العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-05-16, 01:39 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


الأكاذيب والشائعات بين الناس

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأكاذيب والشائعات بين الناس،
أنَّ الشائعات لا يفعلها إلا منافقٌ،والمنافق هو الذي يُحدث كل ما سمعه، فقد ذكَر النبي،صلَّى الله عليه وسلَّم(مِن آيات المنافِق الثلاث،أنَّه إذا حدَّثَ كذَب،وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)أخرجه البخاري ومسلم،
فالمنافق يكذب لنقل الشائعات،وعلينا أن نتبيَّن ذلك وألا نُصغي لهذه الشائعات،
إنَّ الشائعاتِ أكثر ما تَنطلق من أناس قلَّ خوفُ الله في قلوبهم،
فلا نصدِّق شيئًا من هذه الشائعات،
فالشر،والخراب ينتشر بسرعة، وأي شيءٍ فيه صلاح يتأخَّر نشرُه،
أما الشيء الذي فيه مصائب، وفيه فسادٌ، وفيه شرٌّ، فهو ينتشر انتشارَ النار في الهشيم،
فالشائعات لا نُصدِّقها مهما كانت الشائعة، وعلينا بالتثبت كما أمَرَ الله تعالى، وأمَرَ به النبي،صلَّى الله عليه وسلَّم،
إنَّ المسلِم هو مَن تمسَّك بأخلاقِ الإسلام باطنًا، وسُنَّة النبي،صلَّى الله عليه وسلَّم،رَوَى البخاري،عن علي،رضي الله عنه،قال(لا تكونوا عُجُلاً مذاييع بذراً، فإنَّ مِن ورائكم بلاءً مبرحاً مكلحاً، وأموراً متماحِلة رُدُحاً)رواه البخاري،وصححه الألباني،
(مذاييع)قال ابن الأثير،من المذْياعِ، وهوَ الَّذي إذا سمعَ عنْ أمرٍ بفاحشةٍ أو غيرِهَا، ذَكَرَهَا وأَشَاعَهَا،
(بذراً)يعني،تُفشونَ السِّر،
موقف المسلِم من الشائعات،ألاَّ يعجلَ عندَ سماعه لأمرٍ مِنَ الأمور فينشره ويُذيعه بيْن الناس،
قال تعالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾الحجرات،
وإن كان لها تعلُّق بالشرع،نظَر في فتاوى العلماء، إن كانوا قد أفتَوا فيها،ولا يعجل،فيكون له دور في الفساد،
قال تعالى﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾النحل،
ما الفائدة من ترويج الإشاعة،يبثون سمومهم بين الناس،حتى يفسدوا عليهم حياتهم،إن التربية الإسلامية تُربِّي الناشِئ على أن ينظرَ إلى كلِّ ساعات الحياة ولحظاتها على أنَّها أمانةٌ في عنقه،
الأكاذيب والشائعات بين الناس، ضعف الوازِع الديني،وسيطرة الأكاذيب والشائعات،دون ضوابطَ، ولا رقيب ظاهر يُوقِف الرُّواةَ عندَ حدِّهم، ويكشف خطأَهم، ويُحذِّرهم مِن الوقوع في براثنِ هذه الشائعات الوهمية،
إنَّ الانشغال بإشاعة الأخبار السيِّئة،والحِرْص على متابعتها، والتفكُّه بعرضها في المجالس،يشيع الاضطرابَ والقلق في النفوس، وبالإحباط واليأس عندَ كثيرٍ من الناس،
والمجتمع الواعي لا يَسْمح لمرضى النفوس مِن أهل الغِيبة والنميمة ومروِّجي الشائعات أنْ يَعْبثوا به،فلو أنَّ كلَّ واحد منَّا واجهَ مَن ينقل إليه كلامًا بكلمة (اتَّقِ الله)لاستراحَ المجتمع من ضغْط الشائعات وتأثيرها السَّلبي في النفوس،
أنَّ علينا أن نكون يَقظين في تلقِّي هذه الأخبار، فلَنا منهجية في التثبُّت،وهناك مَن ينقل الأخبار، فليعلم أنَّ الناس لن يُصدِّقوه، فليحذرْ أن يجعل نفسه عُرضةً للتكذيب،
ولذا فلا بدَّ من تلقِّي الأخبار من مصدر موثوق، فإنْ لم يكن موثوقًا،
إنَّ اختلاق الإشاعات وسُرعة تصديقها واقع لا يرضاه المرءُ ولا يستريح إليه،
فتجد النفسُ سلوتها في تكذيب ما لا يروق لها،واختلاق الإشاعات وترويجها، إلاَّ أنَّها،في النهاية،ترضخ إلى الحقيقة،لأتباع محمَّد، صلَّى الله عليه وسلَّم،الذي علَّمهم فضيلةَ الصِّدق وأمرَهم بتحرِّيه، فقال(إنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البِر، وإنَّ البِرَّ يَهدي إلى الجَنة، ولا يزال الرجلُ يصدُق ويتحرَّى الصِّدق، حتى يُكتبَ عندَ الله صِدِّيقًا، وإنَّ الكذب يَهدي إلى الفُجور، وإنَّ الفُجور يَهدي إلى النار، ولا يزال الرجلُ يَكذِب ويتحرَّى الكذب، حتى يُكتَب عند الله كذَّابًا)متفق عليه،
والإنسانُ لا يخسر بالسُّكوت شيئًا، كما يخسَر حين يخوض فيما لا يُحسِنه،أو يتدخَّل فيما لا يَعنيه، والسلامة لا يَعدِلها شيء،والنبي، صلَّى الله عليه وسلَّم،يقول(مَن كان يؤمِن بالله واليوم الآخِرِ، فلْيقلْ خيرًا أو ليصمت)رواه البخاري،
وجاء الأمر صريحاً بوجوبِ التثبُّت والتبيُّن في الأخبار عندَ رواية الفاسِق ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا﴾الحجرات،
قال قتادة،لا تقل،رأيت،ولم ترَه،وسمعتُ ولم تسمعه،وعلمت ولم تعلم،
قد يسمع الإنسانُ في العادة الصِّدق والكَذب، فإذا حدَّث بكلِّ ما سمع سيكون في بعضِ تحديثه كذب،
قال المناوي،رحمه الله تعالى،في قوله،عليه الصلاة والسلام(كفَى بالمرء إثماً أن يحدِّثَ بكلِّ ما سَمِع)أي،إذا لم يتثبت، لأنَّه يسمع عادةً الصِّدقَ والكذب،فإذا حدَّث بكلِّ ما سمع لا محالةَ يكذب،
لأنَّه يسمع الحقَّ والباطل، والصِّدْق والكذب،فإذا حدَّث بكلِّ ما يسمع فمعنى ذلك،أنَّه سيكون في حديثه كذبٌ ولا بدّ،
وفي الحديث(إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عليكم عُقوقَ الأُمَّهات،ووأد البنات،ومنع وهات،وكره لكم قيل وقال،وكَثرة السُّؤَال،وإِضاعةَ المالِ)أخرجه البخاري، ومسلم،
فإنَّ قوله(وَكَرِهَ لَكُمْ قيلَ وقالَ) كراهة تَداوُل أقاويل الناس، وتضييع الأوقات بذلك،
وأشدُّ الناس تفريطًا مَن عمِل مبادرة في واقعة من غيْر تثبُّت ولا استشارة، خصوصًا فيما يُوجِب الغضَب، فإنَّه ينزقه طلب الهلاك، واستتبع الندَم العَظِيم، فاللهَ اللهَ، التثبُّتَ التثبُّتَ، في كلِّ الأمور، والنظر في عواقبها،
إنَّ التثبُّت منهجٌ شرْعي، ونُضْج عقلي، والعقْل الصريح يوافِق النقلَ الصحيح،ولذلك جاءَ في الأدب لابن المقفَّع،أصل العقْل التثبُّت،
وهذا صحيح، فالعقل سُمِّي عقلاً،لأنَّه يعقِل صاحبَه عن فعل ما لا ينبغي،
يقول سيِّد قطب،التثبُّت من كلِّ خبر، ومِن كل ظاهرة، ومِن كل حركة، قبلَ الحُكم عليها،هو دعوةُ القرآن الكريم، ومنهجُ الإسلام الدقيق، ومتى استقام القلْبُ والعقل على هذا المنهج لم يَبْقَ مجال للوَهم والخُرافة في عالَم العقيدة، ولم يبقَ مجال للظن والشُّبهة في عالَم الحُكم والقضاء والتعامُل، ولم يبقَ مجال للأحكام السطحيَّة، والفروض الوهمية، في عالَم البحوث والتجارِب والعلوم،
الشائعات السيِّئة، كلها محرَّمة مذمومة، وصاحِبها مذمومٌ مأزور، غير مشكور ولا مأجور،لأنَّها إنْ كانت مكذوبةً مزوَّرة، فإنَّ الكذب حرامٌ مجمع على تحريمه، بل هو مِن أكبر الكبائر وأشد المفاسِد، وهو آفة قاتِلة، ما انتشرتْ في مجتمع إلا قوضتْ دعائم استقراره، وهدَّمت أرْكانَ أمْنه، ونزعتِ الثقة بيْن أفراده، وليس هو مِن أخلاقِ الكرام،بل هو أساسُ النِّفاق وعماده، وشعاره ودِثاره،
وإنَّ الكذب حين يروج بيْن العامة ويُذاع في المجتمع، يتفاقَم ضررُه، ويتعاظم خطرُه، ويَهلِك بسببه كثيرٌ من الخلق، ولهذا كان عقابُ صاحبه أليمًا،
والنصوصُ في تحريم الكذب،وأنه يَهدي إلى الفجور، ثم إلى النار، وأنه ليس من خِصال المؤمن الصادق، بل هو مِن أظْهَرِ علامات الدعيِّ المنافِق ،
وناقل الكذب والمروِّج له، سواء عَلِم أو شكَّ أنَّه كذب، أو أذاعَه مِن دون تثبُّت ولا تمحيص،هو أحدُ الكاذبين،لأنَّه مُعينٌ على الشرِّ والعُدوان، ناشرٌ للإثم والظلم، فليس كلُّ ما يُقال صحيحًا، وليس كل ما يُعلم يُقال، وليس كلُّ ما يُسمع يذاع، وفي بعض الناس ظُلم وجهل، وفيهم حسدٌ وكيد، وفيهم تعجُّل وقلَّة مبالاة، والسلامة لا يعدلها شيء،
وحذَّر مِن الكلام من دون تأكُّد من ثبوته وصحَّته،ونظَر في مآلاته وعواقبه،فقال،الرسول صلى الله عليه وسلم(إنَّ العبد ليتكلَّم بالكلمة ما يتبيَّن ما فيها، يَهْوِي بها في النار أبعدَ ممَّا بين المشرِق والمغرِب)أخرجه البخاري،ومسلم،
وأمَّا إنْ كانت الشائعة صحيحةً واقعة، لكن في إذاعتها مفسدةٌ وأذًى، فإنَّ ذلك محرَّم أيضاً،أعظم،تحريمًاً، وأسوأ عاقبة، وأعجَل عقوبة مِن أذية المسلِم والإضرار به، والاستطالة في عرضه، وتتبُّع عوراته،
فعن أبي برزة الأسلمي،رضي الله عنه،قال،قال رسولُ الله،صلَّى الله عليه وسلَّم(يا معشر من آمَن بلِسانه، ولم يدخلِ الإيمان قلبَه،لا تغتابوا المسلمين،ولا تُعيِّروهم،ولا تتبعوا عوراتهم،فإنَّه مَن اتبع عوراتِهم يتَّبع الله عورتَه،ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوْف بيته)رواه أبو داود،وأحمد،وصحَّحه الألباني،
ويزداد الأمر شناعةً وسوءاً إذا كان في نشر هذه الواقعةِ إشاعةٌ للفاحشة، وتحريضٌ عليها،قال الله تعالى متوعدًا مَن يفعل ذلك﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾النور،
التصرُّف الحكيم الذي ينبغي على المسلِم عندَ سماع الشائعات فعلُه،
أنْ يُقدم حسن الظن بأخيه المسلِم﴿لَوْلا إذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا﴾النور،
وأنْ يطلب الدليل البُرهاني﴿لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ﴾النور،
وألاَّ يتحدَّث بما سَمِعه ولا ينشره، فإنَّ المسلمين لو لم يَتكلَّموا بمِثل هذه الشائعات لماتتْ في مهدِها ولم تجدْ مَن يُحيها إلا مِن المنافقين ﴿ولَوْلا إذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا﴾النور،
والبحثِ في الإشاعة،زَعْزَع الثِّقة، وفرَّق القلوب، حتى إذا كادتْ أن تتآلف، أوقدتْ نارها، وشبَّ ضرامها،وعلاَ دُخَانُها،
اللهمَّ إنَّا نسألك بأسمائك الحُسنى، وصفاتك العلى، أن ترزقَنا إخلاصاً نقيّاً في أقوالنا وأعمالنا،وفي سِرِّنا وعلننا،
اللهم ألِّف بين قلوبنا،وأصْلح ذات بيننا،وارحمنا، واغفر لنا.







 
قديم 03-05-16, 02:01 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 03-05-16, 06:52 PM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا


وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي محمد السباعى
وبارك الله في حسناتك






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "