العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-07, 11:30 PM   رقم المشاركة : 1
ابن عيبان العبدلي
عضو فعال






ابن عيبان العبدلي غير متصل

ابن عيبان العبدلي is on a distinguished road


حشد الجيوش السلفية للرد على البدع الصوفية لخالد السنان

في رد بعث به لـ الوطن على ما نشر عن الصوفية وبعنوان حشد الجيوش السلفية للرد على البدع الصوفية

خالد السنان: قول غير صحيح وخاطئ ان المجتمع الكويتي كانت فيه مسحة صوفية

نشرت «الوطن» على مدار الأسبوع الماضي ثلاث حلقات دارت تحت عنوان «الصوفية في الكويت» حيث
حاولت من خلال فتح هذا الملف تسليط الضوء على التصوف الحقيقي وماهيته وبعض الممارسات التي
تنسب إليه، ولم تشأ «الوطن» من خلال هذا النشر سوى رصد الظاهرة فقط.

وقد ورد إلينا رد من أبوعبدالله خالد بن عبدالرحمن سنان السنان السلفي، وقد جاء تحت عنوان: «حشد
الجيوش السلفية.. للرد على بدع الصوفية» حيث أكد ان الصوفيين يدلسون في مصطلحاتهم ويصبغونها
بالصبغة الحسنة، كمدخل للدعوة إلى بدعهم الشنيعة، ويغررون بذلك على من لا علم عندهم من العامة،
فيعرفون التصوف بأنه تزكية للنفس ومعرفة السلوك الصحيح، ويدعون بأنه منهج حياة، هذه المصطلحات وان
كانت في ظاهرها الحسن والسلامة إلا أن في جوهرها وحقيقتها البدع والضلالة حين يعرف الفرد ما مر
بهذا المذهب من أحوال وأطوار حتى خلص في النهاية إلى أنه أصبح من الفرق البدعية التي تخالف أهل
السنة والجماعة.
وحول بدع التصوف وزيادة انتشارها في مجتمعاتنا والرد على أسيادها وأربابها يقول أبوعبدالله سنان السنان:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) عن لفظ الصوفية ما نصه: أما لفظ (الصوفية): فإنه لم يكن مشهورًا
في القرون الثلاثة، وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك (في مج 5/11).
قلت: وهذا إن دل فإنما يدل على أن هذه الفرقة حادثة لم تكن في عهد النبي(صلى الله عليه وسلم) وإن
زعم الصوفية أن امتدادهم يعود إلى العهد المحمدي صلى الله عليه وسلم ليضفوا على فرقتهم بعض المهابة
والقداسة، والحق أنه من الأمور الحادثة، ومن المعلوم أن كل أمر حدث في الدين بعد النبي صلى الله عليه
وسلم، وبعد عصر صحابته (رضوان الله عليهم)، لا شك انه من الأمور المحدثة، التي نهى عنها عليه الصلاة
والسلام القائل صلى الله عليه وسلم:...فَإًنَّهُ مَنْ يَعًشْ مًنْكُمْ بَعْدًي فَسَيَرَى اخْتًلَافًا كَثًيرًا فَعَلَيْكُمْ بًسُنَّتًي
وَسُنَّةً الْخُلَفَاءً الْمَهْدًيًّينَ الرَّاشًدًينَ تَمَسَّكُوا بًهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بًالنَّوَاجًذً وَإًيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتً الْأُمُورً فَإًنَّ كُلَّ مُحْدَثَةي
بًدْعَةي وَكُلَّ بًدْعَةي ضَلَالَةي) رواه أبوداود ـ واللفظ له ـ، وأحمد، وغيرهما..

معنى وأصل الصوفية.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) عن معنى الصوفية فقال ما نصه:
... وتنازعوا في المعنى الذي أضيف إليه الصوفي، فإنه من أسماء النسب» كالقرشي، والمدني، وأمثال ذلك.
فقيل: إنه نسبة إلى (أهل الصفة) وهو غلط» لأنه لو كان كذلك لقيل: صُفًّيّ. وقيل: نسبة إلى الصف المقدم بين يدي اللّه، وهو أيضًا غلط» فإنه لو كان كذلك لقيل: صَفًّيّ. وقيل: نسبة إلى الصفوة من خلق اللّه وهو غلط» لأنه لو كان كذلك لقيل: صفوي. وقيل: نسبة إلى صوفـة بن بشر بن أدًّ بن طابخـة، قبيلة من العرب كانوا يجاورون بمكة من الزمن القديم، ينسب إليهم النساك، وهذا وإن كان موافقًا للنسب من جهة اللفظ، فإنه ضعيف أيضًا» لأن هؤلاء غير مشهورين، ولا معروفين عند أكثر النساك، ولأنه لو نسب النساك إلى هؤلاء لكان هذا النسب في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم أولى، ولأن غالب من تكلم باسم (الصوفي) لا يعرف هذه القبيلة، ولا يرضى أن يكون مضافًا إلى قبيلة في الجاهلية لا وجود لها في الإسلام.
وقيل ـ وهو المعروف ـ: إنه نسبة إلى لبس الصوف» فإنه أول ما ظهرت الصوفية من البصرة، وأول من بنى دويرة الصوفية بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد.(أنظر مجموع الفتاوى المج 11/ص7،6).
قلت:فهذه هي نسبة الصوفية الصحيحة كما نقلها شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله)، وذكر فيها بعض الأقوال عن نسبتها.
ويستدل أهل التصوف بحادثة عن الإمام علي (رضي الله عنه) بأنه ألبس الحسن البصري من أثوابه وكان من نوع الصوف، ولهذا كان معظم لباس الصوفية في السابق من الصوف استدلالا بهذه الحادثة، ومع إنكار علماء الحديث لمسألة إدراك الحسن البصري، علي ابن أبي طالب(رضي الله عنه)، أو السماع منه 2، ولو سلمنا جدلاً لصحّة هذه الحادثة3، فلا يحق أبداً أن يتذرّع أهل البدع في هذه الحادثة، لتمرير كل البدع التي سنذكرها ـ إن شاء الله ـ لمجرّد أن لبس الصوف من الأمور الزهدية و الذي غاية ما في ذلك هو إظهار الزهد و والتقشف والفقر.
وأقول: إن الزهد والفقر والورع والإعراض عن زخارف الدنيا والتباهي بها والصبر على ضنكها، و على مقدور الله،... وكل ما كان في زمن الصحابة (رضوان الله عليهم) وفي القرون التي بعدهم من هذه الأمور، لا ينكرها اهل السنة والجماعة (السلفيون)، ولو سماه الناس بالتصوف أو بالزهد أو بالورع...أونحو ذلك من المسميات، فقد قال أهل العلم لا مشاحّة في الإصطلاح، وقد ورد ذكر لفظ الصوفي على لسان بعض أئمة السلف، وإنما الذي أنكره أئمتنا ـ أئمة الدنيا ـ هو ما آل إليه هذا المسمى من أربابه وما آل إليه هذا المذهب من بدع حتى أصبحت الشركيات والبدع، هي السمة الظاهرة عليه، فتستر أهل البدع بمسماه الذي ظاهره فيه الرحمة، وباطنه فيه البدعة،،فمرروا تحت مسماه كل بدعة كـ: عمل الموالد (سواء الاحتفال بمولد النبي (أو موالد الأولياء).

بدع الصوفية

ومن بدعهم: الاحتفال بالمناسبات » كليلة الإسراء والمعراج، والنصف من شعبان، وذكرى معركة بدر، ورأس السنة الهجرية...
وهذا كله لا دليل عليه، لا من كتاب ولا سنة ولا فعل صاحب، ولا قول تابع.
ومن بدعهم: الطواف بالقبور والأضرحة،وشد الرحال لها، ودعاء غير الله، والتوسل بالأموات والنذر والذبح لهم4،وطلب الحوائج ودفع المصائب منهم...إلى غير ذلك من الأمور البدعية و الشركية، حتى ارتقى بهم الحال ففعلوا ما يتعجب المسلم منه، فشرعوا لهذه القبور والأضرحة حجا، ووضعوا لها مناسك، مضاهاة لمناسك الحج، وألف بعض غلاتهم ـ كما ذكر ذلك ابن القيم (رحمه الله) ـ كتاباً أسماه (مناسك حج المشاهد) (أنظر إغاثة اللهفان مج1/154).
قلت:
ومن بدعهم: عمل الحضرات البدعية، التي يزعم الصوفية أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر فيها ويسلم عليهم ويجتمع بهم من خلالها!!،وما يسمى بـ(الزار)، والرقص والتمايل على أصوات المغنيين وما يسمى بالموشحات التي يسمونها كذباً وزورا بالذكر.
قال ابن الصلاح الشافعي (رحمه الله): وقولهم في السماع المذكور: أنه من القربات والطاعات، قول مخالف لإجماع المسلمين، ومن خالف إجماعهم فعليه ما في قوله تعالى: (وَمَنْ يُشَاقًقً الرَّسُولَ مًنْ بَعْدً مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبًعْ غَيْرَ سَبًيلً الْمُؤْمًنًينَ نُوَلًّهً مَا تَوَلَّى وَنُصْلًهً جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصًيرًا)[النساء]. (نقلاً من إغاثة اللهفان مج1/ص177).
ومن بدعهم: المدائح الشركية، التي يسمونها بالنبوية، ليضفوا عليها نوعاً من المسميات التي تدلس على الناس، كالبردة للبوصيري الذي قال فيها:

إن لم يكن في معادي آخذا بيدي
فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم

قلت:فانظر رحمك الله، كيف قد غفل أو جهل، بأن شفاعة الله باقية، بعد شفاعة الشافعين من الأنبياء والمرسلين، كما ورد ذلك في الأحاديث الصحيحة فيما رواه البخاري وغيره فقال في الحديث الطويل: حدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْري حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدي عَنْ خَالًدً بْنً يَزًيدَ عَنْ سَعًيدً بْنً أَبًي هلال عَنْ زَيْدي عَنْ عَطَاءً بْنً يَسَاري عَنْ أَبًي سَعًيدي الْخُدْرًيًّ قَالَ:قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهً هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقًيَامَةً قَالَ هَلْ تُضَارُونَ فًي رُؤْيَةً الشَّمْسً وَالْقَمَرًـ إلى أن قال ـ... فَيَشْفَعُ النَّبًيُّونَ والملائكة وَالْمُؤْمًنُونَ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ بَقًيَتْ شَفَاعَتًي فَيَقْبًضُ قَبْضَةً مًنْ النَّارً فَيُخْرًجُ أَقْوَامًا قَدْ امْتُحًشُوا فَيُلْقَوْنَ فًي نَهَري بًأَفْوَاهً الْجَنَّةً يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةً فَيَنْبُتُونَ فًي حَافَتَيْهً كَمَا تَنْبُتُ الْحًبَّةُ فًي حَمًيلً السَّيْلً قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إًلَى جَانًبً الصَّخْرَةً وَإًلَى جَانًبً الشَّجَرَةً فَمَا كَانَ إًلَى الشَّمْسً مًنْهَا كَانَ أَخْضَرَ وَمَا كَانَ مًنْهَا إًلَى الظًّلًّ كَانَ أَبْيَضَ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤُ فَيُجْعَلُ فًي رًقَابًهًمْ الْخَوَاتًيمُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةً هَؤُلَاءً عُتَقَاءُ الرَّحْمَنً أَدْخَلَهُمْ الْجَنَّةَ بًغَيْرً عَمَلي عَمًلُوهُ وَلَا خَيْري قَدَّمُوهُ فَيُقَالُ لَهُمْ لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمًثْلَهُ مَعَهُ..
وقوله:
يا أكر الخلق مالي من ألوذ به
سواك عند حلول الحادث العمم

قلت: فانظر رحمك الله، كيف قد نادى النبي صلى الله عليه وسلم، وطلب منه اللوذ، أو العوذ، فيما لا يملكه إلا الله جل جلاله فصرف ما كان حقه لله جل جلاله، لعباده (ولا حول ولا قوة إلا بالله).؟!!
وقوله:
فإن من جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم

قلت: فانظر رحمك الله: كيف قد جعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ما هو حق لله، ولا يملكه غيره ولا يدبره ولا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى.!؟
فقوله:
فإن من جودك الدنيا وضرتها
قلت: يقصد بأن ضرة الدنيا هي الآخرة، وقد أخطأ حيث شبه الآخرة بالضرّة وأخطأ حيث جعلها ضرّة للدنيا، لأن الضرّة إنما سميت بذلك لكثرة ضررها، والآخرة ليست كذلك، والضرة فيها نوع من المشاكلة والمشابهة، والدنيا والآخرة ليستا كذلك.
وقوله: ومن علومك علم اللوح والقلم.
قلت: وهذا من أبطل الباطل، فإن من عقيدة أهل الإسلام،أن الغيب لا يعلمه إلا الله، واللوح من الأمور الغيبية التي كتب الله فيه مقادير الخلائق ما كان وما سيكون إلى قيام الساعة، ولم يطّلع عليها، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، وإنما غاية ما في ذلك أن الله(يطلع بعض عباده على بعض أمور الغيب لأمر خاص، كتبليغ رسالة مثلاً، وليس في ذلك كشف كل الغيب لعباده، فمن يظن ذلك فقد أخطأ غاية الخطأ، كصاحب البردة.
قال تعالى في سورة النمل: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فًي السَّمَاوَاتً وَالْأَرْضً الْغَيْبَ إًلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)[النمل].
...وهكذا كل المدائح التي سارت، على نهج صاحب البردة، فكل من فعل ذلك فقد غلا، وتعدى، وأخطأ، وابتدع.
ومن بدعهم: الغلو في الأولياء وتسميتهم بأسماء تدل على الغلو فيهم كـ: القطب الفلاني، والوتد،و الغوث...إلى غير تلك الأسماء، وقد لا يرقى بعضهم إلى درجة الفسّاق حتى، ـ من شدة سوئه وفحشه ـ.!
وأيضاً من بدعهم: الغلو في كرامات الأولياء، كما أن من بدعهم مثلاً: بأن الولي الفلاني كلّم الله (كفاحا،، ودعوى مصافحة النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره في المدينة...إلى غير ذلك من البدع المنكرة التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يأمر بها نبيه من ولد عدنان صلى الله عليه وسلم، فزادوا وغلوا في هذا الدين بجهل وعناد، ولم يرجعوا في عباداتهم إلى العهد القديم، عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه (رضوان الله عليهم)،والحق أن هذه البدع لما اجتمعت فيهم ازداد الأمر سوءاً، وتطور الحال بهم، فادعى البعض من غلاتهم الحلول والاتحاد مع الله، كفعل ابن عربي وابن سبعين والحلاج المقتول... وغيرهم، فنطقوا بأقوال كفرية شركية استحقوا بها، ما قام به كبار أئمة الإسلام من تكفيرهم، كما ألف الإمام البقاعي الشافعي كتاباً أسماه: (تنبيه الغبي على كفر ابن عربي).
ومن بدعهم: وضع السبحة في الأعناق دليل الصلاح والولاية والفلاح.؟!
فألف أحدهم ويدعى البناني كتاباً أسماه: (تحفة أهل الفتوحات و الأذواق في اتخاذ السبحة وجعلها في الأعناق)، وهذا من البدع التي لم ترد لا في كتاب ولا سنة ولا قول صاحب، بل هو بالإجماع من البدع.!!
ومن بدعهم: أنهم تكلموا باللغات الأعجمية »كالسريانية وغيرها، وتمتموا بألفاظ غريبة منها، وبأقوال سخيفة وهرطقات وخرافات، واصطلحوا لأقوالهم اصطلاحات، لا تعرف إلا من خلال النظر في معاجمهم كما ألف ابن عربي ـ الذي كفره أئمة الإسلام ـ، كتاباً سمّاه: بـ (رموز الصوفية).
ومن بدعهم:القيام بالأمور الخارقة للعادة كالمشي على الماء، والجمر، والزجاج والمسامير، وخرق جلودهم وأجسادهم بالشيش، ورمي أجسادهم بالبنادق...ونحو ذلك من الخرافات، التي يعينهم عليها إخوانهم من الشياطين مع بعض الحيل،ليوهموا الجهلة بأن هذا الأمر من الكرامات التي لا تتحصل إلا للخواص منهم، فيتبعهم الجهلة.!

البدع خالطت عقولهم

فلمّا رأى أهل الإسلام من علماء الأمة، ما آلت إليه هذه الفرقة، وما أحدثوه وزادوه في الدين، شنّوا الغارات عليهم، ليحفظوا على الناس أمر دينهم، و ليدفعوا ويمنعوا أهل البدع عن ضلالهم و غيهم، وهذا لم يرق لهم ولا شك، لأن البدع قد خالطت قلوبهم فؤشربوها، وتمكنت منها عقولهم فلم يستطيعوا التخلص منها (نسأل الله السلامة والعافية).
وذلك إنما دخل عليهم بسبب قد لُبّس عليهم في خلواتهم وانقطاعهم عن الناس، فنحّوا من حيث لا يشعرون تحكيم الشريعة، وعملوا بخواطرهم وهواجسهم، وما لبسه الشيطان عليهم.
قال ابن القيم (رحمه الله): ومن كيده ـ أي الشيطان ـ: أنه يحسن إلى أرباب التخلي والزهد والرياضة العمل بهاجسهم وواقعهم، دون تحكيم أمر الشارع، ويقولون: القلب إذا كان محفوظاً مع الله، كانت هواجسه وخواطره معصومة من الخطأ، وهذا من أبلغ كيد العدو فيهم...ـ إلى أن قال ـ: وهؤلاء الجهّال يرى أحدهم أدنى شيء فيحكم هواجسه وخواطره على الكتاب والسنة، ولا يلتفت إليهما ويقول: حدثني قلبي عن ربي، ونحن أخذنا عن الحي الذي لا يموت، وأنتم أخذتم عن الوسائط، ونحن أخذنا بالحقائق، وأنتم اتبعتم الرسوم، وأمثال ذلك من الكلام الذي هو كفر وإلحاد، وغاية صاحبه أن يكون جاهلاً يعذر بجهله، حتى قيل لبعض هؤلاء: لا تذهب فتسمه الحديث من عبدالرزاق.؟
فقال: ما يصنع بالسماع من عبدالرزاق من يسمع من الملك الخلاق.؟!.
وهذا في غاية الجهل، فإن الذي سمع من الملك الخلاق موسى بن عمران كليم الرحمن، وأما هذا وأمثاله فلم يحصل لهم السماع من بعض ورثة الرسول، وهو يدّعي أنه سمع الخطاب من مرسله فيستغني به عن ظاهر العلم، ولعل الذي يخاطبهم هو الشيطان، أو نفسه الجاهلة أو هما مجتمعان، ومنفردان. أنظر كتابه (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان مج1/ص98. ط المكتبة الثقافية)
قلت: فلمّا كانت السمة الظاهرة والعلامة الواضحة على أهل التصوف، هي الانحراف عن الجادة الصحيحة و الإعراض عن الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح،ومن ثمًّ تطبيقهما كمنهج يصلح للدين والدنيا، قام أهل العلم ـ كما سبق ذكره ـ برد بدعتهم هذه وحاربوها أشد المحاربة، ولمًا في الإعراض عن إنكارها والإنكار على أربابها من إعانتهم على التطاول على حمى الإسلام ونقض عراه من الأُسس و القواعد، ويكفيها بدعة(أي الصوفية) أن كل طريقة فيها تنسب لصاحبها، لا لصاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه (رضوان الله عليهم)، فمن تلك الطرق: الرفاعية، الشاذلية،القادرية، النقشبندية، التيجانية، النادرية، الحلولية، الأحمدية، والبطائحية، الميرغنية، السنوسية، البريلوية، والسمانية...إلى غير ذلك من مسميات طرقهم الكثيرة، وكلها تتفق على البدع المذكورة آنفة الذكر وإن تعددت طرقهم،فمن المعلوم أن طريق الحق واحد كما قال تعالى: (وَ أًَنَّ هَذَا صًرَاطًي مُسْتَقًيمًا فَاتَّبًعُوهُ وَلَا تَتَّبًعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بًكُمْ عَنْ سَبًيلًهً ذَلًكُمْ وَصَّاكُمْ بًهً لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الأنعام]، و أما سبل الشيطان فكثيرة، ومتعددة فحالها كحال سبل الجن حين قالواكُنَّا طَرَائًقَ قًدَداً)(الجن) والقدد: القطع المتفرقة.

مكنوا العدو من أرض الإسلام

تنبيهات وتعليقات على بعض أقوال مشايخ الصوفية (عبدالله نجيب سالم ويوسف الرفاعي) وقبل ذلك ننبه على أمور:
التنبيه الأول:
أن من أعظم من مكّن الأعداء بأن يعيثوا الفساد في بلاد الإسلام، وإحكام السيطرة على بيضتها، هم الصوفية، ومن استقرأ التاريخ وأمعن النظر فيه، ليعلم أن أعظم الأمور الكبيرة التي فعلها أرباب التصوف في الشام مع أحلافهم الفرنسيس هو تمكينهم من أرض الإسلام، وكذا في مصر وغيرها من البلدان، وبذلك يُعْلَم خطر تلك الفرقة، ومن يماري في ذلك ويجادل فدونه كتاب التاريخ الذي ألفه الجَبَرْتي واسمه (عجائب الآثار) فلينظر فيه إلى العجائب.!
التنبيه الثاني:
ـ إن من أنصف الناس مع الصوفية، وأرحمهم عليهم مع إنكار بدعهم، هم أهل السنة والجماعة أتباع السلف، ولهذا تجد أهل السنة لا يكفرونهم بالعموم، مع فعلهم للشرك الصريح، لما يعلمون أن أكثرهم يفعل ذلك بجهل:كالطواف بالقبور ودعاء غير الله...وما سبق ذكره.
ـ وإن من أعدل الناس مع الصوفية هم اهل السنة والجماعة، ولهذا لم يبدّعوا أئمة قد عدّهم الصوفية منهم، كأمثال الجنيد، وإبراهيم بن أدهم وبشر الحافي...وغيرهم بل عدّوهم من أهل السنة والجماعة بل من الأئمة.
ـ وإن من إنصاف أئمة السنّة بالصوفية ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) بجواز الوقوف على الصوفية، قال في «الاختبارات ص 170»: ويجوز الوقف على الصوفية، فمن كان جماعاً للمال ولم يتخلق بالأخلاق المحدودة ولا تأدب بالآداب الشرعية وغلبت عليه الآداب الوضيعة أو كان فاسقاً لم يستحق شيئاً. أ هـ.
التنبيه الثالث:
ليس كل من قال بأنه صوفي يبدّع مباشرة وعلى الفور، فمنهم من انتسب لذلك جهلا ومنهم من يريد بهذا اللفظ الزهد والورع، وهذا يعد من أهل السنة والجماعة، وينصح بل يؤمر بترك هذا المصطلح، لأنه أصبح شعار ودثار أهل البدع، ولا بد من التميز عنهم، وحتى لا يحسب معهم من قًبَلً اهل السنة، وقد يكون بفعله هذا يكثّر سوادهم ـ لا كثرهم الله ـ فيرفعون عقيرتهم به، وخاصة إذا كان من أعيان الناس ومشاهيرهم.
وكل ذلك يبطل قول الصوفية وما ادّعوه، بأن أتباع السلف من السلفيين، يكفرون الصوفية، ويبدّعونهم بالعموم بلا تمييز، فهذا القول من الافتراء عليهم، وبخسهم لحقهم، وهذه عادة أهل البدع لهم، فلا غرابة لصنيعهم.

التمسح والطواف حول قبر الخضر

المدخل للرد على أحد مشايخ الصوفية (عبدالله نجيب سالم):
قال عبدالله نجيب:إني أتساءل أين الأضرحة الموجودة في الكويت ؟، أين الذين يدعون من دون الله في الكويت ؟، هم يحاربون قضية في مخيلتهم.
قلت: هذا الكلام إنما ينطلي على الأغمار والجهلة، فمن ينكر ما كان يحدث عند القبر الذي يدعي أهل البدع أنه قبر الخضر (في جزيرة فيلكا) التي كان أهل البدع يتكبدون ويتجشمون عناء ركوب الأمواج من أجل الجلوس عند الضريح هناك والتمسح به، والطواف حوله، ودعاء غير الله، عزّوجل عنده.؟!
ولكن بحمد الله، فقد خاب سعي هؤلاء حين أعان الله(أهل الكويت من المخلصين الصادقين، حتى أزالوا هذا الصنم الذي يعبد من دون الله(هناك،ولقد حدثني من رأى هذا الضريح وهو يزال ويستأصل من مكانه، بأنه و عند قيام العمّال بإزالته وتغيير ملامحه، سقط في عرض البحر فابتلعته الأمواج، وقد سجد من حدثني بهذه الحادثة هناك لله شكرا فالحمد لله على ذلك.
ونقول لعبدالله نجيب: وهل من اللوازم، إن كان هناك من ينتحل مذهب الصوفية في أي بلد كان، أن تكون هناك أضرحة في نفس تلك البلد.؟!
هذا لم يقل به أحد ممن يدّعي التصوف أمن أربابه.؟!، وإلا فأين يذهب إنكار أهل السنة على من يشد الرحال لهذه القبور والأضرحة.؟!، فإنه لا يخفى ذلك على أحد، فما يقوم به البعض من شد الرحال وعمل الزيارات الشركية في بلاد الشام، ومصر، وفارس، وتركيا...وغيرها، واضح وجلي للأعيان ولا يحتاج إلى مزيد توضيح وعناء.

وقول عبدالله نجيب:أتعجب عندما أجد رجلا يبحث عن فضائح الصوفية، فيلتقط حثالات الكلام وأفعال السفهاء ثم يقول هذا هو التصوف كمن ينظر إلى قصر كبير مؤثث ثم يقول أن هذا القصر به مرحاض...

الشرع مليء بتعدد الأقوال

قلت: هذا القول باطل وفيه خطأ ظاهر، فإن الحقيقة أن أهل السنة ما أنكروا تلك الأفعال وردوا تلك الأقوال، إلا لما وجدوها مسطرة في كتب الصوفية، ككتب طبقاتهم وغيرها، حتى تفاخروا بها وجعلوها من أعظم الكرامات، وصاحبها من أعظم الأولياء والأصفياء و الأقطاب والأوتاد، ولم يجد أهل السنة من الذين يقولون بقولك بأن هذه حثالات قد صنف فيها وأنكرها، بل العكس صحيح، فقد وجد من الصوفية من يبجل تلك الكتب ويعظمها وينصح بها ويعزوا لها.!
وقال عبدالله نجيب:إن الذين يهاجمون التصوف يخوضون في قضايا خلافية، والشرع مليء بتعدد الأقوال فالفقه كله عبارة عن اجتهادات...
قلت: من المعلوم عند مبتدئة التعلّم، أنه ليس كل خلاف معتبر، إلا ما كان له حظ من النظر، أي من الدليل الصحيح، وإلا فالخلاف بين الفرق الإسلامية، لا ينتهي ولكنّ العبرة بالدليل لا بكثرة التعليل ولا بكثرة القال والقيل،قال تعالى: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فًيهً مًنْ شَيْءي فَحُكْمُهُ إًلَى اللَّهً ذَلًكُمُ اللَّهُ رَبًّي عَلَيْهً تَوَكَّلْتُ وَإًلَيْهً أُنًيبُ) (الشورى)،وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذًينَ آَمَنُوا أَطًيعُوا اللَّهَ وَأَطًيعُوا الرَّسُولَ وَأُولًي الْأَمْرً مًنْكُمْ فَإًنْ تَنَازَعْتُمْ فًي شَيْءي فَرُدُّوهُ إًلَى اللَّهً وَالرَّسُولً إًنْ كُنْتُمْ تُؤْمًنُونَ بًاللَّهً وَالْيَوْمً الْآَخًرً ذَلًكَ خَيْري وَأَحْسَنُ تَأْوًيلًا ) (النساء)، فالخلاف يجب أن يرد إلى الكتاب والسنة، كما أن من الظلم أن يساوى في مسائل الخلاف بين الخلاف في الفقه، والخلاف في العقائد والثوابت، فشتان بين ذلك، ولا يقول ذلك إلا من يتعمّد التغرير بالناس، كيف لا، والفقه نفسه أجماعاته وما تواتروا عليه، لا يجوز الخلاف فيه.!
فكيف بمسائل العقائد التي لا خلاف فيها، وهي من المسلمات القاطعات.؟!
قال عبدالله نجيب:عندما سُئل عن الزوايا وهل لها دور تاريخي فقال:
الزوايا أشبه ما تكون بمفردات كان يأوي إليها بعض المتعبدين السائحين المنقطعين للعبادة، هذه الزوايا ظاهرة حضارية في الإسلام، حيث أنها أمّنت أماكن للمتعبدين...
قلت: وهل شَرَعَ الله صلى الله عليه وسلم أو رسوله صلى الله عليه وسلم، للمسلمين أن يجعلوا لأنفسهم تلك الزوايا والصوامع المحدثة ؟، أم أن ذلك من محدثات الصوفية؟! (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إًنْ كُنْتُمْ صَادًقًينَ) (البقرة)، (ائْتُونًي بًكًتَابي مًنْ قَبْلً هَذَا أَوْ أَثَارَةي مًنْ عًلْمي إًنْ كُنْتُمْ صَادًقًينَ) (الأحقاف).

الصوفية في الكويت

قال عبدالله نجيب:عندما سُئل عن: ما تقييمك للدعوة الصوفية في الكويت.؟
قال:...المجتمع الكويتي كانت به مسحة تصوف واضحة قبل خمسين سنة ولكن بعد طفرة النفط وانتشار الدعاوى التي تشكك في التصوف اختفت هذه المسحة...
قلت: أولاً: أنما يجب علينا أن نحمد الله على هذه النعمة، حين أزال الله عنّا هذه البدعة، وأبدلنا خيراً منها، بمنهج اهل السنة والجماعة منهج السلف الصالح، وذلك بفضل الله علينا أولاً، ثم بمجاورتنا لبلاد الحرمين حامية حمى الإسلام. فالحمدلله رب العالمين.
وزعم عبدالله نجيب أن المجتمع الكويتي كانت به مسحة صوفية.
و هذا القول فيه من الخطأ الواضح، فوجود بعض الأفراد الذين قاموا بهذا المذهب في السابق، لا يعد ذلك،بأن الشعب الكويتي السني، كله كان كذلك، وأنا أقول لعبدالله نجيب، بأن ذلك كان أكثر بكثيرمن الخمسين سنة أيضاً، ولهذا ورد في مجموع رسائل أئمة الدعوة السلفية (الدرر السنية) ما نصه:
وسئل الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، رحمة الله تعالى، عما يقاتل عليه ؟ وعما يكفر الرجل به ؟ فأجاب:فنقول: أعداؤنا معنا على أنواع.
... النوع الثاني: من عرف ذلك، ولكنه تبين في سب دين الرسول، مع ادعائه أنه عامل به، وتبين في مدح، من عبد يوسف، والأشقر، ومن عبد أبا علي، والخضر، من أهل الكويت، وفضلهم على من وحد الله، وترك الشرك، فهذا أعظم من الأول، وفيه قوله تعالى: (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) (البقرة:89].
بل وقد أتهم بعض الغالين من جهلة الدعوة السلفية بأن ما في الكويت إلا مشرك، ورد الشيخ العلامة شيخ المشايخ هذا وهذا نصه:
فقد أجاب الشيخ سليمان بن سحمان: وما ذكرت من أخذ النيابة من أناس من أهل الكويت، تعرفهم وتعرف عقائدهم، وأنهم على عقائد أهل السنة، وأنك ما أخذت إلا من أجل الحاجة، مستأنساً بكلام شيخ الإسلام في الاختيارات، بأن النيابة تجوز مع الحاجة، وأن بعض من لديك من الإخوان أنكر ذلك، وقال: ما في الكويت إلا مشرك، أو أخو المشرك.
فاعلم: أن أخذ النيابة فيها ما فيها، وكلام أهل التحقيق فيها معروف، كما هو مبسوط في رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لابن سحيم، وجواب ابن غنام عن ذلك» لكن إذا كان المحجوج عنه مسلماً، تعرفون عقيدته وديانته، وأنه ليس بمشرك، فلا بأس بها على الوجه الذي أباحه العلماء.
فإن الذي عليه سائر العلماء من أهل السنة والجماعة، أن الإنسان إذا دخل في الإسلام، وحكم بإسلامه، لا يخرجه من الإسلام ما يفعله من الكبائر، كالسرقة والزنى وشرب المسكر، وأخذ الأموال ظلماً وعدواناً; وإنما يخرجه من الإسلام إلى الكفر: الشرك بالله، وإنكار ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الدين، بعد معرفته لذلك، وإقامة الحجة.
قلت: وأنا إنما ذكرت ذلك لأسباب:
أولاً: لأبين أن أهل السنة يذكرون ما لهم وما عليهم وليس عندهم ما يخافونه، ولا ما يخشونه.
ثانياً:أن البدع إذا انتشرت في أي بلد ولم ينكرها المصلحون فيها، عمّهم الحكم بذلك، وإن لم يدينوا بذلك، لأن الساكت عن الحق ـ بلا سبب يضطره لذلك ـ، شيطان أخرس، بل ويستحق الساكت عقاب الله قبل أهل البدع والفسّاق.
ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في القصيدة النونية:
ابن القيم رحمه الله:
هذا ونصر الدين فرض لازم
لا للكفاية بل على الأعيان
بيد وإما باللسان فإن عجز
ت فبالتوجه و الدعـــــــــا بجـان

تبيان الخطأ لينصلح الحال

ولهذا أنكر أئمة الدعوة على أهل البدع ممن كانوا في كويت، وبيّنوا خطأهم حتى أنصلح حال أهلها، وبهذا يقول العلامة ابن سحمان ما نصه: لأني ما زلت سابقا ولاحقا، مشددا النكير على المبتدعة، ويشهد لي بذلك الوقائع، التي وقعت بالكويت، وبغداد مع المبتدعة.
قلت: وهكذا يجب أن يكون دعاة السلفية في كل مكان، وأحق وأجد من يقوم بذلك من كانت البدعة في بلادهم، إن كانوا من أهل العلم، ويعرفون بسلامة المعتقد و المنهج.

ـملخص ما أصاب فيه عبدالله نجيب سالم وما أخطأ فيه ـ خلاف ما سبق ـ:

لقد أصاب عبدالله نجيب ـ وهذا من إنصافنا مع المخالف ـ حين قال:
أولاً: الصالحون وأصحاب الطرق الذين توفاهم الله حالهم كبقية الخلق بحاجة إلى رحمة الله.
قلت: ولكن هذا يخالف معتقد الصوفية الذين يعتقدون في أوليائهم أنهم يتصرفون في الكون ويملكون مقادير الخلائق.؟!
ثانياً: وأصاب حين قال: عن مبدأ وحدة الوجود: إذا قصدت بمبدأ وحدة الوجود، أن الخالق والمخلوق شيء واحد، فهذا كفر.
قلت: ولكن أخطأ حين قال:فلا أحد يعتقد أن العبد هو الرب والرب هو العبد وحتى بعض من نسب إليه زوراً، وقد حقق المحققون أن المتصوفة يقولون الرب رب والعبد عبد.
قلت: فقوله: فلا أحد يعتقد بذلك...: فهذا من القصور في العلم، وإلا فمن يجهل قول الحلاج المقتول، وابن عربي...وغيرهم، وقد كفّر البقاعي الشافعي ـ الذي هو من نفس مذهب عبدالله نجيب الفقهي ـ فقد ألف البقاعي كتابه القيّم: (تنبيه الغبي على كفر ابن عربي)، وهذا لا يخفى على أهل العلم، وكذا كفره أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم (رحمهما الله) ومن قال أيضاً بقولهم كابن سبعين والحلاج وغيره.

وحدة الوجود

وإن من مقولات الصوفية الخطأ ما أنشدوه:
الرب حق والعبد حــــق

ياليت شعري من المكلف؟
إن قلت عبد فذاك ميــت

أو قلت رب إني يكلف؟!
ففي هذا البيت دليل دعوى وحدة الوجود، ولا يشك في ذلك إلا مماري.!
ولهذا أجاب شيخ الإسلام على من يقول بهذا فقال:ـ قدس الله روحه ونور ضريحه ـ:
الحمد لله، كلام هذا الثاني كلام باطل، وخوض فيما لم يحط بعلمه، ولم يعرف حقيقته، ولا هو عارف بحقيقة قول ابن عربي وأصله، الذي تفرع منه هذا الشعر وغيره، ولا هو أخذ بمقتضى هذا اللفظ ومدلوله.
فأما أصل ابن عربي فهو أن الوجود واحد. وأن الوجود الواجب هو عين الوجود الممكن، والقول بأن المعدوم شيء وأعيان المعدومات ثابتة في العدم، ووجود الحق فاض عليها، فوجود كل شيء عين وجود الحق عنده، وهذا مبسوط في غير هذا الموضع....إلى آخر كلامه النفيس الذي يجب أن يقف عليه من يجادل في ذلك.
وقد أصاب عبدالله نجيب حين قال:وإن قصد بهذا المبدأ إن كل شيء في الكون هو الله فهذا أمر باطل لا يتفق مع العقيدة الإسلامية ومردود على من يقول به ونبرأ إلى الله منه.
قلت: وما ذكرناه آنفاً من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) يبطل قول عبدالله نجيب بعد كلامه السابق حين قال:أما إذا قصد إن كل الموجودات ليس لها وجود وأن هذا الوجود الحقيقي لله وحد فهذا أمر صحيح.الموجود الدائم على وجه الحقيقة هو الله الذي خلق الأشياء حيث كان قبل أن تكون وهو الكائن بعد أن تزول فهو واحد الوجود وواجب الوجود. نحن لا نجامل في مسائل العقيدة.

قلت: وهذا الكلام فيه خلط ظاهر، وتلبيس غير محتمل، وإلا فكيف ينكر من له مسكة عقل فيقول: بأن الموجودات ليس لها وجود.؟!، وما التبس على هؤلاء إلا المشابهة في اللفظ، ولم يتصوروا بأن الموجودات لها وجود يليق بها مع كونها موْجَدَة مخلوقة، والرب جل جلاله وجود يليق به لا يشابه وجود المخلوقين، فوجوده أزلي لا أول ولا منتهى له، وأما المخلوقات ليست كذلك،وبهذا يتبين خطأ عبدالله نجيب حين قال: فهو واحد الوجود.؟!
لأن من يقول لا موجود إلا الله، فهذا يغالط نفسه، ويناقضها، وينكر المحسوسات، وهذا لا يجهله أي أحد، وليس في ذلك الكلام من توحيد الله في شيء أو التقرب إليه به، لأن توحيد الله (مبناه على النفي والإثباتلا إله إلا الله)، إنما تعني:لا إله بحق إلا الله، فيه نفي الألوهية الحقة لغير الله جل جلاله وإثباتها وحصرها وقصرها له سبحانه.
وأخطأ عبدالله نجيب حين قال عن الذكر الجماعي:أما الخلاف الوحيد فهو أن يجتمع قوم على ذكر محدد يرددونه فيما بينهم في صوت واحد،أكثر العلماء أجازوا الاجتماع على ذكر الله سبحانه وتعالى بحيث نكرر ذكرا معينا وبعض العلماء منعه.
قلت:فمن الخطأ الاستدلال على كل مسألة بالكثرة، فالأصل في المسائل العقائدية، الإتباع والدليل، لا بكثرة من قال بها.
فعن أبي البختري قال: أخبر رجل ابن مسعود رضي الله عنه أن قوماً يجلسون في المسجد ـ في الكوفة ـ بعد المغرب، فيهم رجل يقول: كبروا الله كذا، وسبحوا الله كذا وكذا، واحمدوه كذا وكذا. قال عبد الله: فإذا رأيتهم فعلوا ذلك فأتني، فأخبرني بمجلسهم. فلما جلسوا، أتاه الرجل، فأخبره. فجاء عبد الله بن مسعود، فقال: والذي لا إله إلا غيره، لقد جئتم ببدعة ظلماً، أو قد فضلتم أصحاب محمد علماً. فقال عمرو بن عتبة: نستغفر الله. فقال: (عليكم الطريق فالزموه، ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لتضلن ضلالاً بعيداً)
قلت:ففي هذا الأثر فصل النزاع،لمن يشرح صدره له،ولا يتعنت.(والحمدلله رب العالمين).

الأدلة واضحة

قلت: وقد أخطأ عبدالله نجيب حين قال عن الأوراد الصوفية:
إذا وجد الإنسان خيراً له في الالتزام بذكر معين فما المانع؟
قلت: وعزى فعل ذلك لبعض الصحابة والتابعين فأقول:
أولاً: قد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن نستن بسنة الصحابة، ونحن نعلم أن كل ما جاء عن الصحابة من أمور العقائد، له أصل من قول وفعل النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيه من بدع الناس أي شيء، لأنهم أشد الناس اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم، وأبعدهم عن البدع والمحدثات، وكذا تابعيهم.
فعلى من يزعم ذلك نلزمه بالدليل، فكم من متوهم ظن أن ما ذكره الصحابي، ـ ولم يجد له حديثا مسنداعن صلى الله عليه وسلم ـ، أن ذلك من اجتهاد الصحابي، والحق يجب أن يعلم ويفرّق بين: ما كان مبناه على التوقيف، وبين ما كان مبناه على الاجتهاد، لأن الصحابي لا يمكن أن يجعل ما كان مبناه على التوقيف، محط الاجتهاد والرأي،فهذا محال عليهم. وهذا من دقائق العلم التي قد تفوت الكثير.
وقد أخطأ عبدالله نجيب حين قال:حين أجاز الاحتفال بالمولد النبوي، والاحتفال بموالد الصالحين فقال:
الاحتفال بولادة النبي صلى الله عليه وسلم أمر مشروع وله أدلة كثيرة، وأنا أقول أنه مباح، بل إن بعض العلماء استحسنه...
قلت: وقوله هذا فيه تناقض في تحديد دلالات الألفاظ والاصطلاحات، فالمشروع يقصد به المستحب، فقوله أمر مشروع، يراد به الاستحباب، فكيف يقول بعد ذلك: وأنا أقول أنه مباح.؟!
ولو فرضنا أن المشروع بمعنى المباح،أي من باب قول القائل يشرع لك كذا أي يجوز فعله، فأين وجد عبدالله نجيب الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة وفعل الصحابة، أنها تأمر بالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.؟!، ونقول لعبدالله: وهل فات الصحابة رضوان الله عليهم، ذلك، وهم اشد الناس محبة وأجلالا واتباعا واقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.؟!
ولو سلمنا لك من باب الجدل ذلك، فأين وجدت من الأدلة الكثيرة جواز الاحتفال بمولد الصالحين، أهو القياس العقلي على مولد النبي صلى الله عليه وسلم.؟! فتقول: الدين لم يأمر بهذه الاحتفالات ولم يمنعها وبالتالي تبقى من المباحات التي ينظر إليها بمنظار شرعي للتأكد من انضباطها.؟!
وتقول: لو وجهنا هذه الموالد ورشدناها لكانت مناسبات طيبة لتجميع المحبين لهذا الرجل الصالح.!
قلت: لو كان ذلك الأمر فيه من الحق النزر اليسير، لوجدنا نبينا الكريم قد حث أمته عليه، ولبين لأمته مواضع قبور أنبياء الله عز وجل الذين هم من خيار البشر، لنحتفل عندها وحولها، ولأمر أمته وصلى الله عليه وسلم بالاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم، وهذا كله لم يكن، فدل ذلك على أنه من الأمور المحدثات المبتدعات.

المذهب الصوفي

ـ وهنا ملخص في الرد على يوسف الرفاعي:
قال يوسف الرفاعي: لا يوجد شيء اسمه العقيدة الصوفية أو المذهب الصوفي.
قلت: وهذا فيه من الخطأ البيّن، لأن الناس كلهم، يعلمون أن هناك من المذاهب التي تنتسب إلى الإسلام ما يسمى بـ(المذهب الصوفي)، كما أن هناك مذاهب شتى في الإسلام، حتى مذهب اهل السنة والجماعة ليسمى بذلك، فمن أنكر ذلك فقد أبعد النجعة، وأراد أن يضفي إلى مذهبه بعض الشمولية، وهذا لا يسعفه، لأن ذلك ليس فيه نكارة ـ أعني مجرد القول بأن هذا هو المذهب الفلاني ـ لا في اللغة ولا من جهة الاعتقاد ـ، إنما النكارة على ما يحويه هذا المذهب من حق أو باطل.
أما السؤال الذي عرض عليه بأنه: هل صحيح أن الصوفية تحقق مصالح الغرب...
قلت: فرد يوسف الرفاعي بأن هذا إدّعاء باطل ناتج من الغيرة والحسد.
أقول: من يريد أن يعرف صدق ما يذكر السلفيون، فعليه بالنظر في تاريخ الجبرتي، وما فعله الصوفية هناك وكيف كان حلفهم مع الفرنسيس في ذلك الوقت، يعلم صدق ما نقول، وأيضاً فليرى ما يقومون به الآن في العراق...وغيرها.
وقال يوسف الرفاعي: النفس تحب ان ترتاح وتطرب وتسلو، ولذلك هناك ميل نحو الأناشيد النبوية، والأصوات الجميلة،...
قلت: وأدعى أن من يحارب ذلك يلجئ الناس إلى الغناء المحرم، ثم قال:يا دعاة السلفية هل يسركم أن تجدوا ذلك الذي كان يحضر مجالس الذكر وبدعتموه ولم تقدموا البديل، أن يتجه...
قلت: يريد بأن يتجه إلى الغناء المحرم، وقال: السلفيون يسدون أبواب الخير على هؤلاء الناس الذين ارتكبوا ذنوبا بالنهار ثم يأتون ليلاً ليستغفروا ويصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم...
ونقول: يا رفاعي: وهل لا بد لكل أمر، قد حرمه الله على عباده،واختبرهم في مدى امتثالهم لأوامره واجتنابهم لنواهيه، أن نوجد له البديل.؟
فهل عندك بديل الربا.؟ وبديل الخمر.؟ وبديل النظر إلى الحرام.؟...إلى غير ذلك من المحرمات، إلا طاعة الله بما أمر، والكف عمّا نهى عنه وزجر.؟!
فدعوى البديل التي ظهرت وطلّت علينا في الآونة الأخيرة، لا مسوغ لها في الشرع ولا تصح، فنحن في هذه الدنيا للامتحان والاختبار، وزواجر الله ونواهيه لا بديل لها إلا الامتثال لأوامره (سبحانه وتعالى) بلزوم الطاعات، والكف عن المحرمات.
وأما دعوى ما أسماه الصوفية بالأناشيد، ونسبوه للنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أناشيد نبوية أو مدائح نبوية، أو أناشيد إسلامية، فكل ذلك من البدع المحدثة التي أحدثها من قلّ فهمهم في الدين، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير،فمن لم يكتف بالقرآن عن هذه البدع،فلا كفاه الله، أما ما كان من الشعر المباح ودواوين العرب، والاستعانة بالحداء في السفر وما فيه مشقة في سبيل الله، فذلك لا ينكره السلفيون.
وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: (تركت بالعراق شيئاً يقال له (التغبير)، أحدثه الزنادقة، ويصدُّون الناس عن القرآن".
وروى أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يقول: " التغبير محـدث " ـ ومنه قوم يغبرون بذكر الله، أي يهـللون ويرددون الصوت بالقراءة ونحوها ـ.
وقال أبو الحارث: سألت أبا عبد الله عن التغبير وقلت: إنه ترق عليه القلوب. فقال: " هو بدعــة " وروى غيره أنه كرهه، ونهى عن إسماعه.

ممارسات صوفية

وقول يوسف الرفاعي، حين سئُل عن ممارسات الصوفية من ضرب السلاح واستخدام النار...
قلت: فادعى أن الصوفية استعملوه لحاجة دعوة التتار إلى الإسلام، وقال:الوهابية يصفونها بالدجل، وأنا أقول لهم فلتفعلوا مثلها، ولكن يعجزون عن فعل مثلها وذكر بعض القصص، ولا نحتاج إلى ذكرها.
فنقول: أولاً، إنما تعبدنا الله بشريعة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، لا بشرائع وملل أخرى، وأيضاً لم يأمرنا الحق سبحانه وتعال بأن نتكلف في الدعوة له، وإحداث ما لم يشرعه ويأذن به سبحانه وتعالى، فكل ذلك الذي يقوم به أهل التصوف، من البدع المنكرة التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمر بها، ولم يفعلها أصحابه (رضوان الله عليهم)، وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي في الصحيحين من طريق عائشة رضي الله عنها قال:مَنْ عَمًلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهً أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّي.أي مردود على صاحبه.
فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فماذا تشق على الأمة يارفاعي وتكلفهم ما لم يكلفهم به الله.؟!
فنقول كما قال شيخ الإسلام رحمه الله:فليس لأحد الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ولا الخروج عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وفي لفظ آخرعنْ عَائًشَةَ رَضًيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:قَالَ رَسُولُ اللَّهً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهً وَسَلَّمَ مَنْ أَحْدَثَ فًي أَمْرًنَا هَذَا مَا لَيْسَ فًيهً فَهُوَ رَدّي. رواه البخاري وأهل السنن.
وثانياً:نذكر هنا طرفاً من قصة شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله): حين ناظر بعض الصوفية، نرد بها على من تحدى السلف فقال شيخ الإسلام ابن تيمية(رحمه الله):
... فقلت له ـ ورفعت صوتي وغضبت ـ: الباطن والظاهر والجالس والمدارس، والشريعة والحقائق، كل هذا مردود إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ليس لأحد الخروج عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا من المشايخ والفقراء، ولامن الملوك والأمراء، ولا من العلماء والقضاة وغيرهم، بل جميع الخلق عليهم طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وذكرت هذا ونحوه.
فقال ـ ورفع صوته ـ: نحن لنا الأحوال وكذا وكذا، وادعى الأحوال الخارقة» كالنار وغيرها، واختصاصهم بها، وأنهم يستحقون تسليم الحال إليهم لأجلها.
فقلت ـ ورفعت صوتي وغضبت ـ: أنا أخاطب كل أحمدي من مشرق الأرض إلى مغربها أي شيء فعلوه في النار فأنا أصنع مثل ما تصنعون، ومن احترق فهو مغلوب، وربما قلت: فعليه لعنة الله، ولكن بعد أن نغسل جسومنا بالخل والماء الحار، فسألني الأمراء والناس عن ذلك ؟ فقلت: لأن لهم حيلا في الاتصال بالنار يصنعونها من أشياء: من دهن الضفادع، وقشر النارنج، وحجر الطلق. فضج الناس بذلك، فأخذ يظهر القدرة على ذلك فقال: أنا وأنت نلف في بارية بعد أن تطلى جسومنا بالكبريت. فقلت: فقم، وأخذت أكرر عليه في القيام إلى ذلك، فمد يده يظهر خلع القميص فقلت: لا ! حتى تغتسل في الماء الحار والخل، فأظهر الوهم على عادتهم، فقال: من كان يحب الأمير فليحضر خشبًا أو قال: حزمة حطب. فقلت: هذا تطويل وتفريق للجمع، ولا يحصل به مقصود بل قنديل يوقد وأدخل أصبعي وأصبعك فيه بعد الغسل، ومن احترقت أصبعه فعليه لعنة الله، أو قلت: فهو مغلوب. فلما قلت ذلك تغير وذل. وذكر لي أن وجهه اصفرّ.
ثم قلت لهم: ومع هذا فلو دخلتم النار وخرجتم منها سالمين حقيقة، ولو طرتم في الهواء، ومشيتم على الماء، ولو فعلتم ما فعلتم لم يكن في ذلك مايدل على صحة ما تدعونه من مخالفة الشرع، ولا على إبطال الشرع، فإن الدجال الأكبر يقول للسماء: أمطري فتمطر، وللأرض: أنبتي فتنبت، وللخربة: أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها تتبعه، ويقتل رجلا ثم يمشي بين شقيه، ثم يقول له: قم فيقوم، ومع هذا فهو دجال كذاب ملعون، لعنه الله، ورفعت صوتي بذلك فكان لذلك وقع عظيم في القلوب.
وذكرت قول أبي يزيد البسطامي: لو رأيتم الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف وقوفه عند الأوامر والنواهي، وذكرت عن يونس بن عبد الأعلى أنه قال للشافعي: أتدري ما قال صاحبنا، يعني الليث بن سعد ؟ قال: لو رأيت صاحب هوى يمشي على الماء فلا تغتر به. فقال الشافعي: لقد قصر الليث لو رأيت صاحب هوى يطير في الهواء فلا تغتر به، وتكلمت في هذا ونحوه بكلام بعد عهدي به. ومشايخهم الكبار يتضرعون عند الأمير في طلب الصلح وجعلت ألح عليه في إظهار ما ادعوه من النار مرة بعد مرة وهم لا يجيبون، وقد اجتمع عامة مشايخهم الذين في البلد والفقراء المولهون منهم، وهم عدد كثير، والناس يضجون في الميدان، ويتكلمون بأشياء لا أضبطها.
فذكر بعض الحاضرين أن الناس قالوا مامضمونهفَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ فَغُلًبُواْ هُنَالًكَ وَانقَلَبُواْ صَاغًرًينَ) [الأعراف:118، 119]،وذكروا أيضًا أن هذا الشيخ يسمى عبد الله الكذاب، وأنه الذي قصدك مرة فأعطيته ثلاثين درهما، فقلت: ظهر لي حين أخذ الدراهم وذهب أنه ملبس، وكان قد حكى حكاية عن نفسه مضمونها أنه أدخل النار في لحيته قدام صاحب حماة، ولما فارقني وقع في قلبي أن لحيته مدهونة. وأنه دخل إلى الروم واستحوذ عليهم.أنظر كل ذلك وأكثر من عجائب الصوفية في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) مج11/ص 447،446، وما قبلها وما بعدها.

قلت:فيا رفاعي: هذه الحيل السحرية الشيطانية التي يستعملونها، إنها عند السلفيين مفضوحة مكشوفة، ويربأ ويبرأ السلفيون أهل السنة والجماعة أن يفعلوا مثلها، وهذا كله من الهرطقات والخرافات، ومن حيل الشيطان،وقد يكون مًن يفعل ذلك من هؤلاء، من يعد مع أعظم الفسّاق، ومنهم من لا يصلي أصلاً، ويزعم أنه قد بلغ مرتبة اليقين الصوفية التي من بلغها سقطت عنه جميع التكاليف.
فهل هؤلاء يصح أن تحاجج بهم أهل السنة والجماعة.؟!(لا حول ولا قوة إلا بالله)
الخلاصة: كثيراً ما نسمع بأن فلان الفلاني، قد خرج عن صمته بعد سنين طويلة، وصرح بأنه من الأشاعرة، أو من الصوفية...، وهذا يصدقه قول الشاعر حين قال:
مهما تكن في امرء من خليقة


إن خالها تخفى على الناس تعلم
وقول الآخر: من السهل أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، أو أن تخدع كل الناس بعض الوقت، ولكنّ من المحال أن تخدع كل الناس كل الوقت.
ولقد حذر السلفيون من سنين طويلة: بأن الشخص الفلاني من الصوفية، وفلان من الأشاعرة، لأدلة وأمارات تخفى على بعض من ليس له معرفة بحيلهم ومكائدهم، ولكن جوبه البعض من أصحابنا بالنكير، واتهامهم بالظلم والتجني، وهاهي الأيام يتجلى لنا البعض فيها ممن حذر أصحابنا منهم. والحمد لله رب العالمين.

تاريخ النشر: الاثنين 12/2/2007


http://www.alwatan.com.kw/default.as...5&mgdid=468113







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:48 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "