العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-14, 02:49 PM   رقم المشاركة : 21
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


وهل ابن عربي نبي من الأنبياء
يعطينا أشياء على قدر فهومنا
وأشياء رآها في الجنة والنار لا يعلمها إلا هو
فلن نستطيع الوصول إليها كما وصل إليها ؟

يا أستاذ شعيب ابن عربي ليس نبيا ولا يصح تشبيهه بهم وبما أطلعهم الله عليه
وإلا سنفتح بابا عريضا للكذابين والدجالين ومدعي علم الغيب
وكلهم سيقول نحن نرى ونعرف أشياء لا يعرفها إلا الخواص والعارفون

الوحي انقطع بموت النبي عليه السلام

وبالنسبة لما شعر به الصحابة ولم يعبروا عنه فهذا شيء من التنزيه لله تعالى
وهو ليس وحيا ولا علما حتى يجب عليهم قوله للناس

أما الدين والعلم والشريعة والعقيدة فليس فيها مجال للكتمان ولا لتأخير البيان عن وقت الحاجة

فما يشعر به الناس وما يجول بخواطرهم من هواجس أو وسوسة ليس واجبا عليهم بيانه وإظهاره وهذا واضح
فتشبيه بذلك بما يكتبه المتصدرون للعلم والاعتقاد ليس في محله وغير صحيح

ولا علاقة بأمثال القرآن بما يكتبه ابن عربي

فكلامه ليس وحيا منزها مقدسا لا يأيته الباطل من بين يديه ولا من خلفه

ولو فتحنا باب الأذواق في الشريعة والدين
لوجدنا كل ملل الأرض لديها ذوق خاص
حتى المجوس والهندوس والبوذيين وعباد البقر والحجر والشجر
ولا تستطيع الإنكار عليهم لأن لديهم ذوقا وعرفانا خاصا لا يصل إليه الفقهاء الجامدون أصحاب اللغة الجافة

وأيضا فكل من هب ودب سيكون له ذوق خاص يتفاخر به علينا
وليس ذوق بأفضل من ذوق
فما أكثر الناس وما أكثر الأذواق
وضاعت الشريعة والعقيدة والدين في وسط بحر الأذواق المتلاطم
فكل يغني على ذوقه الخاص
فأين الحق وسط هذه الغابة من التذوقات والرموز والإشارات ؟


وما دام ابن عربي يكتب بلا فقه ولا وعي ولا نظر ولا اختيار
فما حاجتنا لهذه الطلاسم
فليكتبها لنفسه ويحتفظ بها في أدراجه

فهي ليست وحيا منزلا
ولا يفهمها الناس
ولن يحاسبنا الله عليها لأننا لم نفهمها ولم نعمل بها


ونرجع إلى الأصل المحفوظ ( كتاب الله وسنتي ) فقط


ولن يسألنا الله تعالى يوم القيامة عن ذوق فلان وعلان

وإنما سيسألنا ( ماذا أجبتم المرسلين )

فلنعد لهذا السؤال جوابا


ونصيحة أخيرة أستاذ شعيب
أعطاك الله علما وعقلا واطلاعا واسعا
فلا تخلط بين حبك وإعجابك بشخص بعد النبي عليه السلام
وبين الدفاع عنه وعن كتاباته جملة وتفصيلا

فليس هناك عصمة لأحد كائنا من كان بعد النبي عليه السلام
وخصوصا إذا كان الشق أكبر من الرقعة

وما تفضلت به من اعتذارات لابن عربي
لو قرأتها لوحدك متجردا من الرأي المسبق
ستراها ليست في محل النزاع ولا تصلح للاستدلال أبدا
ويمكن ردها بكل سهولة

ونحن نتكلم عن مسائل اعتقاد خطيرة لا يصلح فيها الظن ولا العواطف ولا الإنشاء ولا الاحتمال

وأكرر
لك أن تحب وتعجب بمن تريد
ولكن لا تعتذر له بما لا يصلح للاعتذار
وخصوصا في أمور العقيدة والشريعة

فكل يؤخذ منه ويرد عليه كائنا من كان

إلا المعصوم النبي المختار صلوات ربي وسلامه عليه


وأنت يا أستاذنا على علم وفقه واطلاع وأرجو لك الخير العظيم
ولكن بقليل من التجرد والتفكر سيفتح الله تعالى عليك ويهديك بفضله للحق

يسر الله أمركم لليسرى ووقفكم لما يحب ويرضى

وهداني وإياكم والمسلمين للصراط المستقيم






من مواضيعي في المنتدى
»» التكفير عند بعض علماء الأشاعرة / للشيخ سلطان العميري
»» The Many Aspects Of Shirk
»» الجانب المظلم : الطرق الصوفية وعلاقتها بمردة الجن - فيديو
»» عقيدة أهل السنة والجماعة
»» { قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْ
 
قديم 09-01-14, 04:57 PM   رقم المشاركة : 22
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


سيدي الكريم أبو فراس، أنا لا أدافع عن العارف بالله إبن عربي بل أنا أدفع الخلط. لاشك أنه لا علاقة لأمثال القرآن بإشارات الفتوحات لكن ضربت المثال لأقرّب معنى اللغة الرمزية لأن الأمثال تعبير بلغة طبيعية عن أشياء لا يمكن لهذه اللغة تحملها فهي أشياء وراء اللغة بما أنها أداة من أدوات العقل و العقل لا يقدر على تصور حقائق تلك الأشياء بدون النمذجة والتجريد. والقرآن فيه حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال بحيث نعمل الحلال ونجتنب الحرام ونتبع المحكم ونؤمن بالمتشابه ونعتبر بالأمثال.

