وهذه مناظرة اخرى حدثت قبل ايام عسى ان تفيدكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه،، أما بعد
فهذه محاورة هاتفية دارت من الساعة الواحدة والثلث وحتى الثانية من ليلة البارحة ما بين أخينا الفاضل مسعود المقبالي وفقه الله وبعض طلبة السلفية السعوديين،فإليكموها عسى الله أن ينفع بها ويحقق الغاية منها - مع ملاحظة أن المتصل ابتداء هم الطلبة السلفيون- :
الطلبة : السلام عليكم.
المقبالي : وعليكم السلام ورحمة الله
الطلبة : الشيخ مسعود المقبالي؟
المقبالي : معكم مسعود المقبالي
أحد الطلبة : أود أن أتحاور ومعك في دقيقة ياشيخ
المقبالي : تفضلوا
الطالب : أين الله؟
المقبالي : أين روحك؟
سكت الطالب لحظة ثم أعطى الهاتف لشخص آخر.
الطالب : السلام عليكم يا شيخ مسعود
المقبالي : وعليكم السلام ورحمة الله
الطالب : أود أن أحاورك في دقيقة يا شيخ
المقبالي : تفضل
الطالب : أين الله يا شيخ مسعود ؟
المقبالي : أين روحك يا أخي
الطالب – بعد سكتة - : أجب عن سؤالي ولا تسألني
المقبالي : سأجيبك ولكن بعد أن تجيبني أين روحك؟
الطالب : لا ، أجبني أنت أين الله ؟
المقبالي : وما المانع من أن تجيبني أنت أين روحك؟!
الطالب : ألا تعرف أين الله؟
المقبالي : لا أين لله
الطالب : كيف والنبي صلى الله عليه وسلم يقول للجارية أين الله ؟!
المقبالي : لا حجة في هذا الحديث لأنه مضطرب
الطالب : بل هو حديث صحيح رواه مسلم
المقبالي : ورواه غيره بألفاظ أخرى منها ( من ربك ) و( أتشهدين أن لا إله إلا الله ) فعلمنا أن الحديث مضطرب والمضطرب من جنس الضعيف.
الطالب : وكيف حكمت عليه بالاضطراب
المقبالي : حكمت عليه بالاضطراب قواعد علم المصطلح الناصة على أن المضطرب هو ما ورد من عدة طرق متساوية في القوة وظاهرها التعارض
الطالب : لكن الحديث رواه مسلم في صحيحه وهو يشترط الصحة في كل ما رواه
المقبالي : لست ملزما بتصحيح الإمام مسلم للحديث ، فضعفه ظاهر من خلال متنه ولو سلمنا بصحة إسناده.
الطالب : لكن إذا صح الإسناد لزم الأخذ بالحديث.
المقبالي : هذا ما تظنه أنت وأما علماء الحديث – ومنهم السيوطي – قالوا:
علم الحديث ذو قوانين تحد : يدرى بها أحوال (متن) و(سند)
ولو كان النظر مقصورا على السند فقط لما كان لمعرفة حال المتن معنى..
وعليه فالحديث مضطرب متنا
الطالب : الحديث ليس مضطربا
المقبالي : هات معنى الحديث المضطرب عن المحدثين
الطالب : هو ما اختلفت متونه
المقبالي : وهل تعلم أن الحديث قد اختلفت متونه أم لا ؟ فقد روي بلفظ :" أين الله " وبلفظ :" من ربك " وبلفظ :" أتشهدين أن لا إله إلا الله " وهناك روايات أخرى.
الطالب : كل ما ذكرت من ألفاظ لا تثبت ، والصحيح هو لفظ :" أين الله " لأنها رواية الإمام مسلم.
المقبالي : بل هي روايات صحيحة، والإمام مسلم لم يستوعب كل ما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
الطالب : قد استبعد أهل العلم باقي الروايات وأثبتوا رواية أين الله .
المقبالي : لست ملزما بأهل العلم الذين تحكي عنهم هذا ، والقول عندي أن تلك الروايات صحيحة ، وإن كانت معلولة من جهة الإسناد عندك فلا يلزم من رد الراوي رد المروي – كما قال العثيمين في شرحه على البيقونية - .
الطالب : طيب ، وما قولك في قوله تعالى{أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}؟
المقبالي : نحن لم ننتهي من حديث:" أين الله " بعد!! فهل سلمت باضطرابه لننتقل عنه أم لا ؟
الطالب : لا لم أسلم!!
المقبالي : إذا ،، فدعنا فيه حتى تسلم أو أسلم ، ودعني أسألك مسألة تقريبية ، لو أن عندك الآن حيث أنت عامل أجنبي وأردت أن تعرف إن كان مسلما أم لا ، هل تسأله أين الله؟
الطالب : لا ، بل سأسأله تشهد أن لا إله إلا الله أو ما شابه ذلك؟
المقبالي : أحسنت ، ولكن لم لا تسأله بما صح عندك عن رسول الله-( أين الله )-؟!!
الطالب : هناك فرق بين الإيمان والإسلام، لقوله تعالى...
المقبالي : أنا لست في مسألة التفريق بين الإسلام والإيمان ، أنا في سؤال أين الله ، وهو صحيح عندك عن رسول الله ، لماذا لا تتأكد به من إسلام من أردت التأكد من إسلامه؟!! ، أنا أجيبك، لأنه جوابه لا يثبت إيمانا ولا ينفي كفرا فلا يتحقق به المراد ، وعليه فالنبي وهو أعلم العرب والعجم وأفصحهم يستحيل أن يتوجه بسؤال في غير محله فبطل احتجاجكم بهذه اللفظة.
الطالب : وما قولك في معنى قول الله { الرحمن على العرش استوى}
المقبالي : أقول معناه قول الله بعدها{ له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى} أي الهيمنة والاستيلاء .
الطالب: لا يوجد الإستواء بمعنى الإستيلاء إن تعدى بعلى في كلام العرب.
المقبالي : بل نصت على جوازه معاجم اللغة وقواميسها.
((ملاحظة)) يقول المقبالي – وفقه الله - : لم أستحضر في ذلك الوقت معجما بعينه ينص على ذلك – مع علمي الجازم به إذ كنت قد رأيته - ثم راجعت فوجدته عن الجوهري في الصحاح ونقله عنه أصحاب المعاجم دون أي نكير كابن منظور في اللسان والزبيدي في التاج – وحكاه عن الراغب - والرازي في مختار الصحاح قال:" واسْتَوى، أي استولى وظهَرَ. وقال:
قد اسْتَوى بِشْرٌ على العِراقِ : من غير سيفٍ ودمٍ مُهْراقِ "إ.هـ
وأورد الطبري هذا المعنى في تفسيره في جملة ما أورد من معاني الإستواء وانظروا تفسيره لقوله تعالى{ ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات}إ.هـ
الطالب : قال إئمتنا: استوى بمعنى ارتفع على العرش.
المقبالي : الإستواء متى تعدى بعلى في كلام العرب فإنه إما أن يأتي بمعنى الإستقرار على الشيء، وإما بمعنى تمام الشيء،وإما بمعنى الإستيلاء ، فأي هذه المعاني يترجح لديك؟
الطالب: بمعنى ارتفع.
المقبالي : ليس في كلام العرب( استوى على ) بمعنى ارتفع ، وإنما ارتفع واستقر وإليه ذهب العثيمين في شرح الواسطية والسفارينية وشرح لمعة الاعتقاد.
الطالب : نعم وهو ما أقول به.
المقبالي: لكن الشيخ الألباني لم يوافقه على هذا وأنكره فأي العقيدتين عقيدة السلف؟!!
الطالب : لا ، ليس هذا بصحيح بل والله والله والله أن الشيخ الألباني يقول بقول الشيخ العثيمين في هذه المسألة.
المقبالي: راجع كتب الألباني وستجد أن ما قلته لك هو الصواب عن الألباني
(( ملاحظة ))
يقول المقبالي: راجعت كتاب مختصر العلو فوجدته يقول ما نصه:" ولست أدري ما الذي منع المصنف - عفا الله عنه - من الاستقرار على هذا القول وعلى جزمه بأن هذا الأثر منكر كما تقدم عنه فإنه يتضمن نسبة القعود على العرش لله عز وجل وهذا يسلتزم نسبة الاستقرار عليه الله تعالى وهذا مما لم يرد فلا يجوز اعتقاده ونسبته إلى الله عز وجل ولذلك ترى المؤلف رحمه الله أنكر على من قال ممن جاء بعد القرون الثلاثة : إن الله استوى استواء استقرار "إ.هـ
الطالب: والله أن الألباني ما قال ذلك
المقبالي: بل قاله ونسبه لا بن تيمية أيضا.
((ملاحظة)):
يقول المقبالي: راجعت كلام الألباني في ذلك فوجدته يقول في مختصر العلو - (ج 1 / ص 39)رادا على أبي زهره:" فأقول : ( رويدك يا فضيلة الشيخ فأنت تعلم أن ابن تيمية لا يفسر الاستواء بشيء مما ذكرت وإنما بالعلو وكتبه طافحة بذلك فلماذا أوهمت القراء خلاف الواقع فهلا جريت على سننك في نقل أقوال ابن تيمية وأنت تشرح عقيدته ورأيه أم ضقت ذرعا بالتزام النقل الصحيح فأخذت تنسب إليه ما ليس بصحيح تارة بالتلويح كما فعلت هنا وتارة بالتصريح كما فعلت في كتابك الآخر ( المذاهب الإسلامية ) إذ قلت في بحث ( السلفية ) والإمام ابن تيمية ( ص 320 ) :
( وهكذا يثبتون كل ما جاء في القرآن والسنة عن أوصافه سبحانه . . . . ويثبتون الاستقرار على العرش )
فأين رأيت ابن تيمية يقول بالاستقرار على العرش علما بأنه أمر زائد على العلو وهو مما لم يرد به الشرع ولذلك رأينا مؤلفنا الحافظ الذهبي قد أنكر على بعض القائلين بصفة العلو التعبير عنها بالاستقرار كما نراه في الترجمة ( 158 ، الفقرة 322 ) ويقول أبو زهرة أيضا ( ص 322 ) من كتابه المذكور :
( يقرر ابن تيمية أن مذهب السلف : هو إثبات كل ما جاء في القرآن من فوقية وتحتية واستواء على العرش ) وقال في الصحف التي قبلها : ( فيكرر هذا المعنى فيقول مؤكدا أن الله ينزل ويكون في فوق وتحت من غير كيف )
فأين قرر ابن تيمية وأثبت لله تعالى صفة التحتية ؟ غالب الظن أن الشيخ أبا زهرة فهم من أحاديث النزول التحتية المزعومة ثم عزا ذلك لابن تيمية كما فهم من آيات الاستواء : الاستقرار ثم عزاه إليه وكل ذلك خطأ عليه كما يعلم ذلك من درس كتبه دراسة تفهم ووعي لا دراسة سريعة من أجل النقل عنه في ترجمته وتسويد صفحاتها "إ.هـ
ثم قال المقبالي: أخبرني ، هل العرش محدود متناهي أم لا ؟
الطالب: وسع كرسيه السماوات والأرض.
المقبالي: لم أسألك عن سعة الكرسي ، وإنما سألتك هل العرش وحدود أم لا ؟
الطالب: محدود
المقبالي : والمستقر على المحدود محدود مثله،فهل تصف الله بأنه محدود؟
الطالب: لا أصف الله إلا بما وصف به نفسه ، ولم يصف نفسه بالحدود
المقبالي: لكن أئمتك وصفوا الله بذلك
الطالب: والله لم يقل أحد منهم ذلك
المقبالي: بل قاله ابن تيمية وأبو سعيد الدارمي والعثيمين
الطالب: لم يقل أحد منهم ذلك.
المقبالي : أحسنت وبورك فيك ، إنكارك لهذه العقيدة دليل على أن فيك بقية من الفطرة السليمة التي لم تتكدر،فهل إذا وجدت أن هؤلاء الأئمة يقولون بالحد ستتراجع عن الإنكار إلى الإثبات؟
الطالب: لا ، لن أتراجع لأني عقيدتي لا آخذها من الرجال وإنما من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
المقبالي: أحسنت وعسى الله أن يثبتك على ذلك.
ثم راح المقبالي يقرأ عليه نصوصا في إثبات الحد عن ابن تيمية وأبي سعيد الدارمي، يقول : ثم وجدت أن الدشتي منهم ألف كتابا مستقلا في إثبات الحد لله تعالى.
ثم قال له: وما تقول فيمن يرى أن الله فوق ثمانية أوعال؟!!
الطالب: من قال هذا؟!
المقبالي: قاله أئمتك ابن القيم وابن باز
الطالب: لعلك تعني حديث أبي داود
المقبالي: نعم هو ما عنيت وقد صححه ، كما صححه ابن القيم في اجتماع الجيوش وابن باز في رسالة من رسائله وأحمد شاكر في تعليقه على مسند أحمد فهل توافقهم في ذلك؟
الطالب: نعم.
المقبالي: إذا ،، فما علي من بأس الآن إن أجبت سؤالك الأول والقائل أين الله ؟ إن قلت: فوق ثمانية أوعال.
الطالب : بل عليك بأس، لأن هذا خلاف قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم
المقبالي: ألم يقل النبي – عندكم – بأن الله فوق ثمانية أوعال؟
الطالب: بلى
المقبالي: فأي بأس علي إن قلت بقول النبي الصحيح معكم؟!!
هنا أغلق الطالب سماعة الهاتف،،
وبعد دقائق اتصل المقبالي ليوجه للطالب ومن معه هذه النصيحة:
أيها الأخ الكريم إن مجرد وراثتك لهذا المعتقد الذي أنت عليه وتلقين أشياخك إياه لا يكفي لأن تركن إليه وتنبذ ما سواه، فإن كنت ورثت هذا الفكر فغيرك ورث غيره، وإن كان لديك علماء فلغيرك علماء أيضا،وعلى العاقل أن يطلب السلامة بقراءة كتب الجميع والاستماع إلى ما عند الجميع وأن لا يكون حبيس فكرة ورثها أو تلقفها من هنا أو هناك،وأنا على ثقة من أنك لم تطالع كتابا إباضيا في حياتك ولا تعرف عنا غير ما أخبرك عنه شيوخك فاسلك غير مسلكك هذا وشمر في البحث عن الحقيقة بورك فيك.
الطالب: أرجو المعذرة فلدي مذاكرة فاسمح لي.
المقبالي: عذرك معك وفقك الله
24-06-11, 04:43 PM
العرض العادي
