العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-15, 05:50 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


لن ينجي أحداً منكم عمله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن ينجي أحداً منكم عمله
عن أبي هريرة رضي اللَه عنه قال،قال رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم(لن ينجي أحداً منكم عمله،قالوا،ولا أنت يا رسول اللَه،قال،ولا أنا،إلا أن يتغمدني الله بِرحمةٍ،سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا)رواه البخاري،
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي،رحمه الله،
اشتملت هذه الأحاديث الشريفة على أصل عظيم، وقاعدة مهمة،ويتفرع عليها مسائل شتى من مسائل السير والسلوك إلى الله تعالى في طريقة الموصل إليه،
أما الأصل فهو،أن عمل الإنسان لا ينجيه من النار ولا يدخله الجنة، وإنّ ذلك كله إنما يحصل بمغفرة الله ورحمته،
وقوله تعالى(وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
وقوله(كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)
وقاعدة مهمة،فهو على قولين،
أحدها،أن دخول الجنة برحمته،ولكن انقسام المنازل بحسب الأعمال،
والثاني،أن العمل وإن كان سبباً لدخول الجنة، فإنما هو من فضل الله ورحمته،لأنه هو المتفضل بالسبب والمسبَّب المرتَّب عليه، وعند تحقيق النظر فالجنة والعمل كلاهما من فضل الله ورحمته على عباده المؤمنين،
ولهذا يقول أهل الجنة عند دخولها(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ)
فلما اعترفوا لله بنعمته عليهم بالجنة وبأسبابها من الهداية، وحمدوا الله على ذلك كله جُوزُوا بأن نُودُوا(أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
وقوله تعالى(ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)فهذا يدل على أن الناس يُسألون عن النعيم في الدنيا،وهل قاموا بشكره أم لا، فمن طولب بالشكر عل كل نعمة من عافية وستر وصحة جسم،وسلامة حواس وطيب عيش واستقصي ذلك عليه،
لم تَفِ أعماله كلها بشكر بعض هذه النعم،
وفي صحيح الحاكم عن جابر رضي الله عنه،عن جبريل عليه السلام(إن عابداً عبد الله،عز وجل،على رأس جبل في البحر خمسمائة سنة ثم سأل ربه أن يقبضه ساجداً،
قال جبريل،فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا، ونجد في العلم أنه يُبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل،فيقول الرب عز وجل،أدخلوا عبدي الجنة برحمتي،
فيقول العبد،بعملي يا رب، يفعل ذلك ثلاث مرات،
ثم يقول الله تعالى للملائكة،قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله، فيجدون نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة، وبقيت نعم الجسد له،فيقول،أدخلوا عبدي النار،
فيُجر إلى النار فينادي،برحمتك يا رب أدخلني الجنة، فيدخله الجنة،
قال جبريل،إنما الأشياء برحمة الله يا محمد،
فمن حقق معرفة هذه الأمور،عرف أن العمل وإن عظم فإنه لا يستقل بنجاة العبد، ولا يستحق به على الله دخول الجنة، ولا النجاة من النار،
وحينئذ فيفلس العبد من عمله وييأس من الاتكال عليه ومن النظر إليه وإن كثر العمل وحسن،فكيف بمن ليس له عمل كثير، وليس له عمل حسن،
فإن هذا ينبغي أن يشغله الفكر في التقصير في عمله، ويشتغل بالتوبة من تقصيره والاستغفار منه،فيتعين على العبد المؤمن الطالب للنجاة من النار ولدخول الجنة، وللقرب من مولاه والنظر إليه في دار كرامته، أن يطلب ذلك بالأسباب الموصلة إلى رحمة الله وعفوه ومغفرته ورضاه ومحبته،فبها ينال ما عند الله من كرامة،
قال تعالى(
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ)
فالواجب على العبد البحث عن خصال التقوى وخصال الإحسان التي شرعها الله في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم،والتقرب بذلك إلى الله عز وجل،فإنه لا طريق للعبد يوصله إلى رضى مولاه وقربه ورحمته وعفوه ومغفرته سوى ذلك،
فقوله صلى الله عيه وسلم(سددوا وقاربوا)يعني،التوسط في العبادة فلا يقصِّر فيما أُمر به،ولا يتحمل منها ما لا يطيقه،
يعني،أن من مشى في طاعة الله على التسديد والمقاربة فليبشر، فإنه يصل ويسبق الدائب المجتهد في الأعمال،
فخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فمن سلك طريقه كان أقرب إلى الله من غيره،
وليست الفضائل بكثرة الأعمال البدنية، ولكن بكونها خالصةً لله عز وجل،
ولهذا قال بعض السلف،ما سبقهم أبو بكر الصديق،بكثرة صوم ولا صلاة،ولكن بشيء وقر في صدره،والذي كان في صدر أبي بكر رضي الله عنه،المحبة لله ورسوله والنصحية لعبادة،
وقال ابن مسعود لأصحابه،أنتم أكثر صوماً وصلاةً من أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وهم كانوا خيراً منكم،قالوا،وبما ذاك،قال،كانوا أزهد منكم في الدنيا وأرغب في الآخرة،وهذه الحال ورثوها من نبيهم صلى الله عليه وسلم، فإنَّه كان أشدَّ الخلقِ فراغاً بقلبه من الدنيا، وتعلقاً بالله وبالدار الآخرة،
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى،هذه الأوقات في قوله تعالى(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا،وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ،وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا)
فهذه الأوقات الثلاثة منها وقتان وهما أول النهار وآخره يجتمع في كل من هذين الوقتين،صلاة الصبح،وصلاة العصر وهما أفضل الصلوات الخمس، وهما البردان اللذان من حافظ عليهما دخل الجنة،
وأما عمل التطوع فهو، ذكر الله بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس،وبعد العصر حتى تغرب الشمس،
وأما الوقت الثالث فهو الدُّلجة،وهو آخر الليل وهو وقت الاستغفار، كما قال تعالى(وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)وهو آخر أوقات النزول الإلهي المتضمن حوائج السائلين، واستغفار المذنبين، وتوبة التائبين،
قال خليد العصري،إن كل حبيب يحب أن يلقى حبيبه، فأحبوا ربكم وسيروا إليه سيراً جميلاً،
فربما سلك الإنسان في أول أمره على السراط المستقيم، ثم ينحرف عنه في آخر عُمُره فيسلك بعض سبل الشيطان فينقطع عن الله فيهلك(إنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراع، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)
وربما سلك الرجل أولاً بعض سبل الشيطان ثم تدركه السعادة فيسلك الصراط المستقيم في آخر عمره فيصل به إلى الله،
والشأن كل الشأن في الاستقامة على الصراط المستقيم من أول السير إلى آخره(وذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ)
وما أكثر من يرجع أثناء الطريق أو ينقطع،فإنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، و(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ)
وملك الملوك يقول(من أتاني يمشي أتيته هرولة)
وأنت عنه معرض، وعلى غيره مقبل، لقد غُبنت أفحش الغبن وخسرت أكبر الخسران،

وفي سنن ابن ماجة(إن من أمتي من يجيء بأعمال أمثال الجبال فيجعلها الله هباء منثوراً)وفيه،هم قومٌ من جلدتكم ويتكلمون بألسنتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها،
ومن هنا كان عامر بن عبد قيس وغيره يقلقون من هذه الآية(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
قال ابن عون،لا تثق بكثرة العمل، فإنك لا تدري أيقبل منك أم لا، ولا تأمن ذنوبك فإنك لا تدري هل كُفِّرت عنك أم لا،لأن عملك مُغيَّب عنك كله لا تدري ما الله صانع به،
وبكى النخعي عند الموت وقال،انتظرُ رسول ربي ما أدري أيُبشرني بالجنة أم بالنار،
وجزع غيره عند الموت فقيل له،لم تجزع،قال،إنما هي ساعة ولا أدري أين يُسلك بي،
وجزع بعض الصحابة عند موته،فسئل عن حاله فقال،إن الله قبض خلقه قبضتين قبضة للجنة،وقبضة للنار،ولست أدري في أي القبضتين أنا،
اللهم لا تقبض روحيْ إلآ وآنتْ راضٍ عني،وآحسن خآتمتي وٰآصرفْ عنيْ ميتة السوء،واجعلني من عبادك الصالحين التوّابين المحسنين،
اللهم اميـن،








 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "