العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-11-15, 07:08 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


آدب الاستئذان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فإن أدب الاستئذان،الأدب الرفيع الذي شرعه الله لعباده المؤمنين، أدب يراعي حرمات الناس ويعظمها،وينمي الإحساس بمشاعر الآخرين وظروفهم،
كما في قوله تعالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾
فلقد جعل الله عز وجل،البيوت سكناً،فتسكن أرواحهم،وتطمئن نفوسهم،ويأمنون على عوراتهم وحرماتهم،
تعريف الاستئذان،طلب الإذن،فإن الاستئذان هو طلب الإباحة،لدخول البيوت،قال سبحانه وتعالى﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾
صيغة الاستئذان،
فينبغي استعمال عبارة(السلام عليكم،أأدخل)
فوائد الاستئذان،
يتيح الاستئذان للإنسان أن يتصرف في بيته كما يشاء،فيأذن لمن يريد، ويرد من يريد بغير حرج،
والاستئذان يتيح الفرصة لصاحب البيت بأن يداري عوراته، وكل ما يكره،
من آداب الاستئذان،من السنة تقديم السلام قبل الاستئذان،فيقول السلام عليكم،
وأن يقف المستأذن عن يمين أو شمال الباب،
وذلك حتى لا يقع بصره على موضع لا يحل له النظر إليه،أو على شيء يكره رب الدار لأحد رؤيته،
يحرم نظر الرجل في بيت غيره إلا بإذنه،فالاستئذان لم يشرع إلا من أجل البصر،كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)
ومن تعدى واطلع ببصره على ما لا يحل له بغير إذن، ففقئت عينه، فإنه لا قصاص ولا دية،لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه قال(من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، فقد حل لهم أن يفقئوا عينه)
وقال رسول الله(لا يحلّ لامرئ أن ينظر إلى جوف بيت حتى يستأذن، فإن فعل فقد دخل)أي،إن نظر قبل أن يستأذن صار في حكم الداخل بلا استئذان، وهو محرم عليه،
قال عمر بن الخطاب(من ملأ عينه من قاعة بيت قبل أن يؤذن له فقد فسق)
تكرار السلام والاستئذان،من تمام أدب الاستئذان أن يعيد المستأذن السلام ثلاثاً إن لم يسمع جواباً أو رداً، وينبغي ألا يكثر على الثلاث، فإن أذن له بعد الثلاث وإلا ذهب،لقول النبي صلى الله عليه وسلم(إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع)
ويجب أن يراعى بالاستئذان،فلا يقرع الباب بعنف ولا الصياح بصاحب الدار،ولا يستقبل الباب، وأن يختار الوقت المناسب،إذا سئل عن اسمه فليقل اسمه،
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال،خرجت ليلة من الليالي،فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم،يمشي وحده، فجعلت أمشى في ظل القمر، فالتفت فرآني فقال،من هذا،فقلت،أبو ذر،
إن لم يجد أحداً فلا يدخل ويرجع،قال سبحانه وتعالى﴿فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ﴾ حتى إذا كان البيت مفتوحاً يشرع لك أن تستأذن، وإذا لم يأذن لك أحدٌ، ولم يرد عليك شخصٌ، ولم تجد في الباب أحدًا؛ فلا تدخل حتى يؤذن لك، فإن البيت ولو كان فارغًا ودخلته قد تكون مظنة للاتهام، وقد تحدثك نفسك بالسرقة منه، وقد تضع نفسك في مواطن الريب والشكوك،
ينبغى للمستأذن أن لا يدق الباب بعنف،لما في ذلك من سوء الأدب، فإذا طرقت باب أخيك أو صديقك أو بعض معارفك أو أحد تقصده فدقّ الباب دقًّا رفيقًا يُعرّفه وجود طارقٍ بالباب، ولا تدقّه بعنف وشدة فتروّعه وتخلّ بالأدب،
إذا قال رب البيت للمستأذن ارجع، فليرجع،لقوله تعالى﴿وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ﴾
وعلى المستأذن أن يرجع من غير حرج، وحسبه أن ينال التزكية القرآنية،
قال بعض المهاجرين(لقد طلبت أن أستأذن على بعض إخواني ليقول لي،ارجع،فأرجع وأنا مغتبط. لقوله تعالى﴿وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ)
والأولاد يستأذنون في ثلاث أوقات،من قبل صلاة الفجر،لأنهم في هذا الوقت يكونون نائمين،وقد يكونون في أوضاع من التكشف يكرهون أن يطلع عليها أولادهم،
وقت الظهيرة، وهو وقت القيلولة، لأن الإنسان في هذه الفترة يتخفف من لباسه فيضعه،ولا يحب أن يرى في هذه الحال،

من بعد صلاة العشاء،لأنه وقت السكن والراحة والنوم،
أما إذا بلغ الأطفال سن الرجال، بأن وصلوا إلى سن البلوغ فعليهم أن يستأذنوا في كل الأوقات،
وأما إن كان أهلاً للتمييز بأن قرب البلوغ،فعلى والديه أن يمنعاه من الدخول في الأوقات الثلاثة،تأديباً وتعظيماً لأمور الدين،
ومما يشرع له الاستئذان،
الدخول على الأم، فإذا كان للأم بيتٌ مستقل، وجئت إليها، شرع لك أن تستأذن عليها،
وإذا كانت أمك تعيش معك في البيت فالجمهور والأكثرون على أنه يستحب لك أيضاً أن تستأذن عليها،
عن عطاء بن يسار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،سأله رجل فقال،يا رسول الله، أستأذن على أمي،فقال(نعم) قال الرجل،إني معها في البيت،فقال رسول الله(استأذن عليها)فقال الرجل، إني خادمها،فقال له رسول الله(استأذن عليها، أتحب أن تراها عريانة) قال،لا،قال(فاستأذن عليها)
ويقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه،إذا دخل أحدكم على والدته فليستأذن،
الدخول على الأخت،قال عطاء،قلت لابن عباس،أأستأذن على أخواتي،أيتام لي في حجري في بيت واحد،فقال ابن عباس،نعم، فرددت عليه ليرخص لي فأبى فقال،أتحب أن تراها عريانة،قلت،لا،قال،فاستئذن فراجعته ،فقال،أتحب أن تطيع الله،قلت،نعم،قال،فاستئذن،
الدخول على الزوجة،تقول زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما،كان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوَّت،
ويقول الإمام أحمد،يستحب أن يحرك نعله في استئذانه عند دخوله حتى إلى بيته،لئلا يدخل بغتة،وإذا دخل يتنحنح،
الاستئذان عند القيام والانصراف من المجلس،فكما يشرع الاستئذان عند دخول المجلس يشرع أيضاً عن الانصراف، ولعل العلة في ذلك هو خشية وقوع البصر على شىء لا يحل النظر إليه، أو غير مرغوب في رؤيته،
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال،قال النبي صلى الله عليه وسلم(إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده، فلا يقومن حتى يستأذنه)
وهذا تنبيه على أدب رفيع وهو أن الزائر لا ينبغي أن يقوم إلا بعد أن يستأذن،
وقد أخل بهذا التوجيه النبوي الكريم،كثير من الناس فتجدهم يخرجون من المجلس دون استئذان، وليس هذا فقط بل بدون سلام أيضاً،وهذا مخالفة لأدب إسلامي.







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:17 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "