جانب من الازدواجية الإمامية: تحريم السبحاني لطباعة الكتب التي تثير الفتنة أنموذجا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد فمن يتأمل الطرح الشيعي للتقريب ونبذ الفرقة الخلاف يسحره خطابهم وتأسره حرقتهم ، وهو أمر طبيعي نظراً لاحتراف علماء الإمامية في إتقان هذا الدور أمام أهل السنة وكثرة ممارستهم له.
ولكن لو بذل المسحور المأسور بخطابهم بعض الجهد في التدقيق بأقوالهم وأفعالهم التي يوجهونها لأبناء جلدتهم سيجدها متناقضة تماماً مع التقريب بل تنسفه نسفاً ، إذ تجد فيها الطعن بكبار رموز أهل السنة وعلى رأسهم كبار صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم - وخير مثال على ذلك هو أبرز دعاة الشيعة للتقريب في هذا العصر وهو مرجعهم وآيتهم العظمى جعفر السبحاني ، إذ تجده يحرم طباعة الكتب التي تثير الفتنة بين المسلمين وتمزق وحدة صفهم في موضع ، ثم موضع آخر تجده يتبنى نشر كتاب يطعن بالصحابة بل ويقدم به ، وإليكم بيان الموضعين وكما يلي:
الموضع الأول: تحريمه طباعة الكتب التي تثير الفتنة والفرقة بين المسلمين
وهذا الأمر قد صرح به في مقال نشر على موقعه تحت عنوان ( شبّه آية الله السبحاني طباعة الکتب المثيرة للفتنة في الأمة الاسلامية بالطعام المسموم ، معلناً حرمة طباعتها ) حيث حرم فيه طباعة الكتب التي تثير الفتنة والفرقة بين المسلمين ، فقال:[ بما أن طباعة الکتب في لبنان لا تخضع الى رقابة معينة ، يجب الالتفات الى کون الکتاب يعالج حالة ما ، وإلا فإن لم يکن کذلك وکان مفرقاً للجماعة ومثيراً للفتنة يحرم حينئذ طباعته ... إن الدين الاسلامي المبين يحث على الوحدة ، منتقداً الکتب المناهضة للوحدة ، متابعاً: يجب العمل على طباعة ما يؤلف القلوب ويعزز الوحدة بين المسلمين ، فطباعة الکتب المؤججة للفرقة والمذکية للخلاف لا تصب في مصلحة التشيع ولا التسنن ... لأن الکتب المفرقة للجماعة تضر بالروح والفکر کما يضر الطعام المسموم البدن ؛ ولذا تحرم طباعتها ].
وهو خطاب يسحر كل من ليس عنده اطلاع على ما تكنه صدروهم تجاه كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن يطلع عليه لن يشك لحظة في صدقه بنبذ كتب الخلاف والفتنة بين المسلمين !!!
الموضع الثاني: تبنيه لطباعة كتاب يطعن بالصحابة ويقدم له
وإليكم بيان ذلك في عدة نقاط:
أولاً: التعريف بكتاب اللأليء العبقرية في شرح العينية الحميرية
لقد ألف شاعر الإمامية السيد الحميري قصيدة سميت بالعينية الحميرية فيها طعن بأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم واتهام لهم ، ثم تصدى لشرحها علامتهم الأصفهاني الهندي بعنوان ( اللأليء العبقرية في شرح العينية الحميرية ).
ثانياً: نقل بعض مطاعن الكتاب بأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم
صرح شارح القصيدة الهندي بأن المراد بـ " العجل " و " فرعون " أبو بكر رضي الله عنه. وأن المراد بـ " السامري " عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ثم انتقل للطعن بعثمان رضي الله عنه وإليكم أهم أقواله:
1- قال ص 497:[ ودعاهم إلى اتباع العجل أي أبي بكر ... ].
2-كرر نفس الطعن حين صرح بأن المراد بالعجل هو الخليفة الأول ، فقال ص 495:[ والمراد بالعجل : الأول لأنه كما وصى موسى - صلوات الله على نبينا وآله وعليه - قومه باتباع أخيه هارون واستخلفه على قومه فلم يقبلوا وصيته ورفضوا اتباع وصيه وخليفته وعبدوا العجل ، كذلك أمة نبينا صلوات الله عليه وآله رفضوا اتباع أخيه ووصيه وخليفته عليهم واتبعوا أبا بكر ، وقد مضى الدلالة عليه في خبر غدير خم فتذكر].
3-اعترف بأن المراد بفرعون هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، فقال ص 497:[ والمراد بالفرعون هنا كما الظاهر أبا بكر أيضا لعتوه وتغلبه على الوصي وادعائه منصبه لنفسه كما ادعى فرعون موسى لنفسه الإلهية].
4- وصف فاروق الإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن السامري الذي أضل أمة موسى عليه السلام فدعاهم لعبادة العجل ، فقال ص 497:[ " السامري " : رجل منافق كان في بني إسرائيل أغواهم بعبادة العجل كما حكيت قصته في التنزيل والأخبار والآثار ... والمراد به هنا عمر بن الخطاب على ما نطق به الخبر الماضي ، لأنه أغوى أمة نبينا - صلوات الله عليه وآله - ودعاهم إلى اتباع العجل أي أبي بكر ...].
5-قال ص 498:[ ويجوز أن يكون أبو موسى سامريّ الذين كانوا في عهد أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه وأبو بكر، أو عمر سامريّاً لجميع الأُمّة ].
6-قال ص 502-503:[ "النعثل" الذَّكَر من الضباع ، والشيخ الأحمق ... والمراد به في البيت عثمان بن عفّان، لأنّه كان يقال له ذلك ... والمشهور في سببه أنّه كان يشبّه بالرجل المصري أو الاصبهاني لطول لحيته. وأمّا الناظم وأضرابه رحمهمُ اللّه فيجوز أن يريدوا بذلك كونه أحمق، وأن يريدوا تشبيهه بالضبعان لحمقه أو لعظم بطنه لأنّه كان لا يشبع من حُطام الدنيا وأسحاتها ].
7-قال ص 512:[ وراية منها أو أصحاب راية يتقدّمها أو يتقدّمهم عثمان الذي هو كالنعثل أو كنعثل لا برّدَ اللّه ضجعاً له أو له ضجعة].
ثالثاً: إظهار السبحاني السرور بطباعة الكتاب وإخراجه للمسلمين
بعد أن أثنى على مؤلف القصيدة وشارحها - عليهما من الله ما يستحقان لطعنهم بصحابة نبينا صلى الله عليه وسلم - أظهر سروره بطباعة الكتاب على يديه وإليك نص ما قاله:
1-توجه إلى الله تعالى بالحمد ليس على إنجاز مشروع طباعته فحسب ، بل ونشره في الأوساط الإسلامية ، قال ص 52:[ نحمده سبحانه على إنجاز هذا المشروع ونشره في الأوساط الإسلامية ] ، وهذه العبارة بحد ذاتها كافية في فضحه وكشف خبث سريرته تجاه الصحابة ، لأنه حَمَِد الله تعالى على طبعه ونشره في الأوساط الإسلامية ، ويعلم كل عقلاء المسلمين أن نشر مثل هذا الكتاب يقضي على أمل الوحدة إلى يوم القيامة ويشعل فتيل الفتنة الطائفية ، لم حواه من مطاعن بحق خيرة رجالات الأمة الإسلامية ورمز فخرها وعزِّها.
2-قال ص 11 في معرض التعريف بالكتاب:[ وهذا هو الذي يزفّه الطبع إلى القرّاء الكرام ] ، هكذا يعلنها بكل جرأة ووقاحة واستهانة بمشاعر المسلمين حتى صوَّر الأمر كأنه بشرى يزفها للقراء بنشره مثل هذا الكتاب الممتلئ بالطعن على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكفيرهم !!!
وهكذا تبين كذب وزيف الخطاب الشيعي حول التقريب ونبذ الفرقة بين المسلمين ، والذي يتخذه علماء الإمامية ذريعة لخداع أهل السنة واختراق بلدانهم وصفوفهم ، فمتى يستفيق أهل السنة من سباتهم ويستقينوا بالازدواجية الإمامية التي ليس لها معنى إلا الخداع والضحك على الذقون ؟!!!