العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الـمـنـتـدى الــرمــــضـانـــي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 28-06-16, 03:10 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


مضاعفة الجد، والمسارعة بلا توانٍ

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليلة القدر،فيها ليلة خير من الف شهر، تأتي لتحفزنا الى حسن العمل، ومضاعفة الجد، والمسارعة بلا توانٍ،
أما وقد غلب علينا التكاسل، وتقهقر الهمة،فالواجب الوعي، وحسن الادكار، وتأمل العاقبة،وأن الغفلة الدائمة، نذارة شؤم، ومقدمة ضياع،
ولذلك إذا طلت العشر الفضليات،وبلغك الله طيبها،وشممت عبقها، فلا تنصرف عنها، فيصرف نشاطك،وتبدد همتك،وتخسر دنيا وأخرى،
يروى أنه هلكت جارية في طاعون فرآها أبوها في المنام،فقال لها، يا بنيه أخبريني عن الآخره،فقالت،قدمنا على أمر عظيم،وقد كنا نعلم ولا نعمل،والله لتسبيحة واحده أو ركعة واحده في صحيفة عملي، أحب إلي من الدنيا وما فيها،
ولهذا يحب التنبيه هنا على أبرز أعمال العشر، وما ينبغي فيها من اهتمام وتقدير ومسارعة،فمنها،
الجد المضاعف،والذي هو ضد الكسل، وأخذ الأمور بحزم وقوة (خذوا ما آتيناكم بقوة) سورة البقرة،
فلا مكان للتغافل،وتمزيق الوقت، والانشغال بما لا جدوى، وهذا الذي أوضحته عائشة رضي الله عنها في الحديث المشهور(إذا دخل العشر،جد وشد المئزر،وأحيا ليله،وأيقظ أهله)
ولذلك يتنوع هذا الجد ذكراً وصلاة وصدقة ومعروفاً،
اعتزال المباحات،كالنساء، وهو ما عبرت عنه بشد المئزر،
وهذا يعني التفرغ الكامل للعبادة، وأن المباحات مشغلة، وصارفة عن لذائذ العشر، وترقب لؤلؤة الشهر الشريفة، ليلة القدر العظيمة، (ليلة القدر خير من ألف شهر)
قالت عائشة،رضيَ الله عنها( كان رسول الله،صَلَّى الله عليه وسَلَّم، يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره)
إحياء الليل،ليس بالسهر اللاهي، ولا الحديث البالي،ولكنه إحياء بالعبادة والصلاة وطول القيام وقراءة القرآن،
ولا يعرف سهره صلى الله عليه وسلم، إلا في هذه الليالي،على أنه قد قيل إن إحياء الليل كان لغالبه، وقد يتخلله نوم يسير وسحور،
إيقاظ الأهل،وهذه رسالة تربوية، إصلاحية، توكد عظم دور الأب والراعي في نصح أهله، وتربيتهم على الخير، وأنه مسئول عن ذلك،
وأنه يشرك أهله وبنيه في ذلك الفضل الكبير،قال علي بن أبي طالب،رضيَ الله عنه،كان رسول الله، صَلَّى الله عليه وسَلَّم،يوقظ أهله في العَشْر الأواخر من شهر رمضان،
الاعتكاف،والذي يورثك اليقين،وتزكو به النفس، وتتهذب الأخلاق، وهو جزء من الجد المضاعف، والاهتمام بالعشر الأواخر الفاضلات،
وقد كان يعتكف صلى الله عليه وسلم،كل سنة واعتكف أزواجه من بعده،
قال الإمام الزهري رحمة الله عليه( عجباً للمسلمين تركوا الإعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم،ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل )
وثمرة ذلك كله، تحري ليلة القدر، التي قال فيها عليه الصلاة والسلام( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)أخرجاه البخاري ومسلم،
وفيهما(من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) ولذلك وجب الاجتهاد، وتعينت المسارعة (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهباً) سورة الأنبياء،
وثواب هذه الليلة مخصوص بهذه الأمة لما تقاصرت أعمارها، فهي هبة إلهية، ومنحة ربانية، لا يضيعها إلا ضائع محروم،
ومن علاماتها،كما ذكر أهل العلم ودلت عليه الأحاديث الصحيحة، أنها ليلة بلجة مضيئة، لا حارة ولا باردة، تخرج الشمس صبيحتها حمراء ضعيفة لا شعاع لها، ولا يخرج الشيطان ليلتها، وهي سليمة من الشرور والآفات، وتمتلئ الأرض من الملائكة، سلام هي حتى مطلع الفجر،
اللهم متعنا بالعشر الفاضلات، وبلغنا ليلة القدر، وتقبل منا يا أرحم الراحمين.






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:43 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "