العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > الرد على شبهات الرافضة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-17, 07:56 PM   رقم المشاركة : 1
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ..

( لما نزلت هذه الآية ( وآت ذا القربى حقه ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك )

هذه هى مضمون الشبهة كما يتناقلها الشيعة بإختصار و طبعاً يحتجون علينا بما ورد في بعض المصادر ليثبتوا لنا صحة هذا الحديث ..

فالرد :

ليس كل ما ورد في مصادر أهل السنة صحيحاً لا سيما كتب التفاسير فالعبرة هى صحة السند و سلامة المتن ..

و لا يصح أبداً أن يحكم على صحة الحديث من خلال المكانة العلمية للمؤلف عند أهل السنة و الجماعة ..

و كمثال لتقريب الصورة : روى الكليني في كتابه ( الكافي ) :

محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: "دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم القائم عليه السلام، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي".


فهذا الحديث يذكر أن ( جابر بن عبد الله ) وجد عند السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها ( أي أن الأسماء المذكورة في اللوح هم من ذريتها حصراً ) ثم عدهم فكانوا ( اثنى عشر ) فإذا كان الآئمة 12 من ذريتها و نضيف عليهم المعصوم الأول - علي رضي الله عنه - فيكون عدد الآئمة 13 و ليس 12 فهل يلتزم الشيعة بصحة الحديث نظراً لمكانة الكليني عندهم ؟

و كذلك الكتب السنية بإستنثناء الصحيحين ..

***

يحتج الرافضة بتفسير أبن كثير لذكره حديث ( وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا أبو يحيى التيمي حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت هذه الآية ( وآت ذا القربى حقه ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك ثم قال لا نعلم حدث به عن فضيل بن مرزوق إلا أبو يحيى التيمي وحميد بن حماد بن أبي الخوار [ ص: 69 ]

وهذا الحديث مشكل لو صح إسناده لأن الآية مكية ، و فدك إنما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة فكيف يلتئم هذا مع هذا
)

قلت :

بالإضافة لما قاله ( ابن كثير ) نضيف بأن السند ( ضعيف ) ففيه ( أبو يحيى التيمي : هو إسماعيل بن إبراهيم الأحول و هو ضعيف )

ففي كتاب : تقريب التهذيب

إسماعيل بن إبراهيم الأحول أبو يحيى التيمي الكوفي ضعيف


و في كتاب : المجموع في الضعفاء والمتروكين

إسماعيل بن إبراهيم الأحول أبو يحيى التيمي ضعيف كوفي

***

أما الراوي الآخر : عباد بن يعقوب :

http://www.dd-sunnah.net/forum/showp...27&postcount=8







الصور المرفقة
   
 
قديم 25-04-17, 08:44 PM   رقم المشاركة : 2
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة

6570 - (لما نزلت هذه الآية: {وآتِ ذا القُربى حقَّه} ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك) .
موضوع.
أخرجه البزار (3/55/2223) من طريق أبي يحيى التيمي:
ثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد قال:....فذكره، وقال:
" لا نعلم رواه إلا أبو سعيد، ولا حدث به عن عطية إلا فضيل. ورواه عن فضيل أبو يحيى، وحميد بن حماد وابن أبي الخوار".
قلت: وهذا إسناد ضعيف، عطية - وهو: العوفي -، ضعيف مدلس تدليساً خبيثاً، كما كنت بينته في المجلد الأول تحت الحديث (24) .
وأبو يحيى التيمي - اسمه: (إسماعيل بن إبراهيم الأحول) -: شيعي، قال الذهبي في "المغني":
"مجمع على ضعفه".
لكنه قد توبع من حميد، كما ذكر البزار وغيره - كما يأتي -، ووقع في "كشف الأستار": (حميد بن حماد وابن أبي الخوار) ، وأنا أظن أن الواو في: (وابن) مقحمة من بعض النساخ، فإنه (حميد بن حماد بن أبي الخوار) - كما في
"التهذيب" وغيره من كتب الرجال -، وهو ضعيف، ومن الغريب أن هذا الإقحام نفسه وقع في "مختصر الزوائد" المطبوع (2/90) ، وجاء عقبه قول الحافظ:
"قلت: هما ضعيفان".
وهذا مما يؤكد الإقحام، لأنه يعني أبا يحيى وحميداً هذا، وإلا، كانوا ثلاثة فتأمل. وعلى الصواب وقع في "تفسير ابن كثير" (3/36) .
وتابعهما سعيد بن خيثم، وهو صدوق، لكن الطريق إليه ليَّن، فقال أبو يعلى في "مسنده" (1075 و 1409) : قرأن على الحسين بن يزيد الطحان هذا الحديث فقال: هو ما قرأن على سعيد بن خيثم عن فضيل به.
والطحان هذا، ليَّن الحديث - كما في "التقريب" -.
وتابعه علي بن عابس عن فضيل به.
أخرجه ابن عدي (5/190) في ترجمة علي هذا وقال:
"يروي أحاديث غرائب، وهو مع ضعفه يكتب حديثه".
وقال الذهبي في "الميزان" عقب حديثه هذا:
"قلت: هذا باطل، ولو كان وقع ذلك، لما جاءت فاطمة رضي الله عنها تطلب شيئاً هو في حوزتها وملكها، وفيه غير علي من الضعفاء"، كأنه يشير إلى: (عطية) .
وقال الحافظ ابن كثير - بعد أن ساقه من طريق البزار -:
"وهذا الحديث مشكل - لو صح إسناده -، لأن الآية مكية، و (فدك) إنما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة، فكيف يلتئم هذا مع هذا؟ فهو إذن حديث منكر، والأشبه أنه من وضع الرافضة. والله أعلم".
قلت: وفي كلام الذهبي المتقدم إشارة إلى قصة مجيء فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه - تسأله نصيبها مما ترك صلى الله عليه وسلم من خيبر و (فدك) ، واحتج رضي الله عنه بقوله صلى الله عليه وسلم:
"لا نورث، ما تركنا صدقة".
متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها، وفي معناه أحاديث، فانظر "الصحيحة" (2038) ، و "مختصر الشمائل" (336 -342) .
(تنبيه) : لم يعز الهيثمي هذا الحديث في "المجمع" للبزار، وإنما قال (7/49) :
"رواه الطبراني، وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف متروك".
وأنا أظن أن عزوه للطبراني وهم، فإني لم أره في "المعجم الكبير" - وهو المراد عند الإطلاق -، ولا عزاه إليه أحد كالسيوطي في "الدر" (4/177) ، ولعله أراد أن يقول: "البزار" فسبقه القلم فقال: "الطبراني"! أو: هو من أوهام
النساخ.
وقد عزاه السيوطي للبزار وأبي يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد. ولابن مردويه عن ابن عباس. ولهل ذكر ابن عباس من تخاليطه (عطية) أو من بعض الضعفاء دونه. والله أعلم.

http://shamela.ws/browse.php/book-12...112#page-10111







 
قديم 25-04-17, 09:57 PM   رقم المشاركة : 3
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


مسند أبي يعلى الموصلي :

رقم الحديث: 1402
(حديث مرفوع) قرأت على الحسين بن يزيد الطحان ، حدثنا سعيد بن خثيم ، عن فضيل ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : لما نزلت هذه الآية : " وآت ذا القربى حقه سورة الإسراء آية 26 " دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وأعطاها فدك " .


http://library.islamweb.net/hadith/d...402&pid=155289


http://library.islamweb.net/hadith/d...1060&pid=62832


التعقيب :

السند قد تعقبه الألباني و نقلت تعقيب الألباني في المشاركة الثانية ..

و لكن للفائدة حول عطية بن سعد العوفي :


القول الوافي في عطية العوفي

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=98413



..






 
قديم 25-04-17, 10:09 PM   رقم المشاركة : 4
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


مجمع الزوائد ومنبع الفوائد

قوله تعالى : وآت ذا القربى حقه .

11125 عن أبي سعيد قال : لما نزلت وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة ، فأعطاها فدك . رواه الطبراني ، وفيه عطية العوفي وهو ضعيف متروك .

https://library.islamweb.net/NewLibr...d=87&startno=2






 
قديم 26-04-17, 12:38 AM   رقم المشاركة : 5
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال

عن أبي سعيد قال: لما نزلت {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة لك فدك 1 "ك" في تاريخه، وقال: تفرد به إبراهيم بن محمد بن ميمون2 عن علي بن عابس3 ابن النجار.

http://islamport.com/w/mtn/Web/2446/2194.htm


إبراهيم بن محمد بن ميمون :

لسان الميزان :

إبراهيم بن محمد بن ميمون من أجلاد الشيعة روى عن علي بن عابس خبرا عجيبا روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر وغيره انتهى والحديث قال هذا الرجل ثنا علي بن عابس عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لي أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين الحديث بطوله رواه عنه أيضا محمد بن عثمان بن أبي شيبة وذكره الأسدي في الضعفاء وقال أنه منكر الحديث وذكره بن حبان في الثقات وقال أنه كندي وأعاده المؤلف في ترجمة إبراهيم بن أبي محمود وهو هو فقال لا أعرفه روى حديثا موضوعا فذكر الحديث المذكور ونقلت من خط شيخنا أبي الفضل الحافظ أن هذا الرجل ليس بثقة وقال إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة سمعت عمي عثمان بن أبي شيبة يقول لولا رجلان من الشيعة ما صح لكم حديث فقلت من هما يا عم قال إبراهيم بن محمد بن ميمون وعباد بن يعقوب وذكره أبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة

http://islamport.com/w/trj/Web/2979/106.htm



*****

الراوي الثاني : علي بن عابس الأسدي : ضعيف الحديث

أبو أحمد بن عدي الجرجاني : يروي أحاديث غرائب ومع ضعفه يكتب حديثه

أبو الفتح الأزدي : ضعيف

أبو حاتم بن حبان البستي : كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه فيما يرويه فبطل الاحتجاج به

أبو زرعة الرازي : منكر الحديث

أحمد بن شعيب النسائي : ضعيف

الذهبي : ضعفوه

زكريا بن يحيى الساجي : عنده مناكير

شعبة بن الحجاج : لا تكتبوا عنه

محمد بن إسماعيل البخاري
: مقارب الحديث، وقد ضعفه ابن معين، وقد رأيته

يحيى بن معين : ضعيف، ومرة: ليس بشيء

http://library.islamweb.net/hadith/R...hp?RawyID=5785


***






 
قديم 26-04-17, 01:07 AM   رقم المشاركة : 6
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


هل تستحق فاطمة الارث من كتب الشيعة الرافضة !

16 دليلاً على كذب ظلم أبو بكر رضي الله عنه لفاطمة ابنة الرسول صلى الله عليم وسلم من كتب الشيعة الرافضة :- 1- الجزء الأول ( ص34 ) كتاب الكافي للكليني باب ( ثواب العلم والمتعلم ) . مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الاشْعَرِيِّ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ الله بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِهِ وَإِنَّهُ يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ فِي الارْضِ حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الانْبِيَاءِ إِنَّ الانْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلا دِرْهَماً وَلَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ.

2- الجزء الأول ( ص 33 ) كتاب الكافي للكليني باب ( صفة العلم وفضله وفضل العلماء ) . مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الانْبِيَاءِ وَذَاكَ أَنَّ الانْبِيَاءَ لَمْ يُورِثُوا دِرْهَماً وَلا دِينَاراً .

3- ( كتاب المكاسب ) للشيخ الأنصاري ( ج3 , ص551) . إن العلماء ورثة الأنبياء , أن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً .

4- ( نهج الفقامة ) السيد محسن الحكيم ( ص297 ) . إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً , وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظٍ وافر .

5- ( الاجتهاد والتقليد ) للخميني ( 32 ) . الكافي 1 : 26/1 . ففي الأولى : ( أن العلماء ورثة الأنبياء , وأن الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما , ولكن ورثوا العلم , فمن أخذ منه أخذ بحظٍ وافر ) .

6- ( الرسائل ) الخميني ( الجزء الثاني : ص 107 ) . ففي الأولى : ( إن العلماء ورثة الأنبياء , وأن الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورثوا العلم , فمن أخذ منه أخذ بحظٍ وافر ) . 7- ( كتاب البيع ) الخميني ( ج2 / ص 645 ) . ( وأن العلماء ورثة الأنبياء , أن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورثوا العلم , فمن أخذ منه أخذ بحظٍ وافر ) .

8- دراسات في ولاية السفيه ( الفقيه ) المنتظري ( ج1 / ص467 ) عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ الله بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِهِ وَإِنَّهُ يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ فِي الارْضِ حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الانْبِيَاءِ إِنَّ الانْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلا دِرْهَماً وَلَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ.

9- روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( … وإنّ العلماء ورثة الأنبياء ، إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورّثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر ) قال عنه المجلسي في مرآة العقول 1/111 الحديث له سندان الأول مجهول والثاني حسن أو موثق لا يقصران عن الصحيح )

10- الخميني تحت عنوان (صحيحة القداح ) : ( روى علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن القداح ( عبد الله بن ميمون ) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً ، سلك الله به طريقاً إلى الجنة … وإنّ العلماء ورثة الأنبياء ، إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ، ولكن ورّثوا العلم ، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر) ويعلق على الحديث بقوله ( رجال الحديث كلهم ثقات ، حتى أنّ والد علي بن إبراهيم ( إبراهيم بن هاشم ) من كبار الثقات ( المعتمدين في نقل الحديث ) فضلاً عن كونه ثقة ) .

11- بوّب الكليني باباً مستقلاً في الكافي بعنوان ( إنّ النساء لا يرثن من العقار شيئاً ) روى فيه عن أبي جعفر قوله: ( النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئاً )

12- روى الطوسي في التهذيب والمجلسي في بحار الأنوار عن ميسر قوله (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن النساء ما لهن من الميراث ، فقال: لهن قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب فأما الأرض والعقار فلا ميراث لهن فيهما)

13- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: (النساء لا يرثن من الأرض و لا من العقار شيئاً)

14- عن عبد الملك بن أعين عن أحدهما عليهما السلام قال: (ليس للنساء من الدور والعقار شيئاً)

15- قال : محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن الحسين عن ابي مخلد عن عبد الملك قال : دعا ابو جعفر ع بكتاب علي فجاء به جعفر مثل فخذ الرجل مطوى فإذا فيه ان النساء ليس لهن من عقار الرجل إذا هو توفي عنها شيء فقال ابو جعفر ع : هذا والله خط يده وإملاء رسول الله . - انظر لهذه الرواية : بحار الأنوار للمجلسي ( ج 26 ص 514 رواية 101باب 1 ) و ( ج 104 ص 352 رواية 9 باب 7 )

16- علي عن ابيه عن جميل عن زراره ومحمد بن مسلم عن ابي جعفر ع قال : لا ترث النساء من عقار الأرض شيئاً . - انظر لهذه الرواية : الكافي للكليني ( ج 7 ص 128 رواية 4 ) الرجاء وضع الــ 16 دليلاً من كتبهم في قسم الشبهات والردود وجزاكم الله خيرً على هذا الموقع الرائع والذي يستفاد منه

http://www.alserdaab.org/articles.as...rticle_no=1063






 
قديم 26-04-17, 01:41 AM   رقم المشاركة : 7
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


الطعن في حديث "لا نورث ما تركناه صدقة"

مضمون الشبهة:

يطعن بعض المشككين في حديث رسول االله - صلى االله عليه وسلم - بشأن وراثة الأنبياء٬ قال: «نحن معشر الأنبياء لا نورث٬ ما تركناه صدقة». زاعمين أنه من وضع الوضاعين أيام ولاية العباسيين بعد سقوط الدولة الأموية عام 132هـ. ويستدلون على طعنهم هذا بمخالفة الحديث للقرآن الكريم في هذه المسألة؛ فالحديث يؤكد عدم جواز وراثة الأنبياء٬ على حين أن القرآن قد نص على جواز ذلك صراحة؛ فقال االله تعالى حكاية عن زكريا عليه السلام: (فهب لي من لدنك وليا (5 (يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا (6) ((مريم)٬ وقال تعالى: (وورث سليمان داوود) (النمل: ١٦ )
كما أن هذا الحديث يتعارض مع ما صح عن فاطمة - رضي االله عنها - من أنها قد طالبت أبا بكر - رضي االله عنه - بميراث أبيها
رسول االله - صلى االله عليه وسلم - فلم يعطها إياه؛ فحلفت ألا تكلمه أبدا. رامين من وراء ذلك إلى بطلان الحديث ورده٬ ومن ثم تشكيك المسلمين فيما صح عن النبي صلى االله عليه وسلم.

وجوه إبطال الشبهة:

1 (إن حديث رسول االله صلى االله عليه وسلم: «لا نورث ما تركناه صدقة»صحيح سندا٬ وليس من وضع الوضاعين٬ فقد رواه
الشيخان عن أبي بكر رضي االله عنه٬ وله طرق أخرى عن أبي هريرة٬ وعائشة٬ وعمر٬ وعثمان٬ وعبد الرحمن بن عوف٬ والزبير بن العوام٬ وسعد بن أبي وقاص٬ و العباس٬ وعلي رضي االله عنهم.
2 (لا تعارض بين الحديث والقرآن؛ فقد أجمع علماء الأمة على أن جميع الأنبياء لا يورثون٬ وليس المراد بالإرث في قصة زكريا
وداود - عليها السلام - الإرث المادي أو إرث المال؛ وإنما المقصود هو إرث النبوة.
3 (سبب منازعة فاطمة لأبي بكر - رضي االله عنهما - في إرث والدها - صلى االله عليه وسلم - هو عدم علمها بحديث رسول االله صلى االله عليه وسلم٬ فلما علمت به كفت وتراجعت عما طلبت٬ ولم تكلمه بشأن هذا الإرث حتى ماتت.

التفصيل:

أولا. حديث "لا نورث ما تركناه صدقة" سنده صحيح في أعلى درجات الصحة٬ وليس بموضوع:
إن حديث عدم توريث الأنبياء صحيح بالاتفاق؛ فقد رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي بكر رضي االله عنه: قال: «سمعت
رسول االله - صلى االله عليه وسلم - يقول: لا نورث٬ ما تركناه صدقة»[1[٬ ورواه الشيخان - أيضا - عن عائشة - رضي االله عنها: «أن
النبي - صلى االله عليه وسلم - قال: لا نورث٬ ما تركناه صدقة»[2[٬ ورواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي االله عنه - عن
النبي - صلى االله عليه وسلم - قال:«لا نورث٬ ما تركناه صدقة»[3.[
وقد صح هذا الحديث عن عمرو٬ وعثمان٬ وعبد الرحمن بن عوف٬ والزبير بن العوام٬ وسعد بن أبي وقاص٬ والعباس٬ وعلي - رضي
االله عنهم - في الحديث الذي رواه الشيخان عن الزهري٬ أن مالك بن أوس حدثه قال: «أرسل إلي عمر بن الخطاب٬ فجئته حين تعالى النهار... فقال: هل لك٬ يا أمير المؤمنين! في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد؟ فقال عمر: نعم٬ فأذن لهم٬ فدخلوا٬ ثم جاء فقال: هل لك في عباس وعلي؟ فقال: نعم٬ فأذن لهما٬ فقال عباس: يا أمير المؤمنين! اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن٬ فقال القوم: أجل يا أمير المؤمنين! فاقض بينهم وأرحهم٬ فقال مالك بن أوس: يخيل إلي أنهم قدموهم لذلك٬ فقال عمر: اتئد. أنشدكم باالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! أتعلمون أن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - قال: لا نورث٬ ما تركناه صدقة٬ قالوا: نعم٬ ثم أقبل على
العباس وعلي٬ فقال: أنشدكما باالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! أتعلمان أن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - قال: لا نورث٬ ما تركناه صدقة؟ قالا: نعم...»[4.[
ورواه الإمام مسلم أيضا عن أبي هريرة - رضي االله عنه - عن النبي - صلى االله عليه وسلم - قال: «لا نورث٬ ما تركناه صدقة»[5.[
فالحديث صحيح متواتر النقل٬ فعلاوة على اتفاق الشيخين - البخاري ومسلم - على روايته بطرق متعددة٬ فقد تواترت رواية
الحديث في أغلب كتب الحديث بأسانيد قوية٬ فقد رواه أبو داود في سننه٬ وأحمد في مسنده٬ والترمذي في سننه٬ والنسائي في سننه٬عباس٬ وعلي رضي االله عنهم وابن ماجه في سننه... وغيرهم.
فالقول بأن هذا الحديث قد وضع أيام تولية العباسيين للسلطة بعد سقوط الدولة الأموية عام 132هـ - قول باطل لا يصح٬ فالحديث كما بينا متواتر النقل عن النبي - صلى االله عليه وسلم - من طرق عدة في أغلب كتب الحديث الصحيحة.
فادعاؤهم هذا لا سند له من عقل أو نقل٬ فالمسألة طرحت بعد وفاة النبي صلى االله عليه وسلم٬ وحسمها أبو بكر رضي االله عنه٬ ثم جددت في عهد عمر - رضي االله عنه - وحسمها أيضا٬ ولما تولى علي الخلافة لم يحاول أخذ شيء من تركة النبي - صلى االله عليه وسلم - الأمر الذي يدل على أنه اقتنع بصحة الحديث٬ فمن أين جاء الوضع في الحديث إذن[6[؟!
كما أنه لا دليل على زعمهم هذا بأن العباسين في هذه الفترة قد استغلوا علماء الدين في وضع أحاديث تمكن الحكم لهم وتثبته.
ولو فرض أنه كان هناك صراع بين آل البيت والعباسيين على الخلافة٬ فلم يكن لهذا الصراع أي تأثير على علماء المسلمين فيما يحفظون٬ ويدونون من حديث رسول االله صلى االله عليه وسلم٬ وإلا فلم لم يغير أمراء بني العباس ما في الموطأ؟!
نعم٬ كان هناك من يتقرب إلى الملوك والأمراء بوضع ما يوافق فعلهم٬ ولكن هؤلاء الأدعياء لم يكونوا يمتون إلى العلم بصلة٬ وهم غير العلماء الذين نهضوا لجمع الحديث وتدوينه ونقده٬ وفي الوقت نفسه لم يغفل الأمراء عن كذبهم٬ كما حدث من غياث بن إبراهيم النخعي مع الخليفة المهدي العباس٬ لما رآه يلعب بالحمام٬ فحدثه بحديث أبي هريرة رضي االله عنه: «لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر»[7[٬ وزاد فيه: "أو جناح"٬ فأمر له المهدي بعشرة آلاف درهم٬ فلما قام قال المهدي: أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول االله صلى االله عليه وسلم٬ فأمر بذبح الحمام فذبحت.
يقول د. عماد الشربيني: "إن ما وقع من وضع في السنة أيام الأمويين والعباسيين٬ وقع من غلاة الشيعة الرافضة٬ والزنادقة٬ وغيرهم ممن لا يمتون إلى العلم بصلة٬ وأمثال هؤلاء هم الذين كانوا في صراع دائم مع الدولة الأموية٬ والعباسية٬ أما ما يزعمه أعداء الإسلام والسنة المطهرة٬ بأن الوضع وقع من العلماء الذين رأبوا على نشر السنة المطهرة٬ وحفظها وتنقيتها أمثال الزهري٬ والأوزاعي٬ والثوري٬ وابن حنبل٬ والبخاري٬ وغيرهم من رواة السنة٬ فذلك كذب وافتراء يرده تاريخنا الإسلامي السالم من تحريف الغالين٬ وانتحال المبطلين٬ وتأويل الجاهلين"[8.[
ومما يؤكد زيف ادعائهم بوضع الحديث أن الحديث صحيح سندا ومتنا - كما ذكرنا؛ فالحديث جاء مطابقا لما نص عليه القرآن
صراحة٬ ففكرة عدم توريث الأنبياء ووراثتهم صحيحة اتفق عليها القرآن والسنة٬ وهذا ما سنبينه في الوجه الثاني.
ثانيا. لا تعارض بين الحديث وآيات القرآن؛ إذ المقصود بالإرث في الآيات إرث النبوة فقط:
لقد أجمع جمهور العلماء على أن جميع الأنبياء - صلوات االله عليهم - لا يورثون؛ لقول نبينا الكريم صلى االله عليه وسلم: «لا
نورث٬ ما تركناه فهو صدقة»٬ قال العلماء: والحكمة في أن الأنبياء لا يورثون أنه لا يؤمن في الورثة من يتمنى موته فيهلك٬ ولئلا يظن بهم الرغبة في الدنيا لوارثهم٬ فيهلك الظان٬ وينفر الناس عنه[9[٬ وقوله صلى االله عليه وسلم: «لا نورث٬ ما تركنا فهو صدقة» لا يتعارض مع قوله - سبحانه وتعالى - عن زكريا عليه السلام: (يرثني ويرث من آل يعقوب) (مريم: ٦(٬ كما لا يتعارض مع قوله سبحانه وتعالى: (وورث سليمان داوود) (النمل: ١٦(؛ لأن المراد من قصة زكريا وداود - عليهما السلام - هو وراثة النبوة٬ وليس المراد حقيقة الإرث٬ بل قيامه مقامه٬ وحلوله مكانه[10[٬ وفي قوله - سبحانه وتعالى - عن زكريا عليه السلام: (وإني خفت الموالي من ورائي) (مريم: ٥ (قال ابن كثير:
"إنه خشي أن يتصرفوا من بعده في الناس تصرفا سيئا٬ فسأل االله ولدا يكون نبيا من بعده؛ ليسوسهم بنبوته ما يوحى إليه٬ فأجيب في ذلك٬ لا أنه خشي من وراثتهم له ماله٬ فإن النبي أعظم منزلة وأجل قدرا من أن يشفق على ماله إلى ما هذا حده٬ وأن يأنف من وراثة عصباته له٬ ويسأل أن يكون له ولد ليحوز ميراثه دونهم٬ كما أنه لم يذكر أن زكريا كان ذا مال٬ بل كان نجارا يأكل من كسب يديه٬ ومثل هذا لا يجمع مالا٬ ولا سيما الأنبياء؛ فإنهم كانوا أزهد شيء في الدنيا٬ وقد ثبت في الصحيحين أن رسول االله - صلى االله عليه وسلم - قال:«لا نورث٬ ما تركناه صدقة»٬ وفي رواية عن الترمذي بإسناد صحيح: «نحن معشر الأنبياء لا نورث»٬ وعلى هذا فتعين حمل قوله: (فهب لي من لدنك وليا (5 (يرثني) على ميراث النبوة٬ ولهذا قال: (ويرث من آل يعقوب) كقوله: (وورث سليمان داوود)؛ أي في النبوة؛ إذ لو كان في المال لما خصه من بين إخوته بذلك٬ ولما كان في الإخبار بذلك فائدة كبيرة؛ إذ من المعلوم المستقر في جميع الشرائع والملل أن الولد يرث أباه٬ فلولا أنها وراثة خاصة لما أخبر بها٬ وكل هذا يقرره ويثبته ما صح في الحديث: «نحن معشر الأنبياء لا نورث٬ ما تركناه فهو صدقة»٬
قال مجاهد في قوله: (يرثني ويرث من آل يعقوب): كان وراثته علما٬ وكان زكريا من ذرية يعقوب٬ وقيل المراد: يكون نبيا كما كانت آباؤه أنبياء"[11.[
وقال القرطبي في قوله تعالى عن زكريا عليه السلام: (وإني خفت الموالي): " (الموالي) هنا الأقارب وبنو العم والعصبة الذي يلونه في النسب. قيل: وإنما كان مواليه مهملين للدين٬ فخاف بموته أن يضيع الدين٬ فطلب وليا يقوم بالدين من بعده٬ حكى هذا القول الزجاج.
وعليه فلم يسل من يرث ماله؛ لأن الأنبياء لا تورث. وهذا هو الصحيح في تأويل الآية٬ وأنه - عليه السلام - أراد وراثة العلم والنبوة لا وراثة المال؛ لما ثبت عن النبي - صلى االله عليه وسلم - أنه قال: «إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة» وفي كتاب أبي داود: «إن العلماء ورثة الأنبياء٬ وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما٬ وإنما ورثوا العلم»[12 ...[وهذا الحديث يدخل في التفسير المسند لقوله
سبحانه وتعالى: (وورث سليمان داوود) وعبارة عن قول زكريا عليه السلام: (فهب لي من لدنك وليا (5 (يرثني ويرث من آل يعقوب) وتخصيص العموم في ذلك٬ وأن سليمان لم يرث من داود مالا خلفه داود بعده٬ وإنما ورث منه الحكمة والعلم٬ وكذلك ورث يحيى من آل يعقوب... قال العلماء: دعاء زكريا - عليه السلام - في الولد إنما كان لإظهار دينه وإحياء نبوته٬ ومضاعفة لأجره لا للدنيا[13.[
وفي قوله سبحانه وتعالى: (وورث سليمان داوود) قال الكلبي: كان لداود - عليه السلام - تسعة عشر ولدا٬ فورث سليمان من بينهم نبوته وملكه٬ ولو كان وراثة مال لكان جميع أولاده فيه سواء٬ وقاله ابن العربي٬ قال: فلو كانت وراثة لانقسمت على العدد؛ فخص االله سليمان بما كان لداود من الحكمة والنبوة٬ وزاده من فضله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده.
قال ابن عطية: داود من بني إسرائيل٬ وكان ملكا٬ وورث سليمان ملكه ومنزلته من النبوة٬ بمعنى صار إليه ذلك بعد موت أبيه٬ فسمي ميراثا تجوزا٬ وهذا نحو قوله صلى االله عليه وسلم: «العلماء ورثة الأنبياء»٬ ويحتمل قوله صلى االله عليه وسلم: «لا نورث»أن يريد أن ذلك من فعل الأنبياء وسيرتهم٬ وقيل: ورث سليمان أباه في الملك والنبوة٬ وقام بعده بشريعته٬ وقوله سبحانه وتعالى: (علمنا منطق الطير) (النمل:
١٦ (أي تفضل االله علينا على ما ورثنا من داود العلم والنبوة والخلافة في الأرض - في أن فهمنا من أصوات الطير المعاني التي في نفوسها[14.[
قال الشعراوي في قوله تعالى: (وورث سليمان داوود): "أي بقيت فيه النبوة٬ وحمل المنهج لا الملك؛ لأن الأنبياء لا تورث كما جاء في الحديث الشريف: «لا نورث٬ ما تركناه صدقة»٬ فاالله - سبحانه وتعالى - يريد أن يكون الرسول بعيدا في رسالته وتبليغه عن أي نفع يجيئ له٬ أو لذريته"[15.[
وقال ابن عاشور في "التحرير والتنوير" عند تفسير قوله تعالى: (وورث سليمان داوود): "الإرث هنا مستعمل في معناه المجازي٬ وتشبيه الأحوال الجليلة بالمال٬ وهو تشبيه الخلفة بانتقال ملك الأموال؛ لظهور أن ليس غرض الآية إفادة من انتقلت إليه أموال داود بعد قوله: (ولقد آتينا داوود وسليمان علما) (النمل: ١٥(٬ فتعين أن إرث المال غير مقصود فإنه غرض تافه. وقد كان لداود أحد عشر ولدا٬ فلا يختص إرث ماله بسليمان٬ وليس هو أكبرهم٬ وكان داود قد أقام سليمان ملكا على إسرائيل؛ وبهذا يظهر أن ليس في الآية ما يحتج به لجواز أن يورث مال النبي٬ وقد قال رسول االله صلى االله عليه وسلم: «لا نورث٬ ما تركنا صدقة )
وفي قوله تعالى عن زكريا عليه السلام: (يرثني ويرث من آل يعقوب) قال الشعراوي: "إن العلة من طلبه دينية محضة٬ لا يطلبه لمغنم دنيوي؛ وإنما شغفه بالولد؛ لأنه لم يأمن من القوم من بعده على منهج االله وحمايته من الإفساد. لذلك قوله: (يرثني) هنا لا يفهم منه ميراث
المال كما يتصوره البعض؛ لأن الأنبياء لا يورثون٬ كما قال النبي صلى االله عليه وسلم: «لا نورث٬ ما تركناه صدقة»٬ وبذلك يخرج النبي من الدنيا دون أن ينتفع أحد من أقاربه بماله حتى الفقراء منهم٬ فالمسألة مع الأنبياء خالصة كلها لوجه االله تعالى؛ لذلك قال بعدها: (ويرث من آل يعقوب) أي: النبوة التي تناقلوها٬ فلا يستقيم هنا أبدا أن نفهم الميراث على أنه ميراث المال أو متاع الدنيا الفاني. ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى: (وورث سليمان داوود) ففي أي شيء ورثه؟! أورثه في تركته؟ إذن: فما موقف إخوته الباقين؟ لا بد أنه ورثه في النبوة والملك٬ فالمسألة بعيدة كل البعد عن الميراث المادي"
وقد أجاب د. علي محمد محمد الصلابي عن هذا التعارض المزعوم فأحسن٬ فقال: "إن الإرث اسم جنس يدخل تحته أنواع٬
فيستعمل في إرث العلم والنبوة٬ والملك وغير ذلك من أنواع الانتقال. قال سبحانه وتعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (فاطر: ٣٢(٬ وقال سبحانه وتعالى: (أولئك هم الوارثون (10 (الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون (11) ((المؤمنون)٬ وغير ذلك من الآيات الواردة في هذا الشأن٬ وإذا كان كذلك فقوله سبحانه وتعالى: (وورث سليمان داوود)٬ وقوله: (يرثني ويرث من آل يعقوب) إنما يدل على جنس الإرث٬ ولا يدل على إرث المال٬ وذلك أن داود - عليه السلام - كان له أولاد كثيرون غير سليمان٬ فلا يختص سليمان بماله٬ فدل على أن المراد بهذا الإرث إرث العلم والنبوة ونحو ذلك٬ لا إرث المال٬ والآية سيقت في بيان مدح سليمان وما خصه االله به من النعمة٬ وحصر الإرث في المال لا مدح فيه؛ إذ إرث المال من الأمور العادية المشتركة بين الناس٬ وكذلك قوله سبحانه وتعالى: (يرثني ويرث من آل يعقوب) ليس المراد به إرث المال؛ لأنه لا يرث آل يعقوب شيئا من أموالهم٬ وإنما يرث ذلك منهم أولادهم وسائر ورثتهم لو ورثوا. كما أن قوله سبحانه وتعالى: (وإني خفت الموالي من ورائي) لا يدل على أن الإرث مال؛ لأن زكريا لم يخف أن يأخذوا ماله من بعدهإذا مات٬ فإن هذا ليس بمخوف٬ وزكريا - عليه السلام - لم يعرف له مال٬ بل كان نجارا يأكل من كسب يده٬ كما في صحيح مسلم.
ولم يكن ليدخر منها فوق قوته حتى يسأل االله ولدا يرث عنه ماله٬ فدل على أن المراد بالوراثة في هاتين الآيتين وراثة النبوة٬ والقيام مقامه[18.[ فالأنبياء - عليهم السلام - لم يخلقوا للدنيا يجمعونها ويورثونها٬ وإنما خلقوا للآخرة يدعون إليها ويرغبون فيها٬ ولهذا قال رسول صلى االله عليه وسلم:«لا نورث٬ ما تركناه صدقة»٬ وكان أول من أظهر هذه المحاسن من هذا الوجه أبو بكر الصديق - رضي االله عنه -٬ لما سئل عن ميراث النبي - صلى االله عليه وسلم - فأخبر عنه بذلك٬ ووافقه على نقله عنه - عليه السلام - غير واحد من الصحابة٬ فمنهم عمر وعثمان وعلي والعباس وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وأبو هريرة وعائشة رضي االله عنهم [19.[
وتأسيسا على ما سبق يتضح جليا أنه لا تعارض في مسألة ميراث الأنبياء بين السنة والقرآن٬ فالمراد بالوراثة في الآيتين الكريمتين هو وراثة النبوة٬ والمراد من قوله صلى االله عليه وسلم: «لا نورث٬ ما تركت فهو صدقة» أن جميع الأنبياء - صلوات االله عليهم - لا يورثون٬ وفي حديث أبي الدرداء: «إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما٬ وإنما ورثوا العلم٬ فمن أخذه أخذ بحظ وافر»٬ ولهذا قال ابن عباس: وإنما ترك - صلى االله عليه وسلم - ما بين الدفتين يعني: القرآن٬ فالأنبياء لم يخلقوا للدنيا يجمعونها ويورثونها٬ وإنما خلقوا للآخرة يدعون إليها ويرغبون فيها[20[٬ فأين التعارض الذي يدعونه بين الآيتين والحديث؟!
بذلك يتبين أنه لا تعارض في مسألة ميراث الأنبياء بين السنة والقرآن؛ إذ تبين أن المراد بقوله صلى االله عليه وسلم: "لا نورث٬ ما تركناه فهو صدقة" أن جميع الأنبياء - صلوات االله عليهم - لا يورثون٬ كما أن المراد في قصة زكريا وداود - عليهما السلام - في القرآن هو وراثة النبوة٬ وليس وراثة المال كما يتوهمون٬ ومن ثم تسقط شبهتهم وتبطل.
ثالثا. مطالبة فاطمة - رضي االله عنها - بميراث والدها - صلى االله عليه وسلم - ليس بمستنكر؛ لعدم علمها بقول النبي صلى االله عليه وسلم٬ فلما علمت كفت ورجعت عن ذلك:
أما عن منازعة فاطمة أبا بكر - رضي االله عنهما - في ميراث النبي - صلى االله عليه وسلم - فليس بمستنكر؛ لأنها لم تكن تعلم ما قاله رسول االله صلى االله عليه وسلم٬ وظنت أنها ترثه كما يرث الأولاد آباءهم٬ فلما أخبرها أبو بكر الصديق بما قاله - صلى االله عليه وسلم ٬ والمسألة قد وردت في صحيح البخاري عن عروة عن عائشة - رضي االله عنها: «أن فاطمة والعباس - رضي االله عنهما - كفت أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول االله - صلى االله عليه وسلم - وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك٬ وسهمهما من خيبر٬ فقال لهما
أبو بكر: سمعت رسول االله - صلى االله عليه وسلم - يقول: لا نورث٬ ما تركناه صدقة٬ إنما يأكل آل محمد من هذا المال٬ قال أبو بكر: واالله٬ لا أدع أمرا رأيت رسول االله - صلى االله عليه وسلم - يصنعه إلا صنعته٬ قال: فهجرته فاطمة. فلم تكلمه حتى ماتت»
قال ابن حجر: "وقوله فيه: «إنما يأكل آل محمد من هذا المال» كذا وقع٬ وظاهره الحصر٬ وأنهم لا يأكلون إلا من هذا المال٬
وليس ذلك مرادا؛ وإنما المراد العكس٬ وتوجيهه أن "من" للتبعيض٬ والتقدير: إنما يأكل آل محمد بعض هذا المال٬ يعني بقدر حاجتهم وبقيته للمصالح"
وقال ابن بطال وغيره: ووجه ذلك - واالله أعلم - أن االله بعثهم مبلغين رسالته٬ وأمرهم أن لا يأخذوا على ذلك أجرا كما قال: (قل لا أسألكم عليه أجرا) (الأنعام: )
٬ وقال نوح وهود وغيرهما نحو ذلك٬ فكانت الحكمة في أن لا يورثوا؛ لئلا يظن أنهم جمعوا المال لوارثهم٬ قال: وقوله تعالى: (وورث سليمان داوود) حمله أهل العلم بالتأويل على العلم والحكمة٬ وكذا قول زكريا عليه السلام: (فهب لي من لدنك وليا (5 (يرثني) [24.[
أما ما احتجوا به من منازعة فاطمة أبا بكر في ميراث أبيها - صلى االله عليه وسلم - فقد كانت هذه المنازعة بسبب عدم علم السيدة فاطمة - رضي االله عنها - بما قاله النبي صلى االله عليه وسلم٬ ويؤكد ذلك د. طه حبيشي٬ فقال: "فلما علمت بهذا الحديث كفت وتراجعت عما طلبت٬ أما ما قاله الراوي «فما كلمته حتى ماتت» فظن الظانون بذلك أنها قد خاصمته وهجرته٬ والأقرب أن فاطمة ما عادت تكلمه في شأن هذا الميراث حتى ماتت٬ ويؤيد ذلك أنها كانت على علاقة طيبة جدا بعائشة - رضي االله عنها٬ وأن عائشة كانت تسألها وتلح في السؤال عليها؛ لتعرف ما تريد من جانبها٬ وعائشة هي ابنة الصديق وزوجة النبي صلى االله عليه وسلم٬ والذي صنعه أبو بكر في هذا المال هو أنه قد أجراه على ما كان يفعل النبي - صلى االله عليه وسلم - وصنع فيه ما كان يصنع رسول االله - صلى االله عليه وسلم - من غير أن يورثه لأحد٬ وفاطمة وعلي يريدان ويسمعان ويرضيان ولا يعارضان"[25.[
وكيف يسوغ لأحد أن يظن بأبي بكر - رضي االله عنه - أنه منع فاطمة حقها من ميراث أبيها٬ وهو يعطي الأحمر والأسود حقوقهم؟
وكيف يركب مثل هذا ويستحله من فاطمة - رضي االله عنها٬ وهو يرد إلى المسلمين ما بقي من أموالهم منذ ولـي؟ وقد قال لعائشة - رضي االله عنها: انظري يا بنية٬ فما زاد في مال أبي بكر٬ منذ ولـي هذا الأمر٬ فرديه على المسلمين٬ فواالله ما نلنا من أموالهم إلا ما أكلنا في بطوننا من جريش[26 [طعامهم٬ ولبسنا على ظهورنا من خشن ثيابهم. فنظرت فإذا بكر[27 [وجرد[28 [قطيفة٬ لا تساوي خمسة دراهم٬ وحبشية[29.[
فهو لم يأخذ مال النبي - صلى االله عليه وسلم - لنفسه ولا لولده٬ ولا لأحد من عشيرته٬ وإنما أجراه مجرى الصدقة٬ وكان دفعالحق إلى أهله أولى به[30.[
وعن أبي هريرة - رضي االله عنه - قال رسول االله صلى االله عليه وسلم: «لا يقتسم ورثتي دينارا٬ ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة» [31[٬ وهذا ما فعله أبو بكر - رضي االله عنه - مع فاطمة٬ لذلك قال الصديق: لست تاركا شيئا كان رسول الله - صلى االله عليه وسلم - يعمل به إلا عملت به٬ وقال: واالله لا أدع أمرا رأيت رسول االله يصنعه إلا صنعته٬ وقد تركت فاطمة منازعته بعد احتجاجه بالحديث وبيانه لها٬ وفيه دليل على قبولها الحق وإذعانها لقوله صلى االله عليه وسلم٬ وقال القاضي عياض: وفي ترك فاطمة منازعة أبي بكر - بعد احتجاجه عليها بالحديث - التسليم للإجماع على قضية٬ وأنها لما بلغها الحديث وبين لها التأويل تركت رأيها٬ ثم لم يكن منها ولا من ذريتها بعد ذلك طلب ميراث٬ ثم ولـي علي الخلافة فلم يعدل بها عما فعله أبو بكر وعمر - رضي االله عنهما. وقال حماد بن إسحاق: والذي جاءت به الروايات الصحيحة فيما طلبه العباس وفاطمة وعلي وأزواج النبي - صلى االله عليه وسلم - من أبي بكر - رضي االله عنهم - إنما هو الميراث٬ حتى أخبرهم أبو بكر والأكابر من أصحاب رسول االله - صلى االله عليه وسلم - أنه قال: «لا نورث٬ ما تركنا صدقة» فقبلوا بذلك وعلموا أنه الحق٬ ولو لم يقل رسول االله - صلى االله عليه وسلم - ذلك لكان لأبي بكر وعمر فيه الحظ الوافر بميراث عائشة وحفصة - رضي االله عنهما؛ فآثروا أمر االله وأمر رسوله صلى االله عليه وسلم٬ ومنعوا عائشة وحفصة ومن سواهما ذلك٬ ولو كان رسول االله - صلى االله عليه وسلم - يورث٬ لكان لأبي بكر وعمر أعظم الفخر به أن تكون ابنتاهما وارثتي محمد صلى الله عليه وسلم [32.[
وقد ثبت عن فاطمة - رضي االله عنها - أنها رضيت عن أبي بكر بعد ذلك٬ وماتت وهي راضية عنه٬ ويدل على ذلك ما روى البيهقي بسنده عن الشعبي أنه قال: «لما مرضت فاطمة آتاها أبو بكر الصديق٬ فاستأذن عليها٬ فقال علي: يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك٬ فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم٬ فأذنت له٬ فدخل عليها يترضاها٬ فقال: واالله ما تركت الدار والمال٬ والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله - صلى االله عليه وسلم - ومرضاتكم أهل البيت٬ ثم ترضاها حتى رضيت - رضي االله عنها»[33.[
قال ابن كثير: "وهذا إسناده جيد قوي٬ والظاهر أن عامرا الشعبي سمعه من علي٬ أو ممن سمعه من علي٬ كما ذكر العلماء أن فاطمة - رضي االله عنها - لم تتعمد هجر أبي بكر الصديق - رضي االله عنه - أصلا٬ ومثلها منزه عن ذلك؛ لنهي النبي - صلى االله عليه وسلم - عن الهجر فوق ثلاثة٬ وإنما لم تكلمه لعدم الحاجة لذلك"[34.[
وقال أبو العباس القرطبي صاحب "المفهم" في سياق شرحه لحديث عائشة المتقدم: "ثم إنها - أي فاطمة - لم تلتق بأبي بكر لشغلها بمصيبتها برسول االله صلى االله عليه وسلم٬ ولملازمتها بيتها٬ فعبر الراوي عن ذلك بالهجران٬ وإلا فقد قال رسول االله صلى االله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث»[35[٬ وهي أعلم الناس بما يحل من ذلك ويحرم٬ وأبعد الناس عن مخالفة رسول االله - صلى االله عليه وسلم - كيف لا يكون كذلك٬ وهي بضعة من رسول االله صلى االله عليه وسلم٬ وسيدة نساء أهل الجنة"[36.[
وقال ابن تيمية: "كون النبي - صلى االله عليه وسلم - لا يورث ثبت بالسنة المقطوع بها٬ وبإجماع الصحابة٬ وكل منهما دليل قطعي٬ فلا يعارض ذلك بما يظن أنه عموم٬ وإن كان عموما فهو مخصوص؛ لأن ذلك لو كان دليلا لما كان إلا ظنيا٬ فلا يعارض القطعي؛ إذ الظني لا يعارض القطعي؛ وذلك أن هذا الخبر رواه غير واحد من الصحابة في أوقات ومجالس٬ وليس فيهم من ينكره٬ بل كلهم تلقاه بالقبول والتصديق.
ولهذا لم يصر أحد من أزواجه - صلى االله عليه وسلم - على طلب الميراث٬ ولا أصر العباس على طلب الميراث٬ بل من طلب من ذلك شيئا فأخبر بقول النبي - صلى االله عليه وسلم - رجع عن طلبه٬ واستمر الأمر على ذلك على عهد الخلفاء الراشدين إلى علي٬ فلم يغير شيئا من ذلك٬ ولا قسم له تركة"[37.[
وقد تولى علي بعد ذلك٬ ولم يعط شيئا لأحد من أولاد فاطمة٬ ولا من زوجات النبي - صلى االله عليه وسلم - ولا ولد العباس٬ فلو كان ظلما٬ وقدر على إزالته لكان هذا أهون عليه من قتال معاوية وجيوشه٬ أفتراه يقاتل معاوية٬ مع ما جرى في ذلك من الشر العظيم٬ ولا يعطي هؤلاء قليلا من المال٬ وأمره أهون بكثير[38[؟
فكما رأينا أن القوم جميعا٬ فاطمة٬ وعليا٬ وأبا بكر الصديق٬ قد حرصوا جميعا على أن يقابلوا االله بوجه واحد فقابلوه به٬ وقد حرصوا جميعا على أن يسلكوا إليه سبيلا واحدة فسلكوا إليه٬ رضي االله عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وفاطمة والحسن والحسين وجميع آل بيت النبي صلى االله عليه وسلم [39.[


الخلاصة:

 إن حديث: «لا نورث٬ ما تركناه صدقة» صحيح سندا عن النبي صلى االله عليه وسلم٬ متواتر النقل في أغلب كتب الحديث بأصح الأسانيد٬ وقد روي عن كثير من الصحابة٬ فقد رواه الشيخان - البخاري ومسلم - عن كل من: أبي بكر الصديق٬ وعائشة٬ وأبي هريرة٬ وعمر٬ وعثمان٬ وطلحة٬ وعبد الرحمن بن عوف٬ والزبير بن العوام٬ وعلي٬ والعباس - رضي االله عنهم - مما يبطل القول بوضع الحديث.

 لقد أجمع العلماء على أن جميع الأنبياء - صلوات االله عليهم - لا يورثون٬ والحكمة في ذلك أنه لا يؤمن في الورثة من يتمنى موته فيهلك٬ ولئلا يظن بهم الرغبة في الدنيا لوارثهم؛ فيهلك الظان.

 إن المراد بالإرث في الآيتين: (يرثني ويرث من آل يعقوب)٬ و(وورث سليمان داوود)هو وراثة النبوة٬ لا وراثة المال؛ فالأنبياء لم

خلقوا للدنيا يجمعونها ويورثونها٬ وإنما خلقوا للآخرة يدعون إليها٬ ويرغبون فيها٬ ولهذا قال رسول االله صلى االله عليه وسلم: «لا نورث٬ ما تركناه صدقة».

 إن في اختصاص سليمان - عليه السلام - بالإرث دون غيره من إخوته الآخرين دليلا قاطعا على أن المقصود بالإرث هو إرث
النبوة٬ لا إرث المال ونحو ذلك.

 لم تكن فاطمة - رضي االله عنها - تعلم بحديث رسول االله صلى االله عليه وسلم: «لا نورث ما تركناه صدقة»٬ فطالبت أبا بكر -
رضي االله عنه - بإرث والدها - صلى االله عليه وسلم - لأنها كانت تظن أنها ترثه كما يرث الأولاد آباءهم٬ فلما أخبرها أبو بكر - رضي الله عنه - بقول النبي - صلى االله عليه وسلم - كفت عن ذلك وتراجعت.

 إن المقصود من قول الراوي: «ولم تكلمه حتى ماتت» أنها لم تكلمه في شأن هذا الميراث حتى ماتت٬ وقد ثبت عن فاطمة
أنها ماتت راضية عن أبي بكر - رضي االله عنه -٬ وكانت علاقتها طيبة مع ابنته السيدة عائشة - رضي االله عنها.

 لم يصر أحد من أزواج النبي - صلى االله عليه وسلم - على طلب الميراث٬ ولا أصر العباس على ذلك؛ بل من طلب من ذلك شيئا فأخبر بقول النبي - صلى االله عليه وسلم - رجع عن طلبه٬ واستمر الأمر على ذلك على عهد الخلفاء الراشدين إلى علي - رضي االله عنه - فلم يغير شيئا من ذلك٬ ولا قسم لنفسه تركة٬ وفي ذلك دليل على اقتناعهم جميعا بما بلغه أبو بكر عن رسول االله صلى االله عليه وسلم: «لا نورث٬ ما تركناه صدقة».

http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-02-0024









 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "