قال(الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي)رواه مسلم،
أحيانا لا ندرك قيمة النعم التي أنعم الله علينا بها ,فالشيطان والنفس دائماً ينسيانك نعم المولى عليك،حتى لا تشكر هذه النعم يقول عزوجل( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ،وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )سورة ابراهيم
ما إن يحل فصل الشتاء وتبدأ السماء تتلبد بالغمام وتنخفض درجة الحرارة ,يبدأ يحس الغني قبل الفقير ببرودة الجو،
ويتوفر هذا الغني على كل وسائل التدفئة في البيت ,فما بالك في فئة لا تملك لا بيت ولا ملابس دافئة ,ولا مدافئ حطبية أو كهربائية,فئة إلتحفت السماء وافترشت الأرض،
فمن بين النعم التي أنعم الله بها علينا نعمة المآوى فلا يحس بفقدان هذه النعمة إلا من يبيت في العراء ويلتحف السماء وخصوصاً في هذا البرد القارس،الذي يتسلل إلى الأجساد المكسوة باللباس الصوفي والبيوت الدافئة،فما بالك بمن يبيتون في العراء في هذه اليالي الشديدة البرودة،
وأنت عائد إلى بيتك في الليل ترى المساكين المشردين الذين يبحثون عن أماكن مهجورة تؤويهم فيفترشون قطع الكارتون كي يناموا عليها ويلتحفون أغطية قديمة ومقطعة إن وجدت,ومنهم من يشعل بعض النار بجانبه كي تدفئه من زمهرير هذا البرد القارس،
هل تفكرنا يوماً في نعمة المآوى التي أنعم الله علينا بها،و
هل حمدنا الله على هذه النعمة،
وأنت تضع جسدك على الفراش الدافئ هل أحسست بقيمة هذه النعمة،
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،إذا آوى إلى فراشه يقول (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا،فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي)رواه مسلم،
وستعلم حينها أن الله عزوجل،حين آواك فهو قد مَنَّ عليك بنعمة جليلة,ذلك لأن حياتك كانت ستصبح شديدة المرارة وأنت تتنقل هنا وهناك من دون هذه النعمة,برد يقرصك,وحر يكويك,ليلك كئيب ,
لا تتأفف من مأوىً مهما كان تافهاً بنظرك,ولا تكن لله إلا شاكراً له،وذلك كي يكرمك بأفضل منه,وتذكر أنك إن كنت في بيت ضيق فهناك من هو في خيمة,وأنك إن كنت في خيمة فهناك من هو في العراء,وإن وجدت كهفاً تحتمي فيه فهناك من هو تائه في رمال الصحراء،
قال النووي،فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي،أي لا راحم ولا عاطف عليه،ولا وطن له،ولا سكن يأوي إليه،
(وكفانا)أي،دفع عنا شر المؤذيات أو كفى مهماتنا وقضى حاجتنا،
(وآوانا )أي،رزقنا مساكن وهيأ لنا المأوى،