العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 06-03-08, 04:28 AM   رقم المشاركة : 1
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


مقتطفات من كتاب السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام / عماد الشربيني

مقتطفات من


كتاب السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام

عماد الشربيني

الطبعة الأولى
1422 هـ - 2002 م
رقم الإيداع بدار الكتب المصرية
14185 / 2001
الترقيم الدولي
977-336-052-0

قال الله  :
 فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم ثُم
لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (1)



وقال رسول الله 

 يُوشِكُ الرَجُلُ مُتَّكِئًا عَلى أرِيكَتِهِ ، يُحَدِّثُ بَحَدِيث
مِنْ حَدِيثي فَيَقُولُ : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ ،
فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلاَل اسْتَحْلَلْنَاهُ ،
ومَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ ، أَلاَ وإنَّ
مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ مِثْلُ مَا حَرَّم اللهُ  (2)

إهداء
* إلى والديَّ : اللذين ربياني على مائدة القرآن ، وأرشداني لدروب الخير ، ووهباني للأزهر والعلم ، وأدبا ، وعلما ، وصبرا ، واحتسبا ،
ودفعاني للبحث دفعًا ، وأنفقا كل مرتخص وغال اسأل الله عز وجل ، أن يبارك فيهما ، ويرزقني برَّهما ، وأن يمدّ في عمرهما ، ويحسن
خاتمهما ، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهما يوم القيامة.
* إلى مشايخي وأساتذتي بكلية أصول الدين بالقاهرة ، وأخص منهم بالذكر السادة الأساتذة أصحاب الفضيلة ، الدكتور الشيخ إسماعيل عبد
الخالق الدفتار، والدكتور الشيخ عبد المهدي عبد القادر ، والدكتور الشيخ طه الدسوقي حبيشي ، اسأل الله عز وجل أن يبارك في مشايخي
وأساتذتي جميعًا ، وان ينفع بهم الإسلام والمسلمين .
* إلى زوجي: أم صلاح الدين التي لم تدخر جهدًا في مساعدتي، فواصلت مع الليل بالنهــار ؛ لأجل إخـراج هذا الكتاب فبـارك الله عز وجل
فيها ، وفي ولدي صلاح الدين .
* إلى إخوتي: الذين وفروا لي سبُل الراحة لأتفرغ لطلب العلم؛ فبارك الله عز وجل فيهم .
* إلى كل من نصحني فأحسن النصيحة، وكان عونًا لي على إخراج هذا الكتاب .
* إلى كل هؤلاء أهدي باكورة أبحاثي _ وهي هذا الكتاب .





مقتطفات من كتاب السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام

عماد الشربيني


تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى
يوم الدين .
وبعد،
فإن القرآن الكريم والسنة النبوية أساس الإسلام وينبوعه ، ولقد حظيا باهتمام الأمة الإسلامية اهتمامًا منقطع النظير ، فخدما من كل ناحية،
وبذلت الجهود في تقريبهما من كل زاوية.
ومن باب العناية بالقرآن والسنة دفع شبهات أعداء الإسلام عنهما ، فإن أعداء الإسلام يحاربون الإسلام من كثير من النواحي، وكان نصيب
القرآن والسنة كبير، فهم يحاولون إثارة شبهات، ويحاولون انتقاد القرآن والسنة ، ونصيب السنة من افتراءاتهم أكبر، فهم على طول التاريخ
يحاولون اختلاق الأباطيل على السنة النبوية وعلماء الإسلام لهم بالمرصاد، يفندون افتراءاتهم ، ويبينون كذبهم وزورهم.
وفي أيامنا هذه طغى الكفر، وأثار أهله وأذنابهم الكثير من الشبهات التى هي في حقيقة الأمر افتراءات وأكاذيب ، جاءوا بأكاذيب سابقيهم
ونسجوا على منوالها ويحرفون النص ليعطي غير معناه، ويبترون النص ليفيد غير المراد منه، وإذا وجدوا حديثًا صحيحًا لا يوافق أهواءهم
ادعوا أنه لا يوافق العقل، يريدون عقلهم الذي يبغض الحق والإسلام .
وإذا وجدوا حديثًا ضعيفًا أو موضوعًا يوافق مرادهم ادعوا صحته وثبوته .
إن طائفة من أهل الكفر وأتباعهم راحوا يثيرون الافتراءات والأباطيل ضد السنة النبوية، يظنون أنهم بذلك يبعدونها من حياة المسلمين، وجهل
هؤلاء أن الإسلام بمصدريه القرآن والسنة يحفطه الله، ويوفق له من أهل العلم من يزود عنه، ويبين الحق والصواب، ويبطل الباطل مهما كثر
وزاد .
والحمد لله هيأ الله تبارك تعالى للسنة النبوية في أيامنا هذه عددًا من أهل العلم يبينون الحق ويبطلون الباطل ، تحدثوا وكتبوا، وحاضروا
وخطبوا، وسيظلون على هذا النهج إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
ومن هؤلاء المدافعين عن السنة النبوية الأخ الباحث / عماد الشربيني ، ففي كتابه السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام استعرض أقوال
أعداء السنة النبوية ، وعزا كل قول لصاحبه ، وذكر مصدر كل قول، وكر على كل قول بما أبان كذبهم وافتراءهم .
لقد استعرض _ وفقه الله _ شبههم ، ورد عليها بالدليل القاطع والبرهان الساطع، وهو من أهل الحديث النبوي الشريف، وهذا مكنه من إيراد
الدليل من كتب السنة المطهرة، يعزو الحديث لمصدره ، ويبين صحته وثبوته، وله دراية باللغة ، وحس بأدبها، وهذا مكنه بفضل الله من إبراز
الحق في الموضوع الذي يدرسه .
وأيضا للأخ عماد نفس طويل في تتبع ما قيل عن السنة النبوية من أعدائها، ودراية بتناقل افتراءاتهم ، مما مكنه من إبراز تاريخ الشبهة ثم
دحضها .
وأسأل الله أن يتقبل من الأخ عماد عمله، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين .
والحمد الله رب العالمين .
17 / 5/ 1422هـ
7 / 8 / 2001م
أ. د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي
أستاذ الحديث بجامعة الأزهر



الحمد لله رب العالمين، شرع لنا ديناً قويماً، وهدانا صراطاً مستقيماً، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وهو اللطيف الخبير، الحمد لله رب
العالمين الذى هدانا وعلَّمنا، ومنَّ علينا، وتفضل ببلوغ المراد من خدمة سنة سيد المشرِّعين، التى فسرت الكتاب الكريم، وبينته للناس، وحياً
بوحى، ونوراً بنور، فاكتمل بهما الدين القويم، والصراط المستقيم0
اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله، أنت رب العالمين، سبحانك لا نحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت
على نفسك0
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، أرسله الله رحمة للعالمين، ليكون أميناً على وحيه، مبيناً
لكتابه، خاتماً لأنبيائه ورسله، ولتقوم به الحجة على هذه الأمة إلى يوم الدين0
اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله، وصحبه البررة الأوفياء، أئمة الدين، وصفوة الخلق بعد الأنبياء والمرسلين0
ورضي الله عمن تبع سنتهم، وسلك طريقتهم، واقتفى أثرهم، ونصرهم إلى يوم الدين0

ثـم أمــا بعـــد
فإن الله U بعث سيدنا محمداً e على فترة من الرسل، ليكون هداية للبشر جميعاً، وليخرج به الناس من الظلمات إلى النور، وأنزل عليه وحيين
عظيمين :
أولهما : كتاب الله U الذى وصفه بقوله : {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}(1) وقال
تعالى : {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي
إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(1)0
ثانيهما : السنة الغراء، والتى هى البيان لكتاب الله U، وهذا البيان أسنده رب العزة إلى نبيه e، فقال تعالى : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا
نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}(2) وقال تعالى : {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}(3)0
ووصف رب العزة هذا البيان بأنه منزل من عنده U فقال : {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ(18)ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}(4)0
ووصف I هذا البيان بأنه وحى يوحى فقال U : {وَمَا يَنْطِــــقُ عَنِ الْهَوَى(3)إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} (5)0
وبهذا البيان، كانت علاقة القرآن الكريم بالسنة المطهرة، علاقة متلازمة لا ينفصل أحدهما عن الآخر؛ فالسنة المطهرة كالروح للبدن، والنور
للعين، بل إن الضرورة إليها أكثر من ضرورة البدن إلى روحه، والعين إلى نورها0
وبالقرآن والسنة معاً قام بناء الإسلام، وتأسست دولة الإسلام، واستمدت منهجها من المصدرين معاً0
وقد كانت أمة الإسلام حتى وفاة النبى e، وصدر من عصر صحابته أمةً، على منهج واحد فى التسليم لنصوص الوحيين الكتاب والسنة، وعدم
التقدم بين يديهما، ولم يعارضوا نصاً ولم يحرفوه، ولم يقبلوا قول كائنٍ من كان، إذا خالف كتاب الله U، وسنة نبيه e0
على هذا المنهج سار الصحابة الكرام، ومن بعدهم من التابعين لهم بإحسان، إلى أن بدأت الأقوال الشاذة، والاتجاهات المنحرفة تظهر فى ساحة
الإسلام، فظهر الكلام فى القدر، والوعد والوعيد، والطعن فى الصحابة، والكلام فى صفات الله U وغير ذلك0
فتبنى ذلك أقوام ونصروا تلك الأقوال وعضدوها، فتكونت من ذلك فرق ونحل، واحتدم بينهم الخلاف، واشتد النزاع، وبدأت الفُرقة، فلجأت كل
فرقة إلى القرآن الكريم لتنصر أفكارها وتعضد أقوالها، فأعجزهم القرآن أن يجدوا فيه ما يدعم ذلك الباطل؛ فسلطوا عليه معاول التأويل، ثم
انتقلوا إلى السنة ليجدوا فيها ما يتمنون، فلم يفلحوا، فوضعت هنالك أحاديث، وطعن فى أخرى، وحُرِّفَ كثير منها، وتجاسرت العقول على
نصوص الوحى، فواجهتها بالرِّد والتكذيب والتحريف والتبديل0
وكان لآراء تلك الفرق فى الصحابة، ونظرتهم إلى الحديث والمحدثين، ورميهم إياهم بحمل الكذب، ورواية المتناقض، وذمهم ومبالغتهم فى
انتقاصهم، أكبر الأثر فيما أثير حول السنة النبوية من شبهات وقد مهدت تلك الفرق وعلى رأسها المعتزلة السبيل، وفتحوا الباب على
مصراعيه، فولج منه كثير من أعداء هذا الدين من اليهود والنصارى0
وإذا كانت فى القرن الثانى الهجرى هبت أعاصير عاتية تهدف إلى الإطاحة بالسنة، وإبعاد المسلمين عنها، وتشكيكهم فى طرق نقلها ورواتها
...، فقد كانت فى القرن الثانى أيضاً العلامات البارزة فى طريق رعاية السنة النبوية الكريمة وتوثيقها ... وقيض الله I أئمة كباراً فى هذا
القرن، وقفوا فى وجه هذه الأعاصير يردون كيدها، حتى ارتدت سهام العابثين إلى نحورهم، وأصبحت ذكراهم فى كتب الرجال تهيج مشاعر
الغضب نحوهم، والسخط عليهم من كل غيور على دينه، جزاء إثمهم وافترائهم على نبينا e، وما أقدموا عليه من تشويه سنته المطهرة0
وما أشبه الليلة بالبارحة كما يقولون!، فقد نبتت نابتة فى عصرنا الحديث تشكك فى السنة، فى هجمة شرسة غاشمة، لم نسمع
بمثلها من قبل، هجمة تكاتفت لها كل قوى الشر والبغى من الشيوعيين الملاحدة، والصليبيين، والصهاينة، ودعاة اللادينية من العلمانيين،
والبهائيين، والقاديانيين، وغيرهم ممن يجمعهم معسكر العداء للإسلام وأهله، وزعمت هذه النابتة أن السنة حرفت وبدلت ... وأن أسس
توثيقها كانت واهية وشكلية، ولم تنهض بعبء الحفاظ عليها0
ومن المؤسف حقاً أن يكون من بين أبناء الإسلام من يزعم بصريح اللفظ : لا حجة فى السنة، إنما الحجة فى القرآن وحده دون سواه، وقد
وجدنا بعضاً من هؤلاء فى لاهور بباكستان، وسمت نفسها جماعة القرآن، وهى أعدى أعدائه، إذ تتهجم على تفسيره0وهى لا تعرف من
العربية حرفاً واحداً، وتعتمد على تراجم شائهة0وتعتبر ما فيها هو الحجة من غير احتياج لسنة رسول الله e0
وإن هؤلاء إن استقام لهم طريقهم لأدى ذلك إلى أن يصاب القرآن بما أصيبت به الكتب السابقة، إذ اعتراها التغيير والتبديل بسبب التراجم،
وضاع الأصل0
وقد وجدنا مثل هذا الفريق فى مصر، وبعضهم يتبوأ مراكز علمية عالية، ويتستر وراء بعض الألقاب كمستشار، أو دكتور، أو مفكر إسلامى ...
إلخ، وقد قمت بصحبة بعضهم، للاطلاع على أحوالهم وأساليبهم فى الكيد للسنة المطهرة، ورأيت كيف يخططون وينسقون مع بعضهم البعض،
ورأيت كيف يستمدون المعونة ممن يكيدون لديننا ولأمتنا الإسلامية ليل نهار0 من أعداء الإسلام الظاهرين، فالتقوا جميعاً على هجوم شرس
غاشم على السنة المطهرة0
ومن الواضح أن المؤامرات العدائية للإسلام تلبس فى كل عصر لبوسها، فهى حين يكون المسلمون أقوياء تأخذ طريق التهديم الفكرى والخلقى،
والاجتماعى، وحين يكونون ضعفاء تتخذ طريق الحرب والتجمع، وتستهدف الإبادة والإفناء، فإذا عجزت طريق الحرب عن تحقيق أهدافها،
انقلبت إلى طريق فكرى خداع، تستهوى عقول الغافلين أو المغفلين، فينبت للإسلام فى داخل أسواره نابتة تـنحرف شيئاً فشيئاً عن عقيدة
الإسلام السمحة، المشرقة، حتى تنتهى إلى عقائد، وأفكار تخالف المبادئ الأساسية للإسلام، وتحقق الأهداف الرئيسية التى يسعى إليها أعداؤه،
من حيث أنهم لا علاقة لهم بهذا التخريب والتهديم0
والذى يمكن أن أقرره هنا ... أن علل الأمة وأدواءها، لا تأتيها من الخارج بمقدار ما تأتيها من الداخل، ومن نفسها قبل غيرها0
ولله در من قال : ما أخشى على المسلمين إلا من المسلمين، ما أخشى من الأجانب كما أخشى من المسلمين، وهو كلام أصاب كبد
الحقيقة(1)0
فالخطر الأكبر من هذا الهجوم الشرس على السنة المطهرة فى عصرنا يأتى ممن ينتسبون إلى الإسلام، ممن هم من جلدتنا، ويتكلمون
بألسنتنا، وهذا ما دفعنى إلى اختيار موضوع هذا الكتاب $السنة النبوية فى كتابات أعداء الإسلام فى الكتابات العربية#0
وقد هدفت من كتابته إلى عدة أهداف منها :
أولاً : كثرة الأعاصير التى تهب فى وجه السنة النبوية من جميع أنحاء الدنيا، مستهدفة محو أثرها، وقلع جذورها، حتى يفقد المسلمون
الصورة التطبيقية الحقيقية لحياة رسول الله e، وبذلك يفقد الإسلام أكبر عناصر قوته0
فأحببت أن تكون لى مشاركة فى صد تلك الأعاصير، وإيقاف زحفها مع من بذلوا جهوداً فى الدفاع عن السنة لحماية حصنها من التهديم
والتخريب، راجياً بذلك المثوبة من الله تعالى0
ثانياً : بيان أن السنة حجة لا نزاع فيها بين المسلمين، وأنها ضرورة دينية، ومن أنكر حجيتها بشروطها المعروفة فى الأصول كفر، وخرج عن
دائرة الإسلام0
ثالثاً : أن يكون هذا البحث هادياً لمن تأثر من أبناء الإسلام بشبهات أعداء السنة، وأساليبهم فى الكيد لها، مما يوجب على من عرف الحق أن
يأخذ بأيديهم إلى بر الأمان0
رابعاً : إرادة الإسهام فى كشف القناع عن أساليب، وحقيقة أعداء السنة، من أهل الأهواء والبدع قديماً، من الخوارج، والشيعة، والمعتزلة،
ومن أحيا فكرهم فى العصر الحديث من المستشرقين، وأذيالهم من دعاة اللادينية من العلمانيين، والبهائيين، والقاديانيين ... فلا يعرف الإسلام
من لا يعرف الجاهلية، ولا يستبين الحق أو الرشد من لم يتبين الباطل أو الغى0 كذلك لا ينافح عن الإسلام من لم يعرف أعداءه ومحاربيه،
ومن لم يدرس خططهم، وأساليبهم، ولا يقدر على الحرب من لم يتعرف أرض المعركة0 وإنها معركة ليست أقل من المعارك الحربية التى
خاضها المسلمون، ولا يزالون فى بعض الأماكن0
إن الأخيرة قد استهدفت بالدرجة الأولى الأرض والتراب أما هذه - وهنا مكمن خطورتها- فإنها تستهدف القلب والفكر والوجدان وهى - لعمرى
- أعز على الله ، وأعز علينا من الأرض والتراب؟ ولا يخالجنا ذرة من شك أن الشراك التى نصبت شرها وكيدها من شبهات ساقطة، وطعون
واهية، غير مستندة إلى دليل، ولا قائمة على برهان، وإنما هى مجرد قولٌ قاله، وافتراءٌ افتراه، أناس سادرون فى غيهم، للتشكيك فى حجية
السنة، والتنفير من التمسك بها، والاهتداء بهديها، ليتسنى لهم القضاء عليها أولاً، ثم يخلصوا منها للقضاء على القرآن ثانياً، وبذلك يتحقق
لهم من هدم الدين ما ينشدون، وقد أخبرنا الله U بذلك إذ يقول تعالى : {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}(1) ولكن
وإن سَعَوا ما أمكنهم، فلن يصلوا إلى هدفهم المنشود، وغايتهم المطلوبة، بل سيظلون يتخبطون تخبطاً عشوائياً فى متاهات مظلمة كثيرة
الالتواء صعبة المخرج، إلى أن يموتوا غيظاً وكمداً وحقداً؛ لأن الله U تكفل بحفظ دينه من كل من يريده بسوء، وحفظ أهله من كل من يريدهم
بشر، كما يدل على ذلك قوله تعالى : {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(32)هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ
رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(2)0
وما شأن شراذم البغى - قديماً وحديثاً - ومحاولاتهم النيل من السنة المطهرة إلا كشأن من قال عنه الأعشى بن قيس :
كناطح صخرة يوماً ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرَنهُ الوعَلُ
وهم ببغيهم وقالتهم الكاذبة، إنما يظلمون أنفسهم ودينهم، قال تعالى : {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}(3)0

خطــة البحــث :
نظراً لتعدد جوانب الموضوع وتشعبها، وكثرة الشُبه وتداخلها، فقد تنوعت مصادره، مما حتم علىَّ مطالعة العديد من الكتب فى أنواع العلوم
المختلفة، وتجميع المادة العلمية من مظانها، يستوى فى ذلك كتب الهجوم على السنة المطهرة، أو كتب الدفاع عنها، مما أدى إلى استنفاد جهد،
ووقت ليس بالقليل0 ولكن أحمد الله U الذى أعاننى على ذلك0
وقد قسمت هذا الموضوع إلى مقدمة، وتمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة :
أمـا المقدمـة فقـد ضمنتهـا : سبب اختيار الموضوع، وأهميته، وخطة البحث ومنهج البحث فيه0
أما التمهيد ففيه خمسة مباحث :
المبحث الأول:كلمة فى الاصطلاح0معرفة الفوارق بين المعانى اللغوية والمعانى الاصطلاحية .
المبحث الثانى : التعريف بالسنة فى مصطلح علمائها0 وتحته ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : التعريف $بالسنـة# و$الحديث# فـى اللغـة0
المطلب الثانى : التعريف $بالسنـة# و$الحديث# فى الاصطلاح0
المطلب الثالث : شبهـة حـول التسميـة والـرد عليهـا0
المبحث الثالث : الحديث النبوى بالسند المتصل من خصائص الأمة الإسلامية0
المبحث الرابع : الحديــث النبــوى تاريــخ الإســلام0
المبحث الخامس : دراسة الحديث ضرورة لازمة لطالب العلم0
أما الأبواب فهى :
الباب الأول : التعريف بأعداء السنة النبوية، وفيه تمهيد وأربعة فصول :
التمهيــد : وفيه التعريف بأعداء لغةً وشرعاً0
الفصل الأول : أعداء السنة النبوية من أهل الأهواء والبدع قديماً (الخوارج، والشيعة، والمعتزلة)
الفصل الثانى : أعداء السنة النبوية من المستشرقين0
الفصل الثالث : أعداء السنة النبوية من أهل الأهواء والبدع حديثاً (العلمانية، والبهائية، والقاديانية) .
الفصل الرابع : أهداف أعداء الإسلام قديماً وحديثاً فى الكيد للسنة النبوية المطهرة0
الباب الثانى : وسائل أعداء السنة قديماً وحديثاً فى الكيد للسنة النبوية المطهرة ويشتمل على ستة فصول :
الفصل الأول : شبهات حول حجية السنة النبوية0
الفصل الثانى : وسيلتهم فى التشكيك فى حجية خبر الآحاد .
الفصل الثالث : وسيلتهم فى الطعن فى رواة السنة المطهرة .
الفصل الرابع : وسيلتهم فى الطعن فى الإسناد وعلوم الحديث .
الفصل الخامس: وسيلتهم فى الطعن والتشكيك فى كتب السنة المطهرة .
الفصل السادس : وسيلتهم فى الاعتماد على مصادر غير معتبرة فى التأريخ للسنة ورواتها .
الباب الثالث : نماذج من الأحاديث الصحيحة المطعون فيها والجواب عنها0 ويشتمل على تمهيد وعشرة فصول :
التمهيد ويتضمن بيان :
أ- طبيعة نقد الأحاديث الصحيحة عند أعدائها0
ب- طبيعة الأحاديث الصحيحة المطعون فيها0
الفصل الأول : حديث $إنما الأعمال بالنيات# .
الفصل الثانى : حديث $أنزل القرآن على سبعة أحرف# .
الفصل الثالث : أحاديث $رؤية الله U# و$محاجة آدم موسى عليهما السلام# و$الشفاعة# .
الفصل الرابع : أحاديث $ظهور المهدى# و$خروج الدجال# و$نزول المسيح عليه السلام# .
الفصل الخامس : حديث عذاب القبر ونعيمه .
الفصل السادس : أحاديث $خلوة النبىe بامرأة من الأنصار#، و$نوم النبى e عند أم سليم، وأم حَرَام# ، وحديث $سحر النبى e#0
الفصل السابع : حديث رضاعة الكبير ، شبهــات الطاعنيـن فيـه والـرد عليهـا0
الفصل الثامن : حديث وقوع الذباب فى الإناء .
الفصل التاسع : ثمرات ونتائـج الحديـث الصحيـح0
الفصل العاشر : مضار رد الأحاديث النبوية الصحيحة0
الخاتمة : وفيها نتائج هذه الدراسة، ومقترحات، وتوصيات، والفهارس العلمية للبحث0
هذا ولم أتعرض لتحرير مبحث أو مطلب إلا بعد أن رجعت إلى ما أمكننى الإطلاع عليه : من الكتب المؤلفة فيه كبيرها وصغيرها : فقد يوجد فى
الصغير، مالا يوجد فى الكبير، ويستوى فى ذلك كتب الهجوم على السنة أو الدفاع عنها0
ولم أكتب شيئاً إلا بعد أن اعتقد صحته، واطمئن إليه، غير متأثر برأى أحد -ممن كتب فيه- كائناً من كان، معاصراً أو غير معاصر، ولم أتردد
فى مخالفته متى تبين لى أنه قد اخطأ، مع بيان وجهة نظرى فى ذلك، ومع احترامى له، واعترافى بفضله، وتقديرى لعلمه، واعتقادى أنه $
صاحب آيات، وسباق غايات#0
وقد يؤخذ علىّ : أنى قد أطلت فى بعض المباحث، أو كررت بعض العبارات، أو أظهرت فى محل إضمار، أو غير ذلك. ولكنى قصدت بهذا كله :
توفية البحث حقه، وإتمام الفائدة، وزيادة الإيضاح، وعدم وقوع الناظر فى اللبس0
وإذا كانت الدراسة الموضوعية الصادقة هى تلك التى تعتمد على النصوص والوثائق فقد التزمت في هذا الكتاب -إلى حد كبير- بإيرادها
كشواهد ودلائل على ما عالجته من فكر ومبادئ...
منهجى فى البحث :
1- كل ما عرضته فى الكتاب من شبه ومطاعن أهل الزيغ والهوى قديماً وحديثاً، المتضمنة الطعن فى السنة النبوية المطهرة، فإنى قرنت ذلك
بالرد الحاسم الذى يبين بطلان وزيف تلك الشُبه والمطاعن معتمداً فى ذلك على نقول من كتب أهل السنة والجماعة قديماً وحديثاً، فعالجت
الفكرة بالفكرة ووضحت قول الإمام بقول إمام آخر، فإن كان من جهد فى هذا الكتاب فإنما هو ثمرة الوقوف على أكتاف العلماء، ونتاج المربين
الذين ربونا صغارًا، وحملونا كباراً، والمنة لله وحده، وهو ولى الجزاء وشكر الله للعلماء بذلهم0
2- بينت مواضع الآيات التى وردت فى الكتاب بذكر اسم السورة ورقم الآية فى الهامش، مع وضع الآية بين قوسين0
3- عزوت الأحاديث التى أوردتها فى الكتاب إلى مصادرها الأصلية من كتب السنة المعتمدة، فإن كان الحديث فى الصحيحين أو أحدهما اكتفيت
بالعزو إليهما، بذكر اسم الكتاب، واسم الباب، وذكر الجزء والصفحة ورقم الحديث مع البيان غالباً لدرجة الحديث من خلال أقوال أهل العلم
بالحديث، إن كان الحديث من غير الصحيحين، واقتصرت على التخريج من كتب السنن الأربعة إذا كان الحديث فى غير الصحيحين، وفيما عدا
ذلك اقتصر على ما يفيد ثبوت الحديث أو رده0
4- اعتمدت فى التخريج من الصحيحين على طبعتى البخارى (بشرح فتح البارى) لابن حجر، والمنهاج شرح مسلم للنووى، لصحة متون
الأحاديث فى الشرحين، ولصحة عرضهما على أصول الصحيحين، وتسهيلاً للقارئ لكثرة تداول تلك الشروح، وإتماماً للفائدة بالاطلاع على فقه
الحديث المخرج0
5- التزمت عند النقل من أى مرجع، أو الاستفادة منه الإشارة إلى رقم جزئه وصفحته بالإضافة إلى ذكر طبعات المراجع فى الفهرست0
6- عند النقل من فتح البارى، أو المنهاج شرح مسلم للنووى أذكر رقم الجزء والصفحة ورقم الحديث الوارد فيه الكلام المنقول، تيسيراً
للوصول إلى الكلام المنقول، نظراً لاختلاف رقم الصفحات تبعاً للطبعات المتعددة0
7- اكتفيت فى تراجم الأعلام من الصحابة بذكر مصادر تراجمهم بذكر رقم الجزء والصفحة ورقم الترجمة، ولم أترجم لهم لعدالتهم جميعاً، ولم
أخالف فى ذلك إلا فى القليل عندما تقتضى الترجمة الدفاع ضد شبهة0
8- ترجمت لكثير من الأعلام الذين جرى نقل شيء من كلامهم، مع ذكر مصادر تراجمهم، بذكر رقم الجزء والصفحة ورقم الترجمة0
9- شرحت المفردات الغريبة التى وردت فى بعض الأحاديث مستعيناً فى ذلك بكتب غريب الحديث، ومعاجم اللغة، وشروح الحديث0
ثم ختمت الكتاب بفهارس سبعة هى:
1- فهــرس الآيات القرآنيــة0
2- فهــرس الأحاديث والآثـار0
3- فهـرس الأعلام المترجم لهم0
4- فهـــرس الأشعــــار0
5- فهرس القبائل والبلدان والفرق0
6- فهرس المصادر والمراجــع0
7- فهرس الموضوعات التى اشتمل عليها الكتاب0
هذا وإنى -يعلم الله- ما فرطت ولا توانيت ولا كان منى ميل إلى كسل أو ركون إلى راحة، فإن فاتنى شئ فى أثناء الكتابة، أو لم أذكر أمراً كان
ينبغى ذكره، أو طرأ علىَّ سهو أو نسيان، فهذا لأن عمل الإنسان لا يخلوا من نقص مهما كانت عنايته0 وعذرى فى ذلك أن الكمال المطلق لله
U0
فما كان فى الكتاب من صوابٍ، فهو من الله U وبتوفيقه، وما كان من خطأ فمن نفسى، ومن الشيطان، والله برىء منه ورسوله، ولله وحده
الكمال والعزة والجلال0
وفى الختام : أحمد الله - سبحانه وتعالى- على عونه وتوفيقه لإتمام هذا الكتاب حيث سهل لى صعبه، وذلل أمامى عقباته، وإنى لأرى لزاماً
علىّ أن أسجل هنا وافر شكرى، وعظيم تقديرى، وصادق دعواتى لفضيلة شيخنا الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الخالق الدفتار ، الذى أحاطنى
بنصائحه، وتوجيهاته السديدة، وإرشاداته العديدة، حتى خرج هذا الكتاب إلى حيز الوجود، فاسأل الله U أن يبارك فى دينه، وبدنه، وأهله، وولده،
وأن يجزيه عنى وعن الإسلام خير الجزاء0
ولا يفوتنى فى هذا المقام أن أقدم شكرى أيضاً : لكل من أفادنى من مشايخى وزملائى بكتاب، أو إرشاد، أو أى نوع من المساعدة ...
اللهم تقبل هذا العمل خالصاً لوجهك الكريم0اللهم اجعلنى جنداً من جنود كتابك، جنداً من جنود سنة نبيك e، اللهم لا تعذب لساناً يخبر عنك، ولا
عيناً تنظر إلى علوم تدل عليك، ولا قدماً تمشى إلى خدمتك، ولا يداً تكتب حديث رسولك، فبعزتك لا تدخلنى النار، فقد علم أهلها أنى كنت أذب
عن دينك0 اللهم آمين،
والحمد لله رب العالمين
وصلـى الله علـى سيدنـا ومولانـا
محمــد وعلــى آلــه وصحبــه وسلــم
الراجى عفو ربه الغفور
عماد السيد محمد إسماعيل الشربينى

(1) الآية 65 من سورة النساء0
(2) انظر تخريجه ص 228 0




(1) الآيتان 41، 42 من سورة فصلت0
(2) الآية 52 من سورة الشورى0
(1) الآية 44 من سورة النحل0
(2) الآية 64 من سورة النحل0
(3) الآيتان 18، 19 من سورة القيامة0
(4) الآيتان 3، 4 من سورة النجم0
(1) لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ لشكيب أرسلان ص 67 0
(1) جزء من الآية 217 من سورة البقرة0
(2) الآيتان 32، 33 من سورة التوبة0
(3) جزء من الآية 227 من سورة الشعراء0

====

2



M

وفيه خمسة مباحث :
1- المبحث الأول : كلمة فى الاصطلاح. معرفة الفوارق بين المعانى اللغوية والمعانى الاصطلاحية0
2- المبحث الثانى : التعريف بالسنة فى مصطلح علمائها .
3- المبحث الثالث : الحديث النبوى بالسند المتصل من خصائص الأمة الإسلامية
4- المبحـث الرابع : الحديــث النبـوى تاريــخ الإســلام .
5- المبحث الخامس : دراسة الحديث ضرورة لازمة لطالب العلم .





























المبحـث الأول
كلمــة فـى الاصطــلاح
معرفة الفوارق بين المعانى اللغوية والمعانى الاصطلاحية

معرفة الفوارق بين المعانى فى اللغة وبينها فى الاصطلاح مبحث فى غاية الأهمية، لا سيما وقد ظهر الخلط بين هذه المعانى عند أعداء الإسلام
والسنة المطهرة فى هجومهم على السنة، فهم لا يكادون يهتمون بمعرفة تلك الفروق، إما عن جهل يجرهم إلى اسوأ الأحكام وأتعس النتائج
بإنكار حجية السنة المطهرة، وإما عن علم متعمد لا يهتمون ولا يبينون الفوارق بين المعانى فى اللغة وبينها فى الاصطلاح بقصد تضليل
القارئ وتشكيكه فى حجية السنة المطهرة ومصدريتها التشريعية(1).
يقول أبو هلال العسكرى(2) فى كتابه (الفروق فى اللغة) :
"الفرق بين الاسم العرفى والاسم الشرعى : أن الاسم الشرعى ما نقل عن أصله فى اللغة فسمى به فعل أو حكم حدث فى الشرع نحو الصلاة
والزكاة والصوم والكفر والإيمان والإسلام وما يقرب من ذلك، وكانت هذه أسماء تجرى قبل الشرع على أشياء، ثم جرت فى الشرع على أشياء
أخر، وكثر استعمالها حتى صارت حقيقة فيها، وصار استعمالها على الأصل مجازاً، ألا ترى أن استعمال (الصلاة) اليوم فى الدعاء مجاز، وكان
هو الأصل. والاســـم العرفى ما نقل عن بابه بعرف الاستعمـال نحو قولنا (دابة) وذلك أنه قد صار فى العرف اسماً لبعض ما يدب وكان
فى الأصل اسماً لجميعه.
وعند الفقهاء أنه إذا ورد عن الله I خطاب قد وقع فى اللغة لشئ واستعمل فى العرف لغيره، ووضع فى الشرع لآخر، فالواجب حمله على ما
وضع فى الشرع؛ لأن ما وضع له فى اللغة قد انتقل عنه، وهو الأصل فيما استعمل فيه بالعرف أولى بذلك وإن كان الخطاب فى العرف لشئ
وفى اللغة بخلافه وجب حمله على العرف، لأنه أولى، كما أن اللفظ الشرعى يحمله على ما عدل عنه، وإذا حصل الكلام مستعملاً فى الشريعة
أولى على ما ذكر قبل، وجميع أسماء الشرع تحتاج إلى بيان نحو قوله تعالى : {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَءَاتُوا الزَّكَاة}(1) إذ قد عرف بدليل أنه أريد
بها غير ما وضعت له فى اللغة، وذلك على ضربين أحدهما يراد به ما لم يوضع له البتة نحو الصلاة والزكاة، والثانى يراد به ما وضع له فى
اللغة لكنه قد جعل اسماً فى الشرع لما يقع منه على وجه مخصوص، أو يبلغ حداً مخصوصاً فصار كأنه مستعمل فى غير ما وضع له وذلك
نحو الصيام والوضوء وما شاكله"(2).
فاللكلمة إذن معنيان، معنى لغوى، ومعنى شرعى، أى دلالة لغوية ودلالة اصطلاحية، وقد يكون المعنى الاصطلاحى بعيداً عن المعنى اللغوى،
بل قد تكون الكلمة لها أكثر من معنى فى اللغة وأكثر من معنى فى الاصطلاح ككلمة "السنة" مثلاً. فهى فضلاً عن معانيها اللغوية المتعددة،
والتى سيأتى ذكرها، لها أكثر من معنى اصطلاحى عند المحدثين، والفقهاء، والأصوليين كما سيأتى.
فالذى لا يعرف هذه الفوارق الاصطلاحية لا شك واقع فى الخطأ، وسوف يضل ضلالاً مبيناً، وهذه الفوارق استغلها أعداء الإسلام والسنة
المطهرة استغلالاً بشعاً ينبئ عن حقدهم الدفين على الإسلام وأهله، فنراهم فى هجومهم على السنة المطهرة يركزون على بعض معانيها
اللغوية أو الاصطلاحية مهملين عن جهل تارةً، وعن علم تارة أخرى باقى معانيها الاصطلاحية بغية الوصول إلى هدفهم وغايتهم من التشكيك
فى حجيتها وعدم العمل بها ومن ذلك تركيزهم على معنى السنة فى اصطلاح الفقهاء وهى ما ليس بواجب مما يمدح فاعلها ولا يذم
تاركها(3). وهذا التعميم فى تعريف السنة محض الضلال(4)، إذ فيه صـرف لهذه الكلمة عن معناها الاصطلاحى عند رجال الأصول وعلى أنها
مصدر تشريعى مستقل ملازم للقرآن الكريم فى الاحتجاج، وأن الأحكام التكليفية الخمسة تدور فيها، كما تدور فى القرآن الكريم بالتمام(1).
ومن المعانى اللغوية التى يركز عليها أعداء الإسلام فى تعريفهم بالسنة معناها الوارد بمعنى الطريقة والسيرة، حسنة كانت أو سيئة، ويعبرون
عن ذلك المعنى بالعادة والعرف كما قال المستشرق $جولد تسيهر#(2) : "السنة هى جماع العادات والتقاليد الوراثية فى المجتمع العربى
الجاهلى؛ فنقلت إلى الإسلام، فأصابها تعديل جوهرى عند انتقالها، ثم أنشأ المسلمون من المأثور من المذاهب والأقوال والأفعال والعادات لأقدم
جيل من أجيال المسلمين سنة جديدة"(3). وتابعه على ذلك سائر من جاء بعده من المستشــرقين(4).
وردد هذا الكلام الدكتور على حسن عبد القادر(5) فى كتابه $نظرة عامة فى تاريخ الفقه الإسلامى# فقال : "وكان معنى السنة موجوداً فى
الأوساط العربية قديماً، ويراد به الطريق الصحيح فى الحياة للفرد وللجماعة، ولم يخترع المسلمون هذا المعنى، بل كان معروفاً فى الجاهلية،
وكان يسمى عندهم سنة هذه التقاليد العربية وما وافق عادة الأسلاف. وقد بقى هذا المعنى فى الإسلام فى المدارس القديمة فى الحجاز، وفى
العراق أيضاً، بهذا المعنى العام يعنى العمل القائم، والأمر المجتمع عليه فى الأوساط الإسلامية والمثل الأعلى للسلوك الصحيح من غير أن
يختص ذلك بسنة النبى e وأخيراً حدد هذا المعنى، وجعلت السنة مقصورة على سنة الرسول e ويرجع هذا التحديد إلى أواخر القرن الثانى
الهجرى، بسبب طريقة الإمام الشافعى التى خالف بها الاصطلاح القديم(1).
وأقـول : نعم، لفظ السنة ومعناها كان معروفاً فى لغة العرب قبل الإسلام ولم يخترع المسلمون هذه الكلمة ولا معناها، ولكن ليس الأمر كما
زعم المستشرقون والدكتور على حسن عبد القادر من أن معنى الســنة فى صدر الإسلام العادة والعرف(2) الجاهلى، أو أنها الطريق
الصحيح فقط، وإنما تشمل الطريق الصحيح وغير الصحيح على رأى جمهور علماء اللغة، ويؤيدهم فى الإطلاق القرآن الكريم، والأحاديث
النبوية، والأشعار الجاهلية على ما سيأتى.
كما أن استعمال القرآن الكريم والسنة المطهرة لكلمة السنة بالمعنى اللغوى لا يعنى ذلك أن هذا المعنى اللغوى (الطريقة) أو (السيرة) أو (
العادة) هو المراد شرعاً بالسنة، فهذه الكلمة انتقلت من معناها اللغوى إلى المعنى الاصطلاحى (سنة رسول الله e الشاملة لأقواله وأفعاله
وتقريراته وصفاته الخِلْقِية والخُـلُقِية ...) وهى بهذا المعنى مصدر تشريعى ملازم للقرآن الكريم لا ينفك أحدهما عن الآخر.
وهذا المعنى الاصطلاحى لكلمة السنة كان محدداً ومعلوماً فى صدر الإسلام والنبى e بين ظهرانى أصحابه y(3) وليس الأمر كما زعم الدكتور
حسن تابعاً للمستشرقين أن هذا المعنى الاصطلاحى للسنة تحدد فى آواخر القرن الثانى الهجرى....
ومن المعانى اللغوية التى يركز عليها أعداء الإسلام فى تعريفهم بالسنة معناها الوارد بمعنى الطريقة، ثم يعرفون السنة النبوية؛ بأنها الطريقة
العملية أو السنة العملية، أما أقواله وتقريراته وصفاته e فليست من السنة، وإطلاق لفظ حديث أو سنة على ذلك إنما هو فى نظرهم اصطلاح
مستحدث من المحدثين ولا تعرفه اللغة ولا يستعمل فى أدبها، هكذا زعم محمود أبو ريه(1) فى كتابه (أضواء على السنة المحمدية)(2) تبعاً
للدكتور توفيق صدقى(3).
وفى ذلك أيضاً يقول الدكتور المهندس محمد شحرور(4) فى كتابه (الكتاب والقرآن قراءة معاصرة، "إن ما اصطلح على تسميته بالسنة النبوية
إنما هو حياة النبى e كنبى وكائن إنسانى عاش حياته فى الواقع، بل فى الصميم منه، وليس فى عالم الوهم".
وفى موضع آخر يقول : "من هنا يأتى التعريف الخاطئ برأينا للسنة النبوية بأنها كل ما صدر عن النبى e من قول ومن فعل أو أمر أو نهى أو
إقرار. علماً بأن هذا التعريف للسنة ليس تعريف النبى e نفسه، وبالتالى فهو قابل للنقاش والأخذ والرد وهذا التعريف كان سبباً فى تحنيط
الإسلام، علماً بأن النبى e وصحابته لم يعرفوا السنة بهذا الشكل، وتصرفات عمر بن الخطاب تؤكد ذلك"(5).
ويقول نيازى عز الدين(6) : "رجال الدين فى القرن الثالث الهجرى عرفوا السنة وأضافوا إليها أموراً هى من اجتهادهم، فقد قالوا فى تعريفها :
"هى كل ما أُثِرَ عن النبى e من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خِلْقِية أو خُـلُـقِية أو سيرة سواء كان ذلك قبل البعثة "كتحنثه فى غار حراء" أم
بعدها. وهذا التعريف الموسع الذى أتى فى عصر متأخر عن عصر الرسولe وصحابته قد جر البلاء على الإسلام0 وفى موضع آخر يقول : "
وإن أغلب الذين أدخلوا أحاديث الرسول e وأفعاله وتصرفاته الخاصة فى الدين فعلوها وهم يعلمون أنهم يفعلون الممنوع، ويقعون فى
المعصية، لكن الهوى والشيطان كانا أقوى من الإيمان فى تلك الفترة، ففعل الشيطان ما يريد"(1).
ومن المعانى اللغوية التى يركزون عليها فى تشكيكهم فى السنة المطهرة معناها الوارد فى القرآن الكريم بمعنى أمر الله U ونهيه وسائر
أحكامه وطريقته،ويقولون: لا سنة سوى سنة الله U الواردة فى كتابه العزيز، وأنه مستحيل أن يكون لرسول الله سنة، ويكون لله U سنة،
فيشرك الرسول نفسه مع الله U0
وفى ذلك يقول محمد نجيب(2) فى كتابه (الصلاة) : القرآن وما فيه من آيات هو سنة الله التى سنها وفرضها نظاماً للوجود،
واتبعها الله نفسه؛ فهى سنة الله ... وليس من المعقول أن يكون للرسول سنة ويكون لله سنة، فيشرك الرسول نفسه مع الله ويكون لكلاهما
سنة خاصة وهو أمر مستحيل أن يحصل من مؤمن ومن رسول على الأخص، فما كان لبشرٍ آتاه الله الكتاب والحكم والنبوة أن يترك حكم الله
وسنته، ويطلب من الناس أن تتبع ما يسنه هو من أحكام، وليس ذلك إن حَصُلَ إلا استكباراً فى الأرض، وتعالٍ على الله. يقول الله تعالى: {مَا
كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا
كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}(3) {فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلا نُفُورًا اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ
الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً}(4). وهذا يؤكد وجوب الرجوع لكتاب الله وحده جماع سنة الله(5) أ0هـ0
وفى ذلك أيضاً يقول أحمد صبحى منصور(1) فى كتابه (حد الردة) معرفاً بالسنة الحقيقية قائلاً : "سنة الله تعالى هى سنة رسوله عليه السلام
...، الله تعالى ينزل الشرع وحياً، والرسول يبلغه وينفذه، ويكون النبى أول الناس طاعة واتباعاً لأوامر الله تعالى. والله تعالى أمر النبى بأن
يقول {إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ}(2)0 والإيمان بالرسول معناه الإيمان بكل ما نزل عليه من القرآن والإيمان بأنه اتبع ذلك الوحى وطبقه، وكان
أول الناس إيماناً به وتنفيذاً له(3)0
ويقول قاسم أحمد(4) فى كتابه (إعادة تقييم الحديث) : "إنه بالنظر إلى استخدام كلمتى السنة والحديث فى القرآن والذى يعطينا معلومات شيقة،
نجد أن كلمة "سنة" تشير فى القرآن إلى النظام أو الناموس الآلهى وإلى مثال الأمم السابقة التى لقيت مصيرها. فلم يشر القرآن إلى أن السنة
هى سلوك النبى، وهذان الاستخدامان تشير إليهما الآيتان التاليتان :
{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}(5) {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ
مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ}(6)0
فكلمة "حديث" استخدمت فى القرآن بمعنى "الأخبار" و"القصص" و"الرسالة" و"الشئ" وقد ذكرت ستاً وثلاثين مرة فى مواضع لغوية مختلفة، ولا
يشير أى منها إلى ما يعرف بالحديث النبوى. فعلى العكس وردت فى عشرة مواضع من الآيات البينات تشير إلى القرآن وتستبعد بشدة أى حديث
إلى جانب القرآن منها هذه الآيات {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا}(7) {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ
عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}(1).
هذا والذى زعمه أعداء السنة المطهرة فى تعريفهم بالسنة النبوية من أنها الطريقة العملية أو السنة العملية، أو هى سنة الله U.
وأن تعريف السنة النبوية بأنها $كل ما صدر عن النبى e من قول أو فعل أو تقرير أو صفة ...# اصطلاح مستحدث من المحدثين ولم يعرفه
النبى e ولا أصحابه y بل كان هذا التعريف سبباً فى تحنيط الإسلام.
هذا الزعم الكاذب إنما يدل على ما سبق وأن ذكرته من أن هؤلاء الأعداء يخلطون بين المعانى فى اللغة وبينها فى الاصطلاح، ولا يهتمون
بمعرفتها ولا ببيانها إما عن جهل، وإما عن علم بقصد خداع القارئ وتضليله وتشكيكه فى حجية السنة وفى علمائها الذين قيدهم رب العزة
لحفظها من التغيير والتبديل تماماً بتمام، كما قيض لكتابه العزيز من يحفظه من العلماء الأفذاذ.
لذا كان لزاماً علينا بيان الفوارق بين معانى (السنة والحديث) فى اللغة وبينها فى الاصطلاح، حيث سيتضح جلياً صدق ما ذكرته من خلطهم
وعدم اهتمامهم بتلك الفوارق عن جهل تارة، وعن علم تارة أخرى، كما سيتضح أن السنة النبوية بتعريفها المعلوم عند المحدثين والأصوليين
والفقهاء، كان مقصوداً من النبى e ومعلوماً للصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - وأن هذا التعريف للسنة المطهرة كان سبباً فى عزة
الإسلام وأهله، وليس سبباً فى تحنيطه كما يزعم أعداءُ الإسلام0
كما سيتضح أيضاً أن مصطلح السنة ومصطلح الحديث كانا مترادفين زمن النبوة المباركة وزمن الصحابة y فمن بعدهم من التابعين وتابعيهم y
وعلى ذلك علماء الشرع الحنيف، خلافاً لأعداء الإسلام الزاعمين : أن مصطلح السنة غير مصطلح الحديث، وأنهما يجب أن يكونا متميزين عن
بعضهما فإلى بيان ذلك.

(1) ضوابط الرواية عند المحدثين للأستاذ الصديق بشير نصر ص 25 بتصرف، وانظر السنة فى مواجهة أعدائها للدكتور طه حبيشى ص 23
وما بعدها0
(2) أبو هلال العسكرى : هو الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكرى، لغوى، مفسر، شاعر، أديب0 من مصنفاته
لحن الخاصة، والتخليص فى اللغة، والفروق، والمحاسن فى تفسير القرآن، توفى بعد سنة 395هـ0 له ترجمة فى : طبقات المفسرين
للسيوطى، ص 33 رقم 29، وطبقات المفسرين للداودى 1 /138 رقم 131، ومعجم الأدباء للسيوطى 3 /135، ومعجم المؤلفين لعمر كحالة
3 /240 0
(1) جزء من الآية 43 من سورة البقرة0
(2) الفروق فى اللغة ص 56 0
(3) البحر المحيط للزركشى 1 /284، وإرشاد الفحول للشوكانى 1 /155، وأصول الفقه للشيخ محمد الخضرى ص 54، وأصول الفقه للشيخ
عبد الوهاب خلاف ص 111 0
(4) انظر تعميم محمود أبو ريه لذلك فى أضواء على السنة ص 38 0
(1) ضوابط الرواية عند المحدثين ص 25، 26 بتصرف0
(2) جولد تسيهر : مستشرق مجرى يهودى، رحل إلى سورية وفلسطين ومصر، ولازم بعض علماء الأزهر0 له تصانيف باللغات الألمانية
والإنكليزية والفرنسية0 ترجم بعضها إلى العربية، قال الدكتور السباعى : "عرف بعدائه للإسلام وبخطورة كتاباته عنه، ومن محررى دائرة
المعارف الإسلامية" كتب عن القرآن والحديث، ومن كتبه : "تاريخ مذاهب النتفسير الإسلامى" و"العقيدة والشريعة فى الإسلام" و "فضائح
الباطنية" وغير ذلك مات سنة 1921م له ترجمة فى: الأعلام للزركلى 1 /284، والاستشراق للدكتور/ للسباعى ص 31-32، وأراء
المستشرقين حول القرآن وتفسيره للدكتور عمر إبراهيم 1 /161 - 162 0
(3) العقيدة والشريعة فى الإسلام ص 49، 251 0
(4) دائرة المعارف الإسلامية 7 /330، وانظر دراسات فى الحديث للدكتور الأعظمى 1 /5-11، ومنهجية جمع السنة وجمع الأناجيل للدكتورة
عزية على طه ص 62، 122، 123 0
(5) على حسن عبد القادر : أستاذ تاريخ التشريع الإسلامى، حاصل على العالمية فى الفلسفة من ألمانيا، ومجاز من كلية أصول الدين فى قسم
التاريخ، وعميد كلية الشريعة بالأزهر الشريف سابقاً، من مؤلفاته : نظرة عامة فى تاريخ الفقه الإسلامى0
(1) نظرة عامة فى تاريخ الفقه الإسلامى ص 122، 123 0
(2) يصح تعريف السنة بالعادة والعرف، ولكن المراد بالعادة فى هذه الحالة عادة الرسول e أى ما عمله أو أقره أو رآه فلم ينكره، وهى فى
هذه الحالة من الدين0 كما تطلق أيضاً على السيرة العملية لحياة الصحابة y ولا تعنى العادة والعرف السائد فى الجاهلية كما يوهمه كلام جولد
تسيهر ومن قال بقوله انظر:حجية السنة للدكتور عبد الغنى عبد الخالق ص49-51، والمدخل إلى السنة النبوية لأستاذنا الفاضل الدكتور عبد
المهدى عبدالقادر ص25،26 .
(3) ستأتى الأحاديث التى تشهد بذلك انظر : ص 43، 44، 45 .
(1) محمود أبو ريه : كاتب مصرى كان منتسباً إلى الأزهر فى صدر شبابه، فلما انتقل إلى مرحلة الثانوية الأزهرية أعياه أن ينجح فيها، أكثر
من مرة، فعمل مصححاً للأخطاء المطبعية بجريدة فى بلده، ثم موظفاً فى دائرة البلدية حتى أحيل إلى التقاعد0 من مصنفاته التى طعن فيها فى
السنة والصحابة، أضواء على السنة، وقصة الحديث المحمدى، شيخ المضيرة (أبو هريرة) انظر : السنة ومكانتها فى التشريع للدكتور السباعى
ص 466 0
(2) أضواء على السنة ص 39 0
(3) الدكتور توفيق صدقى : هو الدكتور محمد توفيق صدقى طبيب بمصلحة السجون بالقاهرة، كتب مقالات فى مجلة المنار بعنوان "الإسلام هو
القرآن وحده" مات سنة 1920م، ترجم له الشيخ محمد رشيد رضا فى مجلة المنار المجلد 21/483 وما بعدها، وانظر : مجلة المنار المجلد
11 /774 .
(4) محمد شحرور : كاتب سورى معاصر، حاصل على الدكتوراه فى الهندسة من الجامعة القومية الإيرلندية فى دبلن0 من مؤلفاته : الكتاب
والقرآن قراءة معاصرة، والإسلام والإيمان منظومة القيم، والدولة والمجتمع0
(5) الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ص 546-548 0
(6) نيازى عز الدين : كاتب سورى معاصر، هاجر إلى أمريكا0 من مؤلفاته : إنذار من السماء، ودين السلطان، الذى زعم فيه أن السنة
المطهرة وضعها أئمة المسلمين من الفقهاء والمحدثين لتثبيت ملك السلطان ومعاوية t وصار على دربه علماء المسلمين إلى يومنا هذا0
(1) إنذار من السماء ص 40، 111 0
(2) محمد نجيب كاتب معاصر0 من مؤلفاته (الصلاة) أنكر فيه السنة المطهرة، وزعم أن تفاصيل الصلاة واردة فى القرآن الكريم0والكتاب
صادر عن ندوة أنصار القرآن، نشر دائرة المعارف العلمية الإسلامية0
(3) الآية 79 من سورة آل عمران0
(4) الآيتان 42، 43 من سورة فاطر0
(5) الصلاة ص 276، 277 0
(1) أحمد صبحى منصور تخرج فى الأزهر وحصل على العالمية فى التاريخ من الجامعة وتبرأ من السنة فتبرأت منه الجامعة، سافر إلى أمريكا
وعمل مع المتنبئ رشاد خليفة، يحاضر بالجامعة الأمريكية بمصر، ومدير رواق بن خلدون بالمقطم0 من مصنفاته : الأنبياء فى القرآن،
والمسلم العاصى، وعذاب القبر والثعبان الأقرع، ولماذا القرآن، باسم مستعار وهو عبد الله الخليفة0 انظر قصته هو ورشاد خليفة فى كتابى
مسيلمة فى مسجد توسان، والدفاع عن السنة الجزء الأول من سلسة "الإسلام واستمرار المؤامرة كلاهما لفضيلة الأستاذ الدكتور طه حبيشى0
(2) جزء من الآية 9 من سورة الأحقاف0
(3) حد الردة ص 40 0
(4) قاسم أحمد كاتب ماليزى معاصر، ورئيس الحزب الاشتراكى الماليزى -سابقاً-0 من مؤلفاته: إعادة تقييم الحديث، أنكر فيه حجية السنة
المطهرة0
(5) الآية 23 من سورة الفتح0
(6) الآية 38 من سورة الأنفال0
(7) جزء من الآية 23 من سورة الزمر0
(19) الآية 6 من سورة لقمان، وانظر : إعادة تقييم الحديث ص 77، 78، واستشهاده بـهذه الآية على أن لفظ الحديث هو القرآن استشهاد
باطل فـ (لهو الحديث) هنا الأقاصيص والأساطير، انظر : تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3/441 0
===
3



المبحث الثانـى
التعريف بالسنة فـى مصطلـح علمائهـا

وتحته ثلاثـة مطالب :
المطلب الأول : التعريـف "بالسنة" و"الحديـث" فـى اللغـة.
المطلب الثانى : التعريف "بالسنة" و"الحديث" فـى الاصطلاح.
المطلب الثالث : شبهـة حـول التسمية والـــرد عليهــا.
































المطلـــب الأول
التعريف "بالسنة" و "الحديث" فى اللغــــــــة

تطلق السنة فى اللغة على عدة معان منها :
1- ما يدل على الصقالة والملامسة، ومن ذلك إطلاقها على الوجه أو دائرته، أو صورته، وبهذا المعنى وردت فى أشعار العرب قال
الأعشى(1) :
كريمـاً شمائلـه مـن بنـى *** معاويـة الأكرميـن السنـن
حيث أراد بقوله "الأكرمين السنن" الأكرمين الوجوه0
وقال ذو الرمة(2) :
تريك سنة وجه غير مقرفـة *** ملساء ليس لها خال ولا ندب
حيث أراد بقوله "تريك سنة وجه" تريك دائرة وجهها0
وقال ثعلب(3) :
بيضـاء فـى المـرآة سنتها *** فى البيت تحت مواضع اللمس
حيث أراد بقوله : "فى المرآة سنتها" فى المرآة صورتها(4)0
2- كذلك ترد السنة بمعنى : السيرة المستمرة، والطريقة المستقيمة، سواء حسنة كانت أم سيئة(5)، وأصلها اللغوى مأخوذ من قولك : سننت
الماء إذا واليت صبه، وفى لسان العرب : سن عليه الماء : صبه، وقيل : أرسله إرسالاً ليناً ... وسن الماء على وجهه، أى : صبه عليه صباً
سهلاً0
قال الجَوْهَرىُّ(1) : سننت الماء على وجهى : أى أرسلته إرسالاً من غير تفريق ... والسنن : الصب فى سهولة ... وفى حديث عمرو بن
العاص(2) t عند موته : "فسنوا على التراب سناً"(3) أى ضعوه وضعاً سهلاً(4) فشبهت العرب الطريقة المتبعة، والسيرة المستمرة بالشئ
المصبوب، لتوالى أجزائه على نهج واحد، ومن هذا المعنى قول خالد بن عتبة الهذلى :
فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها *** فأول راضٍ سنة من يسيرها(5)
وبهذا الإطلاق اللغوى جاءت كلمة السنة فى القرآن الكريم، قال تعالى: { سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً}(6) وقال
تعالى {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَــغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ ... الآية}(7)0
كما جاءت أيضاً فى السنة النبوية بهذا المعنى، قال e "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة،ومن سن سنة سيئة
فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"(8) وقال e "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع" (1).
وهكذا فإن العرب تطلق على كل من ابتدأ أمراً عمل به قوم من بعده، بأنه هو الذى سنه، ومن هذا المعنى قول نصيب :
كأننى سننت الحب أول عاشق *** من الناس إذا أحببت من بينهم وحدى
وخصها بعض أهل اللغة بالطريقة المستقيمة الحسنة دون غيرها، ولذلك قيل : فلان من أهل السنة(2).
والحق هو ما عليه جمهور أهل اللغة ويؤيدهم فى الإطلاق الآيات والأحاديث السابق ذكرها وقول خالد الهذلى المتقدم(3).
والعلاقة بين المعنيين (اللغوى والاصطلاحى) ظاهرة؛ لأن سنة المصطفى e من قول، أو فعل، أو تقرير أو ... إلخ. طريقة متبعة عند المؤمنين
ليس لهم خيرة فى أمره e كما قال رب العزة {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ
يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا}(4)0
قال الدكتور همام عبد الرحيم سعيد : "وسنة النبى e تحمل هذه المعانى اللغوية، لما فيها من جريان الأحكام واطرادها، وصقل الحياة الإنسانية
بها، فيكون وجه المجتمع السائر على هديها ناضراً بخيرها وبركتها، ويستفاد من المعانى اللغوية أن السنة فيها معنى التكرار والاعتياد، وفيها
معنى التقويم، وإمرار الشئ على الشئ من أجل إحداده وصقله(5)0
3- كما ترد "السنة" بمعنى العناية بالشئ ورعايته، يقال : سن الإبل إذا أحسن رعايتها، والعناية بها(6)، والفعل الذى داوم عليه النبى e سمى
سنة بمعنى : أنهe أحسن رعايته وإدامته(1)0
4- كما ترد "السنة" بمعنى البيان، يقال : سن الأمر، أى بينه، وفى الحديث "إنى لأنسى أو أنسى لأسن"(2) أى إنما أدفع إلى النسيان لأسوق
الناس بالهداية إلى طريق مستقيم، وأبين لهم ما يحتاجون أن يفعلوا إذا عرض لهم النسيان(3)0
5- وتستعمل "السنة" أيضـــاً بمعنى دين الله تعالى الذى هو أمره ونهيه وسائر أحكامه(4)0
6- وقال الطبرى(5):"السنة" هى المثال المتبع، والأمام المؤتم به، ومنه قول لبيد بن ربيعة(6):
مـن معشـر سنت لهم آباؤهـم *** ولكـل قـوم سنـة وإمامهـا(7)
7- ونقل القرطبى(8)، عن المفضل(9) أن "السنة" الأمة، وأنشد :
ما عاين الناس من فضل كفضلهم *** ولا رأوا مثلهم فى سالف السنن(1)
8- ونقل الشوكانى(2)، عن الكسائى(3) أن "السنة" الدوام(4)0
خلاصة القول كما يقول الدكتور محمد مصطفى الأعظمى :
إن السنة معناها فى اللغة "الطريقة" و"العادة" و"السيرة" سواء كانت سيئة أو حسنة، وقد استعملها الإسلام (القرآن والنبى e) فى معناها
اللغوى كما رأينا فى الآيات والأحاديث السابقة، ثم خصصها الإسلام بطريقة النبى e وطريقة أصحابهy كما سيأتى فى تعريف السنة اصطلاحاً،
وليس معنى هذا أن معناها اللغوى قد بطل أو انعدم بل بقى استعمالها ولكن فى نطاق ضيق(5)0
التعريـف بالحديـث لغـة :
"الحديث" فى اللغة : الجديد ضد القديم ومادة الكلمة "حدث" تدور حول معنى واحد وهو كون الشئ بعد أن لم يكن، والحديث كلام يحدث منه الشئ
بعد الشئ، بعد أن لم يكن(6)0
وإنما سميت الكلمات والعبارات حديثاً؛ لأن الكلمات إنما تتركب من الحروف المتعاقبة المتوالية، وكل واحد من تلك الحروف يحدث عقب صاحبه،
أو لأن سماعها يحدث فى القلوب من المعانى والعلوم الشئ الكثير قال تعالى {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ}(7)0
ويجمع الحديث على أحاديث على خلاف القياس، ويرى الفراء أن واحد الأحاديث أحدوثة،ثم جعلوه جمعاً للحديث وقال ابن برى: ليس الأمر كما
زعم الفراء،لأن الأحدوثة بمعنى الأعجوبة، يقال : قد صار فلان أحدوثةً، أما أحاديث النبى e فلا يكون واحدها إلا حديثاً(1)0
ويرى الزمخشرى(2) : إن الأحاديث اسم جمع(3)، وخالفه أبو حيان فى البحر(4) : فقال ليس كل الأحاديث باسم جمع، بل هو جمع تكسير
للحديث على غير قياس كأباطيل، واسم الجمع لم يأت على هذا الوزن(5)، فالراجح أنها جمعت على غير قياس... والجمع القياسى للفظ حديث
أحدثه كرغيف وأرغفة، أو حدث كقضيب وقضب(6).
قال فضيلة الأستاذ الدكتور مروان محمد شاهين : أما عن الحديث فى اللغة فله معان ثلاثة :
الأول : الحديث بمعنى الجديد الذى هو ضد القديم، تقول : لبست ثوباً حديثاً أى جديداً، وقرأت كتاباً حديثاً بمعنى الجديد، وركبت سيارة حديثة تعنى
سيارة جديدة.
الثانى : الحديث بمعنى الخبر والنبأ مثل قوله تعالى: {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}(7) ومثل قوله U : {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَة}(1) وقد ورد هذا
المعنى أيضاً فى قول ربنا U {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا}(2)0
الثالث : الحديث بمعنى الكلام مثل قول الله تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا}(3) أى نزل أحسن الكلام، ومثل قوله سبحانه {وَمَنْ
أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}(4) وقوله تعالى {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}(5) أى إن لم يؤمنوا بالقرآن الكريم فبأى كلام بعده يؤمنون(6)0
وبهذا الإطلاق اللغوى جاءت كلمة "الحديث" فى السنة المطهرة مراداً بها كلام رب العزة، وكلام رسول الله e فمثال ما جاء فى السنة مراداً
بها كلام الله U ما أخرجه مسلم فى صحيحه عن جابر بن عبد الله(7) t قال : كان رسول الله e إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد
غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول : صبحكم ومساكم، ويقول : بعثت أنا والساعة كهاتين، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول: أما بعد
: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمدe وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ..."(8).
ومثال ما جاء فى السنة مراداً بها كلام النبى e ما أخرجه أبو داود والترمذى وابن ماجة عن زيد بن ثابت(9) t قال : سمعت رسول الله e يقول
: "نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه"(1) وعن المغيرة بن
شعبة(2) t قال : قال رسول الله e "مَنْ حَدَّثَ عَنِّىِ بَحديثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ؛ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبِينَ"(3).















المطلـــب الثانـــى
التعريـف "بالسنة" و"الحديث" فى الاصطلاح

بادئ ذى بدءٍ وقبل بيان معنى "السنة" و"الحديث" فى اصطلاح العلماء نقول : إذا كان هناك بعض الفروق الدقيقة بين الاستعمالين لغة كما
سبق، واصطلاحاً كما سيأتى تفصيلاً، إلا أنهما مترادفان متساويان فى استعمالهم؛ فهم جميعاً لم يطلقوا استعمالهما اللغوى0
يقول الدكتور صبحى الصالح : "ولئن أطلقت السنة فى كثير من المواطن على غير ما أطلق الحديث؛ فإن الشعور بتساويهما فى الدلالة أو
تقاربهما على - الأقل - كان دائماً يساور نقاد الحديث، فهل السنة العملية إلا الطريقة النبوية التى كان الرسول -صلوات الله عليه- يؤيدها
بأقواله الحكيمة وأحاديثه الرشيدة الموجهة؟ وهل موضوع الحديث يغاير موضوع السنة؟ ألا يدوران كلاهما حول محور واحد؟ ألا ينتهيان أخيراً
إلى النبى الكريم فى أقواله المؤيدة لأعماله، وفى أعماله المؤيدة لأقواله؟
حين جالت هذه الأسئلة فى أذهان النقاد لم يجدوا بأساً فى أن يصرحوا بحقيقة لا ترد إذا تناسينا موردى التسميتين كان الحديث والسنة
شيئاً واحداً، فليقل أكثر المحدثين أنهما مترادفان(1).
وإذن فمعنى السنة والحديث عند علماء الشرع واحد من حيث إطلاق أحدهما مكان الآخر، ففى كل منهما إضافة قول أو فعل أو تقرير أو
صفة إلى النبى e إلا أن أهل كل اختصاص قد نظروا إلى السنة من الزاوية التى تعنيهم-من حيث تخصصهم وموضوع علمهم.
1- فعلماء الحديث إنما بحثوا عن رسول الله e الإمام الهادى، والرائد الناصح، الذى أخبر الله U أنه أسوة لنا وقدوة، فنقلوا كل ما يتصل به من
سيرة وخلق وشمائل، وأخبار وأقوال وأفعال سواء أثبت المنقول حكماً شرعياً أم لا(2).
فعرفوها بأنها كل ما نقل عن النبى e من قول أو فعل أو إقرار (تقرير) أو صفة خِلْقِية أو صفة خُـلُـقِية حتى الحركات والسكنات فى اليقظة
والمنام قبل البعثة أو بعدها0 فلذلك من الأثر ماله فى إثبات النبوة وإعطاء الأسوة وتعميق الإيمان، وتوكيد العلاقة والمحبة والتوقير بيننا وبينه
e ، والالتزام بسنته المطهرة(1).
أما علماء الأصول : فإنهم يعنون بالبحث فى مصادر الشريعة، وأخذ الأدلة الشرعية من النصوص، واستنباط الأحكام منها - ومن هنا كان
اهتمامهم بالسنة من حيث كونها المصدر الثانى للتشريع بعد كتاب الله تعالى فعرفوها بأنها كل ما صدر عن النبى e من قول، أو فعل، أو
تقرير، أو ترك، أو كتابة، أو إشارة مفهمه أو هم مصحوب بالقرائن، أو غير ذلك مما يثبت الأحكام ويقررها، مما لم ينطق به الكتاب العزيز(2).
أما الفقهاء فيطلقون كلمة "سنة" ويعنون بها ما يقل عن درجة الوجوب والإلزام، فالواجب والفرض عندهم ما يثاب فاعله، ويعاقب تاركه، أما
السنة عندهم - فهى ما يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها مما فعله الرسول e وواظب عليه؛ لأنها فى اصطلاحهم - أقل إلزاماً من الفرض، ونظرة
الفقهاء إلى السنة خاضعة لتخصصهم، ولموضوع علمهم الذى هو البحث عن حكم الشرع على أفعال العباد من حيث الوجوب والتحريم
والاستحباب والكراهة والإباحة ومن هنا خضع تعريفهم للسنة إلى تخصصهم الذى يعملون فيه(3).
السنـة وعمـل الصحابـة :
يقول فى ذلك الدكتور محمد عجاج الخطيب، إلى جانب المعنى السابق الذى يدل عليه لفظ السنة، فقد يطلق العلماء (محدثين وأصوليين وفقهاء)
لفظ السنة أحياناً على ما عمل به أصحاب رسول الله e سواء أكان ذلك فى القرآن الكريم أم فى المأثور عن النبى e أم لا، لكنه اتباعاً لسنة
ثبتت عندهم، أو اجتهادٍ مجتمعاً عليه منهم .
ومن أبرز ما ثبت فى السنة بهذا المعنى حد الخمر، حيث كان تعزير شارب الخمر فى عهده e غير معين فكانوا يضربونه تارة أربعين جلده،
وتارة يبلغون ثمانين جلدة، فلما كان عهد عمر(1) t استشار الناس؛ فقال عبد الرحمن بن عوف(2) t أخف الحدود ثمانون، وقال على(3) t
نرى أن نجلده ثمانين؛ فإنه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، فجلد عمر t فى الخمر ثمانين(4).
وثبت فى ذلك أيضاً تضمين الصناع0 وقضى الخلفاء y بذلك، قال على t لا يصلح الناس إلا ذاك؛ لأن الناس بحاجة إلى الاستصناع، وعدم
تضمين الصناع يورث الإهمال فى العمل وعدم المسئولية، مما يؤدى إلى ضياع أموال الناس(5).
ومن ذلك أيضاً، جَمْعُ المصاحــف فى عهد أبى بكر برأى عمر -رضى الله عنهما-(6)، وحمل الناس على القراءة بحرف واحد من الحروف
السبعة وتدوين الدواوين، وما أشبه ذلك مما اقتضاه النظر المصلحى الذى أقره الصحابة -رضوان الله عليهم- أجمعين(7).
ومما يدل على إطلاق السنــة بهذا المعنى قوله e فيما رواه عنه العرباض بن سارية(8) t قال : صلى بنا رسول الله e الصبح ذات يوم ثم
أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل : يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟
فقال : "أوصيكم بتقوى الله U والسمع، والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافاً كثيراً؛ فعليكم بسنتى وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"(1) وقوله e
فيما رواه عنه عبد الله بن عمرو(2) -رضى الله عنهما- قال : قال رسول الله e "إن بنى اسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق
أمتى على ثلاث وسبعين، كلهم فى النار إلا ملة واحدة، قالوا : ومن هى يا رسول الله قال : ما أنا عليه وأصحابى"(3).
واستدل على ذلك أيضاً بأن السلف كانوا يقولون : سنة العمريين أى أبى بكر وعمر -رضى الله عنهما-، ومما أخرجه ابن عبد البر بسنده
عن مالك بن أنس(4) قال عمر بن عبد العزيز(5) : سن رسول اللهe وولاة الأمر من بعده سنناً الأخذ بها تصديق بكتاب الله e واستكمال
لطاعة الله وقوة على دين الله، من عمل بها؛ فهو مهتد، ومن استنصر بها؛ فهو منصور، ومن خالفها؛ اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما
تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيراً(1).
وإذا كان عمل الصحابة y يطلق عليه لفظ السنة - فلا يعنى هذا أن السنة معناها فى صدر الإسلام "العادات والتقاليد الوراثية فى المجتمع
العربى الجاهلى، ثم نقلت إلى الإسلام" كما زعم جولدتسيهر وغيره، لأن تلك الادعاءات كما قال الدكتور الأعظمى تخالف مخالفه جذرية ما دلت
عليه النصوص القطعية والتى تفسر بعضها بعضاً0 لما رواه أحمد فى مسنده عن سالم(2) قال "كان عبد الله بن عمر(3) يفتى بالذى أنزل الله
U من الرخصة بالتمتع، وسن رسول الله e فيه : فيقول ناس لابن عمر : كيف تخالف أباك؟ وقد نهى عن ذلك، فيقول لهم عبد الله ويلكم ألا
تتقون الله إن كان عمر نهى عن ذلك فيبتغى فيه الخير، يلتمس به تمام العمرة، فلم تحرمون ذلك؟ وقد أحله الله وعمل به رسول الله e أفرسول
الله e أحق أن تتبعوا سنته أم سنة عمر"(4).
فدل ذلك على أن لفظ "السنة" فى صدر الإسلام كان معلوماً بأنها سنة النبى e وليس ما كان معروفاً مألوفاً فى الجاهلية، إذ لو كان الفرق
الشائع، أو تقاليد المجتمع الجاهلية هما "السنة" فكيف نفسر قول ابن عمر هذا؟ (5)0
هذا وإن كانت السنة تطلق على ما عمل به أصحاب رسول الله y كما سبق، فهى أيضاً تطلق ويراد بها الجانب العملى الذى نقل لنا عن رسول
الله e أما الحديث: فهو الأخبار التى نقلت لنا عنه e من أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته ... إلخ0 وفى ضوء ذلك نستطيع أن نفهم قول
العلماء فى وصف أحدهم مثلاً (إمام فى الحديث) أو (إمام فى السنة) أو قولهم عنه إنه (إمام فيهما معاً)، أى أنه عالم فى الحديث، وعالم
بالسنة يطبقها على نفسه، ويلتزم بها فى سلوكه0
والسنة بهذا المعنى الأخير تباين البدعة التى ليست من الدين والتى اعتبرها الرسول e ضلالة؛ لأنها ليست من شرع الله فى شئ، وكل
ضلالة فى النار. وفى ضوء ذلك أيضاً نستطيع أن نفهم قول الرسول e "من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"(1) ... ووفقاً لهذا المعنى
نستطيع أن نفهم أيضاً قـول عبـد الرحمـن ابن مهدى(2) -وهو واحد من أفذاذ علم الحديث ورجاله، ومن كبار العلماء بالسنة - حينما سئل
عن مالك بن أنس، والأوزاعى(3)، وسفيان بن عيينة(4) فقال : الأوزاعى إمام فى السنة وليس بإمام فى الحديث، وسفيان إمام فى الحديث
وليس بإمام فى السنة، ومالك إمام فيهما معاً.
وإجابة عبد الرحمن بن مهدى واضحة الدلالة على أن السنة -فى مثل هذا الاستعمال- إنما يراد بها الجانب العملى فى الإسلام، أما الحديث فهو
الاشتغال بما نقل لنا عن رسول الله e من أقواله وأفعاله وتقريراته ... إلخ.
ومن هنا يقولون أيضاً : فلان صاحب سنة وفلان صاحب بدعة، أما الأول، فلأنه يتبع هدى النبى e ، "وأما الثانى؛ فلأنه يحاول أن يلحق بالدين
ما ليس منه(1).
يقول الدكتور صبحى الصالح : وأغرب من هذا كله أن أحد المفهومين يدعم بالآخر كأنهما متغايران من كل وجه، حتى صح أن يذكر ابن النديم
كتاباً بعنوان "السنن بشواهد الحديث"(2).
وهناك تفريق آخر بين الحديث والسنة وهو ما ذكره العلامة الكتانى من أن الموقوف لا يسمى سنة، ولكنه يسمى حديثاً"(3).
ويعقب الدكتور محمد الصباغ : على التفريق بين السنة والحديث فى قول الأمام عبد الرحمن بن مهدى فيقول : ولكن هذا التفريق لم يعش
طويلاً فيما بعد، وأضحت الكلمتان مترادفتين، ولا نذكر هذا التفريق إلا من أجل فهم مثل العبارة الواردة عن ابن مهدى والتى ذكرناها آنفاً(4)0
هذا ومرادى بالسنة هنا : ما أراده المحدثون وذهب إليه جمهورهم وهى : أقوال النبى e وأفعاله وتقريراته وصفاته الخِلْقِية والخُلُقِية وسيره
ومغازيه قبل البعثة مثل تحنثه فى غار حراء(5)، ومثل حسن سيرته، لأن الحال يستفاد منها ما كان عليه من كريم الأخلاق ومحاسن الأفعال؛
كقول أم المؤمنين خديجة -رضى الله عنها- له e كلا والله لا يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقرى الضيف، وتكسب المعدوم،
وتعين على نوائب الحق(6)
ومثل أنه كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، وأنه عرف بالصدق والأمانة وما إلى ذلك من صفات الخير، وحسن الخلق، فمثل ذلك ينتفع به فى إثبات
نبوته e كثيراً كما حصل من هرقل فى حديثه المشهور(1).
وهذا ما جعل العلماء يعتبرون كل ما يتصل به e قبل البعثة جزءاً من السنة؛ فالسنة عندهم تشمل كل ما يتصل بالرسول e قبل وبعد البعثة،
ويدخل فى التعريف ما كان عليه عمل الصحابة0 وهذا أجمع تعريف لها(2). والسنة بهذا المعنى مرادفة للحديث النبوى عندهم(3) أ0هـ.
ومن هنا يظهر فساد قول جولدتسيهر : فى كتابه (دراسات محمدية) يجب أن يكون مصطلح "الحديث"، ومصطلح "السنة" متميزين عن
بعضهما(4)، فهما ليسا بمعنى واحد، وإنما السنة دليل الحديث(5).
وجولدتسيهر بزعمه هذا لم يفرق بين المعانى اللغوية والمعانى الاصطلاحية للفظتين: الحديث والسنة لذلك تراه يخلط فى الموضوع بعدم التزامه
باصطلاحات علماء الشرع، مما جعله يظن أن الخلاف فى معانى لفظ (حديث) و(سنة) هو نوع من الاضطراب فى التفكير عند المسلمين، وهذه
الاصطلاحات قد استوفيناها قبل قليل، فظهر أنه لم يعتبر اصطلاحات القوم، بل لم يقترب منها أدنى الاقتراب0
وقوله (إنما السنة دليل الحديث) هذه الدعوى جره إليها تفريقه بين الحديث والسنة، وكان الأشبه العكس، فالحديث دليل السنة، فهما بمعنى واحد
فى اصطلاح الأصوليين0
ومن هنا جاء قولهم : سنة ثابتة عن الرسول، وسنة غير ثابتة عنه0
فالأولى : لأنه ثبت عن الرسول الكريم أنه قال ذلك الشئ أو فعله أو أقره، وطريقة ثبوت ذلك عن الرسول هو وجود الحديث الشريف الذى
يتضمن ذلك ويشهد عليه.
الثانية : لأنه لم نجد حديثاً عن النبى قولاً أو فعلاً أو تقريراً يؤكدها، فهى بذلك سنة غير ملزمة وكذلك إذا قيل : السنة كذا، ومن السنة كذا،
وهكذا السنة كلها دليل شرعى ملزم؛ لأن ذلك ثابت عن النبى ( بوجه من الوجوه(1) أ0هـ .
والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم















المطلــب الثالـــث
شبهـة حـول التسميــة والـرد عليهــا

من نافلة القول أن نقرر : أن كلمتى "السنة" و"الحديث" عربيتين، حيث أنكر هذه البديهية من أعداء الإسلام جولد تسيهر حين زعم تارةً بأن
كلمة "السنة" مأخوذة من العبرية (مشناة) فقال : "حتى فى الإسلام، أخذت هذه الفكرة مكاناً أيضاً، أعنى اتخاذ قانون مقدس وراء القرآن مكتوباً
أو مسموعاً كما هو الحال عند اليهود"(1).
وقال تارةً ثانية : أنها مصطلح وثنى فى أصله وإنما تبناه واقتبسه الإسلام0 وتابعه على ذلك من جلدته شاخت ومارغوليوث، كما نقله عنهم
الدكتور محمد الأعظمى فى كتابه (دراسات فى الحديث النبوى) (2).
وتابع المستشرقين على ذلك قاسم أحمد حيث قال : "وما ينبغى أن يفطن إليه المسلمون هو التشابه الكبير جداً بين هذا الرأى ورأى اليهود
القديم عن الوحى المكتوب والشفوى. فالتلمود اليهودى الذى يشمل المشناة والجمارة وهما يشبهان الحديث والسنة الإسلامية. وهما عبارة عن
مجموعة تعاليم شفوية لحاخامات وكبار علماء اليهود أساسها تفسيرهم وشرحهم لكتابهم المقدس على مدى طويل على لسان العالم اليهودى
يهوذا جولدن(3).
كما زعم المستشرق الفريد غيوم فى كتابه(الحديث فى الإسلام): أن كلمة"حديث" مشتقة من الكلمة العبرية عند اليهود "هداش" والتى تعنى
الجديد أو تعنى الأخبار أو القصص(4). ومرد هذه الشبهة يهدف إلى نفى أن تكون الكلمتين عربيتين .
وقد رد هذه الشبهة الباطلة الأستاذ الشيخ محمود شلتوت فى كتابه (الإسلام عقيدة وشريعة) ونفى أن تكون كلمة السنة مأخوذة من
العبرية(5).
كما رد الدكتور محمد الأعظمى فى كتابه (دراسات فى الحديث النبوى) الزعم الباطل لجولدتسيهر؛ أنها مصطلح وثنى فى أصله، وإنما تبناه
واقتبسه الإسلام(1) .
وذكر هذه الشبهة وردها الدكتور رءوف شلبى فى كتابه (السنة النبوية بين إثبات الفاهمين ورفض الجاهلين) فقال : بحكم طبيعة الحياة فإن
الخير لا يسلم من الشر، وإن العدل لا يسلم من الجور، ولقد قيض الشيطان عناصر تفترى على الإسلام وعلى مصادره، فقد زعم بعض
الباحثين أن التعبير بكلمة سنة أخذه المسلمون من الكلمة العبرية (مشناة) التى تطلق فى الاصطلاح اليهودى على مجموعة الروايات
الإسرائيلية التى تعتبر فى نظرهم مرجعاً أساسياً فى التعرف على أحكام التوراة، كما تعتبر شرحاً وتفسيراً لها، ثم عربها المسلمون إلى كلمة
(سنة) ويدعى اليهود أن المسلمين أطلقوها - بعد التعريب - علماً على مجموعة الروايات النبويــــــة فى مقابل استعمالهم لكلمة "
مشناة" علماً على مجموعة الروايات الإسرائيلية .
والجـواب : يقول فضيلة الأستاذ الدكتور رءوف شلبى اعتراض اليهود ومن تابعهم على كلمة "سنة" و"حديث" ملخص فى نقطتين :
1- أن المسلمين عربوهما من كلمة "مشناة" و"هداش" .
2- أن المسلمين أطلقوهما علماً على مجموعة الروايات النبوية فى مقابل ما صنعه اليهود من إطلاقهم كلمة "مشناة" على مجموعة الروايات
الإسرائيلية التى تشرح لهم التوراة، ونعتبر المصدر الأساسى فى التعرف على الأحكام .
ورداً على النقطة الأولى : فإن العقل الباحث الأمين لا يتقبل ادعاء اليهود ومن صار على دربهم، أن العرب الأوائل المسلمين قد عربوا "مشناة"
إلى"سنة" أو عربوا "هداش" إلى "حديث" .
أولاً : لعدم المشابهة فى الحروف والبنية .
ثانياً : لأن الكلمتين ورد استعمالهما فى الشعر الجاهلى قبل الإسلام، كما استعملهما ربنا U فى كتابة العزيز، واستعملهما نبينا e فى حديثه
الشريف، على نحو ما ذكرناه سالفاً فى تعريف السنة والحديث لغة. وذلك مما لا يترك مجالاً لفرضية بحث تعريب كلمة سنة من مشناة أو
حديث من هداش0
وإذاً فالكلمتين لم يعربهما المسلمون من كلمتى مشناة وهداش، وإنما أخذوهما من صميم لغتهم، وصريح كتابهم الكريم، وصريح حديث نبيهم
e(1)0
يقول الدكتور الأعظمى : ولذا فإن ما قاله جولدتسيهر بأن السنة مصطلح وثنى استخدمه الإسلام، ادعاء لا يستند إلى دليل، ومعارض للأدلة
الملموسة، ثم إن استعمال الجاهليين أو الوثنيين من العرب لكلمة "ما" فى مفهومها اللغوى لا يلبسها ثوباً معيناً، ولا يحيلها إلى مصطلح وثنى
وخصوصاً إذا لاحظنا استعمالاتهم المختلفة لهذه الكلمة، وإلا أصبحت اللغة العربية بكاملها مصطلحاً وثنياً وهذا لا يقول به عاقل(2)0
ونفس هذا الكلام يقال رداً على ما زعمه الفريد غيوم من أن كلمة "حديث" مشتقة من الكلمة العبرية "هداش"0
ورداً على النقطة الثانية : يقول ابن قيم الجوزية(3) فى إغاثة اللهفان : إن كلمة مشناة إنما تعنى الكتاب الذى ألفه علماء اليهود فى زمن دولة
البابليين والفرس، ودولة اليونان والروم، وهو الكتاب الأصغر، ومبلغ حجمه نحو ثمانمائة ورقة0
أما التلمود : فهو الكتاب الأكبر الذى ألفه علماء اليهود مع مشناة، ومبلغ حجمه نحو نصف حمل بغل لكبره، ولم يكن الفقهاء الذين ألفوه فى
عصر واحد، وإنما ألفوه جيلاً بعد جيل، فلما نظر المتأخرون منهم إلى هذا التأليف، وأنه كلما مر عليه الزمان زادوا فيه، وأن فى الزيادات
المتأخرة ما يناقض أوائل هذا التأليف، علموا أنهم إن لم يقطعوا ذلك ويمنعوا من الزيادة فيه، أدى إلى الخلل الذى لا يمكن سده، قطعوا الزيادة
فيه، ومنعوا منها، وحظروا على الفقهاء الزيادة فيه، وإضافة شئ آخر إليه، وحرموا من أن يضاف إليه شئ آخر فوقف على ذلك المقدار(4)0
وإذاً فالمشناة والتلمود من تأليف فقهاء اليهود إرضاءً لأهوائهم، وقد نسبوها إلى التوراة وإلى سيدنا موسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
- وليس الأمر كذلك فى الحديث النبوى والسنة المطهرة؛ فهى مرويات نبوية موحى بها من قبل رب العزة، ولا مدخل لأحد من علماء الإسلام
فى شئ منها إلا بحفظها ورعايتها وتنفيذها، وصاحب السنة المطهرة e هو الذى أطلق وسمى كل ما ورد عنه من قول أو فعل أو تقرير أو...
إلخ. بأنه من حديثه الشريف وسنته المطهرة0 فهو القائل e : “قد يئس الشيطان بأن يعبد بأرضكم، ولكنه رضى أن يطاع فيما سوى ذلك مما
تحقرون من أعمالكم، فاحذروا يا أيها الناس، إنى قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه e”(1).
وبهذا كله يتضح لنا أن الكلمتين "سنة" و"حديث" :
1- عربيتان أصيلتان .
2- وأن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد استعملاهما .
3- وأن الرسول e هو الذى سمى الحديث والسنة ووضعهما علماً على كل ما ورد عنه من قول أو فعل أو تقرير ... إلخ، كما سبق وأن ذكرت
.
وبذلك ينمحى من الإمكان فرض أن المســـلمين عربوا كلمـــة "سُنــة" من كلمة "مشناة" أو "من هداش"، أو فرض أنها مصطلح
وثنى، وأنه فرق كبير بين ثريا المحجة البيضاء فى الإسلام، وبين ثرى المحرفين الذين لعنوا على لسان أنبيائهم داود وعيسى بن مريم جزاءاً
بما كانوا يصنعون(2) أ0هـ.
والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم

(1) الأعشى : هو ميمون بن قيس بن جندل، ينتهى نسبه إلى بكر بن وائل من ربيعة، لقب بالأعشى لسوء بصره، وكنى يأبى البصير تفاؤلاً
بالشفاء، أو لنفاذ بصره، وسمى "صناجة العرب" لأنه كان يتغنى بشعره، وتوفى سنة 7هـ0 له ترجمة فى : الشعر والشعراء لابن قتيبة 1
/257 رقم21، والعقد الفريد لابن عبد ربه 3 /356، وأدباء العرب لبطرس البستانى 1 /212 0
(2) ذو الرمة : ذو الرُّمَة أو الرَّمَة، أبو الحارث غيلان بن بـهيس بن مسعود بن عدى، له ديوان شعر مطبوع فى مجلد ضخم، وتوفى سنة
117هـ له ترجمة فى : الأعلام للزركلى 5 /319، وفيات الأعيان لابن خلكان 4 /11 - 17 رقم 523، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1
/524 رقم 94
(3) ثعلب : هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن سيار الشيبانى بالولاء، إمام الكوفة فى النحو واللغة، من كتبه "الفصيح" له ترجمة فى الأعلام
للزركلى 1 /252، وبغية الوعاة للسيوطى 1 /396 - 398 رقم 787 0
(4) لسان العرب لابن منظور 13 /224، والقاموس المحيط للفيروزآبادى 4 /233، والمعجم الوسيط لإبراهيم أنيس وآخرون 1 /445 -
446 0
(5) مختار الصحاح للرازى ص 317، ولسان العرب 13 /225، والقاموس المحيط 4 /239، والمعجم الوسيط 1 /456 0
(1) الجَوْهَرىُّ : هو إسماعيل بن حماد التركى الجوهرى، يكنى : أبا نصر الفرابى، كان إماماً فى اللغة والأدب، وهو صاحب الصحاح فى اللغة،
توفى سنة 393هـ له ترجمة فى : مرآة الجنان : 2 /446، ولسان الميزان لابن حجر 1 /614 رقم 1273، وشذرات الذهب لابن العماد 3
/141، والوافى بالوفيات9 /111 رقم 4028، وإنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطى 1 /194 .
(2) عمرو بن العاص : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 3 /2 رقم 5897، والاستيعاب 3 /1184 رقم 1931، واسد الغابة 4 /232
- 235 رقم 3971، وتاريخ الصحابة ص173 رقم 884، ومشاهير علماء الأمصار ص 71 رقم 376 0
(3) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج 1 /414 رقم 121، وأحمد فى مسند 4
/199 0
(4) لسان العرب 13 /227، والقاموس المحيط 4 /239، والمعجم الوسيط 1 /455، 456 0
(5) لسان العرب لابن منظور 13 /225 0
(6) الآية 77 من سورة الإسراء0
(7) الآية 55 من سورة الكهف0
(8) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة 4 /110، 111 رقم 1017، وأخرجه فى كتاب العلم،
باب من سن سنة حسنة أو سيئة 8 /479 رقم1017 من حديث جرير بن عبد الله t0
(1) متفق عليه من حديث أبى سعيد الخدرى t: البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الاعتصام بالسنة، باب قول النبى e، لتتبعن سنن من كان
قبلكم 13 /312 رقم 7320، ومسلم (بشرح النووى) كتاب العلم، باب إتباع سنن اليهود والنصارى 8 /472 رقم 2669 0
(2) إرشاد الفحول للشوكانى 1 /155، ولسان العرب لابن منظور 13 /225، والمعجم الوسيط لإبراهيم أنيس وآخرون 1 /455 0
(3) حجية السنة للدكتور عبد الغنى عبد الخالق ص 46 0
(4) الآية 36 من سورة الأحزاب، وانظر : الحديث النبوى للدكتور محمد الصباغ ص 139 0
(5) الفكر المنهجى عند المحدثين ص 27 0
(6) لسان العرب 13 /225، والقاموس المحيط 4 /233 0
(1) مفاتيح الغيب للفخر الرازى 3 /54 0
(2) أخرجه مالك فى الموطأ كتاب السهو،باب العمل فى السهو1 /100رقم 2، قال ابن عبدالبر لا أعلم هذا الحديث روى عن النبى e مسنداً ولا
مقطوعاً، من غير هذا الوجه، وهو أحد الأحاديث الأربعة التى فى الموطأ، التى لا توجد فى غيره مسنده ولا مرسله0 ومعناه صحيح فى
الأصول0
(3) لسان العرب 13 /225، والقاموس المحيط 4 /233، والمعجم الوسيط 1 /455 0
(4) القاموس المحيط 4 /239، والمعجم الوسيط 1 /456 0
(5) الطبرى : هو محمد بن جرير بن زيد، الطبرى، أبو محمد، صاحب التفسير الكبير، والتاريخ الشهير،كان من الأئمة المجتهدين،ولم يقلد أحداً،
وكان إماماً فى فنون كثيرة منها : التفسير، والحديث، والفقه، والتاريخ وغير ذلك، توفى سنة 310هـ0له ترجمة فى:تاريخ بغداد للخطيب
البغدادى 2 /162 رقم 589، ووفيات الأعيان 4 /191، 192 رقم 570،وطبقات المفسرين للداودى 2 /110-118 رقم 468،وطبقات
المفسرين للسيوطى، ص 82 رقم 93، وشذرات الذهب لابن العماد2 /260، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير1 /222رقم 23 0
(6) لبيد : هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة العامرى، كان أبوه يعرف بربيعة المقترين لجوده وسخائه، فنشأ لبيد كريماً مثله، توفى سنة 41هـ0 له
ترجمة فى : الأعلام للزركلى 6 /104، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1 /274 - 285 رقم 25، ومرآة الجنان لليافعى 1 /119، وأدباء
العرب لبطرس البستانى 1 /144 - 151 0
(7) جامع البيان فى تأويل آى القرآن 4 /100 0
(8) القرطبى : هو محمد بن أحمد بن أبى بكر بن فرح الأنصارى الخزرجى المالكى أبو عبد الله القرطبى، كان مفسراً، ورعاً، زاهداً، متقناً
متبحراً، من مصنفاته "الجامع لأحكام القرآن" و"شرح الأسماء الحسنى"توفى سنة671هـ0له ترجمة فى:طبقات المفسرين للداودى 2 /69-
70 رقم 434،وطبقات المفسرين للسيوطى ص79 رقم 88، وشذرات الذهب 5 /235، والديباج المذهب لابن فرحون 406رقم 549، وشجرة
النور الزكية محمد مخلوف ص197 رقم 666 0
(9) المفضل : هو المفضل بن سلمة بن عاصم، أبو طالب، لغوى، عالم بالأدب، من مؤلفاته الفاخر فيما تلحن به العامة و"جماهير القبائل"
توفى سنة 290 0 له ترجمة فى : تاريخ بغداد للخطيب البغدادى 13 /124 رقم 7109، ووفيات الأعيان لابن خلكان 4 /205، 206 رقم
579 فى ترجمة ابنه محمد بن الفضل، وبغية الوعاة للسيوطى 2 /296 رقم 2013 0
(1) الجامع لأحكام القرآن 4 /216 0
(2) الشوكانى : هو محمد بن على بن محمد الشوكانى، فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن من أهل صنعاء، من مؤلفاته "فتح القدير" فى
التفسير "وإرشاد الفحول" فى أصول الفقه0 توفى سنة 1250هـ0 له ترجمة فى : البدر الطالع للشوكانى 2 /214 - 225 رقم 482،
والفتح المبين لعبد الله المراغى 3 /144 - 145، وأصول الفقه تاريخه ورجاله للدكتور شعبان إسماعيل، ص530 - 532، والرسالة
المستطرفة للكتانى ص 152، والأعلام للزركلى 7/190، ومعجم المؤلفين لكحالة 11/533 0
(3) إرشاد الفحول 1 /155 0
(4) الكسائى : هو على بن حمزة الكوفى المعروف بالكسائى، أخذ القراءات عن حمزة الزيات، وقرأ النحو على معاذ الهراء كثيراً، ثم الخليل بن
أحمد بالبصرة0 توفى سنة 189هـ0 له ترجمة فى : وفيات الأعيان لابن خلكان3/295-297 رقم 233، وبغية الوعاة للسيوطى 2 /162
-164 رقم 1701، وطبقات المفسرين للداودى 1/404 - 409 رقم 349، طبقات القراء لابن الجزرى 1 /535، وطبقات القراء للذهبى 1
/100، واللباب فى تـهذيب الأنساب 3 /97، والفهرست لابن النديم ص 103 0
(5) دراسات فى الحديث النبوى 1 /5، 11 بتصرف0
(6) القاموس المحيط 1 /163 0
(7) الآية 34 من سورة الطور0
(1) تاج العروس للزبيدى 1 /613 0
(2) الزمخشرى : هو أبو القاسم، محمود بن عمر بن محمد الزمخشرى، نحوى، لغوى، معتزلى، مفسر، يلقب بجار الله لمجاورته بمكة زماناً،
من مصنفاته : الكشاف عن حقائق التنـزيل، والفائق فى غريب الحديث، مات سنة 538هـ0 له ترجمة فى : وفيات الأعيان لابن خلكان 5
/168-174 رقم 711، وبغية الوعاة للسيوطى 2 /279 رقم 1977، وإشارة التعيين فى تراجم النحاة واللغويين لعبد الباقى اليمانى، ص
345 رقم 210، وطبقات المفسرين للسيوطى، ص48 رقم 147، وطبقات المفسرين للداودى 2 /314 رقم 625 0
(3) الكشاف للزمخشرى 2 /243 0
(4) أبو حيان : هو محمد بن يوسف بن على بن يوسف، أثير الدين أبو حيان، الغرناطى، من كبار العلماء بالعربية، والتفسير، والحديث، من
مؤلفاته البحر المحيط فى التفسير، والتذكرة فى العربية، وعقد اللآلى فى القراءات0 مات سنة 745هـ0 له ترجمة فى ذيل تذكرة الحفاظ
ص23، وطبقات الشافعية لابن السبكى 6 /31، وطبقات المفسرين للداودى 2 /287 - 291 رقم 608، وشذرات الذهب 6 /145، والأعلام
7 /153، والرسالة المستطرفة ص 101 0
(5) البحر المحيط لأبى حيان 5 /281 عند تفسير أول سورة يوسف0
(6) بحوث فى علوم الحديث لفضيلة الأستاذ الدكتور عزت عطيه ص 10 0
(7) الآية 15 من سورة النازعات0
(1) الآية الأولى من سورة الغاشية0
(2) جزء من الآية 3 من سورة التحريم0
(3) جزء من الآية 23 من سورة الزمر0
(4) جزء من الآية 87 من سورة النساء0
(5) الآية 50 من سورة المرسلات0
(6) تيسير اللطيف الخبـير فى علوم حديث البشير النذير ص 11 0
(7) جابر بن عبد الله : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2 /45 رقم 1022، والاستيعاب 1 /219 رقم 290، واسد الغابة 1 /492 رقم
647، وتاريخ الصحابة ص 58 رقم 183، ومشاهير علماء الأمصار ص 17 رقم 25، وتذكرة الحفاظ 1 /43 رقم 21، وطبقات الحفاظ
للسيوطى ص 19 رقم 21 0
(8) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة 3 /418 رقم 867 0
(9) زيد بن ثابت : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 1 /561رقم 2887، والاستيعاب 3 /136 رقم 845، وأسد الغابة 2 /346 رقم
1824، وتذكرة الحفاظ 1 /30 رقم 15، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 17 رقم 15، وتاريخ الصحابة ص105 رقم 469، ومشاهير علماء
الأمصار ص 16 رقم 22 0
(1) أخرجه ابو داود فى سننه كتاب العلم، باب فضل نشر العلم 3 /322 رقم 3660 واللفظ له، وأخرجه الترمذى فى سننه كتاب العلم، باب ما
جاء فى الحث على تبليغ السماع، 5 /33 رقم 2656، وقال أبو عيسى : وفى الباب عن عبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وجبير بن مطعم،
وأبى الدرداء وأنس ثم قال : حديث زيد بن ثابت حديث حسن، وأخرجه ابن ماجة فى سننه المقدمة، باب من بلغ علماً، 1 /84 رقم 230 0
(2) المغيرة بن شعبة : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 3 /452 رقم 8174، والاستيعاب 4 /1445 رقم 2483، واسد الغابة 5
/238 رقم 571، وتاريخ الصحابة ص230 رقم 1237، ومشاهير علماء الأمصار رقم 269، وتجريد أسماء الصحابة 2 /91 0
(3) أخرجه مسلم (بشرح النووى) فى المقدمة، باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين والتحذير من الكذب على رسول الله e 1 /95 0
(1) علوم الحديث ومصطلحه بتصرف يسير ص 9، 10 0
(2) أصول الحديث، علومه، ومصطلحه، للدكتور محمد عجاج الخطيب ص 18 0
(1) شذرات من علوم السنة لفضيلة الأستاذ الدكتور الأحمدى أبو النور 1 /44، وعلوم الحديث لفضيلة الأستاذ الدكتور مروان شاهين ص 16
0
(2) انظر : الإحكام فى أصول الأحكام للآمدى 1 /127، والتقرير والتحبير لابن أمير الحاج 2 /223، وغاية الوصول شرح لب الأصول زكريا
الأنصارى ص 91، ومناهج العقول للبدخشى 2 /269، وإرشاد الفحول للشوكانى 1 /155، وأصول الفقه للخضرى ص250،251 0
(3) تيسير اللطيف الخبير فى علوم حديث البشير النذير للدكتور مروان شاهين ص 13 0
(1) عمر بن الخطاب : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 3 /518 رقم 5752، والاستيعاب 3 /1144 رقم 1878، واسد الغابة 4
/137 رقم 3830، وتذكرة الحفاظ 1/5 رقم 2، وطبقات الحفاظ ص 13 رقم 2، وتاريخ الصحابة ص 23 رقم2، ومشاهير علماء الأمصار
ص 10 رقم 3، وتجريد أسماء الصحابة 1 /397 0
(2) عبد الرحمن بن عوف : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/456 رقم 5195، والاستيعاب 2 /844 رقم 1455، واسد الغابة
3/475 رقم 3370، وتاريخ الصحابة ص 25 رقم 9، ومشاهير علماء الأمصار ص 14 رقم 12 0
(3) على بن أبى طالب : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2/507 رقم 5704، والاستيعاب 3 /1089 رقم 1855، واسد الغابة 4 /87
رقم 3789، وتاريخ الصحابة ص 24 رقم 4، ومشاهير علماء الأمصار ص 11 رقم 5، وتذكرة الحفاظ 1 /10 رقم 4، وطبقات الحفاظ
للسيوطى ص 14 رقم 4 0
(4) أخرجه مالك فى الموطأ كتاب الأشربة، باب الحد فى الخمر 2 /642 رقم 2 0
(5) الاعتصام للشاطبى 2 /119، وانظر : منزلة السنة من الكتاب للأستاذ محمد سعيد منصور ص81-96 0
(6) انظر : الحديث فى صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب فضائل القرآن، باب جمع القرآن 8 /627 رقم 4986 0
(7) الموافقات للشاطبى 4 /5،6، وانظر : المدخل إلى السنة النبوية ص 32، 33 0
(8) العرباض بن سارية : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2 /473 رقم 5501، والاستيعاب 3 /1238 رقم 2026، واسد الغابة 4
/19 رقم 3630، وتاريخ الصحابة 199 رقم 1062، ومشاهير علماء الأمصار ص 65 رقم 331 0
(1) أخرجه أبو داود فى سننه كتاب السنة، باب فى لزوم السنة 4 /200 رقم 4607، والترمذى كتاب العلم، باب ما جاء فى الأخذ بالسنة
واجتناب البدع 5 /43-44 رقم2676،وابن ماجة فى المقدمة، باب إتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين 1 /15-17 رقمى 42-43
وغيرهم0
(2) عبد الله بن عمرو : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2 /351 رقم 4865، والاستيعاب 3 /256 رقم 1636، واسد الغابة 3
/345 رقم 3092، وتجريد أسماء الصحابة 1 /326، وتاريخ الصحابة رقم 721، ومشاهير علماء الأمصار ص71 رقم 377، وتذكرة
الحفاظ 1 /41 رقم 19، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 18 رقم 19 0
(3) أخرجه الترمذى كتاب الإيمان،باب ما جاء فى افتراق هذه الأمة5/26رقم2641، وقال أبو عيسى : هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل
هذا إلا من هذا الوجه، وانظر : أصول الحديث علومه ومصطلحه للدكتور محمد عجاج الخطيب بتصرف يسير ص 21، 22 0
(4) مالك بن أنس:هو الإمام مالك بن أنس، أحد أعلام الإسلام، إمام دار الهجرة، وصاحب الموطأ، توفى سنة 179هـ0 له ترجمة فى:تذكرة
الحفاظ1 /207 رقم199،وطبقات المفسرين للداودى 2 /294رقم 613،والديباج المذهب ص56،وشذرات الذهب1 /289، والثقات للعجلى
ص417 رقم 1521، ومروج الذهب3/350، ومشاهير علماء الأمصار ص169 رقم1110
(5) عمر بن عبد العزيز : هو عمر بن العزيز بن مروان بن الحكم بن أبى العاص الأموى، أمير المؤمنين، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر
بن الخطاب، ولى إمرة المدينة للوليد، وكان مع سليمان كالوزير، وولى الخلافة بعده، فعد من الخلفاء الراشدين مدة خلافته سنتان ونصف،
توفى سنة 101هـ0 له ترجمة فى : تذكرة الحفاظ 1 /188 رقم 104، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص53 رقم 101، وتقريب التهذيب 1
/722 رقم 4956، والكاشف 2/65 رقم 4089، ومشاهير علماء الأمصار ص 209 رقم 1411 0
(1) أخرجه الخطيب فى الفقيه والمتفقة، باب القول فى أنه يجب إتباع ما سنه السلف من الإجماع والخلاف وأنه لا يجوز الخروج عنه1
/435رقم 455، والآجرى فى الشريعة ص48،65،306، وابن عبد البر فى جامع بيان العلم، باب الحض على لزوم السنة والاقتصار عليها
2 /187 0
(2) سالم : هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى، أبو عمر أو أبو عبد الله، المدنى، أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتاً عابداً
فاضلاً، يشبه أبيه فى الهدى والسمت0 روى عن أبيه وأبى هريرة، وعنه الزهرى، وصالح بن كيسان0 مات سنة 106هـ0له ترجمة فى :
تقريب التهذيب 1 /335 رقم 2182، والكاشف 1/422 رقم 1773، والجرح والتعديل 3 /168، وتاريخ الثقات للعجلى ص 174 رقم 499،
ومشاهير علماء الأمصار ص 85 رقم 438 0
(3) عبد الله بن عمر : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 2 /347 رقم 4852، والاستيعاب 3 /340 رقم 1630، واسد الغابة 3 /336
رقم 3082 وتذكرة الحفاظ 1 /37 رقم 17، وتاريخ الصحابة 149 رقم 719، ومشاهير علماء الأمصار ص 23 رقم 55، وتجريد أسماء
الصحابة 1 /325 0
(4) أخرجه أحمد فى مسنده 2 /95 0
(5) دراسات فى الحديث النبوى للدكتور الأعظمى 1 /5-11 بتصرف، وانظر : السنة فى مواجهة أعدائها ص 36 وما بعدها0
(1) الحديث متفق عليه من حديث عائشة رضى الله عنها، أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على جدر 5
/355 رقم 2697 0 ومسلم (بشرح النووى) كتاب الأقضية،باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور 6 /256، 257 رقم 1718 0
(2) عبد الرحمن بن مهدى : هو عبد الرحمن بن مهدى بن حسان البصرى، الثقة، الأمين، العالم بالحديث وأسماء الرجال، كان الشافعى يرجع
إليه فى الحديث، وقال عنه : لا اعرف له نظيراً فى الدنيا0 مات سنة 198هـ0 له ترجمة فى : تقريب التهذيب 1 /592 رقم 4032،
والكاشف 1 /645 رقم 3323، والجرح والتعديل 5 /288 رقم 1382، والثقات للعجلى، ص 299 رقم 985، وتذكرة الحفاظ1 /329
رقم313، وطبقات الحفاظ للسيوطى،ص144رقم 301، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 1 /141 رقم 35 0
(3) الأوزاعى : هو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد، أبو عمرو الأوزاعى، شيخ الإسلام، وعالم أهل الشام، وهو صاحب مدرسة فى الفقه،
وكان مذهبه منتشراً فى الشام انتشاراً واسعاً، وظل لمذهبه أنصار فى المغرب والأندلس حتى القرنين الثالث والرابع للهجرة، ثم توارى أمام
مذهب الشافعى ومذهب مالك0 مات سنة 158هـ له ترجمة فى : تذكرة الحفاظ 1 /178 رقم 177، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 85 رقم
168، والثقات للعجلى ص 296 رقم 970، ومشاهير علماء الأمصار ص 211 رقم 1425، والثقات لابن حبان 7 /62، ووفيات الأعيان 3
/127 رقم 361، وتـهذيب التهذيب 6 /238 رقم 484 0
(4) سفيان بن عيينة : هو سفيان بن عيينه بن أبى عمران، أبو محمد، الكوفى ثم المكى، أحد أئمة الإسلام الأعلام، ثقة حافظ فقيه إمام حجة،
إلا أنه تغير حفظه بآخره، وربما دلس، ولكن عن الثقات0 مات سنة 198هـ0 وله ترجمة فى : تذكرة الحفاظ 1 /262 رقم 249، وطبقات
الحفاظ للسيوطى ص 119 رقم 238، وطبقات المفسرين للداودى 1 /196 رقم 187، والثقات للعجلى ص 194 رقم 577، ومشاهير علماء
الأمصار ص 179 رقم 1181 0
(1) الزرقانى على الموطأ 1 /3 0
(2) علوم الحديث ومصطلحه ص 6 0
(3) الرسالة المستطرفة ص 32 0
(4) الحديث النبوى مصطلحه، بلاغته، كتبه ص 146 0
(5) متفق عليه من حديث عائشة رضى الله عنها البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب بدء الوحى، باب رقم 3، 1 /30 رقم 3، ومسلم (بشرح
النووى) كتاب الإيمـــان، باب بدء الوحى إلى رسول الله e 1 /474 رقم 160 0
(6) راجع تخريجه فى نفس الحديث السابق0
(1) متفق عليه من حديث أبى سفيان بن حرب ( البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب، بدء الوحى باب رقم 6، 1 /42 رقم 7، ومسلم (بشرح
النووى) كتاب الجهاد والسير، باب كتاب النبى e، إلى هرقل يدعوه للإسلام 6/346 رقم 1773 0
(2) انظر : جامع العلوم والحكم 2 /120، والمدخل إلى السنة النبوية ص33، 34 0
(3) الحديث والمحدثون للدكتور أبو زهو ص 10، وانظر : تيسير اللطيف الخبير فى علوم حديث البشير النذير للدكتور مروان شاهين ص 28،
29 0
(4) نقلاً عن ضوابط الرواية عند المحدثين للأستاذ الصديق بشير نصر ص 314 0
(5) العقيدة والشريعة فى الإسلام جولد تسيهر ص 49، وممن فرق بينهما أيضاً الأستاذ محمد رشيد رضا، انظر: مجلة المنار المجلد 10
/852،853 0
(1) ضوابط الرواية عند المحدثين، ص 314 - 322 بتصرف0
(1) العقيدة والشريعة فى الإسلام ص 49 0
(2) دراسات فى الحديث النبوى 1 /5،6 0
(3) إعادة تقييم الحديث ص 78، 79 0
(4) نقلاً عن منهجية جمع السنة للدكتورة عزية على طه ص 62 0
(5) الإسلام عقيدة وشريعة ص 492، 493 0
(1) دراسات فى الحديث النبوى 1 /5-11 0
(1) السنة النبوية بين إثبات الفاهمين ورفض الجاهلين ص 32 وما بعدها بتصرف0
(2) دراسات فى الحديث النبوى 1/ 7 0
(3) ابن قيم الجوزية : هو محمد بن أبى بكر بن أيوب الزرعى الدمشقى، أبو عبد الله، الفقيه الحنبلى الأصولى المحدث النحوى الأديب الواعظ
الخطيب، له مصنفات عديدة أشهرها : أعلام الموقعين عن رب العالمين، وزاد المعاد فى هدى خير العباد، وغير ذلك، مات سنة 751هـ 0 له
ترجمة فى:البداية والنهاية لابن كثير14 /234، والدرر الكامنة لابن حجر3 /400-403 رقم 1067، وشذرات الذهب 6 /168، وطبقات
المفسرين للداودى 2 /93 - 97، رقم 456، والوافى بالوفيات 2 /270 0
(4) إغاثة اللهفان 2 /323،324 0
(1) أخرجه الحاكم فى المستدرك كتاب العلم، باب خطبته e فى حجة الوداع 1 /171، 172 رقم 318 من حديث ابن عباس -رضى الله عنهما
- وقال فى إسناده عكرمة واحتج به البخارى، وابن أبى أويس واحتج به مسلم، وسائر رواته متفق عليهم، ثم قال وله شاهد من حديث أبى
هريرة t ، وأخرجه فى الموضع السابق، ووافقه الذهبى وقال وله أصل فى الصحيح أهـ0
(2) السنة الإسلامية بين إثبات الفاهمين ورفض الجاهلين للدكتور رءوف شلبى ص32: 36 بتصرف.




(1) الأعشى : هو ميمون بن قيس بن جندل، ينتهى نسبه إلى بكر بن وائل من ربيعة، لقب بالأعشى لسوء بصره، وكنى يأبى البصير تفاؤلاً
بالشفاء، أو لنفاذ بصره، وسمى "صناجة العرب" لأنه كان يتغنى بشعره، وتوفى سنة 7هـ0 له ترجمة فى : الشعر والشعراء لابن قتيبة
1/257 رقم21، والعقد الفريد لابن عبد ربه 3/356، وأدباء العرب لبطرس البستانى 1/212 0
(2) ذو الرمة : ذو الرُّمَة أو الرَّمَة، أبو الحارث غيلان بن بـهيس بن مسعود بن عدى، له ديوان شعر مطبوع فى مجلد ضخم، وتوفى سنة
117هـ له ترجمة فى : الأعلام للزركلى 5/319، وفيات الأعيان لابن خلكان 4/11 - 17 رقم 523، والشعر والشعراء لابن قتيبة
1/524 رقم 94
(3) ثعلب : هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن سيار الشيبانى بالولاء، إمام الكوفة فى النحو واللغة، من كتبه "الفصيح" له ترجمة فى الأعلام
للزركلى 1/252، وبغية الوعاة للسيوطى 1/396 - 398 رقم 787 0
(4) لسان العرب لابن منظور 13/224، والقاموس المحيط للفيروزآبادى 4/233، والمعجم الوسيط لإبراهيم أنيس وآخرون 1/445 - 446
0
(1) مختار الصحاح للرازى ص 317، ولسان العرب 13/225، والقاموس المحيط 4/239، والمعجم الوسيط 1/456 0
(2) الجَوْهَرىُّ : هو إسماعيل بن حماد التركى الجوهرى، يكنى : أبا نصر الفرابى، كان إماماً فى اللغة والأدب، وهو صاحب الصحاح فى اللغة،
توفى سنة 393هـ له ترجمة فى : مرآة الجنان : 2/446، ولسان الميزان لابن حجر 1/614 رقم 1273، وشذرات الذهب لابن العماد
3/141،والوافى بالوفيات9/111 رقم 4028، وإنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطى 1/194
(3) عمرو بن العاص : صحابى جليل له ترجمة فى : الإصابة 3/2 رقم 5897، والاستيعاب 3/1184 رقم 1931، واسد الغابة 4/232 -
235 رقم 3971، وتاريخ الصحابة ص173 رقم 884، ومشاهير علماء الأمصار ص 71 رقم 376 0
(4) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج 1/414 رقم 121، وأحمد فى مسند
4/199 0
(5) لسان العرب 13/227، والقاموس المحيط 4/239، والمعجم الوسيط 1/455، 456 0
(6) لسان العرب لابن منظور 13/225 0
(7) الآية 77 من سورة الإسراء0
(8) الآية 55 من سورة الكهف0
(1) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة 4/110، 111 رقم 1017، وأخرجه فى كتاب العلم،
باب من سن سنة حسنة أو سيئة 8/479 رقم1017 من حديث جرير بن عبد الله (0
(2) متفق عليه من حديث أبى سعيد الخدرى (: البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الاعتصام بالسنة، باب قول النبى (، لتتبعن سنن من كان
قبلكم 13/312 رقم 7320، ومسلم (بشرح النووى) كتاب العلم، باب إتباع سنن اليهود والنصارى 8/472 رقم 2669 0
(3) إرشاد الفحول للشوكانى 1/155، ولسان العرب لابن منظور 13/225، والمعجم الوسيط لإبراهيم أنيس وآخرون 1/455 0
(4) حجية السنة للدكتور عبد الغنى عبد الخالق ص 46 0
(5) الآية 36 من سورة الأحزاب، وانظر : الحديث النبوى للدكتور محمد الصباغ ص 139 0
(1) الفكر المنهجى عند المحدثين ص 27 0
(2) لسان العرب 13/225، والقاموس المحيط 4/233 0
(3) مفاتيح الغيب للفخر الرازى 3/54 0
(4) أخرجه مالك فى الموطأ كتاب السهو،باب العمل فى السهو1/100رقم 2،قال ابن عبدالبر لا أعلم هذا الحديث روى عن النبى ( مسنداً ولا
مقطوعاً، من غير هذا الوجه، وهو أحد الأحاديث الأربعة التى فى الموطأ، التى لا توجد فى غيره مسنده ولا مرسله0 ومعناه صحيح فى
الأصول0
(5) لسان العرب 13/225، والقاموس المحيط 4/233، والمعجم الوسيط 1/455 0
(6) القاموس المحيط 4/239، والمعجم الوسيط 1/456 0
(7) الطبرى : هو محمد بن جرير بن زيد، الطبرى، أبو محمد، صاحب التفسير الكبير، والتاريخ الشهير، كان من الأئمة المجتهدين، ولم يقلد
أحداً، وكان إماماً فى فنون كثيرة منها : التفسير، والحديث، والفقه، والتاريخ وغير ذلك، توفى سنة 310هـ0 له ترجمة فى : تاريخ بغداد
للخطيب البغدادى 2/162 رقم 589، ووفيات الأعيان 4/191، 192 رقم 570، وطبقات المفسرين للداودى 2/110-118 رقم 468،
وطبقات المفسرين للسيوطى، ص 82 رقم 93، وشذرات الذهب لابن العماد2/260،وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير1/222رقم 23 0
(8) لبيد : هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة العامرى، كان أبوه يعرف بربيعة المقترين لجوده وسخائه، فنشأ لبيد كريماً مثله، توفى سنة 41هـ0 له
ترجمة فى :الأعلام للزركلى 6/104، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/274 - 285 رقم 25، ومرآة الجنان لليافعى 1/119، وأدباء العرب
لبطرس البستانى 1/144 - 151 0
(1) جامع البيان فى تأويل آى القرآن 4/100 0
(2) القرطبى : هو محمد بن أحمد بن أبى بكر بن فرح الأنصارى الخزرجى المالكى أبو عبد الله القرطبى، كان مفسراً، ورعاً، زاهداً، متقناً
متبحراً، من مصنفاته "الجامع لأحكام القرآن" و"شرح الأسماء الحسنى"توفى سنة671هـ0له ترجمة فى:طبقات المفسرين للداودى 2/69-70
رقم 434،وطبقات المفسرين للسيوطى ص79 رقم 88، وشذرات الذهب 5/235، والديباج المذهب لابن فرحون 406رقم 549،وشجرة النور
الزكية محمد مخلوف ص197 رقم 666 0
(3) المفضل : هو المفضل بن سلمة بن عاصم، أبو طالب، لغوى، عالم بالأدب، من مؤلفاته الفاخر فيما تلحن به العامة و "جماهير القبائل"
توفى سنة 290 0 له ترجمة فى : تاريخ بغداد للخطيب البغدادى 13/124 رقم 7109، ووفيات الأعيان لابن خلكان 4/205، 206 رقم
579 فى ترجمة ابنه محمد بن الفضل، وبغية الوعاة للسيوطى 2/296 رقم 2013 0
(4) الجامع لأحكام القرآن 4/216 0
(5) الشوكانى : هو محمد بن على بن محمد الشوكانى، فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن من أهل صنعاء، من مؤلفاته "فتح القدير" فى
التفسير "وإرشاد الفحول" فى أصول الفقه0 توفى سنة 1250هـ0 له ترجمة فى : البدر الطالع للشوكانى 2/214 - 225 رقم 482، والفتح
المبين لعبد الله المراغى 3/144 - 145، وأصول الفقه تاريخه ورجاله للدكتور شعبان إسماعيل، ص530 - 532، والرسالة المستطرفة
للكتانى ص 152، والأعلام للزركلى 7/190، ومعجم المؤلفين لكحالة 11/533 0
(6) إرشاد الفحول 1/155 0
(7) الكسائى : هو على بن حمزة الكوفى المعروف بالكسائى، أخذ القراءات عن حمزة الزيات، وقرأ النحو على معاذ الهراء كثيراً، ثم الخليل بن
أحمد بالبصرة0 توفى سنة 189هـ0 له ترجمة فى : وفيات الأعيان لابن خلكان3/295-297 رقم 233، وبغية الوعاة للسيوطى 2/162
-164 رقم 1701، وطبقات المفسرين للداودى 1/404 - 409 رقم 349، طبقات القراء لابن الجزرى 1/535، وطبقات القراء للذهبى
1/100، واللباب فى تـهذيب الأنساب 3/97، والفهرست لابن النديم ص 103 0
(8) دراسات فى الحديث النبوى 1/5، 11 بتصرف0
(9) القاموس المحيط 1/163 0
(10) الآية 34 من سورة الطور0







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:16 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "