حضرة الأخ الأزهري
ما كان بودي أن تستعمل عبارة (ماسحي الأحذية) لأنها سوف تفتح على قومك بابا كبيرا يعرف الناس من مهنة مسح الأحذية التي بقوا يعملون بها طيلة نصف قرن.
أخي أزهري : هيا كابر واستخرج ما عندك فوالله لن تزداد بكبريائك إلا ذلا وفضيحة لقومك الذين تدافع عنهم.
أولا: هناك فرق كبير فيما طرحته:
فأنا أستطيع أن أنتقد حزب الاخوان المسلمين لأنهم حزب ولا أكون بذلك منتقدا لمذهب السلف.
بينما أنت مضطر للثناء على مذهب السلف الذي أفخر أنا بالانتماء اليه وإن أخطأ من أخطا ممن ينتسب إليه.
وأتحداك أن تعتبر نفسك خارجا عن المنهج الذي ننتسب نحن إليه أو أن تصرح بذلك أمام الآخرين.
ولكن أنتم تنفرون الناس من مذهب السلف وتجعلون أخطاء بعض الناس ذريعة لذلك.
مثلما أن النصراني يأتي برموز القاعدة وغيرهم ويجعلهم ذريعة للتنفير من الاسلام بالجملة.
منهج السلف الذي نفخر به وننتمي اليه ليس هو المسؤول عن أخطاء هؤلاء الاخوة.
بل إن محمد بن عبد الوهاب كان من أبعد الناس عن التكفير والغلو وكتبه مشتهرة بذلك. وهو في هذه المسائل عالة على ابن تيمية.
أما انتقاد القطبية والجماعة الاسلامية وغيرهم فهؤلاء كلهم قد خرجوا من عباءة الاخوان المسلمين.
وحتى الذين تنتقدهم من السلفيين فإن العديدين منهم قد تأثروا بمن خرجوا من عباءة جماعتكم.
أما من تصفهم بماسحي الأحذية (على حد قولك).
فوالله ما رأيت أعظم مسحا للأحذية من رجل وصف اليهود بخلاف ما وصفهم به القرآن. وكذب على الله زاعما أن الله أمرنا بمصافاة ومصادقة اليهود.
وما رأيت ماسحا للأحذية أعظم من قوم لا يزالون يمسحون أحذية الرافضة بالرغم من معرفتهم أنهم يعتقدون بكفر الشيخين وتحريف القرآن ومع ذلك فإنهم يشدون وطأتهم على من ينهاهم عن مسح أحذيتهم ويتهمونه بالفتنة وتفريق وحدة المسلمين وشق صفوفهم.
أولئك قوم آثروا مسح الأحذية لجهلهم بأولويات الدين وإرجاء العقيدة والتهوين من شأنها وتقديم الاتحاد مع الروافض وأعداء الدين على توحيد الله.
ما رأيت ماسحا للأحذية أعظم من قوم تآخوا مع فرعون وأبي جهل وقارون وهامان وقالوا: هم إخواننا في الانسانية.
وإذا أردت أن ترى نوذجا واضحا من مسح الأحذية فاقرأ ما قاله قومك عن الخميني لما توفي:
وقد أبرق الاخوان المسلمون على لسان رئيسهم حامد أبي النصر البلاغ التالي" الاخوان المسلمون يحتسبون عند الله فقيد الاسلام الامام الخميني، القائد الذي فجر الثورة الاسلامية ضد الطغاة، ويسألون الله له المغفرة والرحمة ويقدمون خالص العزاء لحكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية والشعب الايراني الكريم. إنا لله وإنا اليه راجعون "(مجلة الغرباء عدد 7 سنة 1989 تصدر في بريطانيا) (وانظر مجلة الامان 89/28 1994)
في كتاب " الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ "(1/409) تحدث محمود عبد الحليم أن حسن البنا حضر اجتماعا في مصر، ممثلا عن الحركة الإسلامية، وألقى كلمة قال فيها ما نصه .
أن خصومتنا لليهود ليست دينية ، لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم وقد أثنى عليهم ، وجعل بيننا وبينهم اتفاقا :"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن". (هذه المقالة ذكرها أيضا أحد كبار الإخوان القدامى، وهو عباس السيسي في كتابه " حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية" (ص288)
فهل أثنى الله على اليهود؟ وهل حضنا على مصادقتهم ومصافاتهم؟
ألست ترى التميع والتزلف واضحا في كلماته؟
نتابع:
قال " وليست حركة الإخوان المسلمين حركة طائفية موجهة ضد عقيدة من العقائد، أو دين من الأديان، ولا يكره الإخوان المسلمون الأجانب النزلاء في البلاد العربية والإسلامية ولا يضمرون لهم سوءا، حتى اليهود المواطنين لم يكن بيننا وبينهم إلا العلاقات الطيبة ".
وهذا الكلام نقله أيضا السيسي في كتابه " في قافلة الإخوان المسلمين "(1/262)
وفي كتاب" حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية" (ص163) نقل المؤلف عن حسن البنا مقالة تحدث فيها عن الواجبات المتحتمة على الصحافة الإسلامية ، فقال ما نصه :
"رابعا: تقرير هذه الحقيقة الجليلة الرائعة التي يتعامى عنها كثير من المغرضين ، ويحاولون إخفاءها أو تشويهها، وهي أن الإسلام الحنيف: لا يخاصم دينا، ولا يهضم عقيدة ، ولا يظلم غير المؤمنين به مثقال ذرة ، ولا تثمر تعاليمه حتى يسود بين أبناء الوطن الواحد الحب والوئام والتعاون والسلام مهما اختلفت نحلهم وتباينت معتقداتهم "
قال محمد الغزالي في كتابه (كيف نفهم الإسلام ص118) " ولقد رأيت أن أقوم بعمل إيجابي حاسم سدا لهذه الفجوة التي صنعتها الأوهام فرأيت أن تتولى وزارة الأوقاف ضم المذهب الفقهي للشيعة الإمامية إلى فقه المذاهب الأربعة".
,أجرت مجلة المجتمع مقالا مع الاستاذ محمد حامد ابي النصر. قال في المقالة " وموقفنا من إخواننا المسيحيين في مصر والعالم موقف واضح.. لهم ما لنا وعليهم ما علينا… وهم شركاء في الوطن الوكني الطويل.. والبر بهم والتعاون معهم على الخير فريضةفرائض اسلامية لا يملك مسلم أن يستخف بها… ومن غير ذلك غير ذلك فنحن برءاء ومنه ومما يقول ومما يفعل."
(مجلة المجتمع عدد 1149 ذو الحجة 1415 هـ).
ولا مانع من وجود حزب شيوعي في ظل الحكم الإسلامي أو أي أحزاب أخرى :
وفي ذلك يقول محمد حامد أبو النصر:" نحن نعتقد أن الحكم الإسلامي لا بد أن يسمح بتعدد الأحزاب السياسية لأنه كلما كثرت الآراء وتنوعت كلما كثرت الفائدة ، ونحن نعتقد أيضا أنه لا بد من أن يسمح الحكم الإسلامي حرية تشكيل الأحزاب حتى للتيارات التي قلت عنها أنها تصطدم بالإسلام كالشيوعية والعلمانية وعلى ذلك فلا مانع عندنا من إنشاء حزب شيوعي في دولة إسلامية "
ومن قبله قال الهضيمي :" الشيوعية لا تقاوم بالعنف والقوانين ولا مانع لدي من أن يكون لهم حزب ظاهر وإن الإسلام كفيل لضمان وسلامة الطرق التي تسلكها البلاد. (جريدة النور 24 ربيع أول 1407 ص 3 عبد العظيم رمضان :عبد الناصر وأزمة مارس مكتبة مدبولي 1975 ص 87 راجع أيضا سيف الإسلام البنا في المجتمع عدد 884 ـ 9 جمادي الأولى 1408 22م12م87 ص 21).
قال حامد ابو النصر في جريدة النور الصادرة في ربيع الأول 1407 هـ " لا مانع من وجود حزب علماني أو شيوعي في ظل الحكم الاسلامي ".
هل عرفت الآن من هم ماسحو الأحذية؟؟؟
أم تراك تريد المزيد؟؟؟
والله عندي من ذلك الكثير ولكني لم أنشر شيئا منه حتى الآن.
فالزم أدبك وتكلم بأخلاق وإلا :
فوالله نحن أصحاب الحجة، ونحن أصحاب الإنصاف.
ولا ينقصنا أن نتسلط عليك ونكشف عوار مذهبك بطريقة أدبية لا نخرج فيها عن المشروع.
وكنا لا نزال نتكلم معك بكل أدب وأنت لا تزال تتكلم باستعلاء وقلة أدب.
ونحن لا نقابل طريقتك بمثلها وبمستواها ولكن نرد عليك بما يليق بمستواك مع احتفاظنا بالمستوى العلمي الذي لا ننزل عنه.