ولغة الفتوحات المكية لغة رمزية فهي لا تتصل بشيء نتعامل معه بالعقل وبأصله الأول السمع أو أداته الأولى اللغة الطبيعية. فلا حاجة للخوف فإن الكتاب لا يشرح لنا شيء فقهي كالعبادات أو شيء لاهوتي كالعقائد. اللغة الطبيعية في الكتاب موجودة في المقدمة وفي بعض الإشارات داخل المتن، فإن نحن أردنا فهم طبيعة تواصل إبن عربي مع ذاته ومع غيره من خلال تلك الرسائل فعلينا أن نحاول قراءة تلك المقدمة قراءة مستقلة عن الذات الواعية التي هيمن عليها المنهج العقلي. وهناك فرق كبير جدا بين إبن عربي والمتصوف السهرواردي لأن الأخير خلط التصوف باللاهوت والفلسفة وكانت كتاباته تشكل خطرا ما على العقائد والعبادات والمعاملات الخارجية أي المعاملات بين الأنا والغير من المخلوقات، أما إبن عربي فحده الذوق والمعاملات الذاتية الداخلية، لذلك لا يمكن التعبير عن هذه البواطن باللغة الطبيعية، بل إنك لن تستطيع أن تعبر بلغة طبيعية عن لذة شيء مادي كالتفاحة، وإذا سألك أحد فسوف تظطر لضرب الأمثلة فتقول طعمها مثل كذا أو كذا، فما بالك بالأذواق القلبية الباطنية التي تصل في بعض الأحيان إلى الإنصهار فتغيب الملكة العقلية وبالتالي الوعي تماما إلى درجة يمكن أن تدعي فيها الألوهية، كما قال يوما أحد سالكي مسلك الفرح في العرفان: اللهم أنت عبدي وأنا ربك.

نعم، إنقطعت سلسلة الأنبياء بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتوقفت النبوة، لكن سلسلة الصالحين وأولياء الله والمجددين متواصلة، والإلهام لم ينقطع. أنا الذي أريد قوله أيها الفاضل: أنا أتفق معك إن أنا أمسكت بنفس المنظار الذي تمسك به وهو المنظار العقلي - اللغوي، وسوف أصل معك إلى نفس النتيجة وهي ما كان على إبن عربي قدس الله سره أن يكتب ما كتب في رسالاته. ولكن لن أصل معك إلى نفس الحكم وهو إخراجه من دائرة الموحدين لأن التعامل العقلي مع رسالاته سيدفعنا إلى التناقض وأنت إن تمسكت بالجزئيات التي يظهر منها عقيدة الواحدية فأنا سأتمسك بالجزئيات التي يظهر منها عقيدة التوحيد. وهذا متمثل أمامنا بكل سهولة عندما نتعامل مع رسالاته باللغة الطبيعية.

قلت: "ولو فتحنا باب الأذواق في الشريعة والدين لوجدنا كل ملل الأرض لديها ذوق خاص حتى المجوس والهندوس والبوذيين وعباد البقر والحجر والشجر".
رغم أن رسالات إبن عربي ليس فيما يجب فعله أو يجب قوله أو يجب إعتقاده بل فيما يمكن تذوقه ومعايشته، أقول: هذا صحيح، فأنا لا أؤمن بوجود أسوار صينية بين الأديان عندما يتعلق الأمر بالتصوف العرفاني والسلوكي، كما أؤمن أيضا أن رسالات الأنبياء وجهود مجددي تلك الرسالات من البشر لم تنقرض كليا في الأديان القائمة رغم تحول بعضها إلى أديان وضعية. وإذا جاءني سالك هندوسي أو عارف بوذي وقال لي أنه يتذوق فسأقول له هذا ممكن لكنك أمرؤ فيك جاهلية كما قال النبي صلى عليه وعلى آله لأحد الصحابة مع أن هذا الصحابي مؤمن مسلم إلا أنه سلك مسلكا ما في المعاملات مع الغير وكان المسلك هذا من بقايا الجاهلية، وكذلك صديقي البوذي أو الهندوسي ذاك لا أستطيع معه إنكار إمكانية التذوق لكن إيمانه غير مستقيم. فما هو الإشكال؟

لا أنكر أنني إستفدت كثيرا من بعض ملاحظاتك ورؤاك، فرحمني الله وإياك.







التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» حوار حول التكفير: تكفير فرعون، وكل غير المسلمين!
»» في (صوفية) الحوار
»» إبن رشد و إثبات النبوة
»» الشيعة عند أهل البيت و أحفادهم
»» الفرق بين المعرفة و العلم؟
 
قديم 09-01-14, 05:52 PM   رقم المشاركة : 23
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


1/ عندما قال الرجل الذي وجد دابته اللهم أنت عبدي وأنا ربك

وسميته أحد سالكي مسلك الفرح في العرفان

قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام ( أخطأ من شدة الفرح )


فهل تستطيع أن تقول أن ابن عربي ( أخطأ من شدة التذوق ) ؟


2 / عندما شرح أتباع ابن عربي مقولاته في كتبه ( وهم من أكابر الصوفية وليسوا لغويين متجمدين ولا فقهاء بسطاء )
لم يقولوا مثلك
بل قالوا أشياء تشيب الرأس وتصل بالإنسان للكفر والزندقة ومخالفة للشريعة والعقيدة بكل صراحة وبدون مواربة
ولم يعتذروا بأنها ليست في العقيدة أو أنها رموز وإشارات لا علاقة لها باللغة التي يتكلم بها العرب ونزل بها القرآن

فإذا كان الفقهاء لا يفهمون
والصوفية لا يفهمون

فمن الذي يفهم ؟
وما الفائدة في هذه الطلاسم ؟
وما الحاجة إليها ؟


3 / أعطيك مثالا ييسر لك الأمر
عند الإسماعيلية كتب لتفسير القرآن تجعله عبارة عن كتاب رموز وطلاسم وإشارات مثل التي يقولها ابن عربي
ولو قلت لهم اللغة والعقيدة والوحي والرسول والصحابة
قالوا لك أنتم لا تعرفون هذه الإشارات والمعارف العالية

فقلي بربك ماذا بقي من دين رب العالمين إن فتحنا باب التذوقات والإشارات ؟
وما الفرق بيت تذوقات ورموز ابن عربي
وتذوقات ورموز الإسماعيلية في القرآن ؟

وهل تستطيع أن تنكر عليهم ما أبحته لابن عربي ؟

وإذا لم تنكر عليهم وقلت يباح لهم ذلك

فأسألك بالله ما فائدة الدين أو القرآن أو الوحي أو الرسل
إن كان كل واحد له فهمه الخاص وإشاراته ورموزه وتذوقه ؟

سلام قولا من رب رحيم


عموما لقد أوضحت ما عندي لعله يجد أذنا صاغية
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت

بارك الله فيكم وأحسن إليكم

وهداني وإياكم لما اختلف فيه من الحق بإذنه






من مواضيعي في المنتدى
»» مهدي إيران المنتظر وتدمير الكيان الصهيوني
»» الجامع الكبير عن ابن عربي وعقيدته
»» التكفير عند بعض علماء الأشاعرة / للشيخ سلطان العميري
»» هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
»» بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
 
قديم 09-01-14, 06:25 PM   رقم المشاركة : 24
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


يا سيدي الكريم، أنا لا أناقشك حبا في النقاش وكم أكره الجدال، ولكن أحاول معك أن نصل إلى التفاهم فأستفيد منك وأطلع على رؤاك وتصوراتك بشكل أعمق. أنا لا أشك أن إبن عربي قدّس الله سره أخطأ، إلا أنني لا أرى الخطأ من الوجه الذي تراه أنت في إطار مرجعي عقلاني - لغوي فقهي، بل أراه من جهة التصوف، والسالك العارف كما هو معروف عليه أن يكتم الأذواق ولا يعبر عنها رسما ولفظا بلغة طبيعية ومعنا بلغة رمزية، لما في الإظهار هذا من جنوح نحو الإعتزاز أو الثقة بالنفس وميل نحو نوع من النزعة الكبريائية المتمثلة في حب الظهور. هذا هو الخطأ الجسيم الذي إرتكبه إبن عربي. وللأسف الشديد فتح هذا الخطأ الباب واسعا أمام مدعي التصوف الثيوصوفيين ليذهبوا برسالاته مذهبا لا يوافق منهج جمع المتناقضات جمع العقل بالذوق جمع اللاهوت بالفلسفة وجمع الجمعين بالصوفية.

بالنسبة لمقارنتك رسالات إبن عربي بالغنوصية كما نجد بعض مظاهرها عند الإسماعيلية الباطنية، فهي مقارنة باطلة إعتمدت فيها على قياس طفري لأن إبن عربي لم يكتب لا بلغة عقلية ولا بلغة رمزية في الفقهيات أو الإلهيات أي إنه لم يكتب فيما ينبغي إعتقاده أو فعله (مجال الفقه والإيمان)، بينما الفرق الباطنية تكتب وكتبت في الفقة والإيمان والسلوك مع الغير من المخلوقات (الأخلاق والآداب الإجتماعية). الحكم على الشيء فرع عن تصوره وتصورك لرسالات إبن عربي تصور معاق لأن العارف كتب في الذوق ورسالته فيما يمكن معايشته وتذوقه، ولذلك فالقيمة الوحيدة لرسالاته قيمة فنية وأدبية، والقيمة الفنية متمثلة في فن توظيف اللغة رمزيا للتعبير عن أذواق كما وظف محمد إقبال الشعر فلسفيا للتعبير عن تصورات، فلا تلك الأذواق نرفعها إلى مستوى الوعي بالمنهج الفقهي، ولا تلك التصورات نرفعها لمستوى الإستيعاب بالمنهج الفلسفي. والقيمة الأدبية لرسالات إبن عربي عبارة عن سيرة ذاتيه، وأنت لن تتعلم التسويق أو إدارة الأعمال من قراءة كتاب ستيف جوبز رغم إمكانية خلق التحفيز، وكذلك قد تكون الرسالة نوع من التحفيز، والفارق تلك سيرة طبيعية في الحياة، والثانية سيرة روحانية في العرفان، الأولى بالعقل والثانية .. اللبيب بالإشارة يفهم.

أعتذر لك سيدي العزيز إن أنا سببت لك إزعاجا من نوع ما.







التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» هل سب نبي من الأنبياء كفر؟
»» في (صوفية) الحوار
»» طلب خاص من جميع المسلمين في هذا الملتقى المبارك
»» هل صلاة الجمعة فريضة؟
»» الدور التركي في المنطقة مقابل النشاط الشيعي
 
قديم 10-01-14, 08:33 AM   رقم المشاركة : 25
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


أستاذي الفاضل
عندما يكتب ابن عربي خارج قوانين اللغة والفقه والعقل والاختيار والوعي
ولذلك يجب السكوت عنه والرضا بما قال
لأننا لا نفهم ولا ندرك ولا نعي ولا نصل لهذا المستوى العملاق

فهذا خروج عن سلطان الشريعة وانخلاع من التزام الدين وانحلال من طاعة الرسل

وعندما يكتب الاسماعيلية تفسيرهم ويشحنوه بالرموز والإشارات والطوام
وأيضا يجب السكوت عنهم والرضا بما قالوا
لأننا لا نفهم ولا ندرك ولا نعي ولا نصل لهذا المستوى للمعصوم

فنحن عندنا تفاسير كثيرة مختلفة وفيها أخطاء
ولكن هم لديهم تفسير واحد عن المعصوم سلام الله عليه وليس فيه خطأ
فمن الأولى بالاتباع؟

فهذا أيضا خروج عن سلطان الشريعة وانخلاع من التزام الدين وانحلال من طاعة الرسل

ونحن إذا فتحنا هذا الباب من الرموز والخارج عن العقل والوعي وفوق اللغة والشريعة
فماذا بقي لنا من الدين؟
وكل فئة أو جماعة صنعت لها كتبا خارج العقل والوعي واللغة والشريعة
وأضاعت دين الرسل والأنبياء لأنه واضح يستخدم اللغة البشرية الجامدة والعقل الإنساني الواعي المتخلف
فهل يصح ذلك ؟

ولا تحاول أن تقنعنا أن كل الكتب التي كتبها ابن عربي وهي كثيرة وكبيرة
لا علاقة لها بالدين ولا بالشريعة ولا بالعقيدة ولم يتطرق لحرف منها

لأنك لو رجعت لأصغر كتاب من كتبه لوجدت الكثير من ذلك بكل سهولة

وأما إذا كان كل ذلك غير مقصود بالكلام وبالحروف العربية الواضحة
فهذا إما جنون أو دجل أو أضغاث أحلام

وما الفائدة من كتب لا أحد يفهمها ( إلا ما ندر )
وليست باللغة التي يتكلم بها البشر ؟
وما الحاجة لمثل هذه الألغاز التي لا يتفق الناس على المراد منها
وبالتالي فتحصيل الفائدة منها متعذرة
لأنها غير واضحة
وبالتالي يجب طرحها أرضا أو تلقى في غيابت الجب
وحفظ الأعمار عن الضياع فيما لا يفهمه الإنس والجان
ولغته المسطورة به ليست لغة القرآن

والعودة لما أخبر الله تعالى عنه بقوله :
( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )

وطبعا نحن مختلفون
وعند الاختلاف هناك حل وحيد لمعرفة الحق والوصول للحقيقة

{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ }


هذا هو الحل الوحيد
أما محاولة التملص من التحاكم للقرآن والسنة بعذر اللغة أو الوعي أو العصمة أو العقل فغير صحيح
وإن أجزته لنفسك سيجيزه غيرك لنفسه وهكذا صار كل حزب بما لديهم فرحون
وصار عندنا صاحب الذوق وصاحب الرمز وصاحب الإشارة وصاحب العصمة وصاحب اللادينية وصاحب الإلحاد
وكلهم لا يقبل بالتحاكم للشريعة تحت أي عذر وما أكثر الأعذار
هل عذرك مقبول وهؤلاء المساكين عذرهم مردود ؟
ما الفرق ؟
وما الدليل على التفريق ؟

أحرام على بلابلهِ الدوحُ *** حلال للطير من كل جنسِ ؟؟


فالمنجى والشفاء هو قوله تعالى:

{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


والحمد لله وحده
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك
بارك الله فيكم أستاذ شعيب
وسامحنا على الإطالة والإزعاج
أعلم أن الجدال لا يصل غالبا لنتيجة مرضية للطرفين
فكل منهما مقتنع برأيه وسيدافع عنه حتى آخر قطرة حبر
ولكن رجائي منكم التفكر والنظر المجرد والنقد الذاتي
والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها
وجزاكم الله تعالى خير الجزاء










من مواضيعي في المنتدى
»» شرح كتاب التوحيد - للشيخ أ. د. صالح بن عبدالعزيز سندي
»» الأنوار في سيرة النبي المختار صلى الله عليه وسلم
»» قول الصوفية للقرآن ظاهر وباطن
»» الصوفية عبدة أضرحة !!
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
 
قديم 10-01-14, 04:05 PM   رقم المشاركة : 26
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


أحسنت أحسن الله إليك أيها الكريم.
بالنسبة لقول فضيلتك: وما الفائدة من كتب لا أحد يفهمها (إلا ما ندر)، وليست باللغة التي يتكلم بها البشر ؟
فأقول هناك أشياء غير صالحة لكل الفئات وهذا معروف من، على سبيل المثال، قول علي عليه السلام "حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون! أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟" وفي خط هذه النصيحة إشتغل أبي حامد الغزالي و إبن رشد بحيث كتب الأول إلجام العوام عن علم الكلام وحدد الثاني شروطا لتأويل النص الديني بلغة غير لغة العلوم الشرعية وهي اللغة الفلسفية.

أما إبن عربي فلم يؤلف باللغة الفقهية ولا اللغة اللاهوتية ولا اللغة الفلسفية لأنها لغات عقلية مع فرق بين اللغة الشرعية واللغة الفلسفية بحيث الأولى لغة طبيعية مثل كل لغات القانون والعمل، أما اللغة الفلسفية ففيها جانب طبيعي وجانب صوري. كذلك تختلف لغة العلوم الطبيعية عن تلك اللغات من حيث هي لغة عقلية مختلطة بلغة نموذجية أي أمثالية. أما اللغة الرمزية فهي أقرب للغة التقنية من حيث إنفصال الرسم عن المعنى فيها، والفرق أن معنى الرمز في التقنيات يتمثل في شيء خارجي، بينما معنى الرمز في التعبير الصوفي تجربة داخلية ذاتية ذوقية.

فهي بالتالي لا تصلح لكل الفئات من غير المتصوفة الذين يريدون الإطلاع على تجربة الآخر العرفانية من خلال الإستشعار لا من خلال الفهم. أو الإستفادة على المستوى السلوكي، لكن بالنسبة للعوام والمشتغلين غالبا في نطاق اللغات العقلية فلا ينفعهم إلا الكتب المصنفة في التصوف السلوكي بلغة طبيعية مثل كتب إبن القيم على سبيل المثال. كما أن كتب إبن عربي تصلح للباحثين الذين يريدون فهم الخطاب الصوفي عند إبن عربي ويريدون فهم طرق توظيف الرمز (دقيق الإشارة) للتعبير عن الذوق بطريقة فنية صوفية.

وأتفق معك أيضا أن فتح باب الرموز وتكريس اللامعقول شيء خطير حيث تسلل من خلاله مدعي الصوفية والغنوص والباطنية و من خلالها نشأت العلوية و الدروز و القاديانية الأحمدية و نشأت البابية و البهائية. والحل هو كما قلت سابقا على المتصوف أن يمتنع عن التأليف ويجسد تصوفه في علاقته بربه وفي سلوكه. إن أراد أن يعبر عن تجاربه وأذواقه فليفعل لكن بلغة رمزية إطلاقا أي لغة رمزية حتى في ظاهرها بمعنى أن لا يتصل ظاهر اللفظ والتركيب بأساليب اللغات الشرعية كي لا يفتتن الناس ويعتقدون أنه يكتب في الإلهيات أو العبادات أو التشريع. أو لا يعبر بالتأليف اللغوي أصلا لكن بالتأليف الموزيقي.

وحقيقة سوء إستغلال التصوف ليس بشيء جديد فقد تم إستغلال علوم أخرى من أجل أغراض جانبية، كما إستغلوا الحديث و التفسير و الفقه و العلوم الطبيعية، فظهر أهل الإصلاح والتجديد يضعون الأصول والمبادئ لتلك العلوم، وقد حدث في العلوم الشرعية كما حدث في العلوم الطبيعية على يد كارل بوبّر. بل حتى بعد تقنين الرواية ووضع العلوم للحديث تتواصل حقيقة سوء الإستغلال وفي الواقع المشاهد نرى إستغلال الحديث في الصراعات السياسية كل تيار يأتي بحديثه أو بتفسيره للحديث، هذا يأتي بـ وان ضرب ظهرك واخذ مالك والآخر يأتي بمن رأى منكم منكرا فليغيره والثالث يأتي لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وهلم جرا. فهل الحل هو إنكار السنة؟







التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» السنية النقدية في نقد إنكار السنة
»» الفرق الاسماعيلة وما انشق عن هذه الفرق الباطنية
»» هل سب نبي من الأنبياء كفر؟
»» نظرية الفيض و وجود الله سبحانه
»» هل صلاة الجمعة فريضة؟
 
قديم 10-01-14, 10:29 PM   رقم المشاركة : 27
ابو ايات منهاج السنة
عضو فعال






ابو ايات منهاج السنة غير متصل

ابو ايات منهاج السنة is on a distinguished road


جزاك الله خيرآ

أخى الحبيب






التوقيع :
أضخم موقع للرد على الشبهات

http://shobhat.com

الزام الرافضة

http://minhajsuna.com/hiwar


من مواضيعي في المنتدى
»» هاذا قدر أم المؤمنين عند الهالك الخميني
»» [وثيقة] ثلاثين ألف مسألة في مجلس واحد
»» علي يثني على صحابة النبي بدون اسثتناء
»» [وثيقــة] فاطمة تكره مولد الحسين من كتب الشيعة
»» هل خفي على المعصومة هذه الرواية ؟؟؟
 
قديم 11-01-14, 12:11 AM   رقم المشاركة : 28
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


بارك الله فيكم منهاج السنة

============


أستاذي الفاضل شعيب الاشباني

الحل مع المتعالمين والمتطاولين على نصوص الكتاب والسنة
هو ما فعله أئمة الإسلام من عهد الصحابة إلى اليوم
بالرد على هؤلاء وبيان الحق من معاني الكتاب والسنة
{ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }

وطبعا توافقني أن القياس هنا لا يصح

فنصوص الكتاب والسنة وحي مقدس منزه معصوم

ونصوص ابن عربي ليست وحيا مقدسا منزها معصوما

وكل النصوص على وجه الأرض ( بعد القرآن الكريم والسنة المطهرة )

نتعامل معها بالقاعدة الذهبية عن الإمام مالك رحمه الله تعالى

( كلٌ يُؤخذ منه ويُرد إلا صاحب هذا القبر )
يقصد النبي صلي الله عليه وسلم


وأختم كلامي بآية وأثر

قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ...} الآية.


وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال
( والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله،
نحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثونا عن أبي بكر وعمر ) .
رواه ابن حزم في حجة الوداع 1/ 399

ورواه الطبراني في الأوسط رقم ( 21 ) بلفظ :

«أهما، ويحك، آثر عندك
أم ما في كتاب الله،
وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه وفي أمته؟» .

والحمد لله وحده

اللهم أرني وإياك الحق حقا وارزقنا اتباعه
وأرني وإياك الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

بارك الله فيكم أستاذ شعيب الاشباني
وأحسن الله إليكم








من مواضيعي في المنتدى
»» ذم الغناء وشطحات الصوفية / قصيدة للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
»» مجموع مؤلفات الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي - [23 مجلد]
»» من الأخلاق المذمومة : الحسد
»» كشف شبهات الصوفية الرد على الشبهات تفصيلا / للشيخ شحاتة صقر
»» اغضب / قصيدة للشاعر فاروق جويدة
 
قديم 11-01-14, 04:43 AM   رقم المشاركة : 29
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


جزاك الله خيرا كثيرا أخي الغاليـ فأنا دائما أستفيد من مداخلاتك.
أنا أتفق معك في كل ما تقول من وجهة نظر أصولية سلفية تعبر كل الحواجز للعودة إلى الأصول و ما كان عليه السلف الصالح و من هناك الإنطلاق إلى الآن لإصلاح ما فسد و تجديد ما جمد، ولعل هذا ما قام به الأئمة المجددون في الفقه عندما كثر التعصب المذهبي وتوقف الإجتهاد، في اللاهوت عندما كثر الكلام، في التفسير عندما كثر الرأي وكثر الرمز، في الحديث عندما كثر الحشو، في القراءات عندما توقفوا عند السبع إلى آخره. لكن للأسف أن للتصوف سيرة أخرى مغايرة.

والأصولية دعوة إبن عباس رضي الله عنهما فهو قال ما قال ليس لأن أبي بكر وعمر عليهما السلام لم يشربا من حوض النبي صلى الله عليه وعلى آله، بل دعوته العودة للأصل للإنطلاق منه والحكم على الفهم، وهذا إنتقال في المستوى، فهي دعوة (إبن عباس) لفهم الأصل للمقارنة بفهم للأصل (فهم أبي بكر وعمر) ثم الحكم على فهم فهم الأصل (فهم عروة بن الزبير)، وإلأ حاولت فهم فهم الأصل والمستويات ستتسع إلى فهم فهم فهم فهم الأصل.
هذا لأن الإختلاف كان في الحكم أما التصوف فلا علاقة له بالأحكام ولا بالعقائد بل حتى التصوف الفلسفي لا علاقة له بالتصور أو العقيدة و اللاهوت عموما. وأكبر خطأ في التأريخ للفكر البشري إعتبار أفلاطون والأفلاطونية المحدثة نوع من التصوف، وهذا خطأ كبير جدا. والخطأ نابع عن تصور معاق وفهم عقيمـ لذلك تخلط الناس الصوفية بالثيوصوفية بالإشراقية. وخلاصة القول دون أن أطيل حتى لا تمل: لا معنى لإيراد (كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب القبر) لأن المتصوف لا تأخذ عنه و لا ترد عليه. عندما تستمع إلى موسيقى صوفية أو تقرأ مؤلف صوفي، فأنت تحاول أن ترى نفسك في غيرك وهل تجد التناغم أم لا.

التصوف مثل العلم و الفقه و التفسير لا دين مخصص له. هناك علم ديني وهناك علم طبيعي. هناك فقه إسلامي وهناك فقه ثقافي وهناك فقه شرقآسيوي. هناك تفسير للقرآن، وهناك تفسير لظواهر الطبيعة وهناك تفسير لألف ليلة وليلة، ونفس الشيء ينطبق على التصوف هناك تصوف إسلامي كما هناك تصوف مسيحي و تصوف فكري و تصوف فني و تصوف طبيعي. ربما الأمثلة الأخيرة غريبة؟ المدرسة الرومانسية في الغرب نوع من التصوف الطبيعي وهذا التصوف نظرة شؤمية نحو الصناعة و التقدم العلمي فكانت الدعوة للعودة إلى الأصل إلى الطبيعية. أما التصوف الفني مثل الكونغ فو فهي إضافة إلى كونها فنا قتاليا هي أيضا رياضة وتصوف.

لماذا للتصوف الإسلامي سيرة أخرى غير الفقه والتفسير والحديث والتوحيد؟
لأن "الحضارة الإسلامية" كإيديولوجية بدأت بعيد عصر التدوين و قبل ذلك ظهرت ملامحها بعد مقتل عثمان رضي الله عنه قد تحولت إلى العقلانية المادية وهذا تحول ترك آثار بليغة على الفقه الذي كان في الأصل هو التصوف، فتحول إلى أحكام و معاملات. ثم نشأ علم أصول الفقه وتأثر كليا بالعقلية المادية في اللاهوت خاصة قياس الشاهد على الغائب، ووضعوا الضروريات والتي تتعلق بالحياة بالمادة وضعوها في المقدمة بعدها الحاجيات وأخيرا التحسينات، وتم في الفقه دراسة الحكم كحكم دون أبعاده الصوفية (خلق وراحة روحية) بينما بعث النبي لإتمام مكارم الأخلاق وعلّم أن على الإنسان أن يكون كغريب أو كعابر سبيل في الحياة المادية. وقد عاش العارف بالله لحظات رأى فيها عجبا الناس تتهافت من أجل التفوق في الإكتساب المعاشي و في إكتساب علم الفقه و الفلسفة و التفوق في التنافس على الحكم، وكانت فتنة وإعتزل، ولم يأخذ السلاح رمزا، بل هجرته أيضا رمز، رمز يشير إلى مدى الحاجة للعودة إلى المنبع إلى الإصل ثم الإنطلاق منه لتحقيق الإصلاح.

فهل النقاش في القرآن والسنة؟ أكيد لا، لأن هذا نقاش متجاوز فحجية القرآن و السنة معترف بها عند جميع المذاهب الإسلامية المعتبرة حنفية ومالكية وشافعية وحنبلية وظاهرية وجعفرية وزيدية وإباضية. النقاش والتواصل حول كيف نتعامل مع القرآن و السنة أي كيف نفهم القرآن و كيف نعيش القرآن و كيف نستمد من القرآن و كيف إغناء تصورنا لهذا العالم بالقرآن و كيف إثراء مهاراتنا النفسية بالقرآن ..


نسأل الله السلامة والسداد.







التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» الشيعافوبيا؟
»» من هو خامس الخلفاء الراشدين؟
»» الوهابية
»» التوسل إلى الله بدعاء الصالح الحي
»» هل سب نبي من الأنبياء كفر؟
 
قديم 11-01-14, 08:37 AM   رقم المشاركة : 30
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


اقتباس:
لأن المتصوف لا تأخذ عنه و لا ترد عليه

أستاذي الفاضل يا رعاك الله

ألا ترى العبارة صعبة التطبيق واقعيا والقبول عقليا أيضا

فابن عربي كمثال كتبه منتشرة بين الصوفية كبيرهم وصغيرهم عالمهم وجاهلهم

هل تعتقد أن كل هؤلاء يعلمون أمور الإشارات والرموز والتذوق جيدا وسيفهمون ما وراء الحروف ؟

ألا تعتقد أن محبتهم لابن عربي ستجعلهم يأخذون منه ما تبادر لأذهانهم من حروف ظاهرة

وهي في كثير منها لا تتفق مع الشريعة وقد تخرج من الملة ؟

كيف تقنع محبيه ومريديه بأنهم لا يأخذوا عنه شيئا
بل يأخذون كتبه ليزينوا بها المكتبات ويلتقطوا بعض الصور للذكرى ؟

طبعا سيأخذ الصوفية والمحبون من ابن عربي الكثير والكثير فهو العارف الكبير والكبريت الأحمر

وما سيأخذونه سيكون فيه الكثير من العوج عن الصراط المستقيم

وطبعا لن نتركهم يهلكوا في مهاوي الردى

بل لابد من البيان والنصح والتعليم

في النهاية صار هناك أخذ ولابد
وهناك أيضا رد ولابد

وإذا كنت تخالفني فعليك أن تقنع الصوفية على مستوى الكرة الأرضية

أن كتب ابن عربي عبارة موسيقى أو سيمفونية للتلذذ والسماع فقط

تدخل من أذن وتخرج من الثانية

وليس لها علاقة بالدين ولا الشريعة ولا العقيدة

وإنما هي معلقة جاهلية على جدار القلب للطرب فقط

هل تستطيع أن تقنع الناس بهذا ؟
طبعا لا

إذن ألا ترى معي خطورة قراءة كتب ابن عربي على عقائد الناس الذين لا يعرفون ولا يعلمون مسائل الموسيقى هذه

هم يرون عالما مشهورا يثني عليه أكابر الصوفية ويضعونه في منزلة عالية

فطبيعي أن يجلوه ويقرأوا كتبه ويحفظوها ويسهروا على دراستها

فهل بعد كل هذا التعب المضني والدراسة والحفظ

تأتي لتقول لهم هذه موسيقى فقط ليست للعمل ولا علاقة لها بالدين

كأنها لوحة لبابلو بيكاسو انظر فقط واستمتع واذهب إلى بيتكم

ولا تستطيع شراءها أيضا لأنها أغلى من قدرتك وأرفع من مستواك المتدني

هل هذا الكلام واقعي ؟
لا أظن أنك تظن ذلك

وبعد هذه الرحلة
فإذا كانت هذا الكتب لا تفهم من أي أحد
وهي عبارة عن شعور ووجدان وموسيقى داخلية طبعت على الكتب ولكن ليس كل الناس يفهمون ذلك أيضا
وحروفها ليست مقصودة وغير مرادة بالمعنى العربي
والظاهر من حروفها يؤدي إلى الكفر والزندقة أو على أقل تقدير يشوش على الناس دينهم

ولكن ليس كل الناس يعرفون ذلك
وقد يأخذ الناس منها الكثير ظاهريا بناء على ما ترسخ في ذهنهم من مكانة عظيمة لصاحب الكتاب

ألست معي أن المسألة صعبة ويجب علينا لحماية عقائد الناس تحذيرهم منها ومن قرائتها
إذ هي لست لهم وغير مقصودة والحروف المستخدمة عربية شكلا وموسيقية مضمونا
وأن من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه

وطبعا الشبهات في الفقه يجتنبها المسلم حتى لا يقع في الحرام

فكيف إذا كانت هذه الشبهات في العقيدة وقد تخرج المسلم من دينه

ألست معي أن السلامة لا يعدلها شيء

وبناء على ما سبق


ألست معي أن سماع الإنسان لكل موسيقى الأرض وألحانها من ميلاده حتى وفاته

( حتى على القول بتحريم الموسيقى )

خير وأسلم من سماع موسيقى ابن عربي ؟




فالمسألة يا أستاذ شعيب ليست بالسهولة التي تصورها لنا

فليس صحيحا أني ألقي بالناس في البحر وأقول لهم كل القروش التي ترونها ليست حقيقية
عليكم فقط الاستمتاع بالسباحة والغطس
وإذا طحنت القروش عظامهم سأقول لهم أنتم تعاملتم معها بالشكل الظاهري
والمفترض أن تتعلم كيف تنفذ إلى ما وراء القرش !!

وهكذا هنا
أعطي الناس كتبا وأثني عليها وأقول لهم كل الموبقات والمهلكات التي ترونها ليست حقيقية
وإذا وقع الناس فيها وطحنت الأهواء والشبهات المكتوبة أمامهم دينهم وعقيدتهم
قلت لهم أنت تتعاملون مع النصوص بالشكل الظاهري للحرف العربي
والمفترض أنكم تتذوقون الموسيقى التي وراء النصوص وتضربون بالنصوص عرض الحائط !!

وطبعا ضياع الجسوم أهون بكثير من ضياع الدين والتوحيد


الباب الذي يأتي منه الريح
تسده وتستريح
أليس كذلك ؟

أو أترك الباب مفتوحا حتى أتجمد من البرد
لاستمتع بالإعصار العليل
وأتذوق ما وراء الصقيع !!


قال تعالى : { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس
وإثمهما أكبر من نفعهما }

أكتفي بهذا

بارك الله فيكم يا أستاذ شعيب
وهداني وإياكم للصراط المستقيم






من مواضيعي في المنتدى
»» حكم وفوائد وأمثال وشوارد
»» الأحباش : فرقة ضالة ، فاحذرها - د.عبدالله بن عبدالرحمن الشامي
»» الصوفية : فضائحها وفظائعها / بقلم محمد الوليدي
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
»» الجامع الكبير عن ابن عربي وعقيدته
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:50 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "