العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى الكتب والأبحاث والوثائق العامة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-12-10, 02:03 AM   رقم المشاركة : 11
عاصم-عمر
مشترك جديد






عاصم-عمر غير متصل

عاصم-عمر is on a distinguished road


(للتاريخ: أبيات معبِّرة من وراء القضبان):
قالت أم عبد الله قال شيخنا العلامة عمر الحدوشي-فرج الله عنه-في كتابه: (ذاكرة سجين مكافح) (5/42)، تحت عنوان: (للتاريخ): (قلت اليوم بزنزانتي الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان بعد أن أُخبرت أن صهيباً ختم نصف القرآن، وعفراء ختمت ربعه، وسمعتهم عبر الهاتف يقرأون القرآن بأصوات رخيمة جميلة، وبتجويد جيد ومتقن فقلت على الفور-من بحر الرمل-:
غَنَّتِ الْوَرْقَاءُ والْغُصْنُ تَثَنَّى * وَنَسِيمُ الرَّوْضِ بِالأَشْذَاءِ فَاحْ
قَدْ أَصَابَ الْقَلْبُ رَبِّي مَا تَمَنَّى * وَجَنَى مِنْ غَرْسِهِ تَمْرَ النَّجَاحْ
هَذِهِ عَفْرَاءُ أَفْدِيهَا أَتَتْ * بِأُمُورٍ مُعْجِبَاتٍ بَاهِرَهْ
خَتَمتْ آيَ ذِكْرٍ رُتِّلَتْ * بِرَخِيمِ الصَّوْتِ نِعْمَ الذّاكِرَهْ
وَصُهَيْبٌ صِنْوُهَا أَرْبَى عَلَى * كُلِّ أَتْرَابِ الصِّبَا الْحُلْوِ الْجَمِيلْ
كَمْ قَرَا فِي مُصْحَفٍ كَمْ ذَا تَلاَ * مَا لِتَجْوِيدٍ لَدَيْهِ مِنْ مَثِيلْ
زَهْرَتَا حَقْلٍ هُمَا قد حَفِظَا * مُحْكَمَ التَّنْزِيلِ فِي عُمْرٍ طَرِي
فَحَقِيقٌ مِنْ أَبٍ أًنْ يُقْرِظَا * بِلَطِيفٍ مِنْ بَدِيعِ الأَسْطُرِ
أَكْمَلَ اللهُ رَجَائِي فِي غَدٍ * بِأَخِيهِم عَاصِمٍ بَاهِي الْجَبِينْ
كُلُّهُمْ عِنْدِي جَمِيعٌ مُهْتَدِي * زِدْ عَلَيْهِمْ أُمَّ فَضْلٍ ذَا مُبِينْ
قاله خطاً ونطقاً والدهم المحبوس بزنزانته الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان من أجل عقيدته ودينه، بتاريخ: 2-ذي الحجة 1431هـ).






 
قديم 23-12-10, 02:13 AM   رقم المشاركة : 12
عاصم-عمر
مشترك جديد






عاصم-عمر غير متصل

عاصم-عمر is on a distinguished road


(بشرى عظيمة)
قال شيخنا العلامة عمر بن مسعود الحدوشي في كتابه القيم: (ذاكرة سجين مكافح) (5/33/36) تحت عنوان: (للتاريخ):
ختم ولدي البار أبو عمار عاصم بن عمر بن مسعود ابن الشيخ عمر بن حدوش الحدوشي القرآن بدار القرآن للشاطبي يوم الإثنين 2 جمادى الثانية 1431هـ 17 ماي 2010 م على شيخه حسن بوحفصون، وحفظ على شيخه الفلاح محمد 7 أحزاب، ومن الرحمن إلى سورة يوسف مع شيخه العياشي اليدري، ومن سورة يوسف إلى سورة الأعراف على والدته أم الفضل بالبيت، ومن سورة الأعراف إلى آخر سورة البقرة على الفقيه حسن بو حفصون، وقد كتب له في الورقة ما يلي: (عاصم الحدوشي ختم القرآن الكريم وفقه الله تعالى لحفظه ثم كتب التاريخ المذكور أعلاه ثم قال: اللهم احفظه واجعله تحت رضاء والديه واجعله من علمائك العاملين المخلصين، ثم كتب إمضاءَه تحت الورقة كما كتب له 5 فقهاء إمضاءَهم بعد أن أشادوا بختمه للقرآن واجتهاده ودعوا معه-حفظه الله ورعاه-وهذا يعتبر إجازة له).
وقررت أن أقيم له حفلاً كبيراً تعظيماً لكتاب الله، وكما فعل عمر بن الخطاب وابنه عند ما ختموا سورة البقرة أولموا وليمة عظيمة، وذلك لإطعام كل الطلبة في الأقسام كلها التي في الدار وعدد الطلبة: 330 أضف إليهم الأساتذة والفقهاء، وذلك يوم الأحد 8 جمادى الثانية 1431هـ و28 ماي2010م.
ويوم السبت أقمنا حفلاً كبيراً في البيت للنساء وسائر الأقرباء وللطالبات اللآئي يدرسن بدار القرآن الكائنة بحي بوجراح، وعدد الطالبات ما يقارب العدد السابق والحمد لله على كل حال وأسأل الله أن يحفظ أبنائي وسائر أبناء المسلمين ويوفقهم لحفظ كتابه وسنة رسوله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-والعمل بهما بفهم السلف الصالح، وذلك ما أرجوه من هذه الدنيا الفانية. كتبه والده المحبوس في سبيل عقيدته ودينه بزنزانته الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان.
وقلت من وراء القضبان بالسجن المحلي بتطوان هذه الأبيات من الكامل:
1-لله درك عاصماً من أنجب * ختم الكتابَ بحفظه بتأدب
2-هو زهرة في روضة عِلميَّة * تسخو على كونٍ بِعِطْرٍ أطيبِ
3-فرعاه رب العالمين بحفظه * وكذا صهيبَ شقيقَه الشهمَ الأَبِي
4-في جَنب إخوته الكرام أُلي النُّهى *والفضلِ في هذا الزمانِ الأجْدَبِ
5-عفراءُ تلك من الحدائقِ زَهرةٌ * تختالُ بين غراسِها بتحبُّبِ
6-واذكر رميصاءَ البهيَّ خَلاقُها * تَسبِي العقولَ بفكرها المتَوَثِّبِ
7-واكلأ بعينك خالقي (حَسَن) الفتى * ذا السِّرِّ والْخُلقِ الْجَميلِ المعجِبِ
8-والشيخَ باخبزةٍ مَن قدْ سَمَا* نَجْمٌ له في الأُفْقِ مِثلَ الأشهبِ
9-أمَّا سَليلَةُ خيرِ آباءٍ لنا * فهْيَ (الحنان) بِخَصْبِهِ الْمُسْتَوْهَبِ
10-ذِي أُسْرَةٌ ذِكْرِيَّةٌ شَدَّتْ لها* جَمْعُ الملائكِ في جَلالِ الْمَوْكِبِ
قالت أم الفضل بعد أن قرأت هذه الأبيات لشيخها العلامة أبي الفضل:
1-فكَّ الإلهُ إِسَارَ أُسْتاذٍ زَكَـا * نفساً وعَجَّلَ بانْفراجٍ أَقْرَبِ
2-عُمرُ الفتى ذُو الْمَكْرُمَاتِ بها فَكَمْ * نَبَعَتْ بِفِكْرتِه عيونُ الأَهْضُبِ).
وقد كتب له شيخنا العلامة محمد بوخبزة-حفظه الله تعالى-عند ما زاره في دار القرآن وسأل عنه بالخصوص ما نصه: (الحمد لله بهذا الدفتر المبارك محفوظات من القرآن العظيم للتلميذ المبارك النجيب عاصم بن عمر الحدوشي-حفظه الله ورعاه-وقد أعجبني ما رأيته من حسن خطه وإتقان حفظه وما أعقب ذلك من احتفال بالختم بالغ فيه الوالد المكرم من الإطعام والشراب فجزاه الله خيراً وحقق أمله في ولده وثمرة فؤاده، ثم قال:
ختم الإبن عاصمٌ * حفظ ذكر لربنا
فاحفظ اللهُ عاصماً * وصهيباً ومَن دنَا
وارزقنْهم وصُنْهُمُ * من بلاء ومن عَنَا
واجمعِ اللهم شملَهم * بأبٍ راقٍ مُنتَهَى
17جمادى الثانية 1431 هـ أبو أويس محمد بوخبزة).
وقبله قال شيخنا العلامة الأديب محمد بوخبزة-حفظه الله ورعاه- في رسالة بعث بها إلى شيخنا العلامة عمر الحدوشي-فرج الله عنه-: (... لأنجالكم (عصام!-كذا قال)، وصهيب، وعفراء، بمناسبة بلوغ عصام-بل: هو عاصم-الحزب الثلاثين من القرآن حفظاً تبارك الله وبارك فيهم:
عصام تهنا بحفظ الكتابْ * فقد نلتَ منه المُنى والثوابْ
وواصِل-فَديْتُك-حفظاً له * ففيه الهُدى والجنَى المُستطابْ
وكن قدوةً لأخيك صهيب * وأختك عفراء، نعم الصحابْ
فأنتم بَراعمُ خير ومِن * سُلالة حُفاظ هذا الكتابْ
ووالدكم من دعاة الهُدَى * وأهل الحديث الكثيري الصوابْ
فأَكْرِمْ بكُمْ عصبة جَمَعَتْ * من الخير أطرافَهُ بانتخابْ
ودوموا نجومَ هُدى بَيْنَنَا * تُنير الطريق وتجلو الصعابْ
هذا ما عصرتُ الخاطر الكليل له الساعة. ولو وجدت قبولاً من القريحة القريحة لواصلت النظم في مدح شمائل الأنجال أنبتهم الله نباتاً حسناً وأرانا فيهم ما يسرنا آمين.. تطوان صباح يوم الخميس 11 رمضان المعظم عام: 1429هـ أخوكم ومجلكم أبو أويس محمد بوخبزة).
ومرة قال شيخنا العلامة الأديب محمد بوخبزة-حفظه الله ورعاه-في رسالة بعث بها إلى شيخنا العلامة عمر الحدوشي-فرج الله عنه-: (... -أقول في-: البنت المصونة الطيبة رميصاء رعاها الله وسلمها وأنبتها نباتاً حسناً بمناسبة حفظها نصف القرآن تبارك الله، وهنيئاً لكم بها وأثقل الله موازينكم بثواب عملها، وألهمها المزيد منه آمين:
رميصاءُ زدني من بروك نفحة * بها القلب يحيا والجوانح تنتشي
فأنتِ مَلاَك أكرم الله من رُبَى * الجِنانِ به الآباءَ لله يختشي
وختاماً تقبلوا شكري وامتناني لأفضالكم ودعواتي لكم بتحقيق ما ترجون وتأملون والسلام. تطوان صباح الأحد 13 ربيع الثاني عام: 1429هـ أخوكم ومجلكم أبو أويس محمد بوخبزة).
فأنت الجوار وأنت الخليفة
قال شيخنا أبو الفضل-فك الله أسره:
لَمَّا نَظَرْتُ إِلََى ابْنَتِي رُمِيْصاَء في أول زيارة لها لي بالسجن المركزي بالقنيطرة وَهِيَ تَبْتَسِم فقُلْتُ ارتجالاً:
تَبَـــدَّتْ فَبَانَتْ رُمَيْضَآءُ تَرْمِي * بِطَرْفٍ جَمِيلٍ وَبِشْرٍ وَبَســْمِ
رُمَيْصَآءُ بِنْتِي التِي هِـيَ قَلْبِي * وَجُزْءٌ نَمَا مِنْ عِظَامِي وَلَحْمِي
وَبَــاكُورَةٍ مِنْ ثِـــمَــارٍ وَرِزْقِـــي * وَنَعْــــمَـآءُ رَبِّي عَلَــيَّ وَقَسْمِـي
مَزِيـــجٌ وَرَوْحٌ وِمِنْ أُمِّ فَضــــْلٍ * كَسَاهـــَا إِلهِي بِسِتــــْرٍ وَعِلْـــمِ
ودَادِي رُمَيْصَآءُ أُخْتُ الأَحِبَّهْ * أَيَا حَافِظَ الْخَلْقِ إِحْفَظْ وَأَنْمِ
فَأنْتَ الجِـــــوَارُ وَأَنْتَ الْخَلِيفَهْ * وَأَنْــتَ الذَّخِيــرَهْ لِكُــلِّ المُلِمِّ
فَصَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ إِلَهِـي * عَلَى الْمُصْطَفَى مَنْ هَدَانَا بِرُحْمِ
وَيَــا رَبَّنَا إِرْحَمْ عُبَيْداً دَعَاك * وَحَقِّــقْ رَجَائِـي بِتَفْرِيجِ هَـمِّي
1425 هـ
وفي السنة نفسها قال-تحت عنوان-:
(حين اعتدى ذئب إنس)
أَضْرَبْــــتُ عَنْ غَيْرِكُم صَفْــــــ*ــحاً فَاهْنَــــأي يَـــــــاحَنَانُ
عَهــــــــــدِي لَكُمْ بِــــــالْوفَاءِ* وَالْعَهْــــــدُ مِنِّـــــــــي أَمَـــانُ
لَنْ تُرْهَبُــــــــوا لَنْ تُرَاعُـــــوا* أهلَ الْوَفَــــــــا لَنْ تُهَــــانُوا
هَذا الصَّفـــــــــَا قَــدْ عَلاَكُمُ * أَوْ لُـــؤْلُــــــــؤٌ أَوْ جُــمَـــــانُ
هــَذا الْجَمَــــــالُ الْحَيِــيُّ * وَالْخَطـــــــِرَاتُ الْــحِســـــَانُ
هـــذا الرِّضَـــــــا أُمَّ فَضــــــــْلٍ* أَمْ وُدُّكُـــــــــــمْ وَالحَـــــــــنَانُ
ذِكْــــــرَاكُـــــــــــمُو قد أَطَـــــــارَتْ* نَـــــــــوْمِي وَغُـــمَّ الجَـــــنَانُ
لَـــــوْلاَ رَجَــــــــــــــاءُ الإَلَــــهِ* قُرْبَ اللِّقَا يــــــــــا حَنـــــــــَانُ
طَاشـــــــَتْ سِهَامِي تِبَاعـــــــاً * وَانقَـــــــــضَّ حُــــــــزنٌ وَرَانُ
حِينَ اعْتَـــــدَى ذِئْبُ إِنْـــــــــسٍ* وَاسْــــــــتَوْطَنَ الثُّعْلَبَــــــــانُ
قَدْ عَــــــادَ شَرْعُ الرَّجِيــــــــــمِ* وَالْحَــــــــــقُّ أَمْسَى يُـــــــــدَانُ
لَهْـــجَي (رُمَيْصَـــــاءُ) بِـــــاسْمٍ* مَعْنَــــــاهُ فَضـــــــــْلٌ وَشَانُ
يَـــــا (عَاصِـــــماً) لَسْـــــــتُ إِلاَّ* بِــالذِّكْرِ حَقّــــــاً أُعَـــــــــانُ
حُــــــزْني بِنَفْسِـــــي (صَُهَيْبٌ)* يَغْـــــــزُو صَــــــدَاهُ الْمَكَـــانُ
(عَفْــــــــــرَاءُ) أََشْــــوَاقُ قَلْبِي* أَرْخَتْ لِدَمْعِـــــــي العِنَانُ
يَلْقَى أَبُو الْفَضْــــــــــلِ هَجْراً* وَالدِّينُ أَضْحَــــــــــى يُهَــانُ
عُــــــذْراً وكَيْفَ التَّمــــادِي؟* عَجْزاً يُعَـــــانيِ اللِّسَـــــانُ
رَبِّ تَـــــــــدَارَكْ عِبَـــــــــاداً* بَالْحــــقِّ عَـــــاشُوا وَدَانُـــوا
سَدِّدْ خُطَــــــاهُمْ إِلَهِـــــــــي* مَـــنْ غَيْــرُكَ المُسْتَعَــــــانُ
وقال في قصيدة طويلة أذكر منها هذه الأبيات:
تَمَّتِ الدُّرَّةُ فِي أزهَى حُلاَهَا * فتأمل في بَهَاها وسَنَاها
يا رميصاءُ ويا حبي صُهَيْبَا * وَعَصيماً ويا عفْرا الأحِبَّا
بَيْنَ جُدْرَان سُجَيْنٍ فِيهِ أقْبَعْ * خَاشِعَ النُّظْرَةِ نَحْوَ اللَّه أضْرَعْ
فـاقْبَلَنْ يا رَبَّ مِنِّي دُرَّتِي * واخْتِمَنْ بالخَيْر لي ذُرّيتي
كتبه المأسور في سبيل عقيدته ودينه أبو الفضل عمر بن مسعود ابن الفقيه عمر بن حدوش الحدوشي بزنزانته الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان 28 محرم 1430 هـ).
ومرة قال في قصيدة طويلة-أذكر منها هذه الأبيات-:
هاتيك عفراء لأجلك عاصِمُ * دَبـَّجْتُها إني بحبك هائمُ
كَبِدِي صُهَيْبُ ثم مَيْصَا زهْرَتي * وعُفَيْرَةٌ وهي الضياء لِمُقْلَتِي
ولأُمِّ فَضْلٍ زادها الرحْمَنُ * فَضْلاً أميرةُ تاجُهَا القُرْآنُ
ما بين جُُدْرانٍ كَوَالح سُودِ * يَرْتَدُّ صَوْتِي كالصَّدَى المَوْءُودِ
في سِجْنِ تطوان احتملت بلائي * ورميْتُ أحزاني الثِّقَالَ وَرَائي
فاقبل خَليلي هذه الأبْياتَا * وصُنِ الوَفَا واسْتَثْمِرِ الأوقاتا
كتبه المفتقر إلى عفو ربه ورحمته وفضله أبو الفضل عمر بن مسعود بن عمر بن حدوش الحدوشي 12 جمادى الأولى 1429 هـ
وقال في: (إتحاف الطالب) (ص:1142/1143) ومنه ما يتعلق بأحكام التجويد، ولا بأس أن أذكر هنا الدروس التي لقّنتها وحفظتها لأبنائي يوم زيارتهم لي بالسجن المحلي بتطوان:
الدرس الأول من دروس التجويد التي ألقنها أبنائي
ساعة زيارتهم لي يوم الجمعة بالسجن المحلي بتطوان:
نزهة المريد في رياض التجويد
يَقُولُ مَنْ لَقَبُهُ الحدوشِي * أَصْغِ لِمَا أَقُول فــافْهَمْ نَظْمِي
تَجْوِيدُ آياتِ الكِتَابِ يَقْتَضِي * عِلْماً وإدْراكاً وراء الرَّقْمِ
لِكُلِّ حَرْفٍ مَخْرَجٌ خُصَّ بِهِ * بَيْن رَقِيقٍ أوْسَطٍ أو: فَخْمِ
قِرَاءَةُ القُــــــرْآنِ في إتْقَانِهَـــا * تُنْجِ اللِّسَانَ مِنْ مَسَاوِي العُجْمِ
فَلاَ تَعَسُّفٌ ولا تَكَـــلُّفٌ * في النُّطْقِ، ذاكَ شأْنُ أُلِي العَزْمِ
فلَيْسَ كُلُّ مَن يَلُوكُ فَمَهُ * أوْ غَيَّر الصَّوْتَ بِصَحْبِ فَهْمِ
فَذِي قِرَاءَةٌ غَدَتْ تَمُجُّهَا * في مَحفِلِ السَّمْعِ قُلُوبُ القَوْمِ
طِبَــــاعُهُمْ مِنْهَا تَفِرُّ دَائِمَا * تَنْفرُ فِي الصَّحْوِ كذا في النَّوْمِ
فَصُنْ مِنَ الخطَا لِسَانَكَ الذي * يَتْلُو كِتَابَ اللهِ حتَّى الخَتْمِ
العِلْمُ بالتَّجْويدِ فاعْلَمْ صاحِبِي * فَرْضُ كِفَايَةٍ... وأيُّ حُكْمِ
أَمَّا بِشَأْنِ العَمَلِ السَّــاري بِهِ * فَفَرْضُهُ العَيْــــنُ عَلَى المُهْتَمِّ
مَوْضُوعُهُ القُرآنُ مُنْذُ الإبْتِدَا * فَرَتِّلِ القُــــــرآن. فَرِّجْ هَمِّي
وَقِيلَ تَجْـــوِيدُ الحديثِ وَاردٌ * فإنَّـــــهُ وَحْيٌ بِغَيْـــرِ رَسْمِ
وفَضْلُ تَجْوِيدِ كِتَاب الله مِنْ * أسْمَى العُلومِ لارْتِبَاطِ الإسْمِ
مَفَادُهُ الفَوْزُ بِدُنْيَا بَعْدَهَا * أُخْرَى نَعِيماً أبْشِرَنْ بِالغُنْمِ
لعاصمٍ عَفْرا صهيبٌ بعدهم * شْيْمَا رمُيْصا قد نَسَجتُ نَظْمِي
فِيهِ دُرُوس نفْعُهُنّ شامِلٌ * رفعتُ فيـــها سمــــعتي وإسمي
في كل جُمْعَةٍٍٍٍ أُزَارُ عندها * ما أطيـــب ذا الجُمْعَةِ فِي اليَوْمِ
ومرة قال في: (الإتحاف) (ص:1167): (... وقد نظمت من وراء القضبان-منظومة لأبنائي الأربعة تشبه منظومة البيقونية، أسميتها: (النظم الحثيث في قواعد مصطلح الحديث)-من بحر السريع:
حمداً لربٍّ مُنْعِمٍ مِفضالِ * ثم الصلاةُ على كمالِ هِلاَلِ
فإليك مِن منظومةٍ بيقونةٍ * شَذَراتِ شِعْرٍ ذاتِ سَمْتِ جَمَالِ
من طه بَيْقُوني قَبَسْتُ سُطورَها * طاقاتِ زَهْرٍ مِن ريَاضِ حالِ
لِعاصمٍ عَفْرا صُهَيْبٍ رُميْصَا * أهْدَيْتُها مِن عُقْرِ سِجني الخَالِ
كَيْ يحفَظوها فَهْيَ حِلْيَةُ طالبٍ * تُغْنِي عنِ الدُّنيا وثروةِ مالِ
شَدَّ الإلهُ بها الغداةَ بِأُزْرِهِمْ * وأنالَهُم ما يرجون مِنْ أفضِالِ
إليكَ أقسامَ الحديثِ أخَا النُّهَا * بعضاً فلا تَركَنْ لِلَغْوِ مَقَالِ
منها الصحيحُ ذاك أوَّلُ مُسْنَدٍ * ما شَذَّ أو: ما سِيمَ بالإعلالِ
راويه فاعلم كل عدلٍ ضابطٍ * يُعنَى به في الضبط والأنقالِ[1]
ألحِْقْ به حَسَناً خفيفاً طُرْقُهُ * تَبدو الرجالُ به نُجومَ ليالِي)


[1]-انظر: (إمداد السقاة بدلو الرواة) (ص:123) طبعة دار الكتب العلمية بيروت لبنان وإن شئت قلت:
(والإيصالِ) بدل: (والأنقال).


(بشرى عظيمة)
قال شيخنا العلامة عمر بن مسعود الحدوشي في كتابه القيم: (ذاكرة سجين مكافح) (5/33/36) تحت عنوان: (للتاريخ):
ختم ولدي البار أبو عمار عاصم بن عمر بن مسعود ابن الشيخ عمر بن حدوش الحدوشي القرآن بدار القرآن للشاطبي يوم الإثنين 2 جمادى الثانية 1431هـ 17 ماي 2010 م على شيخه حسن بوحفصون، وحفظ على شيخه الفلاح محمد 7 أحزاب، ومن الرحمن إلى سورة يوسف مع شيخه العياشي اليدري، ومن سورة يوسف إلى سورة الأعراف على والدته أم الفضل بالبيت، ومن سورة الأعراف إلى آخر سورة البقرة على الفقيه حسن بو حفصون، وقد كتب له في الورقة ما يلي: (عاصم الحدوشي ختم القرآن الكريم وفقه الله تعالى لحفظه ثم كتب التاريخ المذكور أعلاه ثم قال: اللهم احفظه واجعله تحت رضاء والديه واجعله من علمائك العاملين المخلصين، ثم كتب إمضاءَه تحت الورقة كما كتب له 5 فقهاء إمضاءَهم بعد أن أشادوا بختمه للقرآن واجتهاده ودعوا معه-حفظه الله ورعاه-وهذا يعتبر إجازة له).
وقررت أن أقيم له حفلاً كبيراً تعظيماً لكتاب الله، وكما فعل عمر بن الخطاب وابنه عند ما ختموا سورة البقرة أولموا وليمة عظيمة، وذلك لإطعام كل الطلبة في الأقسام كلها التي في الدار وعدد الطلبة: 330 أضف إليهم الأساتذة والفقهاء، وذلك يوم الأحد 8 جمادى الثانية 1431هـ و28 ماي2010م.
ويوم السبت أقمنا حفلاً كبيراً في البيت للنساء وسائر الأقرباء وللطالبات اللآئي يدرسن بدار القرآن الكائنة بحي بوجراح، وعدد الطالبات ما يقارب العدد السابق والحمد لله على كل حال وأسأل الله أن يحفظ أبنائي وسائر أبناء المسلمين ويوفقهم لحفظ كتابه وسنة رسوله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-والعمل بهما بفهم السلف الصالح، وذلك ما أرجوه من هذه الدنيا الفانية. كتبه والده المحبوس في سبيل عقيدته ودينه بزنزانته الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان.
وقلت من وراء القضبان بالسجن المحلي بتطوان هذه الأبيات من الكامل:
1-لله درك عاصماً من أنجب * ختم الكتابَ بحفظه بتأدب
2-هو زهرة في روضة عِلميَّة * تسخو على كونٍ بِعِطْرٍ أطيبِ
3-فرعاه رب العالمين بحفظه * وكذا صهيبَ شقيقَه الشهمَ الأَبِي
4-في جَنب إخوته الكرام أُلي النُّهى *والفضلِ في هذا الزمانِ الأجْدَبِ
5-عفراءُ تلك من الحدائقِ زَهرةٌ * تختالُ بين غراسِها بتحبُّبِ
6-واذكر رميصاءَ البهيَّ خَلاقُها * تَسبِي العقولَ بفكرها المتَوَثِّبِ
7-واكلأ بعينك خالقي (حَسَن) الفتى * ذا السِّرِّ والْخُلقِ الْجَميلِ المعجِبِ
8-والشيخَ باخبزةٍ مَن قدْ سَمَا* نَجْمٌ له في الأُفْقِ مِثلَ الأشهبِ
9-أمَّا سَليلَةُ خيرِ آباءٍ لنا * فهْيَ (الحنان) بِخَصْبِهِ الْمُسْتَوْهَبِ
10-ذِي أُسْرَةٌ ذِكْرِيَّةٌ شَدَّتْ لها* جَمْعُ الملائكِ في جَلالِ الْمَوْكِبِ
قالت أم الفضل بعد أن قرأت هذه الأبيات لشيخها العلامة أبي الفضل:
1-فكَّ الإلهُ إِسَارَ أُسْتاذٍ زَكَـا * نفساً وعَجَّلَ بانْفراجٍ أَقْرَبِ
2-عُمرُ الفتى ذُو الْمَكْرُمَاتِ بها فَكَمْ * نَبَعَتْ بِفِكْرتِه عيونُ الأَهْضُبِ).
وقد كتب له شيخنا العلامة محمد بوخبزة-حفظه الله تعالى-عند ما زاره في دار القرآن وسأل عنه بالخصوص ما نصه: (الحمد لله بهذا الدفتر المبارك محفوظات من القرآن العظيم للتلميذ المبارك النجيب عاصم بن عمر الحدوشي-حفظه الله ورعاه-وقد أعجبني ما رأيته من حسن خطه وإتقان حفظه وما أعقب ذلك من احتفال بالختم بالغ فيه الوالد المكرم من الإطعام والشراب فجزاه الله خيراً وحقق أمله في ولده وثمرة فؤاده، ثم قال:
ختم الإبن عاصمٌ * حفظ ذكر لربنا
فاحفظ اللهُ عاصماً * وصهيباً ومَن دنَا
وارزقنْهم وصُنْهُمُ * من بلاء ومن عَنَا
واجمعِ اللهم شملَهم * بأبٍ راقٍ مُنتَهَى
17جمادى الثانية 1431 هـ أبو أويس محمد بوخبزة).
وقبله قال شيخنا العلامة الأديب محمد بوخبزة-حفظه الله ورعاه- في رسالة بعث بها إلى شيخنا العلامة عمر الحدوشي-فرج الله عنه-: (... لأنجالكم (عصام!-كذا قال)، وصهيب، وعفراء، بمناسبة بلوغ عصام-بل: هو عاصم-الحزب الثلاثين من القرآن حفظاً تبارك الله وبارك فيهم:
عصام تهنا بحفظ الكتابْ * فقد نلتَ منه المُنى والثوابْ
وواصِل-فَديْتُك-حفظاً له * ففيه الهُدى والجنَى المُستطابْ
وكن قدوةً لأخيك صهيب * وأختك عفراء، نعم الصحابْ
فأنتم بَراعمُ خير ومِن * سُلالة حُفاظ هذا الكتابْ
ووالدكم من دعاة الهُدَى * وأهل الحديث الكثيري الصوابْ
فأَكْرِمْ بكُمْ عصبة جَمَعَتْ * من الخير أطرافَهُ بانتخابْ
ودوموا نجومَ هُدى بَيْنَنَا * تُنير الطريق وتجلو الصعابْ
هذا ما عصرتُ الخاطر الكليل له الساعة. ولو وجدت قبولاً من القريحة القريحة لواصلت النظم في مدح شمائل الأنجال أنبتهم الله نباتاً حسناً وأرانا فيهم ما يسرنا آمين.. تطوان صباح يوم الخميس 11 رمضان المعظم عام: 1429هـ أخوكم ومجلكم أبو أويس محمد بوخبزة).
ومرة قال شيخنا العلامة الأديب محمد بوخبزة-حفظه الله ورعاه-في رسالة بعث بها إلى شيخنا العلامة عمر الحدوشي-فرج الله عنه-: (... -أقول في-: البنت المصونة الطيبة رميصاء رعاها الله وسلمها وأنبتها نباتاً حسناً بمناسبة حفظها نصف القرآن تبارك الله، وهنيئاً لكم بها وأثقل الله موازينكم بثواب عملها، وألهمها المزيد منه آمين:
رميصاءُ زدني من بروك نفحة * بها القلب يحيا والجوانح تنتشي
فأنتِ مَلاَك أكرم الله من رُبَى * الجِنانِ به الآباءَ لله يختشي
وختاماً تقبلوا شكري وامتناني لأفضالكم ودعواتي لكم بتحقيق ما ترجون وتأملون والسلام. تطوان صباح الأحد 13 ربيع الثاني عام: 1429هـ أخوكم ومجلكم أبو أويس محمد بوخبزة).
فأنت الجوار وأنت الخليفة
قال شيخنا أبو الفضل-فك الله أسره:
لَمَّا نَظَرْتُ إِلََى ابْنَتِي رُمِيْصاَء في أول زيارة لها لي بالسجن المركزي بالقنيطرة وَهِيَ تَبْتَسِم فقُلْتُ ارتجالاً:
تَبَـــدَّتْ فَبَانَتْ رُمَيْضَآءُ تَرْمِي * بِطَرْفٍ جَمِيلٍ وَبِشْرٍ وَبَســْمِ
رُمَيْصَآءُ بِنْتِي التِي هِـيَ قَلْبِي * وَجُزْءٌ نَمَا مِنْ عِظَامِي وَلَحْمِي
وَبَــاكُورَةٍ مِنْ ثِـــمَــارٍ وَرِزْقِـــي * وَنَعْــــمَـآءُ رَبِّي عَلَــيَّ وَقَسْمِـي
مَزِيـــجٌ وَرَوْحٌ وِمِنْ أُمِّ فَضــــْلٍ * كَسَاهـــَا إِلهِي بِسِتــــْرٍ وَعِلْـــمِ
ودَادِي رُمَيْصَآءُ أُخْتُ الأَحِبَّهْ * أَيَا حَافِظَ الْخَلْقِ إِحْفَظْ وَأَنْمِ
فَأنْتَ الجِـــــوَارُ وَأَنْتَ الْخَلِيفَهْ * وَأَنْــتَ الذَّخِيــرَهْ لِكُــلِّ المُلِمِّ
فَصَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ إِلَهِـي * عَلَى الْمُصْطَفَى مَنْ هَدَانَا بِرُحْمِ
وَيَــا رَبَّنَا إِرْحَمْ عُبَيْداً دَعَاك * وَحَقِّــقْ رَجَائِـي بِتَفْرِيجِ هَـمِّي
1425 هـ
وفي السنة نفسها قال-تحت عنوان-:
(حين اعتدى ذئب إنس)
أَضْرَبْــــتُ عَنْ غَيْرِكُم صَفْــــــ*ــحاً فَاهْنَــــأي يَـــــــاحَنَانُ
عَهــــــــــدِي لَكُمْ بِــــــالْوفَاءِ* وَالْعَهْــــــدُ مِنِّـــــــــي أَمَـــانُ
لَنْ تُرْهَبُــــــــوا لَنْ تُرَاعُـــــوا* أهلَ الْوَفَــــــــا لَنْ تُهَــــانُوا
هَذا الصَّفـــــــــَا قَــدْ عَلاَكُمُ * أَوْ لُـــؤْلُــــــــؤٌ أَوْ جُــمَـــــانُ
هــَذا الْجَمَــــــالُ الْحَيِــيُّ * وَالْخَطـــــــِرَاتُ الْــحِســـــَانُ
هـــذا الرِّضَـــــــا أُمَّ فَضــــــــْلٍ* أَمْ وُدُّكُـــــــــــمْ وَالحَـــــــــنَانُ
ذِكْــــــرَاكُـــــــــــمُو قد أَطَـــــــارَتْ* نَـــــــــوْمِي وَغُـــمَّ الجَـــــنَانُ
لَـــــوْلاَ رَجَــــــــــــــاءُ الإَلَــــهِ* قُرْبَ اللِّقَا يــــــــــا حَنـــــــــَانُ
طَاشـــــــَتْ سِهَامِي تِبَاعـــــــاً * وَانقَـــــــــضَّ حُــــــــزنٌ وَرَانُ
حِينَ اعْتَـــــدَى ذِئْبُ إِنْـــــــــسٍ* وَاسْــــــــتَوْطَنَ الثُّعْلَبَــــــــانُ
قَدْ عَــــــادَ شَرْعُ الرَّجِيــــــــــمِ* وَالْحَــــــــــقُّ أَمْسَى يُـــــــــدَانُ
لَهْـــجَي (رُمَيْصَـــــاءُ) بِـــــاسْمٍ* مَعْنَــــــاهُ فَضـــــــــْلٌ وَشَانُ
يَـــــا (عَاصِـــــماً) لَسْـــــــتُ إِلاَّ* بِــالذِّكْرِ حَقّــــــاً أُعَـــــــــانُ
حُــــــزْني بِنَفْسِـــــي (صَُهَيْبٌ)* يَغْـــــــزُو صَــــــدَاهُ الْمَكَـــانُ
(عَفْــــــــــرَاءُ) أََشْــــوَاقُ قَلْبِي* أَرْخَتْ لِدَمْعِـــــــي العِنَانُ
يَلْقَى أَبُو الْفَضْــــــــــلِ هَجْراً* وَالدِّينُ أَضْحَــــــــــى يُهَــانُ
عُــــــذْراً وكَيْفَ التَّمــــادِي؟* عَجْزاً يُعَـــــانيِ اللِّسَـــــانُ
رَبِّ تَـــــــــدَارَكْ عِبَـــــــــاداً* بَالْحــــقِّ عَـــــاشُوا وَدَانُـــوا
سَدِّدْ خُطَــــــاهُمْ إِلَهِـــــــــي* مَـــنْ غَيْــرُكَ المُسْتَعَــــــانُ
وقال في قصيدة طويلة أذكر منها هذه الأبيات:
تَمَّتِ الدُّرَّةُ فِي أزهَى حُلاَهَا * فتأمل في بَهَاها وسَنَاها
يا رميصاءُ ويا حبي صُهَيْبَا * وَعَصيماً ويا عفْرا الأحِبَّا
بَيْنَ جُدْرَان سُجَيْنٍ فِيهِ أقْبَعْ * خَاشِعَ النُّظْرَةِ نَحْوَ اللَّه أضْرَعْ
فـاقْبَلَنْ يا رَبَّ مِنِّي دُرَّتِي * واخْتِمَنْ بالخَيْر لي ذُرّيتي
كتبه المأسور في سبيل عقيدته ودينه أبو الفضل عمر بن مسعود ابن الفقيه عمر بن حدوش الحدوشي بزنزانته الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان 28 محرم 1430 هـ).
ومرة قال في قصيدة طويلة-أذكر منها هذه الأبيات-:
هاتيك عفراء لأجلك عاصِمُ * دَبـَّجْتُها إني بحبك هائمُ
كَبِدِي صُهَيْبُ ثم مَيْصَا زهْرَتي * وعُفَيْرَةٌ وهي الضياء لِمُقْلَتِي
ولأُمِّ فَضْلٍ زادها الرحْمَنُ * فَضْلاً أميرةُ تاجُهَا القُرْآنُ
ما بين جُُدْرانٍ كَوَالح سُودِ * يَرْتَدُّ صَوْتِي كالصَّدَى المَوْءُودِ
في سِجْنِ تطوان احتملت بلائي * ورميْتُ أحزاني الثِّقَالَ وَرَائي
فاقبل خَليلي هذه الأبْياتَا * وصُنِ الوَفَا واسْتَثْمِرِ الأوقاتا
كتبه المفتقر إلى عفو ربه ورحمته وفضله أبو الفضل عمر بن مسعود بن عمر بن حدوش الحدوشي 12 جمادى الأولى 1429 هـ
وقال في: (إتحاف الطالب) (ص:1142/1143) ومنه ما يتعلق بأحكام التجويد، ولا بأس أن أذكر هنا الدروس التي لقّنتها وحفظتها لأبنائي يوم زيارتهم لي بالسجن المحلي بتطوان:
الدرس الأول من دروس التجويد التي ألقنها أبنائي
ساعة زيارتهم لي يوم الجمعة بالسجن المحلي بتطوان:
نزهة المريد في رياض التجويد
يَقُولُ مَنْ لَقَبُهُ الحدوشِي * أَصْغِ لِمَا أَقُول فــافْهَمْ نَظْمِي
تَجْوِيدُ آياتِ الكِتَابِ يَقْتَضِي * عِلْماً وإدْراكاً وراء الرَّقْمِ
لِكُلِّ حَرْفٍ مَخْرَجٌ خُصَّ بِهِ * بَيْن رَقِيقٍ أوْسَطٍ أو: فَخْمِ
قِرَاءَةُ القُــــــرْآنِ في إتْقَانِهَـــا * تُنْجِ اللِّسَانَ مِنْ مَسَاوِي العُجْمِ
فَلاَ تَعَسُّفٌ ولا تَكَـــلُّفٌ * في النُّطْقِ، ذاكَ شأْنُ أُلِي العَزْمِ
فلَيْسَ كُلُّ مَن يَلُوكُ فَمَهُ * أوْ غَيَّر الصَّوْتَ بِصَحْبِ فَهْمِ
فَذِي قِرَاءَةٌ غَدَتْ تَمُجُّهَا * في مَحفِلِ السَّمْعِ قُلُوبُ القَوْمِ
طِبَــــاعُهُمْ مِنْهَا تَفِرُّ دَائِمَا * تَنْفرُ فِي الصَّحْوِ كذا في النَّوْمِ
فَصُنْ مِنَ الخطَا لِسَانَكَ الذي * يَتْلُو كِتَابَ اللهِ حتَّى الخَتْمِ
العِلْمُ بالتَّجْويدِ فاعْلَمْ صاحِبِي * فَرْضُ كِفَايَةٍ... وأيُّ حُكْمِ
أَمَّا بِشَأْنِ العَمَلِ السَّــاري بِهِ * فَفَرْضُهُ العَيْــــنُ عَلَى المُهْتَمِّ
مَوْضُوعُهُ القُرآنُ مُنْذُ الإبْتِدَا * فَرَتِّلِ القُــــــرآن. فَرِّجْ هَمِّي
وَقِيلَ تَجْـــوِيدُ الحديثِ وَاردٌ * فإنَّـــــهُ وَحْيٌ بِغَيْـــرِ رَسْمِ
وفَضْلُ تَجْوِيدِ كِتَاب الله مِنْ * أسْمَى العُلومِ لارْتِبَاطِ الإسْمِ
مَفَادُهُ الفَوْزُ بِدُنْيَا بَعْدَهَا * أُخْرَى نَعِيماً أبْشِرَنْ بِالغُنْمِ
لعاصمٍ عَفْرا صهيبٌ بعدهم * شْيْمَا رمُيْصا قد نَسَجتُ نَظْمِي
فِيهِ دُرُوس نفْعُهُنّ شامِلٌ * رفعتُ فيـــها سمــــعتي وإسمي
في كل جُمْعَةٍٍٍٍ أُزَارُ عندها * ما أطيـــب ذا الجُمْعَةِ فِي اليَوْمِ
ومرة قال في: (الإتحاف) (ص:1167): (... وقد نظمت من وراء القضبان-منظومة لأبنائي الأربعة تشبه منظومة البيقونية، أسميتها: (النظم الحثيث في قواعد مصطلح الحديث)-من بحر السريع:
حمداً لربٍّ مُنْعِمٍ مِفضالِ * ثم الصلاةُ على كمالِ هِلاَلِ
فإليك مِن منظومةٍ بيقونةٍ * شَذَراتِ شِعْرٍ ذاتِ سَمْتِ جَمَالِ
من طه بَيْقُوني قَبَسْتُ سُطورَها * طاقاتِ زَهْرٍ مِن ريَاضِ حالِ
لِعاصمٍ عَفْرا صُهَيْبٍ رُميْصَا * أهْدَيْتُها مِن عُقْرِ سِجني الخَالِ
كَيْ يحفَظوها فَهْيَ حِلْيَةُ طالبٍ * تُغْنِي عنِ الدُّنيا وثروةِ مالِ
شَدَّ الإلهُ بها الغداةَ بِأُزْرِهِمْ * وأنالَهُم ما يرجون مِنْ أفضِالِ
إليكَ أقسامَ الحديثِ أخَا النُّهَا * بعضاً فلا تَركَنْ لِلَغْوِ مَقَالِ
منها الصحيحُ ذاك أوَّلُ مُسْنَدٍ * ما شَذَّ أو: ما سِيمَ بالإعلالِ
راويه فاعلم كل عدلٍ ضابطٍ * يُعنَى به في الضبط والأنقالِ[1]
ألحِْقْ به حَسَناً خفيفاً طُرْقُهُ * تَبدو الرجالُ به نُجومَ ليالِي)


[1]-انظر: (إمداد السقاة بدلو الرواة) (ص:123) طبعة دار الكتب العلمية بيروت لبنان وإن شئت قلت:
(والإيصالِ) بدل: (والأنقال).


(بشرى عظيمة)
قال شيخنا العلامة عمر بن مسعود الحدوشي في كتابه القيم: (ذاكرة سجين مكافح) (5/33/36) تحت عنوان: (للتاريخ):
ختم ولدي البار أبو عمار عاصم بن عمر بن مسعود ابن الشيخ عمر بن حدوش الحدوشي القرآن بدار القرآن للشاطبي يوم الإثنين 2 جمادى الثانية 1431هـ 17 ماي 2010 م على شيخه حسن بوحفصون، وحفظ على شيخه الفلاح محمد 7 أحزاب، ومن الرحمن إلى سورة يوسف مع شيخه العياشي اليدري، ومن سورة يوسف إلى سورة الأعراف على والدته أم الفضل بالبيت، ومن سورة الأعراف إلى آخر سورة البقرة على الفقيه حسن بو حفصون، وقد كتب له في الورقة ما يلي: (عاصم الحدوشي ختم القرآن الكريم وفقه الله تعالى لحفظه ثم كتب التاريخ المذكور أعلاه ثم قال: اللهم احفظه واجعله تحت رضاء والديه واجعله من علمائك العاملين المخلصين، ثم كتب إمضاءَه تحت الورقة كما كتب له 5 فقهاء إمضاءَهم بعد أن أشادوا بختمه للقرآن واجتهاده ودعوا معه-حفظه الله ورعاه-وهذا يعتبر إجازة له).
وقررت أن أقيم له حفلاً كبيراً تعظيماً لكتاب الله، وكما فعل عمر بن الخطاب وابنه عند ما ختموا سورة البقرة أولموا وليمة عظيمة، وذلك لإطعام كل الطلبة في الأقسام كلها التي في الدار وعدد الطلبة: 330 أضف إليهم الأساتذة والفقهاء، وذلك يوم الأحد 8 جمادى الثانية 1431هـ و28 ماي2010م.
ويوم السبت أقمنا حفلاً كبيراً في البيت للنساء وسائر الأقرباء وللطالبات اللآئي يدرسن بدار القرآن الكائنة بحي بوجراح، وعدد الطالبات ما يقارب العدد السابق والحمد لله على كل حال وأسأل الله أن يحفظ أبنائي وسائر أبناء المسلمين ويوفقهم لحفظ كتابه وسنة رسوله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-والعمل بهما بفهم السلف الصالح، وذلك ما أرجوه من هذه الدنيا الفانية. كتبه والده المحبوس في سبيل عقيدته ودينه بزنزانته الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان.
وقلت من وراء القضبان بالسجن المحلي بتطوان هذه الأبيات من الكامل:
1-لله درك عاصماً من أنجب * ختم الكتابَ بحفظه بتأدب
2-هو زهرة في روضة عِلميَّة * تسخو على كونٍ بِعِطْرٍ أطيبِ
3-فرعاه رب العالمين بحفظه * وكذا صهيبَ شقيقَه الشهمَ الأَبِي
4-في جَنب إخوته الكرام أُلي النُّهى *والفضلِ في هذا الزمانِ الأجْدَبِ
5-عفراءُ تلك من الحدائقِ زَهرةٌ * تختالُ بين غراسِها بتحبُّبِ
6-واذكر رميصاءَ البهيَّ خَلاقُها * تَسبِي العقولَ بفكرها المتَوَثِّبِ
7-واكلأ بعينك خالقي (حَسَن) الفتى * ذا السِّرِّ والْخُلقِ الْجَميلِ المعجِبِ
8-والشيخَ باخبزةٍ مَن قدْ سَمَا* نَجْمٌ له في الأُفْقِ مِثلَ الأشهبِ
9-أمَّا سَليلَةُ خيرِ آباءٍ لنا * فهْيَ (الحنان) بِخَصْبِهِ الْمُسْتَوْهَبِ
10-ذِي أُسْرَةٌ ذِكْرِيَّةٌ شَدَّتْ لها* جَمْعُ الملائكِ في جَلالِ الْمَوْكِبِ
قالت أم الفضل بعد أن قرأت هذه الأبيات لشيخها العلامة أبي الفضل:
1-فكَّ الإلهُ إِسَارَ أُسْتاذٍ زَكَـا * نفساً وعَجَّلَ بانْفراجٍ أَقْرَبِ
2-عُمرُ الفتى ذُو الْمَكْرُمَاتِ بها فَكَمْ * نَبَعَتْ بِفِكْرتِه عيونُ الأَهْضُبِ).
وقد كتب له شيخنا العلامة محمد بوخبزة-حفظه الله تعالى-عند ما زاره في دار القرآن وسأل عنه بالخصوص ما نصه: (الحمد لله بهذا الدفتر المبارك محفوظات من القرآن العظيم للتلميذ المبارك النجيب عاصم بن عمر الحدوشي-حفظه الله ورعاه-وقد أعجبني ما رأيته من حسن خطه وإتقان حفظه وما أعقب ذلك من احتفال بالختم بالغ فيه الوالد المكرم من الإطعام والشراب فجزاه الله خيراً وحقق أمله في ولده وثمرة فؤاده، ثم قال:
ختم الإبن عاصمٌ * حفظ ذكر لربنا
فاحفظ اللهُ عاصماً * وصهيباً ومَن دنَا
وارزقنْهم وصُنْهُمُ * من بلاء ومن عَنَا
واجمعِ اللهم شملَهم * بأبٍ راقٍ مُنتَهَى
17جمادى الثانية 1431 هـ أبو أويس محمد بوخبزة).
وقبله قال شيخنا العلامة الأديب محمد بوخبزة-حفظه الله ورعاه- في رسالة بعث بها إلى شيخنا العلامة عمر الحدوشي-فرج الله عنه-: (... لأنجالكم (عصام!-كذا قال)، وصهيب، وعفراء، بمناسبة بلوغ عصام-بل: هو عاصم-الحزب الثلاثين من القرآن حفظاً تبارك الله وبارك فيهم:
عصام تهنا بحفظ الكتابْ * فقد نلتَ منه المُنى والثوابْ
وواصِل-فَديْتُك-حفظاً له * ففيه الهُدى والجنَى المُستطابْ
وكن قدوةً لأخيك صهيب * وأختك عفراء، نعم الصحابْ
فأنتم بَراعمُ خير ومِن * سُلالة حُفاظ هذا الكتابْ
ووالدكم من دعاة الهُدَى * وأهل الحديث الكثيري الصوابْ
فأَكْرِمْ بكُمْ عصبة جَمَعَتْ * من الخير أطرافَهُ بانتخابْ
ودوموا نجومَ هُدى بَيْنَنَا * تُنير الطريق وتجلو الصعابْ
هذا ما عصرتُ الخاطر الكليل له الساعة. ولو وجدت قبولاً من القريحة القريحة لواصلت النظم في مدح شمائل الأنجال أنبتهم الله نباتاً حسناً وأرانا فيهم ما يسرنا آمين.. تطوان صباح يوم الخميس 11 رمضان المعظم عام: 1429هـ أخوكم ومجلكم أبو أويس محمد بوخبزة).
ومرة قال شيخنا العلامة الأديب محمد بوخبزة-حفظه الله ورعاه-في رسالة بعث بها إلى شيخنا العلامة عمر الحدوشي-فرج الله عنه-: (... -أقول في-: البنت المصونة الطيبة رميصاء رعاها الله وسلمها وأنبتها نباتاً حسناً بمناسبة حفظها نصف القرآن تبارك الله، وهنيئاً لكم بها وأثقل الله موازينكم بثواب عملها، وألهمها المزيد منه آمين:
رميصاءُ زدني من بروك نفحة * بها القلب يحيا والجوانح تنتشي
فأنتِ مَلاَك أكرم الله من رُبَى * الجِنانِ به الآباءَ لله يختشي
وختاماً تقبلوا شكري وامتناني لأفضالكم ودعواتي لكم بتحقيق ما ترجون وتأملون والسلام. تطوان صباح الأحد 13 ربيع الثاني عام: 1429هـ أخوكم ومجلكم أبو أويس محمد بوخبزة).
فأنت الجوار وأنت الخليفة
قال شيخنا أبو الفضل-فك الله أسره:
لَمَّا نَظَرْتُ إِلََى ابْنَتِي رُمِيْصاَء في أول زيارة لها لي بالسجن المركزي بالقنيطرة وَهِيَ تَبْتَسِم فقُلْتُ ارتجالاً:
تَبَـــدَّتْ فَبَانَتْ رُمَيْضَآءُ تَرْمِي * بِطَرْفٍ جَمِيلٍ وَبِشْرٍ وَبَســْمِ
رُمَيْصَآءُ بِنْتِي التِي هِـيَ قَلْبِي * وَجُزْءٌ نَمَا مِنْ عِظَامِي وَلَحْمِي
وَبَــاكُورَةٍ مِنْ ثِـــمَــارٍ وَرِزْقِـــي * وَنَعْــــمَـآءُ رَبِّي عَلَــيَّ وَقَسْمِـي
مَزِيـــجٌ وَرَوْحٌ وِمِنْ أُمِّ فَضــــْلٍ * كَسَاهـــَا إِلهِي بِسِتــــْرٍ وَعِلْـــمِ
ودَادِي رُمَيْصَآءُ أُخْتُ الأَحِبَّهْ * أَيَا حَافِظَ الْخَلْقِ إِحْفَظْ وَأَنْمِ
فَأنْتَ الجِـــــوَارُ وَأَنْتَ الْخَلِيفَهْ * وَأَنْــتَ الذَّخِيــرَهْ لِكُــلِّ المُلِمِّ
فَصَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ إِلَهِـي * عَلَى الْمُصْطَفَى مَنْ هَدَانَا بِرُحْمِ
وَيَــا رَبَّنَا إِرْحَمْ عُبَيْداً دَعَاك * وَحَقِّــقْ رَجَائِـي بِتَفْرِيجِ هَـمِّي
1425 هـ
وفي السنة نفسها قال-تحت عنوان-:
(حين اعتدى ذئب إنس)
أَضْرَبْــــتُ عَنْ غَيْرِكُم صَفْــــــ*ــحاً فَاهْنَــــأي يَـــــــاحَنَانُ
عَهــــــــــدِي لَكُمْ بِــــــالْوفَاءِ* وَالْعَهْــــــدُ مِنِّـــــــــي أَمَـــانُ
لَنْ تُرْهَبُــــــــوا لَنْ تُرَاعُـــــوا* أهلَ الْوَفَــــــــا لَنْ تُهَــــانُوا
هَذا الصَّفـــــــــَا قَــدْ عَلاَكُمُ * أَوْ لُـــؤْلُــــــــؤٌ أَوْ جُــمَـــــانُ
هــَذا الْجَمَــــــالُ الْحَيِــيُّ * وَالْخَطـــــــِرَاتُ الْــحِســـــَانُ
هـــذا الرِّضَـــــــا أُمَّ فَضــــــــْلٍ* أَمْ وُدُّكُـــــــــــمْ وَالحَـــــــــنَانُ
ذِكْــــــرَاكُـــــــــــمُو قد أَطَـــــــارَتْ* نَـــــــــوْمِي وَغُـــمَّ الجَـــــنَانُ
لَـــــوْلاَ رَجَــــــــــــــاءُ الإَلَــــهِ* قُرْبَ اللِّقَا يــــــــــا حَنـــــــــَانُ
طَاشـــــــَتْ سِهَامِي تِبَاعـــــــاً * وَانقَـــــــــضَّ حُــــــــزنٌ وَرَانُ
حِينَ اعْتَـــــدَى ذِئْبُ إِنْـــــــــسٍ* وَاسْــــــــتَوْطَنَ الثُّعْلَبَــــــــانُ
قَدْ عَــــــادَ شَرْعُ الرَّجِيــــــــــمِ* وَالْحَــــــــــقُّ أَمْسَى يُـــــــــدَانُ
لَهْـــجَي (رُمَيْصَـــــاءُ) بِـــــاسْمٍ* مَعْنَــــــاهُ فَضـــــــــْلٌ وَشَانُ
يَـــــا (عَاصِـــــماً) لَسْـــــــتُ إِلاَّ* بِــالذِّكْرِ حَقّــــــاً أُعَـــــــــانُ
حُــــــزْني بِنَفْسِـــــي (صَُهَيْبٌ)* يَغْـــــــزُو صَــــــدَاهُ الْمَكَـــانُ
(عَفْــــــــــرَاءُ) أََشْــــوَاقُ قَلْبِي* أَرْخَتْ لِدَمْعِـــــــي العِنَانُ
يَلْقَى أَبُو الْفَضْــــــــــلِ هَجْراً* وَالدِّينُ أَضْحَــــــــــى يُهَــانُ
عُــــــذْراً وكَيْفَ التَّمــــادِي؟* عَجْزاً يُعَـــــانيِ اللِّسَـــــانُ
رَبِّ تَـــــــــدَارَكْ عِبَـــــــــاداً* بَالْحــــقِّ عَـــــاشُوا وَدَانُـــوا
سَدِّدْ خُطَــــــاهُمْ إِلَهِـــــــــي* مَـــنْ غَيْــرُكَ المُسْتَعَــــــانُ
وقال في قصيدة طويلة أذكر منها هذه الأبيات:
تَمَّتِ الدُّرَّةُ فِي أزهَى حُلاَهَا * فتأمل في بَهَاها وسَنَاها
يا رميصاءُ ويا حبي صُهَيْبَا * وَعَصيماً ويا عفْرا الأحِبَّا
بَيْنَ جُدْرَان سُجَيْنٍ فِيهِ أقْبَعْ * خَاشِعَ النُّظْرَةِ نَحْوَ اللَّه أضْرَعْ
فـاقْبَلَنْ يا رَبَّ مِنِّي دُرَّتِي * واخْتِمَنْ بالخَيْر لي ذُرّيتي
كتبه المأسور في سبيل عقيدته ودينه أبو الفضل عمر بن مسعود ابن الفقيه عمر بن حدوش الحدوشي بزنزانته الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان 28 محرم 1430 هـ).
ومرة قال في قصيدة طويلة-أذكر منها هذه الأبيات-:
هاتيك عفراء لأجلك عاصِمُ * دَبـَّجْتُها إني بحبك هائمُ
كَبِدِي صُهَيْبُ ثم مَيْصَا زهْرَتي * وعُفَيْرَةٌ وهي الضياء لِمُقْلَتِي
ولأُمِّ فَضْلٍ زادها الرحْمَنُ * فَضْلاً أميرةُ تاجُهَا القُرْآنُ
ما بين جُُدْرانٍ كَوَالح سُودِ * يَرْتَدُّ صَوْتِي كالصَّدَى المَوْءُودِ
في سِجْنِ تطوان احتملت بلائي * ورميْتُ أحزاني الثِّقَالَ وَرَائي
فاقبل خَليلي هذه الأبْياتَا * وصُنِ الوَفَا واسْتَثْمِرِ الأوقاتا
كتبه المفتقر إلى عفو ربه ورحمته وفضله أبو الفضل عمر بن مسعود بن عمر بن حدوش الحدوشي 12 جمادى الأولى 1429 هـ
وقال في: (إتحاف الطالب) (ص:1142/1143) ومنه ما يتعلق بأحكام التجويد، ولا بأس أن أذكر هنا الدروس التي لقّنتها وحفظتها لأبنائي يوم زيارتهم لي بالسجن المحلي بتطوان:
الدرس الأول من دروس التجويد التي ألقنها أبنائي
ساعة زيارتهم لي يوم الجمعة بالسجن المحلي بتطوان:
نزهة المريد في رياض التجويد
يَقُولُ مَنْ لَقَبُهُ الحدوشِي * أَصْغِ لِمَا أَقُول فــافْهَمْ نَظْمِي
تَجْوِيدُ آياتِ الكِتَابِ يَقْتَضِي * عِلْماً وإدْراكاً وراء الرَّقْمِ
لِكُلِّ حَرْفٍ مَخْرَجٌ خُصَّ بِهِ * بَيْن رَقِيقٍ أوْسَطٍ أو: فَخْمِ
قِرَاءَةُ القُــــــرْآنِ في إتْقَانِهَـــا * تُنْجِ اللِّسَانَ مِنْ مَسَاوِي العُجْمِ
فَلاَ تَعَسُّفٌ ولا تَكَـــلُّفٌ * في النُّطْقِ، ذاكَ شأْنُ أُلِي العَزْمِ
فلَيْسَ كُلُّ مَن يَلُوكُ فَمَهُ * أوْ غَيَّر الصَّوْتَ بِصَحْبِ فَهْمِ
فَذِي قِرَاءَةٌ غَدَتْ تَمُجُّهَا * في مَحفِلِ السَّمْعِ قُلُوبُ القَوْمِ
طِبَــــاعُهُمْ مِنْهَا تَفِرُّ دَائِمَا * تَنْفرُ فِي الصَّحْوِ كذا في النَّوْمِ
فَصُنْ مِنَ الخطَا لِسَانَكَ الذي * يَتْلُو كِتَابَ اللهِ حتَّى الخَتْمِ
العِلْمُ بالتَّجْويدِ فاعْلَمْ صاحِبِي * فَرْضُ كِفَايَةٍ... وأيُّ حُكْمِ
أَمَّا بِشَأْنِ العَمَلِ السَّــاري بِهِ * فَفَرْضُهُ العَيْــــنُ عَلَى المُهْتَمِّ
مَوْضُوعُهُ القُرآنُ مُنْذُ الإبْتِدَا * فَرَتِّلِ القُــــــرآن. فَرِّجْ هَمِّي
وَقِيلَ تَجْـــوِيدُ الحديثِ وَاردٌ * فإنَّـــــهُ وَحْيٌ بِغَيْـــرِ رَسْمِ
وفَضْلُ تَجْوِيدِ كِتَاب الله مِنْ * أسْمَى العُلومِ لارْتِبَاطِ الإسْمِ
مَفَادُهُ الفَوْزُ بِدُنْيَا بَعْدَهَا * أُخْرَى نَعِيماً أبْشِرَنْ بِالغُنْمِ
لعاصمٍ عَفْرا صهيبٌ بعدهم * شْيْمَا رمُيْصا قد نَسَجتُ نَظْمِي
فِيهِ دُرُوس نفْعُهُنّ شامِلٌ * رفعتُ فيـــها سمــــعتي وإسمي
في كل جُمْعَةٍٍٍٍ أُزَارُ عندها * ما أطيـــب ذا الجُمْعَةِ فِي اليَوْمِ
ومرة قال في: (الإتحاف) (ص:1167): (... وقد نظمت من وراء القضبان-منظومة لأبنائي الأربعة تشبه منظومة البيقونية، أسميتها: (النظم الحثيث في قواعد مصطلح الحديث)-من بحر السريع:
حمداً لربٍّ مُنْعِمٍ مِفضالِ * ثم الصلاةُ على كمالِ هِلاَلِ
فإليك مِن منظومةٍ بيقونةٍ * شَذَراتِ شِعْرٍ ذاتِ سَمْتِ جَمَالِ
من طه بَيْقُوني قَبَسْتُ سُطورَها * طاقاتِ زَهْرٍ مِن ريَاضِ حالِ
لِعاصمٍ عَفْرا صُهَيْبٍ رُميْصَا * أهْدَيْتُها مِن عُقْرِ سِجني الخَالِ
كَيْ يحفَظوها فَهْيَ حِلْيَةُ طالبٍ * تُغْنِي عنِ الدُّنيا وثروةِ مالِ
شَدَّ الإلهُ بها الغداةَ بِأُزْرِهِمْ * وأنالَهُم ما يرجون مِنْ أفضِالِ
إليكَ أقسامَ الحديثِ أخَا النُّهَا * بعضاً فلا تَركَنْ لِلَغْوِ مَقَالِ
منها الصحيحُ ذاك أوَّلُ مُسْنَدٍ * ما شَذَّ أو: ما سِيمَ بالإعلالِ
راويه فاعلم كل عدلٍ ضابطٍ * يُعنَى به في الضبط والأنقالِ[1]
ألحِْقْ به حَسَناً خفيفاً طُرْقُهُ * تَبدو الرجالُ به نُجومَ ليالِي)


[1]-انظر: (إمداد السقاة بدلو الرواة) (ص:123) طبعة دار الكتب العلمية بيروت لبنان وإن شئت قلت:
(والإيصالِ) بدل: (والأنقال).






 
قديم 23-12-10, 02:16 AM   رقم المشاركة : 13
عاصم-عمر
مشترك جديد






عاصم-عمر غير متصل

عاصم-عمر is on a distinguished road


(للتاريخ):
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه مقتطفات من رسالة شيخنا العلامة المحدث عمر الحدوشي يرد على رسالة شاعر القاعدة: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه: جنابالأخ الفاضل الشاعرالمصقع، شاعر القاعدة أشكرك على عواطفك النبيلة، وعواطفك الجياشة، وأدبكالجم، ولا غرابةفشعراء القاعدة لا يتبعهم الغاوون إن شاء الله.......................الأسطر المحذوفة لا أنشرها إلا بإذن الشيخ فك الله أسره
.................................................. ............

أخبر أخاناالشاعر بأننا نحبه في الله، ونخبره أننا لا نجعللأنفسنا ثمناً غير الجنة،فلا نلين للطواغيت ولا نستكين لهم، فنفسي غالية لا أبيعها برخيص، وقد اشتراها الله مني بثمن باهض، أما المحنة أو: المنحة التي نحن فيها فهيوالله نعمة وراحة نأخذهاداخلالسجن للمدارسة والتأليف وهي مرحلةاستجمامية، (وزمان الابتلاء ضعيفوقواه الصبر)، و(لولا مصائب الدنيالوردنا القيامة مفاليس)، وهذه المحن لاولن تنال من بسالتنا وصلابتنا، فإنطلبت منهم العفو كما طلبوا مني فلاعفاالله عني، بل: أفضل أن أحفر قبريداخل زنزانتي ولا أطلب منهم العفو. (أخوكالمحبوس في سبيل عقيدته ودينه).
وهذا رد شاعر القاعدة على رسالة شيخنا العلامة أبي الفضل عمر الحدوشي فك الله أسره
وثبتّه على عُرى اليقين.

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/********************I%7E1.STR/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/********************I%7E1.STR/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG]
من شاعر القاعدة: (أبو أحمد محمد الزهيري) إلى شيخه أبي الفضل عمر بن مسعود الحدوشي فك الله أسره وثبته على عُرى اليقين.

(فقف دون رأيك في عزةٍ):
عليكَ السلامُ أبا عاصمٍ * وفاءً، أواصلُ إرسالها
فإن تكُ في السجن رهن القيودِ*وترقب للشمس إطلالها
تطوفُ على القلبِ في خفقةٍ * تواصلُ في الروحِ ترحالها
فأنت الطليقُ فيا حرقةً * تُقَطِّعُ للنفسِ أوصالها
ستنزو الذئابُ على أُمّةٍ * تُمَجِّدُ بسطارَ مَنْ غالَها
ويعدو الصليبُ على ثغرها*وقد أزهق الكفرُ أجيالها
ويعنوالطغاةُ سجوداً لهُ *تُجَهِّزُ للسجنِ أقيالَها
تئنُ العقيدةُ من ظلمهمْ* وتشكو إلى الله أحوالَها
وهمْ ساوموكَ فلما رأوك* تجالدُ مَنْ رامَ إذلالَها
تَقَزَّمَ طاغوتُهمْ إذ رآكَ* كشُمِّ الجبالِ وما طالَها
فنادى على الجند كي يخرجوكَ * تَسِح من الدمعِ هَطّالها
فقالوا اقتلوه، وإلاَّ اثبتوه* وأرْتِجْ على الروحِ أقفالها
وزُجّوهُ في السجن كي ينثني * وحرّضْ على الشيخِ أنذالها
توالتْ ببابكِ كلُّ الخطوبِ* وأَلْقَتْ على الحرِّ أثقالَها
فيا لكَ مِنْ صرخةٍ حرّةٍ *تُفَجِّرُ في النفسِ زلزالها
تَحُثُّ المسيرَ إلى غايةٍ*تُريقُ من الصدر شلاَّلها
نسيرُ على نهجكِ المستنير*بآيٍ توليتَ إعمالَها
(براءةَ)[1] من كلّ رجسٍ و(قل)[2] * و(فتحٌ)[3] و(قافَ)[4] وأمثالَها
نؤوبُ إلى الله في عِزّةٍ * وقد نضّت البيدُ أشبالَها
غريبٌ حبيبٌ بسجن الطغاة * وتُدمي جراحُكَ أغلالَها
وفي النائباتِ على حَرِّها * تُجَدِدُ في النفسِ آمالَها
وفي الصبرِ سلوى لمن حِرْزُه * الكتابُ ويحفظُ أنفالَها
فَقِفْ دونَ رأيكَ في عِزّةٍ * وأسْكِتْ لخيبرَ إعوالَها
فطعمُ الحياةِ كطعم المماتِ * وقد عافَت الكأسُ أوشالَها
إذا لم تَقمْ للجهادِ النفوسُ * تولى إلهُكَ إبدالَها
بقومٍ يرونَ الردى قُربةً * وتغسلُ بالدمِ أسمالَها
وتشتاكُ في صدرها ما وَنَتْ * تَزُفُّ إلى الحورِ أبطالَها
أبا الفضلِ هلاَّ سمحتَ لنا * بلثمِ يديكَ، وإنّي لها
سأصهرُ حينئذٍ قيدها * وأُظهرُ للكونِ أفضالَها
صداكَ يمرُ على خافقي * وروحي فَفَتَّحَ أقفالَها
وذيل هذه القصيدة بيرق التوحيد بقوله-بعد أن قال: الله المستعان وعليه التكلان أخي الحبيب على معلوماتكهذه سأقتص من طاغوت (المغرب محمد بوزوبع....) وسأضيف على قصيدة أخي شاعر القاعدة ثلاثين بيتاً من تأليفي على نفس القافية والبحر أشوي بها وجه آسِر شيخنا فأمهلني لن أنام حتى ُتنسج وليعلم الطواغيت أن شيوخنا هم رافعةهذه الأمة وورثة أنبيائها وأن التطاول عليهم لن يدوم وسنقطع بإذن الله اليدالتي تطاولت عليهم بأمر اليهود-:
فأنى الْتفتَ رأيت الملوكِ * تُطفِفُ للناسِ مكيالها
قد استضعفوها وإمّا اهتدتْ * تولى أخو الغدرِ إضلالها
إذا دخلوا قريةً أفسدوا * وأرْزَحَ في القيدِ بُذّالها
عواصمَ أوحى لها فاجرٌ * شذوذَ اليهودِ وأوحالها
فيا من تسميتَ باسمِ النبيّ * خسئتَ وما كنتَ أهلاً لها
تفوقُ سدومَ وسكانها * بفحشٍ وقدّستَ أفعالها
تسوسُ الرباط بتلمودِ مَنْ * تُسَوِّدُ في القومِ مُغْتالها
وسبتةَ تبكي في حسرةٍ * وتشكو إلى الله ما نالها
تئنُ (مليلةُ) في إثرها * وتَلْبسُ جُندُكُ خُلخالها
ففي السلمِ تزهو بأنواطها * وفي الحربِ تسكبُ أبوالها
لذاكَ أمنتَ وفي خسةٍ * تسيِّدُ في الناس جُهّالها
وتمضي بعهركَ لا ترعوي * ستلقى يدُ الظلمِ أوبالها
تُضِيْقُ على البيضِ أغمادَها * وتُرْزِحُ في القيدِ بُذّالها
تماديتَ لم تدرِ إنْ زمْجَرَتْ * عليكَ وأغضبتَ رئبالها
بأنّ الحتوفَ تُحيطُ بكمْ * تولى الفوارسُ إشعالها
وهل يقبلُ الظلمَ شُمُّ الأنوفِ!! * ستُلقي البراكينُ أثقالها
ففي مغربِ الدين أهلُ الحجا * وما لوّثَ الزيفُ سِربالَها
أليسوا وقودَ انتصاراتنا؟ * وفرسانَ حربٍ وأقيالَها
بهديٍّ مُنيرٍ وسيفٍ يذودُ * سنضرب للناس أمثالها
وبعضُ الطغاة إذا ما رأتْ * خيالَ الأسودِ وتمثالَها
فلن تستقيمَ على عرشها * تفرُّ تُجرجرُ أذيالَها
كأن الشعوبَ قطيعٌ لها * تنال مع الذبحِ إجلالَها
تعيثُ فساداً تدوسُ على * البلادِ وتأكلُ أموالها
تزيدُ يداكَ جراحاتنا * وتنكأُ بالحقدِ سَيّالها
ترومُ من الناسِ تقبيلها * كأنكَ تملكُ آجالَها
إذا ما جهلتَ فإن لنا * سيوفاً تواصِلُ إعوالَها
تتوقُ إلى ضرب أعناقكمْ * وما أوهنَ الصبرُ أنصالَها
وهامُ الطغاةِ إذا ما عَلَتْ * تَوَلَتْ حذائيَ إنزالَها
سأضربُ خرطومَها ضربةً * تُميتُ من الذعرِ أفيالَها
أخوك وخادمك شاعر (القاعدة أبو أحمد محمد الزهيري) غفر الله زلاّته، رحم الله من أوصلها إلى الشيخ فك الله أسره وكتب كتابه في عليين. من البيت رقم 31 إلى البيت رقم 59لبيرق التوحيد.
وعلق أحد الإخوة على القصيدتين بهذا البيت:
لله در مَن كلماته للمؤمنين مدداً * ولأعداء الله همّاً تجدّدا
وقال طالب في كلية: (شموخ الإسلام للإعلام): لله درك شاعرنا لا فُضَّ فوك، ولا سعد من يجفوك، سدد الله رميك وأعانك، ونسأل الله تعالى أن يفك أسر شيخنا الحبيب أبا الفضل عمر...وأن يربط على قلبه.... وأن يثبته على الحق.
وقال ناصر الدين: والله رسالة مؤثرة جدا من الشيخ الأسير تدل على ثبات هؤلاء العظماء على ما يقدر عليهم من بلاء، كما أن الأبيات رائعة وجميلة ومؤثرة، لله درك أيها الأخ الحبيب وفرج الله عنكم شيخنا الغالي.
وقال الوهابي: لا فض فوك يا شاعر القاعدة، فأبياتك المزمجرة على صدقك شاهدة (نحسبك والله حسيبك...
وليرى الأعضاء شيئاً من صبر شيخناالعلامة الأصولي اللغوي المحدث المفسر المحقق المدقق أبي الفضل عمر بنمسعود الحدوشي فك الله أسره، أقول:

1-الشيخ محكوم عليهبثلاثين سنة.
2-يقضي الشيخ هذه المدة فيالسجن الانفرادي.
3-الشيخفقد أحد عينيهفي التعذيب، ولم يخبر بذلك أحد
ومع كل ذلك إلا أنه كالجبل الراسخ لا تؤثر به الرياح مهما اشتدت.. نسأل الله أن يثبته ويحفظه ويفرج عنه
اللهم آمين، وجزاكم الله خير الجزاء على دعائك العاطر الكريم أخي الحبيب، واللسان يعجز عن وصف تضحية الشيخ وصبره وصموده على البلاء، وإن أخي شاعرالقاعدة قد أحجم عن نشر كامل الرسائل التي وصلته من الشيخ حفظه الله ولوقرأتها لبكيت بكاءً مريراً على الشيخ أحمد بن حنبل الجديد، نحسبه واللهحسيبه.
وإن من البشر من يفوق الجبال الراسيات تحملاً وصبراً نحسب شيخنا منهم، اللهم فك أسر شيخنا عمر الحدوشي وشيخنا المقدسي وثبّتهما على عُرى اليقين، وفرج كربة كل المأسورين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، جزى الله شاعر القاعدة كل خيراً.
وقد تعرض شيخنا لعذابفظيع مما أفقده نور عينه اليسرىعندما كانوا يسبون الله عز وجل ولدين الله، والمجاهدين وبالخصوص الشيخ أسامة فكانيرد عليهم كفرتم بالله يا أعداءالله فوالله لو كنت محلول اليدين لعرفتكيف أرد عليكم وكان يقول لهم أسامةومن معه أشرف منكم ومن آبائكم وأجدادكموكان لا يدري من أين تأتيهالضربات العشوائية حتى أغمي عليه ثلاث مراتوعلقوه كما تعلق الشاة وهو لايبالي يسبهم حتى أصبح من كثرت الضرب لا يحسبألمه والقصة طويلة.
والله رسالة مؤثرة جداً من الشيخ الأسير تدل على ثبات هؤلاء العظماء على ما يقدر عليهم من بلاء
كما أن الأبيات رائعة وجميلة ومؤثرة، وليعلم الطواغيت أن شيوخنا هم رافعة هذه الأمة وورثة أنبيائها وأن التطاولعليهم لن يدوم وسنقطع بإذن الله اليد التي تطاولت عليهم بأمر اليهود.

قالت تلميذة الشيخ العلامة عمر الحدوشي أم عبد الله عفراء: وقد أبلغت شيخنا العلامة أبا الفضل-فرج الله عنه-بقصيدة الشاعر النبيل فرد علي قائلاً: إن الشاعر-حفظه الله-استسمن ذا ورم، وقصم ظهري بقصيدته العصماء، على كلٍّ سلمي عليه وأخبريه أننا نحبه في الله، وأن أخاكم الممدوح والمسجون من أجل عقيدته ودينه مجرد طويلب علم ليس إلا...
ورد عليه شاعرنا قائلاً: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شرف عظيم محبة الشيخ لنا، أحبه الله الذي أحبنا فيه، وكتب أجره، وأعلا قدره، وفك أسره، ونصر به أمة الإسلامما قلت في الشيخ إلا الحق وبعد دراسة سيرته الذاتية بل: إن نبض شعري يقف واهياً متردداً أمام قامته السامقة العلية في الأدب والعلم.
وما قلت إلا نتاج صدق محبتي له في الله أبلغ أختنا في الله عفراء صان الله حجابها وأخذ بناصيتها إلى كل خير رد السلام: (سلام من الله ورحمته عليكم آل الحدوشي إنه حميد مجيد. أخوكم أبو أحمد محمد الزهيري الأردني 11 محرم 1432هـ).
وجاء في موقع: (شبكة شموخ الإسلام) ما نصه:
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/********************I%7E1.STR/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]
فك الله أسر الشيخ أبي الفضل وقصم الله ظهر آسره.

لولا أنهم رأوا فيك أحمد بن حنبل أنت وأخيك أبي محمد المقدسي-فك الله أسركما-لما قبعتما في الزنازين
ولأن تأثير أمثالكم على الأمة واضح جلي لا تشوبه شائبة.

وقد يسر الله لي على عجل قراءة سيرة الشيخ الجليل أبي الفضل عمر الحدوشيرفع الله ذكره في العالمين وجعل كتابه في عليين فشعرت أنني في واد سحيق أمام جبل شامخ وقامة سامقة متطاولة إلى عنان السماء وأذهلني أن الشيخ لم يكن ليضيع من وقته في غير طلب العلم وتعليمه وانظر فيمؤلفاته وإجازاته وقسمها على عدد أيام عمره المباركة بإذن الله فستعلم كمكان توصيفي للشيخ صائباً وبدون مبالغة
نسأل الله عظيم الشأن، قديم السلطان أن يثبّت الشيخ أبا الفضل على عُرىاليقين وأن ينفع به المسلمين وأن يفرج كربته، ويزيل همه، وأن يفك أسره قريباً عاجلاً، وإن القلم ليخجل أن يكتب عن جبل من جبال التوحيد كمثل شيخنا نحسبه والله حسيبه
والله أسأل السداد والتمكين من قراءة مؤلفات الشيخ الذي نتشرف لو كنا بينيديه نخدمه فعند مثله تُثنى الركب ويؤخذ العلم الشريف الزلال...
رحم الله من غفر من الزلة ما علم، وعرف الحق فلزم، واعتصم بالله فغنم، وسكت عن الشر فسلم،
قد حال البكاء بيني وبين تشكيل كل الحروف، وقمتُ بتعديل بعض الأخطاء الآن، فمن شاء أن ينقلها فلينقلها الآن وجزاكم الله خير الجزاء... (أخوك في التوحيد).

ونسأل الله تعالى أن يفك أسر شيخنا الحبيب أبا الفضل عمر...وأن يربط على قلبه....وأن يثبته على الحق
اللهم آمين وجزاكم الله خير الجزاء على دعائك العاطر الكريم أخي الحبيب
واللسان يعجز عن وصف تضحية الشيخ وصبره وصموده على البلاء وإن أخي شاعرالقاعدة قد أحجم عن نشر كامل الرسائل التي وصلته من الشيخ حفظه الله ولوقرأتها لبكيت بكاءً مريرا على الشيخ أحمد بن حنبل الجديد (نحسبه واللهحسيبه).

شكر الله حضورك العاطر الكريم أخي الحبيب ناصر ، نصر الله بك الدين وثبّتك على عُرى اليقين
نسأل الله عز وجل لشيوخنا الثبات على عُرى اليقين وأن يحفظهم بما يحفظ بهعباده الصالحين وأن يفك أسرهم وأسر الموحدين وأن يقصم ظهر آسرهم. اللهم آمين

جزاك الله خيراً أخي الحبيب بيرق التوحيد، فلا يعرف حق الرجال إلا الرجال أمثالك،
أسأل الله أن يفرّج عن الشيخ العلامة أبي الفضل الحدوشي ويربط على قلبه،
والله إنه كالجبل، بل هو جبل، هذا شيخنا، فليرينا امرؤ شيخه.

لا إله إلا الله محمد رسول الله، عليها نحيى...وفي سبيلها نبتلى ...وعليها نموت... وعليها نلقى الله
فك الله أسرك شيخنا الكبير عمر الحدوشي وثبتك على أمر الله.
لا فض فوك يا حبيب القلب، شاعرنا المفدى، فداك أبي وأمي على ما تجود به على هذهالأمة وعلى هذا الدين العظيم، من نصرة وتأييد، كلماتك هذه ستعطي شيخنا الحدوشي قناطير مقنطرة من الصبر والثبات.
فرج الله عنا وعن علمائنا ومجاهدينا أجمعين.
شكر الله مرورك الكريم العاطر شيخنا الحبيب، بل: إن رسالة الشيخ العلامة الحدوشي-فك الله أسره-هي التي أعطتنا أنا وأخي شاعر القاعدة جبالاً من الصبر ودروساً في تحمل البلوى، إن أقسمت لك بأن رسائل الشيخ لا تغادرني حتى وأنا نائم فهل تصدقني؟ هو ما أقول لك شيخنا الحبيب: لقد حفرت رسائله في وجداني نقشاً لا يُمحى، وبكيت لكل حرف من رسائله رغم قسوة قلبي لكنها سالت دون مقدمات-فك الله أسر-شيخنا أبي عاصم عمر بن مسعود الحدوشي (أحمد بن حنبل هذاالزمان) نحسبه والله حسيبه ونسأل الله عز وجل لنا وله الثبات على عُرىاليقين، وأن يتقبل تضحيات شيخنا، وأن يُعلي بها في الفردوس الأعلى درجته...

[1]-إشارة إلى سورة (التوبة).

[2]-إشارة إلى سورة (الكافرون).

[3]-إشارة إلى سورة (الفتح).

[4]-إشارة إلى سورة (قاف).






 
قديم 23-12-10, 02:17 AM   رقم المشاركة : 14
عاصم-عمر
مشترك جديد






عاصم-عمر غير متصل

عاصم-عمر is on a distinguished road


تقريظ تحت عنوان:
"غضاض الزَّهر في رياض عمر"[1]
هيهاتَ ما زمنُ الشباب براجعِ * فارْبَأْ بنفسك عن جنونِ الوالعِ
إن الــــهــوى لهو الهوانُ لربه * فــــانظر إليه يَجُرُّ ذيـــــل الخــــانِــــعِ
يَقْضِي النَّهار بخافقٍ متحطِّمِ * ويَبُثُّ شكوى الليل صُمَّ مسامِعِ!
شَجِنٌ وإن تظهــر علـــــيه بشاشةٌ * قلقٌ وإن يجنَــــحْ لِطَبــــْعٍ وادِعِ
حُرِمَ الوُصُولَ فَذَاقَ مِنْ حَرِّ الجَوَى * لَهِباً تَأَجَّجُ في سَقِيمِ أضَالِعِ!
أَذْكَى غُــــــرَاب البيْنِ لاَعِجَ شَوْقِهِ * فِعْلَ الهَزَاهِزِ بِالغَريبِ الضَّائِعِ
فَهْوَ الأسِيرُ وإن بـــدا مُتَحــــَرِّراً * مِن نَيْــــرِ أَغْــــــلالٍ بقَيْدِ نَـوَازِعِ
أَأَبَا رُمَيْصــــاءَ الكريمَ فِعَـــــالُهُ * إصبِرْ فــــإنَّ الصـــبرَ زاد الطـــــــائعِ
إن كنتَ مأسوراً فعقْلُك مطلقٌ * كــــم شَاقَ أربابَ الورى بِروائعِ!
في الفقه والتفسير في نحـــــو وفي * علم الأصــــول والحديث الجامعِ
وكذاك في اللغة التي بلسانــــــها * نزل الكتابُ على النبيِّ الشـــــافعِي
نَاهِيكَ عَنْ تُحفٍ سُرِرْتُ بنيلها* من بحرك الطامي ولستَ بقَارِعِ
فكلاك ربُّ العالمـــــــين بحفـــــظه * مــــا دُمْتَ تدعــــــو بقلــب خــاشِعِ
فاقـــــبَل قَصِيدَ مـــــودَّةٍ وأخوةٍ * من صاحبٍ لِلْحَــــبْلِ لـــــيس بقــــاطعِ
كتبه تلميذكم المحب أحمد المكي، داعياً الله لكم بالفرج، وحسن الخاتمة. في 11 صفر 1428 هـ.

تقريظ بقلم تلميذ المؤلف: زيد بن علي العراقي السني[2]
بَلِّغْ أَبا عَفْراءَ مِنْكَ سَلاَمَا * أَفْدِي فَتىً شَاكِي السِّلاَحِ هُمَامَا
جَمَّ الْمَوَاهِبِ لاَ يُكَدِّرُ بَحْرَهُ * رَنَــــــقٌ بِنَــــــــــائِلِهِ يَبُزُّ غَــــمَامَـا
بَشَّ الْمُحيا ما شَكى سجناً ولا * عِيلَ اصْطِبَاراً أو: أثار عُرَامَا
يحْنُو على خال الحقيبةِ مُعْوِزٍ * أَلِفَ الجَوَى واستعذب التِّشْــــآما
أتْحِفْ وُقيتَ صاحبَكَ الذِي * مَحَضَ الوفا لك حينَ صانَ ذِماما
أَتْحِفْهُ منكم يا أخي بمجلَّدٍ * في حُسْنِ طَبْعٍ كي يَسُـــرَّ (مَدَامَـا)
أهديها إياها غـــداة رجوعـــها * للبيت تَحْـــــضُنُ بالذِّراع غــلاما
يَرعَاكَ ربُّ الخلْق صبحاً والمسا * يــا خيرَ مَنْ صَلَّى إليه وصامَا
كتبه تلميذكم السني زيد بن علي في 4 جمادى الأولى 1428 هـ بمكة المكرمة شعب عامر.


[1]-هذا التقريظ هو الموجود في كتاب فضيلة شيخنا أبي الفضل: (مجموعة الرسائل بأهم المسائل) (ص:53/54) طبعة: دار الكتب العلمية بيروت لبنان.

[2]-هذا التقريظ هو الموجود في كتاب فضيلة شيخنا أبي الفضل: (مجموعة الرسائل بأهم المسائل) (ص:55/56) طبعة: دار الكتب العلمية بيروت لبنان.






 
قديم 23-12-10, 02:19 AM   رقم المشاركة : 15
عاصم-عمر
مشترك جديد






عاصم-عمر غير متصل

عاصم-عمر is on a distinguished road


قال شيخنا العلامة الأديب عمر الحدوشي: وأقول في تفريظ: (الكتاب لمن تكلم بغير لغة الكتاب)،
وإجازتي للمؤلف، أبياتاً ستة من بحر البسيط، قلتها الساعة صباح يوم الثلثاء 19 محرم 1431 هـ الموافق 5 يناير 2010 م:
الضَّادُ أصفَى لِسَانٍ في بني البشَرِ ** من أول الدهر حتى آخر الْعُصُرِ
النثر حُلَّتُها والشعر حِليتُها ** ما شئتَ من حِكَمٍ شتى ومن فِكَرِ
أكْرِم بِخيرِ فتىً في ذا الزمان غدا ** كالبدرِ يُشْرِقُ في ظلماءِ مُعتَكِرِ
عَدَّ الرَّطانةَ إزراءً بِصاحِبِها ** تكسوه بين البرايا ثوب مُحْتَقَرِ
فجاءنا بــ(عِتَابٍ) كله نُكَتٌ ** مختارة مثل أسلاكٍ من الدُّرَرِ
"أَجَزْتُهُ" فغَدا مني بمنزلةٍ ** كالغيثِ من روضَة منظومة الزَّهَرِ
وكتبه بخطه، وقاله بفمه المأسور في سبيل عقيدته ودينه: أبو الفضل عمر بن مسعود ابن الشيخ عمر بن حدوش الحدوشي الريفي الورياغلي المغربي، بزنزانته الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان صباح يوم الإثنين 4 محرم 1431 هـ







 
قديم 23-12-10, 02:21 AM   رقم المشاركة : 16
عاصم-عمر
مشترك جديد






عاصم-عمر غير متصل

عاصم-عمر is on a distinguished road


(أيها الفذ الأديب):
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً دائماً أبداً.
أما بعد: فشاء الله أن أعيد النظر في كتابي: (كيف تفهم عقيدتك بدون معلم؟) داخل زنزانتي الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان، بعد أن نفذت الطبعة الأولى، وكثر عليه الطلب من داخل المغرب وخارجه، فقررت أن أعيد فيه النظر-نزولاً عند رغبة القراء-تصحيحاً وتحقيقاً وتنقيحاً وزيادة وتخريجاً وتعليقاً وشرحاً فجاء بهذا الحجم الكبير أرجو أن يكون جامعاً مفيداً، وأن يكون الجواب مطابقاً للسؤال-إن شاء الله تعالى-ولما اطلع عليه بعض الأدباء طلب مني أن أتوج-على حد تعبيره-الكتاب بقصيدة عصماء يتيمة، فأخبرته بأنني لست شاعراً مبدعاً، ولا خطيباً مصقعاً مثلك، حتى يكون في قصيدتي ما تريد، فألحَّ قائلاً: (نحن نقبل منك كل ما تجود به قريحتك الجياشة المبدِعة!)، فأخجلني إلحاحه وإصراره، وأنا أعلم أن صاحبنا أديب بحق، نجمه مع الأدباء، وفكره مع الألباء، وهو في مقدمة الفقهاء، إذا تكلم سحر الألباب، وإذا تحدث أرشد إلى الصواب، لا ترى في نظمه أو: نثره إلا إيجازاً في المقال، وبلاغة في البيان، أما أنا-مقارنة به-فكما قال القائل:
لكنَّ قدرة مثلي غير خافية * والنمل يُعذر في القدر الذي حَمَلاَ
ومدحني بأبيات أنا أدرى بنفسي منه، لكن ماذا أقول: وعيبي أنني أستحيي من شيوخي الأفذاذ فقلت له: (وإن كنت لست أهلاً لكل ما جاء في قصيدتكم الميمونة-لا داعي لذكرها هنا لما فيها من المبالغة في المدح-، ولكن لحسن ظنكم بي واستسمانكم لذي ورم، وإنما مثلي معكم كمثل قول القائل:
إذا غاب مُلاح السفينة وارتمت * بها الريح يوماً دبرتها الضفادع
وقول القائل:
خَلَت الديارُ فسُدْتُ غيرَ مُسَوَّدِ * ومن الشقاء تفرُّدي بالسؤدد[1]
وهنا يحسن قول المعري:
(فيا موت زُر إن الحياة ذميمة).
وقول القائل:
(فبشر إذاً أهل المقابر بالحشر).
ومن باب قول القائل:
(لعمر أبيك ما نسب المعلى * إلى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذا اقشعرت * وصوّح[2] نبتها رعي الهشيم)[3].
قال فضيلة شيخنا العلامة الأديب أبي أويس محمد بوخبزة الحسني-حفظه الله تعالى، وشفاه من كل داء-: (وقد ذيلته بقولي-من الوافر-:
ومن عجبٍ ظهورُ اليوم مثلي * ونعتي بالعُلى وأنا عديمُ
فلولا المسخُ طال عقول قومي * لأبدوا حُرفتي وأنا ذميم)[4].
ومن باب قول القائل: (إذا فقد الماء وجب التيمم).
قد أعْوَزَ الماءُ الطهور وما بقي * غيرُ التيممِ لو يطيب صعيدُ)[5].
وها هو-أخي الأديب-بين يديك ثمراً مستطاباً، ومنهلاً عذباً زلالاً، ورياضاً زاهراً شيّقاً، ونهراً عرمرماً نابعاً، وظلاًّ مديداً بارداً، فغُضَّ الطرف عن زلات وعقارب قلمي، قلقل الله أنيابه:
إنْ شئْتَ جَنْيَ الْمُثْمِراتِ * فَمِنْ الْغُصُونِ الْيَانِعاتِ
كَمْ في رياضِ الدِّينِ مِنْ * فِكَرٍ هُنالِكَ شَيِّقَاتِ
الشمسُ تُشْرِقُ مِن سُطُو * رِ السِّفْرِ رائعةَ السِّماتِ
والنهر ينبُع دافقاً * من جوفِ هاتيكَ العِظَاتِ
لِلَّهِ ظِلٌّ بَارِدٌ * تحت الْخَمِيلِ الوَارِفَاتِ
تِلكُمْ دفاترُ أُكْلَها * آتَتْ وَأَطْيِبْ مِن مآتِي
قد صاغها حَبْرٌ يُحيلُ التِّبْـــ * ـــرَ الوَضِيءَ مجوهراتِ
وأضَافَ كَمْ دُرراً لها * تَسْبِي العقولَ النَّيراتِ
يَا أيُّها الفَذُّ الأَدِيـــ * ــبُ بَلَغْتَ شأوَكَ في ثباتِ
هَذِي فَرِيدَةُ نظمها * أهديكها معْ أُمْنياتي
من بين أَسوارٍ ضُرِبْ * بِمَعقِلٍ في الرابياتِ
ألَّفْتُها في سِلكِها الْــ * ـــمَنْضودِ فاقْبَلْ مُفرداتِي
كتبه المأسور أبو الفضل عمر بن مسعود ابن الشيخ عمر بن حدوش الحدوشي بزنزانته الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان بتاريخ: 18 ذي القعدة سنة: 1431 هـ الموافق: 28/10 اكتوبر 2010 هـ.

[1]-انظر: (الجامع) للخطيب (1/210)، و(حرمة أهل العلم) (ص:222).

[2]-صوح: يبس. انظر هامشتاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) (6/216/رقم:547) انتهى من كتابي: (ذاكرة سجيبن مكافح) (3/65/78).

[3]-قال الحافظ الذهبي في (تاريخه) (6/216/رقم:547-ترجمة: معلى بن أيوب): (وأنشد المبرد لأبي علي البصير في المُعَلَّى هذا). وذكر البيتين. انظر أيضاً: (السير)، و(خلاصة الأثر) (1/4) للإمام محمد أمين المحبي، و(اعتذارات الأئمة) (ص:99) للأستاذ خليل بن عثمان السبيعي.

[4]-انظر: (جراب الأديب السائح، وثمار الألباب والقرائح) (8\245).

[5]-انظر كتابي: (إتحاف الطالب بمراتب الطلب) (ص:245/246).






 
قديم 23-12-10, 10:04 PM   رقم المشاركة : 17
عاصم-عمر
مشترك جديد






عاصم-عمر غير متصل

عاصم-عمر is on a distinguished road


الأجرومية 28 -------------------------------------تحميل
الأجرومية 29 -------------------------------------تحميل
الأجرومية 30 -------------------------------------تحميل







 
قديم 26-12-10, 04:05 AM   رقم المشاركة : 18
عاصم-عمر
مشترك جديد






عاصم-عمر غير متصل

عاصم-عمر is on a distinguished road


وقد قرأت في آخر ما طبع لشيخنا المحدث عمر الحدوشي بدار الكتب العلمية تحت عنوان: (شفاء التبريح من داء التجريح) (ص:224/228) ما نصه: (.... وأعتذر عن عدم تخريجه هنا لأنني لا أتوفر على كتب السنة الكافية داخل زنزانتي الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان-قبح الله الشيوعيين الظالمين، والعلمانيين المائعين-الذين حبسونا-وكان في حبسنا فوائد كثيرة ذكرتها في كتابي: "ذاكرة سجين مكافح"-ظلمونا. إرضاءً لأسيادهم الصليبيين والصهاينة: أبناء القردة والخنازير. عليهم بهلة الله جميعاً.
على أن الإنسان لو جاز له أن يشكر معذبه من الشيوعيين والعلمانيين، لما جاز له أن يشكر محارب دين الله، وهؤلاء من هذا الصنف، والله لوقطعت وجزت الحناجر بالخناجر، وفقئت الآماق والعيون والمحاجر، وصارت أثراًبعد عين لما تنازلنا عن ديننا قيد أنملة، وما أحلى الموت في سبيل الله، خاطِرْ أخي بنفسك من أجل دينك ومبادئك لتحيا أنت ومبادؤك، نعم سوف تعيش مبادؤك وكلماتك إن ضحيت بحياتك من أجلها.
وقد قلت في كتابي: (إتحاف الطالب...) (ص:574\575): (انتصار المنهج وظهوره يحتاج إلى تضحية في سبيله، ومن أراد البرهان على ما قلت فعليه بقصة أصحاب الأخدود ففيها: (آمنا برب الغلام) (أخرجها مسلم بطول رقم:3005)-وهذه العبارة قيلت بعد تضحية الغلام بنفسه فداءاً لدين الله تعالى.
وأحسن مثال في هذه العصر-سيد قطب البطل المجاهد-كان قتله واستشهاده انتصاراً لمنهجه الذي عاش من أجله-حتى وإن كنا لا نوافقه على كثير من اجتهاداته-رحمه الله تعالى-، ومات في سبيله، حتى قال أحد الشيوعيين وهو في سجنه:
(إنني أتمنى أن أُقتل كما قتل سيد وينتشر مبدئي وكتبي كما انتشرت كتب سيد قطب). بل: وجدنا مطابع النصارى في لبنان تسارع إلى طباعة ونشر كتب سيد-رحمه الله-كالظلال، والمعالم، والخصائص، والتصور، لما تدره من أرباح هائلة، نظراً لكثرة القراء والمستفيدين والمحبين. وكأن سيداً كان يعلم هذا حين قال:
(إن كلماتنا وأقوالنا تظل جثثاً هامدة حتى إذا متنا في سبيلها وغذيناها بالدماء عاشت وانتفضت بين الأحياء). والذي عاش حياته (سيداً)، وغادر الدنيا (سيداً)، رافعاً رأسه، عاش في الدعوة (قطباً)، وغادرها (قطباً)، وقد طلب منه الجلادون وشيخ الأزهر أن يعتذر للطاغية عدو الناصر مقابل إطلاق سراحه، فقال كلمته المشهورة التي سجلت بماء الذهب ونقشت على قلوب أتباعه بالإبَر: (لن أعتذر عن العمل مع الله).
وطلب منه مشايخ البلاط أن يكتب كلمة يسترحم بها عدو الناصر ويطلب منه العفو!!!
فقال: (إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة، ليرفض أن يكتب حرفاً يُقِر به حكم طاغية). وقال أيضاً: (لماذا أسترحم؟ إن سُجنت بحق، فأنا أقبل حكم الحق، وإن سجنت بباطل، فأنا أكبر أن أسترحم الباطل!).
وقد سأله أحد الضباط في أيامه الأخيرة عن معنى كلمة: (شهيد)، فأجابه قائلاً: (شهيد: يعني أنه شهد أن شريعة الله أغلى عليه من حياته). ولما طلب منه شيخ الأزهر التلفظ بالشهادتين قبل شنقه تبسم وأردف قائلاً: أيهذا الرجل إنني أقتل من أجل الشهادتين، أما أنت فتأكل بهما الخبز!!.
ومن نماذج الشموخ والبطولة على الجاهلية حتى في أشد اللحظات ما قاله البطل (سيد قطب) الذي انقطع به حبل المشنـقة لحظة إعدامه بالباطل، فقال: (كل جاهليتكم رديئة، حتى حبالكم رديئة).
انظر: (سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد) (ص:61/62/462/474/481)، و(صناعة الحياة) (ص:60)، و(علو الهمة) (ص:114/115)، و(حقيقة الانتصار) (ص:18/19) للدكتور: ناصر العمري.
وقد طُلب منا نحن الشيوخ أن نوقع ورقة العفو ليطلقوا سراحنا فوراً فرفضنا عرضهم بشدة. فقلت لهم: العفو معناه: عدم المؤاخذة عن الذنب، وأنتم تقولون: بأن المخابرات الأمريكية زجّت بكم وبنا في هذا المستنقع الأليم... وطلبت منهم أن يضيفوا صفراً آخر إلى (30 سنة)-التي حكمنا بها إرضاءً لأسيادهم الصليبيين-فيكون المجموع: (300 سنة)، أما أن أطلب العفو فهذا مما لا يخطر ببالكم ولا تفكروا فيه حتى في المنام، بل: أقسم بالله العلي العظيم إن عاصماً ولدي الصغير وعمره (9 سنوات) قال لي: لا تطلب العفو يا أبي هم ظلموك وأنت تطلب منهم العفو، أرجوك يا أبي لا تطلب منهم العفو حتى ولو قضيت في السجن ثلاثين سنة كاملة، فحمدت الله أن أخرج من صلبي من يعينني على دين الله تعالى-حفظه الله وإخوانه-.
لا تخف يا ولدي فنحن دخلنا السجن أبطالاً وسنظل بإذن الله-حتى نلقاه-أبطالاً، فما رأيناه من هؤلاء يا ولدي لا يُنسى بمرور الزمان، ولا يمحى بمياه البحار، فقد ترك تعذيبهم وظلمهم لنا ندوباً غائرة، ومُخَلَّفَات خطيرة أقبح من مخلفات (الحرب العالمية الأولى)، فقد دخلوا في صفحة يبصق عنها التاريخ، أما المتوضؤون المظلومون حراس العقيدة فقد دخلوا التاريخ من أبوابه الواسعة، وفي صفحته المشرقة، أما الجلادون حراس الكراسي فقوتهم محدودة، ووحشيتهم مقهورة، وغطرستهم لها نهاية، ولكل ظالم نهاية مهما تجبَّر وظَلَم وطغا وعلا. (وعند الله تجتمع الخصوم). نعم نطلب العفو من رب العالمين مالك الأعناق والأرزاق لا غير.
وهنا يَحْسُن بي أن أذكر قصيدة ركيكة في الموضوع-أطلب فيها العفو من ربنا جل جلاله-قلتها بالسجن المركزي بالقنيطرة بتاريخ: 5 شعبان سنة 1425 هـ وهذا لفظها:

يَوْمٌ كَعُرْقُوبِ الْقَطَا يَعْدُو بِنَا # والظُّلْمُ مِنَّا وَاقِعٌ يَا ذَا العُلاَ
في جُنْحِ ليْلٍ أَسْمِعِ الْبَارِي الدُّعَا # فَالْبَابُ مَفْتُوحٌ أَلاَ كُنْ سَائِلاَ
ضَيْفاً عَلَى مَنْ لاَ يَرُدُّ الْكَفَّ فِي # وَقْتٍ يُنَادِي فِيهِ يَا عَبْدِي بَلَى
وَاجْأَرْ إِلَى رَبِّ الْبَرَايَا خَاشِعاً # ربَّاهُ هَلْ أُدْرِكْ مَتَاباً هَلْ إِلَى
بَادِرْ ذُنُوباً مُهْلِكَاتٍ يَا فَتَى # إِرْجِعْ بِلاَ تَسْوِيفِ إِقْلاًعٍ وَلاَ
لَيْلاً نَهَاراً يَبْسُطُ اللهُ يَدَهْ # يَدعُو المُسِيءَ المُخطئَ أَقْبِلْ هَلاَ
قَدْ نَالَ وَعْدَ الرَّبِّ في قُرْآنِنَا # مَنْ قَالَ لَبَّيْكَ الْبَارِي مُقْبِلاَ
مَنْ تَابَ قَبْلَ الْمَوْتِ يَا سَعْداً لَهُ # عُدْ يَا أَخِي قَبْلَ الرَّدَى أَنْ تَعْجَلاَ
لِلراجِعِ للحقِّ يَفْرَحْ ربُّنَا # يَسْعَى إلى ذِي تَوْبَةٍ قَدْ هَرْوَلاَ
فَاعْمَلْ بِلاَ تَحْقِيرِ فِعْلٍ وَاتَّعِظْ # إيَّاكَ ثَانِيَاً به أنْ تَجْهَلاَ
لَوْ وَاخَذَا أهلَ الْمَعَاصِي دائمَا # لَنْ يَتْرُكَنْ في الأرْضِ مِن هذا المَلاَ
يَا مَنْ يَرَى ذُلََّ ذُنُوبٍ قَد طَغَتْ # ذَنْبٌ أَذَلَّ المسْرِفِينَ أَعْضَلاَ
تُبْنَا إلَى رَبٍّ حَلِيمٍ مُنْعَمِ # فَاغْفِرْ إلَهِي مَا هُنَا قَدْ أَثْقَلاَ
يَا رَبِّ إِنِّي خَائِفٌ فَاشْدُدْ عَلَى # قَلْبٍ شَدِيدٍ ضَعْفُهُ واشْدُدْ عَلَى
أنتَ الرَّحِيمُ المُكْرِمُ حَقِّقْ لنَا # مَا نَبْتَغِي فِي دِينِنَا مِمَّا عَلاَ
عَبْدٌ ضَعِيفٌ غَرَّه الشيطانُ فِي # دُنْيَاهُ أضْحَى رَاغِباً مُسْتَقْبِلاَ
حُزْنِي عَلى مَا قَدْ جَرَى فَتَّ الْكَبِدْ # وَالْقَلْبُ مِنْ آلامِهِ مُستَأْصلاَ

يَا رَبِّ إِنِّي مُذْنِبٌ فَاسْتُرْ ولاَ # تَفْضَحْ غَداً هذا العُبَيْدَ المُبْتَلَى
يَا رَبِّ إِنِّي مُذْنِبٌ إنْ تَعْفُ عَنْ # جَانٍ سَعَى في كُلِّ جُرْمٍ عَامِلاَ
يَا رَبِّ إِنِّي مُشْفِقٌ مِنْ غُرْبَتِي # يَوْمَ الِلّقَــــاءِ القَادِمِ أَنْ أُسْأَلاَ

ربَّاه ذو الفضل الذي عم الورى# أنزِلْ أبا الفضل بخيرٍ منزلاَ)
وقال في المصدر نفسه: (ص:532/534): (ولنا قصائد كثيرة في فضح الظلم والظالمين، وأدلتها هي الشمس المنيرة، بينَّا فيها شدة حمق من بذل نفسه لظلم الأبرياء المتوضئين فيما لا يعلم أو: يعلم أن ذلك لمصلحة الصليبيين، لقد استعملوا معنا جميع أنواع ووسائل التنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي، بل: والحرمان من أبسط الحقوق، وإحصاء الأنفاس، وكتمها بالقوة والغطرسة الصليبية، والطغيان والجبروت والوحشية والتخويف والترهيب وما زادنا ذلك إلا صموداً وإصراراً على الحق، دخلنا السجن أسُداً وسنظل أسُداً-كما قلت لأحد الجلادين بسجن سلا حين طلب أن أمتنع من إلقاء الدروس الوعظية والتعليمية على السجناء.
وصدق من قال:
كم سيق للسجن السحيق يقوده * ويحوطه رشاش جند صائل
وبهذه المناسبة بدا لي أن أخمس هذا البيت المعبر فقلت داخل زنزانتي الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان:
ويح الحياة بها صفوٌ وأكدارُ * والعقلُ فيها ضعيفُ الرأي محتارُ
تكابِدُ النفس هَمَّ الفِكر حينما
(يقاد للسجنِ من سب الزعيم ومن * سبَّ الإلهَ فإن الناس أحرار!).
ومعظم المخابرات كانوا يضكون في وجوهنا ولكن عند ما يضعون شريطاً على عيوننا يقلبون لنا ظهر المجن ويتفننون في تعذيب أجسادنا عليهم بهلة الله.
فقد قلت مرة لأحدهم عند ما ضحك في وجوهنا:
إن كان فقه المرء في ضحكه * فالدُّبُّ في الصحراء ما أفقههْ
وهو بيت معبر جداً-نسيت قائله الساعة-.
لذا بدا لي أيضاً أن أخمسه فقلت:
من يركب البحر يخض أَمْوُجَهْ * ولا يبالي فيه ما وَجَّهَهْ؟!
وينتهي من سعيه قائلاً
إن كان فقه المرء في ضحكه * فالدُّبُّ في الصحراء ما أفقهَهْ
وأقول بهذه المناسبة:
فربي لطيف لما يشا * وباللطف قلب الصبور امتزج
فخل الشكاة سوى للعلي * يُخَلِّصْكَ من عاتيات اللُّجَجْ
أمــانُ الخــــوافِقِ في ذكـره * وكــل فـُوَادٍ عـلى مــا دَرَجْ[1]
قد طال مكثنا في السجن ظلماً وعدواناً، والأوباش يعيشون في فسقهم وفجورهم أحراراً ولهذا قلت:
قد طال مكثي في سجنٍ يَغُلُّ يدي * في حينَ وافق نجمُ السعد أوباشا!
مَن لِلمعالي إذا قيل: ويك فتى * لا عاش مَن يقبل الإذلال لا عاشا!
وقلت أيضاً:
سبحانه من عالم * بحال كل معسرِ
منه الفلاحُ يُرتجى * من عبده المفتقِرِ
وقلت أيضاً:
فالهمُّ أضنى مهجتي *وكاد يمحو أثري
متى يَحين فرجٌ * لكُربتي في سفري؟!
أحيا حياةَ غربةٍ * بقلبيَ المنفطرِ
متى يُهِلُّ يا تُرى * ضوء صَبَاحِي النَّضِرِ
لكنني اكتشفت بعد حين أن سجني منحة وليس محنة لو جاز لي أن أشكر معذبي من الجلادين لفعلت ولكن-الشيوعي والعلماني يدعى عليه لا له-فقلت:
إن همي سَقَى فُؤاديَ كأساً * أَذْهَبَ اللُّبَّ، يَا لَسَكْرةِ همِّي!
رُبَّ قَيْدٍ أَخَفُّ من قيدِ نَفسٍ * فقدت رشدها وباءتْ بإثمِ
إنما العمر لحظةٌ فاهْتَبِلْهَا[2] * لاِتِّبَاعِ الهدى وتحصيل علمِ
والمحبوس من حُبس قلبه عن ذكر الله، والسعادة والنجاة في تقوى الله تعالى ولذا قلت:
قد فاز عبد بحبل الله معتصم * ونَال ما يرتجي في كل مُنْصَرَفِ
إن السعادة في التقوى فغُذَّ لها[3] * سيراً، ولا تجنحَنْ يا صاح للسَّرَفِ
ونفسي تواقة إلى العليا، فثم منزلي إن شاء الله تعالى ولا أبالي بسجنهم ولهذا قلت:
إن كنتُ في الدنيا حللتُ فإن بِي * شوقاً إلى العُلْيا، فَثَمَّ منازلي
يا رب قلبي سادرٌ في غفلةٍ * لم يَحظ من هذي الحياة بطائل!
فامنُنْ عليَّ برحمةٍ أَغْنى بها * عن رحمة الأغيار، إنك سائلي
وقلت أيضاً:
فيارب أهِّلْني لأبلغ مقصدي * وأعظِم به أجري لعلِّي به أغنى
ولا تجعل الدنيا مُنايَ وَطِلْبتِي *فما أرفَعَ الأعلى وما أوضع الأدنى
وقلت أيضاً:
وما مُتَع الحياة سوى قليلٍ * فما يُدريك بالنِّعَمِ العِظامِ؟!
هي الدنيا فلا تأمن أذاها * وللعُلْيا فأقبِلْ في سلامِ
وقلت أيضاً:
ففي ذاك الفلاح لهم جميعاً * سواءٌ للخَديمِ وللسَّرِي
فأدنى الخلق للباري تقاةٌ * شِداد الأُزْرِ في وجه الأَتِيِّ
وقلت أيضاً:
ولكن رجائي في الكريم وفضله * يُفَرِّجُ عن نفسي الحزينة كلَّ غَمّْ
على العبد من مولاه سابغ نعمةٍ *فإن يَصْبِرَنْ يؤجَر وإن يشكرنْ غَنِمْ
وقد وجدت سكينة في قلبي جميلة لا توصف ولا سيما في هزيع الليل وأنا مظلوم ومحكوم بثلاثين سنة من السجن إرضاءاً لأمريكا الظالمة، فقلت:
فمرحَى بالسكينة في قلوبٍ * يزيد لهنَّ بالحسنى وَجِيبُ[4]
تراها في هزيع الليل تدعو * ولا وَجْسٌ هناك ولا دبيبُ[5])
وقال في المصدر نفسه: (ص:569/574): (....وقال أيضاَ في (الإتحاف) (ص:325\326) في قصيدة طويلة تحت عنوان:
(اليأس عنوان الشقاء)
(أخي المحبوس في سبيل دينه وعقيدته لا تيأس من رحمة الله لضر وبلاء نزل بك، لأن اليأس عنوان الشقاء، أما البلاء[6] فهو طريق الأنبياء ولا منحة بغير محنة، والامتحان جزء من حياة المؤمن، عليكم بالثبات والصمود على المبدأ، وإياكم والاستسلام والخضوع والخنوع لإملاءات الظالمين الجلادين، الصبر الصبر يا عبد الله على المحنة، لأن الصبر إن كان مراً فعاقبته حلوة، و(زمان الابتلاء ضعيف قواه الصبر)، وقولوا للظالمين التابعين للقردة والخنازير بصوت مرتفع:
لا تَحسِبَنِّي يا مسافرُ شحمةً * تعجَّلها من جانب القدر جائع
و(لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس)، لا تنال من صلابتكم الألسن والأقلام، إياكم والإحباط، لا تشمتوا بنا الأعداء من الشيوعيين والعلمانيين، (إن تكونوا تالمون فإنهم يالمون كما تالمون وترجون من الله ما لا يرجون)، أنا أحس بأن قلوبكم ملسوعة ملدوغة مفجوعة مهمومة بظلم الظالمين، اصبروا فإن الفرج قريب، ونهاية الظالم أقرب، ومهما بقي فالمصير الموت ولا بد منه، ثم إلى جهنم-إن شاء الله-فكانت أحكامهم الجائرة رقىً لم تنجع، وتمائم لم تنفع، الشأن معهم كما قال شهاب الدين محمود-رحمه الله-:
هذا الذي كانت الآمال لو طُلبت * رؤياه في النوم لاستحيت من الطلب[7].
وقد كنت قلت-وأنا بالسجن المركزي بالقنيطرة هذه الأبيات الركيكة-:
لاَتـَــيــْأَسُوا فالحَقُّ سَيْلٌ دافـــــقُ * لاَتَيْأَسُوا فَالنَّصْرُ وَعْدٌ صَادِقُ
لاَتَيْأَسُوا فَالسِّلم نُورٌ مُنْجِدُ * لاَ تَفْعَلُوا فَاليَأْسُ كُفْرٌ مَاحِقُ
لاَتَيْأَسُوا فَالسِّجْن في أَرجائِهِ * تمحيصُ إخْلاص، وأمْرٌ فَارِقُ
فَلْتَطْمَئنُّوا إخوتي ولتأْمَنُوا * مِن كيْدِهِمْ لا تَجْزَعُوا لاَ تَفْرَقوا
أَنْتُم شباب المُصطفى إن تَصْبِرُوا * تُجْزَوا جزاءً وافراً إن تتقوا
إنْ تنْصُروا الله الذي زان البشرْ * يُنْعِمْ عليكم منه نصراً ينطقُ
إن تنْصُروا فالحقُّ نصراً أوْجَبَ * أو: تَجْبنُوا فالحُكْمُ ذُلٌّ مُلصَقُ
لا تعجَلوا فالحُورُ (عينٌ) بِالثمَنْ * والسِّلْعَةُ غاليَّةٌ فاسْتَوْثِقُوا
حُورٌ جَمِيلاَتٌ بقَصْرٍ بَاهِرِ * إن كنتُم مِمّن يأْملوا أو: يَعْشِقُوا
صبراً فكل الصيد فِي جوفِ الفَرَا * لا يَشْغَلُ قلبَ اللبيب الناعقُ
إنْ كنتم في غَمِّ البلاء الزَّائِلِ * فلْتَذْكُرُوا نَعْمَاءَ رِبِّ يَرْفُقُ
فلتذكُرُوا روْضَاتِ جَنّّاتٍ فَمِنْ * فَضْلِ الإله الحقِّ أيضاً تُرزَقُوا
مَا أَقْدَسَهْ ذا الحُزْنَ يَتْلُوهُ الفَرَحْ * والإبتِلاَ بِالسالكِ قَدْ يُحْدِقُ
لاَتَبْتَئِسْ بِالسِّجنِ يَا مَنْ يسْجُدُ * لله، شَأْنُ اللَّهِ فيكَ الأَوْثَقُ
لاَتَسْلُكُوا نَهْجَ الرَّدَى في سِجْنِكُمْ * إن تَطْلُبُوا الإِفْراجَ فارْجُوا واصْدُقُوا
تَالله إن السِّجْن خَيْرٌ مِن لَظَى * مَعْصِيَّةٍ يُبْغِضْ ذَويها الخالقُ
ثمَّ اعلموا أن الهُدى لاَ يُثْبِتُهْ * إلا البَلاَءُ الكَاشِفُ وَالفارقُ
ثُمَّ انظُرُوا للرُّسْلِ في الحقِّ ابتُلُوا * هُمْ أُسْوَةٌ إن يَسْكُتُوا أو: ينطِقُوا
ثُمَّ السَّلَفْ قَدْ كَابَدُوا سَوْطَ البَلاَ * قَبْلَ العُلاَ ذَا المُقْتَضَى والمنطِقُ
ثُمَّ الثَّوَابُ الأَعْظَمُ لاَ يَحْصُلَنْ * إلا بذلكْ، والجزاء الأَوْفَقُ
ثُمَّ الإلَهُ الأَكْرَمُ دَوماً يُحِبْ * للعبْدِ من أهل التُّقَى ذا مُطْلَقُ
إن تَسْمَحُوا فَالخَتْمُ هَا قَدْ حَصَلْ * أَوْ تَرْفُضُوا فالْعَوْدُ أيْضاً لاَئِقُ
كتبه عمر بن مسعود بالسجن المركزي بالقنيطرة: في أمسية الجمعة التي كان يلقيها المشايخ الأربعة:
1-الشيخ محمد الفزازي.
2-والشيخ حسن الكتاني.
3-والشيخ محمد عبد الوهاب الرفيقي.
4-وكاتب هذه الحروف: عمر الحدوشي.
لما رأيت اليأس وجد طريقاً مفتوحاً إلى قلوب بعض الإخوة المظلومين المحكومين بالإعدام والمؤبد-على أن المؤبد غير موجود في الدنيا نعم، المؤبد يكون في الجنة أو: في النار إن شاء الله للظالمين- فالقيت كلمة حول اليأس وختمتها بهذه الأبيات 19شعبان 1425 هـ
وفي هذه القصيدة أبيات حقها أن تغير وتصلح إلى أحسن منها لكن تركتها كما هي دون تغيير حتى تذكرني بمآسٍ شديدة ومخلَّفات حقيرة لا تمحى بمياه البحار، ولا تنسى بمرور الزمان مرت بنا بالسجن المركزي بالقنيطرة، وسجن سلا، وسجن عين برجة... وإلى الله المشتكى.
وقال أيضاً في (الإتحاف) (ص:275)، و(ذاكرة سجين مكافح) (3\67): (وهذا الطاغية بوزوبع-عليه بهلة الله-الظالم المجرم الشيوعي الحقود الضال الكذاب الأفاك ظلم آلاف المتوضئين انتقاماً من الإسلام والمسلمين، أفرغ حقده الدفين على المتوضئين أسأل الله أن يحشره مع فرعون وقارون وهامان عليهم لعنة الله جميعاً، وقد أراح الله منه البلاد والعباد اللهم صُبَّ عليه عذابك السرمدي آمين يا رب العالمين، ولما مات-إلى النار إن شاء الله-.
فَضَّ الله فاه، وصفح الذل والهوان قفاه في جهنم، ودخل في صفحة بصق عليها التاريخ، أنا أعترف بأن الهالك المدعو بوزوبع: كان من أفراد الزمان في الكذب والبلادة والظلم وغلظ الطبع وركاكة العقل، والجهل بكل شيء إلا بجمع الفلوس والتقرب إلى شياطين اليهود والنصارى، نعم بوزوبع كان متفرداً في الجهالة والوقاحة والظلم والجرأة على الله، وسلط عليه مرضاً خبيثاً، فمات غير مأسوف عليه، وترك ما يلعن بسببه، قنوت الإخوة المظلومين عليه، إن لله جنوداً من السرطان وفقدان المناعة (الإيدز).
وفيه أقول:
ودِّعْ قيوداً من فولاذٍ يا عُمَرْ * في غمرة الظلم الخسيس المنتشَر
أمْسِكْ أخي بالدين قاوم وانتصر * عوداً إلى ذكر البلاء المنتصَر
والظلم-حتماً-عن قريب منقعِر * والظلم مرميٌّ بقوس منهمر
قد لا ترى إقبال خِلٍّ مزدجَر * بل: كل أمر فيه شر مستقر!
حسبي إلهي من فراعين البشر * لَجُّوا بظلمٍ وتمادوا في البطَر
لم يحفظوا عهداً لطفل منكسر * قلوبهم بالطبع أقسى من حجر
ورُبَّ صخر منه يجري-كم-نهَرْ * أو: يهوِ خوفاً من عزيز مقتدرْ
وقال أيضاً في (الإتحاف) (ص:227\228): (وهنا يحسن بي أن أذكر أبياتاً من قصيدة طويلة كنت قلتها في ذم (لحسن الطلفي) الذي حكم علينا بظلم وجور وإملاءات وتعليمات المخابرات، تحت عنوان:
(مَكْرُ العِدى أضحى رماداً في الهوا):
طَلْفيُّ بِدْعٌ في القضاء الأعجبِ * طلفيُّ عارٌ في جبين المغربِ
طَلْفيُّ ذئبٌ صال في زيِّ القضا * قد باع ديناً بئس ما قد عُوِّضا!
بالأبخس الأثمان باع عقله * من خالق الأكوان فارقُبْ لعنه
لهفي على عدل القضاء قد مضى * لهفي على الكشخان[8] ذُلَّ في القضا
واسْتَفْحَلَ الظلمُ بِطَلْفِيِّ الزَّرِي * والحكم في اتمارهْ أتَى من كُنْدُرِ[9]
أحكامهم في أمْرِكّا قد أُصْدِرَتْ * أسرارهم مكشوفة قد أُظْهِرَتْ
واهاً لِظُلمٍ جاء من مأبونهم * عير[10] النصارى شَفَّ عن تهوينهم
خِبٌّ[11]بزي الواعظ الفَدْمِ[12]الدَّعي * إخْسَأْ[13] ذليلاً جاهلاً ولْتَخْنَعِ[14]!
إمهالكم ليس خَلاصاً مطلقاً * هيهات يا أهل اللجاج والشقا
مكر العدا أضحى رماداً في الهوا * من قوة الحق على صَدِّ الهوى
سَدِّدْ وقَارِبْ أبشروا واعتبروا * واستيقظوا من كيدهم لا تجأروا
لن يُبلغ المجدُ بجهد الظالمِ * لكنْ بقسطاس وعدلٍ قائمِ
من لا ينام أيقظ الخنزير[15] في * أحكامهم يا ويح للمستضعف!
خَرْجاً[16] لذا قد أخذوا يا من ظُلمْ * يا أمة قد أُبعدت عما رُسِمْ[17]
وقال أيضاً في: (الإتحاف) (ص:267):
حِينَ اعْتَدَى ذِئْبُ إِنْسٍ * وَاسْتَوْطَنَ الثُّعْلَبَــــــــانُ

قَدْ عَادَ شَرْعُ الرَّجِيمِ * وَالْحَقُّ أَمْسَـــــى يُدَانُ

يلقى أبو الفضل هَجراً * والدين أضحى يُهانُ
عذراً وكيف التمادي * عَجزاً يُعاني اللسانُ
ربي تدَاركْ عباداً * بالحق عاشوا ودانوا
سدد خطاهم إلهي * مَن غيرُك المستعانُ[18])

[1]-انظر: (قناص الشوارد العالية...) (ص:882\رقم:200).

[2]-أي: فاغتنمها.

[3]-غُذَّ أي: أسرع الخطو.

[4]-الوجيب: خفقان سريع...

[5]-انظر: (قناص الشوارد العالية...) (ص:872\875\رقم:200).

[6]-وقال يحيى بن عبد الجليل بن مجبر، أبو بكر الفهري:
إن الشدائد قد تغشى الكريم # لأن تبين فضل سجاياه وتوضحه
كمبرد القين إذ يعلو الحديد به # وليس يأكله إلا ليصلحه
انظر: (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) (12\864\رقم:323).

[7]-انظر: (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) (15\440).

[8]-الكشخان: هو الديوث الذي لا يغار على أهله.

[9]-الكندر-بالضم-، يطلق على معانٍ عدة. منها: الحمار العظيم.

[10]-العَير-بفتح العين وسكون الراء-: الحمار العظيم.

[11]-الخِبّ:الخدَّاع. وفي الأثر: (لا يدخل الجنة خب ولا خائن). وهو المفسد اللئم.
ويروى أن ابن عمر كان إذا رأى عبداً من عبيده يصلي أعتقه وحرره، فكان بعضهم لا يصلي لكن إذا رأى سيده-ابن عمر-تظاهر بالصلاة ليحرره، وقيل له: إنهم يخدعونك فقال: (لست بالخب ولا الخب يخدعني).

[12]-الفدم: العَييُّ عن الكلام في ثِقَلٍ ورَخَاوَة وقلةِ فَهْم، والغليظ الأحمق الجافي .

[13]-اخسأ: خَسَأ الكلب، كمنع: طرده والخاسئ من الكلاب والخنازير: المُبعَد، لا يترك أن يدنو من الناس. وهي لغة: لزجر الكلب والمراد به هنا الطلفي.

[14]-الدعي، كغني: من تَبنيته، والمتهم في نسبه. ويراد به هنا: ادعاء استقلالية القضاء.

[15]-يقال: (أيقظ لنا من لا ينام). أي: سلط علينا العيون والجواسيس. انظر: (الأغاني) (21/1322).

[16]-اخذوا أموالاً طائلة من أمريكا لمحاربة الإسلام والمسلمين.

[17]-ولله در القائل:
واللهُ صَيَّرَني عليكم نقمةً # ولِهَتْكِ سِترِ جميعِكم أَبقاني
أنا في حُلُوق جميعِهم عودَ الحَشَا # أعْيَى أطِبَّتَكُم غُموضُ مكاني
أنا هَمُّكم أنا غَمُّكم أنا سُقْمكم # أنا سُمُّكم في السر والإعلان
لأقطعَنَّ بمِعولي أعراضَكم # ما دام يَصحَبُ مُهجَتِي جُثْمانِي
ولأهجونَّكم وأثلِبُ حزبَكم # حتى تُغَيِّبَ جُثَّتِي أكفانِي
ولأهتكنَّ بمنطقي أستارَكم # حتى اُبَلِّغَ قاصياً أو: دانِي
ولأُنزِلنَّ إليكم بصواعقي # ولَتُحْرِقَنَّ كُبُودَكم نيراني
ولأقطَعَنَّ بِسَيْفِ حَقِّي زورَكم # ولَيُخْمِدَنَّ شُوَاظَكُمْ طُوفَانِي

[18]-وهذه الأبيات الستة من قصيدة لي طويلة قلتها عند ما كنت بالسجن المركزي بالقنيطرة 1425 هـ






 
قديم 27-12-10, 03:48 AM   رقم المشاركة : 19
عاصم-عمر
مشترك جديد






عاصم-عمر غير متصل

عاصم-عمر is on a distinguished road


الأجرومية 28 ------------------------------------تحميل
الأجرومية 29 ------------------------------------تحميل
الأجرومية 30 ------------------------------------تحميل
الأجرومية 31 ------------------------------------تحميل
الأجرومية 32 ------------------------------------تحميل
الأجرومية 33 ------------------------------------تحميل
الأجرومية 34 ------------------------------------تحميل









 
قديم 03-01-11, 08:11 PM   رقم المشاركة : 20
عاصم-عمر
مشترك جديد






عاصم-عمر غير متصل

عاصم-عمر is on a distinguished road


الأجرومية 35 ------------------------------------تحميل
الأجرومية 36 ------------------------------------تحميل
الأجرومية 37 ------------------------------------تحميل
الأجرومية 38 ------------------------------------تحميل
الأجرومية 39 ------------------------------------تحميل
الأجرومية 40 ------------------------------------تحميل
الأجرومية 41 ------------------------------------تحميل
الأجرومية 42 ------------------------------------تحميل






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "