ثانياً :
إلزامهم بعصمة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
أمهات المؤمنين رضي الله عنهن :
فالآية تشمل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
بدليل الشرع واللغة والعرف والعقل
وسبب النزول والسياق وغيرها من الأدلة التي قدمناها آنفاً
ولايحتاج الأمر إلى أكثر من قراءة الآيات في المصحف الشريف
في سورة الأحزاب من الآيات (28- 34):
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا
فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)
وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ
فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا( 29)
يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ
يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ
وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)
وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا
نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا( 31)
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء
إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ
وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32)
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ
وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى
وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ
وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا }
[ الأحزاب : 28 – 34 ]
بل سورة الأحزاب كلها في ذكر أمهات المؤمنين :
ففي الآية السادسة منها يقول تعالى :
{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ
وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } ,
ثم تعود السورة بعد جولة تمهيدية لتذكرهن
في الآية (28) إلى الآية (40)
ثم في الآية (50) –إلى الآية (62) تصريحاً أو تلميحاً
ثم في الآية (69)
وهي تنهى عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم في أزواجه
مع أن عددآياتها (73) ثلاث وسبعون !
فلو كانت الآية نصاً في العصمة
لاستلزم ذلك عصمة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
ولما كان ذلك منفياً بالاتفاق
فلا دلالة في الآية إذن على عصمة أحد .