العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الـمـنـتـدى الــرمــــضـانـــي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-08, 05:03 PM   رقم المشاركة : 1
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


إتحاف أهل الايمان بدروس شهر رمضان لفضيلة الشيخ صالح الفوزان

المقدمة


الحمدلله الذي شرع لعباده صيام شهر رمضان وجعله أحد أركان الإسلام والصلاة والسلام على نبينا محمد أفضل من صلى وصام وعلى آله وأصحابه البررة الكرام ، وبعد ،

فهذه دروس تتضمن التذكير بفضائل هذا الشهر المبارك والحث على الجد والاجتهاد فيه ، واغتنام أيامه ولياليه مع الإشارة إلى بعض الأحكام الفقهية المتعلقة بالصيام والقيام ، قصدت بكتابتها تذكير نفسي وإخواني سائلا الله أن ينفع بها من كتبها ومن قرأها ومن سمعها من المسلمين وأن يغفر لي ما وقع فيها خطأ أو تقصيرا ...

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ...

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان

الدرس الأول في بيان متى فُرض صوم شهر رمضان على الأمة ؟

الحمد لله ذي الفضل والإنعام ، شرع الصيام لتطهير النفوس من الآثام ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، خير من صلى وصام ، وداوم على الخير واستقام ، وعلى آله وأصحابه زمن اقتدى به على الدوام ،

أما بعد قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " [البقرة 183]

والآيات بعدها ، فقد ذكر الله سبحانه في هذه الآيات الكريمة أنه كتب الصيام على هذه الأمة كما كتب على من قبلها من الأمم وكتب بمعنى فرض فالصيام مفروض على هذه الأمة وعلى الأمم قبلها .

قال بعض العلماء في تفسير هذه الآية : عبادة الصيام مكتوبة على الأنبياء وعلى أممهم من آدم إلى آخر الدهر .


وقد ذكر الله ذلك لأن الشيء الشاق إذا عم سهل فعله على النفوس وكانت طمأنينتها به أكثر . فالصيام إذا فريضة على جميع الأمم ، وإن اختلفت كيفيته ووقته ،


قال سعيد بن جبير كان صوم من قبلنا من العتمة إلى الليلة القابلة ، كما كان في ابتداء الاسلام ، وقال الحسن : كان صوم رمضان واجبا على اليهود ، لكنهم تركوه وصاموا يوما في السنة زعموا أنه يوم غرق فرعون وكذبوا في ذلك ، فإن ذلك اليوم يوم عاشوراء ،


وكان الصوم أيضا واجبا على النصارى لكنهم بعد أن صاموا زمانا طويلا صادفوا فيه الحر الشديد فكان يشق عليهم في أسفارهم ومعايشهم ، فاجتمع رأي علمائهم ورؤسائهم على أن يجعلوا صيامهم في فصل من السنة بين الشتاء والصيف فجعلوه في الربيع ، وحولوه إلى وقت لا يتغير ،


ثم قالوا عند التحويل زيدوا فيه عشرة أيام كفارة لما صنعوا ، فصار أربعين


وقوله تعالى " لعلكم تتقون " أي بسبب الصوم ،

فالصوم يسبب التقوى لما فيه من قهر النفس وكسر الشهوات ،

وقوله تعالى " فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن" قيل هي أيام من غير رمضان وكانت ثلاثة أيام ،

وقيل هي أيام رمضان ، لأنه بينها في الآية التي بعدها بقوله " شهر رمضان " .

قالوا وكانوا في أول الإسلام مخيرين بين الصوم والفدية لقوله تعالى " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم " [البقرة 184]

ثم نسخ التخيير بايجاب الصوم عينا بقوله " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " [البقرة 185] ،

وحكمة ذلك التدرج في التشريع والرفق بالأمة لأنهم لما لم يألفوا الصوم كان تعيينه عليهم ابتداء فيه مشقة ، فخيروا بينه وبين الفدية أولا ، ثم لما قوي يقينهم واطمأنت نفوسهم وألفوا الصوم وجب عليهم الصوم وحده ، ولهذا نظائر في شرائع الإسلام الشاقة ، فهي تشرع بالتدريج ،

لكن الصحيح أن الآية منسوخة في في حق القادر على الصيام ، وأما في حق العاجز عن الصيام لكبر أو مرض لا يرجى برؤه فالآية لم تنسخ في حقهم ، فلهم أن يفطروا ويطعموا عن كل يوم مسكينا ،

وليس عليهم قضاء .

أما غيرهم فالواجب عليهم الصوم ، فمن أفطر لمرض عارض أو سفر فإنه يجب عليه القضاء لقوله تعالى " فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر " [البقرة 185]

وقد فرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة وصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات وصار صوم رمضان حتما وركنا من أركان الإسلام من جحد وجوبه كفر ،

ومن أفطر من غير عذر وهو مقر بوجوبه فقد فعل ذنبا عظيما يجب تعزيره وردعه وعليه التوبة إلى الله ، وقضاء ما أفطر .


هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه







 
قديم 23-08-08, 07:40 PM   رقم المشاركة : 2
شموخ الدعوهـ
عضو فضي






شموخ الدعوهـ غير متصل

شموخ الدعوهـ is on a distinguished road


بارك الله فيك وحفظ الله لنا الشيخ صالح الفوزان







 
قديم 24-08-08, 03:09 PM   رقم المشاركة : 3
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


بارك الله فيك ...

-----------------------

الدرس الثاني

في بيان ما يثبت به دخول شهر رمضان المبارك

الحمد لله الذي جعل الأهلة مواقيت للناس ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان ـ أما بعد

قال الله تعالى " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " [البقرة 185] فقد أوجب الله سبحانه في هذه الآية على عباده صوم شهر رمضان كله من أوله إلى آخره ،


وأوله


يعرف بأحد أمرين

الأمر الأول رؤية هلاله

لما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له " [أخرجه البخاري رقم 1900، ومسلم رقم 1080/8] وروى الإمام أحمد والنسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه " [أخرجه البخاري رقم 1906 ، ومسلم رقم 1080/3، واللفظ لهما وفيه عندهما زيادة وهي الجملة الأخيرة في الحديث السابق وهي قوله "فإن غم عليكم فاقدروا له " كما في البخاري " فإن أغمى عليكم فاقدروا له " وهي عند مسلم ] ،

وروى الطبراني عن طلق بن علي رضي الله عنه : أن الله جعل هذه الأهلة مواقيت فإذا رأيتموه فصوموا وإذا وإذا رأيتموه فأفطروا " [ أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 8/397 رقم 8237] وروى الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما " جعل الله الأهلة مواقيت للناس فصوما لرؤيته وأفطروا لرؤيته " [أخرجه الحاكم في المستدرك 1/423 وأحمد في المسند 4/ 23 والدارقطني في سننه 2/163 وقال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي]

ففي هذه الأحاديث الشريفة تعليق وجوب صوم رمضان برؤية هلاله ،

والنهي عن الصوم بدون رؤية الهلال ، وأن الله جعل الأهلة مواقيت للناس بها بها يعرفون أوقات عبادتهم ومعاملاتهم ، كما قال تعالى " يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج " [البقرة 189]

وهذا من رحمة الله بعباده وتيسيره لهم ، حيث علق وجوب الصيام بأمر واضح وعلامة بارزة يرونها بأعينهم ، وليس من شرط ذلك أن يرى الهلال كل الناس بل إذا رآه بعضهم ولو كان شخصا واحدا لزم الناس كلهم الصيام .

قال ابن عباس : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني رأيت الهلال ، يعني هلال رمضان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أتشهد أن لا إله إلا الله " قال نعم ، قال : يا بلال أذن في الناس أن يصوموا غدا " رواه أبو داود .

وروى أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إني رأيته فصام وأمر الناس بصيامه " [أخرجه أبو داود رقم 2342]

الأمر الثاني

مما يثبت به دخول شهر رمضان إذا لم يُر الهلال إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما ، قال عليه الصلاة والسلام " فإن غم عليكم فاقدروا له " متفق عليه ، ومعنى "غم عليكم " أي إذا غطى الهلال شيء حال دون رؤيته ليلة الثلاثين من شعبان ـ من غيم أو قتر ، فقدروا عدد شهر شعبان تاما بأن تكملوه ثلاثين يوما ،


كما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر " فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين " متفق عليه ،


ومعنى هذا تحريم صوم يوم الشك وقد قال عمار بن ياسر رضي الله عنه " من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم " [أخرجه أبو داود رقم 2334 والترمذي 686 والنسائي 2190 وابن ماجه 1645 وقال أبو عيسى الترمذي حسن صحيح ]

فالواجب على المسلم اتباع ما جاء عن الله ورسوله في صيامه وفي عبادته كلها ، وقد حدد الله ورسوله معرفة دخول شهر رمضان بإحدى علامتين ظاهرتين يعرفهما العامي والمتعلم : رؤية الهلال أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما ،

فمن جاء بشيء يزعم أنه يجب به الصوم غير ما بينه الشارع فقد عصى الله ورسوله [وزاد على ما شرعه الله ورسوله وابتدع في الدين ماليس منه " وكل بدعة ضلالة " ] كالذي يقول إنه يجب العمل بالحساب الفلكي في دخول شهر رمضان ، هذا مع أن الحساب عرضة للخطأ وهو أمر خفي لا يعرفه كل أحد ،

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إني رأيت الناس في شهر صومهم وفي غيره أيضا منهم من يصغي إلى ما يقوله بعض الجهال أهل الحساب من أن الهلال يرى أو لا يرى ، ويبني على ذلك إما في باطنه وإما في باطنه وظاهره حتى بلغني أن من القضاة من كان يرد شهادة العدد من العدول لقول الحاسب الجاهل الكاذب أنه يرى أو لا يرى فيكون ممن كذّب بالحق لما جاءه ،

إلى أن قال فإنا نعلم بالاضطرار من دين الاسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الايلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يرى أو لا يرى لا يجوز ، والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة ، وقد أجمع المسلمون عليه ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلا ولا خلاف حديث ـ انتهى [فتاوى شيخ الاسلام 25 / 131 ، 132]


وفي هذا مشقة على الأمة وحرج ، وقد قال الله تعالى " وما جعل عليكم في الدين من حرج " [الحج 78]

فالواجب على المسلمين الاقتصار على ما شرعه الله ورسوله ، كما يجب على المسلمين الاقتصار على ما شرعه الله في غير شأن الهلال ، والتعاون على البر والتقوى ، والله ولي التوفيق .







 
قديم 27-08-08, 11:36 PM   رقم المشاركة : 4
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


الدرس الثالث

في فضائل شهر رمضان وما ينبغي أن يستقبل به


الحمد لله أهل علينا شهر الصيام ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، كانوا يفرحون بحلول شهر الصيام والقيام ، أما بعد

فإن الله سبحانه وتعالى اختص شهر رمضان من بين الشهور بفضائل عديدة ، وميزه بميزات كثيرة ، قال تعالى " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر " [البقرة 185]

ففي هذه الآية الكريمة ذكر الله لشهر رمضان ميزتين عظيمتين

الميزة الأولى إنزال القرآن فيه ، لأجل هداية الناس من الظلمات إلى النور وتبصيرهم بالحق من الباطل بهذا الكتاب العظيم ، المتضمن لما فيه صلاح البشرية وفلاحها ، وسعادتها في الدنيا والآخرة .

الميزة الثانية ايجاب صيامه على الأمة المحمدية حيث أمر الله بذلك في قوله " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " [البقرة 185]

وصيام رمضان هو أحد أركان الإسلام ، وفرض من فروض الله معلوم من الدين بالضرورة وإجماع المسلمين ، من أنكره فقد كفر ، فمن كان حاضرا صحيحا وجب عليه صوم الشهر أداء ، كما قال الله تعالى " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " [البقرة 185]

فتبين أنه لا مناص من صيام الشهر ، إما أداء وإما قضاء ، إلا في حق الهرم الكبير ، والمريض المزمن ـ اللذين لا يستطيعان الصيام قضاء ولا أداء فلهما حكم آخر سيأتي بيانه إن شاء الله .

ومن فضائل هذا الشهر ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة وغُلّقت أبواب النار وصُفدت الشياطين " [أخرجه البخاري 1898 ، 1899 ، ومسلم 1079]

فدل هذا الحديث على مزايا عظيمة لهذا الشهر المبارك

الأولى أنه تفتح فيه أبواب الجنة ، وذلك لكثرة الأعمال الصالحة التي تشرع فيه ، والتي تسبب دخول الجنة ، كما قال تعالى " ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون " [النحل 32] .

الثانية إغلاق أبواب النار في هذا الشهر ، وذلك لقلة المعاصي التي تسبب دخولها ، كما قال تعالى " فأما من طغى * وءاثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى " [النازعات 37 ـ 39 ]

وقال تعالى " ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا " [الجن : 23]

الثالثة أنه تصفد فيه الشياطين ، أي تغل وتوثق ، فلا تستطيع إغواء المسلمين وإغراءهم بالمعاصي ، وصرفهم عن العمل الصالح ، كما كانت تفعل في غير هذا الشهر ، ومنعها في هذا الشهر المبارك من مزاولة هذا العمل الخبيث إنما هو رحمة بالمسلمين لتتاح لهم الفرصة لفعل الخيرات وتكفير السيئات .

ومن فضائل هذا الشهر المبارك أنه تضاعف فيه الحسنات ، فروي أن النافلة تعدل فيه أجر الفريضة ، والفريضة تعدل فيه أجر سبعين فريضة ، ومن فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار ،

وكان له مثل أجر ذلك الصائم من غير أن ينقص من أجره شيء ، وكل هذه خيرات وبركات ونفحات تحل على المسلمين بحلول هذا الشهر المبارك ،

فينبغي للمسلم أن يستقبل هذا الشهر بالفرح والغبطة والسرور ويحمد الله على بلوغه ويسأله الإعانة على صيامه وتقديم الأعمال الصالحة فيه ، إنه شهر عظيم ، وموسم كريم ،

ووافد مبارك على الأمة الإسلامية ، نسأل الله أن يمنحنا من بركاته ونفحاته ..

إنه سميع مجيب ، والحمد لله رب العالمين ..







 
قديم 31-08-08, 12:02 PM   رقم المشاركة : 5
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


الدرس الرابع

الدرس الرابع بيان ما ينبغي أن تشغل به أوقات رمضان المبارك


الحمد لله على فضله وإحسانه ، تفضل علينا ببلوغ شهر رمضان ، ومكننا فيه من الأعمال الصالحة التي تقربنا إليه ، والصلاة والسلام على نبينا محمد كان أول سابق إلى الخيرات ، وعلى آله وأصحابه الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه ، أولئك هم المفلحون .. أما بعد

فأوصيكم ونفسي في هذا الشهر المبارك بتقوى الله ، وفي غيره من الشهور ، ولكن هذا الشهر له مزية خصه الله بها ، فهو موسم الخيرات ، وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله ببلوغ رمضان ، فكان يقول إذا دخل شهر رجب " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان " [ أخرجه البيهقي في شعب الايمان 7/398 رقم 3534 ، والبزار في مسنده 1/294ـ295 رقم 616 ـ كشف الأستار ، وأبو نعيم في الحلية 6/269، وابن عساكر كما في كنز العمال رقم 18049 وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم 4395 وكذا ضعفه محقق الشعب]

وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بقدومه ، ويبين لهم مزاياه ، فيقول " أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك "[فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتاكم رمضان شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم " أخرجه أحمد 2/230 ، 425 وعبد بن حميد في المنتخب رقم 1429 والنسائي 4 / 129] ،

ويحث أصحابه على الاجتهاد فيه بالأعمال الصالحة من فرائض ونوافل ، من صلوات وصدقات ، وبذل معروف وإحسان ، وصبر على طاعة الله ، وعمارة نهاره بالصيام ، وليله بالقيام ، وساعاته بتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل ،


فلا تضيعوه بالغفلة والإعراض كحال الأشقياء الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، فلا يستفيدون من مرور مواسم الخير ولا يعرفون لها حرمة ، ولا يقدرون لها قيمة ،


كثير من الناس لا يعرفون هذا الشهر إلا أنه شهر لتنويع المآكل والمشارب ، فيبالغون في إعطاء نفوسهم ما تشتهي ، ويكثرون من شراء الكماليات من الأطعمة والأشربة ، ومعلوم أن الإكثار من المآكل والمشارب يكسل عن الطاعة ، والمطلوب من المسلم أن يقلل من الطعام والشراب حتى ينشط للطاعة ،

وبعض من الناس لا يعرف شهر رمضان إلا أنه شهر النوم في النهار والسهر في الليل على ما لا فائدة فيه أو ما فيه مضرة ، فيسهر معظم ليله أو كله ثم ينام النهار حتى عن الصلوات المفروضة فلا يصلي مع الجماعة ولا في أوقات الصلاة ، وفئة من الناس تجلس على مائدة الإفطار تترك صلاة المغرب مع الجماعة ، هذه الفئات من الناس لا تعرف لشهر رمضان قيمة ، ولا تتورع عن انتهاك حرمته بالسهر الحرام ، وترك الواجبات ، وفعل المحرمات ،


وإلى جانب هؤلاء جماعة لا يعرفون شهر رمضان إلا أنه موسم للتجارة ، وعرض السلع وطلب الدنيا العاجلة ، فينشطون على البيع والشراء فيلازمون الأسواق ويهجرون المساجد ، وإن ذهبوا إلى المساجد فهم على عجل ومضض لا يستقرون فيها ، لأن قرة أعينهم في الأسواق ،

وصنف آخر من الناس لا يعرف شهر رمضان إلا أنه وقت للتسول في المساجد والشوارع فيمضي معظم أوقاته بين ذهاب وإياب وتجوال هنا وهناك وانتقال من بلد إلى بلد لجمع المال عن طريق السؤال ، وإظهار نفسه بمظهر المحتاج وهو غني ، وبمظهر المصاب في جسمه وهو سليم ، يجحد نعمة الله عليه بالغنى والصحة ، ويأخذ المال بغير حقه ، ويضيع وقته الغالي فيما هو مضرة عليه فما بقي لرمضان من مزية عند هذه الفئات .

عباد الله لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذا الشهر أكثر مما يجتهد في غيره ، وإن كان عليه الصلاة والسلام مجدا في العبادة في جميع أوقاته فكان يتفرغ في هذا الشهر من كثير من المشاغل التي هي في الحقيقة عبادة ، لكنه يتفرغ من العمل الفاضل لما هو أفضل منه ،

وكان السلف الصالح يقتدون به في ذلك فيخصون هذا الشهر بمزيد اهتمام ويتفرغون فيه للأعمال الصالحة ، ويعمرون ليله بالتهجد ونهاره بالصيام والذكر وتلاوة القرآن ، ويعمرون المساجد بذلك ، فلنقارن بين حالنا وحالهم وما هو مبلغ شعورنا بهذا الشهر ، ولنعلم أنه كما تضاعف فيه الحسنات فإنها تغلظ السيئات فيه وتعظم عقوبتها ، فلنتق الله سبحانه ونعظم حرماته "

ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه " [الحج 30] . وفق الله الجميع لصالح القول والعمل .

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم







 
قديم 02-09-08, 12:30 AM   رقم المشاركة : 6
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


الدرس الخامس : في بيان بداية الصيام اليومي ونهايته


الحمد لله رب العالمين حدد للعبادات مواقيت زمانية ومكانية تؤدى فيها ، وقد بينها لعباده أتم بيان والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه الذين تمسكوا بسنته واهتدوا بهديه .. أما بعد


فقد قال الله تعالى " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل " [البقرة 187] .


فقد حدد الله سبحانه في هذه الآية الكريمة بداية الصوم اليومي ونهايته بحدود واضحة يعرفها كل أحد ، فحد بدايته بطلوع الفجر الثاني ، وحد نهايته بغروب الشمس ، كما حدد بداية صوم الشهر بحد واضح يعرفه كل أحد ، وهو رؤية الهلال ، أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما ، وهكذا ديننا دين اليسر والسهولة " وما عليكم في الدين من حرج " [الحج 78] فلله الحمد والمنة ،


وهذا تخفيف من الله على عباده عما كان عليه الحال من قبل تمديد الصيام فترة أطول ، فقد روى البخاري عن البراء قال : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي ، وأن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما ، وفي رواية كات يعمل في النخيل بالنهار وكان صائما ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها : أعندك طعام ، قالت له : لا ولكن أنطلق فأطلب لك ، وكان يومه يعمل ، فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما رأته قالت : خيبة لك أنمت ؟ فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " [البقرة 187] ففرحوا فرحا شديدا ، ونزلت " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " [البقرة 187] [أخرجه البخاري رقم 1915]


وفي البخاري أيضا عن البراء قال : لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله ، وكان رجال يختانون أنفسهم ، فأنزل الله تعالى " علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب الله عليكم وعفا عنكم " [البقرة 187] ،[ أخرجه البخاري رقم 4508]


يقال خان واختان بمعنى ، أي تخونون أنفسكم بالمباشرة في ليالي الصوم ، فتاب عليكم أي قبل توبتكم مما حصل ، وعفا عنكم : فلم يؤاخذكم وسهل عليم ويسر لكم فأباح لكم النساء والطعام والشراب من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني ، وعند ذلك يبدأ الصائم بالامتناع عن هذه الأشياء وغيرها مما لا يجوز للصائم إلى غروب الشمس ، لقوله تعالى " ثم أتموا الصيام إلى الليل " [البقرة 187] و( إلى ) غاية إذا كان ما بعدها ليس من جنس ما قبلها فإنه لا يدخل فيه ، والليل ليس من جنس النهار فالصوم ينتهي عند بداية الليل بغروب الشمس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر الليل من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم " [أخرجه البخاري رقم 1954 ومسلم رقم 1100]


وبعض الناس يخالفون الوجه الشرعي في السحور والإفطار فطائفة من الناس أو كثير منهم يسهرون الليل ، فإذا كان آخر الليل وأرادوا النوم تسحروا قبل الفجر ، ثم ناموا وتركوا صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة ، فيرتكبون عدة أخطاء :


أولا : أنهم صاموا قبل وقت الصيام .


ثانيا : يتركون صلاة الفجر مع الجماعة .


ثالثا : يؤخرون الصلاة عن وقتها فلا يصلونها إلا بعدما يستيقظون ولو عند الظهر ،


والمبتدعة يؤخرون الإفطار عن غروب الشمس ولا يفطرون إلا عند اشتباك النجوم .


وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة


نسأل الله أن يرزقنا التمسك بالسنة ومجانبة البدعة وأهلها ، وصلى الله على محمد .







 
قديم 11-08-10, 02:50 PM   رقم المشاركة : 7
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


بمناسبة قدوم الشهر الكريم

نسأل الله ان يرزقنا صيامه وقيامه وأن يجعل جميع اعمالنا خالصة لوجهه الكريم







 
قديم 06-08-11, 07:06 AM   رقم المشاركة : 8
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


أخطاء في الصيام


للشيخ صالح بن فوزان الفوزان



بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل لعباده المؤمنين مواسم للخيرات يطهرهم فيها من الذنوب والسيئات فجعل الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اُجتنبت الكبائر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وسار على سنته إلى يوم القيامة وسلم تسليمًا كثيرًا.
يستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بعد أيام قلائل هي ما تبقى من شعبان يستقبلون شهر رمضان الذي جعله الله موسمًا للرحمة والغفران وفتح فيه أبواب الجنان وأغلق فيه أبواب النيران وصفد فيه كل مارد شيطان لأجل أن المسلمين يتزودون من الأعمال الصالحة ويتطهرون من ذنوبهم وسيئاتهم فهذا من رحمة الله جل وعلا بعباده ولطفه بهم وإحسانه إليهم.




أيها الإخوة إن شهر رمضان شهر عظيم موسم كريم والمسلم لا يفرح بطول العمر من أجل أن يجمع المال أو أن يبني القصور أو يجمع الأرصدة الضخمة من الأموال هذا شأن أهل الدنيا المغترون بها وإنما المؤمن يفرح بطول العمر ليدرك هذه المواسم العظيمة اليومية والأسبوعية والحولية ليدركها ليتدارك نفسه ويتزود من الخير للدار الآخرة هذا هو مهمة المؤمن من الحياة فإنه وإن جُمعت له الدنيا بحذافيرها ونال من لذاتها ومسراتها ما نال فإن ذلك عرض ذلك، وإنما الغنيمة كل الغنيمة والذخيرة كل الذخيرة هي ما يوفق الله به عبده لاغتنام مواسم الخير واغتنام عمره في طاعة الله سبحانه وتعالى.




إننا بعد أيام قلائل لمن له بقية من العمر بعد أيام قلائل نستقبل شهرًا عظيمًا كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر به أصحابه قبل قدومه ويرغبهم للأعمال الصالحة في هذا الشهر العظيم فينبغي لنا أن نحمد الله ونشكره إذا بلغنا هذا الشهر وأن يوفقنا لاغتنامه فيما ينفعنا عنده سبحانه وتعالى.





كثير من المسلمين اعتادوا أن يخرجوا زكاة أموالهم في شهر رمضان لأجل شرف الزمان ومضاعفة الأجر وهذا شيء طيب ونرجو الله لهم القبول ولكن قبل أن يزكوا أموالهم عليهم أن يزكوا أنفسهم وان يزكوا أبدانهم ثم يزكوا أموالهم.
أما زكاة النفس يكون بطاعة الله سبحانه وتعالى وترك معاصيه والزكاة معناها الطهارة أو من معانيها الطهارة فيطهر العبد نفسه من الذنوب والسيئات قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) [سورة الشمس:7- 10]، أفلح من زكى نفسه بالأعمال الصالحة وطهرها من الذنوب والسيئات بالتوبة والأعمال الصالحة هذا هو المفلح وأما من أهمل نفسه وضيعها وأعطاها ما تشتهي من الكسل والخمول ونيل الشهوات فهذا خاب (خَابَ مَن دَسَّاهَا) مع أنه يظن أنه يكرمها الإنسان عندما يعطي نفسه ما تشتهي ويطيعها فيما تأمره به يظن أنه زكاها في حين أنه دنسها ودساها أما إذا حملها على طاعة الله ومرضاته وترك محرماته فإنه هو الذي زكاها التزكية الصحيحة وطهرها من الذنوب والمعاصي ونماها بالطاعة، ومن معاني الزكاة أيضًا النماء فإذا نمى أعماله فقد زكاها فعلى الإنسان أن يهتم بتزكية نفسه وفي الحديث "اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها".
وأما الذي يمدح نفسه ويزكيها بالكذب فقد قال الله جل وعلا: (فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) [سورة النجم: 32]، لا تمدحوا أنفسكم وتعجبوا بأعمالكم هذا شيء نهى الله عنه وإنما تزكي نفسك بالأعمال الصالحة تشكر الله على ذلك وفي الحقيقة أن الله هو الذي زكاها حيث وفقك لتزكيتها بالأعمال الصالحة، قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) [سورة النساء: 49]، فعليك أيها المسلم أن تزكي نفسك بالأعمال الصالحة بأداء الفرائض واجتناب المحرمات والإكثار من الطاعات فرصتك في هذه الحياة الزائلة هذه هي التزكية المطلوبة للنفس، وأما التزكية بالمدح والتزكية بالثناء على النفس والإعجاب بالأعمال هذه تزكية باطلة وصاحبها خائب وخاسر (فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)، دل على أن التقوى هي الزكاة وأما غير التقوى فإنه ليس زكاة للنفس مهما ادعى الإنسان وأيضًا الإنسان لا يعجب بأعماله وهو لا يدري هل تقبلت أم لا، لا يدري هل هي خالصة لله أم لا، (بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ) فلا تعجب بأعمالك أو تستكثر أعمالك تدلي بها على الله جل وعلا، بل اعتبر نفسك مقصرًا مهما فعلت أنت مقصر ولا تدري هل تقبلت أم لا أدعو الله بالقبول (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [سورة المائدة: 27]. هذه تزكية النفس.






النوع الثاني: تزكية البدن وذلك بدفع زكاة الفطر بعد صيام رمضان صدقة الفطر زكاة الفطر وهي زكاة للبدن ولذلك تجب على كل مسلم غنيًا كان أو فقيرًا ذكرًا كان أو أنثى حرًا كان أو عبدًا لأنها زكاة للبدن هذا البدن الذي أعطاك الله إياه وركبه من أعضاء وقوى التركيب العجيب هذا يحتاج إلى زكاة فصدقة الفطر زكاة لهذا البدن وهي صاع من الطعام فرضه الله على كل مسلم عند نهاية شهر رمضان فليعتني المسلم بهذه الزكاة ويؤديها من كسب طيب ويؤديها للفقراء والمساكين في وقتها في وقت إخراجها هذه زكاة البدن.




والنوع الثالث زكاة المال وهذه إنما تجب على الأغنياء الذين عندهم أموال تبلغ النصاب فأكثر، قال تعالى: (فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ* لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) [سورة الذاريات:19]، والزكاة زكاة المال هي الركن الثالث من أركان الإسلام قرنها الله بالصلاة في مواضع كثيرة من كتابه فلا يأتي ذكر الصلاة في الغالب في القرآن إلا ومعه ذكر الزكاة لأهميتها وفائدتها وهي طهرة للمال وتنمية للمال. (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) أي ادعوا لهم (إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ). فهي طهرة (تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) ليست مغرمًا وإنما هي مغنم فالمؤمن يدي الزكاة على أنها مغنم أما المنافق فيؤديها على أنها مغرم ولا يعتقد أنها مغنم، (الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [سورة التوبة: 97-99]. فالمؤمن يفرح بأداء هذه الزكاة طيبة بها نفسه ويعتبرها مغنمًا ويعتبرها طهرة لنفسه طهرة لماله طهرة لأعماله فيؤديها راغبًا في ثوابها طامعًا في أجرها عند الله سبحانه وتعالى. هذه زكاة المال.





ليس المقصود أنك تدفع مبالغ من المال بدون أن تعتقد أنها ركن من أركان الإسلام وبدون أن تعتقد أنها بركة وأنها خير ونماء وطهارة لا بد من هذا حتى تكون هذه الزكاة واقعة موقعها ومفيدة، لا بد أيضًا أن تدفعها للأصناف التي حدد الله عددهم في كتابه ما تدفعها لأي أحد تدفعها للأصناف التي جعلها الله فيها فالله لم يكل الزكاة إلى رسوله ولم يكلها إلى أحد بل هو سبحانه تولى قسمتها بنفسه.





(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [سورة التوبة: 60]. ليس بلازم أنك تشمل هذه الأنواع الثمانية إذا أخرجتها لنوع واحد كفى هذا كأن تعطيها للفقراء المساكين هذا يكفي والحمد لله، لكن لا تخرج الزكاة على هذه الأصناف الثمانية لو دفعتها كلها في سبيل لله للغزاة والمجاهدين الذين ليس لهم راتب من الدولة المتطوعون يكفي هذا أيضًا يكفي أن تضعها في صنف واحد إذا كان هذا الصنف يستغرقها وكان محتاجًا إليها إلا إنك لا تخرج عن هذه الأصناف حتى في المشاريع الخيرية لا تصرف الزكاة فيها فلا تصرفها في بناء المساجد لا تصرفها في بناء المدارس لا تصرفها في بناء المستشفيات والمشاريع التي تنفع العموم من المسلمين لا توضع فيها الزكاة هذه تمول من التبرعات لا تُعطل مطلوبة لكن لا تمولها من الزكاة مولها من التبرع وصدقة التطوع. فهذه مصارف الزكاة.




فلو أنك أخرجتها كاملة لكن لم تتقيد بمصارفها فإنها لا تجزيك ولا تبرأ ذمتك كذلك لا بد من إحصاء المال بأن لا يبقى شيء منه لم تخرج زكاته فلا يكفي أنك تدفع مبلغًا مقطوعًا من باب التخمين وتقول هذا يكفي لا لازم من الحساب تحسب أموالك تحصيها تجردها ثم تخرج زكاتها كل شيء بمقداره الشرعي فالدراهم النقود هي ربع العشر، الخارج من الأرض إن كان يسقى بمؤونة نصف العشر وإن كان يسقى بدون مؤونة كالذي يشرب من الأنهار أو من الأمطار فهذا فيه العشر كاملاً، وإن كانت من المواشي الإبل البقر والغنم هذه لها مقادير بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وحددها فلا بد أن تعرف هذا وأن تُخرج زكاتها على الوجه المشروع وإن كانت الأموال التي عندك عروض تجارة سلع للبيع والشراء فإنك تقومها عند رأس الحول تجردها عند رأس الحول تجردها أولاً ثم تحصيها تحصي السلع التي عندك بالكامل ثم تقومها بما تساوي بالسعر الحاضر ثم تخرج ربع العشر من قيمتها المقدرة.






لا بد أن تفقه فقه الزكاة لأنها ركن من أركان الإسلام من أجل أن تبرأ ذمتك منها لأنها الركن الثالث من أركان الإسلام قرينة الصلاة في كتاب الله ولما منع قوم الزكاة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا ما ندفعها إلا للرسول ولما مات لا ندفعها لغيره فأبوا أن يدفعوها لخليفة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه عند ذلك جهز الجيوش لقتالهم قاتلهم حتى أدوها وخضعوا لحكم الإسلام.
فمن امتنع من إخراج الزكاة فإن كان امتناعه عن جحود لفرضيتها هو كافر بإجماع المسلمين أما إن كان امتناعه من أجل البخل منعها بخلاً فهذا تؤخذ منه قهرًا يأخذها ولي الأمر منه قهرًا لأنها حق للفقراء والمساكين حق واجب عليه فإن لم يمكن أخذها قهرًا وكان معه جنود وشوكة وغلبة فإن ولي أمر المسلمين يقاتله ويجهز الجيوش لقتاله كما فعل أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وأرضاه مما يدل على أهمية الزكاة ومكانتها في الإسلام، هذا ما يتعلق بالزكاة.







وأما ما يتعلق بمخالفة الصائمين أو مخالفة بعض المسلمين بما ينبغي في شهر رمضان، مخالفات كثيرة. من الناس الذين وفقهم الله من يعد العدة لشهرة رمضان بالأعمال الصالحة يستعد للصيام يستعد للقيام لقيام الليل يستعد لتلاوة القرآن يستعد لذكر الله يستعد للصدقات والإحسان إلى الفقراء والمساكين وهذا هو الموفق الذي عرف قدر الشهر وأدى واجبه ومن الناس من يستعد لشهر رمضان لشراء الحاجيات والكماليات وكأن شهر رمضان شهر الأكل والشهوات وليس شهر الصيام، المطلوب من المسلم أن يقلل الطعام والشراب في شهر رمضان من أجل أن ينشط على العبادة وعلى قيام الليل وعلى ذكر الله عز وجل لأن الإكثار من الطعام يكسل ويثقل الإنسان عن الطاعة، فلا تنبغي هذه المبالغات في شراء الكماليات المنوعة من الأطعمة والأشربة ينبغي أن يكون شهر رمضان أقل من غيره في شراء الحاجيات لأنه ليس شهر أكل وشرب وشهوات وإنما هو شهر الصيام والإقلال من الطعام فهذا ينبغي التنبه له، فبعض الناس لا يعرف شهر رمضان إلا أنه شهر الأكل والشرب وإعطاء النفس ما تشتهي والسهر بالليل والنوم بالنهار على أنه صائم يقول صائم وينام كل النهار حتى أنه يترك الصلوات الخمس في مواقيتها ومع الجماعة ولا يصليها إلا إذا استيقظ في آخر النهار أو عند الإفطار هذه خسارة عظيمة المطلوب منه أن ينشط في الطاعات المستحبة ويكثر منها فكيف يضيع الفرائض التي أوجبها الله عليه في شهر رمضان وينام بحجة أنه صائم نعم ينام لا بأس لكن ينام بقدر ينام نومًا لا يثقله عن طاعة الله ولا يغفل قلبه عن ذكر الله ولا يترك به الصلوات في مواقيتها مع الجماعة لا يترك تلاوة القرآن والذكر يجعل للنوم وقتًا ويجعل للطاعات وقتًا أكثر فهذا هو الموفق كذلك وهذا أسوأ وأشر الذين يعدون البرامج الملهية في وسائل الإعلام يعدون البرامج والمسلسلات والمضحكات والشرور لشهر رمضان أين حرمة الشهر أين قدر الشهر عند هؤلاء، وليت شرهم يقتصر عليهم بل إنهم يتعدى شرهم إلى المسلمين الذين يشاهدون هذه المسلسلات وهذه التمثيليات وهذه السواقط، فعلى المسلم أن يحذر من هؤلاء ولا يشغل وقته بهذه المسلسلات وهذه الملهيات والمغفلات يسهر عليها وتأخذ وقته تغفله عن ذكر الله (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) [سورة الكهف: 28]. نسأل الله العافية، هؤلاء حرموا أنفسهم وحرموا غيرهم وصاروا قدوة سيئة صدوا عن سبيل الله وانتهكوا الشهر بهذه المسلسلات والتمثيليات والمضحكات والترهات والمسابقات التي أغلبها من القمار مسابقات أغلبها قمار ضياع للأموال أكل للمال بالباطل ليشغلوا الناس يخسرون أموالهم ليشغلوا الناس، نسأل الله العافية. فعلينا أن نتنبه لهذه الأمور، كذلك مما ينبغي التنبيه عليه بيان آداب الصيام التي يخل بها كثير من الناس. آداب الصيام وذلك بأن يجعل السحور قبل طلوع الفجر ينتهي بطلوع الفجر بعض الناس يتسحر مبكرًا إذا أراد أن ينام يسهر أول الليل وإذا أراد أن ينام ملأ بطنه ثم نام يقول هذا سحور فيصوم قبل وقت الصيام ويقدم السحور قبل وقته، الله جل وعلا قال: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [سورة البقرة: 187]. فمن آداب الصيام تأخير السحور بحيث ينتهي عند طلوع الفجر، من الناس من إذا استيقظ وتنبه تسحر ولو كان الفجر قد طلع وقد يجامع زوجته أيضًا والفجر قد طلع فيكون صيامه باطلاً لأنه لم يصم الصوم الذي أمره الله به فلا أكل ولا شرب ولا جماع بعد طلوع الفجر (فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ)، فيؤخر السحور فيجعله قبيل طلوع الفجر عملاً بالسنة ويكون السحور مقويًا له على الصيام، أما إذا قدمه مبكرًا فإنه لن يعينه على الصيام مخالفة للسنة، ولننبه على مسألة حصلت ويدعو إليها بعد المتعالمين وهو أنهم يقولون: لا تصوموا على طلوع الفجر مع الآذان، الآذان خطأ، يخطئون المسلمين كلهم ويقولون ما بعد صار الفجر ويأكلون ويشربون بعد الناس ويؤخرون الصلاة بعد الناس وربما يجامعون زوجاتهم بعد الناس بعد ما يصوم الناس فهذا شذوذ ومخالفة لما عليه المسلمون، والمسلمون ولله الحمد واثقون من وقت صيامهم فلا يأتي أحد ويشكك في هذا الأمر ويقول للناس تأخروا ثلث ساعة عن صيام الناس والناس كلهم مخطئون إلا هذا فهو المصيب ولا حول ولا قوة إلا بالله. فلنحذر من هؤلاء.






كذلك من آداب الصيام تعجيل الإفطار عند غروب الشمس (ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ) والليل يبدأ عند غروب الشمس، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أقبل الليل من هاهنا"، يعني من المشرق، "وأدبر النهار من هاهنا"، يعني من جهة المغرب "وغابت الشمس فقد أفطر الصائم"، هذا وقت الإفطار إذا غربت الشمس وعلامة غروبها ما هو الغروب أنها تتواري وراء جبل ولا وراء عمارة لا الغروب علامته الصادقة أن يأتي الظلام من جهة المشرق فالتفت إلى المشرق فإذا رأيت ظلام الليل مقبلاً فقد غربت الشمس "إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم" علامة واضحة، هناك من المبتدعة من يؤخر الإفطار إلى ظلام الليل إلى أن تشتبك النجوم وهذا مخالفة للسنة. "أحب عباد الله إليه أعجلهم فطر" هؤلاء يخالفون السنة فلا يفطرون إلا إذا اشتبكت النجوم وأظلم الليل في منتصف ما بين العشاءين هذا فعل المبتدعة، المسلم يتقيد بالسنة التي أمر الله بها وأمر بها رسوله في الإفطار.




كذلك وهذه مسألة مهمة وكثر السؤال عنها وكثر الواقعون فيها وهي أنهم يعاشرون زوجاتهم وهم صائمون يعاشرونهن حتى ربما أنهم يقعون في الجماع، الصائم منهي عن الرفث وهو الجماع ودواعيه، يتجنب ما يسبب له الشهوة ويثير الشهوة مع زوجته فلا ينظر إليها نظر شهوة ولا يلمسها أو يقبلها تقبيل شهوة لأن هذا يوقعه في المحرم وهو الجماع فعليه أن يتجنب هذه الأمور. نعم كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل زوجاته وهو صائم لأنه كان مالكًا لإربه لا تثور شهوته صلى الله عليه وسلم، الذي يملك إربه ولا تثور شهوته لا بأس أن يقبل تقبيل عِشرة لا تقبيل شهوة إنما هو تقبيل مودة ولا تثور شهوته أما الشاب الذي تثور شهوته فإنه يتجنب الأسباب التي تفسد صيامه.




كذلك بعض الناس بل كثير من الناس يصومون عن الطعام والشراب وعن الجماع يصومون عن المفطرات الحسية لكنهم لا يصومون عن المفطرات المعنوية وهي الغيبة والنميمة والشتم وقول الزور وفي الحديث "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". فعلى المسلم أنه إذا صام عن الطعام والشراب أن يصوم أيضًا عن الغيبة وعن النميمة وعن الشتم والسباب، قال صلى الله عليه وسلم: "فإن سابه أحد أو شاتمه أحد فليقل إني صائم إني صائم" يذكر نفسه ويعلن ذلك بأن يمنع نفسه من الرد السيئ، هذا إذا كان يرد فكيف إذا كان هو البادي باللغو والنميمة وقول الزور فهذا أمر أشد، فعلى المسلم أنه يصون صيامه عما يخل به ويلزم طاعة الله وذكر الله وتلاوة القرآن والمحافظة على الصلوات مع الجماعة في وقتها حتى يكونوا صومهم صومًا صحيحًا تامًا ولا يخرقه بالغيبة والنميمة والسباب والشتم وقول الزور وغير ذلك من آفات اللسان.






كذلك يصون صيامه عن الاستماع للمحرمات الاستماع للغيبة الاستماع للنميمة الاستماع للأغاني والمزامير من الإذاعات ووسائل الإعلام أو من غيرها من آلات اللهو، يصون سمعه من سماع الأغاني والمزامير ومن سماع الغيبة والنميمة وكل سماع محرم.







كذلك يصون بصره يغض بصره عن النظر إلى الحرام فلا ينظر إلى النساء المتبرجات سواءً في الأسواق أو في الشاشات في التلفزيون والفضائيات فيها نساء كاسيات عاريات متبرجات مائلات مميلات تعرض في شاشات التلفاز والفضائيات فعلى المسلم أن يتجنبها دائمًا، وفي حالة الصيام يكون هذا أشد فيصون لسانه ويصون نظره ويصون سمعه عما حرم الله سبحانه وتعالى فليس الصيام هو مجرد ترك الطعام والشراب والجماع هذا صوم هيّن ولكن الصوم الصعب أن يصون لسانه وأن يصون نظره وأن يصون سمعه هذا هو الصوم الصعب لأن كثير من الناس ما يقدر يصوم لسانه ولا يقدر يصوم سمعه ولا بصره ولا حول ولا قوة إلا بالله هو يقدر يترك الطعام والشراب ولكن ما يقدر يترك الغيبة والنميمة ولا يقدر يترك النظر المحرم وكذلك النظر إلى الصور الماجنة في الصحف والمجلات لا يتصفحها وينظر إليها لا يجوز هذا دائمًا وهو من الصائم أشد.






فعلى المسلم أن يصون صيامه عما يبطله وعما ينقصه ويخل به حتى يكون صيامًا صحيحًا ولا يكون حظه من صيامه الجوع والعطش كما قال صلى الله عليه وسلم: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وربما قائم حظه من قيامه السهر" ليس له أجر في ذلك، يتعب ولا يؤجر بسبب منه هو لأنه لم يصن صيامه ولم يصن قيامه بما حرام الله سبحانه وتعالى، فعلينا أن نستعد لهذا الشهر بما يليق به كذلك على المسلم أن يكون دائمًا في طاعة الله وعبادته حافظًا على الفرائض تاركًا للمحرمات في رمضان وفي غيره لأن بعض الناس يجتهد في رمضان فإذا خرج رمضان انفلت وعاد إلى الأحوال السيئة هذا لا ينفعه رمضان لأنه بنيته أنه إذا خرج رمضان أنه يعود إلى ما كان من قبل من المعاصي والسيئات واللغو والغفلة فهذا لا ينفعه شهر رمضان لأن طاعة الله ليست مؤقتة بوقت ثم ينتهي –لا- وإنما طاعة الله دائمة، قال تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [سورة الحجر: 99]، يعني الموت. فلا ينتهي عمل المسلم إلا بالموت "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له".
أيها الإخوة يجب أن نعظم حرمات الله (وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ) [سورة الحج: 30]. (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) [سورة الحج: 32]، علينا أن نعظم شعائر الله في رمضان وفي غيره نسأل الله لنا ولكم التوفيق بالعلم النافع والعمل الصالح.





وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.






 
 

الكلمات الدلالية (Tags)
التراويح, الصيام, العيد, العشر الأواخر, الفوزان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:41 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "