بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قد اثرت الا اتدخل في هذا الموضوع ولكن لما رايت جهل وتطاول الصوفية في هذا الامر وجب التبيين...
فان الصوفي قد نفى كفر ابوي النبي صلى الله عليه وسلم وجاء بلطمية يدعي فيها اننا نؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ولانقول الا سبحانك هذا بهتان عظيم..
فان كان قوله حقاً وادعائه ان من يقول بكفر ابوي النبي في النار هو من الخوارج للزمه اثبات هذا على النبي صلى الله عليه وسلم للحديث (ابي واباك في النار) ثم يزعم هذا انه يحترم النبي صلى الله عليه وسلم وما علم انه يكذبه والعياذ بالله ..
وايضاً هؤلاء العلماء الذين قالوا بهذا كالبيهقي الشافعي حين ذكر في دلائل النبوة (1/192، 193) بعد تخريجه لحديث " أبي وأباك في النار " : (وكيف لا يكون أبواه وجدُّه بهذه الصفة في الآخرة ، وكانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا ، ولم يدينوا دين عيسى ابن مريم عليه السلام " انتهى .
وقال أيضا في سننه(7: 190): " وأبواه كانا مشركين, بدليل ما أخبرنا.." ثم ساق حديث أنس " أبي وأباك في النار " .
وقال في الدلائل (1/192, 193) : " وكفرُهم لا يقدح في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أنكحة الكفار صحيحة ، ألا تراهم يسلمون مع زوجاتهم ، فلا يلزمهم تجديد العقد ، ولا مفارقتهن ؛ إذ كان مثله يجوز في الإسلام وبالله التوفيق " انتهى
الإمام النووي رحمه الله تعالى :
وقد بوب في شرحه لصحيح مسلم عند حديث " أبي وأباك في النار " بقوله " باب : بيان أن من مات على الكفر فهو في النار ، ولا تناله شفاعته ، ولا تنفعه قرابة المقربين " .
وقال في شرحه " وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو في النار ، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة ؛ فإن الدعوة كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم " انتهى .
وقال رحمه الله عند شرحه لحديث " استأذنت ربي أن أستنغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي " .
قال " فيه جواز زيارة المشركين في الحياة وقبورهم بعد الوفاة ؛ لأنه إذا جازت زيارتهم بعد الوفاة ففي الحياة أولى ، وقد قال الله تعالى ( وصاحبهما في الدنيا معروفا ) ، وفيه النهي عن الاستغفار للكفار ، قال القاضي عياض رحمه الله : سبب زيارته قبرها أنه قصد قوة الموعضة والذكرى بمشاهدة قبرها ؛ ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث : فزوروا القبور ؛ فإنها تذكركم بالآخرة " انتهى .
وقال أيضاً رحمه الله " قوله : فبكى وأبكى من حوله ، قال القاضي : بكاؤه صلى الله عليه وسلم على ما فاتها من إدراك أيامه والإيمان به " انتهى
الإمام ابن كثير رحمه الله :
قال في (سيرة الرسول وذكر أيامه.. ) : " وإخباره صلى الله عليه وسلم عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ينافي الحديث الوارد من طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون في العرصات يوم القيامة. لأنه سيكون منهم من يجيب، ومنهم من لا يجيب، فيكون هؤلاء-أي الذين أخبر عنهم النبي- من جملة من لا يجيب، فلا منافاة، ولله الحمد والمنة " انتهى .
وقدر رد على حديث أن الله أحياهم ثم آمنوا بأنه " حديث منكر جدا "
النسائي :
حيث روى حديث الاستئذان(2032) - وهو:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ، فقال: ((استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت)) – وهو كما ترى بمعنى حديث أنس في أنه قد ثبت أن من أهل الجاهلية من هم ليسوا من أهل الفترة, وعنون عليه: باب زيارة قبر المشرك.
ابن الجوزي :
إذ قال في الموضوعات(1: 284) بعد أن ذكر حديثا باطلا موضوعا فيه أن الله أحيا أبوي النبي ليؤمنا به, قال: [هذا حديث موضوع لا يشك فيه, والذي وضعه قليل الفهم, عديم العلم, إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة, لا بل لو آمن بعد المعاينة, ويكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى" فيمت وهو كافر", وقوله صلى الله عليه وسلم.. وذكر ابن الجوزي حديث الاستئذان ].
القرافي الشافعي :
قال في شرح تنقيح الفصول (ص297): «حكاية الخلاف في أنه عليه الصلاة والسلام كان متعبدا قبل نبوته بشرع من قبله يجب أن يكون مخصوصا بالفروع دون الأصول، فإن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعا. ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذبون على كفرهم ، ولولا التكليف لما عذبوا ، فهو عليه الصلاة والسلام متعبد بشرع من قبله -بفتح الباء -بمعنى مكلف لامرية فيه،إنما الخلاف في الفروع خاصة ، فعموم إطلاق العلماء مخصوص بالإجماع».
العلامة الحنفي الملاّ علي بن سلطان القارئ :
وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة، وكذلك
في "شرح الفقه الأكبر"، وفي رسالة مستقلة أسماها: "أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام". وقد أثبت بذلك الكتاب تواتر الأدلة والأحاديث على صِحّة معنى هذا الحديث وعدم نجاة والدي الرسول –عليه أتمّ الصلاة والتسليم–. وقد نقل الإجماع على تلك القضية فقال في ص84: ( وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك، من غير إظهار خلافٍ لما هُنالك. والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق ) .
بل ان الاشاعرة قد ذكروا ان من يفعل هذا الفعل - اي فعل الصوفي احمد الشافعي - من اعابتهم تكفير ابوي النبي صلى الله عليه وسلم هو فعل الرافضة !!!
جلال الدين الدواني الشافعي الأشعري المعروف
قال في الحجج الباهرة ص312: ((ومنها-[أي من مثالب الروافض في أهل السنة]- إعابتهم قول السنية بكفر أبوي النبي صلى الله عليه وسلم
[قال المحقق : وهذا تذكره الشيعة ينظر تفسير القمي 2/143 و تفسير الصافي4/94-95].
فهل يقول هذا الصوفي ان هؤلاء العلماء خوارج ضلال ويتمسك بقول السيوطي رحمه الله وحده رغم وضوح الادلة وبيانها ؟!
هذا والله المستعان...