للأسف كثير من الناس يخطئون في الفهم والرد يكون حسب الفهم لذا يكون الرد قويا وتافها حسب الفهم
-----------------
العصمة
قبل العصمة هناك نص نضعه لكم وهو اختيار الله للأنبياء
هل هو اصطفاء من القدم ام تكليف بعد دون علم منه
ظاهر هذا القول انه تكليف من الله للنبي بدون علم منه وهو عين البداء
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ:
هَذَا تَفْسِيرُ آيَاتٍ أَشْكَلَتْ حَتَّى لَا يُوجَدَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ كُتُبِ التَّفْسِيرِ إلَّا مَا هُوَ خَطَأٌ فِيهَا،
وَمِنْهَا قَوْلُهُ: {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا} الْآيَةُ وَمَا فِي مَعْنَاهَا. التَّحْقِيقُ: أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ إنَّمَا يَصْطَفِي لِرِسَالَتِهِ مَنْ كَانَ خِيَارَ قَوْمِهِ حَتَّى فِي النَّسَبِ كَمَا فِي حَدِيثِ هِرَقْلَ. وَمَنْ نَشَأَ بَيْنَ قَوْمٍ مُشْرِكِينَ جُهَّالٍ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ نَقْصٌ إذَا كَانَ عَلَى مِثْلِ دِينِهِمْ إذَا كَانَ مَعْرُوفًا بِالصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ وَفِعْلِ مَا يَعْرِفُونَ وُجُوبَهُ وَتَرْكِ مَا يَعْرِفُونَ قُبْحَهُ. قَالَ تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} فَلَمْ يَكُنْ هَؤُلَاءِ مُسْتَوْجِبِينَ الْعَذَابَ وَلَيْسَ فِي هَذَا مَا يُنَفِّرُ عَنْ الْقَبُولِ مِنْهُمْ؛ وَلِهَذَا لَمْ يَذْكُرْهُ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَادِحًا. وَقَدْ اتَّفَقُوا عَلَى جَوَازِ بَعْثَةِ رَسُولٍ لَا يَعْرِفُ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ قَبْلَهُ مِنْ النُّبُوَّةِ وَالشَّرَائِعِ وَأَنَّ مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِذَلِكَ بَعْدَ الرِّسَالَةِ فَهُوَ كَافِرٌ،
الكتاب: مجموع الفتاوى
المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: 728هـ)
المحقق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم
واضح المعنى ان الله هنا يختار الاشراف ولا يصطفي وكلامه واضح هذا قول الدهماء بالإضافة الى انتصاره للقبيح والحسن او التقبيح والتحسين نتكلم عنه في موضوع اخر
لا نتكلم عن البداء بل عن العصمة كيف دخلت
العصمة
القول بالعصمة هذا اساسه الاختلاف في فعل علي مع الخوارج واهل الجمل
لان علي هنا لم يقتل عائشة حين ظفر بها ولم يرض ان تؤخذ سبية وفي نفس الوقت الخوارج نهى عن اخذ سلبهم وقتل جريحهم ومطاردة الفارين منهم
بعد انتهاء الحرب بين علي ومعاوية صار هناك نقد لما فعله وبعد صلح الحسن صارت الدولة واحدة لكنمن كان مع معاوية مذهبهم لم يتغير وهو سب علي على المنابربخلاف شيعة علي فانهم صارت لهم مدرسة فكرية يبحثون ويناقشون افعاله هذه
انتهى الامر بهم الى فرق فرقة قالت بكفره هو حده وفرقة كفرته ومن معه ممن اشتركوا في هذه الحرب كمعاوية وعائشة وفرقة قالت انه معصوم في هذا وفرقة قالت بانه ارجاهم ليوم الاخرة وكل فرقة من هذه الفرق لم تكن منعزلة عن غيرها بمعنى ان هذه الافكار لم تكن محصنة او لنقل غرفة لها منفذ واحد تدخل منه ولا تخرج بل كانت هناك حرية للدخول والخروج فمثلا شيت بن ربعي من شيعة علي وفي نفس الوقت نجده من قتلة الحسين ثم نجده من طلاب دم الحسين مع المختار الثقفي ومثال اخر تجد المعتزلة يتشابهون مع الخوارج في مسألة ويتشابهون مع الشيعة في غيرها وهكذا
استمر جدل هؤلاء وانتشرت فرقهم بسبب تعدد مقالاتهم الا انهم فيالاصل واحد خوارج وشيعة ولكل فرقة فرق متعددة
الشيعة هنا من فرقهم المرجئة والقائلين بالعصمة ومنهم المعتزلة القائلين بالمنزلة بين المنزلتين هم اخذوا قول وسطا لايحكمون بكفر او ايمان لمرتكب الكبيرة خالف الخوارج الفرق الاخرى فيالعصمة ووافقهم الحشوية
انظر
وَأَمَّا مَا كَانَ مِنَ الْمَعَاصِي الْقَوْلِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ الَّتِي لَا دَلَالَةَ لِلْمُعْجِزَةِ عَلَى عِصْمَتِهِمْ عَنْهَا، فَمَا كَانَ مِنْهَا كُفْرًا فَلَا نَعْرِفُ خِلَافًا بَيْنَ أَرْبَابِ الشَّرَائِعِ فِي عِصْمَتِهِمْ عَنْهُ، إِلَّا مَا نُقِلَ عَنِ الْأَزَارِقَةِ (1) . مِنَ الْخَوَارِجِ أَنَّهُمْ قَالُوا بِجَوَازِ بَعْثَةِ نَبِيٍّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ يَكْفُرُ بَعْدَ نُبُوَّتِهِ، وَمَا نُقِلَ عَنِ الْفَضْلِيَّةِ (2) . مِنَ الْخَوَارِجِ أَنَّهُمْ قَضَوْا بِأَنَّ كُلَّ ذَنْبٍ يُوجَدُ فَهُوَ كُفْرٌ مَعَ تَجْوِيزِهِمْ صُدُورَ الذُّنُوبِ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ، فَكَانَتْ كُفْرًا.
وَأَمَّا مَا لَيْسَ بِكُفْرٍ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنَ الْكَبَائِرِ أَوْ لَيْسَ مِنْهَا.
فَإِنْ كَانَ مِنَ الْكَبَائِرِ فَقَدِ اتَّفَقَتِ الْأُمَّةُ سِوَى الْحَشْوِيَّةِ (3) . وَمَنْ جَوَّزَ الْكُفْرَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ عَلَى عِصْمَتِهِمْ عَنْ تَعَمُّدِهِ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ وَلَا تَأْوِيلٍ، وَإِنِ اخْتَلَفُوا فِي أَنَّ مُدْرِكَ الْعِصْمَةِ السَّمْعُ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ وَالْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَصْحَابِنَا، أَوِ الْعَقْلُ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْمُعْتَزِلَةُ.
الكتاب: التقرير والتحبير
المؤلف: أبو عبد الله، شمس الدين محمد بن محمد بن محمد المعروف بابن أمير حاج ويقال له ابن الموقت الحنفي (المتوفى: 879هـ)
والصحيح انهم لا يعترفون بعصمة الانبياء وكيف وهم اول من قال للرسول اعدل
المهم نحن في القائلين بالعصمة هؤلاء لما جادلهم من كفر عليا في فعله قالوا انه معصوم وهذه العصمة له لكونه وصي الرسول لا نبحث عن القول بالوصاية هنا فلا محل لها ونقد حديث الدار واسع وكثير انتقده لكن نتحدث عن العصمة هنا في الوصي
قال من كفره لو انه معصوما فلابد وان يكون غيره معصوما قال هؤلاء العصمة لا تكون الا للانبياء والاوصياء لاحظ هنا مفهوم العصمة ظهر على يد هؤلاء الشيعة وجعلوها لعلي خاصة ثم لما جادلهم مخالفيهم قالوا بعصمة الانبياء لكن عصمة علي افضل من عصمة الانبياء لان هؤلاء ربما بسبب ان لهم وحي من الله بخلاف الوصي ليس له وحي ثم جعلوا له وحيا وقبله كانوا يقولون لطف الهي وهكذا تطورت نظرية العصمة
اتى الدهماء كالعادة بعد ان ظهر مفهوم العصمة فقالوا به ولكن هذا المفهوم كان من دعى اليه هم الشيعة واخذه المعتزلة منهم ثم بعد مدة اتى السنة وقالوا بهذا لكن تخيل ان اهل السنة يناقشون العصمة التي اتى بها الشيعة ويقبلونها كمفهوم او مقالة متفق عليها ومرضي عنها ولا يعلمون ان هذه المقالة اصلا في علي انه معصوم
ثم لما قبل هؤلاء بالعصمة واجههم الرافضة بقولهم ان الانبياء والرسل والاوصياء معصومون قال السنة لا العصمة للانبياء فقط قالوا لهم هل زوجات الرسول محمد معصومات
يعني هل يمكن ان تصدر منهن او يرتكبن الفاحشة
قالوا لا قالت الشيعة نحن نقول بهذا يعني يمكن ان ترتكب زوجة النبي الفاحشة واستدلوا بالاية عن زوجات النبيين نوح ولوط ( فخانتاهما ) ثم استدل كل قوم بمقالته و قدم له دليل ولن نذكر ادلة كل قوم لكن نذكر ان القول بالعصمة قبله المعتزلة كما قلت لانهم اقرب للشيعة من الخوارج والسلفيات كلها مع الرافضة يقولون قولهم بان زوجات الانبياء غير معصومات
عند الحوار مع الرافضة والدهماء ينبغي التركيز على مفهوم العصمة كما دل عليه الشرع وهو عصمة المال والنفس والعرض لا كما قالته الرافضة بانه عصمة الوصي او كما ارادته السنة وهو عصمة الانبياء لان للناس ايضا عصمة هذه التي اكدها الشرع ونفاها هذا الطرفان لغرضه كما علمت بالاضافة الى التركيز على ان انبياء الله كلهم هم ممن اصطفاهم الله فهناك فرق بين مصطفى وبين معصوم فمعصوم الدم هو المسلم والمصطفى هو ممن اصطفاه الله مثل الانبياء ومريم لكن علي وفاطمة لم يصطفهم الله
الان عندما علمت ان الانبياء معصومون فهل تقول لهم بالعصمة تنبه هنا ان ممن اصطفاهم الله مريم بنت عمران ام موسى فهل تقول انها معصومة من الزنا
لا يوجد دليل وحملها لا يوجد دليل على انه ليس ابن زنا وحاشا الانبياء ان يكون هذا حالهم انما هو اصطفاء فقط وليس عصمة