العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-11-16, 07:01 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


نعمة المأوى

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعمة المأوى
أخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث(انه من بات أمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها)وفي رواية (من أصبح)
قوله،آمناً في سربه،في أهله وعياله،وفي بيته فهو آمن،اوينتهك عرضه،
حديث أنس رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه،

قال(الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي)رواه مسلم،
أحيانا لا ندرك قيمة النعم التي أنعم الله علينا بها ,فالشيطان والنفس دائماً ينسيانك نعم المولى عليك،حتى لا تشكر هذه النعم يقول عزوجل( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ،وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )سورة ابراهيم
ما إن يحل فصل الشتاء وتبدأ السماء تتلبد بالغمام وتنخفض درجة الحرارة ,يبدأ يحس الغني قبل الفقير ببرودة الجو،
ويتوفر هذا الغني على كل وسائل التدفئة في البيت ,فما بالك في فئة لا تملك لا بيت ولا ملابس دافئة ,ولا مدافئ حطبية أو كهربائية,فئة إلتحفت السماء وافترشت الأرض،
فمن بين النعم التي أنعم الله بها علينا نعمة المآوى فلا يحس بفقدان هذه النعمة إلا من يبيت في العراء ويلتحف السماء وخصوصاً في هذا البرد القارس،الذي يتسلل إلى الأجساد المكسوة باللباس الصوفي والبيوت الدافئة،فما بالك بمن يبيتون في العراء في هذه اليالي الشديدة البرودة،
وأنت عائد إلى بيتك في الليل ترى المساكين المشردين الذين يبحثون عن أماكن مهجورة تؤويهم فيفترشون قطع الكارتون كي يناموا عليها ويلتحفون أغطية قديمة ومقطعة إن وجدت,ومنهم من يشعل بعض النار بجانبه كي تدفئه من زمهرير هذا البرد القارس،
هل تفكرنا يوماً في نعمة المآوى التي أنعم الله علينا بها،و
هل حمدنا الله على هذه النعمة،
وأنت تضع جسدك على الفراش الدافئ هل أحسست بقيمة هذه النعمة،
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،إذا آوى إلى فراشه يقول (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا،فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي)رواه مسلم،
وستعلم حينها أن الله عزوجل،حين آواك فهو قد مَنَّ عليك بنعمة جليلة,ذلك لأن حياتك كانت ستصبح شديدة المرارة وأنت تتنقل هنا وهناك من دون هذه النعمة,برد يقرصك,وحر يكويك,ليلك كئيب ,
لا تتأفف من مأوىً مهما كان تافهاً بنظرك,ولا تكن لله إلا شاكراً له،وذلك كي يكرمك بأفضل منه,وتذكر أنك إن كنت في بيت ضيق فهناك من هو في خيمة,وأنك إن كنت في خيمة فهناك من هو في العراء,وإن وجدت كهفاً تحتمي فيه فهناك من هو تائه في رمال الصحراء،
قال النووي،فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي،أي لا راحم ولا عاطف عليه،ولا وطن له،ولا سكن يأوي إليه،
(وكفانا)أي،دفع عنا شر المؤذيات أو كفى مهماتنا وقضى حاجتنا،
(وآوانا )أي،رزقنا مساكن وهيأ لنا المأوى،
(ولامؤوي)أي،فكم شخص لا يكفيهم الله شر الأشرار ولا يهيء لهم مأوى،
والأمن من اعظم نعم الله على عباده بعد نعمة الإيمان والإسلام ، ولا يشعر بهذه النعمة إلا من فقدها ،
وقال المناوي رحمه الله،من جمع الله له بين عافية بدنه،وكفاف عيشه بقوت يومه،وسلامة أهله،فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا،لم يحصل على غيرها،فينبغي أن لا يستقبل يومه إلا بشكرها،بأن يصرفها في طاعة المنعم،لا في معصية،ولا يفتر عن ذكره،
روى الإمام الترمذي في سننه من حديث عبيد الله بن محصن(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا)
قوله،أصبح،
أي،أصبح في ذلك اليوم،أن المؤمن عليه ألا يحمل هم المستقبل، فإن أمره بيد الله، وهو الذي يدبر الأمور، ويقدر الأقدار، وعليه أن يحسن الظن بربه، ويتفاءل بالخير،
قوله،آمناً في سربه،
أي،في أهله وعياله، ومسكنه،والأمن من أعظم نعم الله على عباده بعد نعمة الإيمان والإسلام، ولا يشعر بهذه النعمة إلا من فقدها،
قوله،معافى في بدنه،
أي، صحيحاً سالماً من العلل والأسقام،
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول(اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام، ومن سيء الأسقام)صحيح مسلم،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم،يسأل ربه صباحاً ومساءً هذه العافية في دينه ودنياه ونفسه وأهله وماله،
وأمر أصحابه بذلك، روى الإمام أبوداود من حديث عبد الله بن عمر،رضي الله عنه،قال،لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح(اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي)صححه الألباني،في صحيح سنن أبي داود،
وروى الترمذي في سننه من حديث معاذ،قال،قام أبوبكر الصديق على المنبر، ثم بكى، فقال،قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول على المنبر ثم بكى، فقال(سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين خيرًا من العافية)
وكان ابن عمر،رضي الله عنه،كما في صحيح البخاري،يقول(إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك)
قوله،عنده قوت يومه،
أي،قدر ما يغديه ويعشيه، والطعام من نعم الله العظيمة،قال تعالى(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ،الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾قريش،
وكان عليه الصلاة والسلام يتعوذ بالله من الجوع،روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة،رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول(اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع)
صححه الألباني،
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم،يسأل ربه الكفاف، أي مقدار ما يكفيه،
روى البخاري،ومسلم،من حديث أبي هريرة،رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،كان يقول(اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً)
أن من اجتمعت له هذه الخصال الثلاث في يومه، فكأنما ملك الدنيا كلها،وقد اجتمع لكثير من الناس أضعاف أضعاف ما ذكر في هذا الحديث،ومع ذلك فهم منكرون لها، محتقرون ما هم فيه،فهم كما قال تعالى﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ) النحل،
وقال تعالى﴿أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾النحل،

ودواء هذا الداء أن ينظر المرء إلى من حرم هذه النعم، أو بعضها، كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم،في الحديث الذي رواه البخاري،ومسلم،من حديث أبي هريرة،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله)
قال ابن جرير وغيره،هذا حديث جامع لأنواع من الخير،لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها
ظهرت له نعمة الله تعالى عليه فشكرها وتواضع وفعل فيه الخير)صحيح مسلم،
روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنه،أن رجلاً سأله فقال،ألسنا من فقراء المهاجرين، فقال له عبد الله(ألك امرأة تأوي إليها،قال،نعم،قال،ألك مسكن تسكنه،قال،نعم،قال،فأنت من الأغنياء،قال،فإن لي خادماً،قال،فأنت من الملوك)

نسأل الله أن يكفينا ويأوينا،وأن يجعلنا من الشاكرين لنعمه،
اللهم آميــن.






 
قديم 01-01-17, 02:43 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 01-01-17, 03:19 PM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "