الهلال الشيعي الإيراني لحماية الدولة اليهودية بقلم ليلى الفلسطينية

[ديار]

الهلال الشيعي الإيراني لحماية الدولة اليهودية بقلم:ليلى الفلسطينية

تاريخ النشر : 2009-05-30


نعم استطاعت إيران أن تكسر الطوق الذي ارق إسرائيل كثيرا والذي عرف بدول الطوق " قبل انتشار حمى السلام – سلام بيريز الداعي إلى الحرب أكثر منه إلى السلام " لتستبدله بهلال شيعي لحماية الدولة اليهودية التي يشترط الصهاينة على الفلسطينيين الاعتراف بها لتسمح لهم بالعودة إلى مهزلة المفاوضات . وهذا الهلال الشيعي سيعلن عن نفسه حال كسب حزب الله المعركة الانتخابية القادمة في لبنان وهاهو حسن نصر الله يطالب اللبنانيين بان ينتخبوا حزبه حتى تسلحه إيران بالصواريخ والطائرات اللازمة لحماية امن إسرائيل و إذا لم تأتي به صناديق الاقتراع فالانقلاب العسكري هو الخيار الذي ستدفع به طهران ودمشق وما التقرير الذي نشرته الدير شبيغل وتشير فيه إلى تورط عناصر من "حزب الله " في اغتيال الحريري إلا مؤشرا واضحا لتوجه الغرب لأن يحول محكمة الحريري التي طالبت بها قوى 14 آذار لنذير شؤم لخلق فتنة من شأنها إشعال حرب أهلية ستكون محسومة نتيجتها للطرف الأقوى وهو حزب خامنئي المسمى رياءا "حزب الله" كما يرى الخبير الصهيوني جاكي حوجي خبير الشئون العربية بصحيفة معاريف والمقرب من دوائر صنع القرار في إسرائيل الذي يعتبر فوز "حزب الله" سيحقق مزيد من المكاسب السياسية لتل أبيب وسيمهد لتحقيق أهدافها الإقليمية إضافة إلى احتمالات عزل لبنان دوليا .
الدور الإسرائيلي الإيراني في تأسيس حزب الله:
يكشف الكاتب على الصادق في كتابه " ماذا تعرف عن حزب الله " عن الدور الإسرائيلي في تأسيس " حزب الله " وعن الأهداف المعلنة والأهداف الخفية لتأسيس "حزب الله" والدور الإسرائيلي والإيراني في تأسيس الحزب, و يقدم الكاتب الوثائق والمستندات الداعمة لذلك من مذكرات آرييل شارون التي يعترف فيها صراحة انه اقترح على القيادة الإسرائيلية تسليح الشيعة في لبنان لأنهم يعانون من مشكلات خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية ومع ياسر عرفات و حتى لا تكون هناك مقاومة إسلامية سنية كما يبين الكاتب دعم حزب الله للثورات الشيعية في الخليج العربي من خلال أفرعه كحزب الله الكويتي وحزب الله البحريني وحزب الله الحجاز.
وحتى لا يعتقد احد إننا ضد المقاومة أو حتى الشيعة أريد أن أوضح عدة أمور:
لا احد ينكر أو يتعامى عن الدور العميل أو المرتهن إلى البيت الأبيض وللصهاينة من قبل حكامنا ومسئولينا العرب والفلسطينيين أيضا وتسليمهم لرقابهم ورقاب شعوبهم لأعدائنا الذين توحدت مصالحهم ضد بلداننا العربية رغم محاولات هؤلاء الأعداء " أي إسرائيل وأمريكيا و إيران " رفع نبرة الخلافات بينهم هذا أولا .
ثانيا : إن رجال المقاومة الفلسطينية واللبنانية الذين نفخر ببطولاتهم وبسالتهم في مقاومة الصهاينة لا نحملهم مسؤولية ما تقوم به قياداتهم في المنطقة وارتباطاتهم بالنظام الإيراني والتي تتكشف كل يوم جانبا منها كونها في خدمة الأهداف الصهيونية.
ثالثا : إن الشيعة العرب ظلوا حتى قبل احتلال العراق جزء لا يتجزأ من النسيج المجتمعي والوطني في البلدان العربية حتى بدأا لمشروع الإيراني الدؤوب والمستتر للسيطرة على الشيعة في كل البلدان التي يتواجدون بها لتحويل ولائهم لملا ليها على حساب أوطانهم في التكشف للعلن بعد توسع الدور الإقليمي الذي تلعبه إيران في المنطقة برعاية الولايات المتحدة الأمريكية رغم ما تظهره من معارضة وعدم رضى عن ذلك الدور.
العلاقات التجارية بين إسرائيل وإيران:
وهنا نورد بعض الأمور التي قد غابت عن البعض أو ربما يتغاضون عنها وهي إن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية لم تنقطع مع إيران رغم قيام الثورة الإيرانية التي قادها الخميني من منفاه في فرنسا تحت رعاية استخباراتها وتجنيد بريطانيا لإذاعة ال bbc الناطقة بالفارسية لنقل خطب خامنئي للشعب الإيراني .
الم تكن التجارة السرية بين إسرائيل و إيران وراء رسالة شديدة اللهجة موجهة من سفير الولايات المتحدة في إسرائيل لوزير المالية ويهود اولمرت حين كان رئيس وزراء التي اعتبرها اختراقا لقانون منع التعامل مع" دول العدو"، أيضا رغم العقوبات التي تتوعد واشنطن تشديدها على إيران فإن شركة ديك تشيني "هاليبيرتون " النفطية أنهت عملها أوائل العام 2007 في تطوير حقول النفط والغاز هناك ويضيف الباحث الأردني على باكير إن تقرير الكونغرس كشف عن بيع البنتاغون أوائل العام 2007ما يقرب من 1000 قطعة غيار لمقاتلات إف – 14 "توم كات " كما أن الرئيس الإيراني احمدي نجاد الذي يهدد بمحو إسرائيل عن الخارطة " ولا يعطي مثالا واقعيا بالتهديد بضرب مفاعل ديمونة مثلا ردا على تهديدات إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية بدل تهديده لدول الخليج العربي " يتحصن في سيارته بأجهزة إنذار من صنع إسرائيلي .وما هذه إلا بعض ما ظهر للعلن وما خفي أعظم .
ومع ذلك يعتقد بعض العرب الذين جعلوا عقولهم في آذانهم إن من يحرر القدس ويمحو إسرائيل عن الخارطة هم ملالي إيران الذين يكيلون اللعان لمن تسلم مفاتيح مدينة القدس الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين فتحها المسلمين زمن خلافته عدى عن حقدهم الأعمى على القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي الذي حررها للمرة الثانية في تاريخ المسلمين من الصليبيين .
أساطيل حربية في المياه الإقليمية للعرب :
أريد أن أعود لتحليلي في المقال السابق " الحرب الإسرائيلية السابعة : تبدأ بالأقصى وتنتهي بمكة والمدينة " وقلت أن أي هجوم من قبل إسرائيل على المنشآت النووية ماهي إلا ضربة متفق علي أهدافها مسبقا ( كما هي حرب تموز 2006 مع حزب الله ) لتحقيق أهداف مشتركة بين المسيحية الصهيونية ونظام ملالي إيران الذي نصب نفسه مرجعا للشيعة في العالم بعد أن شوه على مدار قرون مضت المذهب الشيعي بالعديد من الكتب لمفكرين " بالأحرى شياطين" على رأسهم الشيطان المقبور خامنئي ليس تعصبا " كما يدعون لعلي رضي الله عنه أو تشيعا إلى آل بيت رسول الله الذين هم أحب خلق الله إلى جميع المسلمين بعد رسول العالمين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ولكن حقدا مجوسيا صهيونيا على العرب المسلمين .
وحذرت في ذلك المقال إن استهداف إيران لدول الخليج -وعلى رأسها السعودية - لضرب المصالح الأمريكية في تلك المنطقة كردة فعل للهجوم عليها سيكون ذريعة لتدخل واشنطن ومن ورائها حلف الناتو بدعوى حماية تلك المصالح الغربية في المنطقة والتي لن تسمح بوقوعها في أيدي الدولة التي تهدد السلم الدولي على حد زعمهم وهي إيران . وها قد جاءت مقدمتها واضحة بافتتاح القاعدة العسكرية الفرنسية في الإمارات والتي سميت استخفافا بالسلام الذي يصنعه "الذئب مع الغنم" بقاعدة السلام !!! وماذا عن تحالف قوات الأساطيل البحرية ل 20 دولة بقيادة الأميرال الأمريكي تيري ماكنايت بدعوى مكافحة "القرصنة الصومالية" فهل يستوعب العاقل أن بعض البحارة الصوماليين الجوعى استطاعوا بمفردهم أن يختطفوا ناقلات نفط وسفن عملاقة لدول عظمى ومطالبتهم بالفدية التي تبلغ ملايين الدولارات يبدو أن هذا لم يعد مقتصرا على أفلام هوليوود فقط فهم يصنعون الأفلام السياسية والحربية على ارض الواقع أيضا أي أن قضية القرصنة الصومالية خلقت لتكون مبررا لتواجد هذه القوات الدولية قرب المياه الإقليمية العربية وقد حذرت الصومال أمام جامعة الدول العربية من أن منطقة المحيط الهندي وخليج عدن بات بمثابة قاعدة عسكرية عائمة لمعظم الأساطيل الدولية . وأكاد اجزم إن هذه الحشود هي مقدمة لحشود أعظم ستطبق على منطقة الخليج العربي بمجرد اندلاع الحرب المنتظرة والتي عنوانها النووي الإيراني .وجدير بالذكر هنا ما تشير إليه التقارير أن إيران تمكنت من بناء قاعدة بحرية عسكرية على البحر الأحمر ونجحت في تحويل ميناء عصب الاريتري إلى اكبر قاعدة بحرية إيرانية خارج مضيق هرمز.
بعد حائط البراق حائط خيبر :
إن نظرة واحدة على منطقة الشرق الأوسط وبكل تلك الحروب الدائرة والقواعد العسكرية والأساطيل البحرية إلى جانب الشرخ الذي أصاب القضية الفلسطينية و الشحن الطائفي في المنطقة لا ينذر أبدا بقرب الحل السلمي الذي يتشدق به الشيخ باراك حسين اوباما وليكون خطابه المنتظر الذي يحلوا للبعض اعتباره إعلان مصالحة مع العالم الإسلامي إعلانا لنقل المعركة بالكامل إلى الأرض العربية ومن اكبر دولتين عربيتين مصر والسعودية وهذه الأخيرة كنت أشرت في مقالي السابق عن كونها المرحلة الأخيرة في مشروع الشرق الأوسط الجديد - الصهيو أمريكي الذي يسعى لتقسيم المملكة السعودية ووضع مكة المكرمة والمدينة المنورة تحت الوصاية الدولية غير مستبعدين الدور القادم لمصر كونها أخر حصن عربي سني أمام الغرب الصهيو امريكي وهاهي إسرائيل تسعى لتجميع الوثائق الخاصة بأحفاد يهود المدينة لتقديمها للمنظمات الدولية والمطالبة بآثارهم اليهودية ومنها حائط خيبر وما تبقى من حصن خيبر واللذان هما ألان تحت وصاية منظمة اليونسكو كما صرح المفكر عبد الله النفيسة في لقاء له على قناة الجزيرة .
وماذا عن أتباع إيران الشيعة الناشطين في اثارت الفتن باسم الدفاع عن الأقليات الشيعية واغلب هؤلاء من الإيرانيين الذين تجنسوا بجنسيات دول الخليج العربي – طبعا لا يخلو الأمر من منتفعين ومستفيدين من تبعيتهم لإيران كما هو الحال لتنظيم الإخوان المسلمين الذين لا يتبعون المذهب الشيعي ولكن لهم ارتباطات خفية أحيانا وظاهرة من حين لأخر – ففي تظاهرة لهؤلاء اقصد الشيعة الصفوية في لندن رفعوا يافطات تطالب بتحرير مكة والمدينة من ما يسمونه " الاحتلال الوهابي " وضرورة تدويلها وإخراج الكفرة منها على حد زعمهم وليس تحرير القدس من الصهاينة . هذه مقارنة واحدة من جهة توحد الأهداف العقائدية والسياسية لدى اليهود الصهاينة والنظام الإيراني.
إن مقارنة سريعة بين فكر المجوس الذين يدعون التشيع لآل البيت على المذهب الجعفري وما يروج له من أن الإمام المهدي المنتظر سيأتي بمصحف فاطمة والذي لا توجد فيه أية واحدة من آيات القران الكريم وانه من المنظرين " أي ولد منذ قرون - وانه سيحكم بشريعة آل داوود وما يعتقد به حاخامات اليهود من أن ملك اليهود سيظهر بعد استكمال بناء الهيكل الثالث المزعوم وسيحكم إمبراطورية اليهود والتي يمهد لها اليوم الكنيست الإسرائيلي بقانون معاقبة من ينكر يهودية الدولة لتبدأ عملية التطهير العرقي لفلسطينيي الداخل 48 في إعلان صارخ لكون هذا الكيان الصهيوني ما هو إلا وليد النازية الصهيونية. فالمقارنة بين العقائد الصفوية واليهودية يؤكد أن إيران وإسرائيل يعملان لهدف واحد مشترك عقائديا وسياسيا واستراتيجيا وصدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما اخبر أن الدجال " ملك اليهود " يخرج من أصفهان " يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة" وليس كل هذه الحرب الإعلامية إلا لخداع العرب لأنهم هم العدو المشترك لإسرائيل وإيران .