العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-05-14, 12:28 PM   رقم المشاركة : 1
فاطمه الاحساء
عضو ماسي








فاطمه الاحساء غير متصل

فاطمه الاحساء is on a distinguished road


مهديكم ياشيعه ، مثير للسخريه

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من لانبي بع ـده وعلى اله واصحابه اجمعين ، كلنا نتذكر ظهور ذلك الزرافه الذي يغطي وجهه في القنوات الفضائيه ، ولا اعرف من تغطي وجهها الى النساء + مهدي ايران ، ورغم ان الخبر قديم نسبيا ، لكنني وجدت مقاله اعجبتني وفيها بعض الامور التي قدت تكون فيها جوانب تنير بصائرنا نحو هذا الامام الذي سوف ينقذ العالم وهو لايجروء على اظهار وجهه ، لنعرف أمام الزمان ونبحث عنه ، لكي لانموت موتة ً جاهليه ، حسب المقوله الشيعيه الرائعه .. فلنبحر اخواني اخواتي ، مع مهدي الولي الفقيه المكذوب عفوا عفوا ، اسفه قصدت المنقذ ، منقذ قم المزعوم . طبعا نبدى في صوره اعتقد الاكثريه رائها لكن فقط ، لكي يبني عليها مقال الاخ الكاتب صاحب الموضوع ( ابتدى النقل )











نشرت وسائل إعلام إيرانية صورة حديثة للمهدي المنتظر، مع عدد كبير من النسوة ربما هنٌ زوجاته، أو من الجواري، أو زوجات متعة؛ لأنه ليس بنبي فلا يحق له شرعاً الزواج بأكثر من أربع نسوة، ولم توضح حكومة المهدي موقع النسوة من المهدي، أو وجه القرابة.
وسبق هذه صورة أخرى نشرتها كالة الأنباء الإيرانية (فارس) في الشهر الماضي للمهدي المنتظر مع قائد الحرس الثوري الإيراني، وبشر اللواء محمد حسن نامي العالم الإسلامي: "اليوم ومع تطور التقنية التي تتفوق على الألياف الضوئية، يمكن استخدام طبقات الغلاف الجوي لنقل المعلومات الصوتية والتصويرية، وسيتم إرسال صوت وصورة سيدنا الإمام المهدي للعالم أجمع عبر هذه الطبقات الجديدة".
كما سبق للرئيس نجادي أن ادعى بأن حكومته قد شُكلت بأمر من المهدي المنتظر، وأنه كان بصحبته خلال إلقائه كلمته في إجتماعات الأمم المتحدة. ربما كان المهدي رئيساً للوفد الإيراني؟
لا نعرف لماذا يسمى بالمنتظر إذن، وماذا ينتظرون بعد؟ طالما هناك اتصالات ومشاورات، وتشكيلات مجلس الوزراء، وتوقيعات للكتب الرسمية، واتصالات بالموبايل معه.
المنتظر الإيراني فارع الطول، أشبه بفزاعات الطيور التي تنصب في المزارع، وضعيف البنية، ربما بسبب العيش على المعلبات من الأطعمة حيث لا تتوفر أغذية طازجة وخضار في السرداب.
وظهر حافياً رغم أن النعال عُرف قبل اختفائه الميمون، وكان يفترض على الحكومة الإيرانية أن توفر له ما يحتاجه من الصنادل والأحذية الإيطالية التي تليق بمقامه الرفيع. ولم يتسنَ لأتباع آل البيت رؤية وجهه فقد ظهر بنقاب! ولا نفهم السبب؟ فالنقاب عادة من لباس النساء وليس الرجال.
والأنكى منه أن المهدي الإيراني المزعوم يبدو كأبيه عقيم! وإلا كيف نفسر تلك الجمهرة من النساء دون أن يكون له أولاد منهنٌ؟!
أمر مؤسف جداً أن نعيش في الألفية الثالثة، وبيننا من لهم عقول لم تفارق العقود الأولى من الألفية الأولى!
من الطبيعي أن توقيت ظهور المهدي في هذه الفترة بالتزامن مع قرب الانتخابات الإيرانية والحظر الأوروبي على نظام الملالي، والتطورات على الساحة السورية، والحاجة لرفع راية الجهاد؛ فلا جهاد إلا مع المهدي، كما تشير العقيدة الاثنى عشرية .. كل هذا لا يمكن إدخاله في مجال الصدف.

- فمن أين استقى الفرس أسطورة المهدي؟
- وما هو سرُّ اختفائه بعد أن انتهى حكم العباسيين الذين يخاشهم أشد الخشية ويرتعب منهم؟
- لماذا فضل أن يتشبه بالجرذ ليعيش في حفرة في باطن الأرض بدلاً من أن يكون أسداً صهوراً يختال على الأرض كجده الحسين عليه السلام؟
- لماذا لم يخرج من سردابه خلال حكم أعوانه من البويهيين والعبيديين والصفويين الذين يقدسونه أكثر من جده النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
- ولماذا يستمر في سردابه المظلم رغم شدة خوفه من الظلام والعتمة كما تتحدث الأساطير؟
- ما هو الإرهاب؟
- ومن يصنف كإرهابي وفق المنظور الإسلامي والتعاريف الحديثة للإرهاب؟
- وهل أفعال المهدي تنطبق عليها معايير الإرهاب أم لا؟
- وهل تنطبق عليه شروط الإمامة في الفقه الشيعي؟
- أعربي هو أم فارسي؟
- لماذا لا يظهر أو يتحدث مع الرؤساء العرب والمراجع الدينية العرب، وينفرد بالفرس فقط دون غيرهم من المسلمين، ألا يعني هذا أنه في قمة العنصرية؟
- والدليل هو في اختياره وكلائه من العنصر الفارسي فقط؟
- إذا كان المهدي من أساسيات المذهب الإمامي؛ فلماذا كل هذه الشبهات حوله منذ ولادته حتى ظهوره المزعوم؟
- ولماذا لم يؤمن به منذ ولادته ولحد الآن (313) فرد من أتباع المذهب ليخرج من الحفرة التي لا تليق به كمنقذ للبشرية؟
- هل إصلاح الأمم بعد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم بحاجة لانتظار نبي جديد؟ أم إلى قوانين وأنظمة ومبادئ إنسانية تستند على القيم السماوية العليا كالمساواة والعدالة الاجتماعية، وتعزيز الحريات الأساسية، وحقوق الإنسان، وتحقيق الرفاهية، وخدمة مصالح الشعوب.
- ما هي حقيقة ملفاته في البنتاغون وعلاقته بغزو العراق؟
- كيف وظف الرئيس نجادي الإمام المهدي في حكومته؟
هذا ما سنحاول أن نلقي الضوء عليه بعدة مقالات بالاعتماد على مصادر الإمامية فقط، لكي لا نكون موضع انتقاد الآخرين، ولا نحتاج من القراء الأفاضل سوى عقول متفتحة تعيش عصر التقنية العالية، وثورة المعلومات والحاسوب.

من البديهيات المعروفة في الميثولوجيا القديمة فكرة (المنقذ)، وهي موجودة في معظم الحضارات القديمة، فمنقذ وادي الرافدين عند السومريون هو (إيليا)، ومنقذ الآشورين والبابليين (دوموسين)، وفي أوروبا خلال العصور الوسطى سموا منقذهم (بوخس)، وكذلك الأمر في حضارات وادي النيل والهندية والصينية والأغريقية والرومانية والفارسية. ونفس الفكرة تتكرر في الأديان السماوية والوضعية فمنقذ اليهودية (إيليا) والمسيحية (السيد المسيح)، ومنقذ اليزيدية هو(خضر إلياس)، والمندائية منقذهم (سيتيل)، كذلك في الزرادشتية والكونفوشيوسية والبوذية والمزدكية والسيخ والمجوسية وغيرها. والقاسم المشترك في هذه الشخصيات يتلخص في انتشار الشر في الأرض - بالطبع كل مذهب يتحدث عن واقعه الجغرافي والمحدد بدولة أو شعب ما - وأن هذا الشر يتفاقم ويستشري في جميع أوصال المجتمع الإنساني كالسرطان، بحيث يصعب استئصاله من قبل البشر الطبيعيين، ولا بد من ظهور قوة سماوية تقوم بتلك المهمة الجسيمة، متمثلة بالمنقذ الذي يمتلك القوة الخارقة لوضع العصا في عجلة الشر وإيقافها، وفسح الطريق أمام عجلة الخير لتأخذ مسيرها الصحيح.


كما أن توظيف شخصية المنقذ من قبل الحكام فكرة قديمة أيضاً. فالملك الآشوري (آشور ناصر بال الثاني) ادعي أن السماء تؤيده في محاربة قوى الشر والظلم التي انتشرت في الأرض، وطلبت منه إعادة العدل في الأرض، ونجد في إحدى الألواح التي عثر عليها في (معبد نينورا) قوله: "لقد قتلت 600 من العساكر بحد السيف, وأحرقت بالنار ثلاثة آلاف أسير, ولم أبق على أحدٍ منهم حياً ليصبح رهينة في يدي, وقد وقع أمير المدينة أسيراً فى يدي. لقد كومت جثثهم حتى صارت فى علوها وكأنها برج, وأحرقت فتيتهم بالنار. أما الملك فقد سلخته وعلقت جلده على جدار مدينته (دامداموسا). أما المدينة نفسها فقد دمرتها وحرقتها بالنار". ويذكر الدكتور محمد بيومي مهران في كتابه (تأريخ العراق القديم) بأن: "الملك الفاتح كان يبرر حروبه وجرائمه ضد الشعب المحتل زاعماً أنه مرسل ومكلف من الإله بنشر الحق والعدل فى البلاد التى كان يستولى عليها، وكان يروج أن تلك البلاد - بلاد الأعداء - قد وصلت لذروة الشر والظلم والطغيان. فكان يتخذ من هذا الأساس ذريعة وتبريراً لحروبه.
وخير مثال على ذلك هو تبرير الملك الآشوري (اسرحدون) ابن الملك (سنحاريب) بقيام أبيه بالحروب الدموية مع الأمم المجاورة وسحقها وإبادة شعبها على أساس: "أنهم كانوا أمم ظالمة طاغية شريرة اختفت من بينهم قيم الأخلاق والتقوى، وسادت بينهم الرذيلة والظلم".

كما زعم الملك (حمورابي) أنه أخذ أوامره من الإله (مردوخ) لمحاربة أعدائه الذين زرعوا الظلم والشر في الأرض؛ لذلك فإن توظيف البطل الأسطوري بتكليف من الربِّ للقضاء على نوازع الشر والظلم، ونشر العدل، ليست ظاهرة جديدة في التأريخ. حتى في العصر الحديث فقد ادعاها الرئيس بوش عند غزو العراق بأنه تسلم رسالة من الربِّ لتحرير العراق.

لكن والحق يقال: أن الفرس هم أول وأفضل من طور أسطورة المهدي ووظفوها سياسياً لخدمة أهدافهم ومطامعهم التوسعية، وتمسكوا بها حتى الوقت الحاضر.

فقد جاء في كتاب (تثبيت دلائل النبوة) بأن المجوس ادعوا بأن موعودهم المنتظر (الميت الحي) هو(أبشاوثن ابن بشاسف)، ويقيم في حصن يقع ما بين خراسان والصين.
كما جاء أيضاً في السفر المجوسي (بونداهش) وكذلك (باهمان ياشت) بأن: "آخر رسول المستقبل سيتجدد في زمانه، ويصلح الكون ويقيم القيامة".
ومن الكتب القديمة أيضاً التي تناولت فكرة المنقذ: ما ذكره الهمداني بأن: "المجوس يدعون لهم منتظراً حياً باقياً من ولد (بشتاس) يدعى (بشاوثن)، وأنه في حصن عظيم بين خراسان والصين".
وجاء في مقتضب الأثر لابن عياش، وبحار الأنوار للمجلسي: "لما جلى الفرس عن القادسية وبلغ يزدجر بن شهريار ما كان من رستم وإدالة العرب عليه، وظن أن رستم قد هلك والفرس جميعاً، وجاء مبادر وأخبره بيوم القادسية وانجلائها عن خمسيين ألف قتيل، خرج يزدجر هارباً في أهل بيته، ووقف بباب الإيوان وقال: السلام عليك أيها الإيوان ها أنا منصرف لكني راجع إليك أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه ولا آن أوانه. قال سليمان الديلمي: فدخلت على أبي عبد الله فسألته عن ذلك، وقلت له: ما قوله أو رجل من ولدي؟ فقال: ذلك صاحبكم القائم بأمر الله عز وجل فهو ولده". وهذا كلام صريح بأن القائم من سلالة يزدجر وليس من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم.

ويُرجع عدد من المستشرقين مثل (غولد تسيهر) أصول فكرة الغائب لليهودية، على أساس أن اليهود يؤمنون بأن (إيليا) رفع إلى السماء وسيرجع في آخر الزمان، لذلك فإن (إيليا) يمثل أول نموذج لإمام الشيعة المختفي، ويشاطره في هذ الرأي المستشرق (فان فلوتن) فقد استرعت اهتمامهم عقيدة المهدي المنتظر، ويراها فكرة ترتبط "بشكل وثيق بالإسرائيليات، وأن أصولها يهودية ونصرانية؛ لأنها تتنبأ بوجود أشخاص وأحداث محددة، وهي لم تكن معروفة عند العرب في بادئ الأمر، وإنما وصلت إليهم عن طريق اليهود والمسيحيين الذين اعتنقوا الإسلام".

نفس الفكرة أشار اليها الشاعر كثير عزة:
هو المهدي خبرناه كعب *** أخو الأحبار في الحقب الخوالي

ويدعم هذا الرأي: أن القرآن الكريم كمصدر أساسي لتوجيهات الله جل جلاله لم يشر ولو إشارة بسيطة إلى فكرة المهدي! وهذا أمر يثير العجب! في حين هناك إشارات عديدة إلى مواضيع أقل أهمية من فكرة المهدي - وهو ما سنناقشه لاحقاً - كما تجنب مسلم والبخاري إدخال أحاديث المهدي في الصحاح. أما ماورد في بقية الصحاح والسنن والمساند بشأن موضوع المهدي فإنها أحاديث قلقة، وليس من المنطق أن يتحدث الرسول الكريم عن نبي قادم في آخر الزمان وهو كما أكد: «لا نبي بعدي»!
إن وجود منقذ سماوي آخر بمواصفات أكثر من الأنبياء يملأ الدنيا عدلاً بعد أن ملئت جوراً، إنما يعني فشلهم في إتمام رسالتهم السماوية - معاذ الله - وهو نفس الطرح الذي شدد عليه قائد الثورة الإيرانية الخميني في كتابه (كشف الأسرار) بزعمه: "من الواضح أن النبي (بلا ص) لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر به الله، وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهر ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه". فهو ينتقد ويقصر عمل النبي صلى الله عليه وسلم.

بل إن الخميني يصرح بفشل المهام الربانية التي أوكلها الله لرسله جميعاً، ومنهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في كتابه (نهج خميني): "لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم، لكنهم لم ينجحوا؛ حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية، وتنفيذ العدالة لم ينجح في ذلك"! موكلاً نجاح المهمة للمهدي المنتظر فقط، الذي سيملأ الأرض عدلاً بد أن فشل الأنبياء والرسل في تلك المهمة السماوية. وقد حضر بعد الغيبة الطويلة، وسنرى فعله، (والماء يكذب الغطاس)!
يلاحظ أن فكرة المنقذ وردت في الكتب الحديثة أيضاً، فقد تحدث عنها الفيلسوف الألماني (فريدريك نيتشه) في كتابه الشهير(زرادشت) الذي سيتمكن من أن يعيد مياه العدالة والحق إلى منابعها الأصلية بعد أن تكسرت السدود الأخلاقية، وتسربت محملة بالشوائب في عدة اتجاهات.
وكذلك الكاتب (بيكيت) في مسرحيته المشهورة (في انتظار غودو) الذي خلف وعده ولم يأت! وكتاب (رجال من السماء) (لجون واطسون) والكثير من الروايات.
لا يفوتنا بهذا الصدد الإشارة بأن المدونين الذين نقلوا لنا الأحاديث النبوية الشريفة والوقائع التأريخية مهما كانت منزلتهم كبيرة فإنه لا يمكن الركون لما كتبوه بشكل مطلق؛ لأنهم بشر ويتعرضون لمؤثرات داخلية وخارجية، وكذلك تأثير العوامل النفسية. فالفكر الإسلامي عموماً يزخر بالشوائب، وهو يحتاج إلى إعادة تقييم وغربلة لتنقيته مما علق به من أساطير وخرافات ودجل وشعوذة وانحراف عن القيم والمعايير الإسلامية العليا.

إن العقل الحر المستقل والمنطق السليم هما أفضل معيار للتمييز ما بين الفكر الإسلامي الصحيح والفكر الإسلامي المنحرف. ويبقى القرآن هو الفيصل الحاكم؛ لذلك جاء في سورة الأعراف: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف:3]، فأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كما هو معروف تعرضت إلى تشويه كبير، ولا سيما من الأعاجم، فقد جمعت في العصر الأموي وتحديداً في خلافة عمر بن عبد العزيز، أي: بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بزمن طويل، فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن تدوين أحاديثه نهياً باتاً، وسمح بتدوين القرآن الكريم فقط. وهذا النهي جاء بروايات الكثير من الصحابة رضي الله عنهم، منهم أبي هريرة وعبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري وعبد الله ابن مسعود والإمام الزهري وغيرهم. في رواية ذكر عبد الله بن عمر: "خرج علينا رسول الله يوماً كالمودع قال: «إذا ذهب بيّ فعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه»" [مسند ابن حنبل]. وفي رواية أخرى: "بلغ رسول الله أن أناساً قد كتبوا أحاديثه فصعد المنبر وقال: «ما هذه الكتب التي بلغني أنكم قد كتبتم, إنما أنا بشر، فمن كان عنده شيء فليأت بها، فجمعنا ما كتبناه وأحرقناه بالنار»"، وفي رواية لأبي سعيد الخدري: "استأذنت رسول الله أن أكتب حديثه فأبى أن يأذن ليً"، وروى زيد بن ثابت: "أن النبي نهانا أن نكتب حديثه"، وعن ابن مسعود كما ورد في سنن الدارمي: "جاء علقمة بكتاب فيه أحاديث عن رسول الله فدخلنا على عبد الله بن مسعود ودفعنا إليه الصحيفة فأمر بها فأحرقت، ثم قال: أكر الله رجلاً يعلمها عن أحد إلا أعلمني بها, بهذا أهلك أهل الكتاب قبلكم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهرهم"، بل في صحيح مسلم جاء الحديث النبوي: «لا تكبوا عني غير القرآن، ومن كتب عني فليمحه»، وذكر الإمام الزهري: "كنا نكره كتابة السنة حتى أكرهنا عليها هؤلاء الأمراء"، وبالطبع إن لهؤلاء الأمراء مآرب، ومع هذا فإن الصحابة لم يطيعوا الرسول الكريم في نهيه عن كتابة أحاديثه وأطاعوا الأمراء، فصار ما صار من تشويه ولاسيما على يد الفرس. لذلك تعرضت الأحاديث النبوية إلى تشويه كبير ومتعمد، من أشهر وضاع الحديث في العهد الأموي وما بعده (ابن أبي يحي ومقاتل بن سليمان ومحمد بن سعيد وعبد الكريم ابن أبي العوجاء) الأخير اعترف لما أمر محمد بن سليمان بقتله في أوائل العصر العباسي سنة 153هـ بأنه وضع (4000) حديث، حلل فيه الحرام وحرم فيه الحلال.

الحديث طويل وليس مرادنا من هذا المقال، ولكن القصد من عرضنا المبسط القول بأن الأحاديث النبوية المتعلقة بالإمام المنتظر موضع شك، سواء وردت في المصادر السنية أو الشيعية، طالما لا يوجد نص قرآني يؤيد ما جاء فيها، والحقيقة أن الكثير من العلماء شككوا في الأحاديث المتعلقة بالمهدي المنتظر، وذكر عبد الرحمن محمد عثمان في تعليقة على (تحفة الأحوذي): "يرى الكثيرون من العلماء أن كل ما ورد من أحاديث عن المهدي، إنما هي موضع شك ولا تصح عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، بل إنها من وضع الشيعة". وهو نفس رأي المحقق المعروف محي الدين عبد الحميد في تعليقه على كتاب السيوطي (الحاوي للفتاوى) بقوله: "يرى بعض الباحثين أن ما ورد عن المهدي والدجال هو من الإسرائيليات".

ليس من المنطق أن يأتي في آخر الزمان مصلح مرسل من الله جل جلاله ينجز ما فشل فيه الأنبياء؛ فينشر العدل، ويوقف الفساد دون أن يتحدث عنه القرآن ويفصل مهمته الربانية في سورة أو آية واحدة فقط! في حين وردت آيات عن الكفر والوأد والسرقة والزنا والسحت والظلم، وهي من الكبائر التي يحاربها المهدي بعد ظهوره كما يفترض. بل هناك سور وآيات تسمت أو تضمنت أسماء الأنعام والفيل والنحل والنمل والعنكبوت والبعوض والجراد والقمل والضفادع والحمير والبغال والكلاب والبقر.(( ولا توجد آية واحدة أو سورة واحدة تشير إلى المهدي المنتظر)) رغم أهميته ومهمته الجسيمة في إصلاح البشرية كما يزعم!

أما موضوع تأويل آيات القرآن الكريم وتفسيرها كيفما شاء لدعم فكرة المهدي، فهذا أمر لا يعول عليه مطلقاً، فقد أولت بعض الآيات لتمرير القضية بطريقة ساذجة يمكن أن تستغل وتوظف بنفس الطريقة من قبل أي طائفة، حتى وإن لم تكن إسلامية، منها على سبيل المثال الآية الكريمة من سورة الأنبياء: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ [الأنبياء:105] ، فذكروا بأن المقصود هو المهدي! وكذلك الآية الكريمة في سورة النور: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾ [النور:55] ، وذكروا أن المقصود بالآية هو المهدي، مع أن سياق الآيات السابقة يسير في منعطف آخر. فهذه الآيات لا تشير إلى فكرة المهدي بصريح العبارة لا من حيث التسمية ولا المهمة.
وفي الوقت الذي يدعي فقهاء الإمامية بأن لديهم أكثر من (3000) حديث يتعلق بالمهدي، يظهر التساؤل التالي: إن كان الأمر بهذه الأهمية؛ فكيف يُبرر عدم وجود إشارة واضحة وصريحة للمهدي في القرآن الكريم؟
شخصية المهدي شخصية قلقة جداً، تضم تشكيلة غريبة من المتناقضات، وإشكالية في كل الأمور المتعلقة به منذ ولادته وحتى اختفائه المزعومين. حتى أن كبير علماء الإمامية ابن بابويه القمي ذكر في كتابه كمال الدين: "رجعت إلى نيسابور وأقمت فيها فوجدت أكثر المختلفين عليّ من الشيعة، قد حيرتهم الغيبة، ودخلت عليهم في أمر القائم الشبهة". ويشاطره الرأي العلامة الطوسي بقوله: "تأملت مولد قائمنا وغيبته، وإبطاءه، وبلوى المؤمنين من بعده في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته، وارتداد أكثرهم عن دينه". حتى إن كبير علماء الإمامية أبو سهل النوبختي الذي عرف بمناظراته مع بقية الفرق الإسلامية، كان يحرج في موضوع المهدي فلم يجد مندوحة من القول بأنه: "مات الإمام الحادي عشر، ولكنه ترك ولداً هو خليفته، وبعده تواصل نسل الأئمة دون انقطاع، إلى أن يرسل الله ذات يوم النسل المختفي الأخير إلى الأرض" [الفهرست/176].
عجباً! يتناسلون بالخفاء وليس على الأرض! صدق من قال: حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له.
الطريف أن النوبختي في روايات شيعية أخرى التقى بصاحب النسب المختفي كما يروي الطوسي [الغيبة/175].
الإشكالية الأخرى مع أسمائه العديدة؛ فلم نشهد لنبي أسماء مثله، فقد أوصلها النوري الطبرسي (99) اسماً كأسماء الله الحسنى، ومنها: (المهدي، محمد، المنتظر، القائم، الغائب، الصاحب، الحجة، الخائف، الخلف، أبو صالح، الناحية، الطاغية)، وقد وقعوا في إشكال حول اسمه، ففي حديث نسبه الترمذي للرسول صلى الله عليه وسلم: «لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي»، والنبي اسمه (محمد بن عبد الله)، والمهدي اسمه (محمد بن الحسن)، وهذا يعني أنه ليس المهدي إذا افترضنا جدلاً صحة الحديث، وإنما رجل آخر يحمل اسم (محمد بن عبد الله).
ولحل هذه الورطة اتبع الطوسي نفس طريقة الطبرسي باعتماد الكنية بدلاً من الاسم، وحتى الاسم فيه إشكال، فقد ورد في الأنوار النعمانية حديثاً للإمام الصادق جاء فيه: "صاحب الأمر (أي المهدي) رجل لا يسميه باسمه إلا كافر". كما أورد الكليني حديثاً عن الإمام أبو الحسن: "إنكم لا ترون شخصه، ولا يحل لكم ذكر اسمه، وقولوا الحجة من آل محمد عليه السلام"، وحديث آخر لأبي الحسن أيضاً: "لا يرى جسمه ولا يسمى اسمه". ولكن في نفس الكتاب نجد حديث آخر عن أبيه العسكري يقول فيه لأمه المجهولة: "ستحملين ذكراً اسمه محمد، وهو القائم بعدي" فهل الإمام العسكري يعد كافراً لأنه دعاه باسمه؟ أم يحق له كأب أو كإمام أن يسميه باسمه؟ وهذا الأمر لم يناقشه الأئمة أو من رووا عنهم.
ومع كل هذه الأحاديث ظهر أخيراً في إيران وشاهدنا شخصه!
فبالنسبة لولادته: تقول طائفة بأنه لم يولد أصلاً، فقد كان أبوه عقيماً، ورغم كثرة أزواجه وجواريه لكن لم تحمل أي منهن مما يؤكد هذا العقم.
وقد ذكر الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد: "لم يظهر له ولد في حياته، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته". وهذا ما أكده أقرب الناس إليه وهو عمه جعفر الذي أكد بأن أخاه العسكري لم يخلف ولداً فرفضت روايته. في حين قبلت رواية أحد مواليه (عثمان بن سعيد) المستفيد من الخمس بأن له ولداً اختفى وعمره (4) سنوات، وأنه – أي: عثمان - وكيله باستلام الخمس والولاية.
والغريب أن كليهما (جعفر وعثمان) غير معصومين، لكن جعفر من آل البيت! فلماذا قبلت رواية الغريب ورفضت رواية الأخ؟ كما أن رواية عثمان بن سعيد مستقاة من حكاية يتيمة انفردت بذكرها حكيمة (عمة الحسن العسكري وهي غير معصومة أيضاً) بقولها أن العسكري أخبرها: "فإذا غيب الله شخصي وتوفاني ورأيتي شيعتي قد اختلفوا فأخبري الثقات منهم – يعني: عنده الخبر اليقين - فإن ولي الله يغيبه الله عن خلقه، ويحجبه عن عباده فلا يراه أحد، حتى يقدم جبرائيل فرسه ليقضي الله أمراً كان مفعولاً".
ويلاحظ أن المسعودي أول من مهد لاختفاء المهدي، حيث زعم أن أبيه العسكري كان يحتجب عن الناس بستار فلا يروه أتباعه وزوراه، ولم يكن بوسع الناس رؤيته إلا حين ذهابه للخليفة. والغرض من هذا الكلام هو التمهيد لاختفاء الأئمة والتعود على عدم رؤيتهم [إثبات الوصية للمسعودي/256].
في غيبة الطوسي يذكر بأن حكيمة رأته وفقدته "بعد 7 أيام من ولادته". وفي رواية أخرى: أن حكيمة بعد (40) يوماً من ولادته رأته يمشي في دار أبيه وفقدته بعد ذلك. وفي رواية أخرى: أنها كانت تزوره كل (40) يوماً، وآخر زيارة كانت بأيام قلائل قبل وفاة أبيه العسكري، وكان عمر المهدي آنذاك (5) سنوات.
وفي رواية أغرب من روايات الخيال العلمي أنها رأته رجلاً ناضجاً في حياة أبيه. هذه المرة وليس ابن أربعين يوماً! فقد جاء في كتاب إكمال الدين عنها: "رأيته رجلاً فلم أعرفه. فقلت لابن أخي: من هذا الذي تأمرني بالجلوس بين يديه؟ فأجاب: هو ابن نرجس خليفتي من بعدي".
والطريف أن مصادر الشيعة الرئيسة، كإرشاد الشيخ المفيد، وإعلام الورى للطبرسي، وكشف الغمة للإربلي، ومنتهى الآمال لعباس القمي، وجلاء العيون للمجلسي وغيرهم. تؤكد عقم العسكري: "فلما دفن العسكري طلب ولده فلم يجدوا له ولداً، ثم تبين بطلان حمل جاريته، عندها وزع ميراثه بين أمه وأخيه جعفر وثبت ذلك عند القاضي (قاضي سامراء ابن أبي الشوارب)".







التوقيع :
حساب وقناة اخونا أبو عمر الباحث مكافح الشبهات :
..
https://twitter.com/AntiShubohat
..
https://www.youtube.com/user/AntiShubohat/videos

حساب وقناة اخونا - حبيب المهتدين - رامي عيسى :
https://twitter.com/RAMY_EASA2016

https://www.youtube.com/channel/UCtm...Uf8_3yA/videos
من مواضيعي في المنتدى
»» طريقة التفأول عند الاسماعيليه .. أغرب ماقرئت في حياتي !!
»» ما هكذا تُورد الابل يا يمام
»» الكاهن الضال المضل مقتدى الصدر يسجد لقبر ابيه
»» العلامة بن تيمية
»» يارافضة : صوموا عاشورا و اقتدوا بالحسين الذي صام عاشورا يوم استشهادهـ
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:41 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "