسين ألف سنة ، خمسين ألف سنة ستقِفها بين يدي الله . فهذا الموقف الذي هو موقف الصلاة والإصلاح من صلاتك وعبادتك ووقوفك بين يدي الله بهذه الصلاة العظيمة سبب لصلاح الموقف الثاني ؛ فإذا صلحت فقد أفلح وأنجح ، وإذا فسدت فقد خاب وخسر .

شاهد القول من هذه القصة : أهمية الجليس وإذا جالست العالم من أهل الخير والفضل والنصح حثك على الصلاة ، حثك على العبادة ، حثك على العلم ، حثك على البر ، رغبك في الخير ، حذَّرك من المعاصي ، حذَّرك من الآثام ، حذَّرك من الذنوب ؛ ولهذا مجالس العلماء مجالس نور ، مجالس إيمان ، مجالس توبة ومجالس إقبال على الله ، مجالس ندم ، ومجالس غفران يقومون من مجالسهم وقد غفرت لهم ، ((هم القوم لا يشقى بهم جليس)) .
ولهذا حقيقة ينبغي على المرء أن يغنم وجوده في هذه الحياة باغتنام الأصحاب والرفقاء والجلساء والخلطاء ؛ يتخير من في صحبتهم خير وفائدة وغنيمة ، كم من شخصٍ كان على بدعة وضلالة فوفق لمجالسة عالم فزالت عنه بدعته ، كم من شخص كان على معاصي وآثام ووفق لمجالسة عالم فتاب من معاصيه ، كم من شخص كان على تفريط في واجبات وفرائض متحتمة فجلس إلى عالم فأكرمه الله سبحانه وتعالى بصلاح عبادته واستقامة حاله مع الله جل وعلا ، بل كم من شخص كان على شرك وعبادات باطلة فوفِّق لمجالسة عالم وسماع نصحه فبصَّره الله وهداه وأنقذه الله سبحانه وتعالى من الضلال .
الحاصل أن المرء لا ينبغي له أن يحرم نفسه من الخير ؛ يا أخي نفسك والله بحاجة إلى الخير فإياك أن تحرمها ، لا تحرمك نفسك ، أعطها هذا التي هي محتاجة إليه ، مكِّنها من تحصيله ، ومجالس العلم والعلماء هي مجالس الخير؛ في مجالس العلم ومجالس العلماء يتبصَّر الغافل ، ويتعلَّم الجاهل ، وتُعرف الأحكام ، وتتبين الشرائع ، ويتميز الهدى من الضلال والسنة من البدعة والحق من الباطل ، في مجالس العلماء يكون التفقه في الدين والبصيرة بهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، مجالس العلماء مجالس النور والبصيرة والفقه في دين الله ، ونفسك محتاجة إلى ذلك ، والله محتاجة فلا تحُل بين نفسك وبين هذا الخير ، ولا تحرم نفسك هذا الخير الذي هي بحاجة إليه ، ثم ماذا إذا استمر المرء يحرم نفسه ويحرم نفسه على أن يوافيه الأجل وتخرج نفسه من الدنيا وهي محرومة من ألذ ما يكون فيها وأطيب ما يكون فيها فلماذا ؟!
والعلم ينبغي أن يكون حظ المسلم منه يومي ، ليس أسبوعيًا ولا شهريًا ؛ يوميا ، فنبينا عليه الصلاة والسلام كان كل يوم بعد صلاة الصبح إذا سلَّم من صلاته قال : ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا)) يستفاد من هذا الحديث أن أوْلى وأول ما ينبغي أن يكون في مقدمة اهتمامات المسلم في يومه هو العلم ، والعلم قبل القول والعمل ، لأن العلم هو الذي تتميز به الأمور وتُعرف به الأحكام وتكون به العبادة على بصيرة وعلى نور من الله تبارك وتعالى .
اللهم إنا نسألك التوفيق لرضاك ، والمعونة على طاعتك ، والهداية إلى كل خير ، وأن لا تكلنا على أنفسنا طرفة عين . اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، والموت راحة لنا من كل شر ، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله ؛ دقه وجله ، أوله وأخره ، علانيته وسره ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . اللهم إنا نسألك يا ذا الجلال والإكرام أن تهدينا إليك صراطًا مستقيما ، اللهم يا ربنا أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر ، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر ، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر يا رب العالمين ، اللهم أصلح ذات بيننا ، وألِّف بين قلوبنا ، واهدنا سبُل السلام ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور ، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين ، اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام . اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلِّغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلِّط علينا من لا يرحمنا .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحبه
.

***


الشيخ" عبد المحسن العباد "
اختيار من موقعه


***تذكرة***

إنسان بدون هدف كسفينة بدون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور !!!
( توماس كارليل )


ما الفضل إلا لأهل العلم أنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
ووزن كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم ولا تجهل به أبدا الناس موتى وأهل العلم أحياء
"الإمام علي رضي الله عنه"


قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : " تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ ، وَقَبْضُهُ أَنْ يَذْهَبَ أَهْلُهُ ، أَلَا وَإِيَّاكُمْ ، وَالتَّنَطُّعَ ، وَالتَّعَمُّقَ ، وَالْبِدَعَ ، وَعَلَيْكُمْ بِالْعَتِيقِ "
قال الإمام أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : دِينُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ أَخْبَارٌ نِعْمَ الْمَطِيَّةُ لِلْفَتَى الآثَارُ لا تَرْغَبَنَّ عَنِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ فَالرَّأْيُ لَيْلٌ وَالْحَدِيثُ نَهَارُ وَلَرُبَّمَا جَهِلَ الْفَتَى أَثَرَ الْهُدَى وَالشَّمْسُ بَازِغَةٌ لَهَا أَنْوَارُ







التوقيع :
كما أن الله سبحانه وتعالى لا شريك له في العبادة ,كذلك النبي صلى الله عليه وسلم لا شريك له في الإتباع

العلامة المحدث أبو إسحاق الحويني
من مواضيعي في المنتدى
»» ماذا استفدنا من الأزمة السورية؟
»» نحن بحاجة إلى حوار لا إلى خوار!!!
»» ***"التحفة السنية "شرح منظومة ابن أبي داود الحائية***
»» ***عقيدة المسلم***
»» النبوغ *هدية للجميع*
 
قديم 26-12-14, 01:09 PM   رقم المشاركة : 2
limooo22
مشترك جديد








limooo22 غير متصل

limooo22 is on a distinguished road


جزاك الله كل خير
شكرا لك







 
قديم 03-01-15, 12:10 AM   رقم المشاركة : 3
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاكم الله خيرا







 
قديم 19-01-15, 02:44 PM   رقم المشاركة : 4
الفاروقة
عضو نشيط








الفاروقة غير متصل

الفاروقة is on a distinguished road


بارك الله فيكـ ,,
موضوع يستحق تقدير .

اختيار موفق. .جزاك الله خيرا






التوقيع :
http://im81.gulfup.com/Ecp1yn.jpg

* يَقول إبن القيّم :


لو أن أحدكم همّ بإزالة جبل ، وهو ( واثق بالله ) لأزاله
من مواضيعي في المنتدى
»» أنتقلت إلى رحمه الله ..
»» أنتِ فتنة ! الجزء السابع
»» أنتِ فتنة ! الجزء الخامس
»» ما بال شباب أصبحوا نساءً !!
»» ولكنكم تستعجلون
 
قديم 01-08-15, 07:49 PM   رقم المشاركة : 5
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


الله يعطيك العافيه اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:31 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "