ليتك وضعت النقاط على الحروف بحقها , ولم تكتب بما في رأسك هداك الله تعالى والإفادة بالعلم لا بالنثر يا منتظر , الوهابية ليست بجماعة كما يقول بعض البشر بل الوهابية دعوة توحيد وكما أرى لم تعقب على كلام الشيخ ( محمد بن عبد الوهاب ) في الرسائل , بل أكتفيت بالنقاط التي لا أرى فيها إلا الوهن أصلحك الله تعالى وعليها يجب أن تأصل الكلام بدلاً من ألقائهِ بهذه الطريقة , وكم أحب أن تعقب على كلام الشيخ في رسائلهِ هنا يا منتظر حتى أنتفع بما لديكم من العلمية في هذا .
يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله :
( لست ولله الحمد أدعوا إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم ، بل أدعوا إلى الله وحده لا شريك له ، وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم وأرجوا أني لا أرد الحق إذا أتاني ، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلها على الرأس والعين ، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي حاشا رسول الله صلى الله عليه فإنه لا يقول إلا الحق .. ) مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب - القسم الخامس (الرسائل الشخصية ) ص252 .
وإن لم تفهم كلام الشيخ في كتابهِ هنا ومعنى حرفهِ أقول على عقلك السلام يا زميل , فالشيخ لم يؤسس شيء , بل قام بدعوة والدعوة قامت على ( التوحيد ) ولم تقم على غير هذا وأما ما قاله الشيخ سفر الحوالي حفظه الله تعالى , فالوهابية إنما هذا مصطلح أطلق على أهل السنة كما أطلق السلفية , وهذه مسميات رغم عدم وجودها إلا أنها دليل على ( النهج الصحيح في إتباع الوهاب ) وكذلك ( السف الصالح ) ورحم الله إمرءٌ عرف قدر نفسهِ , في حين نرى إفتراق الشيعة إلي أكثر من 12 فرقة وكلها تختلف عن الأخرى بالكفر والإعتقاد الذي لم أرى له مثيل في حياتي .
وإن تحدثنا عن ( الوهابية ) فنحن نتحدث عن دعوة إسلامية إلي التوحيد ولم نتحدث عن مسألة عقائدية جديدة , بل إثبات التوحيد لله تبارك وتعالى , والدعوة إلي الله ورسولهِ في حين لو أردنا أن نتحدث عن الشيعة الرافضة والإثنى عشرية والزيدية والفطحية والعلوية وغيرها من الفرق الشيعية لوجدنا أن لكل منهم مذهب جديد يدعوا إليه هذا والله تعالى المستعان , فإن أردت أن تتكلم عن الوهابية عليك إنتهاج منهج علمي في بيان الحقائق , وإلا فأنت لا تعرف عن الوهابية إلا إسمها والله تعالى المستعان , ويجب عليك أن تتكلم بعلمٍ في الوهابية فهي ليست ( مذهب ) كما صرح شيخ الإسلام إبن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في الرسائل الشخصية.
بإمكاني أن أنقل لك الكثير من المقالات في بيان الحقيقة الكاملة لهذه الدعوة النقية , لكن الظاهر انك لا تتعب نفسك بالقرآءة يا زميلي العزيز ولهذا سأختصر الطريق عليك في مسألة الدعوة للشيخ محمد بن عبد الوهاب وأرجوا أن تكون هذه آخر مشاركة لنا في هذا الباب ولا تثقل كاهلك بالتكرار للكلام , وقد أكثرت وأسهبت في الحديث وليتك أتيت بجديد زميلي العزيز ولكن لا بأس بذلك إليك البيان .
كان جوهر دعوته -رحمه الله- تصحيح العقيدة والتركيز على التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده, وتحقيق معنى اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولاسيما الموقف المتعلق بالقبور والأضرحة والغلو في حق الاولياء والصالحين وقد آزره وتبنى دعوته الامام محمد بن سعود -رحمه الله- وكانت مكاتباتهم لمن حولهم من الأمراء والولاة والأقطار, ليس فيها قضية سياسية, ولا مطمع توسعي, ومع هذا قامت قيامة الأقطار من حولهم, وثارت ثائرتهم وألصقوا التهم ولفقوا الأكاذيب. وما كانت هذه المكاتبات الا لبيان معنى لا اله الا الله والنهي عن التعلق بغير الله. يكتب بذلك للسلاطين والعلماء, ولكن سرعان ما يذهب العجب حينما نعرف حقيقة ديننا والمنهج الوسط الذي يقوم عليه المتمسكون به. ويمكن توضيح ذلك من وجهين:
أولهما: ان من اهم خصائص الإسلام الدين الخاتم للاديان والذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة الى ان يرث الله الارض ومن عليها. وانه دين ينظم الحياة كلها, فالاسلام دين الدنيا والآخرة, على حد قوله سبحانه: {قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين...} (الأنعام:162). وقوله: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة...} (البقرة:201). وقوله: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} (القصص:77). فهذا دين الله الشامل جمع بين حق الله وحق العبد وبين امر الدنيا وأمر الآخرة.
فالتوحيد حق الله, والعبادة حق الله, وبتحقيقها وتجريدها يتحرر الانسان من عبودية غير الله ولاسيما عبودية الانسان للانسان, ناهيك بعبودية المخلوقات الأخرى والأوهام. ومن ثم فلا يكون المسلم الموحد مستبداً ولا يرضى بالاستبداد فالحكم لله وحده.
ومن أجل هذا فإن أهل السنة والجماعة (منهج السلف الصالح بمفهومه الصحيح) هم الأكثر فهماً لحقيقة دين الله, وينبغي ان تسترجع اسماء بعضهم في تاريخ الاسلام المجيد ممن وقفوا في وجه الظلم, والتعدي على نقاء الاسلام وصفائه بأسلوبه الحكيم, ومنهجه الحق. امثال الامام احمد بن حنبل وشيخ الاسلام ابن تيمية, رحمة الله عليهم اجمعين.
الأمر الثاني: عنصر الحركة والحياة في الإسلام الحق, قال تعالى: { أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها} (الانعام:122). {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} (الأنفال:24).
فهو حياة وحركة, يتجسد ذلك في مقصود الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمناصحة لكل الفئات والطبقات, وفي الحديث: (الدين النصيحة, قلنا: لمن يا رسول الله? قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) (رواه مسلم), فهذا يخاطب أئمة المسلمين كما يخاطب عامتهم, يخاطب علماءهم كما يخاطب عوامهم.ومن اجل هذا يقال وبكل ثقة ان كل عناصر التفوق التي حققتها بلاد الحرمين في خططها التنموية وتطوراتها المتنوعة التي اخفقت فيها دول اخرى ناتج عن التزام المملكة بمنهج السلف الصالح بكل اصالته وحيويته. ويتجلى ذلك في النقاط التالية:
- الاعلان الصريح بتبني هذا المنهج.
- الحكم بما أنزل الله في جميع شؤون الحياة.
- ازالة مظاهر الشرك والبدع والخرافة.
- التربية العقدية (تربية العامة والخاصة).
- تبني نشر منهج السلف عملياً.
وهذا تفصيل لبعض هذه النقاط والمعالم:
حقيقة منهج السلف: هو المتمثل في قوله عليه الصلاة والسلام: (من كان على مثل ما أنا عليه واصحابي) فهو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي اصحابه علماً وعملاً ومنهجاً وتشريعاً وعقيدة وعبادة. وهو ليس حزبا ولا تحزبا. يتجلى في قوله صلى الله عليه وسلم: (وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة..). ومن ابرز معالمه التي تميزه عن غيره:
- تحقيق التوحيد وتقريره والتحذير من ضده بشكل يتجلى فيه تميز هذا المنهج عن غيره. -الولاء والبراء (ديني محض), وعلى هذا تذوب حزبيات الفرق والعصبية والاقليمية والطائفية والمعيار هو الايمان والتقوى والعمل الصالح.
- القوة في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تحقيقا للمصالح وتكثيرها ودرءا للمفاسد وتقليلها. -المفهوم الشمولي المتكامل لدين الاسلام عقيدة وعبادة وسياسة واقتصادا وتعليما في كل جوانب الحياة على حد قوله سبحانه: {قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له} الانعام 162-163,.
ويتجلى وضوح هذا المنهج في ممارسة المملكة وتطبيقاتها فهي لم تستسلم للواقع بمخلفات عصور الجمود امام الثورة الحضارية الغازية, ولم ترفض تراث امتها او نظرت اليه باحتقار وانهزام.
لم تفرق ولن تفرق بين قولنا ( سني _ وهابي ) فالسني هو الوهابي أيها الزميل , وأما التأويل فقد إنفرد به الأشاعرة , وقلنا لك إن لفظ أهل السنة والجماعة إطلق على من يثبت الصفات لله تبارك وتعالى دون تأويل , ولا يصح أن نقول أن إبن حجر من الأشاعرة لأجل موافقتهم في بضع المواقف في العقيدة , وقد أسسنا وصرحنا في أكثر من موطن إختلاف إبن حجر عن الأشاعرة ومع ذلك تأتينا بما نعرف في موافقة إبن حجر رحمه الله للأشاعرة في المواطن هذه والله المستعان , قلنا ونعيد الكلام زميلنا الكريم الوهابي هو السني هو السلفي , والأشاعرة أصلحك الله لا يجوز إدخالهم في مصطلح أهل السنة والجماعة لأنهم يؤولون الصفات , في حين أن إبن حجر لم تكن أشعريتهُ بالواضحة , بل لم يصرح رحمه الله تعالى بأشعريتهِ في أيٍ من كتبهِ , بل أطلق الأشعرية عليه الأشاعرة لينسبوه إليهم , وهذا لا يجانب الصواب حتى أصلحك الله فالموافقة كما بينت لك خلاف الإعتقاد .
لم أترك أحد , وهناك دراسات واسعة في منهجية وإعتقاد الشعراوي رحمه الله تعالى , فكثير من نسبهُ إلي الأشعرية ولم يصح ذلك كما درس أهل العلم وبين ذلك , أما السبكي فقد كان صوفياً قبل أن يكون سنياً فهداك الله تعالى يجب أن تضع النقاط على الحروف كما تقول وأراك تكثر من المبحث حول مسائل لا أساس لها , وأخذت من تكلم في أهل السنة من ناحية مشيختها المباركة رحمهم الله تعالى فالقرضاوي قد تركهُ غير واحد من محدثي العصر , والسبكي تقي الدين السبكي كان من الأشاعرة صوفي أشعري قبل أن يتسنن ويهتدي رحمه الله تعالى , أما الشعراوي فلا يصح نسبهُ إلي الأشعرية وقد سبق وأن حقق هذا الأمر في ملتقيات أهل الحديث والأثر , فالمشيخة الذين ذكرتهم في النقطة الخامسة قد سبق النظر في إعتقادهم ومباحث كثيرة ولو تتعب نفسك لوجدت ذلك .
أما قصرك بمشيخة أهل السنة بل أكابرهم عليهم الخمسة , فوالله هذا جهل منك .
وأما الدليل على إفلاسكم هداك الله تعالى , في النقطة الخامسة حيث أشرت إلي أن كلام شيخ الإسلام وتركتهُ , وأصلت وتمسكت بكلام الشيخ أبو زهري , وحق لي التعجب من هذا المفهوم أصلحك الله فهذا الأمر لا يستقيم ولعل الشيخ رحمه الله تعالى يجيب عليك وعلى الشيخ أبو زهري .
الدرر السنية (1/66) .
قال رحمه الله : ( وأما الكذب والبهتان فمثل قولهم إنا نكفر بالعموم , ونوجب الهجرة إلينا على من قدر من إظهار دينهِ , وأنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل , ومثل هذا وأضعافهُ من الكذب والبهتان الذين يصدون به الناس عن دين الله ورسوله , وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر , والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم , فكيف نكفر من لم يشرك بالله تبارك وتعالى إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل , ( سبحانك هذا بهتانُ عظيم ) .... ) إنتهى كلامه رحمه الله تعالى وأسكنهُ الجنه .
وكم أرجو أن يكون الكلام واضح , فكتاب ( الدرر السنية ) قد أثنى عليه خيرة العلماء , وما فيه من الدرر العظيمة في نصرة السنة والدين , ويبقى الإختلاف في كلامك حول أشعرية إبن حجر وسيكون كلامنا بالوثائق بإذن الله تعالى , في هذا الباب , وليتك تكلمت بشيءٍ خلاف ما ترى فقط وأنصفت المبحث حتى لا يكون لك من العنصرية نصيب في حوارنا أصلحك الله تعالى ويجب أن نجعل من الكلام أصلاً لا أن نجعل الكلام كما تقتضيه نفسك يا منظر النبوي , ولهذا فإترك الكذب .
فحاول أن تفرق بين السبكي , وبين إبنهُ والله المستعان .
وإن لم تخني ذاكرتي , فإالسبكي هو المهتدي وإبنهُ هو المتعصب للأشعرية .
من المعلوم أن إمام الأشعرية المتأخر الذي ضبط المذهب وقعد أصوله هو الفخر الرازي ( ت 606 هـ ) ثم خلفه الآمدي ( 631 هـ ) والآرموي ( 682 هـ ) فنشرا فكره في الشام ومصر واستوفيا بعض القضايا في المذهب ( وفكر هؤلاء الثلاثة هو الذي كان الموضوع الرئيسي في كتاب درء التعارض ) وأعقبهم الأيجي صاحب المواقف ( الذي كان معاصراً لشيخ الإسلام ابن تيمية ) فألف (( المواقف )) الذي هو تقنين وتنظيم لفكر الرازي ومدرسته وهذا الكتاب هو عمدة المذهب قديماً وحديثاً .
وقد ترجم الحافظ الذهبي – رحمه الله – في الميزان وغيره للرازي والآمدي بما هم أهله ، ثم جاء السبكي – ذلك الأشعري المتعصب – فتعقبه وعنف عليه ظلماً ، ثم جاء ابن حجر – رحمه الله – فألف لسان الميزان فترجم لها بطبيعة الحال – ناقلاً كلام ابن السبكي ونقده للذهبي – ولم يكن يخاف عليه مكانتهما وإمامتهما في المذهب كما ذكر طرفاً من شنائع الآرموي ضمن ترجمة الرازي .
فإذا كان موقف ابن حجر لأن موقفه هو الذي يحدد انتماءه لفكر هؤلاء القوم أو عدمه ؟ إن الذي يقرأ ترجمتيهما في اللسان لا يمكن أن يقول إن ابن حجر على مذهبهما أبداً ، كيف وقد أورد نقولاً كثيرة موثقة عن ضلالهما وشنائعهما التي لا يقرها أي مسلم فضلاً عمن هو في علم الحافظ وفضيلته ؟
في ذكر أهم الكتب التي إعتمد عليها الإمام ( إبن حجر ) في العقيدة .
ولعلها تبين لنا حقيقة الكتب التي إعتمد عليها في تصنيف كتاب ( فتح الباري ) .
وأن أكثر من ألف هذه الكتب هم من أهل السنة , ورجوع كثير عن الأشاعرة .
كبداية لا بد الإشارة إلي الكتب العقائدية التي إعتمد عليها الحافظ إبن حجر رحمه الله تعالى , في هذا الباب , وأولها كما نرى في الوثيقة ( إعتمد على كتب السلفية وأكثر منها ) وفي المقالات والتفن ( طبعاً ) لعلماء أهل السنة , والإيمان هذا لأبي قاسم البغدادي من السلفية وإعتمد عليه إبن حجر فإعتمادهُ في كتب العقيدة على أقل ما يكون في الأشاعرة , وهذا لا يعني أنهُ كان يعتقد الإعتقاد الأشعري في كتابهِ ( فتح الباري ) زميلنا المحترم ( منتظر النبوي ) فإبن حجر كما يتبين لنا وأول الكتب التي إعتمد عليها في تصنيف كتبهِ وهو ( الإيمان ) لأحد أعلام السنة فتأمل وبعدها تكلم .
وكما نرى هنا إعتمادهُ على ( أحمد بن حنبل ) وهو إمام أهل السنة , كذلك على ( الإمام البخاري ) وهو أحد أعلام الأمة وأمير المؤمنين في الحديث والعقيدة , فلا يصح القول بأن الإمام البخاري كان من المجسمة والعياذ بالله أو المؤولة ولا يقول بهذا إلا جاهل , أو كافر لا يعرف من أين يخرج الكلام في رأسهِ , كذلك على الثقة الجليل ( نعيم بن حماد ) وهو من الثقات المعتبرين في الحديث والعقيدة , فكم من أعلام الحديث من أثنى عليه خيراً , وفي الحاشية إعتمادهُ على الكتب هذه وأين فتأمل الحاشية والتعليقات عليها حتى يكون لنا كلام واضح في هذا الباب زميلنا .
وإعتمد كثيراً على كتاب الإمام البخاري ( خلق أفعال العباد ) .
وإنظر المواضع التي صنف فيها إبن حجر الكتب التي إعتمد عليها , وأين نجد هذه الكتب في كتاب الفتح وكيف إعتمد عليها , والإعتماد الأكبر كان لكتب أهل السنة وليس كتب الأشاعرة في هذا الباب , وقلنا أنه وافق بعض الأشاعرة في الإعتقاد إلا أن الإعتقاد الكامل لا يصح قوله في إبن حجر رحمه الله تعالى وما هذا إلا من الجهل المفرط زميلنا الكريم , ويجب عليك أن تضع النقاط على الحروف كما سنضعها نحن بإذن الله تعالى في هذا المبحث يا زميل .
إنظر هنا وإلي الحاشية حيث إعتماد إبن حجر على هذه الكتب في العقيدة وهي لأعلام أهل السنة , وليس لأحد فكان الإعتماد الأكبر لأبن حجر على كتب السلفية رحمه الله تعالى , فلا يصح إعتبار إبن حجر العسقلاني من الأشاعرة , فضلا عن نقدهِ لهم وإن الموافقة لا تقتضي بالضرورة نسب إبن حجر رحمه الله تعالى إلي الأشعرية , فالعاقل يفهم هذا من الباب الاول في المبحث .
وهنا لا يخفى , على طلبة العلم من يكون هؤلاء الأعلام , ومن هم في عقيدة أهل السنة والجماعة النقية , سبحان الله تريد أن تجعل إبن حجر رحمه الله أشعري , في حين أن الموافقة لا تعني أنهُ اعتقد , وهذه الكتب لأعلام أهل السنة والجماعة , وإنظر إلي التعليقات أين إستدل إبن حجر رحمه الله تعالى بهم في كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري , وينفي كونهُ من الأشاعرة .
أما كتاب البيهقي , فقد كان متأثر في الأشاعرة إلي حدٍ كبير , وقد ظهر لنا هذا الأمر من المبحث الذي أجريناهُ حول إبن حجر والإستدلال بها , فالتأثر خلاف الإعتقاد كذلك إلا أنهُ تأثر إلي حد بعيد بالأشاعرة رحمه الله وغفر لهُ , وهنا موضع في الموافقة ولكن الموافقة لا تقتضي بالضرورة الإعتقاد فإن إبن حجر رحمه الله تعالى خالفهم كثيراً في أمور وقد ذكرناها , ولعلنا نبين المزيد منها في هذا الباب بإذن الله تعالى , وأرجوا أن تعرني نظرك في هذا الباب يا زميل ولا تطل الكلام بلا نفع .
ولعلني أشير إلي ما أشار إليه الشيخ , في دراستهِ هذه ( يظهر ذلك جلياً من خلال كتاب " البيهقي وموقفه من الإلهات " لفضيلة الدكتور أحمد بن عطية الغامدي ) وهو أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى في مكة المكرمة حفظها الله تعالى إن لم أكن من المخطئين في هذا الأمر , ولكن الإعتماد على كتاب البيقهي في هذا الباب , لا يعني أنهُ رحمه الله تعالى كان من المعتقدين بالأشاعرة , فلا يجوز قول ( إبن حجر أشعري ) لأستدلاله ببعض ما كتب الأشاعرة , كالقشيري , أو ( البيقهي ) وهو من المتأثرين بعقيدتهم في مبحث هذا الأمر والله تعالى أعلى وأعلم .
فالإعتماد الكلي كان على كتب ( السلفية ) أما إعتمد على ( 2 ) من المتأثر بعقيدتهم .
إلي صوفي الإعتقاد , وهذا لا يعني أن الأمر إنطلق بأكملهِ في هذا الباب حو إبن حجر .
أنهُ من الأشاعرة بل لا يقول بمثل هذا الأمر إلا جاهل يا زميل فتأمل .
ولعلك تركز على ( الفخر الرازي ) فالإجابة في الوثيقة الثانية في هذا الباب , ولن أعلق بل ثبت ترك الفخر الرازي لأعتقاد الأشاعرة , وذلك نص عليه غير واحد من أهل العلم , ولا أدري حقيقة كيف لمثلك أن يتكلم بما لا يدري يا زميلي الكريم , فهذا المبحث أوسع من أن يتحدث فيه أحد الرافضة نسأل الله تعالى السلامة من هذا الجهل المبين يا ولدي , فإنظر إلي هذه الوثيقة الآن وتأملها جيداً وإن العلة في مبحثنا هو الإعتقاد لأبن حجر العسقلاني هل كان من الأشاعرة أم لم يكن من الأشاعرة ويجب بيان ذلك بإذن الله تعالى , وقد أسهبت في الكلام في النقاط التي أثبت لك فيها مخالفة إبن حجر للأشاعرة إلا أنك أبيت أن تفهمها , والله تعالى المستعان على ما تصفون .
إنظر إلي ما أشرتُ إليه باللون الاخضر من رجوع ( الفخر الرازي ) عن الإعتقاد الأشعري وتركهِ لهُ , وهذا ثابت ولو أتعبت نفسك بالنظر إلي كتب أهل السنة والإعتقاد لعرفت انهُ رجع عنهُ وقد تكلم غير واحد من أهل العلم والمشائخ في هذا الباب فلا أدري كيف تحكمون يا زميل , وهل في الكلام خلاف ما يثبت لدينا في الكتب والحمد لله تعالى على نعمة التسنن .
أما أبكار الأفكار إستدل فيه إبن حجر في موضع واحد .
كذلك العقيدة للشيخ الصوفي إستدل فيه في موضع واحد .
ويتضح لنا إستدلالهُ بكتاب البيقهي في أكثر من موضع وهو من المتأثرين بالأشاعرة , وبعض علماء الأشاعرة , في موضع واحد وليس في أكثر من موضع في كتاب الفتح لأبن حجر فينتفي بذلك عنهُ أنهُ من الأشاعرة , وعليه يجب العلم بأمرٍ مفروغ منهُ ولا يصح الكلام بما لا يدري المرء حتى لا يقع في الإحراج زميلنا الكريم , وأرجو منك أن تفهم الكلام والإستدلال في هذه الكتب التي أكثرها من المعتقد السلفي النقي والحمد لله إلا أن الكتب التي إستدل بها من كتب الأشاعرة في موضع واحد ولم يستدل فيها كثيراً رحمه الله فكيف يثبت عليه الإعتقاد الأشعري ......... !!!!!
فإلي أصحاب العقول , أين كتب الأشاعرة التي أكثر من الإستدلال بها إبن حجر رحمه الله تعالى , فإبن حجر كان يعز الأقوال إلي أصحابها , والموافقة في كتب الأشاعرة لا تعني الإعتقاد الكامل لأبن حجر بإعتقاد الأشاعرة أصلحك الله , وسنبين ذلك بإذن الله تعالى في المشاركات القادمة علها تتضح المسألة ويظهر لنا ما كان عليه إبن حجر وهو الإعتقاد السليم , إلا أن الموافقة رحمه الله في بعض إعتقاد الأشاعرة لا تعني خروجه من مصطلح أهل السنة والجماعة .