دوره في خلافة الامام (ع ):
لا يـنـكر اي مؤرخ ان حجرا كان من الموالين للامام (ع ), وكانت هذه الموالاة سبب قتله ,باعتراف الـمـؤرخـيـن والـمترجمين لحجر, ولم يكن ولاؤه لاهداف مادية , بل كان عن وعي وبدافع الهي واسـلامـي , لانـه كان يرجو في ذلك الفوز بالجنة , وكان يرى في اتباع الامام (ع )وولائه , طريق الفلاح في الدنيا والاخرة , كما صرح حجر نفسه بذلك في الكثير من احاديثه ومواقفه , وتمثلت هذه الحقيقة في حياته وتضحياته في سبيل الولاء.
اذن فـولاؤه وتـشـيـعـه لا يـنكره احد. يقول ابن سعد: ((وكان ـحجرـ من اصحاب علي بن ابي طالب )) 1 .
ويـقـول ابـن حـجـر: ((وصـحـب عليا فكان من شيعته ))2 . ((وشهد حجر مع علي بن ابي طالب (ع ) الجمل وصفين فقتل في موالاة علي ))3 .
ولاجـل تـشـيـعـه وولائه الـراسـخ لـلامـام (ع ), سـاهـم فـي كـل الـمعارك التي اضطر اليها الامام (ع )لمواجهة المتمردين , من الناكثين والقاسطين والمارقين .
سيرة الامام (ع ) ومواقفه : والحديث عن الامام (ع ) وخلافته ذو شجون , فمنذ وفاة الرسول (ص ) كان البعض يرى في وجوده خـطرا يتهدد اطماعهم , ولا نريد ان ندخل في التفاصيل , فانها طويلة . وقد كتب علماؤنا والباحثون الـمـتـخصصون والمحققون في هذا الموضوع الكثير من الدراسات بما يلقي الضوء على الكثير من الـقـضـايـا الـتاريخية والعقائدية ويزيل التشويهات والتحريفات عنها, وتواجه الكثير من الشبهات والاعتراضات التي يوجهها البعض الى مدرسة اهل البيت :, ولسنا في مجال البحث عنها هنا, اذ تحتاج لـفرصة , ولدراسة واسعة , وانما نذكربعض النقاط مع التاكيد على القارى الكريم في مراجعة تلك الـكـتـب والـدراسـات الـتي كتبهاالباحثون المحققون ليتعرف على الاراء الصائبة في هذه القضايا, والـشـواهـد الـتاريخية على آرائهم , وقد اشرنا في الهامش الى بعض هذه الكتب . ونكتفي هنا بهذا العرض الموجز بمايتعلق بموضوع دراستنا.
ان الامام (ع ) بعد توليه الخلافة لم يدخل هذه الحروب الثلاثة , الجمل , وصفين , والنهروان مختارا, وانـما اضطرته الظروف القاهرة اليها, ففي فترة خلافته , بعد مطالبة الناس له بتقبل هذه الخلافة , حاول تطبيق الشريعة الاسلامية بكل قوة , فرد الحقوق والاموال المغتصبة الى اهلها, وعزل العمال المنحرفين السابقين , ولم يستجب لرغبات المنتفعين في خلافة عثمان , وعين من قبله عمالا وولاة , الـى غـير ذلك من الاصلاحات والاعمال التي تستهدف اعادة القسط والعدل للبلاد الاسلامية , ولكن اولـئك الذين ضربت مصالحهم , او كانوايشكلون عنصر تشويش و اضطراب بين المسلمين , والذين ارادوا مـن الامام (ع ) ان يستجيب لرغباتهم غير المشروعة , وحاولوا حرف الخلافة عن مسارها الاسـلامـي الـصـحـيـح , وبـعض الزعماء والافراد الذين حرضوا على الاطاحة بخلافة عثمان , والـذيـن كـانـوا يـحـلمون ببعض الامتيازات والمطامع , ادركوا انهم لن يتوصلوا الى اهدافهم في ظـل خـلافة الامام (ع ), فلم يسكتوا, بل تمردوا على هذا النظام الاسلامي العادل , ولكن لم يسفروا عن اهدافهم , بل تقنعوا ببعض الشعارات الزائفة , التي يعلمون هم انفسهم قبل غيرهم بانها لم تكن الا ستارا لاطماعهم , امثال الثار لعثمان , ودفعوا الامام (ع ) دفعا الى خوض هذه الحروب الداخلية , فهذه الحروب الداخلية الثلاث خاضها الامام (ع )لمواجهة المتمردين الذين ضربت مصالحهم , فتمردوا, مـن اجـل الوصول الى ماربهم الشخصية , او كانوا كالخوارج , يشكلون عنصر قلق وتشويش داخل الامـة الاسـلامـيـة حـيـث كانوا حجر عثرة في سبيل تحقيق الاهداف الاسلامية , وبذلك اضطر الامـام (ع )لـمـحـاربـتـهـم , حـتـى لا يـسقط الحكم الاسلامي بايدي هؤلاء الناكثين والقاسطين والمارقين ,وبذلك يكون قد ساعد على انحراف الحكم الاسلامي والمسلمين .
وقـد رفـع بـعـض البغاة المتمردين شعار الثار لقتل عثمان , ولكن , اين هذا مما صرح به بعض قادة الـمـتـمـرديـن انـفسهم , وكما يشهد به التاريخ , بما فيه التاريخ المعارض للامام (ع )والشيعة , بان الامـام (ع ) وان كان يستنكر على عثمان وحاشيته الكثير من مخالفاتهم وتصرفاتهم غير الشرعية , (حيث كان باستمرار يجهر بالحقيقة مرة بعد اخرى وقدحاول اسداء النصيحة لعثمان في العديد من المناسبات حتى ضاق به ذرعا, ولكنه لم يكن يرى ان علاج الامر بهذا الاسلوب الانفعالي العنيف هو الـطـريـقـة المثلى , وقد نقل عنه (ع )قوله في عثمان : انه استاثر فاساء الاثرة وجزعوا فاساؤوا الجزع )4 .
وقـد ذكـر الـطبري ان القوم حينما نزلوا ذا خشب يريدون قتل عثمان ان لم ينزع عمايكرهون , وعـلـم عـثمان ذلك جاء الى منزل علي (ع ) فقال : ((يابن عم , انه ليس له مترك .وان قرابتي قريبة , ولي حق عظيم عليك وقد جاء ما ترى من هؤلاء القوم وهم مصبحي وانا اعلم ان لك عند الناس قدرا وانـهم يسمعون منك , فانا احب ان تركب اليهم فتردهم عني ... فقال علي : علام اردهم ؟ قال : على ان اصير الى ما اشرت به علي ورايته لي ,ولست اخرج من يديك . فقال علي : اني قد كنت كلمتك مرة بعد مـرة فـكل ذلك نخرج فتكلم ونقول وتقول . (وفي نقل ابن ابي الحديد عن الطبري : فكل ذلك تخرج وتـقـول ,وتـعـد ثـم تـرجـع ) وذلـك كـلـه فـعل مروان بن الحكم وسعيد بن العاص وابن عامر ومعاوية اطعتهم وعصيتني ))5 .
وقد قام الامام (ع ) بعد ذلك بمحاولة تهدئة الثائرين , ولكن جاء مروان بعد ذلك فغير من راي عثمان .
وقـد قال الامام (ع ) في موضع آخر مخاطبا عثمان : ((واللّه اني لاكثر الناس ذبا عنك , ولكن كلما جئت بشي ء اظنه لك رضا, جاء مروان بغيره , فسمعت قوله وتركت قولي ))6 .
والملاحظ ان الامام (ع ) وان لم يكن معتقدا بشرعية هذه الخلافة او غيرها لاسباب معروفة , لانه هو الخليفة الحقيقي بنص الرسول (ص ) في احاديث كثيرة , ولما يملكه من خصائص تفوق الاخرين , يعترف بها الجميع , لذلك كان يؤكد ويطالب بحقه في مواقف واحاديث كثيرة , ولكنه (ع ) لاجل رعاية المصالح الاسلامية العليا, والحفاظ على كيان الاسلام ومعالمه ووجود المسلمين , ولعدم وجود العدد الـكـافي من المناصرين له لو طالب بحقه المغتصب , مع انحراف البعض وسكوت البعض الاخر تجاه اغـتـصـاب الـحـق , نـتيجة لمختلف اساليب الارهاب والاغراء والانحراف التي استخدمها البعض لاسـكـات الـمـسـلـمـيـن , لـم يتخذ المواقف المشددة منها, بل كان يقدم يد النصح كثيرا, لما فيه مصلحة الاسلام والمسلمين , مع استنكاره للكثير من الامور والحوادث آنذاك .
وقد ذكر الامام (ع ) موقفه , وموقف معاوية من عثمان في جوابه على رسالة معاوية اليه ((ثم ذكرت مـا كـان مـن امـري وامر عثمان , فلك ان تجاب عن هذه لرحمك منه , فاينا كان اعدى له واهدى الى مقاتله . ام من بذل له نصرته فاستقعده واستكفه , ام من استنصره فتراخى عنه وبث المنون اليه , حتى اتى قدره عليه . كلا واللّه (قد يعلم اللّه المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم الينا ولاياتون الباس الا قـليلا) وما كنت لاعتذر من اني كنت انقم عليه احداثا, فان كان الذنب اليه ارشادي وهدايتي له , فـرب مـلـوم لا ذنب له ((وقد يستفيدالظنة المتنصح )), وما اردت (الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا باللّه عليه توكلت واليه انيب )))7 .
وقد قدم الثائرون من مصر والكوفة والبصرة , وساعدهم بعض اهل المدينة استنكارالسياسة عثمان وعـمـالـه وتـصـرفاته , حيث استاثروا باموال المسلمين , وقرب عثمان اليه بني امية , وجعلهم من حـاشـيـتـه وعـمـالـه , وغيرها من الاعمال8 , وقد انكر على عثمان , الكثيرمن الصحابة وغـيـرهم , امثال الامام (ع ) وابي ذر وعمار وابن مسعود و حجر و غيرهم ,ولكن الحكم القائم لم يـبـال بـاستنكارهم ونصائحهم , واستمر في تصرفاته حتى انفجرت الثورة . وبالرغم من ان الحكم الـقائم قد استجاب لمتطلباتهم , حيث اعلن عن استجابته امام الراي العام , ولكنه كان من وراء الستار يـخطط للقضاء عليهم , والاستمرار في سياسته , وراسل عماله ان يمدوه بالعدة والعديد للقضاء على الـمـعـارضة , وبعد ان فشلت كل محاولات الامام (ع ) في اصلاح وتغيير سياسة الحكم القائم , وفي تـهـدئة الـثـائريـن ,تـراجـع عن موقفه لانه راى ان الحكم القائم يحاول ان يتخذه وسيلة لتمرير مـخـطـطـاتـه , حـتـى يسكت الثائرون مدة , ثم يجمع العدة والعديد وينقض عليهم , ثم يستمر في سـيـاسته9 ,وفي استيلاء بني امية وامثالهم على الملك , كما اعترف بذلك مروان بن الحكم , حـيـن خـاطـب الـجـمـاهـير الغاضبة , وكما جاء في تاريخ الطبري : ((فخرج مروان الى الباب , والناس يركب بعضهم بعضا, فقال : ما شانكم قد اجتمعتم ؟ كانكم جئتم لنهب . شاهت الوجوه .كل انسان آخـذ باذن صاحبه , الا من اريد؟ جئتم تريدون ان تنزعوا ملكنا من ايدينا؟,اخرجوا عنا, اما واللّه لـئن رمـتـمونا ليمرن عليكم منا امر لا يسركم , ولا تحمدوا غب رايكم . ارجعوا الى منازلكم , فانا واللّه مـا نحن مغلوبين على ما في ايدينا))10 , ولم يحاول النظام القائم تغيير واصلاح نفسه , رغم وعوده وعهوده11 .
فـالامـام (ع ) كـان مـوقـفـه مـن هـذه الثورة موقف المصلح واعادة الحكم القائم الى العمل بالتعاليم الاسـلامـية وما فيه مصلحة الاسلام والمسلمين , واتخاذ الطريقة المناسبة في مواجهته . اما اولئك الـذيـن طـالبوا بدم عثمان , فالتاريخ يشهد بانهم كانوا من اشد المحرضين على قتله , (وليس الدافع لامـثـال هؤلاء على التحريض والاستنكار هو الانتصار للحق والمظلومين , وانما من اجل الحصول عـلى بعض المكاسب الدنيوية )12 كما ظهر ذلك في مواقفهم بعد ذلك بل وقبل ذلك , فبعضهم كان يطمع بالخلافة , او بالتوصل لبعض المصالح ,كما تدل على ذلك الشواهد التاريخية المذكورة في موضعها.
فـعائشة مثلا, كانت تحرض على قتل عثمان , وكانت , كما ينقل التاريخ , (تشنع على عثمان ,وتحض عـليه , وتخرج راكبة بغلة رسول اللّه (ص ) ومعها قميصه , وتقول : هذا قميص رسول اللّه (ص ) ما بلي , وقد بلي دينه , اقتلوا نعثلا ـ اي عثمان ـ قتل اللّه نعثلا.
فـلما صار الامر الى علي كرهته , وعادت الى مكة , بعد ان كانت متوجهة الى المدينة ,ونادت : الا ان الخليفة قتل مظلوما فاطلبوا بدم عثمان )13 .
وامـا عـمـرو بن العاص فقد روى الطبري انه كان شديد التحريض والتاليب على عثمان ,فلما كان حـصر عثمان الاول خرج من المدينة الى ارض له بفلسطين , فبينا هو جالس في قصر له ومعه ابناه وسـلامة بن روح اذ مر بهم راكب , فناداه عمرو: (ما فعل الرجل ؟ يعني عثمان , فقال : قتل . قال : انا ابـو عبد اللّه , اذا حككت قرحة نكاتها, ان كنت لاحرض عليه ,حتى اني لاحرض عليه الراعي في غنمه في راس الجبل )14 .
وبعد ذلك حارب عليا مع معاوية طلبا بدم عثمان .
وكذلك يشهد التاريخ ان طلحة كان من المحرضين على عثمان15 , وكذلك معاوية , فحين طلب عثمان منه المعونة والمدد, تباطا معاوية فلم ينجده16 .
واما الزبير, فقد اقام في طريق مكة معتزلا الضجة , لئلا يشهد مقتل عثمان17 .
وهؤلاء هم الذين حاربوا الامام (ع ) ورفعوا شعار الطلب بدم عثمان , وقد دفعهم بغضهم للامام (ع ), وبـالاحـرى بـغضهم لعدالة علي , واصلاحاته , واعادة ما سلبوه من اموال وحقوق , وعدم استجابته لرغباتهم وحبهم للدنيا والسلطان , كل ذلك دفعهم لاستخدام مختلف الاساليب والمبررات والشعارات الـزائفـة , فـي سـبيل الوصول الى اهدافهم غيرالمشروعة , وليس قميص عثمان الا ستار لتغطية اهدافهم , وقد عبر عن هذه الحقيقة عمروبن العاص حين قال لعائشة بعد واقعة الجمل : ((لو ددت انـك كـنت قتلت يوم الجمل ,فقالت , ولم لا ابالك ؟ فقال : كنت تموتين باجلك وتدخلين الجنة , ونجعلك اكبر بالتشنيع في علي ))18 , وكان عمرو بن العاص ايضا يهدف بذلك الى رفع قميص عائشة لـتـحـريـك الناس ضد خلافة الامام (ع ), ولكن ربما اسعف الحظ عائشة , او انها كانت اذكى من ان تسقط في شراك هذه اللعبة .
اجـل . انهم لم ينقموا من ابي الحسن (ع ) الا عدالته , وصلابته في ذات اللّه , واقامة الاسلام .وحين عـزل الامـام (ع ) الـمـنـحرفين من عمال عثمان على البلدان الاسلامية ,طلب منه المغيرة بن شعبة استبقاء معاوية وآخرين على مناصبهم , بحجة اعتماد المداهنة السياسية معهم ,وبعد ذلك , حينما تثبت دعائم خلافته , يعزلهم , ولكن الامام (ع ) رفض ذلك , واجابه (واللّه لا ادهن في ديني , ولا اعطي الدني في امري ))19 .
وكان هدف المغيرة , وهو من دهاة العرب , والمعادين للامام (ع ), ومن طلاب الدنياوالمناصب , ظهر ذلـك بعد ان نصبه معاوية واليا على الكوفة , كان هدفه من ابقاء معاوية وسائر العمال , ان يستحكموا اكـثـر فـي بلدانهم , ويستخدموا قضية عثمان شعارا لاثارة غضب الامة وغير ذلك من الاغراض , فـكـان ابـقـاء عـمـال عـثمان مخالفا للسياسة الدنيوية ,مضافا الى كونه مخالفا للجانب الديني بسبب انحرافاتهم ومخالفاتهم السافرة للاسلام .
هـؤلاء وامثالهم هم الذين حاربوا الامام (ع ), وحرضوا عليه , وسبوه على المنابر, وفي امثالهم قال المتنبي :
واذا اتتك مذمتي من ناقص ----- فهي الشهادة لي باني كامل دور حجر في معارك الثلاث : قال في الدرجات الرفيعة : ((واخلاصه لامير المؤمنين اشهر من ان يذكر)), وقد ذكرنا ان حجرا كـان من الموالين للامام (ع ) وقد دفعه ولاؤه وايمانه الى خوض هذه المعارك , من اجل اقامة الحكم الاسـلامـي الـعـادل على الارض , الذي يمثله الامام (ع ), ودفاعا عن خلافته , فقد ذكر التاريخ انه شارك في المعارك الثلاث , الجمل , وصفين , والنهروان , ونذكرهنا بالتفصيل , دوره فيها: دوره في الجمل : قـال ابـن سـعـد فـي طـبقاته : ((وشهد حجر معه ـ اي الامام (ع ) ـ الجمل وصفين ))20 , وفي الاصابة : ((وانه شهد بعد ذلك الجمل وصفين ))21 .
ويـظهر من التاريخ انه لم يكن جنديا عاديا فيها, وانما كان مقاتلا اميرا, وقائدا لبعض الفرق , وهذه نـتـيجة حتمية لشخصيته , فانه كان من شيوخ الشيعة في الكوفة , وزعيما من زعماء كندة . فالتاريخ يـحـدث ان الامام الحسن (ع ) حينما قدم الكوفة قبل حرب الجمل داعيا اهلها لنصرة الامام (ع ), قام زعماء الكوفة الموالون لعلي (ع ), يحرضون الناس على الاستجابة لنصرته , ((وقام حجر بن عدي فـقـال : ايـهـا الـنـاس , اجيبوا امير المؤمنين , وانفرواخفافا وثقالا, مروا وانا اولكم , فاذعن الناس للمسير))22 .
ويظهر من هذا النص ان كلمته كانت مسموعة في اهل الكوفة .
وقـد قـاد جماعة من الكوفة ((فكان على مذحج والاشعريين حجر بن عدي ))23 خرج بهم الى وقعة الجمل .
وفـي الـكامل : ((وحدثونا ايضا: انه لما نفر الناس الى امير المؤمنين (ع ) نفر معهم حجر, وعقدله علي على مذحج والاشعريين , ورووا انه ارتجز يوم الجمل بهذا الرجز:
يا ربنا سلم لنا عليا ----- سلم لنا المبارك المضيا
المؤمن الموحد التقيا ----- لاخطل الراي ولا غويا
بل هاديا موفقا مهديا ----- واحفظه ربي واحفظ النبيا
فيه فقد كان له وليا ----- ثم ارتضاه بعده وصيا24 ويـظـهـر مـن هـذه الابـيـات الـشـعـريـة صدق ولائه وايمانه بامامة امير المؤمنين (ع ), وانه وصـي الـرسـول (ص ), وانـه يـمـثـل الاسـلام الاصيل , لا انه ايمان عشوائي , او ناتج عن طمع باغراض شخصية ودنيوية .
وذكـر فـي الـبـحـار: ((وكـان عـلـى الـجـنـاح ـ فـي معركة الجمل ـ زياد بن كعب , وحجر بن عدي ))25 .
التعلیقات
1- الطبقات ج 6 / ص 218.
2- الاصابة ج 1 / ص 313.
3- المستدرك ج3 / ص 470.
4- الحياة السياسية للامام الحسن (ع ) ص 143 حيث يتعرض الى موقف الامام امير المؤمنين (ع ) من عثمان ومن الثائرين عليه .
5- تاريخ الطبري ج 3 / ص 394, شرح نهج البلاغة ج 2 / ص 144.
6- شرح نهج البلاغة ج 2 / ص 148.
7- نهج البلاغة , تحقيق صبحي الصالح / ص 388, الرقم 29.
8- يـلاحـظ حـول هـذه الـتـصـرفات التي ادت الى الثورة , والى استنكار الكثير من الصحابة والـمـسـلـمـيـن ,الـكـثير من المصادر والكتب وخاصة الغدير, الجزء التاسع , ومعالم المدرستين وغيرهما.
9- الطبري ج 3 / ص 403.
10- الطبري ج 3 / ص 397, ابن مسكويه , تجارب الامم ج 1 / ص 285.
11- يلاحظ في رحاب ائمة اهل البيت ج 1 / ص 342.
12- الحياة السياسية للامام الحسن (ع ) ص 142.
13- الطبري ج 3 / ص 477.
14- الطبري ج 3 / ص 392.
15- الطبري ج 3 / ص 411, و لاحظ في رحاب ائمة اهل البيت : ج 1 / ص 346.
16- الـطـبـري ج 3 ص 402, ولاحـظ فـي رحـاب ائمـة اهل البيت : ج1 / ص 343. والحياة السياسيه للامام الحسن (ع ) ص 145.
17- الـطبري ج 3 / ص 422, ويراجع الغدير ج9 / ص 77, فقد ذكر اسماء واخبار الكثير من الناقمين والمحرضين على عثمان , ومنهم عائشة وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير ومعاوية , وانه لم يشذعن النقمة عليه الا اربعة .
18- في رحاب ائمة اهل البيت (ع ) ج2 / ص 58, نقلا عن كامل المبرد.
19- الطبري ج3 / ص 461.
20- الطبقات ج 6 / ص 218.
21- الاصابة ج 1 / ص 313.
22- الكامل لابن الثير ج 3 / ص 231.
23- الكامل / ص 232.
24- المصدر السابق , والبحار ج 38 / ص 22.
25- البحار ج 32 / ص 172.