العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-05-16, 06:16 PM   رقم المشاركة : 1
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


مصطفى محمود من الخرافة إلى الإلحاد ..!

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله : ذكر الباحثون في مجال الإلحاد أسبابًا متنوعة للوقوع في براثنه ، من أبرزها أن يُبتلى المسلم بصُحبة قومٍ من الملحدين ، فيزينونه له ، ومنها أن يقرأ بإعجاب كتبَ أربابه ، ويتدرج معهم إلى أن يوقعوه في شباكهم ، ومنها ، ومنها ..
ومن تلك الأسباب التي لم يتوسع فيها الباحثون - في نظري - : أن يتعلم المسلم صغيرًا على يد مَن يُمثل الدين الخرافي ، الذي يتناقض مع النقل والعقل ، فيورث ردة فعلٍ عنيفة عند تلاميذه ، تؤدي بهم أو بعضهم إلى نبذ الدين كله ، والاستجارة من الرمضاء بالنار .

وقد عاشت بعض البلاد الإسلامية - مصر خاصة - في فترة سابقة لم تدم طويلاً ولله الحمد ، حالة الثنائية بين الخرافة التي كان يُمثلها شيوخ المتصوفة ، والإلحاد العصري الذي كان يُمثله طلائع من الجيل الجديد .

ومن تمعن في روايات نجيب محفوظ - مثلاً - ، وهو ممن عاش في تلك الفترة التي شهدت الموجة الإلحادية ، سيجد هذه الثنائية حاضرة بقوة ، حيث انقسام المجتمع قسمين : جيل قديم يُمثله شيوخ دين خرافيون ، في مقابل جيلٍ طُلَعة مُقبل على أسباب الحياة المادية ، تضاءلت عنده معالم الإسلام الحق ، حتى ركب موجة الإلحاد ، فرارًا من أحوال الفريق السابق ، فكان أولئك المخرفون وبالاً على بني الإسلام .

وممن وقع ضحيةً للقسمة السابقة : الدكتور المصري الشهير ( مصطفى محمود ) - رحمه الله - ، الذي حكى عن سبب إلحاده منذ الصغر ، وعرّض بألم بمَن غذّى بذرته الأولى في نفسه ؛ إلى أن نجاه الله منه بفضله .


•فلنستمع إليه وهو يقول في مذكراته ( ص 21 – 24 إعداد : السيد الحراني ) :


( طفولتي كانت غريبة وعجيبة، كما رباني والدي في المسجد والكتاب. أي إنها كانت طفولة دينية من الدرجة الأولى. لكنني لم أجد في نفسي المتلقي التقليدي وخلاص؛ بل كان كل شيء يدخل بداخلي يمر بالمصفاة، فأنتقي الأشياء التي أشعر أنها يقينية، وأتخلص من أي شيء أشعر بأنه هراء، حتى لو كان من شيخ الجامع.

فمثلاً .. الجميع يعرف قصة مرحلة الشك، وكيف عبرت منها من الشك إلى اليقين، ولكن الذي لا يعلمه أحد، أن إمام مسجد هو من زرع بداخلي بذرة الشك الأولى في العقيدة ، وفي كل ما يحيط بي، خصوصًا المسلّمات، عندما تعامل معنا بجهل، وكأنه يتعامل مع (شوية فراخ) ! دون أن يعلم أنني سأكون له بالمرصاد.

فقد كنت منذ طفولتي المبكرة أشعر بقلبي وعقلي يتجهان إلى الدين. فمنذ السابعة من عمري كنت متجهًا للدين، بكل حواسي ومشاعري .. أصلي الفروض جميعها في المساجد، وأستمع بإنصات واهتمام شديدَين إلى الأئمة والشيوخ والدعاة في المساجد، وكنت أتردد في هذه الفترة على مسجد وضريح سيدي عز الرجال، الموجود في طنطا، مع مجموعة كبيرة من أصدقائي، نصلي الفروض والسنن، ونستمع إلى وعظ شيخ الجامع (جامع سيدي عز الرجال والشيخ كان اسمه محمود) الذي كان يمثل لي قيمة كبيرة، لم يتساوَ معها أي شخص في تلك الفترة، ولهذا كنت أدوّن كل ما يقوله، ونحضر المولد وحلقات الذكر ورائه.

إلى أن جاء يوم قال لنا فيه الشيخ محمود: "شوفوا يا ولاد .. أنا سأقول لكم على طريقة تقضون بها على الصراصير والحشرات الضارة في المنزل، وهي طريقة دينية عظيمة جدًا، وكل واحد يفتح الكراسة، وسوف أملي عليكم هذه الطريقة العظيمة الجديدة" .. وأخذ يملي علينا كلامًا ، عبارة عن مزيج من الآيات والطلاسم، ثم قال لنا : " ألصقوا هذه الورقة على الحائط، وسوف تكتشفون بأن الصراصير سوف تموت موتًا شنيعًا، على هدي هذه الطريقة الدينية العظيمة " !

وبالطبع فقد فرحت من كل قلبي؛ لأنني كنت على استعداد لتصديق كل ما يقول. وكتبت كل ما قاله بالحرف الواحد، ولصقته باهتمام شديد على الحائط، وجلست منتظرًا النتيجة ..
لكن خاب ظني، وأصبت بإحباط شديد. فقد تزايدت الصراصير، وأصبحت أضعاف ما كانت قبل طريقة الشيخ، بل الأدهى من هذا أن الصراصير اتخذت من الورقة التي أخبرني بها الشيخ ملجأ لها !!

ومن يومها، أحسست أن الرجل نصابٌ كبير، وبدأت أشك في كل شيء، ليس في هذا الشيخ وحده ، ولكن في كل من حولي، وكانت هذه هي بذرة الشك التي زُرعت في نفسي، وقد زرعها الشيخ محمود خطيب وواعظ سيدي عز. لم أشك في الورقة التي دعا إليها فقط، أو في حديثه .. ولكن اعتراني شكٌ في كل شيء.

قصة الشك وتاريخها أصلاً مرتبطان بطبيعة تكويني الفكري وطبيعتي كمفكر .. فمن طبيعة المفكرين أن يعيدوا النظر في المسلّمات .. إنهم يبدؤون من البداية الأولى دائمًا .. يبدؤون من صفحة بيضاء، فهم على الدوام ضد المسلّمات، فهذه هي الرحلة الطبيعية، وهي تعني شكًا منهجيًا وليس شكًا عناديًا؛ فهناك فرق بين أن يعاند الإنسان أو يجادل وبين ألا يُسلّم بالبدهيات أو يبدأ بالمسلّمات، بأن يكون منهجيًا ..

وبالفعل، إن قصة الشك قديمة، وبدأت معي من الطفولة، حين كنت أخطو أولى خطواتي، وكنت ما أزال مراهقًا صغيرًا، لم أتجاوز 12 عامًا، عند ما أحببت أن أتمرد على شيخ الجامع، فكونت جمعية في بيتنا -المقابل له- وقد اسميتها (جمعية الكفار) !

وكنت أناوش الشيخ بها .. كنا نكتب مطبوعات هذه الجمعية، ونحاول اختراق المسجد لكي نلصقها بداخله، ونوزعها على المصلين لجذب أعضاء جدد. لكنهم أمسكوا بي ذات مرة، وضربوني علقة ساخنة في الجامع. وقد أخرج الشيخ كل غضبه عليّ في هذه المرة؛ لأنني فكرت ولأنني أول من اعترض على كلامه وأفكاره. ولم تكن هذه الأفعال من وحي خيالي، ولكنه كان تيارًا موجودًا على الساحة أيامها، ينشر هذا الاتجاه، ممثلاً في كتب دارون وسلامة موسى وشبلي شميل، والتي كانت أفكارهم ثورة على الدين. هذه الثورة استهوتني بشكل كبير، وبالتالي سرت على هذا الطريق وهذا المنهج، وكنت أقضي يوميًا من 5 إلى 6 ساعات في مكتبة البلدة بطنطا، وأقرأ في مختلف المجالات، وأدخل في مناقشات ومجادلات وخناقات تنتهي بالضرب والجري، خاصة بعد إنشاء (جمعية الكفار) هذه، التي كانوا يعتبرون أفكارها بالطبع دعوة للكفر.

وكان معي في هذه الجمعية أصدقاء مسيحيين؛ وخطورة هذا أن هذه الجمعية كانت ضد الأديان عمومًا. وكانت مرحلة غريبة في حياتي كلها على الإطلاق. ولو تأملتم كيف ولماذا تكونت جمعية الكفار، أو ما هو مبعث شكوكي في الأديان، ستجدون أن شيخًا واعظًا هو الذي قادني إلى الشك .. فقد وُلدت شكوكي على يد شيخ، والسبب في هذا أنه تحدث بجهل وخطأ، وهذه أسوأ طريقة. فلا شك أن الوعظ الخاطئ يمكن أن يقود إلى كارثة مروّعة. فالذي قاله شيخ سيدي عز الرجال لا يمت للدين بصلة مطلقًا، فهو لا شك رجلٌ كذاب ودجال ، على أية حال.

وكنت في هذه الفترة من العمر أتساءل في تمرد: تقولون إن الله خلق الإنسان ؛ لأنه لا بد لكل مخلوق من خالق، ولا بد لكل صنعة من صانع، ولا بد لكل موجود من موجد .. صدقنا وآمنا، فلتقولوا لي إذن من خلق الله؟ أم إنه جاء بذاته؟ وإذا كان كذلك في تصوركم، فلماذا لا تصدقون أن الدنيا جاءت بذاتها بلا خالق وينتهي الإشكال؟
وعند ما كنت أقول هذا، تصفر من حولي الوجوه، وتنطلق الألسن تمطرني باللعنات، وتتسابق إليّ الكلمات عن يمين وشمال، ويستغفر لي أصحاب القلوب النقية ويطلبون لي الهدى ..

نعم، لقد رفضت عبادة الله لأني استغرقت في عبادة نفسي، وأعجبت بومضة النور التي بدأت تومض في فكري مع انفتاح الوعي، وبدأت الصحوة من مهد الطفولة.

وفي عمر الـ 16، بدأت برفض المسلّمات. لم أكن أريد أن آخذ شيئًا عن أبي وأمي، ولكن كنت أريد أن أجتهد اجتهادًا شخصيًا. وبدأت بالمحسوس الذي أمامي، ولم أبدأ بما وراء الطبيعة. وقد تمثل هذا المحسوس في الطبيعة «الفيزياء» فوجدت الفيزياء والكيمياء عاجزة عن أن تفسر لي شيئًا، عاجزة عن أن تفسر لي الحياة والموت .. ومن أجل ذلك استعنت بالفلسفة، فوجدت إنها في حاجة إلى فلسفة لتعينها، فبدأت بالأديان، سواء كانت سماوية أو دنياوية: (بوذا وزرادشت ) و ( عيسى وموسى ومحمد عليهم السلام ) ، فوجدت كمال الأمر كله في القرآن .. وكانت هذه هي المرحلة الطبيعية ) اهـ .



قلت : بقي أن أشير إلى أن الدكتور مصطفى بعد عودته للإسلام ، والعودُ أحمد ، اتجه إلى الفكر العقلاني في فهم الشريعة ، فلذا حدثت منه شطحات غريبة في تفسيره للقرآن ، أو في كلامه عن السنة ، وقد تتابعت الردود عليه من العلماء والباحثين الشرعيين ، يجد القارئ بعضها على شبكة الأنترنت . والله الهادي ..



( المراجعات حول إنكار مصطفى محمود لأحاديث الشفاعات )
للشيخ سعود الشريم

http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=11877




( الإجابة عن قولهم الباطل : مـن خـلـق الـلـه ؟! )

https://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/1.htm






  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:06 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "