العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-16, 10:29 AM   رقم المشاركة : 1
نجلاء الاحساء
عضو ذهبي








نجلاء الاحساء غير متصل

نجلاء الاحساء is on a distinguished road


رُقى وَأدعِيــــة بأدلـــــة صحيحـــة من الكتـــاب والسنــــة.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد :

قال الله – تعالى - : {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ۞ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} [سورة الطلاق 2 ـ 3].

ومن يتوكل على الله فهو حسبه … كافيه … ناصره … مؤيده ، فهو - سبحانه - حي لا يموت، والإنس والجن يموتون، ولا يعتريه ضعف، ولا غفلة، ولا نسيان، على أن يأخذ المؤمن بالأسباب المشروعة كالعلاج والتداوي في حال المرض.

فعن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك – رضي الله عنه - قال : " شهدْتُ الأعراب يسألون النبي – صلى الله عليه وسلم - : أعلينا حرجٌ في كذا ؟ أعلينا حرجٌ في كذا ؟ "، فقال لهم : (عباد الله ! وضع الله الحرج إلا من اقترضَ من عِرْضِ أخيه شيئا، فذاك الذي حرج)، فقالوا : يا رسول الله ! هل علينا جناحٌ أن لا نتداوى ؟ قال : (تداووا عباد الله ! فإن الله – سبحانه - لم يضع داءً إلا وَضَعَ معه شفاءً إلا الهرم)، قالوا : يا رسول الله ! ما خيرُ ما أعْطِيَ العبد ؟ قال : (خلق حسن). قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - : (صحيح). انظر : [سنن ابن ماجة 2/ 1137 رقم 3436].

ومن الأسباب المشروعة :

الرقى الواردة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام – رضي الله عنهم - بأدلة صحيحة.

وهذا لا ينافي حسن التوكل على الله - تبارك وتعالى - والإعتماد عليه في كشف البلاء، أما من اعتمد على مخلوق مثله فيما لا يستطيعه إلا الله - تبارك وتعالى -، فإنه سيقع في الشرك، فيضل ويشقى، لأن القلب قد تعلق بغير الله - تبارك وتعالى -، ولأن المخلوقين يعتريهم ضعف، وغفلة، ونسيان، وعدم قدرة، ثم هم إلى فناء ... إلى موت، فكيف بمن تعلَق قلبه بأمواتٍ يستغيثُ بهم، ويستعينُ بهم من دون الله، أو تعلَق قلبه لجلب خيرٍ أو دفع ضر بحُجُبٍ وتمائم، وبخور وطلاسم، وتعاليقَ وعزائم، وخرزٍ وجماجمَ حيواناتٍ وجلودها وأُذُنِها وقرونها، وخيوطٍ وعُقدٍ وَحلَقات، أوحذوات فرسٍ وأكُفّ وأعْيُنٍ وَوَدَعٍ وَقواقِعَ سلاحفٍَ وسحالي، وبَخورٍ وَشَبةٍ وَرصاصٍ ونحاسٍ يُحمى عليه وَيُذاب لمنعِ الحسد ومعرفةِ الحاسد، وشعيرِ مولدٍ لدفع الأرواح الشريرة، - زعموا -، وما إلى ذلك مما لا دليل عليه، ولا أصلَ له في شرعنا الحنيف، وبقدر تعلقِ القلب في كل ما تقدم من دون الله، يعظم الشرك، لأنه ينافي العقيدة السليمة وَحُسْنَ التوكل على الله - تبارك وتعالى -.

فعن عوف بن مالك الأشجعي – رضي الله عنه - قال : كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا : يا رسول الله : كيف ترى في ذلك ؟ فقال – صلى الله عليه وسلم - : (اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك) [مختصر مسلم 1462].

وعن عقبة بن عامر الجهني – رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أقبل إليه رهط، فبايَعَ تسعة، وأمسكَ عن واحد، فقالوا : يا رسول الله ! بايعتَ تسعة وتركتَ هذا، قال : (إنَّ عليه تميمة)، فأدخل يده فقطعها فبايعه وقال : (من علَق تميمة فقد أشرك) (صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 492].

قال الشيخ الألباني رحمه الله - تعالى - في التعليق على الحديث : وقد ورد بلفظ [من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا ودع الله له]. واسناده ضعيف ورد في الضعيفة برقم 1266]. ا هـ.

التميمة : (هي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم فأبطلها الإسلام).

وعن ابن أخت زينب امرأة عبد الله – ابن مسعود - عن زينب قالت : [كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحُمرة، وكان لنا سرير طويل القوائم، وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوّت، فدخل يوما، فلما سمعت صوته احتجبت منه، فجاء فجلس إلى جانبي فمسني فوجد مس خيط، فقال : ما هذا ؟ فقلت : رقى لي فيه من الحمرة : فجذبه وقطعه، فرمى به وقال : لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول : (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) قلت : فإني خرجت يومًا فأبصرني فلانٌ فدمعت عيني التي تليه، فإذا رقيتها سكنت دمعتها، وإذا تركتها دمعت، قال : ذاك الشيطان إذا أطعته تركك، وإذا عصيته طعن بإصبعه في عينك، ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كان خيرا لك وأجدر أن تشفين، تنضحين في عينك الماء وتقولين : (أذهِبِ البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما) قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى - : (صحيح). انظر : [سنن ابن ماجه 2/ 1166 رقم 3530].

وفي رواية أخرى عن قيس بن السكن الأسدي – رضي الله عنه - قال : دخل عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه - على امرأة ، فرأى عليها خرزًا من الحمرة، فقطعه قطعًا عنيفا، ثمَ قال : إن آل عبدالله عن الشرك أغنياء، وقال : كان مما حفظنا عن النبي – صلى الله عليه وسلم - : (إن الرقى، والتمائم، والتولة شرك) [السلسلة الصحيحة 331].

والرقى المنهي عنها هنا هي : الرقى الشركية.

قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى - في التعليق على الحديث : [الرقى المنهي عنها هنا : هي كل ما فيه الإستعاذة بالجن، أو لا يفهم معناها. مثل كتابة بعض المشايخ من العجم على كتبهم لفظة (يا كبيكج) لحفظ الكتب من الأرَضـَة، زعموا !!.
والتمائم : جمع تميمة، وأصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد لدفع العين، ثم توسعوا فيها، فسمّوا بها كل عِوَذة.
ومن ذلك تعليق بعضهم نعل الفرس على باب الدار، أو في صدر المكان ! وتعليق بعض السائقين نعلاً في مقدمة السيارة، أو مؤخرتها، أو الخرز الأزرق على مرآة السيارة التي تكون أمام السائق من الداخل، كل ذلك من أجل العين ، زعموا !.
وهل يدخل في (التمائم) الحُجُبْ التي يُعلقها بعض الناس على أولادهم، أو على أنفسهم إذا كانت من القرآن أو الأدعية الثابتة عن النبي – صلى الله عليه وسلم - ؟.
للسلف في ذلك قولان : أرجحهما عندي المنع، كما بينته فيما علقته على " الكلم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية (رقم التعليق 34).
التولة : بكسر التاء وفتح الواو : ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره ، قال بن الأثير " : جعله من الشرك لإعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدَره الله - تعالى -]. انتهى كلامه رحمه الله - تعالى -.

لا يجوز فك السحر بسحر آخر غيره :

لحديث جابر بن عبدالله – رضي الله عنه - قال : سئل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن النشرة ؟ فقال : (هو من عمل الشيطان) [السلسلة الصحيحة 2760].

والمقصود بالنشرة المنهي عنها هنا : فك السحر بسحر آخر غيره فإنه من الشيطان، ولا يجوز.

وعنه – رضي الله عنه - قال : نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن الرقى !. فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا رسول الله ! إنه كانت عندنا رقية، نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى، قال : فعرضوها عليه، قال : (ما أرى بها بأسا، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه) [مختصر صحيح مسلم 1452].

لم يسمح النبي – صلى الله عليه وسلم - لآل عمرو بن حزم بأن يرقوا إلا بعد أن اطلع على صفة الرقية، ورآها مما لا بأس به ، مما لا ينافي التوحيد وحسن التوكل على الله وحده لا شريك له، فوافقهم، وحث على الرقية، وعلى نفع الغير بها عند الإستطاعة كما يتبين في الأدلة التالية :

1/ 1. عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - يقول أرخص النبي – صلى الله عليه وسلم - في رقية الحية لبني عمرو، والرقيا لرجل لدغته عقربا.
قال أبو الزبير سمعت جابر بن عبد الله يقول : لدغت رجلا منا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فقال رجل يا رسول الله ! أرقي ؟ قال : (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل) (صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 472].

2/1. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعَوِّذ الحسن والحسين : (أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)، ويقول : (إن أباكما كان يُعَوِّذ بهما إسماعيل وإسحاق). (صحيح). (رواه البخاري).
(وفي أكثر نسخ المصابيح بهما على لفظ التثنية). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 1535] و [صحيح الكلم الطيب ص 130 رقم 146] و [جامع الترمذي 4/ 396 رقم 2060] و [سنن أبي داود 4/ 235 رقم 4737].

وقال أبو داود : [هذا دليل على أن القرآن الكريم كلام الله - تعالى - ليس بمخلوق].

1/ 3. وعن أسماء بنت عُمَيْس - رضي الله عنها – قالت : " يا رسول الله ! إن ولد جعفر تسرع إليهم العين، أفأسترقي لهم ؟ "قال : (نعم، فإنه لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين) (حديث صحيح) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه. انظر : [مشكاة المصابيح 4560].

1/ 4. أن رجلا من الأنصار ، خرجت به نملة، فدُلَّ على أن الشفاء بنت عبدالله ترقي من النملة، فجاءها فسألها أن ترقيه، فقالت : والله ما رقيت منذ أسلمت. فذهب الأنصاري إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فأخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - الشفاء، فقال : (اعرضي علي)، فعرضتها عليه، فقال : – صلى الله عليه وسلم - : (ارقيه وعلميها حفصة كما علمتيها الكتاب). وفي رواية : (الكتابة) أخرجه الحاكم.
النملة : (هي هنا قروح تخرج في الجنب).

قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى - : [وفي الحديث فوائد كثيرة أهمـّـها اثنتان :

الأولى : [مشروعية ترقية المرءِ لغيره بما لا شرك فيه من الرقى، بخلاف الاسترقاء، وهو : طلب الرقية من غيره، فهو مكروه لحديث " سبقكَ بها عكاشة " وهو معروف مشهور.

والأخرى : مشروعية تعليم المرأة الكتابة.
ومن أبواب البخاري في " الأدب المفرد" رقم (1118) : "باب الكتابة إلى النساء وجوابهن"...] انتهى كلامه – رحمه الله تعالى - انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 340 – 350 رقم 178].

أما حديث عكاشة بن محصن - رضي الله عنه - فهو : عن عبدالله ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يوما فقال : (عرضت علي الأمم، فجعل يمر النبي ومعه الرجل، والنبي ومعه الرجلان، والنبي ومعه الرهط، والنبي وليس معه أحد، فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق، فرجوت أن يكون من أمتي، فقيل هذا موسى في قومه، ثم قيل لي : انظر ، فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق ، فقيل لي : انظر هكذا وهكذا ، فرأيت سوادًا كثيرًا سدَّ الأفق، فقيل : هؤلاء أمتك، ومع هؤلاء سبعونَ ألفًا قداّمهم، يدخلون الجنة بغير حساب، هم الذين لا يتطيرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام عكاشة بن محصن فقال : ادع الله أن يجعلني منهم. قال : (اللهم اجعله منهم). ثم قام رجلٌ فقال : ادع الله أن يجعلني منهم. فقال : (سبقك بها عكاشة) (متفق عليه).

وعنه - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) (متفق عليه).

ومن الأخذ بالأسباب المشروعة للعلاج والحفظ :

قال الله – تعالى - : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [سورة الإسراء 82].

1. قراءة سُوَرٍ أو آياتٍ معينة من القرآن الكريم للرقيا أو الحفظ ومنها :

1/1. [الرقيا بفاتحة الكتاب مع النفث] وتنفع من السمّ، وذلك للأدلة التالية :

ا. عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن ناسًا من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كانوا في سفر فمروا بحيٍ من أحياء العرب، فاستضافوهم، فلم يضيفوهم، فقالوا لهم : هل فيكم من راق ؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب ؟ فقال رجل منهم : نعم، فأتاهُ فرقاهُ بفاتحة الكتاب، فبرَأَ الرجل، فأعطِيَ قطيعًا من غنمٍ فأبى أن يقبلها، وقال : حتى أذكر لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فأتاه فقال : يا رسول الله ! والله ما رَقَيْتُ إلا بِفاتِحَةِ الكتاب، فتبسمَ وقال : (وما أدراك أنها رقية ؟)، ثم قال : (خذوا منهم، واضربوا لي بسهم معكم) انظر : [مختصر صحيح مسلم 1449].

ب. وفي رواية عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه - قال : أن رهطاً من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم - انطلقوا في سفرة سافروها، فنزلوا بحي من أحياء العرب، فقال بعضهم : إن سيدنا لُدِغ، فهل عند أحدٍ منكم شيء ينفعُ صاحبنا، فقال رجلٌ من القوم : نعم واللهِ إني لأرقي : ولكن استضفناكم فأبيتم أن تضيفونا، ما أنا براق حتى تجعلوا لي جعلا، فجعلوا له قطيعا من الشاء، فأتاه، فقرأ عليه أم الكتاب ويتفل حتى برأ كأنما أنشط من عقال، قال : فأوفاهم جُعلهم الذي صالحوهم عليه، فقالوا : اقتسموا فقال الذي رقي : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فنستأمره، فغدوا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فذكروا له، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (من أين علمتم أنها رقية، أحسنتم، اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم) قال الشيخ الألباني : (صحيح). انظر: [سنن أبي داود 4 / 14 رقم 3900].

والنفث : هو النفخ مع قليل من الريق.

ت. وفي رواية عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نفرًا من أصحاب النبي– صلى الله عليه وسلم - مروا بماءٍ فيهم لديغ أو سليم (1)، فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال : هل فيكم من راق ؟ إن في الماء لديغا - أو سليما - فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرئ. فجاء بالشاءِ إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا أخذتَ على كتابِ الله أجرا ؟ حتى قدموا المدينة، فقالوا يا رسول الله ! أخذ على كتاب اللهِ أجرا. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (إن أحقّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله) . (رواه البخاري).

ث. وفي رواية : (أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما) (حديث صحيح). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 2 رقم 2985].

قوله : فقرأ بفاتحة الكتاب على شياهٍ فبرئ : أي قرأ على المريض بفاتحة الكتاب على أن يكونَ الأجْرُ شِياهٍ إن تم الشفاء بإذن الله - تعالى -.

** تنبيه : هذا يدل على جواز أخذ الأجر على الرقيا لمن شاء، وأنه ليس كما يظن الكثيرون أن كل من أخذ أجرًا على الرقيا فهوَ عَرّافٌ أو كاهِنٌ أو مُشَعْوذ.
فقد وافق رسول الله – صلى الله عليه وسلم - على أخذ الأجرة، وأقرهم عليه، بل وشاركهم فيه، وعلى ذلك أدلة كثيرة منها ما تقدم من قوله : (أحسنتم، اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم )، ومن شاء أن يحتسب أجره على الله ولا يأخذ، فله ذلك وهو خير.


__________

(1) سليم : وتطلق على السليم وعلى اللديغ، وهي كلمة من المشترك اللفظي الذي يتميز بالأضداد، وتدل الكلمة الواحده فيه على معنيين متضادين متناقضين متبانيين. ومثله البصير وتطلق على المُبصر والأعمى.
__________________


ومن الأخذ بالأسباب المشروعة للعلاج والحفظ :

2/ 1. الرقيا بسورة الفاتحــــة مع النفث وتنفع من الجنون :

ا. فعن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه قال : أقبلنا من عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فأتينا على حي من العرب فقالوا : إنا أنبئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل بخير، فهل عندكم من دواء أو رقية ؟ فإن عندنا معتوهًا في القيود، قال : فقلنا : نعم قال : فجاؤوا بمعتوه في القيود، قال : فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية، كلما ختمتها أجمع بزاقي ثم أتفل، فكأنما نشط من عقال. قال فأعطوني جُعلا، فقلت : لا حتى أسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فقال : (كُلْ، فلعمري من أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق). قال الشيخ الألباني : (صحيح). انظر : [سنن أبي داود 4/ 14 رقم 3901].

ب. وفي رواية : عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه أنه : أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فأسلم، ثم أقبل راجعًا من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهله : إنا حُدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير، فهل عندك شيء تداويه، فرقيته بفاتحة الكتاب، فبرَأ فأعطوني مائة شاة، فأتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال : (هَلْ إلا هذا).
وقال مسدد في موضع آخر : (هل قلت غير هذا ؟). قلت : لا، قال : (خذها فلعمري لمن أكل برقيه باطل، لقد أكلت برقية حق) قال الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - : (صحيح). انظر : [سنن أبي داود 3/ 14 رقم 3896].

ت. وعن يعلى بن مرة عن أبيه قال : سافرت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فرأيت منه شيئا عجبا، نزل منزلا فقال : انطلق إلى هاتين الشجرتين، فقل : إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول لكما : أن تتنحيا. فانطلقت فقلت لهما ذلك : فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها فمرت كل واحدة إلى صاحبتها فالتقيا جميعا، فقضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - حاجته من ورائهما، ثم قال : انطلق فقل لهما : لتعود كل واحدة إلى مكانها. فأتيتهما، فقلت ذلك لهما، فعادت كل واحدة إلى مكانها.
وأتته امرأة فقالت : إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (ادنيه)، فأدنته منه، فتفل في فيه وقال : (اخرج عدو الله أنا رسول الله. ثم قال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع). فلما رجع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - استقبلته ومعها كبشان وأقط وسمن، فقال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (خذ هذا الكبش فاتخذ منه ما أردت). فقالت : والذي أكرمك ما رأينا به شيئًا منذ فارقتنا.
ثم أتاه بعير فقام بين يديه، فرأى عينيه تدمعان، فبعث إلى أصحابه فقال : ما لبعيركم هذا يشكوكم ؟ فقالوا : كنا نعمل عليه فلما كبر وذهب عمله تواعدنا عليه لننحره غدا. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (لا تنحروه، واجعلوه في الإبل يكون معها) (حديث صحيح). أخرجه الحاكم. انظر : [السلسلة الصحيحة 485].

2. ومن الأخذ بالأسباب للبركة وطرد الشيطان من المنزل، ومنع وقوع السحر :

1/ 2. قراءة سورة البقرة والمحافظة عليها :عن أبي أمامة – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرأوا الزهراوين : البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صوافَّ يحاجـّـان عن أصحابهما، اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة) (صحيح) رواه : (أحمد ومسلم). انظر : [صحيح الجامع 1165].

قوله : ولا تستطيعها البطلة : أي لا يقدر السحرةُ على إيذاء صاحبها.

2/ 2. وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) (صحيح) رواه (مسلم والنسائي والترمذي). انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1458].

3/ 2. قراءة آية الكرسي تجير من الجن بإذن الله - تعالى - : عن يحيى ابن أبَيّ كثير، قال : حدثني ابن اُبيّ : أن أباه أخبره : أنه كان لهم جُرن فيه تمر، وكان أبي يتعاهده، فوجده ينقص، فحرسه، فإذا هو بدابة تشبه الغلام المحتلم، قال : فسلّمت، فردّ السلام، من أنت أجنٌ ام إنس ؟ قال جنٌ !! قال : فناولني يدك، فناولني يده، فإذا هي يد كلب، وشعر كلب، قال هكذا خلقُ الجن ؟ قال : لقد علمت الجن ما فيهم أشدّ مني، قال له أبَيّ : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : بلغنا أنك رجل تحب الصدقة، فأحببنا أن نصيب من طعامك. قال أبَيّ : فما الذي يُجيرنا منكم ؟ قال هذه الآية : (آية الكرسي) ثم غدا إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال : (صدق الخبيث). يعني : الجني في قوله : يجير الإنس من الجن. [انظر : السلسلة الصحيحة 3245].

4/ 2. قراءة الآيتان الأخيرتين من سورة البقرة للوقاية والحفظ : فعن أبي مسعود الأنصاري – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) (متفق عليه).

3. الرقيا بسور الكافرون، والمعوذات، وتنفع من لدغ العقرب ومن المرض، والحسد، والظلمة والرياح الشديدة :

1/ 3. فعن محمد بن الحنفية - رضي الله عنهما - عن علي - رضي الله عنه - قال : لدغت النبي – صلى الله عليه وسلم - عقرب وهو يصلي ، فلما فرغ قال : [لعن الله العقرب، لا تدع مصليًا ولا غيره. ثم دعا بماءٍ وملحٍ وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}]. (حديث صحيح) انظر : [الصحيحة 2/ 89 ــ رقم 548].

2/ 3. وفي رواية أخرى عن علي - رضي الله عنه - قال : بينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة يصلي، فوضع يده على الأرض، فلدغته عقرب، فناولها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بنعله، فقتلها، فلما انصرف قال : لعن الله العقرب، ما تدع مصليا ولا غيره أو نبيا وغيره، ثم دعا بملح وماء، فجعله في إناء، ثم جعل يصبه على إصبعه حيث لدغته ، ويمسحها ويعوّذها بالمعوذتين) (صحيح). رواهما البيهقي في شعب الإيمان. انظر : [مشكاة المصابيح جــ 2 رقم 5467].

3/ 3. وتنفع من أعين الإنس والجن : فعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (أنزل عليّ آيات لم ير مثلهن [ قط ] : و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} إلى آخر السورة، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} إلى آخر السورة] (حديث صحيح). انظر : [السلسلة الصحيحة جـ 7 رقم 3499].

4/ 3. عن ابن عابس الجهني - رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال له : (يا ابن عابس ! ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون ؟) قال : بلى يا رسول الله، قال :{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، هاتين السورتين]. (صحيح). فإن له طرقًا كثيرة -. انظر : [السلسلة الصحيحة 1104] و [صحيح سنن أبي داود 1315 و 1316].

5/ 3. عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يتعوّذ من عين الجان ثم أعين الإنس، فلما نزل المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك) (صحيح). انظر : [سنن ابن ماجة 2/ 1161 رقم 3511].

5/ 3. وعن عبد الله بن شداد عن عائشة - رضي الله عنها - : (أن النبي – صلى الله عليه وسلم - أمرها أن تسترقي من العين) (صحيح). انظر : [سنن ابن ماجة 2/ 1162 رقم 3512].

6 / 3. وتنفع المعوذات كرقية من المرض : فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : (كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا مرض أحد من أهله نفث عليهم بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه، لأنها كانت أعظم بركة من يدي) [مختصر مسلم 1446].

7/ 3 . وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتعوذ بهما عند الظلمة والرياح الشديدة : فعن عقبة بن عامر- رضي الله عنه - قال : بينا أنا أسير مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بـأعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس، ويقول يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما، قال : وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة) (قال الشيخ الألباني : صحيح) . انظر : [سنن أبي داود 2 / 73 رقم 1436].

8/ 3. وتنفع المعوّذات لفك السحر وَعُقَدِه، كما في قصة سحر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : عن زيد ابن أرقم - رضي الله عنه - قال : كان رجل [من اليهود] يدخل على النبي – صلى الله عليه وسلم - [وكان يأمنه] فعقد له عقدا فوضعه في بئر رجل من الأنصار [فاشتكى لذلك أياما، وفي حديث عائشة رضي الله عنها ستة أشهر)] فأتاه ملكان يعودانه، فقعد أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ، فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال : فلان الذي [كان ] يَدخل عليه، عقد له عقدا ، فألقاه في بئر فلان الأنصاري ، فلو أرسل [إليه] رجلا، وأخذ [منه] العقد لوجد الماء قد اصفرّ . [فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين] وقال : إن رجلا من اليهود سحرك، والسحر في بئر فلان، قال : فبعث رجلا). (وفي طريق أخرى : فبعث عليا رضي الله عنه) [فوجد الماء قد اصفرّ ] فأخذ العقد [ فجاء بها] [فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية] فحلها [ فجعل يقرأ ويحلّ] [فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ] فبرأ). وفي الرواية الأخرى : (فقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كأنما نشط من عقال)، وكان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي – صلى الله عليه وسلم - فلم يذكر له شيئا منه، ولم يعاتبه [قط حتى مات]) (حديث صحيح). انظر : [السلسلة الصحيحة 6 / 615 رقم 2761].

9/ 3. وروَت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – قصة سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث (المتفق على صحته) أيضًا فقالت : (سُحِرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إنه ليخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه ثم قال : أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته ؟ جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب، قال : ومن طبّه، قال لبيد بن الأعصم اليهودي، قال : في ماذا ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر، قال : فأين هو ؟ قال : في بئر ذروان، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر، فقال هذه البئر التي أريتها، وكأن ماءها نُقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين فاستخرجه) (متفق عليه).

وقد أنكر قصة سحر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أناس لم يُقرّوا بالأدلة والأحاديث الصحيحة التي تواترت بإثباتها في الصحاح، وذلك لتقديمهم العقل على النقل، وما أدركوا بأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بشر يمرض، ويصيبه من الإبتلاءات والأعراض ما يصيب غيره من البشر، بل كان يوعك كما يوعك الرجلان، جزاه الله عنا خير ما جزى به نبيًا عن أمته.

فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : "دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك فمسسته بيدي، فقلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكًا شديدا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم – (أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم). قال فقلت : ذلك لأن لك أجرين ؟ فقال (أجل). ثم قال : (ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه، إلا حطَّ الله – تعالى - به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها) (متفق عليه).

10/ 3. ومن علاج السم والسحر : التصبح بسبع تمرات عجوة على الريق فإن فيه وقاية من السم والسحر قبل وقوعه، وشفاء منه إن وقع : فعن سعد - رضي الله عنه - قال : قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول : (من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سمٌّ ولا سحر) (متفق عليه).

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم) (صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 4/ 655 رقم 2000]. وقد أخرجه مسلم (6/ 124) من طريق إسماعيل بن حجر عن عن شريك بلفظ : (إن في عجوة العالية شفاء أو أنها ترياق أول البكرة) لم يذكر فيه الريق.

وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - مرفوعا بلفظ : (من أكل سبع تمرات عجوة ما بين لابتي المدينة، على الريق لم يضره يومه ذلك شيء حتى يمسي - قال : وأظنه قال : وإن أكلها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح). قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى – : [وسنده جيد في الشواهد]. انظر : [السلسلة الصحيحة 4/ 655 رقم 2000].

4. أدعية ورقى من أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – للحفظ والوقاية والعلاج :

1/ 4. ورد الفزع من النوم : عن محمد بن المنكدر قال : جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - فشكا إليه أهاويل يراها في المنام، فقال : (إذا آويت إلى فراشك، فقل : أعوذ بكلمات الله التامَات من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون) [السلسلة الصحيحة 264].

وعن خالد بن الوليد - رضي الله عنه - قال : (كنت أفزع بالليل فأتيت النبي فقلت : إني أفزع بالليل فآخذ سيفي فلا ألقى شيئا إلا ضربته بسيفي، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (ألا أعلمك كلمات علمني الروح الأمين ؟ قل : أعوذ بكلمات الله التامَات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقٍ يطرق بخير يا رحمن) [السلسلة الصحيحة 2738].

2/ 4. وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال : (اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت).
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قالهن ثم مات تحت ليلته مات على الفطرة.

وفي رواية قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لرجل : (يا فلان ! إذا أويت إلى فراشك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل : اللهم أسلمت نفسي إليك، إلى قوله أرسلت) وقال : (فإن مت من ليلتك، مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيرا). (متفق عليه).

3/ 4. للحفظ والوقاية : المحافظة على أذكار الصباح والمساء بصفة عامة، ومنها : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا رجل عمل أكثر منه). (متفق عليه).

4/ 4. عن أبي عياش أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (من قال إذا أصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح). قال حماد بن سلمة فرأى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم فقال يا رسول الله إن أبا عياش يحدث عنك بكذا وكذا، قال : (صدق أبو عياش). (صحيح) رواه أبو داود وابن ماجه. انظر : [مشكاة المصابيح جـ 2 رقم 2395].

5/ 4. عن عبد الله قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذا أمسى قال : (أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، وسوء الكبر، وفتنة الدنيا، وعذاب القبر. وإذا أصبح قال : أيضا : (أصبحنا وأصبح الملك لله).

وفي رواية : (رب إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر. وإذا أصبح قال أيضا : (أصبحنا وأصبح الملك لله). (صحيح رواه مسلم). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 2 رقم 2381].

6/ 4. وعن أبان بن عثمان قال سمعت عثمان بن عفان يقول سمعت رسول الله -- صلى الله عليه وسلم - يقول : (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء). قال : وكان أبان قد أصابه طرف من الفالج، فجعل الرجل ينظر إليه، فقال له أبان : "ما تنظر إليّ ؟ أما إن الحديث كما قد حدثتك، ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله عليَّ قدره) قال الشيخ الألباني : (صحيح). رواه الترمذي وابن ماجه وأبو داود وفي روايته : (لم تصبه فجاءة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح لم تصبه فجاءة بلاء حتى يمسي). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 2 رقم 2391].

وفي رواية : عن سمع أبان بن عثمان رضي الله عنهما يقول : سمعت عثمان - يعني بن عفان - رضي الله عنه - يقول : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول : (من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي، قال : فأصاب أبان بن عثمان الفالج، فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له مالك تنظر إلي ؟ فوالله ما كذبت على عثمان، ولا كذب عثمان على النبي – صلى الله عليه وسلم -، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت، فنسيت أن أقولها) صحيح. انظر : [سنن أبي داود 4/ 323 رقم 5088].

7/ 4. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله– صلى الله عليه وسلم - : (ما من مسلم يعود مريضًا لم يحضره أجله فيقول عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عوفي) [صحيح الجامع 5766].



وفي الرقيا من المرض

8/ 4. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال : (أذهب البأس رب الناس, واشف أنت الشافي لاشفاء إلا شفاؤك, شفاء لا يغادر سقما) انظر: [مختصر صحيح مسلم 1460].

وفي رواية لأبي داود في سننه قال : حدثنا مسدد ثنا عبد الوارث عن عبد العزيز بن صهيب قال : قال أنس يعني لثابت : ألا أرقيك برقية رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : بلى، قال فقال : (اللهم رب الناس مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، اشفه شفاء لا يغادر سقما) قال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى : (صحيح). انظر : [سنن ابي داود 4/ 11 رقم 3891].

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يرقي بهذه الرقية : (أذهب البأس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت) [مختصر صحيح مسلم 1461].

وعنها - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يرقي يقول : (امسح البأس ربّ الباس، بيدك الشفاء، لا يكشف الكرب إلا أنت) (صحيح) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله - تعالى - (6/ 50]. وانظر : [السلسلة الصحيحة 1526].

9/ 4. وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - : أن جبريل عليه السلام أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : يا محمد اشتكيت ؟ قال : " نعم" قال : (بسم الله أرقيك, من كل شيئ يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك) [مختصر مسلم 1444].

10/ 4. وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي - رضي الله عنه - : أنه شكا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وجعا يجده في جسده منذ أسلم , فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل : بسم الله ثلاثا، وقل : سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر). انظر : [مختصر صحيح مسلم 1447].
وفي رواية أخرى صحيحة : ( أعوذ بعزَة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ).

11/ 4. وعن يزيد بن خصيفة أن عمرو بن عبد الله بن كعب السلمي أخبره أن نافع بن جبير أخبره عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - : أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم -، قال عثمان : وبي وجع قد كاد يهلكني، قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (امسحه بيمينك سبع مرات وقل : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد : قال : ففعلت ذلك ، فأذهب الله - عز وجل -ما كان بي، فلم أزل آمُرُ به أهلي وغيرهم). قال الشيخ الألباني : [صحيح سنن أبي داود 4 / 11 رقم 3891].

12/ 4. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (ما من مسلم يعود مريضا لم يحضره أجله فيقول عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عوفي) [صحيح الجامع 5766].


سؤال الله العافية

13/ 4. سؤال الله العافية : عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم قال : سمعت ابن عمر يقول : " لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدع هؤلاء الكلمات إذا أصبح وإذا أمسى : (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك من أن أغتال من تحتي). قال الشيخ الألباني : (صحيح). انظر : [الأدب المفرد 1/ 411 رقم 1200].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من : اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة) [صحبح الجامع 5703] و [السلسلة الصحيحة 1138].

وعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - مرَ بقوم مبتلين فقال : (أما كان هؤلاء يسألون العافية) [الصحيحة 2197].

14/ 4. وعنه - رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ ، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (هل كنت تدعو بشيئ أو تسأله إياه ؟) قال : نعم ، كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا ! فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (سبحان الله ! لا تطيقه، أوْ لا تستطيعه، أفلا قلت : (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ؟) قال : فدعا الله له فشفاه . انظر : [صحيح مسلم (8 / 67)].

15/ 4. الإستعاذة بكلمات الله التامات إذا نزل منزلا : عن خولة بنت حكيم - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (إذا نزل أحدكم منزلا فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإنه لا يضره شيئ حتى يرتحل منه) [السلسلة الصحيحة 3980].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك) [مختصر صحيح مسلم 1453].

وفي رواية أخرى عنه – رضي الله عنه - قال : لدغت عقرب رجلا فلم ينم ليلته ، فقيل للنبي – صلى الله عليه وسلم - : إن فلانا لدغته عقرب فلم ينم ليلته ، فقال : (أما إنه لو قال حين أمسى : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ما ضره لدغ عقربٍ حتى يصبح) (صحيح). انظر : [سنن ابن ماجة 2/ 1162 رقم 3518].

16/ 4. وعند تعرض الشيطان إذا تراءى للإنسان يقول : (أعوذ بالله منك ــ ثلاث مرات ــ ثم ألعنك بلعنة الله التامة ــ ثلاث مرات ــ) كما في صحيح مسلم عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن رسول الله– صلى الله عليه وسلم - قال : (إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نارٍ ليجعله في وجهي، فقلت : (أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم أردت أن آخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة) (صحيح) انظر : [ حديث رقم : 2108 في صحيح الجامع].

دل عليه أيضًا رواية أخرى لأبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (إن عفريتا من الجن تفلَّتَ عليَّ البارحة ليقطع على الصلاة ، فأمكنني الله منه، فذعته، وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد، حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان : {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} فرده الله خاسئا) (متفق عليه).

17/ 4. وعن أبي التياح قال : سأل رجل عبد الرحمن بن خنبس : " كيف صنع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - حين كادته الشياطين ؟ قال : جاءت الشياطين إلى رسول الله من الأودية، وتحدرت عليه من الجبال، وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، قال : فرعب، قال جعفر : أحسبه قال : جعل يتأخر. قال : وجاء جبريل - عليه السلام - فقال : يا محمد ! : قال : ما أقول ؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لايجاوزهن برٌّ ولافاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يارحمن، فطفئت نار الشياطين، وهزمهم الله - عز وجل -) حديث صحيح . انظر : [السلسلة الصحيحة 6/ 1250 رقم 1995].


5. الدعاء بالبركة، وجمع ماء الوضوء من الحاسد، وإلقاءها على رأس المحسود :

1/ 5 : عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنهما قال : رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل، فقال : والله ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة، قال : فلبط سهل، فأتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقيل له ، يا رسول الله ! هل لك في سهل بن حنيف ؟ والله ما يرفع رأسه ؟ فقال : (هل تتهمون له أحدا ؟) فقالوا : نتهم عامر بن ربيعة ، قال : (فدعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عامرًا فتغلظ عليه وقال : (عَلامَ َيقتلُ أحدكم أخاه ؟ ألا بَرّكْتْ ؟ اغتسل له) فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه، وداخلة إزاره في قدحٍ ثم صب عليه، فراح مع الناس ليس له بأس) رواه في شرح السنة ورواه مالك. وفي روايته قال إن العين حق توضأ له) (صحيح) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 2 رقم 4562].

أي : إذا عُرِفَ الحاسد : يُطلب منه أن يَدعو للمحسودِ بالبركة، بأن يقول : " اللهم بارك فيه " وأن يتوضأ ويجمع ماء وضوءه في إناء، ويلقى ماء الوضوء على قفا رأس المحسود، فيبرأ بإذن الله - تعالى -.

ولا ينبغي للحاسد أن يمتنع عن إعطاء ماء وضوءه كما يفعل الكثيرون، هداهم الله. لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه عنه عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : (العين حق، ولو كان شيئ سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا) [مختصر مسلم 1454].

قوله – صلى الله عليه وسلم – : (وإذا استغسلتم فاغسلوا) : أي إذا طُلب منكم ماء الوضوء فأجيبوا واغسلوا].

هذا حديث عظيم تعلمنا منه أن الحسد الذي حصل من الصحابي رضوان الله عليه هو حسد إعجاب، لا حسد تمني زوال النعمة - حاشاه -، فقد يعجب المرء بصحته، بولده، بماله، فعليه أن يبادر بالدعاء بالبركة لمن أعْجِبَ به، فإنه يردُّ الحسد ويمنع وقوعه، فإن وقع فهو علاجٌ للحسد بعد وقوعه، بإذن الله - تبارك وتعالى - لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (ألا بَرّكْتْ ؟ اغتسل له).

وما أجمل أن نحيي هذه السنة بالمبادرة إلى الدعاء بالبركة، وجمع ماء الوضوء إذا طلب منا، وأن لا تأخذنا العزة بالإثم، ولنا في الصحب الكرام - رضي الله عنهم - عظة وعبرة،

كما أنه لا يُشتَرط أن يكون من طلِبَ منه ماء الوضوء موضع تهمة، أو أن يُنبَذَ على أنه حسود، إذ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمَنا أن نأخذ بالأسباب بالدعاء بالبركة عند الإعجاب، والدعاء بالبركة بعد وقوع الحسد، وجمع ماء الوضوء وإلقاءها على قفا رأس المحسود، دون أن يأمر بإقصاء الصحابي عامر بن ربيعه - رضي الله عنه - وعدم التعامل معه.

2/ 5. وعن جابر - رضي الله عنهما - قال : جاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يعودني وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ وصبَّ وضوءَهُ عليَّ فعقلت) (متفق عليه) . أخرجه البخاري (1/ 26 و 4/ 49) وكذا مسلم (5 / 60 -61) ورواه الدارمي : (1 /187).

6. الرقيا بتربة الأرض :

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى الإنسان الشيئ منه أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي – صلى الله عليه وسلم - بأصبعه هكذا ــ ووضع سفيان سبابته بالأرض , ثم رفعها ــ (بسم الله، تربة أرضنا بريقة بعضنا، ليشفى به سقيمنا بإذن ربنا) انظر : [مختصر مسلم 1458].

** سفيان : هو راوي الحديث عن عائشة - رضي الله عنهما - ثم رفعها : أي وضعها على مكان الألم ودعا.

** بريقة بعضنا : أي يضع قليلا من الريق على سبابته اليمنى قبل وضعها على الأرض، ثم توضع على مكان الألم ويدعو.

7. الدعاء على ماء زمزم وشربه :

فعن جابر وابن عمرو - رضي الله عنهم - قالا : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (ماء زمزم لما شرب له) [الصحيحة 883 . إرواء الغليل 1123] .

قوله ماء زمزم لما شرب له : أي أنه إذا نوى بشربه تعبداً واقتداءً بالنبي – صلى الله عليه وسلم - يكتب له، أو نوى بشربه الشفاء والبركة يكتب له أجر ما نوى بإذن الله - تعالى -، فإنه يجزئ عن الطعام، وعن الشراب، ويؤجر شاربه على الإتباع والإقتداء بهدي المصطفى نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -.

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (خير ماء على وجـه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم، وشر ماء على وجه الأرض مــاء بوادي برهـوت ، بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام تصبح تتدفق، وتمسي لا بلال لها) (صحيح). انظر : [صحيح الجامع 3322].

قوله ماء زمزم طعام من الطعم، وشفاء من السقم : أي أن الله - تعالى - جعل فيه من الخاصية والبركة ما يستشفى به من المرض. ومن الخاصية والبركة ما يقوي البدن كما يقويه الطعام.

أخوتـــــاه ! إن هذه الحياة الدنيا دار ابتلاء، ونحمد لله أنها ليست بدار بقاء، وإنما هي إلى فناء، فينبغي على العبد الأخذ بالأسباب المشروعة من رقيا وعلاج، مع اليقين بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، مع تمام الرضا والتسليم لقضاء الله - تبارك وتعالى - وقدره، والإنقياد لأمر الله - سبحانه وتعالى - وحُكْمِه، لأن ذلك من شأنه أن يُسَكَّنَ قلب العبد، لعلمه أنه ضعيف، لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعا.

وليكن على يقين بفضل الله - تبارك تعالى - أن له ربٌّ يحوطه، ويرعاه، ويدبر أموره، ويعلم ما يصلحه في حاضره ومستقبله، فيعيش حياةً في غاية السكون، والهدوء، والسعادة، والطمانينة، لأنه اطمئن إلى رب خالق، رازق، كريم، حكيم، رقيب، سميع عليم، مجيب، يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، فيحمد الله على نعمة الهداية، ويسلم إليه تمام التسليم، ولا يجزع على ما فات، ولا يفرح بما هو آت.
إذ أن الفرح الحقيقي العظيم في جنة عرضها كعرض الأرض والسموات.

اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة. ونعوذ بك اللهم من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام، وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

مع دعواتي الخالصــــة بدوام الصحة والعافية.

جمع وتقديم : أم عبدالله نجلاء الصالح
__________________

نقلته نجلاء الاحساء







التوقيع :
اسلك سبُل الهدى ، ولايحزنك قلة السالكين ، وتجنب سبُل الضلاله ، ولايغرك كثرة الهالكين .
من مواضيعي في المنتدى
»» الحيدري يصدم الرافضة بخصوص الصحابة
»» التمتع بالمرأة المتزوجة عند الشيعة 18+
»» براءة جابر بن زيد من الأباضية
»» الرد السوي على الرافضي مدعي انهُ موسوي
»» رئيس الوقف الشيعي العراقي: اقتلوا النصارى حتى يدفعوا الجزية
 
قديم 11-07-20, 04:47 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:33 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "