العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-04-15, 02:53 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


آية المنافق ثلاث

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(آية المنافق ثلاث،إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)الراوي،أبو هريرة ،المحدث ،صحيح البخاري،
﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً﴾
تعريف النفاق،النِفاقُ داءٌ عُضالٌ باطن,ومعنى باطن،أنه قد يكون مستشريّاً في نفس المؤمن وهو لا يدري،فمن كانَ مطمئناً من هذا المرض ربما كانَ منافقاً،
فالمنافق،يظهر الخير ويُبطن الشر، يظهر الخير ويبطن الكفر،
والمنافق له علا‌مات، يعرفها الذي أعطاه الله،تعالى،فراسة ونوراً في قلبه،
يعرف المنافق من تتبع أحواله، وهناك علا‌مات ظاهرة لا‌ تحتاج إلى فراسة، منها هذه الثلا‌ث التي بيَّنها النبي،صلى الله عليه وسلم،
(إذا حدَّث كذب)يقول مثلاً،فلان فعل كذا وكذا، فإذا بحثت وجدته كذبًا،فإذا رأيت الإ‌نسان يكذب، فاعلم أن في قلبه شُعبة من النفاق،
(إذا وعد أخلف)يعدك ولكن يُخلف،يقول لك مثلاً،سآتي إليك في الساعة السابعة صباحًا، ولكن لا‌ يأتي، أو يقول،سآتي إليك غدًا بعد صلا‌ة الظهر،ولكن لا‌ يأتي، يقول،أعطيك كذا وكذا، ولا‌ يُعطيك،فهو كما قال النبي،صلى الله عليه وسلم(إذا وعد أخلف)
وكما قال الله تعالى (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا)البقرة،
والمؤمن إذا وعد وفَّى، لكن المنافق يَعِدك ويَغدِرك، فإذا وجدت الرجل يَغدِر كثيرًا،ولا‌ يفي بما يَعِد، فاعلم أن في قلبه شُعبة من النفاق، والعياذ بالله،
(إذا اؤتمن خان)المنافق إذا ائتمنته على مال خانك، وإذا ائتمنته على سر بينك وبينه خانك، وإذا ائتمنته على أهلك خانك، وإذا ائتمنته على بيعٍ أو شراء خانك، كلما ائتمنته على شيء، يَخونك والعياذ بالله، فيدل ذلك على أن في قلبه شعبة من النفاق،
وأخبر النبي،صلى الله عليه وسلم،بهذا الخبر لأ‌مرين،
الأ‌مر الأ‌ول،أن نحذر من هذه الصفات الذميمة،لأ‌نها من علا‌مات النفاق، ويخشى أن يكون هذا النفاق العملي مؤديًا إلى نفاق في اعتقادي، فيكون الإ‌نسان منافقًا نفاقًا اعتقاديًّا، فيخرج من الإ‌سلا‌م وهو لا‌ يشعر،فأخبرنا الرسول،عليه الصلا‌ة والسلا‌م لنَحذر من ذلك،
الأ‌مر الثاني،لنَحذر ممن يتَّصف بهذه الصفات، ونعلم أنه منافق يَخدعنا ويلعب بنا، ويغرنا بحلا‌وة لفظه وحُسن قوله، فلا‌ نثق به، ولا‌ نعتمد عليه في شيء،لأ‌نه منافق،
وعكس ذلك يكون من علا‌مات الإ‌يمان،فالمؤمن إذا وعد أوْفى، والمؤمن إذا ائتمن أدى الأ‌مانة على وجهها، وكذلك إذا حدَّث كان صادقًا في حديثه، مخبرًا بما هو الواقع فعلًا، والمؤمن يجب أن يفي تماماً، فمن وفى بالوعد، فهو مؤمن، ومن أخلف الوعد، كان فيه من خصال النفاق،
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)صحيح مسلم،
وقد قال النووي (وإن خاصم فجر) أي مال عن الحق وقال الباطل والكذب،
وأصل الفجور الميل عن الحق،وعلى هذا فالفجور في الخصام هو الكذب فيه والميل عن الحق،
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،لقد أتى علّى زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلماً ليردنه على دينه وإن كان نصرانياً أو يهودياً ليردنه على ساعيه(وأما اليوم فما كنت أبايع منكم إلا فلاناً وفلاناً)أخرجه البخاري ومسلم والترمذي،
هم الذين شرعوها فكيف يخالفونها نقول حسابهم على الله سيكونون هم أول من يحزن ويتحسر على ما صنعوا يوم القيامة حيث لا مال عندهم يفدون به أنفسهم ولا خدم ولا حراس يحجزون عنهم ولا نسب ولا قرابة تنفعهم فأنت لا تتخذ من مخالفات الناس دليلاً وسلماً لمعصية الله ولكن عليك بالوفاء لما عاهدت غيرك عليه وإن كان غيرك خالف ذلك فليس لك أن تخالفه أنت،
هذا في زمن الصحابة،رضي الله عنهم، فكيف بزماننا هذا،
ومن نظر في هذا الحديث وتأمله خاف على نفسه وحاسبها،وراعى حقوق الناس،واتقى الله،عز وجل،في بيعه وشرائه ومعاملاته، وعرف أيضاً مقادير الأشياء والموازين التي يوزن بها الناس، وكيف يتفاضلون، وبماذا يرتفع الإنسان، وأن الغش والتدليس والتزوير على الناس لا ينفعه شيئاً، ولا يغني عنه لا في الدنيا ولا في الآخرة، أما في الدنيا فإنه يفتضح بين الخلق،
وأما في الآخرة فهو الخسران،والميزان هناك والحساب إنما هو بالحسنات والسيئات، فيؤخذ من حسناته، فهي جمرة وقطعة من النار إن شاء أن يأخذها وإن شاء تركها، يتوسد ذلك في قبره، إذًا المسألة ليست شطارة، هو يأخذ جمرة من نار يكوى بها، ولهذا قال النبي،صلى الله عليه وسلم،في الحديث(إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض
فأقضي له على نحو ما أسمع منه،فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئاً،فإنما أقطع له قطعة من النار )أخرجه البخاري،وصححه الألباني،


نسأل الله أن يُعيذنا وإياكم من النفاق،والمنافقون،إنه جواد كريم،وأن ينفعنا وإياكم بما علمنا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين.







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:07 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "