العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-11-15, 04:38 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


إسباغ الوضوء على المكاره

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إسباغ الوضوء على المكاره،
حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال(ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات،قالوا،بلى يا رسول الله،قال،إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة،فذلكم الرباط)رواه مسلم،
والرباط هنا ملازمة المسجد لانتظار الصلاة،
وهي إحدى صفات الصالحين،فقد جاء عن أنس بن مالك،أن قوله تعالى(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)السجدة،نزلت في انتظار الصلاة التي تُدعى العتمة)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
فعن ابن عباس رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(أتاني ربي في أحسن صورة،فقال،يا محمد،قلت،لبيك رب وسعديك،قال،فيم يختصم الملأ الأعلى،قلت،ربِّ لا أدري،فوضع يده بين كتفيَّ فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما بين المشرق والمغرب،فقال،يا محمد،فقلت،لبيك رب وسعديك،قال،فيم يختصم الملأ الأعلى،قلت،في الدرجات،والكفارات،وفي نقل الأقدام إلى الجماعات،وإسباغ الوضوء في المكروهات،وانتظار الصلاة بعد الصلاة،ومن يحافظ عليهن عاش بخير،ومات بخي،وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه)
رواه الترمذي،وصححه الألباني،
قال ابن رجب رحمه الله،الجلوس في المساجد بعد الصلوات، والمراد بهذا الجلوس انتظار صلاة أخرى،كما في حديث أبي هريرة،وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط،
فجعل هذا من الرباط في سبيل الله عز وجلَّ،وهذا أفضل من الجلوس قبل الصلاة لانتظارها،فإن الجالس لانتظار الصلاة ليؤديها ثم يذهب تقصر مدة انتظاره، بخلاف من صلى صلاة ثم جلس ينتظر أخرى فإن مدته تطول، فإذا كان كلما صلى صلاة جلس ينتظر ما بعدها،استغرق عمره بالطاعة، وكان ذلك بمنزلة الرباط في سبيل الله عز وجل،
وهذا الانتظار سبب لمباهاة الله سبحانه وتعالى،بمن يقوم به،
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه،قال،صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،المغرب، فرجع من رجع، وعقب من عقب، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم،مسرعاً قد حفزه النفَس،وقد حسر عن ركبته فقال(أبشروا، هذا ربكم قد فتح عليكم باباً من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة، يقول،انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى)رواه
ابن ماجة،وصححه الألباني،
أما الجالس قبل الصلاة في المسجد لانتظار صلاة فهو في صلاة حتى يصلي،
ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه لما أخَّر صلاة العشاء الآخرة ثم خرج فصلى بهم قال لهم(إنكم لم تزالوا في صلاةٍ ما انتظرتم الصلاة)رواه البخاري،ومسلم،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(صلاة أحدكم في جماعة تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعاً وعشرين درجة،وذلك بأنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة،لم يخطُ خطوة إلا رُفع بها درجة،أو حُطت عنه بها خطيئة، والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه،اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه، ما لم يؤذ فيه)رواه البخاري ومسلم،
وبالجملة فإن الجلوس في المسجد للطاعات له فضل عظيمن
وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه عدَّ من السبعة الذين يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله(ورجل قلبه معلَّق بالمسجد) رواه البخاري،ومسلم،
وإنما كان ملازمة المسجد مكفراً للذنوب،لأن فيه مجاهدة للنفس، وكفًّا لها عن أهوائها،فمن حبس نفسه في المساجد على الطاعة فهو مرابط لها في سبيل الله، مخالف لهواها،وذلك من أفضل أنواع الصبر والجهاد،وفيه كفارة للذنوب،ومنه حبس النفس في المسجد لانتظار الصلاة، وقطعها عن مألوفاتها من الخروج إلى المواضع التي تميل النفوس إليها،إما لكسب الدنيا، أو للتنزه،
وقد جاء في الحديث(إن إحدى خطوات الماشي إلى المسجد ترفع له درجة، والأخرى تحط عنه خطيئة)رواه احمد،
ولهذا المعنى كان المشي إلى المساجد كفارة للذنوب،فعن أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(من غدا إلى المسجد أو راح أعدَّ الله له في الجنة نزلًا كلما غدا أو راح) رواه مسلم، فكيف بمن يلازم المسجد،
ولما كانت المساجد في الأرض بيوت الله أضافها الله إلى نفسه تشريفاً لها، وتعلقت قلوب المحبين لله عز وجل بها لنسبتها إلى محبوبهم، وترددت أقدام العابدين إلى بيوت معبودهم، وانقطعت إلى ملازمتها لإظهار ذكره فيها(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فِيهَا اسمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ،رِجَالٌ لَّا تُلهِيهِم تِجَارَةٌ وَلَا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبصَارُ)النور،
فأين يذهب المحبون عن بيوت مولاهم،
وأسأل الله،عز وجل،أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يدلنا على ما يرضيه، وأن يوفقنا لمحابِّه، وأن يتقبل منا ومنكم سائر الأعمال.








 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:53 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "