العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الـمـنـتـدى الــرمــــضـانـــي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-15, 04:37 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


عبودية الصائمين

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبودية الصائمين
لا يفهم الصلة بين العبد وربه إلا من عرف صفة العبد وفقره وحاجته،
وعرف صفات الرب جل جلاله، تلك الصفات العلى،
إنها صلة غريبة فريدة لا نظير لها ولا مثال،
قال الإمام ابن القيم،رحمه الله،
فاعلم أن سر العبودية وغايتها وحكمتها، إنما يطلع عليها من عرف صفات الرب،سبحانه،ولم يعطلها،
وعرف معنى الإلهية وحقيقتها، ومعنى كونه إلهًا، بل الإله الحق وكل إله سواه فباطل،وأن حقيقة الإلهية لا تنبغي إلا له،
والعبد الذي ذلل جوارحه لطاعة ربه وسيرها للسير في مدارات مستحباته، وأشربها الرضا به ربا وبرسوله خاتماً وبكتابه دستوراً،ليجد حلاوة الإيمان في كل سكنة وحركة وفي كل لمحة ونفحة،
وفي الحديث الصحيحِ عن النبي صلى اللَه عليه وسلم،قال(ذاق حلاوة الإيمان من رضي بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالقرآن كتاباً منزلاً)

ومن هنا حرص الصالحون دائماً على تقوية تلك الصلة بينهم وبين خالقهم،
إذا تأمل العبد في ذلك احتاج أن يكون في خضوع دائم، وركوع وسجود لا انقطاع لهما، ومناجاة ودعاء لا نهاية لهما أمام ذاك الرب الكريم، لا إله إلا هو الذي أعطاه من كل ما سأل بلسان الحال(وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)
عبودية الصيام،تغمرنا في أيام الصوم ثلاثة معان،
أولها،أن الصيام شرع لنا فيه من الأعمال الصالحة ما يكون سبباً في تكفير ذنوبنا ورفعة درجاتنا،
وثانيها،
أن الله تعالى،فيه يوفق إلى العمل الصالح ولولا معونة الله وتوفيقه لما تيسرت لنا الصالحات،
وثالثها،
أن الله أعد فضلاً منه،الأجر المضاعف على الأعمال الذي يصل بالناس إلى يوم منتهاه،العتق من العذاب،
وفي عبودية الصيام صار العابدون
قسمين،
أولهما،من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله تعالى،يرجو عنده عوض ذلك في الجنة فهذا قد تاجر مع الله،والله لا يضيع أجر العاملين،
من حديث ابنِ عمَر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم،قال(إنك لن تدع شيئاً اتقاء لله إلا أتاك الله خير منه)أخرجه الإِمام أحمد،
وأما الثانية،فهي طبقة من يصوم في الدنيا عما سوى مرضات الله فيحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه، فتدبر في ذلك المعنى واستحضر الحديث الرباني له،صلى الله عليه وسلم،إذ يقول(إن للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه)متفق عليه،
عبودية منع الاغترار،بعض الناس إذا فعل بعض الطاعات والقربات في أيام معدودات اطمأن لعمله وركن إليه وارتاحت نفسه لطاعاته ورضي بما يقدم لله، بل تولد عنده شعور أنه أدى حق الله عليه، وقد يجره هذا الشعور إلى الإعجاب بعمله والسرور والغرور به،
نعم الصالحات تسعد أهل الإيمان، ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو صالح، وقلب المؤمنين يفرح بالثواب،ولكننا نحذر من الاغترار بالعمل، أن تعجبك عبادتك، والصالحون لا يفعلون ذلك؛ لأن الصالحين دائمًا يشفقون من ربهم ويخافون ألا يقبل منهم أعمالهم، ولا يأمنون على أعمالهم أن يكون قد شابها ما يردها عند الله فلا يقبلها سبحانه،قال الله،سبحانه﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾المؤمنون،
قالت عائشة،رضي الله عنها،سألت رسول الله عن هذه الآية فقلت،أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون،فقال(لا يا ابنة الصديق،ولكنهم الذين يصومون،ويصلون،ويتصدقون،ويخافون ألا يتقبل منهم)أخرجه الترمذي،
قال الإمام ابن القيم،رحمه الله،أرباب العزائم والبصائر أشد ما يكونون استغفاراً عقيب الطاعات لشهودهم تقصيرهم فيها وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه،
قال تعالى﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾آل عمران،
قال الحسن،مدوا صلاتهم إلى السحر ثم جلسوا يستغفرون الله،عز وجل،
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم(كان إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثًا) رواه مسلم،






 
قديم 17-05-17, 03:12 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:33 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "