العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-07, 07:03 PM   رقم المشاركة : 1
ناصر123
عضو ماسي





ناصر123 غير متصل

ناصر123 is on a distinguished road


روايات من طرق الشيعة تنافي عصمة الملائكة عليهم السلام

روايات من طرق الشيعة تنافي عصمة الملائكة عليهم السلام

قبل أن نختم ما أوردناه لا بأس من المرور سريعاً على بعض ما يتعارض مع عصمة الملائكة، وقد عرفت قول القوم فيهم.

من هذه المرويات رواية عن ملك يقال له فطرس، كان من الحملة، بعثه الله عز وجل في شيء فأبطأ عليه، فكسر جناحه، وألقاه في جزيرة على الأرض.

وفي رواية عرض عليه ولاية علي فأباها فكسر جناحه([230]).

ورواية عن ملك بين المؤمنين يقال له صلصائيل، بعثه الله في بعث فأبطأ فسلبه ريشه ودق جناحيه وأسكنه في جزيرة من جزائر البحر([231]).

وآخر يقال له دردائيل، كان له ستة عشر ألف جناح، فجعل يوماً يقول في نفسه أفوق ربنا جل جلاله شيء؟ فسلبه الله أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة([232]).

وآخر يقول عن نفسه إني ملك من ملائكة الله الكروبيين، غفلت عن ذكر ربي طرفة عين، فغضب علي ربي ومسخني ثعباناً وطردني من السماء إلى الأرض([233]).

وآخرون يروي القوم أنهم اعترضوا على قضاء الله في الحسين رضي الله عنه، حيث قالوا لما قتل إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك([234])؟

وآخر أمره الله عز وجل أن يخبر أحد الملوك أنه متوفيه، ففعل، ثم أمره أن يخبره أنه عز وجل قد زاد في عمره، فقال الملك يا رب، إنك تعلم أني لم أكذب قط، فأوحى الله عز وجل إليه إنما أنت عبد مأمور فأبلغه ذلك، والله لا يسأل عما يفعل([235]).

وهذا جبرئيل عليه السلام يجادل ربه في إبراهيم عليه السلام، ويقول يا رب، خليلك إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره، سلطت عليه عدوه يحرقه بالنار، فقال اسكت، إنما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت، هو عبدي آخذه إن شئت([236]).

وفي رواية عن الرضا قال غضب جبرئيل عليه السلام، فأوحى الله عز وجل ما يغضبك يا جبرئيل؟ قال يا رب، خليلك... فذكر الحديث([237]).

وكذا تصرفه من تلقاء نفسه، فعن الصادق قال ما أتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كئيباً حزيناً، ولم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون، فلما أمره الله بنزول هذه الآية ((أَالآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ)) [يونس91]، نزل عليه وهو ضاحك مستبشر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتيتني يا جبرئيل إلا وتبينت الحزن في وجهك حتى الساعة، قال يا محمد، لما أغرق الله فرعون قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين، فأخذت حمأة فوضعتها في فيه، ثم قلت له ءآلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، عملت ذلك من غير أمر الله، خفت أن يلحقه الرحمة من الله ويعذبني على ما فعلت، فلما كان الآن وأمرني الله أن أؤدي إليك ما قلته أنا لفرعون، آمنت وعلمت أن ذلك كان لله رضى([238]).

وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما احتضر وكشف الثوب عن وجهه ونظر إليه عند الشدائد تخذلني؟ فقال يا محمد، إنك ميت وإنهم ميتون، كل نفس ذائقة الموت([239]).

وكأن القوم أرادو القول بأن الخذلان لا ينافي العصمة.

وكما ذكرنا، فإن ما أوردناه قليل من كثير، ولا يسعنا حصره لكثرته، وللخوف من الخروج عن موضوع الكتاب.

وعلى أي حال، لا شك أن هناك تأويلات وردوداً لكل ما أوردناه، وقد ذكر القوم بعضاً من ذلك في كتبهم وأكثرها يمجها العقل وفيها ما يضحك.

وإن كنا نرى في هذه الروايات المنسوبة للأنبياء والأئمة أن جملة من هذه الروايات لا يصح، وجملة منها صحيح لكن زيد فيه ونقص وغُيِّر عن وجهه، وجملة منها واقع لا محالة، ولكننا نلتمس العذر لهم،ونعلم أن لهم من الحسنات ما تمحى به السيئات، كما قال سبحانه ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)) [هود114].

وليعلم أيضاً -كما مر ذكره- أننا نقول بعصمة الأنبياء من الكبائر ومن الإصرار على الصغائر، وكذا مما يخل بالشرف والمروءة، وأما ما يقع منهم من صغائر فإنهم يتوبون منها ويعود حالهم بعد التوبة أحسن مما كان قبل المعصية، وسبق ذكر الأدلة على ذلك.

وأما الملائكة، فهم كما قال الله عنهم ((وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)) [الأنبياء26-27]^ وعليه لا تصح تلك الروايات عند الشيعة.

وأما علي والحسن والحسين وفاطمة رضي الله عنهم فغير معصومين من باب أولى، وهم من أهل الجنة بلا شك ولا مرية؛ بل الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نساء العالمين، وعلي -ولاشك- أفضل من الحسن والحسين.

ولكن ليعلم القارئ أن إيرادنا لكل ما مر ليس لأجل اعتقادنا بها أو لمناقشتها، لذا فإننا سردناه سرداً دون تعليق إلا فيما ندر، وإنما ذكرناه لأجل إيضاح اعتقاد القوم بعقيدة العصمة التي قالوا فيها إن الأئمة معصومون مطهرون من كل دنس، وإنهم لا يذنبون ذنباً لا صغيراً ولا كبيراً، لا خطأ ولا نسياناً، ولا للإسهاء من الله تعالى، من وقت ولادتهم إلى أن يلقوا الله سبحانه... إلى آخر ماقالوه وقد نقلناه لك.

وقد رأيت أنهم -وكذا الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم- لم يَخْلوا حسب روايات هؤلاء من كل ما ادعاه القوم لهم، فهم يذنبون ويخطئون ويستغفرون وينسون ويسهون، ويخالف أفعال وأقوال بعضهم البعض، ويشكو أحدهم من الآخر، ولم يخلوا حتى من أحاسيس وصفات الغيرة والحسد والشك.. إلى آخر ما مر بك.

وليعلم القارئ أيضاً أن من رد كل ما ذكرناه وأوله وصرفه عن ظاهره لهو غير عاجز عن تبرئة كل الخلق وتأويل ما يوهم خطأهم فضلاً عن تبرئة الشيخين وذي النورين رضي الله عنهم، فلو كان طالباً للحق مريداً له فإنه سينظر إلى أفعالهم بعين الإنصاف، وأن ما وقع منهم إما أنه زيد فيه ونقص، وإما أنهم معذورون فيه، وإما أنه خطأ ومعصية لايقارن ببحر حسناتهم، ولهم من الحسنات الكثير والكثير مما يحصل به غفران سيئاتهم، ولهم من فضل الصحبة ما لا يدركه من بعدهم، كما أن لهم من الفضائل ما لا يخفى على من طلب الحق، وكذلك يقال في غيرهم من كبار الصحابة كعلي والحسن والحسين وطلحة والزبير رضي الله عن الجميع وأرضاهم، وجعلنا ممن قال الله فيهم بعد أن أثنى على المهاجرين والأنصار ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر10] فكل من جاء بعد المهاجرين والأنصار واستغفر لهم؛ رجي له هذا الثواب، والله المستعان.

ثم اعلم أن إسهابنا بعض الشيء في الكلام عن آية التطهير ومدلولها نابع من كون هذه الآية أحد أهم دعامتين يبني عليهما القوم عقيدة الإمامة؛ باعتبار العصمة هنا، والنص في الأخرى، وهي رواية غدير خم.
([230]) أمالي الصدوق (118)، البحار (26/340)(43/244، 251)(44/182)(50/66)، الكشي (486)، إثبات الهداة (2/580)، البصائر (20، 68)، أمالي الطوسي (680).

([231]) البحار (43/259).

([232]) كمال الدين (268)، البحار (43/248)(59/184).

([233]) البحار (4/112)(13/382)(43/313).

([234]) البحار (37/293)(45/221)(51/28).

([235]) نور الثقلين (2/520)(4/355).

([236]) تفسير القمي (2/47)، الصافي (3/345)، نور الثقلين (3/432)، البرهان (3/63)، البحار (12/33).

([237]) أمالي الصدوق (274)، البحار (11/63)(12/35)، الخصال (163).

([238]) تفسير القمي (1/316)، نور الثقلين (2/318)، البرهان (2/195)، البحار (13/117).

([239]) أمالي الصدوق (508)، البحار (22/510).


http://www.fnoor.com/mybooks/emama20.htm







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "