صدوق الإمامية ابن بابويه القمي يتناقض في بيان موقف الخلفاء من الأئمة الاثنى عشر !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فلا يزال مسلسل تناقضات أعلام الإمامية مستمراً وخصوصاً في قضايا خطيرة ومفصلية وليست فقهية هامشية ، وما هذا الموضوع إلا شاهدٌ على ذلك حيث وقع فيه رئيس محدثيهم وصدوقهم ابن بابويه القمي في تناقض فاضح مخجل في قضية تُعتبر من المُسَلَّمات التي لا يشكُّ فيها شيعي إمامي عامي ، فضلاً عن علم من أعلامهم وأبرز أعمدة التشيع !!!
فمرةً تراه يقرر انتفاء الداعي لدى الخلفاء في قتل الأئمة لالتزامهم التقية ، فكانوا يتوقفون عن إتلافهم وألحاق الأذى بهم ، وأخرى يصرح بأسماء الخلفاء الذي قتلوا الأئمة بالسُّم ، فإليكم بيان ذلك:
الموطن الأول:انتفاء الداعي لدى الخلفاء بقتل الأئمة وإنزال الضرر بهم
فقال في كتابه ( كمال الدين وتمام النعمة )( ص 46 ):[ إنَّ الأئمة الماضية أسرُّوا في جميع مقاماتهم إلى شيعتهم .. أن صاحب السيف هو الثاني عشر من الأئمة عليهم السلام .. فكان ذلك منتشراً بين شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وعند مخالفيهم من الطواغيت وغيرهم وعرفوا منزلة أئمتهم من الصدق ومحلهم من العلم والفضل ، وكانوا يتوقفون عن التسرع إلى إتلافهم ويتحامون القصد لإنزال المكروه بهم ].
وهذا بعينه قد قرره علم هداهم الشريف المرتضى ، فقال في كتابه ( المقنع في الغيبة )( ص 54 ):[ قلنا : ما كان على آبائهم عليهم السلام خوف من أعدائهم ، مع لزومهم التقية ، والعدول عن التظاهر بالإمامة ، ونفيها عن نفوسهم ].
الموطن الثاني:تصريحه بقتل الأئمة على أيدي الخلفاء
1- قال في كتابه ( عيون أخبار الرضا )( 2 / 193 ):[ وجميع الأئمة الأحد عشر بعد النبي صلى الله عليه وآله قتلوا منهم بالسيف وهو أمير المؤمنين والحسين عليهما السلام والباقون قتلوا بالسم قتل كل واحد منهم طاغية زمانه وجرى ذلك عليهم على الحقيقة والصحة ].
2- قال في كتابه ( الاعتقادات في دين الإمامية )( ص 98-99 ):[ والصادق - عليه السلام - سمَّه المنصور فقتله . وموسى بن جعفر - عليهما السلام - سمَّه هارون الرشيد فقتله . والرضا علي بن موسى - عليهما السلام - قتله المأمون بالسُّم . وأبو جعفر محمد بن علي - عليهما السلام - قتله المعتصم بالسُّم . وعلي بن محمد - عليه السلام - قتله المعتضد بالسُّم . والحسن بن علي العسكري - عليه السلام - قتله المعتمد بالسُّم .. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة - عليهم السلام - أنهم مقتولون ].
فتأملوا كيف وقع صدوقهم في هذا التناقض المخجل -الدائر بين براءة الخلفاء وإدانتهم بتهمة قتل الأئمة- مع أنها قضية مفصلية في صميم التشيع شبَّ عليها الصغير وشاب عليها الكبير !!!