العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-17, 07:26 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


كيف يُعذِّب المؤمن شيطانه

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كيف يُعذِّب المؤمن شيطانه
ففي مسند الإمام أحمد،عن أبي هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر)رواه أحمد،والترمذي،وحسنه الألباني،
ﻳﻨﻀﻲ،ﺃﻱ ﻳُﺘﻌﺐ ﺑﻌﻴﺮﻩ ﻭﻳُﻜدﻩ،ﻭﻳُﺮﻏﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ،
قال الإمام ابن القيم رحمه الله،ﻣﻌﻠﻘًﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ،
(ﻷﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻋﺘﺮﺿﻪ،ﺻَﺐَّ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﺎﻁ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻪ،ﻭﺍﻹﺳﺘﻐﻔﺎﺭ،ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ،فشيطانه
ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﺬﺍﺏٍ ﺷﺪﻳﺪ،وﻟﻴﺲ بمنزلة ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮ،ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺭﺍﺣﺔ ،ﻭﺩﻋﺔ،ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﻮﻳاً ﻋﺎﺗﻴﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً،
ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳُﻌذِّﺏ ﺷﻴﻄﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ،ﻭﺗﻮﺣﻴﺪﻩ،ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭﻩ،ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ،ﻋﺬَّﺑﻪ ﺷﻴﻄﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ،ﻓﻼ ﺑﺪّ ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺬﺏ ﺷﻴﻄﺎﻧَﻪ،ﺃﻭ ﻳﻌذُبه ﺷﻴﻄﺎنه،
وأشار بتعبيره،لينضي،دون يهلك،إلى أنه لا يتخلص أحد من شيطانه ما دام حياً،فإنه لا يزال يجاهد القلب وينازعه،والعبد لا يزال يجاهده مجاهدة لا آخر لها إلى الموت،
وقيل للحسن البصري أينام إبليس،فتبسم وقال،لو نام لوجدنا راحة،
وقال ابن القيم،ذكر الله يقمع الشيطان ويؤلمه ويؤذيه كالسياط والمقامع التي تؤذي من يضرب بها،
ولهذا يكون شيطان المؤمن هزيلاً ضئيلاً مضني،مما يعذبه ويقمعه به من ذكر الله وطاعته كما جاء في هذا الحديث،
لأنه كلما اعترضه صب عليه سياط الذكر والتوجه والاستغفار والطاعة،فشيطانه معه في عذاب شديد ليس بمنزلة شيطان الفاجر الذي هو معه في راحة ودعة ولهذا يكون قوياً عاتياً شديداً،
فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله تعالى،وتوحيده واستغفاره وطاعته،عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار ، فلا بد لكل أحد أن يعذب شيطانه أو يعذبه شيطانه،
وروى عبد الرزاق،عن ابن مسعود قال(إن شيطان المؤمن يلقى شيطان الكافر،فيرى شيطان المؤمن شاحباً أغبر مهزولاً فيقول له شيطان الكافر،مالك ويحك قد هلكت،فيقول شيطان المؤمن،لا والله ما أصل معه إلى شيء،إذا طعم ذكر اسم الله،وإذا شرب ذكر اسم الله،وإذا نام ذكر اسم الله،وإذا دخل بيته ذكر اسم الله،
فيقول الآخر،لكني آكل من طعامه،وأشرب من شرابه،وأنام على فراشه ، فهذا شاح وهذا مهزول)رواه الطبراني،بسند صحيح عن ابن مسعود،
فلابد من معرفة الأسلحة التي بها نحارب الشيطان،ونرد كيده في نحره،ونغزوه من حيث أراد غزونا،وأول أن نتيقن أمور ثلاثة،
أولها،أن الشيطان هو عدونا الأول،وأنه يجب علينا أن نتخذه عدواً،
والثاني،أنه يعمل على إضلالنا وإهلاكنا ويخوفنا بأولياءه،
والثالث،
أننا مطالبون بقتاله هو وحزبه وأولياءه،
قال تعالى(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)فاطر،
وقال تعالى(أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ،وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ،وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ)يـس،
والعهد هنا بمعنى الوصية،أي،ألم أوصكم وأبلغكم على ألسنة الرسل،أن لا تعبدوا الشيطان،ولا تطيعوه في معصيتي،لإنه ظاهر العداوة لكم،فقاتلوا أولياء الشيطان،
وقال تعالى(الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ،وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً)النساء،
أي،المؤمنون يقاتلون في طاعة الله ورضوانه،والكافرون يقاتلون في طاعة الشيطان ،
وعن بعض العلماء،قال،إِنِّي أَخَاف من النِّساء ما لا أَخاف الشيطان،فإِنه تعالى يقول(إِن كيد الشيطان كان ضعيفا)
وقال للنساء(إِن كيدكن عَظِيم)
والطريقة لمحاربة الشيطان،هي التحرز من شره،كالاستعاذة بالله من الشيطان،وذكر الله،وقراءة القرآن،واستخدام الرقية الشرعية ،والطهارة،والصلاة،والتحرز من فضول النظر،
ثم العمل على الوقاية منه في كل أمورنا،
من الإنس شياطين كما أنّ من الجن شياطين، لقد تكلم علماؤنا وقرروا بأن هناك شيطان جني، وهناك شيطان إنسي،حتى قال بعض أهل العلم،بأن الشيطان الإنسي أخطر من الشيطان الجني، وأكثر ضرراً، وأشد فتكاً،
ولذا فعلى المسلم أن يحذر هذا الشيطان أكثر، وأن يتعرف عليه أكثر، وأن يتفطن لطرقه وأساليبه أكثر، لكي يسلم من شره، وينجو من غوايته،و
كل من تعاون مع إبليس، وكان من جنوده في الإغواء، وتحبيذ المنكر والفحشاء،وصد الناس عن سبيل الله، فهو شيطان،

إن الشيطان من هذا النوع أشد من شيطنة إبليس،لأن إبليس قال(لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ،إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) ص،
والله تعالى قال في كتابه(فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)النحل،
ولم يقل استعذ من إبليس،لكثرة أجناس الشياطين وأنواعهم الذين يصدون عن سبيل الله،فما أكثر أعداء الرسل من شياطين الإنس،وهم أشد ضرراً من شياطين الجن،
إن ورثة إبليس من شياطين الإنس، الذين سلكوا طريقته في تغرير بني آدم، وإغوائهم على الشر وتحبيب الرذيلة، وهجر الفضيلة، وتحبيب خيانة الله،فأخبر عن هؤلاء الشياطين أن طبيعتهم الاستكبار والفخر، وطلب العلو في الأرض،هذا الشيطان يعادي الحق إذا صدر على غير يديه، إنه يأمر بالسوء على اختلاف أنواعه وأشكاله، ويحبب الفحشاء للناس بكل وسيلة،
لقد قرر علماؤنا بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس،والمحبب الرذيلة للناس بأي مصطلح،شيطان،والذي ينشر ما يخالف الملة الإبراهيمية، والشريعة المحمدية،شيطان،
فكن على حذر ويقظة مما يقذف إليك،واجعل كتاب الله،وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام،هما الميزان الذي تزن به كل شيء،
فإنه من شياطين الإنس،الذين هم أضر من ابليس أبي الجن وذريته،
نسأل الله أن يعيننا على شياطين الإنس والجن،واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا،وعن أيماننا وعن شمائلنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا،اللهم آمين.






 
قديم 04-01-17, 03:25 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 04-01-17, 06:55 AM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

بارك الله في حسناتك اخوي وجزاك ربي كل الخير






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:27 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "