العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-15, 03:46 AM   رقم المشاركة : 1
منهج السالكين
(أبو معاذ) مشرف سابق







منهج السالكين غير متصل

منهج السالكين is on a distinguished road


ذكر الصفات في كتاب رب الأرض والسماوات

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
سؤالٌ يطرحه أهل التعطيل من المبتدعة على أهل السنة والجماعة في ما يتعلق بموضوع الصفات، هل قال الله عز وجل في القرآن الكريم أن له صفات؟
وهذا السؤال إنما يطرحه المبتدعة عندما تضعف حجتهم أمام حجج وبراهين أهل السنة عند مناظرتهم في باب الصفات.
وجواباً عليه نقول: نعم قد ذكر الله عز وجل أن له صفات في كتابه العزيز، وسوف نثبت ذلك في هذه الأسطر القليلة دون التوسع لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
أولاً: قال الله تعالى: {لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
ثانياً: قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
في هاتين الآيتين ذكر الله عز وجل لفظة (المثل) فما المعنى المراد بهذه اللفظة؟
فالجواب: المعنى المراد بهذه اللفظة (وله الوصف الأعلى) ما الدليل على هذا المراد؟
الجواب: الدليل على هذا سياق الآيات التي وصفت المشركين بصفة السوء ثم قابلها صفة الكمال لله عز وجل.
ويدل على هذا أيضاً قول الله عز وجل:{مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} قال عكرمة: {مثل} أي نعت. قلت: والنعت يعني الوصف كما ذكر ذلك الشيخ العثيمين في شرحه للآجرومية.
قال القنوجي في فتح البيان على الآية السابقة: {مثل} يعني وصف.
وقال البغوي في تفسيره على الآية السابقة: {مثل} يعني وصف.

قال ابن منظور في لسان الميزان عن الجوهري: ومثل الشيء صفته.
وقال أبو إسحاق: معناها: صفة الجنة [لسان العرب]
قال الراغب الأصفهاني في غريب القرآن وهو يبين معنى (مَثَل) و (مِثْل) قال: وقد يعبر بهما عن وصف الشيء. اهـ (462)
قال ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي} قال: صفة الجنة التي وعدها المتقون. اهـ
قال الراغب الأصفهاني في قوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} قال: المِثل ههنا هو بمعنى الصفة ومعناه: ليس كصفته شيء. اهـ (462)
ويدل على هذا ايضاً قوله تعالى في وصف محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}
قال محمد بن سلام فيما نقله عنه ابن منظور في لسان العرب: ومثل ذلك قوله تعالى: { مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ} أي صفتهم.
ففي هذه الآية ذكر الله عز وجل وصف (مثلهم) أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل.
قال الإمام الشوكاني على قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} قال: أي وصفهم الذي وصفوا به في التوراة. اهـ فتح القدير.
ويدل لذلك من السنة النبوية قول النبي صلى الله عليه وسلم:"مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له..." قال ابن حجر العسقلاني: قوله (مثل) أي صفته وهو كقوله {مَّثَلُ الْجَنَّةِ}
فإذا قائل قائل: لماذا حملناها على هذا المعنى؟
الجواب: الذي حملنا على ذلك أمرين الأمر الأول أن الجنة وما فيها ليس لها مثيل حاضر بيننا حتى يضربه الله مثلاً مشابهاً لما في الجنة فلا يوجد في الدنيا مثيلاً لأنهر الجنة المذكور في الآية.
الأمر الثاني وهو الأهم، وهو دليلنا على أن الله أثبت في كتابه أن له وصفاً وهو قوله تعالى: {لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ما معنى لله المثل الأعلى؟ أي لله الوصف الأعلى، ولا يمكن لك أن تحمل كلمة (مثل) على الند والشبيه والمثيل وإلا لكان معنى الآية ولله الند الأعلى!!!! أو ولله الشبيه الأعلى!!!! أو ولله المثيل الأعلى. وكل هذا لا يجوز في حق الله عز وجل إذ الله عز وجل لا ند له ولا شبيه له ولا مثيل له.
فيتبين بذلك أن معنى قوله تعالى: {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} أي الوصف الأعلى.
فلا يمكن لك أن تضرب لله مثلا وهو القائل عز وجل: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} فلا يمكن لك حمل لفظة (المثل) على غير (الوصف) لأن هذا يؤدي إلى تشبيه الله بخلقه ومماثلتهم له في صفاته وهذا منفي عن الله عز وجل.
وما تم بيانه في الأعلى هو الأنسب والأصح في حق الله عز وجل من معاني لفظة (المثل) وإلا فإن من معاني المثل ما يكون باطلاً في حق الله عز وجل ومن ذلك:
أولاً: القول السائر على ألسن الناس مثل قول الناس (يداك أوكتا وفوك نفخ) وهذا مثل يضربه الناس لمن كان سبباً في هلاك نفسه.
ثانياً: يأتي معنى لفظة (المثل) بمعنى النظير. وهذا ممتنع في حق الله عز وجل فالله لا نظير له مع أنه قال: {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ} فلا يمكن أن يقال: ولله النظير الأعلى.
ثالثاً: المثول والانتصاب ومنه قول: ومثل بين يديه.
وغير ذلك من المعاني التي تستحيل في حق الله عز وجل فتأمل يا رعاك الله لصواب ما عليه أهل السنة والجماعة وبطلان ما عليه أهل البدع من المعطلة والمشبهة وأهل الزيغ والعناد.
فنقول نعم أثبت الله عز وجل أن له وصفاً باللفظ في كتابه العزيز ونحن أهل السنة نقول بما قاله الله عز وجل في كتابه وبما قاله نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه منهج السالكين
شبكة الدفاع عن السنة.






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "