العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-01-13, 03:22 PM   رقم المشاركة : 1
منذر الفتاح
عضو







منذر الفتاح غير متصل

منذر الفتاح is on a distinguished road


الدون كيشوتِّيُّون

الدون كيشوتِّيُّون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


الدون كيشوتِّيُّون





الدون كيشوتِّيُّون وعند البعض الدون كيشوطِّيُّون - يصعب لفظها، لكن إن قسمناها إلى ثلاثة أقسام يصبح اللفظ أسهل، اللقب (الدون)، الاسم (كيشوت)، وال (يُّون) للنسبة - نسبة إلى دون كيشوت أو دون كيشوط، هكذا اسمه بالعربي أما بالإسباني فهو الدون كيخوتة، بطل قصة الروائي الإسباني ميجيل دى سيرفانتس، صُنفت أدبياً من بين أربعة أعمال عالمية خالدة هي: الإلياذة لهوميروس، والكوميديا الإلهية لدانتي، وفاوست لغوتيه، ودون كيشوت لسرفانتس.

ومن لم يفهم الطلاسم أعلاه، يمكنه العودة إلى الفقرة ويعيد قراءتها من البداية، ونحن ننتظره هنا لنكمل سويا فنقول، نحن نتكلم عن دون كيشوت وهو " بورجوازي متوسط الحال، يعيش في إحدى قرى اسبانيا إبان القرن السادس عشر، لم يتزوج من كثرة قراءاته في كتب الفروسية، كاد يفقد عقله وينقطع ما بينه وبين الحياة الواقعية، ثم يبلغ به الهوس حدا يجعله بفكر في أن يعيد دور الفرسان الجوالين، وذلك بمحاكاتهم والسير على نهجهم حين يضربون في الأرض، ويخرجون لكي ينشروا العدل وينصروا الضعفاء، ويدافعوا عن الأرامل واليتامى والمساكين".*

عجيب أمر هذه الروايات العالمية كيف أصبحت روايات عالمية وروايات مختارة ؟! ليت أحدكم عنده الجواب فيخبرني؟ دلني صديق وأنا صغير على إحدى هذه الروايات واسمها " الجريمة والعقاب" للكاتب الروسي دوستويفسكي، ولا زلت اشتم ذلك اليوم الذي قرأت فيه تلك الرواية الملحمية لشدة ما سببت لي، حينها، من كآبة استمرت معي عدة أشهر، لا زلت أجد أثرها لغاية الآن، كلما اكتأبت أو حزنت.

روايات فلسفية تسبر معاني الخير والشر، وتغوص في أعماق النفس البشرية، تعيث فيها فسادا، وتعبث بها ذات اليمين وذات الشمال، تدمر ولا تبني، لأنها لم تستند إلى مرجع رباني في فهم النفس البشرية والقيم الإنسانية، فهي عندهم عالمية مختارة، وهي عندنا دونيَّة حائرة.

لا أعرف - كعادتي - لماذا شردت بعيدا عن صاحبنا دون كيشوت ؟ لا يهم، فالأكيد أن أغلبكم لم يقرأ الرواية مثلي، والأكيد أيضا أن بعضنا حضر فلم رسوم متحركة عنه، ذاك الفارس الإسباني الواهم الذي اتخذ الفلاح البسيط سانشو مساعدا له، وخاض معه معارك وهمية مع طواحين الهواء وقطعان الأغنام، يبني بعد كل معركة وهمية قصورا في الهواء، يتغنى بها مع الغلمة وربات البيوت في الحواري والطرقات، بينما سانشو الفلاح المسكين يتحمل تبعات هذه المعارك مع أصحاب الطواحين التي تمزقت مراوحها وأصحاب القطعان التي قُتلت خرافها، والآكد من ذلك كله، أننا كلنا رأينا (الدون كيشوتِّيُّون) الجدد ومعاركهم الوهمية.

لا بد للمعارك المقدسة، عبر التاريخ، من أهداف محددة وراية واضحة، عندها يمكننا أن نطلق عليها لفظ معركة، معركة المصحف أو معركة الشريعة أو أي اسم شئت، أما إن كان القاتل لا يعرف فيما قَتل، والمقتول لا يعرف فيما قُتل، فذلك هو العبث بعينه، والفتنة بقرنها.

ومن أعجب ما سمعت قبل أيام في خضم هذه المعركة (الدون كيشوتية)، تصريحات أحد المتحدثين الإسلاميين على المنصة في جامع الأزهر:" لقد تعلمنا إذا قال الشعب نعم أن نقول له سمعنا وأطعنا، وإذا قال الشعب لا أن نقول له سمعنا وأطعنا"، مكذبا قوله تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة:285)، وعندما سألت مذيعة قناة CNN الشهيرة كرستينا أمنبور رئيس الوزراء المصري هشام قنديل ( للعلم هو وزير سابق من الفلول أيضا مثل عمرو موسى) في مقابلة معه قبل أيام : "هل تريدون أن يكون الأمر في الدستور لله أم للناس ؟ أجاب الرئيس المبجل بكل وضوح وصراحة: بل نريده للناس ولا نريده لله". استهزاء بقوله تعالى( ... أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف:54)، ولا أدري هل بقي - رغم كثرة اللحى والأثواب القصيرة في الشوارع والميادين - لله نصيب فيما يحدث في مصر وفيما يُكُتب من دستورها.

إن كثرة القراءة في التاريخ الإسلامي المجيد يُشكل خطرا على (الدون كيشوتيون) عندما لا يأخذون بالأسباب التي تؤدي إلى هذا المجد التليد، من ثبات ووضوح وقوة وجهاد، يعودون بعد كل معركة بانتصارات وهمية يتغنون بها، ويُحمِّلون عامة الناس، كالفلاح المسكين سانشو، النتائج الكارثية.



ليتها كانت معركة شريعة من أول يوم، لكانت الدماء التي سالت، دماء نصرة الشريعة لا دماء نصرة الشرعية، والاستفتاء على رب العالمين، والدستور، والإعلان الرئاسي، وسخام البين.

لقد اقترح عليكم الشيخ أحمد العشوش من أول يوم المخرج، عندما قال لكم خذوا بيعة شرعية من الناس على تحكيم الشريعة، وخوضوا بهم الغمار، فأبيتم إلا الديمقراطية والدولة المدنية والانتخابات، فانقلب السحر عليكم في مصر وتونس، والمغرب عما قريب.

أيها الإخوان آن لكم أن تتنحُّوا ... وأخشى أنكم لن تتنحُّوا !
حزب النور آن لكم أن تتوبوا ... وأخاف عليكم أنكم لن تتوبوا !
آن لكم أن تعترفوا ... إن كان للاعتراف في قاموسكم معنى ؟
فسقوطكم في مصر يعني سقوطكم في كل مكان
والمكتوب من عنوانه قد قُرأ
أعلنوها معركة توحيد وشريعة ونحن من ورائكم
وها هو الشيخ أحمد العشوش يعطيكم المخرج عند كل منعطف وعند كل ورطة، فاستمعوا له
وإلا فاتركوا المعركة لأهل المعركة



وتذكروا قوله تعالى على لسان نبيه عليه السلام

"العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحداً منهما عذبته" (صححه الألباني)

فالأمر له وحده، وشرعه فوق الدستور وفوق الشعب واستفتاءاته

(وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) (الرعد:31)

* نص مقتبس من إيجاز للدكتور محمد عاطف عن الرواية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
م.غريب الإخوان
صفر1434
شبكة أنصار المجاهدين







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "