-12-
الصوفية والتفكر
قال ابن العربي:
اختلف النّاس،أي العملين أّفضل:
التفكر أم الصَّلاة؟
فذهب الصوفية إلى أن التفكّر أّفضل،لما ورد في الحديث من الحثّ عليها،والدعاء إليها،والترغيب فيها.
وفي "الصحيحين" عن ابن عباس: أنه باتَ عند خالته مَيْمُونة،وفيه:
فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمسح النوم عن وجهه ثم قرأ الآيـات العشر الخواتم من سورة آل عمران،وقام إلى شّنٍّ * معلّق،فتوضّأ وضوءاً خفيفاً،ثم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثلاث عشر ركعة،الحديث.
فانظروا –رحمكم الله- إلى جمعه بين التفكر في المخلوقات،ثم إقبالِهِ على صلاتهِ بعده،وهذه السنّة هي التي يعتمد عليها.
فأما طريقة الصوفيّة:
أن يكون الشيخ منهم يوماً وليلة،وشهراً،مفكّراً،لا يفتر،فطريقةٌ بعيدة عن الصواب،غير لائقة بالبشر،ولا مستمرة على السنن.
من كلام الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: (4/315) .