بسم الله الرحمن الرحيم
سألتك عن دليلك بعدد الصلوات فأجبتني بأن الدليل قوله تعالى ﭐ:ﭐﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠ}
فعرفت الطرف الأول بقولك:
إذا هي صلاة أول النهار.
ثم عرفت الطرف الثاني بقولك:
كلام متناقض جداً كيف تعرف الطرف الثاني بأنه من زوال الشمس(دلوك الشمس)!! ثم في نفس التعريف تقول والشمس غير موجودة!!!!
والتناقض الآخر هو سكون الظل مع أنه لا توجد شمس!!! كيف يكون هناك ظل مع عدم وجود الشمس؟!!
هل تعلم ظلاً بالليل؟!!
من المعلوم أن دلوك الشمس هو زوالها بعد أن تنتصف الشمس في كبد السماء ثم تزول ناحية المغرب، وهذا يسمى دلوك الشمس، ولا أظنك تخالفني في هذا.
ودلوك الشمس هو منتصف النهار وليس طرفه، فكيف تخالف المعقول والمنصوص عليه في لغة العرب؟!!
فنتيجة استدلالك لا تصح، لأن الآية ذكرت طرفي النهار أي قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، هذا هو طرفي النهار، أما دلوك الشمس فهذا منتصف النهار.
ثم حددت نهاية هذا الوقت بغسق الليل!!! وقد خالفت فيه الآية الصريحة.
فتعال ننظر ما هو غسق الليل؟
الغسق هو الظلمة والإظلام كما يقوله صاحب القاموس المحيط الفيروز آبادي.
ويقول ابن منظور في لسان العرب: غسق الليل ظلمته.
فإذا علمنا هذا فلا يصح لك الاستدلال بآية طرفي النهار، لأن الليل ليس من طرفي النهار عند العقلاء، فالليل ليل والنهار نهار، فعندما تستدل بقوله تعالى {واقم الصلاة طرفي النهار} فهذا يدل على وقتين كلها داخلة في النهار وليس لليل نصيب منها.
طرف أوله وطرف آخره، وبينهما وقت دلوك الشمس المذكور في
قوله تعالى: {ﭐﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫ}
أي أقم الصلاة عند دلوك الشمس وزوالها إلى غسق الليل وهو وقت الليل وظلمته وهو جزء من الليل ولذلك أضيف إلى الليل ولم يضف إلى النهار، ثم أتبعهما بالوقت الثالث وهو صلاة الفجر، وهو المذكور في طرفي النهار.
فأصبح لدينا طرف النهار الأول وقت.
ودلوك الشمس وقت.
وطرف النهار الثاني وقت.
وغسق الليل وقت.
فأصبح لدينا أربعة أوقات وليس ثلاثة كما تدعي.
فطرفي النهار هي الفجر والعصر، لأن النهار ينتهي بغروب الشمس وحينها يدخل المغرب وهو المذكور في قوله تعالى: {وزلفا من الليل} أي قريبا من الليل يقول ابن منظور: وازلف الشيء قربه ومنه قوله تعالى {وأزلفت الجنة للمتقين} قال: ومعنى زلفا من الليل الصلاة القريبة من أول الليل.
الأمر الأخير يقول الله عز وجل: {ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈ}
معلوم أن أقل الجمع عند الجمهور هو ثلاثة، وهنا ذكر صلوات ثم أتبعها بصلاة وسطى، فعلى أقل الجمع ثلاثة يصبح العدد أربعة صلوات.
وحتى نستطيع أن نوسط عدداً ضمن أعداد أخرى لابد أن لا يكون العدد فردي، فثلاثة لا تستطيع أن توسط بينها، لكن أربعة تستطيع أن توسط بينها عدد ليصبح المجموع خمسة صلوات:
الصلاة الأولى طرف النهار الأول صلاة الفجر.
دلوك الشمس وهي صلاة الظهر.
طرف النهار الثاني وهي صلاة العصر.
زلفا من الليل وهي صلاة المغرب.
غسق الليل وهي صلاة العشاء.