العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع الأباضية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-11, 02:06 AM   رقم المشاركة : 1
يا محب
عضو نشيط






يا محب غير متصل

يا محب is on a distinguished road


هل أهل السنة والجماعة مشبهة ومجسمة ؟!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بداية الشهر عليكم مبارك وجعلني الله وإياكم من صوامه وقوامه ومن المقبولين اللهم آمين
أعجبني موضوع للأخ أبو يحي جزاه الله خير الجزاء،وأحببت أن أنقله لكم بنصه :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول.
فقد كثر الحديث عن معتقد أهل السنة والجماعة - أهل الحق والخير والفضل - في صفات الله العلي القدير ، وطرح أهل البدع شبهة أن أهل السنة والجماعة - أهل الحق والخير حفظهم الله وبارك فيهم - مشبهة ومجسمة .
ولنا أن نتساءل هل أهل السنة والجماعة مشبهة ومجسمة ؟
وأنا أورد هنا بعض النقاط التي تلخّص معتقد أهل السنة والجماعة في صفات الله العلي القدير.

أولاً: إن المشبّهة في الحقيقة هم الأشاعرة والمعتزلة والخوارج والشيعة وليس أهل السنه والجماعة.

ولكي نفهم ذلك لا بد من إرساء بعض القواعد التي ننطلق منها.

فإنا نقول أنه لو كان أهل السنة والجماعة قد توصلوا لصفات الله بالعقل والإستدلال لا بالنقل والنص ، لكانوا بالفعل مشبهة ، ولكن هذا لم يحدث عندهم مطلقا ، إذ أن ما قرره أهل السنة والجماعة أنهم يثبتون ما أثبته الله لنفسه دون تكييف أو تأويل وهذا يحتاج لتفصيل :


1) إن كل صفات الله صفات كمال ، وما نفى عن ذاته من صفات فإنما هي صفات نقص ، وكل صفة كمال ، فالله أحق أن يتصف بها . وكل صفة نقص ننزه الله عنها وننفيها عنه ، وثبوت النقص لصفة هو عين ثبوت الكمال للضد ، لذا فنحن ننفي عنه صفات النقص والإحتياج كما نفاها هو عن نفسه ، فننفي عنه الموت والنوم والأكل والزوجة والولد ونحوه.

2) إن هذه الصفات التي وصف الله بها نفسه هي إما أنها موجودة فيه حقيقة أو لا ، فإن كانت لا فهي صفات نقص ، ولو كانت صفات نقص لما وصف الله بها نفسه ولو على سبيل المجاز. أرأيت لو أن زوجاً وصف زوجته أنها كالكلب في وفائها ، أكانت ترضى بوصفه ؟ علماً أنه إنما شبهها بمخلوق حي وهي كذلك ، والأمر أعظم وأجل عند الله وهو الخالق أن يصف نفسه بالمخلوقات التي يخلقها.


ولا يقال أن الله إنما أراد تقريب المعنى للذهن ، فإن البدائل في اللغة كثيرة ، وأن يلحق النقص في نفسه لأجل إفهام الناس لأمر منزه عنه . كما تعرف العرب أنه ليس بفصيح من استعمل المجاز فأساء لنفسه كي يعبر المعنى، كما أنه ليس بقول بليغ تشبيه الأعلى بالأدنى ، بل هو سفه . وكل من أوّل هذه الصفات بالمجاز إنما مآله تشبيه الأعلى بالأدنى . فتشبيه القدرة باليد ( بل ذكر التشبيه على وجه استعارة) يلزم منه تشبيه قدرة الله بقدرة الإنسان أو تشبيه الله بالإنسان وكلاهما فاسد ، واللغويون قد عرّفوا البلاغة أنها مطابقة الكلام لمقتضى الحال ، فأين المطابقة والبلاغة ؟

لذلك فليس كل ما صلح في قول العرب يصلح قولاً للعلي القدير .


3) إن الله قد كرر هذه العبارات والألفاظ كثيرا في كتابه القويم ، ويتعبد المسلمون بتلاوتها كل يوم ، وإن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو المبين لما أبهم في القرآن وهو المفصل لما أجمل ، فمالم يبينه فليس بمبهم ولا يحتاج إلى بيان ، وهذه الألفاظ لو كان مآلها للمجاز لكان مما أشكل على العرب فهمها ، فوجب أن يبيّن الرسول الكريم ما أشكل على العقيدة لكنه لم يفعل ، بل إنه تابع الله في نفس هذه الألفاظ ، وتحدث صراحة عن يد الله التي تبسط بالنهار وبالليل ، وعن عين الله وغيره كثير ليدل دلالة لا لبس فيها أن هذه الألفاظ مبناها على الحقيقة لا المجاز.

4) لو كان أهل السنة والجماعة مشبّهة لأثبتوا لله الأذن كونه سميعاً ، والفم واللسان كونه متكلماً ، ولكنهم لم يفعلوا ، لأن هذه الصفات لم يثبتها الله لنفسه ، وهم لم يثبتوا صفات العين واليد والقدم إلا لأن الله أثبتها لنفسه إبتداء . وهذا دليل على أنهم عندما أثبتوا صفات السمع والبصر لله لم يجروا مجرى التشبيه بسمع الإنسان وبصره ، ولكن من يريد إلزامهم بالأذن هو من شبه السمع بالسمع . وهكذا نقول في التجسيم أيضاً أن إثبات الصفات لله لا يستلزم منها التجسيم ما لم يلحق الإثبات تشبيه.

ثانياً: إذا علم ذلك ، تبين أن أهل السنة والجماعة قد ابتغوا السلامة في الدين والمنهج ، ومبرؤون من التشبيه المفضي للتكييف ، عملاً بقوله تعالى : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ، ولم يعمل غيرهم بهذه الآية ولم يعطوها حقها ، فهم حالما سمعوا بوصف اليد أحالوها على ما عرفوا من يد ، فشبّهوا يد الخالق بيد المخلوق فظهر خلط عندهم ، فسارعوا إلى نفي هذه الصفات وبنوها على التأويل والمجاز ، وهذا من فساد منهجهم في الإستدلال والفهم ، وعملهم بالتشبيه دون إدراك منهم ، إذ أن إثبات اليد لله لا يلزم منه تشبيه يده بيد المخلوق ، وتشبيههم صفات الله بصفات خلقه هي التي أدت إلى نفي الصفات . فالأشاعرة والمعتزلة والخوارج والرافضة هم المشبهة إذاً وليس أهل السنة والجماعة .

ثالثاً: قول المؤولين أن صفات اليد والعين والإستواء ونحوه يلزم منه أن الله جسم هو إستدلال خاطئ ويرجع هذا لفساد منهجهم في التشبيه والقياس ، فالجسم فيه تبضيع وما فيه من صفات إنما هي زائدة عليه ولو استحالت لبقي الجسم جسماً لكون هذه الصفات عرضيه زائدة عليه لا ذاتية فيه ، ولكن هذا ممتنع ومحال على الله ، فإنا نقول أن هذه الصفات صفات ذاتية لله لا تقبل الفك والتركيب كما هو حادث في الأجسام وليست زائدة حتى يكون جسما. فالعين غير اليد وهذا لا يستلزم التبضيع ، إلا على منهج المؤولة القائم على تشبيه صفات الله بصفات الحوادث.

رابعاً: إن المماثلة أخص من المشابهة ، فنفي تشبيه هذه الصفات بصفات البشر كافٍ في إثبات عدم المثلية ، ولا يقال لنا يد كما أن لله يد فلزم التشبيه ، إذ أن هذا أيضا يلزمكم لكوننا نسمع كما أن الله يسمع ، ونبصر كما أنه يبصر ، وهذا أيضا منهج فاسد ، فتوافق شيئين في صفة لا يلزم منه المماثلة والمثلية .
وقد قال تعالى على لسان الملأ من القوم الذين كفروا : " ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون ويشرب مما تشربون " (المؤمنون 33) والجملة الثانية (يأكل مما تأكلون ويشرب مما تشربون ) بدل كل من كل أو بضع من كل من الجملة الأولى ( ما هذا إلا بشر مثلكم ) وهذا يلزم نفي الأولى بنفي الثانية ، أي نفي المثلية بنفي صفة الأكل والشرب مما يأكل ويشرب البشر في العادة ، فالأكل والشرب ثابت إلا أنه نفي المثلية لكون الأكل والشرب مباين لأكل وشرب والبشر.
وهذا عين ما نقوله ، فنحن أثبتنا الصفات التي أثبتها الله لنفسه ، ولكن نفينا المشابهة في ذات الصفة لشيء غيره ، فانتفت المثلية

خامساً: إن ما جرى إعماله في قول العرب من تأويل اليد بالنعمة أو القدرة والعين بالرعاية ، إنما كان بثبوت أصل الصفة بالمشبه إبتداء، ولم يعرف عنهم غير ذلك ، فهم قالوا يد السلطان يريدون قدرته ، ولكن لم يعرف عنهم قولهم يد البحر يريدون جوده وعطاءه أو يد الريح يريدون قوتها ، إلا ما ورد في قول لبيد بن ربيعة في معلقته " إذ أصبحت بيد الشمال زمامها " ، ولم يرد ذلك على ألسنة المئات بل الألوف من الشعراء من قبل ومن بعد البعثه إلا قليلاً منهم ، مما يدل أن هذا الوجه غريب ، إذ لو لم يكن كذلك لتكرر كثيراً في أشعارهم خصوصاً أن الحاجة تكثر لمثل هذا التشبيه .
وحتى لو سلمنا أن هذا القول فصيح ، فإن الله يتكلم بالفصيح الدارج على ألسنة العرب وليس ما كان منه غريباً .
على أني أقول أن غاية لبيد من هذا القول هو وصف حالة البرد التي كانت تأتي مع رياح الشمال ، فوصف اليد للريح فيه تشبيه للريح بالإنسان الذي يعي ما يحمل ويضبط قوته ، وفيه بيان أن هذه الرياح تملك زمام البرد وكأنها تأتي به مختارة له مريدة له ، بمعنى أنه جعل للريح قدرة ومشيئة ، وهي أكمل من القوة ، لأن الريح تضرب وتصيب بلا ضابط ، بخلاف القدرة فهي قوة مضبوطة ومقدرة ، فتشبيهه الريح بالرجل وأن لها يد تملك زمام البرد هو تشبيه موفق على هذا الإعتبار ويخدم أحد مستلزمات البلاغة بتشبيه الأدنى بالأعلى .

وهذه الحالة غير متحققة بتاتاً في كل الآيات التي تشير إلى اليد ، فأي محاولة منا لحمل كلمة اليد على القدرة أو النعمة يلزمنا القول فيها بتشبيه الله نفسه بالإنسان سواء كان تشبيها صريحاً أو ضمنياً وكلاهما ممنوع على الله لإنتفاء الحاجة إليه وإنتفاء البلاغة فيه .
يضاف أيضاً أن حمل اليد على القدرة في قوله تعالى " ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي" هو قول سقيم ، إذ أن الله خلق كل خلقه بقدرته ، فما المزية في خلق آدم إذاً ؟
فضلاً عن أن العرب لم تقل اليدان تريد به القدرة قط ، والتثنية في الوصف تمنع المجاز في هذه الحالة .
ومما يؤكد عليه أيضا قول الله رداً على قولهم إن يد الله مغلولة ، بقوله : " بل يداه مبسوطتان " فلو كانت اليد الأولى إشارة إلى عطائه أو كرمه لامتنع الجواب بذكر اليدين ، بل لزم إما ذكر العطاء أو ذكر اليد ، ولكن الإضراب بقوله " بل يداه " إنما هو تأكيد على أن المقصود هو اليد ، ونفى الأمر بالتثنية مع ورود الزعم بالمفرد يدل أن المقصود هو إثبات الصفة - صفة بسط اليد- وإثبات العدد ، ويدل أيضا على انتفاء وجود أكثر من يدين .


سادساً: ما يقال في اليد هو نفسه ما يقال في العين ، فالله أثبت لنفسه العين في أكثر من موضع في كتابه الكريم ، منها قوله : " فاصنع الفلك بأعيننا ووحينا" وصح عن ابن عباس أنه فسر بأعيننا: عين الله. وقوله تعالى : " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا " ، وقوله : " ولتصنع على عيني "
فإن قيل أن هذه الآيات لا يمكن حملها على ظاهرها ، إذ كيف تصنع السفينة بعين الله ؟ وكذلك قوله: " فإنك بأعيننا " ، وقوله :" ولتصنع على عيني" إذ كيف يكون موسى داخل في عين الله؟
فإنا نقول هذا كناية عن الرعاية ولكن فيه إثبات للعين ، فنحن نقول الولد في عيني كناية عن الرعاية ، وهذه الكناية لا تصح إلا إن كان لنا عين حقيقية على نحو ما أسلفت في (5) ، وهذه الآيات وإن كانت كنايات على الرعاية ، إلا أنها أثبتت صفة العين على وجه الحقيقة ، وإلا لزم القول أن الله شبّه نفسه بالإنسان وألحق لنفسه صفة نقص لمجرد أنه يريد الخطاب بالكنايات وهو في غنى عنها ، ولا ريب أن هذا ممنوع على الله .
بقيت إشارة ، وهي أن اهل السنة والجماعة لم يثبتوا عيونا لله ، بل عينين إثنتين ، كما جاء في حديث صفة الدجال فيما رواه البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنه ولعن من لعنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الدجال أعور، ثم قال: إن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى عينه .
وإن الأعور في اللغة من له عينين إحداهما معطوبة ، فنفي صفة العور عن الله دليل على وجود عينين ، لأن صفة العور نقص ، ولو وجدت أكثر من عينين لذكرها الرسول الكريم وبيّن أن كل أعينه سليمة ، ولكنه اكتفى بنفي العور ، وهذا دليل على إثبات عينين فقط .
ولا ريب أن إشارة النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى عينه كما جاء في رواية ابن عمر - رضي الله عنه ولعن من لعنه - تأكيد لما جاء في إثبات العين في القرآن الكريم .
ولو أن الله بلا أعين للزم أن تكون صفة نقص ، والرسول الكريم أعلم الناس بما جاء في كتاب الله ، ولما كان أشار إلى عينه ، ولما اكتفى بنفي العور عن الله ، وللزمه ذكر الله بأكمل صفاته وأحسن ما فيه .
وقد درجت لغة العرب أن نفي العيب عن شيء هو إثبات لخلو ذاك الشيء من العيب ، فقولهم عن الشيء ليس أعمى معناه أنه له عين يبصر بها ، ونفي الصمم عندهم معناه القدرة على السمع ، لذا فإنهم لا يقولون أن البحر ليس أعمى أو أن الجبل ليس أصم ، لأن الجبل ليس محلا لهذه الصفات وكذلك البحر ، وإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما نفي صفة العورعن الله قد أثبت سلامة العينين ، ولو كان يقصد نفي مطلق العيب (أقصد عيب العور) عن الله لما كان كلامه هنا فصيحاً وهو أفصح العرب ، ولكان الأولى نفي صفة العينية بالمطلق عن الله طالما أنه في معرض مدح الله بصفات كماله ، فنفي العور عنه هو قول مشوش ركيك مثير للريبة ، والرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه منزه عن هذا فلزم القول بثبوت العينين .

سابعاً: إن قولهم إن الله جل وعلا قد منحنا العقول لنستدل به على صحة الأخبار من عدمها ، وأن الخبر إذا دل دليل قطعي محسوس على خلافه وجب رده، فهذا قول غير صحيح من وجوه
1) إن منحنا العقول لا يستلزم منها الإحاطة بكل الأشياء، بل بالمدركات ، والمدرك ما كان داخلاً في إدراك العقول .
2) إن الله قد أخبرنا عن شجرة الزقوم في قعر الجحيم ، وقد دل الدليل الحسي القطعي أن لا سبيل لوجود شجرة في نار الدنيا فما بالنا بنار الآخرة ؟ فثبت أن الخبر معارض لما تدركه العقول والأدلة الحسية القطعية ، ومع ذلك لم نردّه ولم نؤول الشجرة ولم نصرف معناها إلى غير ظاهره بل أثبتنا الإسم وأحجمنا عن التكلم عن الماهية. والمشاهد المحسوس أن كثيراً من الأمور تخرج عن إدراك العقل والحس ، فلا يمكن الحكم عليها نفياً ولا إثباتاً ما لم يكن الحاكم مدرك لتلك الأمور لأن الحكم على شيء فرع تصوره، والعجز عن التصور يستلزم التوقف عن إطلاق الحكم ، والقبول بالنقل الصحيح.

ثامناً: ما قلناه في صفات اليد والقدم والعين نقوله في أفعال الإستواء والنزول من السماء. أما الإستواء فهو معلوم والكيف مجهول ، ومن ادعى علينا أنا نزعم أن الله يجلس على الكرسي فهو كاذب، إذ لم يقل أحد من علمائنا أن الإستواء هو الجلوس، وما أورده الإشاعرة عن الإستواء بمعنى الإستيلاء لا يصح لغة ولا نظراً، أما اللغة، فالإستواء إفتعال من الفعل سوى والإستيلاء استفعال من الفعل ولى ، وشتان بين الأمرين ، وسئل الخليل بن أحمد عن الإستواء بمعنى الإستيلاء فقال هذا كذب ولا يعرف عن لغة العرب. أما النظر فإن الإستيلاء يستلزم الثنوية في الأمر ولا ريب أن فعله جل وعلا في الإستواء كان على تفرّد منه دون مزاحمة من أحد .
أما ما ورد عن بيت الأخطل النصراني الذي يذكر فيه الإستواء بمعنى الإستيلاء فهو شاذ في اللغة ولم يتابعه عليه أحد، والقرآن إنما اعتبر ما فصح من لغة العرب لا ما شذ عنهم ، وليس كل ما قالته العرب يصلح أن يكون في القرآن.
وأما النزول، فهو كما قاله رسولنا صلى الله عليه وسلم ، مصداقاً لقوله تعالى : " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" والله لا يحيّر عباده، فإن إجتماع لفظتي الرفع والصعود في الجملة دلت على أن المقصود منه الرفع الحسي المعلوم، ولو كان غير ذلك لكان حريّاً بالرسول صلى الله عليه وسلم أن ينبه إلى هذا ولا يستعمل لفظة نزول في حق الله . وكل من اعترض على فعل النزول شبهه بنزول المطر من السماء إلى الأرض، فقال هل الله ينزل في كل وقت إذاً ؟ ومنشأ الخلل في الفهم هو قياسه نزول الله على نزول المطر ، فإن الآخر يكون إنتقالاً من مكان لآخر وشغلاً وتفريغاً للحيز بخلاف نزول الله الذي لا نعلم عنه شيئاً ، وصفات المخلوقات تخضع للزمان والمكان بخلاف صفات الله .
وقد علمنا أن الله لم يزل سميعاً بصيراً ، وقد تكلم مع موسى ، فلم ننف صفتي السمع والبصر عنه في زمان كلامه مع موسى على خلاف صفات السمع والبصر لسائر مخلوقاته .

تاسعاً : أن ما قيل عن النزول والإستواء يقال عن المكان، فقالوا: إن كان قد استوى فقد حل في مكان، وإن نزل فهو حال في مكان. وهذا أيضاً من سوء فهمهم وفساد استدلالهم، فإنا لا نتكلم عن الله كما نتكلم عن المخلوق، وما قالوه ينطبق على المخلوق أيضاً ، والله مباين لخلقه وعرشه. وقلنا أن المكان ليس وجودياً مخلوقاً، لأن أول ما خلق الله القلم ، ولو كان المكان وجودياً مخلوقاً للزم خلق مكان له قبله.
وكذلك العالم كله لزمه مكان فهو مخلوق أيضاً فلزمه مكان أيضاً وهو مخلوق فلزمه مكان مما يستلزم التسلسل إلى ما لا نهاية. وقولنا الله في السماء فوق عرشه لا يستلزم الإحاطة بالمكان إلا أن نثبت أن الحيز أمر وجودي مخلوق وهذا ما لا سبيل إلى إثباته.
فإن قيل: فإن عدم قولكم أن المكان مخلوق يستلزم قدمه ؟
نقول: لو كان وجودياً صح لكنه عدميٌ ، ولو كان وجودياً للزمه مكان آخر يحويه ولزم ذاك المكان مكان آخر يحويه وهكذا يجر إلى ما لا نهاية من المخلوقات قبل خلق المخلوق. كما لنا أيضاً أن نقول أن المكان إن كان مخلوقاً ، فقد خلق الله المكان ، ولم يخلقه في نفسه بل مفارق عنه، وخلق فيه العالم، فاستواؤه على العرش بعد ذلك لا يستلزم الدخول في المكان .

عاشراً: ما قلناه عن الإستواء والنزول وغيره نقوله عن مسئلة رؤية الله في الآخرة. فنقول اننا لم نؤمن برؤيته بالاستدلال على مسئلة الصفات ، بل آمنا بذلك بالنقل، فانتفى التشبيه والقياس. قالوا: إن الله قال " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير " وهذا يمنع رؤيته . ونقول
1) قد ثبتت نصوص أخرى تقول برؤية الله في الآخرة فنجمع بين النصوص ونقول أن الآية تفصّل ما هو من شأن الدنيا لا الآخرة.
2) إن عدم رؤيتنا لله ليس لامتناعٍ في ذاته بل لعجز أبصارنا عن الرؤية ، ولا ريب أن الله يفعل ما يريد ، وهو قادر على أن يزيل هذا الإعجاز عن أبصارنا إذا أراد.
3) إن إدراك الشيء بالبصر أكمل من رؤيته، وإنما نفت الآية الإدراك بالبصر ، ونفي التمام لا يستلزم نفي الأصل. ومعلوم أنا لا ندرك السماء بأبصارنا ولكننا مع ذلك نراها بأعيننا.
4) أما ما ورد في الحديث : نور أنى أراه ، فيفسره حديث آخر بلفظ : وحجابه النور. فالنور يحجب الله ويمنع رؤيته ، وهو دليل أن الله يمكن رؤيته إن شاء ، لأن اللفظ يشير إلى أن المانع من الرؤية هو حجاب النور ، والله بيده إزالة حجاب النور إن شاء، ولو امتنع رؤية الله بالمطلق لما كان في ذكر قول: " نور أنى أراه" ، وقول " حجابه النور" فائدة .

هذا ملخص لإعتقاد أهل السنة والجماعة - أهل الحق والخير والفضل - في مسئلة صفات الله العلي الكبير.

هذا وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والعن اللهم من بدلوا دينك وأهانوا كتابك وطعنوا بأصحاب نبيك ، وجعلوا التقية والمتعة من شرعك ، فالعنهم لعناً أبدياً سرمدياً إلى يوم الدين ، ولا تقبل منهم عدلاً ولا صرفاً ، ولا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.


أبو يحيى

على رابط منتدانا المبارك :
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=125283
هديت وإياكم إلى الحق ...اللهم آمين






 
قديم 01-08-11, 06:01 AM   رقم المشاركة : 2
الحق أحق أن يُتَبع
عضو فضي






الحق أحق أن يُتَبع غير متصل

الحق أحق أن يُتَبع is on a distinguished road


يُثبت

لا فض فوك و لا حرمك الأجر

كلام يزلزل عروش الضلال

و ربي حجج تمزق أرتال الجهل

لا أستطيع أقتبس فكل الموضوع كلمة واحدة






 
قديم 01-08-11, 03:20 PM   رقم المشاركة : 3
@القصيم@
عضو فعال






@القصيم@ غير متصل

@القصيم@ is on a distinguished road


موضوع جميل يستحق القراءة بتمعن لعل بسببه يهتدي أحد بأذن الله







 
قديم 04-08-11, 10:51 PM   رقم المشاركة : 4
مهذب
عضو ماسي






مهذب غير متصل

مهذب is on a distinguished road


يرفع رفع الله قدر كاتبه وناقله في الدنيا والآخرة .. !






 
قديم 05-08-11, 10:34 PM   رقم المشاركة : 5
يا محب
عضو نشيط






يا محب غير متصل

يا محب is on a distinguished road


وفيكم بارك أيها الأحبة الحق أحق أن يتبع والقصيم ومهذب وهدى الله القوم إلى الحق ...اللهم آمين







 
قديم 05-08-11, 11:25 PM   رقم المشاركة : 6
العبري
عضو نشيط







العبري غير متصل

العبري is on a distinguished road


رفع الله قدر أهل السنة في كل مكان.







 
قديم 25-09-11, 12:30 PM   رقم المشاركة : 7
يا محب
عضو نشيط






يا محب غير متصل

يا محب is on a distinguished road


يرفع للتأمل....هُديت وإياكم إلى الحق ....اللهم آمين







 
قديم 25-09-11, 02:00 PM   رقم المشاركة : 8
الحق أحق أن يُتَبع
عضو فضي






الحق أحق أن يُتَبع غير متصل

الحق أحق أن يُتَبع is on a distinguished road


يرفع بارك الله في الجميع و هدى الجميع

موضوع لا تستغني عنه الصفحة الأولى







 
قديم 25-09-11, 02:19 PM   رقم المشاركة : 9
بو عمر العنزي
محب أهل الحديث







بو عمر العنزي غير متصل

بو عمر العنزي is on a distinguished road


رفع الله قدرك .. لم أقراءه كاملاً ولعل لي عودة






التوقيع :
أهل الحديث هم اهل النبي وإن .......لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
سلامي على أهل الحديث فإنني ....نشأت على حب الأحاديث من مهد
أهلا وسهلا بالذين أحبهم .... وأجلهم في الله ذي الآلاء .
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى .... غر الوجوه وزين كل ملاء
يا طالبي علم النبي محمد ... ما أنتم وسواكمُ بسواء.


قال الإمام الشافعي رحمه الله :-
( عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا )
السير 10/ 70

*****

منتدى العلوم الشرعية
من مواضيعي في المنتدى
»» تفنيد شبهة من شبهات حفيد الشراة
»» جديد كفر الرافضة : فاطمة الزهراء من حريم الله !
»» السلام علــيكم ..
»» الصواعق السلفية على شبهات حفيد الخوارج الإباضية ( دفاعًا عن عثمان )
»» الردود العلمية على شبهات مسعور الجهمية [ متجدد ]
 
قديم 11-10-11, 06:12 PM   رقم المشاركة : 10
يا محب
عضو نشيط






يا محب غير متصل

يا محب is on a distinguished road


يرفع بلا اله الا الله محمد رسول الله.....







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:19 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "