العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-15, 04:44 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


تمشي على إستحياء

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله تعالى(فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء )القصص،
الحمد لله الذي جعل الحياء من الدين،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الحياء شعبة من الايمان)
أين هؤلاء النساء من بنات الصالحين السابقين،يقول الله عن بنت شعيب عندما أرسلها أبوها أن تخبر نبي الله موسى
بطلب أبيها(فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا)القصص،
أدب في الخطاب وتعفف في الكلام، واستحياء من الناس،يكفي بالحياء خيراً أن يكون على الخير دليلاً،

فقد جاء عن النبي،صلى الله عليه وسلم،أنه قال(الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه،من كسا بالحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه،فأرفعها منزلة الحياء ،لما أيقنوا أن الله يراهم على كل حال،

يقول صلى الله عليه وسلم،قال(لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء)رواه الإمام مالك،وصححه الألباني،
وقد قيل لـعمر بن عبد العزيز،
إذا ذهب الحياء ذهب نصف الدين
قال،لا، بل إذا ذهب الحياء ذهب الدين كله،
(قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا)حيث تتجلى قمة العفاف والحياء الذي تحلت به ابنة الرجل الصالح،فيكون المعنى يبين قمة حيائها حال مشيها،ويوضح حياءها حين مخاطبة موسى عليه السلام،حيث انها اخبرته بمراد ابيها مباشرة،ولم تقل إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ وسكتت كي لا تفتح باب الحوار مع الاجنبي وبذلك صدت جميع منافذ الشيطان،
أي مشي الحرائر، جاءت مستترة بكم درعها،قال عمر رضي اللّه عنه، جاءت(تمشي على استحياء)قائلة بثوبها على وجهها ليست بسلفع من النساء ولاّجة خرّاجة)أخرجه ابن أبي حاتم وإسناده صحيح،ومعنى السلفع،الجريئة من النساء السليطة الجسور،
وهذا تأدب في العبارة لم تطلبه مطلقاً لئلا يوهم ريبة، بل قالت(إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا)يعني ليثيبك ويكافئك على سقيك لغنمنا،
وقوله تعالى(قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) أي، قالت إحدى ابنتي هذا الرجل قيل،هي التي ذهبت وراء موسى عليه السلام قالت لأبيها(يا أبت استأجره)أي لرعية هذه الغنم( إن خير من استأجرت القوي الأمين)قال لها أبوها، وما علمك بذلك،قالت له،إنه رفع الصخرة التي لا يطيق حملها إلا عشرة رجال،وإني لما جئت معه تقدمت أمامه،فقال لي،كوني من ورائي، فإذا اختلف عليّ الطريق فاحذفي لي بحصاة أعلم بها كيف الطريق لأهتدي إليه،روي هذا القول عن عمر وابن عباس،
وقال ابن مسعود،حين قالت(يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)،(قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين) أي طلب إليه هذا الرجل الشيخ الكبير أن يرعى غنمه ويزوجه إحدى ابنتيه،
وقوله تعالى(على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشراً فمن عندك)أي على أن ترعى غنمي ثماني سنين، فإن تبرعت بزيادة سنتين فهو إليك، وإلا ففي الثمان كفاية، ( وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء اللّه من الصالحين)أي لا أشاقك ولا أؤاذيك ،أخرجه ابن أبي شيبة وابن ماجة،
روى البخاري عن سعيد بن جبير قال،عن أبي ذر رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم(سئل،أي الأجلين قضى موسى،قال،(أوفاهما وأبرهما، قال،وإن سئلت أي المرأتين تزوج فقل الصغرى منهما)أخرجه البزار،
وقول النبي،صلى الله عليه وسلم(إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى( إذا لم تستح فاصنع ما شئت)رواه البخاري،
(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء )ودلائل على طبيعة الفتاة المسلمة الملتزمة التي تؤدي وظيفتها ورسالتها على أرفع صورة مع العفة والطهر والنقاء،
جاءت،إلى سيدنا موسى،لأن أباها كلفها أن تذهب الى هذا الشاب ليكرمه، ولم يرسل ا أبوها الى ذلك الشاب، إلا وهو واثق منها، ومن عفتها ويأمن عليها وهذا دل على ادبها عند أبيها،
فالمشي للفتاة فيه الأتزان والوقار، فهي ليست مسرعة ولا بطيئة بل بين بين،
ونجد روعة التعبير في قوله وتعالى,على استحياء، فالاستحياء تأكيد الحياء وأبلغ منه،فهي ليست تعيش حالة حياء إنما تعيش حالة استحياء،لأنها ستخاطب رجلاً وتبغله دعوة ابيها،فاضطربت وهي تسير في الطريق وكيف تكون خطواتها وهي تمشي على ذلك الاستحياء،
هي صورة رائعة تجسد فيها الحياء وتحول من خلق رفيع وفكرة طيبة ليكون شارعاً معبداً تمشي عليه تلك الفتاة،لكن ماذا قالت لموسى(قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا )تخيل اضطرابها وقلقها وهي تنطق بهذه الكلمات والحياء قد سيطر عليها،
وقلة الحياء من موت القلب والروح،فكلما كان القلب أحيا كان الحياء أتم،فحقيقة الحياء يكون بين العبد وبين ربه عزّ وجل فيستحي العبد من ربه أن يراه على معصيته،
فلتكن الفتيات الصالحات الملتزمات هكذا ، عندما يقمن بواجبهن في أداء أعمالهن الدعوية والاسلامية،
فينبغي للمسلم ذكراً كان أو أنثى أن يتخلق بهذا الخلق الرفيع ليبلغ منازل الصالحين،
تذكرن دائماً ان العفة تاج المراة، تفسير بن كثير ،
اللهم جملنا بالحياء واجعل خلقنا كما تحب وترضي،وهذبنا واعصمنا من الذنوب والفتن،والبسنا لباس التقوى وزين قلوبنا بالإيمان،وعطر السنتنا بذكرك،واغرسه فى قلوبنا ولا تحرم وجوهنا من التحلى به،

اللهم آمـــين.









 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "