محمد بن عبد الوهاب
قد جاء في كتابه <فتاوى>ص31 <اعلم أرشدك الله أن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى الذي هو العلم النافع ودين الحق الذي هو العمل الصالح،إذا كان من ينتسب إلى الدين منهم من يتعانى بالعلم والفقه ويقول به كالفقهاء ومنهم من يتعانى العبادة وطلب الآخرة كالصوفية فبعث الله نبيه بهدى الدين الجامع للنوعين - أي التصوف والفقه - >.وكان يقول رحمه الله قولة مأثورة <من العجائب فقيه صوفي وعالم زاهد>.وقد جاء في كتاب الهدية السنية ص50 ما نصه <وينهي الشيخ محمد رسالته بقوله <ولا ننكر الطريقة الصوفية وتنزيه الباطن من الرذائل والمعاصي المتعلقة بالقلب والجوارح مهما استقام صاحبها على القانون الشرعي والمنهج القويم المرعي، إلا أننا لا نتكلف له تأويلا في كلامه ولا في أفعاله >.
الإمام الحافظ ابن كثير
أما هذا الإمام الكبير فتحدث عن مشايخ الصوفية في كتابه البداية والنهاية ونذكر منهم في ج11 ص180: <محمد بن إسماعيل المعروف بخير النساج أبو الحسين الصوفي من كبار المشايخ ذوي الأحوال الصالحة والكرامات المشهورة.> أما في ج11 ص113 فقد أطال الحديث عن الجنيد سيد الطائفة وفي ج13 ص93 يقول : <منهم الشيخ عبد الله البوني الملقب أسد الشام رحمه الله ورضي عنه وكانت له زاوية يقصدها للزيارة وكان من الصالحين الكبار المشهورين بالعبادة والرياضة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له همة عالية في الزهد والورع >وفي ص138 يقول<منهم الشيخ شهاب الدين السهروردي… من كبار الصالحين وسادات المسلمين وشيخ الصوفية ببغداد كانت فيه مروءة وإغاثة للملهوف وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر>.
وفي أخريات أيامه دخل الإمام الجليل في صف الصوفية وأخذ الطريقة الشاذلية عن نجم الدين الأصفهاني (كتاب نكت الهيمان للصالح الصفدي)." اهـ
الإمام الحافظ الذهبي
وقد جمع هذا الحافظ في كتابه <تذكرة الحفاظ>جملة من أحوال مشايخ الصوفية حيث يقول رحمه الله <الإمام الحافظ الزاهد شيخ الحرم أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الصوفي صاحب التصانيف وكان ثقة عارفا عابدا ربانيا كبير القدر بعيد الصيت >وتقرا ج3 من كتابه تذكرة الحفاظ فتصادف قوله هذا <محمد بن داود بن سليمان الحافظ الزاهد الحجة شيخ الصوفية >وفي نهاية كتابه يقول <لزمت الشيخ الإمام المحدث مفيد الجماعة أبا الحسين علي بن مسعود بن نفيس الموصلي وسمعت منه جملة وكان دينا خيرا متصوفا متعففا قرأ ما لا يوصف كثرة وحصل أصولا كثيرة كان يجوع ويبتاعها > فلنتأمل في كون هذا الشيخ هو الوحيد من مشايخ الحافظ الذي ذكر أنه لزمه أما البقية فسمع عنهم وحسب. ومما أوقفتني قراءته قوله رحمه الله في ص108 في معجم شيوخه <عن محمد بن أحمد الدمشقي : شيخ الإسلام وفقيه الشام وقدوة العباد وفريد وقته من اجتمعت الألسن على مدحه والثناء عليه.> وكان كثير التعظيم للصوفية والمحبة لهم.
الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي
غالب كتبه مشحونة بذكر الصوفية وإيراد أقوالهم ووصف أحوالهم، كما وأورد في ج1 من كتابه الذيل على طبقات الحنابلة مجموعة من الحنابلة من مشايخ الحركة السلفية ممن مجدوا التصوف وأعزوه حيث أورد في ص211 في ترجمة الإمام أبي محمد بن عبد الله بن علي البغدادي قصيدته التي مطلعها :
ترك التكلف في التصوف واجب = ومن المحال تكلف الفقراء
قوم إذا امتد الظلام رأيتهم = يتركعون تركع القراء
والوجد منهم في الوجوه محله = ثم السماع محله في الأعضاء
وتراهم بين الأنام إذا أتوا مثل = النجوم الغر في الظلماء
أما فيما يتعلق بأقوال ابن رجب فهي متعددة إلا أنها تصب في بحر واحد وهو بحر الثناء والاعتراف بالجميل للسادة الصوفية فنجده يحكي عن أبي عمرو القرشي فيقول<وانتهت إليه تربية المريدين بمصر وانتهى إليه خلق كثير من الصلحاء وأثنى عليه المشايخ وحصل له قبول من الخاص والعام وانتفع بصحبته خلق كثير. وفي حديثه عن الشيخ عبد القادر الجيلالي ص290 ج1 من كتابه <الذيل> يقول <شيخ العصر وقدوة العارفين وسلطان المشايخ وسيد أهل الطريقة وهو صاحب المقامات والكرامات والعلوم والمعارف والأحوال المشهورة. أما في ص384 فيورد الشيخ سعد بن عثمان القرشي قائلا <هو أحد الزهاد الأبدال الأوتاد ومن تشد إليه الرحال ومن كان لله عليه إقبال. كان عبدا صالحا مشهورا بالعبادة والمجاهدة والورع…>.
الإمام العلامة الشاطبي
التصوف عنده قسمان أحدهما التخلق بكل خلق سني والتجرد عن كل خلق دني. والثاني الفناء عن نفسه والبقاء بربه. ويقول في كتابه الاعتصام ص120 <إن الصوفية الذين تنسب إليهم الطريقة مجمعون على تعظيم الشريعة مقيمون على متابعة السنة غير مخلين بشيء من آدابها أبعد الناس عن البدع>.وفي كتاب الموافقات تجده يقول < جعل الله هذه الطائفة ) الصوفية ( صفوة أوليائه وفضلهم على الكافة من غير تمييز بعد الأنبياء والرسل>.
الإمام النووي
هو شارح صحيح مسلم وصاحب كتاب رياض الصالحين وأحد أعلام هذه الأمة.
جاء في طبقات الشافعية ج1 ص 151 أنه أخذ طريق القوم عن شيخه السيد ياسين بن يوسف الزركشي وكان رحمه الله بارعا في علوم الحديث واللغة والنحو والفقه وعلوم الصوفية.
الإمام السيوطي
يقول رحمه الله :<ورزقت التبحر في 7 علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع … والذي أعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم الستة سوى الفقه لم يصل إليه ولا وقف عليه شخص من الأشخاص>هذا الرجل مع تبحره في 7 علوم يذهب إلى مشايخ الطريق ويتتلمذ عليهم. وجاء في كتابه <تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشادلية>ص456 ما نصه <وقد ظهر لي أن نسبة علم الحقيقة - التصوف - إلى علم الشريعة كنسبة علم المعاني والبيان إلى علم النحو فهو سره ومبني عليه>. " اهـ.
الإمام الغزالي
وهو الملقب بحجة الإسلام. ذكر في كتابه المنقذ من الظلال <أقبلت بهمتي على طريق التصوف وعلمت أن طريقتهم لا تتم إلا بعلم وعمل>وفي باب آخر <اني علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة، وأن سيرتهم أحسن السير وطريقتهم أصوب الطرق وأخلاقهم أزكى الأخلاق…>
سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام
لقب بسلطان العلماء. حكي عن ابن دقيق العيد أحد أكابر العلماء أنه - عز الدين - لبس خرقة التصوف من الشيخ شهاب الدين السهروردي وأخذ عنه. وقد قال السبكي<وقد كان للشيخ عز الدين اليد الطولى في التصوف وتصانيفه قاضية بذلك>.
قال رحمه الله <… بل العارفون بالله أفضل من أهل الفروع والأصول لان العلم يشرف بشرف المعلوم. فالعلم بالله وصفاته أشرف من كل معلوم……>.
الشيخ الشوكاني
المعروف عند السادة السلفية تلقى الذكر على يد الشيخ عبد الوهاب الحسني و يقول عنه في كتابه <البدر الطالع> ج1 ص 406 -407-408 < وقدم علينا - شيخ التصوف عبد الوهاب الحسني الموصلي - إلى صنعاء في سنة 1234 وكثر اتصاله بي فهو جامع بين علم الأديان والأبدان… وقد تلقيت عنه الذكر على الطريقة النقشبندية >.
الشيخ أحمد الرفاعي
<وما أرى الفقيه إذا أنكر حال الصوفي إلا مبعودا> <البرهان المؤيد>ص105 هذا الفقيه فما بالك بمنكر غير متفقه.
العلامة المحقق ابن خلدون
قد جاء في مقدمته في باب تعريف التصوف<إن طريق هؤلاء القوم - يعني الصوفية- لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريق الحق والهداية وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة وجاه والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة وكان ذلك عاما عند الصحابة والسلف ثم فشا الإقبال على الدنيا في القرن2 وما بعده، وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا فاختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية>و في كتابه <شفاء السائل>ص26 <فانفرد خواص السنة المحافضون على أكمال القلوب المقتدون بالسلف الصالح في أعمالهم الباطنة والظاهرة وسموا بالصوفية>.
الإمام القسطلاني
صاحب المؤلفات المشهورة يقول في كتابه <تأييد الحقيقة العليا>ص75 <… إنما التصوف الدؤوب في الطاعات وترك المخالفات وفطم النفس عن المألوفات وعدم التطلع إلى ما في أيدي الناس من الأموال المباحات فضلا عن الشبهات وترك التوسل بالخلق والاعتماد على الله في كل الحالات>.
الدكتور سعيد رمضان البوطي
غياب التصوف هو المسؤول عن جل مشكلاتنا اليوم بل هو المسؤول أيضا عن البدع و الانحرافات< التي تسللت إلى جوهر التصوف وحقيقته>.
الشيخ عبد الوهاب السبكي
طريق التصوف إن صحت هي الطريق الرشاد التي كان عليها السلف> طبقات الشافعية ج6 ص168. <
العلامة ابن سينا
قد قال الرازي –معلقا على مقامات العارفين عند ابن سينا- هذا الباب أجل ما في الكتاب فان ابن سينا رتب علوم الصوفية ترتيبا ما سبقه إليه من قبله ولا يلحقه من بعده." اهـ.
العلامة الرازي
يقول "اعلم أن أكثر من قصد الأمة لم يذكر الصوفية وذلك خطأ، لأن حاصل قول الصوفية أن الطريق إلى معرفة الله تعالى هو التصفية والتجرد من العلائق البدنية وهذا طريق حسن" وفي كتابه المطالب العالية ص56 وهو التصوف ( طريق أصحاب الرياضة فهو طريق عجيب لذيذ قوي قاهر. فان الإنسان إذا اشتغل بتصفية قلبه عن ذكر غير الله، وداوم بلسان روحه على ذكر الله وقع في قلبه نور وضوء وحالة قاهرة وقوة غالية يتجلى لجوهر النفس أنوار علوية وأسرار إلهية وهي مقامات ما لم يصل الإنسان إليها لا يمكنه الوقوف عليها على سبيل التفصيل.).
الشيخ محمد متولي الشعراوي
يقول رحمه الله في كتابه فتاوى ص47 ج1 ما يلي ( إن التصوف الحقيقي هو أن تعيش في السوق وتعايش أحداث الحياة وهذا هو اليقين الإيماني الحقيقي> ويستند في قوله على كون الصوفي الكبير أبي الحسن الشاذلي كان من أبرع الناس بالتجارة).